• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع
علامة باركود

رعاية الإسلام للمسنين (خطبة)

رعاية الإسلام للمسنين (خطبة)
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/11/2017 ميلادي - 26/2/1439 هجري

الزيارات: 56227

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رعاية الإسلام للمسنين

 

إخوة الإسلام، حديثنا في هذا اللقاء عن أمر من الأمور التي يتهاون فيها كثير من الشباب في هذا الحقبة الأليمة تأثر بالغرب في عادته وتقاليده، إنه رعاية المسنين، فكم من أم قد أُهملت وكم من أب قد هجره أبناؤه على كبر، ولو أردت أن تنظر إلى إهمال الأبناء والبنات إلى الآباء والأمهات فاذهب على سبيل المثال إلى دور رعاية المسنين ليحدثوك بما لا يصدق.. يترك الولد أباه وأمه في دار العجزة ويمر الشهر والدهر ولا يسأل عنهم!

لذا سنتحدث عن رعاية المسنين وكيف اهتم الإسلام بهم..

 

أولا: الأمر بتوقير كبار السن من قيم الإسلام:

أيها الشباب أيها الفتيات إن توقير كبار السن من صميم ذلك الدين بل نفى سيد المرسلين الإيمان عمن لم يوقر الكبير: عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا فَلَيْسَ مِنَّا)[1].

 

وهذا يدل على حصول الرحمة للصغار وعلى التوقير للكبار، ومعرفة حقهم، وإنزالهم منازلهم، وهذا فيه تحذير وترهيب من مثل هذا العمل الذي وصف بأن فاعله (ليس منا)، وهذا يدل على خطورة ذلك وعلى أنه فعل شنيع وشديد الخطورة.

 

ثانيا: المسنون رحمة يرحم الله بها عباده ومدد ينصر الله بها أوليائه:

أيها الشباب: إن رحمة الله تعالى ونصره إنما يتنزلان بسبب كبار السن فالله تعالى يرحم عباده العصاة لوجود ذي الشيبة الكبير عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مهلا عن الله، مهلا، فإنه لولا شيوخ ركع، وشباب خشع، وأطفال رضع، وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا» [2].

 

فجعل من جملة الذين يدفع الله بهم البلاء: الشيوخ الركع، والمراد بالشيوخ: المسنون، يعني: كبار السن الذين اشتغلوا بالعبادة، وأجل العبادة الصلاة التي يركعون فيها ويسجدون، فهؤلاء يدفع الله بهم البلاء، فلو لم يكن الشيوخ الركع والأطفال الرضع والبهم الرتع لصب من فوقنا العذاب صباً.

 

فنحن نقول: على المسلمين جميعاً أن يتقوا الله وأن يعبدوه وأن يخافوه وأن يشتغلوا بطاعته سبحانه[3].

واعلموا أن النصر عندما يأتي لا يأتي بعدد ولا عدة وإنما ننصر بالضعفاء وبكبار السن – يعني بدعائهم.

 

عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِىِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-يَقُولُ « ابْغُونِى الضُّعَفَاءَ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ زَيْدُ بْنُ أَرْطَاةَ أَخُو عَدِىِّ بْنِ أَرْطَاةَ[4].

 

يعني: لأن عندهم العبادة والإخلاص، وليس عندهم انشغال بالدنيا ومتاعها ولذاتها، وإنما هم مقبلون على العبادة، فيكون دعاؤهم مظنة الإجابة. فمعنى هذا: أنه إذا وجد في الجيش من يكون كذلك ومن يكون قلبه خالياً من التعلق بالدنيا، ومشتغلاً بالعبادة والدعاء فإن ذلك من أسباب النصر على الأعداء؛ لكونهم يدعون الله عز وجل، وقلوبهم صافية، وهم مخلصون لله عز وجل، وليس عندهم الانشغال بالدنيا ومتاعها ولذاتها[5].

 

ثالثا: فضل من طال عمره وحسن عمله:

أيها الشباب تذكروا أن خير الناس من أمد الله تعالى في عمره وحسن عمله عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، وَلَا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلَّا خَيْرًا»[6].

 

عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخياركم؟». قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «خياركم أطولكم أعمارا إذا سددوا»[7].

 

رابعا: البركة والرزق مع كبار السن:

واعملوا أيها الشباب أن البركة في كل شيء تكون مع كبار السن وهذا والله أمر محسوس ملموس وكم من قصص وروايات تحكي لنا أن البركة نزعت لما مات ذا شيبة كان في البيت وهذا مصداق قول الذي لا ينطق عن الهوى-صلى الله عليه وسلم-عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمِ "[8].

 

خامسا: الجزاء من جنس العمل:

أيها الشباب: ما تزرعه الأن من خير مع الكبار تحصده غدا عند الكبر ولا يظلم ربك أحد فالجزاء من جنس العمل عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ» [9].

 

فهذا الحديث يبين أن إحسانَ الشباب للشيخ يكون سببًا لأن يقيِّض الله له من يكرمه عند كبره، ومن العلماء من قال: إن في هذا الحديث دليلًا على إطالة عمر الشاب الذي يكرم المسنين.

 

سادسا: رفع الحرج والتيسير على المسنين:

أيها الشباب أن من مقاصد الشريعة الغراء رفع الحرج والمشقة لذا كان من القواعد المتفق عليها بين أهل الأصول (المشقة تجلب التيسير) والإنسان عندما يكبر ويصبح ضعيفا فإن الله تعالى لا يحمله فوق طاقته بل يخفف عنه في التكاليف ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286].

 

ففي باب الصلاة: أمر الأئمة أن يخففوا في الصلاة رحمة بمن خلفهم من الضعفاء.

جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ بِنَاضِحَيْنِ وَقَدْ جَنَحَ اللَّيْلُ، فَوَافَقَ مُعَاذًا يُصَلِّي، فَتَرَكَ نَاضِحَهُ وَأَقْبَلَ إِلَى مُعَاذٍ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ البَقَرَةِ - أَوِ النِّسَاءِ - فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَبَلَغَهُ أَنَّ مُعَاذًا نَالَ مِنْهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَكَا إِلَيْهِ مُعَاذًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ» - أَوْ «أَفَاتِنٌ» - ثَلاَثَ مِرَارٍ: «فَلَوْلاَ صَلَّيْتَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ، وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الحَاجَةِ»،[10].

 

وفي باب الصيام وضع عن الصوم عند المشقة:

إباحة الفطر في رمضان للمسن، والمريض الذي لا يقوى على الصوم، وإذا صام أضر ذلك بصحته قال سبحانه: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184] قال بعض العلماء: أي وعلى الذين لا يطيقونه فدية. والفدية تكون إطعام مسكين عن كل يوم يفطر فيه من رمضان.

 

قال ابن عباس: لا يُرخص في هذا إلا للذي لا يطيق الصيام أو مريض لا يُشفى.

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخولة المجادلة: "مُريه فليعتق رقبة"، فسألت التخفيف عن زوجها. فقال: "فليصم شهرين متتابعين". فقالت: والله إنه شيخ كبير، ما به من صيام. قال: "فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تَمر". فقلت: يا رسول الله، ما ذاك عنده! فقال نبي الرحمة: "فإنا سنعينه بعَرَقٍ من تمر"! ولم ينس الرسول الجليل والأب الرحيم أن يوصي المرأة الشابة بزوجها الشيخ فقال: "استوصي بابن عمك خيرًا"[11].

 

أما التخفيف عن المسن في الكفارات، فقصة المجادلة (خولة بنت ثعلبة) -في القرآن- خير دليل، عندما وقع زوجها (أوس بن الصامت) -وهو الشيخ المسن- في جريمة الظهار، ونزل الحكم الشرعي العام: ﴿ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 3، 4]..

 

وفي باب الحج خفف عنهم: رخص للمسن أن يرسل من يحج عنه إن لم يستطع أن يمتطى وسيلة النقل. فعَنْ الْفَضْلِ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلَيْهِ فَرِيضَةُ اللَّهِ فِي الْحَجِّ، وَهُوَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، فَقَالَ لها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَحُجِّي عَنْهُ"[12].

 

جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الإحسان إلى الوالدين ورعايتهما كالجهاد في سبيل الله.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: أقبل رجل إلى نبي الله -صلى الله عليه وسلم -، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى. قال: ((فهل لك من والديك أحد حي؟)) قال: نعم، بل كلاهما. قال: (( فتبتغي الأجر من الله تعالى ؟ )) قال: نعم. قال: ((فارجع إلى والديك، فأحسن صحبتهما)) متفق عليه[13].

 

سابعا: بدؤه بالسلام:

و من الآداب المرعية أن نبدئه بالسلام: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-« يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ »[14].

 

من روائع قصص رعاية المسنين:

أيها الشباب إن التاريخ الإسلامي والواقع المعاصر ليحمل لنا صورا مشرقة من رعاية كبار السن وإليك مشاهد مشرقة من الرعاية.

 

عمر -رضي الله عنه- والعجوز:

لقد كان حكام المسلمين أعلاماً يقتدى بهم في تحمل المسؤولية ومن ثم تركوا صفحات ناصعة، سجلها التاريخ بمداد من ذهب.

 

قال طلحة بن عبد الله رضي الله عنه: "خرج عمر بن الخطاب ليلة في سواد الليل، فدخل بيتاً، فلما أصبحت، ذهبت إلى ذلك البيت، فإذا عجوز عمياء مقعدة، فقلت لها: ما بال هذا الرجل يأتيك؟!

 

فقالت: إنه يتعاهدني مدة كذا وكذا، يأتيني بما يصلحني، ويخرج عني الأذى، فقلت لنفسي: ثكلتك أمك يا طلحة، أعثرات عمر تتبع؟!

ولا غرابة في هذا على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فقد كان يقول: "لو أن بغلة في أطراف الجزيرة عثرت، لكنت مسؤولاً عنها يا عمر، لمَ لم تسوّ لها الطريق.

 

هذه هي الرعاية التي يعجز عن تخيلها أبناء هذا العصر، لكنه الإسلام الذي ربى عمر وأمثال عمر، إنه دين التراحم والتعاطف والتكافل، وبذلك ندرك أي حقوق كانت تؤدى للضعفاء والعجزة والمساكين.

 

وري عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أنه أجرى على شيخ من أهل الذمة من بيت المال، وذلك أنه مر به، وهو يسأل على الأبواب".

 

وفعله عمر بن عبد العزيز أيضاً، فقال أبو عبيد: ولو علم عمر أن فيها سنة مؤقتة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما تعداها إلى غيرها".

 

يتحاكمان من الذي يقوم برعاية أمه:

ما سأتحدث عنه هو بكاء حيزان، حيزان رجل مسن من الأسياح (قرية تبعد عن بريدة 90كم).

بكى في المحكمة حتى ابتلت لحيته، فما الذي أبكاه؟

هل هو عقوق أبنائه أم خسارته في قضية أرض متنازع عليها أم هي زوجة رفعت عليه قضية خلع؟

في الواقع ليس هذا ولا ذاك، ما أبكى حيزان هو خسارته قضية غريبة من نوعها

فقد خسر القضية أمام أخيه، لرعاية أمة العجوز التي لا تملك سوى خاتم من نحاس.

 

فقد كانت الأم المسنة في رعاية ابنها الأكبر حيزان، الذي يعيش وحيدا. وعندما تقدمت به السن جاء أخوه من مدينة أخرى ليأخذ والدته لتعيش مع أسرته، لكن حيزان رفض محتجا بقدرته على رعيتها.

 

وكان أن وصل بهما النزاع إلى المحكمة ليحكم القاضي بينهما، لكن الخلاف احتدم وتكررت الجلسات وكلا الأخوين مصر على أحقيته برعاية والدته، وعندها طلب القاضي حضور الأم المسنة لسؤالها، أحضرها الأخوان يتناوبان حملها.. وبسؤالها عمن تفضل العيش معه، قالت وهي مدركة لما تقول: هذا عيني مشيرة إلى حيزان وهذا عيني الأخرى مشيرة إلى أخيه. وعندها اضطر القاضي أن يحكم بما يراه مناسبا، وهو أن تعيش مع أسرة الأخ الأصغر فهو الأقدر على رعايتها، وهذا ما أبكى حيزان.

 

أعق الناس وأبرهم:

قال الأصمعي: حدثني رجل من الأعراب قال خرجت من الحي اطلب أعق الناس وأبر الناس فكنت أطوف بالأحياء حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل يستقي بدلو لا تطيقه الأبل في الهاجرة والحر الشديد وخلفه شاب في يده رشاء من قد ملوي يضربه به قد شق ظهره بذلك الحبل من شدة الضرب فقلت أما تتقي الله في هذا الشيخ الكبير والضعيف أما يكفيه ما هو فيه من مد هذا الحبل حتى تضربه قال إنه مع هذا أبي فقلت فلا جزاك الله خيراً أتفعل هذا بأبيك قال اسكت فهكذا كان هو يصنع بأبيه وكذا كان أبوه بجده فقلت هذا أعق الناس.

 

قال ثم جلت أيضاً حتى انتهيت إلى شاب في عنقه زنبيل فيه شيخ كأنه فرخ من الصغر فكان يضعه بين يديه في كل ساعة فيزقه كما يزق الفرخ. فقلت ما هذا قال أبي وقد خرف وأنا اكفله قلت فهذا أبر الناس.



[1] خرجه الترمذي (4/ 321، رقم 1919)، انظر الصحيحة: 2196.

[2] أخرجه البيهقي (3/ 345، رقم 6183)، والخطيب (6/ 64). وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (11/ 287، رقم 6402)، و الحديث في سنده ضعف.

[3] شرح عمدة الأحكام لعبد الله بن جبرين (59/ 21).

[4] ((صحيح أبي داود)) (2335)، ((الصحيحة)) (779).

[5] شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد (14/ 63).

[6] أخرجه أحمد (2/ 350، رقم 8592)، ومسلم (4/ 2065، رقم 2682).

[7] انظر الصحيحة: 2498.

[8] أخرجه ابن حبان (2/ 319، رقم 559) صحيح الجامع: 2884، الصحيحة: 1778.

[9] أخرجه: الترمذي ( 2022 )، وقوله: (( غريب )) أي ضعيف وضعفه بسبب ضعف يزيد بن بيان وشيخه أبي الرحال الأنصاري.

[10] الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم (2/ 260).

[11] أخرجه أحمد (6/ 410).

[12] الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم (3/ 252).

[13] أخرجه: البخاري 4/ 71 (3004 )، ومسلم 8/ 3 ( 2549 ) ( 5 ) و( 6 ).

[14] أخرجه أبو داود (4/ 351، رقم 5198)، والترمذي (5/ 62، رقم 2704).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رعاية المسنين في الإسلام
  • حقوق المسنين في الشريعة الإسلامية
  • حكم مسألة المسنين
  • رعاية المسنين
  • الرحمة بالمسنين

مختارات من الشبكة

  • رعاية المسنين وحماية حقوقهم في الإسلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في الإسلام(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خطبة عن رعاية المسنين والإحسان إليهم(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • الإسلام ورعاية حقوق المرأة(مقالة - ملفات خاصة)
  • رعاية الأطفال في الإسلام وحقوقهم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حماية الأسرة ورعايتها في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في الإسلام(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • رعاية الفقراء في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من خصائص الإسلام : رعاية مصلحتي المعاد والمعاش(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رعاية الإسلام للأطفال(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
2- دور المسنين ثمرة مرة لفقدان الرعاية من الأبناء
أشرف الأزهري - مصر 16-11-2017 10:01 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا
إن الناظر إلى ما يسمى بدور المسنين التي غزت العالم الإسلامي ليرى انفصاما نكدا عن الأخلاق الإسلامية الرشيدة التي تدعو الأبناء والبنات بالاهتمام بالآباء والأمهات وللأسف الشديد يشقى الوالد أو الأم و بعدما يشتد عود الأبناء يكون مصيرهم دور رعاية المسنين التي يفتقدون فيها الحنان الذي أطعموه لأبنائهم وبناتهم فمتى سيفيق هؤلاء ويقدرون دور آبائهم و أمهاتهم؟

1- قيم و آداب قد غيرتها الحضارة المادية
إسلام عبد العزيز - مصر 16-11-2017 08:44 PM

جزى الله القائمين على هذا الموقع خير الجزاء على ما ينشرونه من علم وفقه قد اندثر وجزى الله الشيخ خير الجزاء
ففي وسط الحضارة المادية تغيرت كثير من القيم الإيمانية و الأخلاقية غيرتها الحضارة التي جعلت منا متنافرين و متناحرين غيرتها تلك الأفلام و المسلسلات التي هدمت كل القيم الأخلاقية الراقية.
لذا وجب على الدعاة إلى الله والمواقع الإسلامية أن تعمل جاهدة على إحياء تلك السنن وترسيخ تلك المبادئ.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب