• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثاني من سورة العنكبوت

تفسير الربع الثاني من سورة العنكبوت
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/10/2017 ميلادي - 26/1/1439 هجري

الزيارات: 9458

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*]

الربع الثاني من سورة العنكبوت


• الآية 26: ﴿ فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ ﴾ أي صَدَّق لوطٌ إبراهيمَ واتَّبع دِينه (وذلك قبل أن يُوحَى إلى لوط بالنُبُوّة)، ﴿ وَقَالَ ﴾ إبراهيم: ﴿ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ﴾: يعني إني تاركٌ أرض قومي بالعراق، وذاهبٌ إلى الأرض المباركة - وهي "الشام" - حيث أعبد ربي فلا أُفتَن في ديني، ﴿ إِنَّهُ ﴾ سبحانه ﴿ هُوَ الْعَزِيزُ ﴾ أي الغالب الذي لا يمنعه شيئٌ مما يريد، ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ في تدبيره وصُنعه، (ومَن كان عزيزاً (غالباً)، حكيماً (لا يأمر عباده إلا بما فيه الخير لهم): إذاً فهو لن يُضَيِّعني).

 

• الآية 27: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ ﴾ ولدًا، ﴿ وَيَعْقُوبَ ﴾ حفيدًا، ﴿ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ﴾: أي جعلنا في ذريته الأنبياء والكتب (إذ كل الأنبياء الذين جاءوا من بعده كانوا من ذريته، وكل الكتب التي نزلتْ بعده نزلتْ على ذريته)، ﴿ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ ﴾ - على إيذائه في سبيل دَعْوتنا - ﴿ فِي الدُّنْيَا ﴾ (كالولد الصالح، والثناء عليه من أهل الشرائع السماوية واقتداءهم به، وغير ذلك من أمور الدين والدنيا)، ﴿ وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ الذين لهم أعلى الدرجات في الجنة.

 

• الآية 28، والآية 29، والآية 30: ﴿ وَلُوطًا ﴾ أي اذكر أيها الرسول خبر لوط عليه السلام ﴿ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ﴾: ﴿ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ ﴾ أي تفعلون هذه الفعلة المُنكَرة التي بَلغتْ نهاية القُبح، والتي ﴿ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ أي ما فعلها أحدٌ قبلكم من المخلوقين! ﴿ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ ﴾ (تاركينَ ما أحَلَّه اللهُ لكم مِن نسائكم)، ﴿ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ ﴾ أي تقطعون طريق المسافرين (فتَعتدون عليهم بعمل الفاحشة معهم، وسَلْب أموالهم) ﴿ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ﴾ أي تأتون الأفعال المُنكَرة في مَجلسكم (كالسخرية من الناس، وقذف المارّة بالحَصى، وإيذائهم بما لا يليق من الأقوال والأفعال)؟!

﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ ﴾ - بعد أن أنكر عليهم أفعالهم - ﴿ إِلَّا أَنْ قَالُوا ﴾ له: ﴿ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ ﴾ الذي تعِدنا به ﴿ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ فـ ﴿ قَالَ ﴾ لوطٌ - داعياً ربه -: ﴿ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ﴾ (بإنزال عذابك عليهم، لإصرارهم على الكفر والفواحش).


• الآية 31: ﴿ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى ﴾ أي جاءت له الملائكة على صورة بَشَر (ليُبَشِّروه بإنجاب ولده إسحاق، وبحفيده يعقوب من إسحاق)، فـ ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ﴾ وهي قرية قوم لوط، ﴿ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ﴾ أي ظلموا أنفسهم بكفرهم ومعصيتهم لله.


• الآية 32: ﴿ قَالَ ﴾ إبراهيم للملائكة: ﴿ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ﴾ (وهو ليس مِن الظالمين مِثلهم)، فـ ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا ﴾﴿ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ ﴾ - المُستجيبين لدَعْوته - من العذاب الذي سيقع بقومه ﴿ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾ أي حَكَمَ اللهُ عليها أن تكون من الباقين في العذاب; لأنها كانت عونًا لقومها على أفعالهم القبيحة.


• الآية 33، والآية 34، والآية 35: ﴿ وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا ﴾ لإخباره بإهلاك قومه: إذا بِهِ قد ﴿ سِيءَ بِهِمْ ﴾ أي أصابه الغَمّ لمَجيئهم ﴿ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا ﴾ أي عَجَزَ عن تدبير خَلاصهم (لأنهم جاءوا له في صورة شباب في غاية الجمال، فخاف عليهم مِن قومه أن يُريدوا بهم الفاحشة، ولم يكن يعلم أنهم ملائكة)، ﴿ وَقَالُوا ﴾ له: ﴿ لَا تَخَفْ ﴾ علينا، فإنّ قومك لن يصلوا إلينا، ﴿ وَلَا تَحْزَنْ ﴾ على مَن سيَهلك مِن أهلك مع القوم الظالمين، فـ ﴿ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ ﴾ المستجيبين لدَعْوتك ﴿ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾ أي حَكَمَ اللهُ عليها أن تكون من الباقين في العذاب، ﴿ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا ﴾ أي عذابًا ﴿ مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ أي بسبب معصيتهم لله وارتكابهم للفواحش، ثم قال تعالى:﴿ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً ﴾ يعني أبقينا مِن ديار قوم لوط آثارًا واضحة تدل على قدرتنا على إهلاك الفاسقين، وقد كانت هذه العبرة والعظة ﴿ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ أي يَعقلون العِبَر، فيَنتفعوا بها، فيُوَحِّدوا اللهَ ويطيعوه.


• الآية 36، والآية 37: ﴿ وَإِلَى مَدْيَن أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ﴾ يعني: ولقد أرسلنا إلى قبيلة "مَدْيَن" أخاهم شُعيباً، ﴿ فَقَالَ ﴾ لهم: ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ﴾ وحده، فلا يوجد مَن يَستحق العبادة غيره، ﴿ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ ﴾ أي آمِنوا بيوم القيامة، وتوقعوا مجيئه، وخافوا مما فيه مِن أهوالٍ وأحوال، فإنّ ذلك يساعدكم على التقوى، ﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ أي لا تَسعوا في الأرض بأنواع الفساد (كالشرك والمعاصي وأكْلُكُم أموال الناس بالباطل)، ﴿ فَكَذَّبُوهُ ﴾ فيما جاءهم به ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ﴾ أي الزلزلة الشديدة، (وقد كانت هذه الزلازل مصحوبة بصيحة شديدة خلعتْ قلوبهم، لأن الله تعالى قال في سورة هود: (وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ))، ﴿ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ أي باركينَ على رُكَبهم، مَيّتينَ لا حِراكَ لهم.


• الآية 38: ﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ ﴾ أهلكناهم لمّا كَذّبوا رُسُلهم، ﴿ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ ﴾ خَلاؤها منهم، وحلول عذابنا بهم، ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ﴾ أي: وقد حَسَّن لهم الشيطان أعمالهم القبيحة التي كانوا يعملونها ﴿ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ﴾ أي صَرَفهم بذلك عن طريق توحيد الله تعالى والإيمان برُسُله، ﴿ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾ أي كان عندهم بصائر بمعرفة الحق من والباطل والخير من الشر - لأنّ رُسُلهم قد عَلَّمَتهم - ولكنهم فَضّلوا أهواءهم على عقولهم فهَلَكوا.

♦ واعلم أنّ كلمة "مُستبصِرين" أصْلها "مُبصِرين"، والسِين والتاء هنا للتأكيد، مِثل كلمة "استكبر" بمعنى تَكَبَّر، و"استَحَبّ" بمعنى أَحَبّ، و"استجاب" بمعنى أجاب، (على العكس من السين والتاء التي تدل على الطلب)، مِثل كلمة "استغفر" بمعنى طَلَبَ المغفرة، و"استطعَمَه" بمعنى منه طلب الطعام.

 

• الآية 39: ﴿ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ ﴾ أهلكناهم لمَّا كَذَّبوا موسى، ﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ أي بالأدلة الواضحة على صِدق رسالته، (فأمَّا ما جاءَ به موسى من الآيات إلى فرعون وهامان: فهي المعجزات التسع التي تحداهم بها، وأمّا ما جاء به موسى لقارون فهو نَهْيه عن الظلم والتكبر على الناس)، (واعلم أنّ قَارون مِن بني إسرائيل، ولكنه كَذَّبَ موسى)، ﴿ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ أي تعاظَم قارون وفرعون وهامان في أرض مصر، وتكَبَّروا عن تصديق موسى واتِّباعه، ﴿ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ﴾ أي: ما كانوا ليفوتوا مِنّا ويَهربوا، بل كنا قادرينَ عليهم فأهلكناهم.


• الآية 40: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ﴾يعني أخذنا كل واحد من المذكورين بعذابنا (بسبب شِركهم وذنوبهم)، ﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا ﴾ أي حجارة صَلبة شديدة الحرارة (وهم قوم لوط)، (ويُحتمَل أن يكون المقصود بالحاصب هنا: الريح الشديدة التي تحمل الحَصباء - وهي الحَصا الصغار - وعلى هذا يكون المقصود هنا قوم عاد وليس قوم لوط، باعتبار أن قوم لوط قد ذُكِرَ عذابها تفصيلاً في الآيات السابقة، واللهُ أعلم)، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ ﴾ كثمود وقوم شعيب، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ ﴾ كقارون، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ﴾ كقوم نوح وقوم فرعون، ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ ﴾ ويُهلكهم بغير ذنب، ﴿ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ بكفرهم ومَعاصيهم، وتَنَعُّمهم بنِعَم ربهم وعبادتهم غيره (فبذلك استحقوا العذاب).

 

• الآية 41: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ ﴾ يعني: مَثَلُ الذين اتّخذوا آلهةً باطلة، يَرجونَ نَصرها مِن دون الله تعالى ﴿ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ﴾ يعني كمثل أنثى العنكبوت التي صنعتْ لنفسها بيتًا ليَحفظها، فلم يَنفعها عند حاجتها إليه، (فكذلك المشركون، يَعبدون أصنامهم، راجينَ نفعها وشفاعتها لهم عند ربهم، فلم تنفعهم حين نزل بهم العذاب)، ﴿ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ ﴾ يعني أضعف البيوت وأحقرها شأناً ﴿ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ﴾﴿ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ أي: لو كانوا يعلمون أنّ آلهتهم الباطلة لا تنفعهم بشيء - كما لم ينفع العنكبوت بيتها بشيء - ما اتّخذوهم أولياء من دون الله، الذي بيده كل شيء.

♦ ومِن لطيف ما يُذكَر أنّ العِلم قد اكتشف حديثاً أنّ التي تَبني بيت العنكبوت هي أنثى العنكبوت وليس الذَكَر، وهذا ما صَرَّحَ به القرآن في لفظ: (اتَّخَذَتْ بَيْتًا)، إذ التاء المذكورة هي تاء التأنيث.

 

• الآية 42: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ يعني إنّ الله سبحانه يَعلم ما يُشركون به من الآلهة المزعومة، التي ليست بشيءٍ في الحقيقة، بل هي مجرد أسماء سَمَّوها آلهة، لا تنفعهم ولا تضرهم، ﴿ وَهُوَ ﴾ سبحانه ﴿ الْعَزِيزُ ﴾ في انتقامه مِمّن أشرك به، ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ في تدبيره وصُنعه.

 

• الآية 43: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ ﴾ - كمَثَل الآلهة الباطلة وبيت العنكبوت - ﴿ نَضْرِبُهَا ﴾ أي نجعلها ﴿ لِلنَّاسِ ﴾ ليَنتفعوا بها ويتعلموا منها، ﴿ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ يعني: وما يَعقل الحكمة من هذه الأمثال إلا العالِمونَ بآيات الله وشَرْعه.


• الآية 44: ﴿ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ﴾ أي خَلَقهم سبحانه ليُذكَرَ فيهما ويُشكَر، وليَستدِل بهم العباد على عَظَمة خالقهم، وعلى قدرته على إحياء الموتى (لأنّ ذلك أهْوَنُ عليه مِن خَلْق السماوات والأرض)، وبأنه الخالق القادر المستحق وحده للعبادة،﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾.


• الآية 45: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ ﴾: أي اقرأ أيها الرسول ما أوحاه اللهُ إليك من القرآن (تَعَبُّداً به، وتعليماً للمؤمنين، ودعوةً للناس إلى ربهم)، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾ يعني أَدِّها بشروطها وأركانها، في خشوعٍ واطمئنان ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ يعني: إنّ الصلاة الخاشعة تَنهى صاحبها عن الوقوع في المعاصي; لأنّ المُحافِظ الصلاة الخاشعة يَستنير قلبه، ويزداد إيمانه، وتَقوى رغبته في الخير، وتنعدم رغبته في الشر، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾: يعني إنّ ذِكر الله تعالى - في الصلاة وغيرها - أعظم وأفضل من كل شيء، ((ويُحتمَل أيضاً أن يكون المعنى: أنّ ذِكر الله تعالى، بالقلب واللسان في كل الأحيان، أكبر (في النهي عن الفحشاء والمنكر) من الصلاة، واللهُ أعلم)، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ وسيُجازيكم على أعمالكم.

♦ فإذا قال قائل: (إنّ صلاتي لا تَنهاني عن الفحشاء والمُنكَر، فما السبب؟).

السبب أنك لم تُصَلِّ الصلاة التي يُحبها ربُنا ويَرضاها حتى تنهاك عن الفحشاء والمنكر.

♦ هذا، وقد ذكَرَ العلماء بعض المعاني الإيمانية التي تعينك على أداء صلاة خاشعة بإذن الله تعالى، فمِن هذه المعاني: حضور القلب (وذلك بأن تجعل هَيْبَةَ اللهِ ومَحبته تقهر جميع المَحَابّ والمَهَامّ التي في قلبك)، ومِنها: الحَيَاء (وذلك بأن تستشعر أنك مملوءٌ بالنعم، وفي نفس الوقت مملوءٌ بالذنوب)، ونَضرب على ذلك مثالاً: (فقد اكتشف الطب حديثاً - بالمِجهَر الإلكتروني - أنَّ العين تحتوي على (500 مليون خلية) حتى تستطيع الإبصار، ثم تأخذُ أنت هذه الـ (500 مليون خلية)، وتنظر بها إلى ما حَرَّمَهُ اللهُ) (يعني تعصَاه بنعمته).

♦ ومِنها: الحب (وذلك بأن تستشعر نِعَم الله تعالى عليك، وإمهاله لك، وتوفيقك لطاعته، رغم كثرة ذنوبك)، ومِنها: الافتقار إلى الله تعالى (بمعنى أن تتبرأ من حَولِك وقوتك إلى حَول الله وقوته)، ومنها: التعظيم (وذلك بأن تستشعر قول الله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ ﴿وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ ﴿وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾، وكذلك تستشعر قوله تعالى: (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ) أي نقتلعها مِن أماكنها، ثم نجعلها هباءً منثوراً، (فحينئذٍ تستشعر أنّ جنايتك عظيمة، لأنك عصيتَ عظيماً، وهو عليك قادر).

♦ فعليك أخي الحبيب - حتى تنهاك صلاتك عن المعاصي - أن تصلي لربك بحُبٍّ ورجاء، وذُلٍّ وتعظيم، وخوفٍ وحياء.



[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير سورة العنكبوت للناشئين (الآيات 1 - 23)
  • تفسير سورة العنكبوت للناشئين (الآيات 24 - 45)
  • تفسير سورة العنكبوت للناشئين (الآيات 46 - 69)
  • تفسير الربع الأول من سورة العنكبوت
  • تفسير الربع الأخير من سورة العنكبوت

مختارات من الشبكة

  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم (الربع الخامس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
أحمد حبيب - الرياض - السعودية 27-09-2017 11:01 AM

جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب على ما تقدمه من تفسير ييسر لنا فهم القرآن ليتسنى لنا العمل به وكذلك شكر وتقدير على هذا التوجيه الطيب بشأن الصلاة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب