• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

معنى اسم الله الحيي

شرح اسم الله الحيي
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/12/2017 ميلادي - 1/4/1439 هجري

الزيارات: 46493

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

معنى اسم الله الحَيِيّ[1]

 

الدَّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (الحَيِيِّ)[2]:

الحييُّ فِي اللغة هو المتصِفُ بالحياءِ، يقال: حَييَ منه حَياءً واستَحْيَا منه واستَحَى منه، وهو حَييٌّ ذو حياءٍ كغنيٍّ ذي غِنًى[3].

والحياء صفةٌ خُلُقية رقيقةٌ، وسَجِيَّةٌ لطيفةٌ دقيقةٌ، تمنعُ النفسَ مِنْ تَجاوزِ أَحكامِ العُرْفِ، أو مِنْ تجاوز أحكامِ الشَّرْعِ، وأحكامُ العُرفِ يُقصد بها كلُّ ما تعْرفهُ النفوسُ، وتستحسنُه العقولُ مِنْ مكارمِ الأخلاقِ، ومحاسنِ الشِّيمِ، وَهِيَ التي كانت ولم تَزَلْ مستحسنةً فِي كلِّ زمانٍ ومكانٍ[4]، وعند البخاري مِنْ حديثِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ"[5].

 

"إذا لم تَسْتَحِ": فعْل مضارع مجزوم بِلَمْ وعلامة جزمه حذفُ آخرِه، فالفعل مكوَّن مِن ثلاثة أحرف وحُذِفَ آخرُه للجزم وبقيَ حرفان.

قال أبو تمام:

إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي ♦♦♦ ولم تَسْتَحْيِ فاصنعْ ما تشاءُ

والمقصودُ: أنَّ الحياءَ لم يزلْ مستحسَنًا فِي شرائعِ الأنبياءِ، وأنه لم يُنسخْ فِي جملةِ مَا نُسِخَ مِنْ شرائِعهم[6]، وعند البخاري مِنْ حديث أبي سفيانَ رضي الله عنه، قَالَ: "فَوَاللهِ لَوْلا الْحَيَاءُ مِنْ أنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ"[7].

 

وعند البخاري من حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه؛ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ موسى كَانَ رَجُلًا حَييًّا سِتِّيرًا لاَ يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ"[8].

 

والله عز وجل قَالَ: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ [القصص: 25]، فالحياءُ صفةٌ أخلاقيةٌ، وسَجِيَّةٌ نَفسِيةٌ تُراعِي مكَارمَ الأخلاق، ومحاسِنَ الشِّيمِ، وَهِيَ كلُّها خَيْرٌ.

 

أما حياءُ الشرعِ فهو الحياءُ الذي يحفظُ به العبدُ حدودَ اللهِ ومحارمَهُ، وربما يتطلبُ ذلك وَرَعًا واتِّقاءً للشَّبهةِ مما يحيفُ عَلَى الحيِيِّ بعضَ الشَّيْءِ[9].

 

واللهُ عز وجل هو الحيِيُّ الذي تكفَّلَ بعبادِهِ وبأرزاقِهم؛ لأنه ليس لهم أحدٌ سِواه: فهو الذي يَقبل تَوبَتَهُمْ، ويوفِّق مُحسِنَهُمْ، ويسمعُ دعاءَهم، ولَا يخيِّبُ رجاءَهم، وحياءُ الرَّبِّ تَعَالَى لا تدركه الأفهامُ، ولا تكيِّفهُ العقولُ؛ فإنه حياءُ كرمٍ وبِرٍّ وجُودٍ وجلالٍ[10].

 

وعند أبي داود، وصحَّحه الشيخُ الألبانيُّ مِنْ حديث سَلمَانَ الفارسي رضي الله عنه؛ أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا"[11].

 

والحياءُ وصفُ كمالٍ لله، لَا يُعارض الحكمةَ، وَلَا يُعارضُ بيان الحقِّ والحجةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴾ [البقرة: 26].

 

وُرُودُهُ فِي الحديثِ الشَّريفِ[12]:

1- وَرَدَ فِي حديثِ يَعْلى بنِ أميةَ رضي الله عنه؛ أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رأى رَجلًا يغتسلُ بالبَرَازِ بلا إزارٍ، فصعد المنبرَ، فحمدَ اللهَ وأَثنى عليه، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عز وجل حَيِيٌّ ستِّيرٌ يُحبُّ الحياءَ والسِّتْرَ، فإِذا اغْتَسَل أَحدكُم فَلْيَسْتَتِرْ"[13].

 

2- وَفِي حديثِ سلمان رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا"[14].

 

وَقَدْ وَرَدَ بصيغةِ الفعل فِي الكتابِ العزيزِ فِي قوله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾ [البقرة: 26].

 

3- وَفِي حديثِ أبي واقدٍ اللَّيثيّ؛ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بينما هو جالسٌ فِي المسجدِ والنَّاسُ معه إذْ أَقبل ثلاثةُ نفرٍ، فأقبل اثنانِ إِلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وذهبَ واحدٌ، قال: فوقَفَا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فأما أحدُهما فرأى فُرْجةً فِي الحَلْقَةِ فجلسَ فيها، وأما الآخرُ فجلسَ خَلْفَهُم، وَأما الثالثُ فأدْبرَ ذاهِبًا، فلما فَرغَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَلا أُخبركم عن النَّفَرِ الثلاثةِ؟ أما أحدُهُم فآوى إلى اللهِ فآواه اللهُ، وأما الآخرُ فاسْتَحيا فاسْتَحيا اللهُ منه، وأما الآخرُ فأعْرضَ فأعْرضَ اللهُ عنه"[15].

 

4- وَفِي حديثِ أمِّ سلمةَ رضي الله عنها قالت: جاءتْ أمُّ سُليمٍ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا رسولَ اللهِ! إنَّ الله لا يَسْتحيي مِنَ الحقِّ، فهل عَلَى المرأةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احتلمَتْ؟ فَقَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ إِذَا رأتِ الماءَ..."[16].

 

مَعْنَى الاسمِ فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى:

قال ابنُ الجوزي: "الحياءُ بالمدِّ: الانقباضُ والاحتشامُ، غَيْرَ أَنَّ صفاتِ الحقِّ عز وجل لا يُطَّلعُ لها على ماهيةٍ، وإنما تُمَرُّ كما جاءتْ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربَّكم حَييٌّ كريمٌ"[17].

وقال ابن القيم[18]:

وهو الحَيِيُّ فليسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ
عند التَّجاهُرِ منه بالعِصْيانِ
لكنَّهُ يُلْقِي عليه سِتْرَهُ
فهو السّتِيرُ وصاحبُ الغُفْرانِ

 

وقال المُباركفُوري: "قولُه: "إنَّ اللهَ حييٌّ" فَعيلٌ مِنَ الحياءِ؛ أي: كثيرُ الحياءِ.

ووصفُه تَعَالَى بالحياءِ يُحمَلُ عَلَى مَا يَليقُ له، كسائرِ صفاتِهِ، نُؤمنُ بها ولا نكِّيفُها"[19].

وذَكَرَ (الاستحياءَ) فِي صفاتِ الله تَعَالَى شيخُ الحرمينِ أبو الحسنِ محمدُ بنُ عبدِ الملك الكرجيُّ فِي كتابِهِ الذي سماه: الفصول فِي الأصولِ عَنِ الأئمة الفحولِ إِلزامًا لذوي البدعِ والفضولِ، وكان من أئمةِ الشافعيةِ، ونقلَهُ إقرارًا له شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ[20].

 

ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بَهَذَا الاسمِ:

1- إثباتُ صِفةِ الحياءِ لربِّنا تباركَ وَتَعَالَى عَلَى مَا يليقُ بجلاله وكمالِهِ، إِثباتًا مِنْ غيرِ تمثيلٍ لها بخلقِهِ.

قال الإمامُ أبو يعلى الفرَّاءُ بعد أنْ ساق الأحاديثَ الواردةَ فِي صِفةِ الحياءِ: "اعلمْ أَنَّهُ غَيرُ ممتنعٍ وَصْفُ اللهِ تَعَالَى بالحياءِ، لا على معنى ما يُوصفُ بِهِ المخلوقين مِنَ الحياءِ الذي هو انقباضٌ وتغيُّرٌ وخَجَلٌ، لاستحالةِ كونِهِ جِسمًا متغيرًا تحلُّه الحوادثُ[21].

لكِنْ نُطلقُ هذه الصفة كما أطْلقنا وَصَفَهُ سُبْحَانَهُ بالإرادِة وإنْ خَالفتْ إِرادةَ المخلوقينَ، لأن إرادَتَهُ تقتضي وجوبَ المرادِ، وإرادتُنا لا تقتضي وجوبَهُ.

وكذلك علمُه يقتضي العلمَ بالمعدومِ والموجودِ خلافَ علمِنَا"[22].

وقال الهَّراسُ: "وَرَدَ فِي السُّنَّة وَصفْهُ تَعَالَى بالحياءِ:

كقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله حَيِيٌّ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا"[23].

وكقوله صلى الله عليه وسلم فِي شأن النفرِ الثلاثةِ الذين وقَفُوا عَلَى مجلسِهِ: "أمَّا أحدُهم فأقبلَ فأقبلَ اللهُ عليه، وأمَّا الآخرُ فاسْتَحْيَا فاسْتَحْيَا اللهُ عز وجل منه، وأمَّا الثالثُ فأعْرضَ فأعْرضَ اللهُ عز وجل عنه".

 

وحياؤُه تَعَالَى وصفٌ يليقُ به، ليس كحياءِ المخلوقين الذي هُوَ تغيُّرٌ وانكسارٌ يَعْتري الشخصَ عند خوف ما يُعاب أو يُذمُّ، بلِ هو تركُ ما ليس يتناسبُ مع سَعةِ رحمتِهِ، وكمالِ جُودِهِ وكرمِهِ، وعظيمِ عَفْوهِ وحلمِهِ.

 

فالعبدُ يجاهره بالمعصية مع أنَّهُ أفقرُ شيءٍ إليه، وأضعفُهُ لديه، ويستعينُ بنعمِهِ عَلَى معصيتهِ، ولكنَّ الربَّ سُبْحَانَهُ مع كمال غِناهُ وتمامِ قدرتِهِ عليه، يَستحيي مِنْ هَتْكِ سِتْرِهِ وفضيحتِهِ، فيسترهُ بما يُهيّئهُ له مِنْ أسباب السَّترِ، ثُمَّ بعد ذلك يعفو عنه ويغفرُ، كما فِي حديث ابنِ عمرَ رضي الله عنهما: "إنَّ الله عز وجل يُدْني المؤمنَ فيضعُ عليه كَنَفَه، ثم يسألُه فيما بينه وبينَهُ: ألم تفعلْ كذا يومَ كذا؟ حتى إذا قرَّره بذنوبِهِ، وأَيقنَ أنه قَدْ هَلَكَ، قال له: سترتُها عليك فِي الدنيا وأنا أَغْفِرُهَا لك اليومَ"[24].

 

ويستحي مِمَّنْ يدعُوه ويمدُّ إليه يديهِ أَنْ يردَّهُما خاليتينِ.

وهو مِنْ أجلِ أنه حَيِيٌّ ستّيرٌ يحبُّ أهلَ الحياءِ والسَّترِ مِنْ عبادِهِ، فمَنْ سَتَر مسلمًا سَتَرَ اللهُ عليه فِي الدنيا والآخرةِ.

ويَكْرهُ المجاهَرةَ بالفسوقِ والإعلانَ بالفاحشَةِ، وإنَّ مِنْ أَمْقتِ الناسِ عندَه مَنْ باتَ عَلَى معصيةٍ واللُه يَسْترُهُ، ثم يُصبح فيكشفُ سِتْرَ اللهِ عليه.

 

وقد توعَّد الذين يُحبُّون أَنْ تشيعَ الفاحِشَةُ فِي الذين آمنوا بأَنَّ لهم عذابًا أليمًا فِي الدنيا والآخرِة[25].

وفِي الحديث: "كلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ"[26]"[27].

 

2- أوَّلَ كثيرٌ مِنْ العلماء صِفَةَ الحياءِ الثابتةَ له سُبْحَانَهُ فِي الأحاديثِ الصحيحةِ المتقدمةِ: بالتركِ تارةً، وبالكراهيةِ تارةً، وبالرَّحمةِ تارةً، وعدمِ العِقابِ والعذابِ أُخرى، وكُلُّها مِن لوازمِ الحياءِ.

أ- منهم الحليميُّ فِي قولهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله حَيِيٌّ كريمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا"، قال: "ومعناه: أنه يكرَهُ أَنْ يردَّ العبدَ إذا دعاه فسأله ما لا يمتنعُ فِي الحكمة إعطاؤه إيَّاهُ، وإجابتُه إليه، فهو لا يفعلُ ذلك، إلا أَنَّهُ لا يخاف من فِعلِهِ ذمًّا، كما يخافُهُ النَّاسُ فيكرهون لذلك فعلَ أمورٍ وتركَ أمورٍ، فإِنَّ الخوفَ غيرُ جائزٍ عليه"[28].

 

ب- والبيهقي فِي قوله: "فاسْتَحْيا فاسْتَحْيا اللهُ منه"، قال: "أي: جازاه على استحيائِهِ بأنْ تركَ عقوبَتَهُ على ذُنوبِهِ"[29].

 

جـ- والنوويُّ فِي قوله صلى الله عليه وسلم: "وأمَّا الآخرُ فاسْتَحْيا فاسْتَحْيا اللهُ عز وجل منه..." الحديث، قال: "أي: رَحِمَهُ ولم يُعذِّبْهُ، بل غَفرَ ذنوبَهُ، وقيل: جازاه بالثَّوابِ"[30].

 

د- والحافظ ابن حجر في الحديثِ نفسِهِ، قال: "أي: رَحِمَهُ ولمْ يُعاقِبْهُ"[31].

 

هـ- والأُقليشي إذْ يقولُ: "وأما وصْفُ اللهِ تَعَالَى بأنَّهُ (حييٌّ) فوزنه فعيلٌ من الحياء، وهذا الوصْفُ فِي حقِّ الله تعالى مُتأوَّلٌ!!

إذِ العبدُ هو الموصُوفُ بالحياءِ، لأنَّها حالةٌ يجدُها العبدُ فِي نفسِهِ تَحملُهُ على إجلالِ المُسْتَحْيا منه.

 

ولمَّا كان اللهُ تعالى مُتكرِّمًا على سائِلِهِ، وقاضيًا حوائجَ داعيهِ، لا يردُّهم بكرمِهِ، وَصَفَ نَفسَهُ بالحياءِ الذي يُوصَفُ به مَنْ كَرُمتْ نفسُهُ، وكانت له سَجِيةٌ حيِّيةٌ، فإنه من أوصاف المدحِ فِي الخَلْقِ، وكلُّ وصفٍ كان للمخلوق حسنًا، فللهِ منه الحظُّ الأكملُ، وإنْ كان فيه إيهامٌ فإنه فِي حقِّهِ متأوَّلٌ.

 

وقد وَصفَ نفسَهُ بأنَّهُ يَستحيي من العبدِ، ووَصف نفسَه بأنه لا يستحيي من الحقِّ، فحياؤه مِنْ عبدِهِ يرجعُ إلى قضاءِ حاجتِهِ، بصفةِ كرمِهِ، وكونه لا يَستحيي من الحقِّ يرجعُ إلى صفةِ عَدْلِهِ، القاضيةِ بجريانِ الحقِّ على أهله، ولكلِّ صفةٍ مقامٌ، وكيفٌ، فكان هذا الوصفُ من أوصافِ الأفعالِ، لأنه عبارةٌ عن إظهار كرمِهِ، وإدْرار نِعَمه"[32].

 

و- والسِّنْدِيُّ قال: "(حيي) بكسرِ أولى الياءين مخفَّفةٌ، وَرفْعِ الثانيةِ مشدَّدةٌ؛ أي: الله تعالى تاركٌ للقبائح، ساتِرٌ للعيوب والفضائحِ، يحبُّ السَّترَ من العبد، ليكون مُتخلِّقًا بأخلاقِهِ تعالى، فهو تعريضٌ للعبادِ، وحَثٌّ لهم على تحري الحياء"[33].

 

وغيرُهُم ممَّنْ أخطَأَ في هذا البابِ، عفا اللهُ عنَّا وعنهُم بمنِّهِ وكرمِهِ.

 

3- ولمَّا كان اللهُ تعالى موصوفًا بالحياءِ، فإنَّه يُحبُّ أهلَهُ والمتَّصفينَ به مِنْ عبادِهِ، كما ذكرْنَا سابقًا أنه تعالى عليمٌ يحبُّ العلماءَ، كريمٌ يُحبُّ الكرماءَ، حليمٌ يُحِبُّ الحُلماءَ، جَميلٌ يحبُّ الجمالَ.

وقال أبو موسى رضي الله عنه: "اللهمَّ إنك مُؤمِنٌ تُحبُّ المؤمِنَ، ومهيمنٌ تحبُّ المُهيمِنَ، سَلامٌ تُحِبُّ السَّلامَ، صادِقٌ تُحبُّ الصادِقَ"[34].

 

بل قد جعله رسولُ الهُدى صلى الله عليه وسلم شُعبةً مِن شُعبِ الإيمانِ، وخصلةً من خِصالِ عبادِ الرَّحمنِ.

فقال صلى الله عليه وسلم: "الإيمانُ بِضْعٌ وسِتُّونَ شُعْبةً، والحياءُ شُعبةٌ مِنَ الإيمانِ"[35].

 

ومرَّ صلى الله عليه وسلم على رَجُلٍ مِنَ الأنصارِ وهو يَعظُ أخاه فِي الحياءِ - وفِي رواية: يقولُ: إنك لتستحيي حتى كأنَّه يقولُ: قد أَضَرَّ بك - فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "دَعْهُ، فإن الحياءَ مِنَ الإيمانِ"[36].

 

وكان هو صلى الله عليه وسلم مِن أشدِّ الناسِ حياءً، كما وصفَهُ أَصحابُهُ، قال أبو سعيدٍ الخدري رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً من العَذْراءِ فِي خِدْرِهَا"[37].

أي: أشدُّ حياءً مِن البِكرِ إذا دُخل عليها فِي خَلوتِها[38].

 

فإن قيل: الحياءُ مِن الغرائِزِ، فكيف جُعل شُعبةً من الإيمانِ؟

أُجيبَ بأنَّه: قد يكونُ غريزةً وقد يكونُ تخلُّقا، ولكنَّ استعمالَهُ على وَفْقِ الشَّرعِ يحتاجُ إلى اكتسابٍ وعلمٍ ونيةٍ، فهو من الإيمانِ لهذا.

ولكونه باعِثًا على فعل الطاعةِ، وحاجزًا عن فِعْلِ المعصيةِ[39].

ولا يقال: رُبَّ حياءٍ يمنعُ عن قولِ الحقِّ أو فعلِ الخيرِ، لأنَّ ذاك ليس شرعيًّا.

فإن قيل: لِمَ أفردَهُ بالذكر هنا؟

أُجيبَ بأنَّه: كالدَّاعي إلى باقي الشُّعَبِ، إذْ الحييُّ يخافُ فضيحَةَ الدنيا والآخِرَةِ، فَيَأْتَمِرُ وَيَنزجِرُ[40].

 

4- اعلَمْ - رَحِمني اللهُ وإيَّاكَ - أَنَّ أعظَمَ الحيَاءِ يَنبغي أَنْ يكونَ مِنَ الله تعالى، الذي نتقلَّبُ فِي نِعَمِهِ وإحسانِهِ الليلَ والنَّهارَ، ولا نَسْتغني عنه طَرْفَةَ عينٍ، ونحنُ تحتَ سمعِهِ وبصرِهِ، لا يغيبُ عنه مِنْ حالنا وقولِنا وفعلنِا شيءٌ، كما قال عز وجل: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61]

 

وقال بعضُ السَّلفِ: "عَلِمتُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى مُطَّلعٌ عليَّ فاسْتَحييْتُ أَنْ يراني على مَعصيةٍ".

وقد أحسَنَ مَنْ قال:

وإذا خَلَوتَ بِرِيبةٍ فِي ظُلمةٍ
والنَّفسُ داعِيةٌ إلى العصيانِ
فاسْتحْيِ مِن نَظَرِ الإلهِ وقُلْ لها
إنَّ الذي خَلَقَ الظَّلامَ يَراني

 

وحُكي عن بعض السَّلفِ: "خَفِ الله على قَدْرِ قُدْرتِهِ عليك، واستحْيِ منه على قَدْرِ قُربِهِ منك"[41].

قال الرَّاغِبُ: "والذي يَستحْيي منهم الإنسانُ ثلاثةٌ:

البشرُ: وهو أكثرُ ما يَستحْيي منه، ثم نفسُهُ، ثم اللهُ عز وجل.

ومَنِ اسْتحيا مِنَ النَّاسِ ولم يستحْي مِن نفسِهِ، فنفسُهُ أخسُّ عنده من غيرِهِ. وَمَنِ اسْتحْيا منهما ولم يستحي مِنَ اللهِ عز وجل، فلعدم معرفتِهِ به.

 

فإنَّ الإنسانَ يستحْيي ممَّنْ يُعظِّمُهُ ويَعَلَمُ أنَّه يراهُ، ويَسمعُ نجواهُ، ومَنْ لا يعرفُ اللَه فكيف يَسْتعظمُه؟ وكيفَ يعلمُ أنه مُطَّلعٌ عليه؟

وقولُه صلى الله عليه وسلم: "اسْتحْيُوا مِنَ الله حَقَّ الحياءِ"[42]، في ضمنِهِ حثٌّ على معرفتِهِ.

وقال الله عز وجل: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ [العلق: 14]، تنبيهًا على أَنَّ العبدَ إذا علِم أَنَّ ربَّه يراهُ استحْيا مِنَ ارتكاب الذَّنبِ.

 

وسُئلَ الجُنيدُ عما يُولِّدُ الحياءَ من الله تعالى، فقال: رُؤيةُ العبدِ آلاءَ الله عليه، ورؤيةُ تقصيرِهِ عن شكرِهِ"[43].

قال القرطبيُّ: "فيجبُ على كلِّ مكلَّفٍ أَنْ يستحييَ مِنْ خالقِهِ، وذلك بأن لا يراهُ حيثُ نهاهُ، وذلك أَنَّ المُؤمِنَ يقتضي تعظيمَ مَنْ آمنَ به، فينزجرُ عن القبائح حياءً من نَظَرهِ إليه، حتى كان بعضُهم لا يغتسلُ إلا وعليه مِئْزرٌ يسترُه، ولا يَقُومُ قائمًا مُنتصِبًا بل يَتضَامُّ ما استطاع في غُسْلِهِ[44].

وكان موسى؛ حَيِيًّا ستِّيرًا يغتسلُ بناحيةٍ من قومِهِ[45].

 

وروى الترمذيُّ: عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اسْتَحْيُوا مِنَ الله حقَّ الحياءِ"، قال فقلنا: إنا نَستحْيي والحمدُ لله، قال: "ليسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الاستحْياءَ مِنَ الله حقَّ الحياءِ، أَنْ تحفظَ الرأسَ وما وَعَى، والبطنَ وما حَوَى، وتَذْكُرَ الموتَ والبِلَى، ومَنْ أرادَ الآخرةَ تَرَكَ زينةَ الدُّنْيَا، فمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ الِله حقَّ الحَيَاءِ" [قال: حديثٌ غريبٌ][46].

 

فمَنْ كَثُر مِن اللهِ حياؤهُ انقبضتْ نفسُه عن مجاهرَتهِ بالعصيانِ، إِذْ علمُهُ معه فِي كلِّ مكانٍ فمَنْ عصاه فَقدْ جاهرَهُ، ثُمَّ مهما أفشَى معصيتَهُ فِي الخَلْق فِعلًا وقولًا فقد أعظمَ المُجاهرَةَ، إِذْ مَنْ لا يستحيي مِنَ النَّاسِ لا يستحيي مِنَ اللهِ، ولذلك كان الحياءُ الغريزيُّ محمودًا فِي العبدِ لكونِهِ مُنقبِضًا به عن مُجاهرةِ الخَلْقِ فيما يُنكرونَهُ من الفِعلِ.

 

وفِي البخاري عن أبي مَسعودٍ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مما أَدركَ الناسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ ما شِئْتَ"[47].

 

وعن ابنِ عُمرَ مَرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على رَجُلٍ وهو يُعاتبُ في الحياء، يَقولُ: إنَّك تستحْيي، حتى كأنَّه يقولُ: قد أضرَّ بك، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "دَعْهُ، فَإِنَّ الحياءَ منَ الإِيمانِ"[48]"[49].

 

5- والوقاحَةُ مذمومَةٌ بكلِّ إنسانٍ، إذْ هِيَ انْسِلاخٌ مِنْ الإنسانيَّةِ.

وحقيقتُها: لجاج النَّفسِ فِي تعاطي القبيحِ.

واشتقاقهُ: من حافرٍ وَقَاحٍ، أي: صُلْب.

وبهذه المناسبة قال الشاعرُ:

يا ليتَ لي من جِلْدِ وجْهِكَ رِقْعةً ♦♦♦ فأَقُدُّ مِنْهَا حَافرًا للأَشْهَبِ

 

وما أصدقَ قولَ الشَّاعرِ:[50]

صَلَابةُ الوجْهِ لم تَغْلبْ على أَحدٍ ♦♦♦ إلا تَكَاملَ فيه الشَّرُّ واجْتَمَعا

 

المعانِي الإيمانيَّةُ:

وقد وَصَفَ نفسَهُ بالحياءِ، ووصَفَهُ رسولُه، فهو الحييُّ الكريمُ.

كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا"[51].

وقالت أمُّ سليمٍ: "يا رسولَ الله: إنَّ اللهَ لا يستحيي من الحقِّ"[52]، وأقرَّها على ذلك.

 

والحياءُ عند هؤلاءِ من الكيفيَّاتِ النَّفْسَانِيَّةِ، فلا يجوزُ عندهُمْ وصْفُ القديمِ بها، المقصودُ أنه كُلَّما كانت صِفاتُ الكمال فِي الحييِّ، كان فرحُه ومحبتُه ورضاه وغَضبُه ومقْتُه أكمَلَ، ولهذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا غَضِبَ لم يَقُمْ لِغضبِه شيءٌ، وفِي الأثر: إنَّ موسى كان إذا غضب اشتعلتْ قُلنسوتُه وكان أشدَّ بني إسرائيل حياءً حتى إنه لا يغتسلُ إلا وحده مِن شِدَّةِ حيائِهِ.

 

وإذا كانت هذه الصفاتُ كمالًا، فلا يجوز سلبُها عمَّن هو أحقُّ بالكمال المطلقِ مِن كلِّ أحد بمُجَّردِ تسميتها كيفياتٍ نفسيةً، وأَعرْاضًا، وانفعالاتٍ، ونَحْوَ ذلك فإنَّ هذا مِن اللَّبْسِ والتلبيس، وتسميةِ المعاني الصحيحةِ الثابتَةِ بالأسماءِ القبيحَةِ المنفِّرةِ، وتلك طريقةٌ لِلنُّفاةِ مألوفةٌ، وسَجِيَّةٌ معروفةٌ، وإذا عُرِفَ هذا تَبيَّن أن هؤلاءِ المعطِّلةَ النُّفاةَ أضاعوا حقَّ اللهِ الذي يستحقُّه لنفسِهِ، والذي بَعَثَ به رُسُلَهُ، وأَنزَل به كُتُبَهُ، والذي هو أصلُ دينِهِ، ومنتهى عبادتِهِ بما هم متناقِضون فيه[53].



[1] الحَيِيُّ: مصدرها: (حياء).

[2] أسماء الله الحسنى للرضواني (2/ 42 - 43).

[3] لسان العرب (14/ 218)، والمغرب في ترتيب المعرب للمطرزي (1/ 238).

[4] انظر: فتح الباري (1/ 75)، وفيض القدير للمناوي (3/ 427)، والجواب الكافي (ص: 46).

[5] البخاري في أحاديث الأنبياء، باب: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} (3/ 1284) (3296).

[6] عون المعبود شرح سُنن أبي داود (13/ 106).

[7] البخاري في بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/ 7).

[8] البخاري في أحاديث الأنبياء، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام (3/ 1249) (3223).

[9] صحيح مسلم بشرح النووي (2/ 5).

[10] مدارج السالكين (2/ 261).

[11] صحيح: أخرجه أبو داود (1488)، وصحَّحه الألباني، رحمهما الله.

[12] النهج الأسمى (3/ 100 - 113).

[13] حديث صحيح: أخرجه أبو داود (4/ 4012)، والنسائي (1/ 200).

[14] حديث صحيح: أخرجه أبو داود (2/ 1488)، ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (ص: 90)، والترمذيُّ (5/ 3556)، وابن ماجه (3865)، وصححه ابن حبان (2400)، والحاكم (1/ 497)، والخطيب في تاريخه (3/ 235 - 236) من طرق عن جعفر بن ميمون، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان مرفوعًا به.

قال الذهبي في العلوِّ (ص: 52): "هذا حديث مشهور".

وحسَّنه الحافظ في الفتح (11/ 143)، وهو كما قال.

[15] أخرجه مالك (2/ 960 - 961)، ومن طريقه البخاري في العلم (1/ 156)، وفي الصلاة (1/ 562)، ومسلم في السلام (4/ 1713) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة؛ أن أبا مُرَّة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره، عن أبي واقد الليثي به.

[16] رواه مسلم في الحيض (1/ 251).

[17] زاد المسير (1/ 54).

[18] النونية (2/ 227) بشرح أحمد بن عيسى.

[19] تحفة الأحوذي (9/ 544).

[20] مجموع الفتاوى (4/ 181) إذْ قال فِي أول كلامه: "وقد ذكرنا فِي غير هذا الجواب مذهبَ سلفِ الأمَّة وأئمَّتها بألفاظها وألفاظ مَنْ نقل ذلك من جميع الطوائف، بحيث لا يبقى لأحد من الطوائف اختصاصٌ بالإثبات، ومن ذلك: ما ذكر شيخُ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبد الملك..." إلخ.

[21] الصواب الإعراضُ عن ذكر هذا النفي، لعدم وروده في الكتاب أو السُّنَّة.

[22] إبطال التأويلات (2/ 412).

[23] حسن: رواه الترمذي (3556) وقال: حسن غريب.

[24] أخرجه البخاري (2441)، ومسلم (2768).

[25] فِي قوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾[النور: 19].

[26] وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلُّ أُمَّتي مُعافى إلا المجاهرين، وإنَّ مِنَ المجاهَرةِ أَنْ يعملَ الرجلُ بالليل عملًا ثم يُصبحُ وقد سَتَره الله، فيقول: يا فلانُ عملتُ البارحةَ كذا وكذا، وقد بات يسترهُ ربُّه، ويُصبح يكشفُ سترَ الله عنه"، رواه البخاري فِي الأدب (10/ 486)، ومسلم فِي الزهد (4/ 2291).

[27] شرح النونية (2/ 80 - 81) للشيخ محمد خليل هراس رحمه الله تعالى.

[28] نقله البيهقي عنه في الأسماء (ص: 91)، والقرطبي في الأسنى (2/ ورقة 422 ب) مع اختلافٍ في أوله.

[29] الكتاب الأسنى (2/ ورقة 423 أ).

[30] شرحه على مسلم (14/ 159).

[31] الفتح (1/ 157)، وبنحوهما قال الراغبُ كما في الذريعة (ص: 188).

[32] الكتاب الأسنى (2/ ورقة 422 ب).

وقد أوَّلَ الحياء بلوازمه: من إجابة داعيه بكرمه وإحسانه، وحبه لجريان الحق لعدله.

والأصل أن تُثبت الصفة لله تعالى ثم تُثبت لوازمها.

[33] حاشيته على النسائي (1/ 200).

وقوله: "ليكون متخلِّقًا بأخلاقه تعالى" من عبارات الفلاسفة وأهلِ الكلام، ولم يأتِ في الكتاب ولا السُّنَّة، ولا في أقوال سلف الأمة القولُ بأن لله أخلاقًا، وإنما له نعوتُ كمالٍ، وصفاتُ جلالٍ، فتنبَّهْ!

قال ابن القيم بعد أن ذكر أنَّ أدعية الرسل مشتملةٌ على دعاءِ الله تعالى بأسمائه والثناء عليه بها:

"وهذه العبارةُ أَوْلى مِن عبارة مَنْ قال: يتخلَّق بأسماء الله، فإنها ليست بعبارةٍ سديدةٍ، وهي منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبُّه بالإله على قدْر الطاقةِ، وأحسنُ منها عبارةُ أبي الحكم بن برهان وهي: التَّعبدُ، وأحسَن منها: العبارة المطابقة للقرآن وهي: الدعاء، المتضمن للتعبُّد والسؤال.

فمراتبها أربعة: أشدُّها إنكارًا عبارة الفلاسفة وهي التَّشبُّه، وأحسَن منها عبارة مَن قال: التخلُّق، وأحسَن منها عبارة مَن قال: التعبد.

وأحسَن مِن الجميع: الدعاء، وهي لفظ القرآن" اهـ، بدائع الفوائد (1/ 164).

[34] أثرٌ صحيحٌ: رواه ابن أبي شيبة (10/ 260)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 259).

[35] رواه البخاري في الإيمان (1/ 51)، ومسلم في الإيمان (1/ 63) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وزاد فيه: "فأفضُلها: قولُ: لا إله إلا الله، وأدْناها: إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياءُ...".

[36] رواه البخاري في الإيمان (1/ 74)، وفي الأدب (10/ 521)، ومسلم في الإيمان (1/ 63) من حديث سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه.

[37] رواه البخاري في المناقب (6/ 566)، وفي الأدب (10/ 513، 521)، ومسلم في الفضائل (4/ 1809 - 1810) وزاد: وكان إذا كَره شيئًا عرفناه في وجهه.

[38] معنى كلام الحافظ في الفتح (6/ 577) وقال: "ومحلُّ وجودِ الحياءِ منه صلى الله عليه وسلم في غير حدود الله، ولهذا قال للذي اعترَف بالزنى: "أنكتَها" لا يكني، كما سيأتي بيانه في الحدود". انتهى، وانظر الحدود (12/ 135).

الزِّنَى ترسم الألفُ ياءً، لأنها ثالثة وأصلها ياءٌ، ويرى الكوفيون أن الألف إذا كانت ثالثةً فترسم ياءً إذا كان أول الكلمة مكسورًا أو مضمومًا مثل الزِّنى، والضُّحى خلافًا للقياس.

[39] كما ورد فِي تعريف الحياء أنه: خُلُقٌ يَبعث على اجتنابِ القبيح، ويَمنع مِن التقصير في حق ذي الحق، الفتح (1/ 52)، ولهذا جاء في الحديث الآخر: "الحياءُ خيرٌ كُلُّه".

[40] الفتح (1/ 52).

[41] المصدر السابق (1/ 75).

[42] يأتي تخريجه.

[43] الذريعة إلى مكارم الشريعة (ص: 188 - 189) ط دار الكتب العلمية سنة 1400 هـ.

[44] كما جاء في حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه، قال: قلت: يا نبي الله، عوراتُنا ما نأتي منها وما نَذرَ؟ قال: "احفظْ عورتَكَ إلا مِن زوجتك أو ما ملكَت يمينُك"، قلتُ: يا رسولَ الله، إذا كان القومُ بعضُهم في بعض؟ قال: "إنِ استطعتَ أنْ لا يَراها أحدٌ فلا يراها"، قال: قلت: يا نبي الله، إذا كان أحدُنا خاليًا؟ قال: "فالله أحقُّ أن يُستحْيا منه"، وفي رواية: "فاللهُ أحقُّ أن يَستحْييَ منه الناس" وإسناده حسَن، رواه أحمد (5/ 3 - 4)، والترمذي (2769 - 2794)، وغيرهما.

[45] أخرجه البخاري في الأنبياء (6/ 436)، وفي التفسير مختصرًا (8/ 534) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ موسى كان رجُلا حيِيًّا ستيرًا لا يُرى من جلده شيءٌ استحياءً منه، فآذاه مَن آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يستتر هذا التسترَ إلا مِن عيبٍ بجلْدِه: إمَّا بَرَص، وإمَّا أُذْرَة، وإما آفة..." الحديث.

[46] حديث حسَن: رواه الترمذي في صفة القيامة (2458)، وأحمد (1/ 387)، وأبو يعلى (8/ 461)، والحاكم (4/ 323)، والبيهقي في الشعب (6/ 7730، 8/ 10561)، والبغوي في شرح السُّنَّة (14/ 234) وفي سنده: الصباح بن محمد الأحمسي الكوفي، ضعيف.

لكن له طريق آخر، رواه الطبراني في الكبير (10/ 188)، وفي الصغير (1/ 177)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 209) يتقوَّى به.

[47] رواه البخاري في الأنبياء (6/ 515)، وفي الأدب (10/ 523).

وقوله: "مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى"؛ أي: مما اتفق عليه الأنبياء.

وقوله: "فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ" هو أمر بمعنى الخبر، أو هو للتهديد؛ أي: اصنع ما شئت فإنَّ الله يجزيك، أو معناه: انظر إلى ما تريد أن تفعله فإن كان مما لا يُستحيا منه فافعله، وإن كان مما يستحيا منه فدعْهُ، الفتح (6/ 523).

وقد قال أبو عبيد في غريب الحديث (3/ 31 - 32): "وجْهُه عندي: أنه أراد بقوله: "إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شئتَ": إنما هو مَن لم يستحِ صَنَع ما شاء، على جهة الذَّم لترك الحياء، ولم يُرِدْ بقوله: "فاصنع ما شئتَ" أن يأمر بذلك أمرًا، وهذا جائز في كلام العرب أن يقول: افعل كذا وكذا، وليس يأمره، ولكنه أمر بمعنى الخبر، ألم تسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"، أي: كان له مقعدٌ من النار، إنما هي لفظةُ أمْرٍ على معنى الخبر وتأويل الجزاء، وإنما يراد مِن الحديث: أنه يحثُّ على الحياء، ويأمر به، ويعيب ترْكَه" اهـ.

[48] تقدَّم تخريجُه قريبًا.

[49] الكتاب الأسنى (2/ ورقة 423 أ - ب).

[50] الذريعة للراغب (ص: 188).

[51] صحيح: أخرجه أبو داود (1488) في الصلاة باب: الدعاء، والترمذي (3556) في الدعوات باب: في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وابن ماجه (3865) في الدعاء باب: رفع اليدين في الدعاء، من حديث سلمان رضي الله عنه، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود: صحيح.

[52] والحديث أخرجه البخاري (6091) في الأدب باب: التبسُّم والضحك، ومسلم (313) في الحيض باب: وجوب الغسْل على المرأة بخروج المنيِّ منها، من حديث أم سلمة رضي الله عنها.

[53] الصواعق المرسلة (ص: 1498).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شرح اسم الله الخالق المصور
  • شرح اسم الله تعالى اللطيف
  • شرح اسم الله السميع
  • شرح اسم الله "الوارث"
  • شرح اسم الله ( الحكيم )
  • اسما الله الأول والآخر

مختارات من الشبكة

  • الحمل على المعنى في اللغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • معاني أسماء الله سبحانه: الجميل، الحيي الستير، الشافي، الطبيب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة كشف المعاني في شرح حرز المعاني(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الصرف بين معاني القرآن للفراء ومعاني القرآن للأخفش(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله وتحقيق معنى التوحيد والشرك بالله (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (الحيي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المعاني المهملة في بعض شواهد علم المعاني(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شرح مائة المعاني والبيان (علم المعاني - أحوال الإسناد الخبري)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • زعل: بين المعنى الفصيح والمعنى المولد(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة كشف معاني البديع في بيان مشكلات المعاني(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب