• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تأملات في سورة النجم

حسن رشيدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/9/2017 ميلادي - 7/1/1439 هجري

الزيارات: 113203

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تأملات في سورة النجم

 

أقسَمَ الله تعالى بالنجم - دلالةً على عظمة خَلْقه - إذا هوى وسقط وغاب، واللهُ تعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته، لا لشيء في ذاتها؛ إنما هي آيات كونية، وطبيعة لا تنفع ولا تضرُّ؛ وإنما لما فيها من الآيات الباهرات، التي تدلُّ على عظمة خلقه وصنعِه سبحانه، والمقسَمُ عليه في هذا القَسَمِ هو صدق نبوَّة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن كذَّب به قومه - كما كذَّب السابقون أنبياءهم - مفنِّدًا مزاعمهم وأقوالهم بأنه شاعر ومجنون وكذَّاب ومتقوِّل على الله تعالى.

 

بل بيَّنت الآيات صدق لسانه ودعواه، كما بينت طريقة الوحيِ الذي أُنزِل عليه: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 4]، ولقد بيَّن الله تعالى تمام وكيفية صدق الوحي الذي أنزله على نبيِّه صلى الله عليه وسلم، بأن المَلك المؤتمَن على الوحي قد أوصله كما هو، من غير زيادةٍ ولا نقصان، قال تعالى: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ [النجم: 5]، فهو بذلك غير مطعون ولا مجرَّح في رسالته، ولا عبوديته لله تعالى؛ ولقد جاء الردُّ الإلهيُّ في الذين يسبُّون ويطعنون أمين وحي السماء (جبريل عليه السلام)، ويقولون: بأنه أخطأ في إنزال الوحي... ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 97].

 

ولقد أوضحت تمام آيات السورة بأن مفهوم الإيمان يقتضي الإيمان بالله المُرسِل والمُشرِّع، وبالمَلَك المنزل للوحي، وبالرسول صلى الله عليه وسلم المبلِّغ للناس الهدي النورانيَّ: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 98]، وعلى المرء التصديقُ بذلك كليةً دون شكٍّ ولا اضطراب؛ حتى لا يقع في افتراء الأولين، الذين قيل فيهم: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ﴾ [البقرة: 85].

 

كما بينت السورة رؤيةَ النبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم للمَلَك جبريل عليه السلام مرتين على هيئته الملائكية؛ تارة في الأفق حين استوى، فسدَّ بأجنحته ما بين السماء والأرض والدر والياقوت يقطر منه، في صورةٍ لا يعلم كنهَها وحقيقتها إلا الله تعالى، وطورًا آخر رآه في معجزة الإسراء والمعراج، التي رأى فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم من آيات ربِّه الكبرى، والتي عبَّرت عنها الآية الكريمة: ﴿ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ﴾ [النجم: 16]، وهنا إشارة إيمانية خفية لا بد من التطرُّق إليها ردًّا على المشكِّكين في الوحي؛ حيث عدَّل الله سبحانه نبيَّه صلى الله عليه وسلم ونزَّهه عن الخطأ والنسيان وما أوحى إليه به؛ فعلى الأرض جاء في حقِّه: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ [النجم: 11]، وفي السماء جاء في حقِّه: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾ [النجم: 17]؛ دليلًا على ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم في التلقِّي وفي التبليغ؛ حيث جاء: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 4].

 

ثم تطرقت تمام الآيات إلى معتقد القوم، في قوله تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ﴾ [النجم: 19، 20]، هذه المعبودات الثلاثة أو الأقانيم، كانت تُعبد من دون الله؛ فاللات ومناة عبارة عن حجارة، والعزى عبارة عن شجرة... (وانظر رواية عمرو بن لحي وما نقله الأخباريون والرواة عن كيفية انتقال هذه الأصنام إلى الجزيرة العربية، وإرهاصات عبادتها).

 

وقد اشتُقَّت أسماؤها من أسماء الله تعالى حسب زعمهم: فاللات من الإله، والعُزَّى من العزيز، ومناة من المنَّان، وهنا إشارة ضمنية إلى مذهب القوم، وحال نظرتهم للأنثى التي كانوا يَئِدُونَها ويدفنونها وهي على قيد الحياة؛ خشية أن يصيبهم العار، حسب الأعراف الاجتماعية السائدة آنذاك، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58، 59]، ومبطلًا دعوى سيرتهم: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير: 8، 9]، ومعناه: أيها المكذِّبون بصدق الرسالة، كيف تستحْيون من نسبة الأنثى لكم، والحال أنكم تقتلونها خوفًا من العار حسب زعمكم، فكيف تأنفون هذه الأنثى وأنتم بشر، ومع ذلك تتمادَون في نسبتها إلى الله تعالى، وهو الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد؟! كما أبطل إيمانهم بالملائكة واعتبارهم إناثًا أيضًا: ﴿ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ﴾ [الزخرف: 19].

 

إن هاته المعتقدات الفاسدة، والأضاليل والأباطيل التي يدَّعونها بينهم وبين الله - إنما هي: قسمةٌ ضِيزَى غيرُ عادلة، وفيها من الجَور والتعدِّي والمظلومية، ما لا يقبل بصيصًا من العدل بين الناس، فكيف والحال أنهم يجعلونها مع الله تعالى؟!

ولقد قرَّعَتِ الآيات مسامعهم، وقد نسفت دينهم وما كانوا عليه من معتقدات فاسدةٍ لا أصل لها ولا دليل عليها، بل هي نتاج تواطؤ وتراكمٍ تاريخيٍّ: ﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ ﴾ [النجم: 23]، قد أخذها الأحفاد عن الأجداد، والخَلَفُ عن السلف، فكُلُّها ظنون وهوى الأنفس التي اتخذتها لاستعباد الإنسان والحيوان، فصار الفرد والقبيلة - من وراء هذه المعبودات - تسنُّ القوانين وتشرِّع الشرائع قصد الربح الاقتصاديِّ، والحفاظ على المكانة الاجتماعية، والتبعية السياسية، بعد تقديس هذه الأصنام.

 

وفي خضم هذه الاعتقادات الباطلة، ساقت الآيات الهدي النبويَّ الذي جاء في رسالةٍ عالمية؛ ليخرج الناس من ظلمات الجور والطغيان واستعباد الإنسان، إلى رحابة الإيمان والنور والعدل الإلهيِّ، مذكِّرة بأنْ ليس للإنسان - لا سيما في جوانب المعتقد والغيب - ما يتمنَّاه حسب نوازعه وأهوائه، بل واجب عليه في هذه المسائل أن يتَّبع الوحي الربانيَّ والهدي النبوي، كما رسخت الآياتُ بأن الآخرة والأولى هي لله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ﴾ [النجم: 44]، وما بين الأولى والثانية يجب أن يكون لوجه الله تعالى، خصوصًا ما يتعلَّق بالشعائر والعبادات.

 

كما توالت الآيات ناسفة ومبطلةً دعوى المكذِّبين وزعمهم بأن هذه الأصنام إنما اتخذوا عبادتها لتقرِّبهم إلى الله زلفى؛ حتى تشفع لهم عند الله تعالى؛ (كحال مَن رأى الشِّرك أمرًا منكرًا، فكانت تلبيته عند البيت الحرام تلبيةَ توحيد، فوسوس له الشيطان، قائلًا: لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما مَلَكَ)، ولقد بيَّنت الآيات المنثورة في القرآن بطلانَ هذه العقيدة، قال تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 255]، وقال تعالى: ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم: 26].

 

ثم استرسلت الآيات ابتداءً من منتصف السورة مبينةً أن لله ما في السماوات والأرض، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]؛ وذلك: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم: 31]، مبينًا سيرة حياتهم، ومنهجهم في الدنيا، والاستقامة على الصراط القويم: ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ﴾ [النجم: 32].

 

ذامًّا بذلك كلَّ متلاعبٍ بالشرع الإلهيِّ والوحي المنزَّل، من أمثال الذين يعبدون الله على حرف: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ﴾ [الحج: 11]، قال تعالى في حقِّهم: ﴿ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى ﴾ [النجم: 33، 34]؛ أي: أعطى قليلًا ثم توقَّف خشية الإنفاق، أو ظنًّا منه أن هذا الشرع ليس صحيحًا... بأنه لا يمتلك علمَ الغيب؛ حتى يخشى على نفسه الفاقة والفقر، أو يرى ما سوف يسوقه الله من خيرٍ لأولئك الذين يراهم فقراءَ ومساكين؛ إذ إن شرع الله يؤخذ كاملًا دون نقصان، ويؤخذ بالقوة المحمودة: ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾ [مريم: 12]، فلو اطَّلع هذا الرجل الذي أعطى قليلًا وأكدى على سير الأولين وقَصصهم، لرأى النبيَّ إبراهيم الخليل عليه السلام الذي ابتلاه الله بكلماتٍ فأتمَّهن، بعد أن جاء وصفُه في السورة: ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾ [النجم: 37]؛ ليأخذ جزاءه في الدنيا قبل الآخرة: ﴿ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ﴾ [البقرة: 124]، وقد حثَّت معاني الآيات كلَّ مؤمن بالرسالة والهدي المحمدي على البذل والعطاء؛ لأنه: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ﴾ [النجم: 39 - 41].

 

كما بيَّنت السورة عديد الآيات (40- 57)، مستدِلَّة على منكري البعث والحساب بأن خالق الحياة الأولى هو الذي عليه النشأة الأخرى بعد الموت؛ فهي لا تُعجزه ولا تغلبه: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾ [الروم: 27]، وقال: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ [القيامة: 3، 4]، وأن هذه الأصنام والأوثان الأرضية المصنوعة من حجر أو شجر، أو السماوية المتعلِّقة بالأجرام والنيرات والنجوم، إنما خالقها هو الله تعالى وتقدَّس: ﴿ وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى ﴾ [النجم: 49].

كما بينت آخر السورة هلاكَ القرون الأولى، وجاء وصفهم: بأنهم كانوا أظلم وأطغى، بعد أن استندوا إلى قوَّتهم المادية، فعاثوا في الأرض فسادًا، ومن قبل: قد كذَّبوا الرسل فاستحقُّوا عذاب الله: ﴿ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾ [ق: 14].

 

هذا هو النذير الذي جاءت به سورة النجم للمكذِّبين بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وصِدْق الرسالة، بعد أن عَجِبوا من رسالة النور الخالد، وسخروا من الوحي الإلهيِّ المنزل عليهم؛ ليكون منارةً في الأرض دليلًا سليمًا ومنهجًا قويمًا في الدنيا، ونورًا يسطع من بين أيديهم ومن خَلْفهم يوم يُنفخ في الصور، يوم يقوم الأشهاد لربِّ العالمين.

 

كما أجمعت الآيةُ الأخيرة فحوى السورة، بعد أن ساقت موقف المشركين من البعثة المحمدية، وسَفَّهت معتقداتِهم، ونسفت آلهتهم، وهي التي - السورة - وجَّهت وحددت: ﴿ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [النجم: 38]، أيضًا: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى *وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ﴾ [النجم: 39، 40]، وذلك بالدعوة إلى امتثال الشرع في حياة الفرد قبل المجتمع، والرضوخ والإذعان للهدي النبويِّ، واتباعِه في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة من شؤون الحياة، وذلك بإفراد الله تعالى بالعبودية الخالصة: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]، لتقفل السورة بآية جامعة مانعة، بعد أن صدَّقت بالرسول والرسالة، وفنَّدت مزاعمَ القوم وأباطيلهم، آمرةً بذلك كلَّ مؤمن بآيات ربِّه اتباعَ الوحي الربانيِّ والهدي النبوي: ﴿ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ﴾ [النجم: 62].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الإمام الزركشي لآيات من سورة النجم
  • تفسير سورة النجم كاملة
  • تأملات في بشرى ثلاث تمرات
  • تأملات في سورة ق
  • حديث: قرأت على النبي النجم فلم يسجد فيها
  • ما ضل صاحبكم وما غوى
  • تأملات في سورة الانشقاق

مختارات من الشبكة

  • تأملات في سورة الفاتحة(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • تأملات بين الواقع وبعض معاني سورة الحجرات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: تأملات في سورة العنكبوت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في بعض آيات سورة النازعات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات إيمانية في قصة نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام من خلال سورتي الأنبياء وص (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تأملات في سورة الكهف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن تأملات في سورة يوسف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في سورة الحجرات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تأملات في سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في سورة الأعلى(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
حنان موسي - المغرب 26-01-2023 08:25 PM

هذه التأملات كانت في المستوى ورائعة..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب