• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الأول من سورة الفرقان

تفسير الربع الأول من سورة الفرقان
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/5/2017 ميلادي - 6/8/1438 هجري

الزيارات: 11866

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ *

الربع الأول من سورة الفرقان


الآية 1، والآية 2: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ ﴾: أي عَظُمَتْ بركات الله تعالى، وكَثُرَتْ خيراته، فهو الذي نَزَّلَ القرآن الفارق بين الحق والباطل ﴿ عَلَى عَبْدِهِ ﴾ محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ أي ليكون مُخَوِّفًا للإنس والجن من عذاب اللهِ ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ ﴿ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ﴾ - لغِناهُ سبحانه عن ذلك - ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ﴾ ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ أي أعطى كل مخلوق ما يُناسبه من الخَلق، وهذا مِثل قوله تعالى: ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ﴾ أي أعطاهُ خَلْقه اللائق به على أحسن صُنعٍ ﴿ ثُمَّ هَدَى ﴾ يعني أرشَدَ كل مخلوق إلى الانتفاع بما خَلَقَه له.

 

الآية 3: ﴿ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا ﴾: أي اتّخذ المشركون معبوداتٍ باطلة لا تستطيع أن تخلق شيئاً (وإنْ صَغُر)، ﴿ وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴾ يعني: بل هي مصنوعةٌ مِن حجارة، فكيف إذاً يَعبدونها؟!، ﴿ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ﴾ (فكيف لها أن تَنفع عابِدِيها أو تَضُرّ مَن لم يَعبدها؟!)، ﴿ وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴾: أي لا تستطيع هذه المعبودات أن تَسلب حياة المخلوقات، أو أن تُوجِدهم من العدم، أو أن تُطِيلَ أعمارهم حينَ يأتي أجَلهم، أو أن تبعثهم أحياءً من قبورهم.

 

الآية 4: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ ﴾ أي ما هذا القرآن إلا كَذِبٌ اختلقه محمد ﴿ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ ﴾ ﴿ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴾ أي لقد ارتكبوا ظلمًا فظيعًا، وقالوا كذباً قبيحاً؛ فالقرآن لا يستطيع أن يقوله بَشَر (وهُم يَعلمونَ هذا لأنهم أبلغ البشر).

 

الآية 5، والآية 6: ﴿ وَقَالُوا ﴾ عن القرآن: ﴿ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا ﴾ أي قصص الأولين المُسَطَّرة في كُتُبهم، وقد نَقَلَها محمدٌ منهم ﴿ فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾: أي فهي تُقْرَأ عليه صباحًا ومساءً، فرَدّ اللهُ عليهم بقوله: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾: يعني إنّ الذي أنزل القرآن هو اللهُ الذي أحاطَ عِلْمه بما في السماوات والأرض، ويَعلم ما يُسِرُّون وما يُعلنون، ﴿ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا ﴾ لمن تاب من الشِرك به وجحود رسالته، ﴿ رَحِيمًا ﴾ بهم حيث لم يُعاجلهم بالعقوبة، (فلولا أنّ رحمته سبقتْ غضبه لأَهلَكَ مَن كَفَرَ به).

♦ ويُذَكِّرني قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ بقول البرُوفِيسُور "يوشيودي كوزان" (مُدير مَرصَد طُوكيُو): (إنَّ هذا القرآن يَصِفُ الكونَ مِن أعلى نقطةٍ في الوجود، فكل شيء أمامه مكشوف، إنَّ الذي قال هذا القرآنَ يرى كل شيء في هذا الكون، فليس هناك شيءٌ قد خَفِيَ عليه).

 

من الآية 7 إلى الآية 9: ﴿ وَقَالُوا ﴾: ﴿ مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ ﴾ يعني: ما لهذا الذي يَزعم أنه رسول (يَقصدون محمدًا صلى الله عليه وسلم) يأكل الطعام مِثلنا ﴿ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ﴾ لطلب الرزق؟ ﴿ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ﴾ يعني: هَلاّ أرسَلَ اللهُ معه مَلَكًا ليَشهد على صِدقه، ﴿ أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ ﴾ من السماء ﴿ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ ﴾ أي حديقة عظيمة ﴿ يَأْكُلُ مِنْهَا ﴾ لتكون دليلاً على اعتناء الله به؟، ﴿ وَقَالَ الظَّالِمُونَ ﴾ أي قال السادة لِمَتبُوعيهم: ﴿ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴾ أي: ما تَتَّبعونَ إلا رَجُلاً قد أصابه السِحرُ فأصبح مَخدوعاً به، فلا تتأثروا بكلامه ولا تلتفتوا إليه.

﴿ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ ﴾: أي تَعَجَّبْ أيها الرسول مِن قولهم عنك بأنك ساحر، حتى يُلقوا الشُكوك حولك، باحثينَ بذلك عن طريقٍ يُخَلِّصهم مِن دعوة التوحيد، ولكنهم لن يستطيعوا، ولهذا قال تعالى: ﴿ فَضَلُّوا ﴾ أي ضَلُّوا عن طريق الحق بسبب هذه الأقوال الكاذبة ﴿ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴾ أي: فلا يَجدونَ طريقاً يَرجعونَ به إلى الحق الذي تَرَكوه، أو يَتمكنوا به مِن صَرْف الناس عن دَعْوَتك (والذي أَوْقعهم في ذلك كِبْرهم وعِنادهم).

 

من الآية 10 إلى الآية 14: ﴿ تَبَارَكَ ﴾ اللهُ العظيم ﴿ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ ﴾ - أيها الرسول - ﴿ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ ﴾ الذي يَطلبونه منك، إذ لو شاء سبحانه لَجَعَلَ لك في الدنيا ﴿ جَنَّاتٍ ﴾ أي حدائق كثيرة ﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ ﴿ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا ﴾ عظيمة، ولكنه سبحانه لم يَشأ ذلك في الدنيا، لأنها دارُ عمل، وليست دارُ جزاء وراحة ونعيم، والخير فيما يشاؤه سبحانه.

♦ وما كَذَّبوك لأنك تأكل الطعام وتمشي في الأسواق ﴿ بَلْ كَذَّبُوا ﴾ - عِناداً - ﴿ بِالسَّاعَةِ ﴾ التي تقوم فيها القيامة، ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴾ أي نارًا حارة تُوقَد عليهم وتَغلي بهم، و﴿ إِذَا رَأَتْهُمْ ﴾ هذه النار يوم القيامة ﴿ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾: ﴿ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴾ أي سمعوا صوت غليانها وغَيظها منهم، ﴿ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا ﴾: يعني إذا أُلقوا في مكانٍ شديد الضِيق من جهنم، ﴿ مُقَرَّنِينَ ﴾ يعني: وقد قُيِّدَت أيديهم بالسلاسل إلى أعناقهم: ﴿ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴾: أي دَعَوْا على أنفسهم بالهلاك للخَلاص من ذلك العذاب، فحينئذٍ يُقالُ لهم تيئيسًا وتحسيراً: ﴿ لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ﴾ أي لا تَدْعوا اليوم بالهلاك مرة واحدة، بل ادعوا مراتٍ كثيرة، فإنه لا خَلاصَ لكم.

 

الآية 15، والآية 16: ﴿ قُلْ ﴾ أيها الرسول لهؤلاء المشركين: ﴿ أَذَلِكَ ﴾ يعني أهذه النار التي وُصِفتْ لكم ﴿ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ ﴾ يعني أم جنة النعيم الدائم ﴿ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ﴾ أي التي وَعَدَ اللهُ بها الخائفين من عذابه، ﴿ كَانَتْ ﴾ الجنة ﴿ لَهُمْ جَزَاءً ﴾ على أعمالهم، ﴿ وَمَصِيرًا ﴾ يَرجعون إليه في الآخرة، ﴿ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ﴾ مِن كل ما تشتهيه أنفسهم مِمَّا لَذَّ وطابَ من المطاعم والمشارب والملابس والمراكب وغير ذلك مِمَّا لم يَخطر على قلب بَشَر، (وهذا هو مُنتهَى الإكرام، إذ كَون العبد يَجد كل ما يَشتهي، هو نعيمٌ ليس بعده نعيم)، ﴿ خَالِدِينَ ﴾ أي متاعهم فيها دائم، ﴿ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا ﴾ أي كان دخولهم الجنة وعدًا مسؤولاً على ربك - أيها الرسول - يسأله عليه عباده المتقون يوم القيامة قائلين: ﴿ رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ ﴾، والملائكة تقول: ﴿ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ ﴾، فيُنجز اللهُ لهم وعده، والله لا يُخلف الميعاد.

 

الآية 17: ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ ﴾ أي اذكر أيها الرسول يوم يَحشر الله المشركين مع آلهتهم التي كانوا يَعبدونها ﴿ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ كالملائكة والأنبياء والأولياء والجن ﴿ فَيَقُولُ ﴾ اللهُ لهؤلاء - الذين عَبَدهم المشركون -: ﴿ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ ﴾ عن طريق الحق، وأمَرتموهم بعبادتكم؟، ﴿ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴾ يعني: أم هم الذين ضَلّوا طريق الحق فعبدوكم مِن عند أنفسهم؟ (واعلم أنّ هذا الاستفهام غرضه التقرير والشهادة على المشركين).

 

الآية 18، والآية 19: ﴿ قَالُوا ﴾ أي قال المعبودون من دون الله: ﴿ سُبْحَانَكَ ﴾ أي تنزيهًا لك يا ربنا عَمَّا فعل هؤلاء، فـ ﴿ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ ﴾ أي لا يَصِحُّ أن نَتَّخِذ تابعينَ لنا نأمرهم بعبادتنا وترْك عبادتك ﴿ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآَبَاءَهُمْ ﴾ بطول الأعمار وسعة الأرزاق، فانغمسوا في الشهوات والمَلَذّات ﴿ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ ﴾ أي حتى نَسوا ذِكْرك وعبادتك وما جاءتهم به رُسُلك، ﴿ وَكَانُوا ﴾ بذلك ﴿ قَوْمًا بُورًا ﴾ أي قومًا هالكينَ خاسرين، فحينئذٍ يُقال للمشركين: ﴿ فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ ﴾: أي لقد كَذَّبكم الذين عبدتموهم في ادِّعائكم عليهم، ﴿ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا ﴾: أي فها أنتم الآن لا تستطيعون دَفْعًا للعذاب عن أنفسكم، ﴿ وَلَا نَصْرًا ﴾ أي: ولا تجدون مَن يَنصركم فيَمنع عنكم العذاب، ﴿ وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ ﴾ أيها الناس، بأن يُشرِك بربه - فيَعبد غيره ويَمُت على ذلك -: ﴿ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴾ أي نُعَذّبه عذابًا شديدًا في جهنم.

 

الآية 20: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ ﴾ - أيها الرسول - أحدًا ﴿ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ﴾ مِثلك ﴿ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ﴾ إذاً فلا تهتم بقول المشركين لك: (ما لهذا الرسول يأكل الطعام)، فإنهم يَعرفون ذلك ولكنهم يُعاندون، ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ ﴾ - أيها الناس- ﴿ فِتْنَةً ﴾ أي ابتلاءً واختبارًا بالغِنى والفقر، والصحة والمرض وغير ذلك (فالفقير يقول: ما لي لا أكون كالغني؟، والمريض يقول: مالي لا أكون كالصحيح؟، وكذلك فإنّ الغني مُبتلَى بإعطاء الفقير، وهكذا).

﴿ أَتَصْبِرُونَ ﴾ يعني: هل تصبرون على هذه الابتلاءات، وتصبرون على القيام بما أوجبه الله عليكم أو لا تصبرون؟، (واعلم أنّ هذا الاستفهام غرضه الحث على الصبر والأمر به، فهو مِثل قوله تعالى - عندما حَرَّم الخمر والميسر -: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾؟ أي: انتهوا عمَّا حرّم الله)، ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾ بمن يَسخَط أو يصبر، وبمن يَكفر أو يَشكر، فيَجزي الصابرين أجرهم بغير حساب، ويَجزي الساخطين بما يَستحقون من العذاب.

♦ واعلم أنّ قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴾ يَحمل تصبيراً للرسول صلى عليه وسلم والمؤمنين، مِن أجل ما يُلاقونه مِن عِناد المشركين وأذاهم.



* وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة المؤمنون
  • تفسير الربع الثاني من سورة المؤمنون
  • تفسير الربع الأخير من سورة المؤمنون
  • تفسير الربع الأول من سورة النور
  • تفسير الربع الثاني من سورة النور
  • تفسير الربع الثالث من سورة النور
  • تفسير الربع الأخير من سورة النور
  • تفسير الربع الثاني من سورة الفرقان
  • تفسير الربع الأخير من سورة الفرقان
  • المناسبات في سورة الفرقان
  • المناسبات بين افتتاحية سورة الفرقان وخاتمتها
  • المناسبة بين اسم سورة الفرقان ومحورها
  • تفسير الربع الأول من سورة النمل
  • تفسير الربع الأول من سورة القصص

مختارات من الشبكة

  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم (الربع الخامس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
3- شُكر
رامي حنفي - مصر 04-05-2017 03:27 PM

أشكركم على مروركم وتعليقاتكم الجميلة
كما أتقدم بخالص الشكر للإخوة الكرام القائمين على الموقع

2- إعجاب
hend - egypt 03-05-2017 03:37 PM

جزاكم الله خيرا

1- شكر وتقدير
محمد طه - egypt 03-05-2017 01:47 PM

أسلوب حضرتك رائع جداً في التفسير

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب