• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الحج والأضحية
علامة باركود

سبل الضواحي لأحكام الأضاحي (خطبة)

سبل الضواحي لأحكام الأضاحي (خطبة)
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/8/2017 ميلادي - 4/12/1438 هجري

الزيارات: 11628

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سبل الضواحي لأحكام الأضاحي


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذنا الله وإياكم من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

عباد الله؛ الله سبحانه وتعالى يقص علينا قصة إبراهيم الخليل عليه السلام، فيقول سبحانه عن إبراهيم: ﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافات: 99 - 107].

 

هذه القصة تبين فداء إسماعيل عليه السلام من قبل أبيه بذبح عظيم، جازاه الله على طاعته وعلى سرعة استجابته لأوامر ربه سبحانه وتعالى أن جاءه كبش عظيم من الجنة فداء لإسماعيل عليه السلام، ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُمَا قَالَ: (الْكَبْشُ رَعَى فِي الْجَنَّةِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)[1].

 

وهذا ما يفعله المسلمون في هذا الزمان وفي هذا الوقت والأوان استعدادا للأضحى والتضحية، شيء يقربه الإنسان لله سبحانه وتعالى، وما دام هو لله سبحانه وتعالى لا يكون باختيارك أنت، بل لابد من صفات وشروط عرفها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، وبينها الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وبينها العلماء للأمة، فهذه الأضحية التي اشتريتها إن كانت فيها مخالفات للشروط فأنت تقدم لحما لأهلك، لا يقبل عند الله، وإن كانت شروطها موافية كما بينها العلماء فهذا قربان تجد غبه عند الله سبحانه وتعالى.

 

فللأضحية شروط؛ لا تصح بدونها، فلا تجوز الأضحية إلا أن تكون من بهيمة الأنعام، فلا تكون من الطيور، ولا من سائر البهائم إلا من البهائم الأربعة، وهي الإبل والبقر والغنم بنوعيه؛ ضأنها ومعزها.

ولابد أن تبلغ السن المحدود شرعاً، فالمولود حديثا وعمره أشهر لا ينفع، لابد بد أن تكون سن معتبرة شرعا، بأن تكون جذعة من الضأن، هذا أقل ما في شروط الأضحية بالضأن ستة أشهر أو ما زاد، أو ثنية من غيره؛ من المعز ما دخل في السنة الثانية، ومن البقر ما دخل في السنة الثالثة، ومن الإبل ما لو دخل ولو يوما واحدا في السنة السادسة لقوله صلى الله عليه وسلّم: "لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ"[2].

هذا يا عباد الله! عند السعة والاختيار، وأما عند الضرورة والضيق فيجوز ما تيسر، وإن كان أقل من ذلك.

 

وأن تكون الأضحية خالية من العيوب المانعة من الإجزاء، ليس كل عيب للأضحية يمنع من إجزائها لكنها عيوب معدودة معروفة، وهي العور البين الواضح، العين منخسفة أو بارزة، وهو الذي تنخسف به العين، أو تبرز حتى تكون كالزر، أو تبيضّ ابيضاضاً يدل دلالة بينة على عورها، ويكون واضحا هذه لا تقبل بها الأضحية، اذهب إلى أضحيتك فتفقدها من الآن.

كذلك والمرض البين؛ وهو الذي تظهر أعراضه على البهيمة؛ كالحمى، والحمى أعراضها واضحة عليها، التي تقعدها عن المرعى وتمنع شهيتها، أو جرباء، والجرب الظاهر المفسد للحمها أو المؤثر في صحته، والجرح العميق المؤثر عليها في صحتها ونحوه.

 

والعرج البين عرجها؛ أما العرج غير الواضح يجوز التضحية به، وهو الذي يمنع البهيمة من مسايرة السليمة في ممشاها.

والهزيلة، هزالا مزيل للمخ؛ ضعف شديد، فهذه لا تقبل، كيف تقدم لله ما كان فيه عيب مثل هذه العيوب؟ لما ثبت عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ، مَوْلَى بَنِي شَيْبَانَ قَالَ: (سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنه: مَا كَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم مِنْ الْأَضَاحِيِّ؟! أَوْ مَا نَهَى عَنْه مِنْ الْأَضَاحِيِّ؟!) فَقَالَ - البراء -: (قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ) - وَأَصَابِعِي أَقْصَرُ مِنْ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ - فَقَالَ: ("أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الضَّحَايَا: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ عَرَجُهَا")، وفي رواية: ("الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ")، وفي رواية: ("وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي")، - أي الهزيلة قال عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ - فَقُلْتُ لِلْبَرَاءِ: (فَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ فِي الْأُذُنِ نَقْصٌ، أَوْ فِي الْعَيْنِ نَقْصٌ، أَوْ فِي السِّنِّ نَقْصٌ)، قَالَ: (فَمَا كَرِهْتَهُ فَدَعْهُ، وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ)[3].

 

لا تحرم العيوب الأخرى، فهذه هي العيوب المانعة، أنت احصل عليها نقية من كل العيوب، لكن لا تحرم يا عبد الله.

والْعَجْفَاءُ: أَيْ الْمَهْزُولَةُ الَّتِي لَا تَسْمَنُ. (الَّتِي لَا تُنْقِي) أَيْ: فَلَا يَصِيرُ فِيهَا نِقْيٌ بِكَسْرِ النُّونِ، أَيْ مُخٌّ...

فهذه العيوب الأربعة مانعة من إجزاء الأضحية والتضحية بما تعيب بها، ويلحق بها ما كان مثلَها أو أشدَّ، إذا كانت العوراء لا تجوز فما بالنا في العمياء، فلا تجزىء الأضحية بالعمياء التي لا تبصر بعينيها، كذلك ولا المبشومة؛ المريضة بالتخمة حتى تثلط ويزول عنها الخطر والأذى، كذلك التي أتيتها تذبحها وهي في حالة ولادة اتركها حتى تنجو من خطر الولادة، كذلك لا يضحَّى بالمصابة بما يميتها غالبا؛ من خنق أوسقوط من علو أو نحوه حتى يزول عنها الخطر، ارفع عنها الأذى حتى تضحي بها، وإلا فلا تضحي بها، كذلك الزمنى؛ وهي العاجزة عن المشي لعاهة، ولا مقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين، فهذه العيوب مانعة من التضحية.

 

ومن شروط صحة الأضحية، أن تكون ملكاً لك يا عبد الله، أي ملكا للمضحي، أو مأذوناً له فيها من قبل الشرع، أو من قبل المالك، لا أن يكون المضحي سارقها أو مغتصبها من ضعيف، فلا تصح التضحية بما لا يملكه؛ كالمغصوب والمسروق، والمأخوذ بدعوى باطلة ونحوه؛ لأنه لا يصح التقرب إلى الله بمعصيته... كذلك وأن لا يتعلق بها حقٌّ للغير فلا تصح التضحية بالمرهون.

 

وأن يضحَّى بها في الوقت المشروع والمحدود شرعاً، وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، فتكون أيام الذبح أربعة، وقبلها لا تجوز، وبعدها لا يجوز... فعن جندب بن سفيان البجلي رضي الله عنه قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَلْيَذْبَحْ أُخْرَى مَكَانَهَا، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ، فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ»[4].


لكن؛ وتخفيفا على الأمة وخشية على ضياع الأموال، لو حصل له عذر بالتأخير عن أيام التشريق، وانتهت أيام العيد وأيام التشريق أو لعذر تأخر الذبح؛ مثل أن تهربَ الأضحية بغير تفريط منه، فلم يجدها إلا بعد فوات الوقت، أو يوكِّل من يذبحها فينسى الوكيل حتى يخرج الوقت؛ فلا بأس أن تذبح بعد خروج الوقت للعذر،... ويجوز الذبح في ضحى يوم العيد، وفي كل أيام التشريق، ويكون ذبح الأضحية في الوقت ليلاً ونهاراً، والذبح في النهار أولى،... وكل يوم أفضل مما يليه؛ لما فيه من المبادرة إلى فعل الخير.

 

والأفضل من الأضاحي جنساً: الإبل، ثم البقر من أراد أن يضحى على ناقةٍ أو جملٍ أو بقرة كاملة عنه وعن أهل بيته جاز، أفضل من أن تضحي بشاة، فالناقة أفضل إن كانت بكاملها تضحي بها عن نفسك وأهل بيتك، ثم الضأن، ثم المعز في الأفضلية، ثم سبع البدنة من الإبل ثم سبع البقرة، على هذا الترتيب.

والأفضل منها صفةً: الأسمنُ والأكثرُ لحماً، والأكملُ خِلقةً والأحسنُ منظراً، أنت تقرب شيئا لله رب العالمين، لتنال الأجر والثواب يوم يقوم الناس لرب العالمين، قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (ضَحَّى رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم بِكَبْشٍ أَقْرَنَ، فَحِيلٍ، يَأكُلُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ)[5].


والكبش: هو العظيم من الضأن. والفحيل: بمعنى الفحل، أي كامل الفحولة. ومعنى يأكل في سواد ويمشي في سواد إلى آخره يعني أن شعر فمه وعينيه وأطرافه وأسافله أسود، بهذا كان يضحي صلى الله عليه وسلم، وعَنْ أَنَسٍ، - وَذَكَرَ الحَدِيثَ - قَالَ: (وَنَحَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ سَبْعَ بُدْنٍ قِيَامًا، وَضَحَّى بِالْمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ). مُخْتَصَرًا. [6]، والأملح ما خالط بياضَه سوادٌ فهو أبيض في سواد.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، اشْتَرَى كَبْشَيْنِ عَظِيمَيْنِ سَمِينَيْنِ، أَقْرَنَيْنِ، أَمْلَحَيْنِ، مَوْجُوءَيْنِ"[7].

 

السمين: كثير الشحم واللحم.

والموجوء: الخصي، وهذا حتى يذهب كل ما عنده من طاقة إلى لحمه وشحمه وهو أكمل من الفحل من حيث طيب اللحم غالباً.

والفحل أكمل من حيث تمام الخلقة والأعضاء. هذا هو الأفضل من الأضاحي جنساً وصفة.

لكن هناك صفات مكروهة في الأضحية، يجوز التضحية بها لكنها مكروهة اجتنابها أولى، منها: العضباء؛ وهي ما قطع من أذنها أو قرنها النصف فأكثر، هذه مكروهة التضحية بها مع جوازها، مكسورة القرن ومقطوعة الأذن يجوز التضحية بها مع الكراهة، كذلك المقابلة؛ بفتح الباء؛ وهي التي شقت أذنها عرضاً من الأمام، والمدابرة؛ بفتح الباء؛ وهي التي شقت أذنها عرضاً من الخلف، والشرقاء؛ وهي التي شقت أذنها طولاً، والخرقاء؛ وهي التي خرقت أذنها، يجوز الأضحية بها لكن السليمة أولى والمصفَّرة؛ بضم الميم وسكون الصاد وفتح الفاء والراء؛ وهي التي قطعت أذنها حتى ظهر صماخها، كل الأذن قطعت. والمستأصَلة: بفتح الصاد؛ وهي التي ذهب قرنها كله، والبخقاء: وهي التي بخقت عينها فذهب بصرها وبقيت العين بحالها، تنظر إليها صحيحة سليمة، فهي عوراء غير بين عورها. والمشيَّعة: بفتح الياء المشددة؛ وهي التي لا تتبع الغنم لضعفها إلا بمن يشيعها فيسوقها ويستحثها على المشي لتلحق. ويصح كسر الياء المشددة، وهي التي تتأخر خلف الغنم لضعفها فتكون كالمشيعة لهن.

 

ويلحق بهذه المكروهات ما كان مثلها في الكراهة؛ فتكره التضحية بما يأتي: البتراء من الإبل والبقر والمعز؛ وهي التي قطع نصف ذنبها فأكثر، وما قطع من أليته أقل من النصف، فإن قطع النصف فأكثر من النصف فقال جمهور أهل العلم: لا تجزىء. وهي الشاة العربية التي لها إلية، فأما مفقودة الألية بأصل الخلقة فلا بأس بها، وما قطع ذكره، وما سقط بعض أسنانها؛ ولو كانت الثنايا أو الرباعيات. فإن فقد بأصل الخلقة لم تكره، ويجوز التضحية بها، وما قطع شيء من حلمات ثديها؛ فإن فقد بأصل الخلقة لم تكره. ويجوز التضحية بها، لكن خلاف الأولى، لكن إن كان أصلا لا ثدي لها أو لا حلمات لها فتجزئ التضحية بها، وإن توقف لبنها مع سلامة ثديها فلا بأس بها. هذه المكروهات لا تمنع من التضحية، وغيرها أولى.

 

وتجزىء الأضحية الواحدة من الغنم المعز والضأن، عن الرجل وأهل بيته أحياء وأمواتا؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ؛ اشْتَرَى كَبْشَيْنِ عَظِيمَيْنِ سَمِينَيْنِ، أَقْرَنَيْنِ، أَمْلَحَيْنِ، مَوْجُوءَيْنِ)، (فَإِذَا خَطَبَ وَصَلَّى، ذَبَحَ أَحَدَ الْكَبْشَيْنِ بِنَفْسِهِ بِالْمُدْيَةِ بالسكين)، ثُمَّ يَقُولُ: ("اللَّهُمَّ هَذَا عَنْ أُمَّتِي جَمِيعًا، مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ، وَشَهِدَ لِي بِالْبَلاغِ") (وَذَبَحَ الْآخَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَعَنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللهُ عليه وسلَّم)[8].

فإذا ضحى الرجل بالواحدة من الغنم الضأن أو المعز عنه وعن أهل بيته؛ أجزأ عن كل من نواه من أهل بيته من حيٍّ وميِّت،... ويجزىء سُبُع البعير أو سبع البقر عما تجزىء عنه الواحدة من الغنم...

 

لكن انتبهوا يا عباد الله! ولا تجزىء الواحدة من الغنم ولا الضأن عن شخصين فأكثر يشتريانها فيضحيان بها؛ يعني يشترك اثنان فيذبحان واحدة لهما ولأهلهما، لا يجوز التضحية عن اثنين بواحد؛ لعدم ورود ذلك في الكتاب والسنة، كما لا يجزىء أن يشترك ثمانية فأكثر في بعير أو بقرة؛ لأن العبادات توقيفية لا يجوز فيها تعدي المحدود كمية وكيفية، وهذا في غير الاشتراك في الثواب، فقد ورد التشريك فيه بدون حصر كما سبق.

 

ألا واعلموا أنه إذا أراد أحد أن يضحي، ودخل شهر ذي الحجة؛ وبقي لشهر ذي الحجة أربعة أيام، وعرفت دخوله إما برؤية هلاله، أو إكمال ذي القعدة ثلاثين يوماً، فإنه يحرم عليه ولو ذبح عنه غيره؛ أن يأخذ شيئاً من شعره، أو أظفاره أو جلده، حتى يذبح أضحيته يوم العيد، أو ما بعد ذلك، لحديث أم سلمة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: ("إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا")[9].

وفي رواية: ("إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ"). [10]، ("فَلَا يَأخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى")[11].


لكنّ بعضَ الناس ما جاءه الراتب إلا بعد يومين أو ثلاثة من ذي الحجة أو أربعة أو خمسة، أو جاءه دخل وأراد أن يضحي، نوى الأضحية أثناء العشر؛ أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية.

والحكمة في هذا النهي؛ أنَّ المضحيَ لما شارك الحاجَّ في بعض أعمال النسك؛ وهو التقرب إلى الله تعالى بذبح القربان، شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوه.

 

وهذا حكم خاصٌّ بمن أراد أن يضحي، أما من يضحَّى عنه؛ من زوجة أو ولد أو ما شابه ذلك فلا يتعلَّق به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «وأراد أحدكم أن يضحي»، ولم يقل أو يضحَّى عنه؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يضحِّي عن أهل بيته ولم ينقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك. وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من الشعر والظفر والبشرة.

وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ولا يعود، ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية كما يظن بعض العوام.

 

وإذا أخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً، أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، بل إن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه؛ مثل أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصه، أو ينزل الشعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصه لمداواة جرح ونحوه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله على نعمة الإسلام، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للأنام، وعلى آله وصحبه الطيبين الكرام، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم القيامة، أما بعد:

هذه هي الدماء التي تراق في سبيل الله سبحانه، ويراد بها وجه الله سبحانه وتعالى بهذه الشروط، قرابين تقدم لله سبحانه وتعالى، أما من يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بـدماء المسلمين، وبقتلهم ويفرح بذلك، تكلمنا كثيرا وسنتكلم عن ذلك إن شاء الله سبحانه وتعالى ما دامت هذه المعصية - قتل المسلم موجودة -.

 

فكل من يحرض على انتهاك حرمات المسلمين، وسفك دمائهم، في الخلوات وفي السر، سيذوق وبال أمره في الدنيا قبل الآخرة، قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].

عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ - وعلى آله وصحبه - وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مَنْ دُونِ اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ، وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ"[12].

وثبت أَنَّ الـمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو الكِنْدِيَّ، حَلِيفَ بَنِي زُهْرَةَ، حَدَّثَهُ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَقِيتُ كَافِرًا فَاقْتَتَلْنَا، فَضَرَبَ يَدِي بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ لاَذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ)، وَقَالَ: (أَسْلَمْتُ لِلَّهِ، آقْتُلُهُ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَقْتُلْهُ»، قَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ طَرَحَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا قَطَعَهَا، آقْتُلُهُ؟) قَالَ: «لاَ تَقْتُلْهُ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَأَنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ»[13].

 

وتفسيرا لذلك عند البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله تعالى عنهما -، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمِقْدَادِ: «إِذَا كَانَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ يُخْفِي إِيمَانَهُ مَعَ قَوْمٍ كُفَّارٍ، فَأَظْهَرَ إِيمَانَهُ فَقَتَلْتَهُ؟ فَكَذَلِكَ كُنْتَ أَنْتَ تُخْفِي إِيمَانَكَ بِمَكَّةَ مِنْ قَبْلُ»[14].

وهناك مجموعة روايات مضمونها يوضح أمرا خطيرا فقد ثبت عند البخاري ومسلم والإمام أحمد، وهذه ألفاظ رواياتهم عَنْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله - تعالى - عنه قَالَ: (بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ)، (قَالَ: فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ) (فَقَاتَلْنَاهُمْ، فَكَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِذَا أَقْبَلَ الْقَوْمُ كَانَ مِنْ أَشَدِّهِمْ عَلَيْنَا، وَإِذَا أَدْبَرُوا كَانَ حَامِيَتَهُمْ) قَالَ: (فَغَشِيتُهُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ) (فَلَمَّا غَشِينَاهُ؛ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَكَفَّ عَنْهُ الْأَنْصَارِيُّ وَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ)، (فَلَمَّا قَدِمْنَا، بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم)، فَقَالَ لِي: ("يَا أُسَامَةُ! أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ!") فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ! أَوْجَعَ فِي الْمُسْلِمِينَ، وَقَتَلَ فُلَانًا وَفُلَانًا، وَسَمَّيْتُ لَهُ نَفَرًا، وَإِنِّي حَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ!)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("أَقَتَلْتَهُ؟!") قُلْتُ: (نَعَمْ)، قَالَ: ("فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟") فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ الْقَتْلِ!) قَالَ: ("أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَهَا أَمْ لَا؟!) ("كَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟") فَقُلْتُ: (اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ)، فَقَالَ: ("وَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟") فَجَعَلَ لَا يَزِيدُهُ عَلَى أَنْ يَقُولَ: ("كَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟") قَالَ: (فَمَا زَالَ يُكَرَّرَهَا عَلَيَّ، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ).


أمر خطير يخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم أحب الصحابة إليه، أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: استغفر لي، فيرد عليه، كيف تعمل بلا إله إلا الله، ويأتيه بالأعذار، فيرد عليه: هلا شققت عن قلبه، فكيف بهذا الزمان الذي يقتل فيه من يقول لا إله إلا الله ورفع السيف عن أعداء الله -.

قَالَ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ اللَّيْثِيِّ رضي الله عنه: (فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ)، ثُمَّ قَالَ: ("أَمَّا بَعْدُ؛ فَمَا بَالُ الْمُسْلِمِ يَقْتُلُ الرَّجُلَ وَهُوَ يَقُولُ إِنِّي مُسْلِمٌ؟!") (فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا)، - والظاهر أن بعض الناس كان قد فعل هذا ممن يستمع الخطبة غير أسامة، - (فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ)؛ إذْ قَالَ الْقَاتِلُ: (يَا رَسُولَ اللهِ! وَاللهِ مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنْ الْقَتْلِ). - حتى يرفع عنه السيف - (فَأَعْرَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ، وَعَمَّنْ قِبَلَهُ مِنْ النَّاسِ، وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ. - نفس الرجل لم يصبر - ثُمَّ قَالَ أَيْضًا: (يَا رَسُولَ اللهِ! مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنْ الْقَتْلِ)، فَأَعْرَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ وَعَمَّنْ قِبَلَهُ مِنْ النَّاسِ وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ، ثُمَّ لَمْ يَصْبِرْ، فَقَالَ الثَّالِثَةَ: (يَا رَسُولَ اللهِ! وَاللهِ مَا قَالَ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنْ الْقَتْلِ)، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُعْرَفُ الْمَسَاءَةُ فِي وَجْهِهِ، - أي الحزن والغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخاطب الرجل المسلم الذي قتل الرجل - فَقَالَ لَهُ: "(إِنَّ اللهَ عز وجل أَبَى عَلَيَّ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا" - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. -

وفي رواية: "أَبَى اللهُ عَلَيَّ مَنْ قَتَلَ مُسْلِمًا" - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - [15]...

 

(إن الله أبى علي) امتنع الله سبحانه وتعالى امتناعا شديدا في قبول الشفاعة في هذا الإنسان القاتل، الذي قتل مؤمنا مسلما، وامتنع علي أن تقبل توبته (فيمن قتل مؤمنًا) ثلاثًا[16].

فلماذا وصلنا إلى هذا الحال في هذا الزمان، ونجح أعداء الرحمن سبحانه وتعالى أيما نجاح في توجيه السلاح من المسلم إلى المسلم، المسلم إلى المسلم بأعذار واهية ولو قرأنا الأحاديث وراجعناها لوجدنا أعذارا لا تقبل عند الله سبحانه وتعالى.

 

صلوا على رسول الله، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين،

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يارب العالمين.

اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيدنا ولا تخذلنا، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، اللهم وحد صفوفنا، اللهم ألف بين قلوبنا، وأزل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا على عدوك وعدونا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلا إلا عافيته، ولا ضالا إلا هديته، ولا غائبا إلا إلى أهله سالما غانما أعدته وأرجعته يارب العالمين.

وأقم الصلاة؛ ﴿... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].



[1] أخبار مكة للفاكهي (4/ 253) رقم (2614)، وتفسير ابن كثير ت سلامة (7/ 31).

[2] (م) 13 - (1963).

[3] (حم) (18533)، (18689)، (س) (4369)، (4370)، (4371)، (ت) (1497)، (د) (2802)، (جة) (3144)، وصححه الألباني في الإرواء (1148).

[4] (خ) (985) (م) (1960).

[5] (ت) (1496)، (س) (4390)، (د) (2796)، (جة) (3128)، وقال الترمذي: حسن صحيح.

[6] (خ) (1712).

[7] (حم) (25046)، (27190). (جة) (3122)، حسنه الألباني في الإرواء تحت حديث (1138).

[8] (جة) (3122)، (حم) (25928)، (هق) (18828)، (ك) (3478)، حسنه الألباني في الإرواء تحت حديث: (1138).

[9] (م) 39 - (1977)، (س) (4364)، (جة) (3149)، (حم) (26517).

[10] (م) 41 - (1977)، (ت) (1523)، (س) (4361).

[11] (م) 42 - (1977)، (ت) (1523)، (س) (4361)، (د) (2791).

[12] (م) 37 - (23).

[13] (خ) (6865).

[14] (خ) (6866).

[15] (خ) (4021)، (6478)، (6693)، (م) (96)، (97)، (حم) (17050)، (21793)، (21850)، (حم) (22543)، (د) (2643)، صَحِيح الْجَامِع (1698).

[16] التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 255) بتصرف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من أحكام الأضاحي
  • فضل صيام يوم عرفة وأحكام الأضاحي وآداب العيد
  • أحكام الأضاحي (خطبة)
  • خطبة العشر والأضاحي

مختارات من الشبكة

  • العيوب التي تجتنب في الأضاحي وما هو السن المجزئ في الأضحية(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • بدع وأخطاء شائعة واعتقادات باطلة تتعلق بالأضاحي يليها أحاديث لم تثبت في الأضاحي، يليها موعظة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: تعدد سبل الخيرات واحتساب النية الصالحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوقف الخيري في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سبل السلامة من أهوال يوم القيامة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 15/12/1432 هـ - سبل المحافظة على الطاعات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد الحرام 3/6/1432هـ - سبل الوقاية من الفتن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج الفروع على الأصول من سبل السلام للأمير الصنعاني في باب الأمر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • سبل "النجاح" لطلبة الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • سبل العافية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب