• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الذكر والدعاء
علامة باركود

فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء

فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء
محمد حباش

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/4/2017 ميلادي - 26/7/1438 هجري

الزيارات: 73568

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء

 

عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ نبيَّ الله نوحًا صلى الله عليه وسلم لَمَّا حضَرتْه الوفاةُ، قال لابنه: إنِّي قاصٌّ عليك الوصيَّةَ؛ آمُرُك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين: آمُرك بلا إلهَ إلا الله؛ فإنَّ السماوات السبع والأرضين السبع لو وُضِعنَ في كفَّةٍ، ووُضِعتْ "لا إله إلا اللهُ" في كفَّةٍ، لرجَحتْ بهنَّ، ولو أنَّ السماوات السبع والأرضين السبع كُنَّ حلقةً مبهمةً، لقصمَتهنَّ "لا إله إلا الله"، و"سبحان الله وبحمده"؛ فإنَّها صلاة كِّل شيءٍ، وبها يُرزق كلُّ شيءٍ، وأنهاك عن الشِّرك والكِبْر))، فقلتُ - أو قيل -: يا رسولَ اللهِ، هذا الشِّركُ قد عرَفناه، فما الكِبْر؟ هو أن يكون لأحدِنا حُلَّةٌ يَلبسها؟ قال: ((لا))، قال: فهو أن يكون لأحدنا نَعلان حسنتان لهما شِراكان حسنان؟ قال: ((لا))، قال: فهو أن يكون لأحدنا دابَّة يركبها؟ قال: ((لا))، قال: فهو أن يكون لأحدنا أصحابٌ يَجلسون إليه؟ قال: ((لا))، قال: يا رسولَ الله، فما الكِبر؟ قال: ((سَفَهُ الحقِّ، وغمْصُ الناس))؛ صحيح الأدب المفرد.

 

• ((آمُرُك بِلا إلهَ إلَّا اللهُ))؛ أي: قل هذه الكلمةَ الطيِّبة، التي هي أعلى شُعَب الإيمان، وأفضَلُ الحسنات؛ فعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله، أوْصِني، قال: ((إذا عَمِلْتَ سيِّئةً، فأَتبِعْها حَسنةً تَمْحُهَا))، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، أمِنَ الحَسنات "لا إلهَ إلا الله"؟ قال: ((هي أفْضَلُ الحَسناتِ))؛ الصحيحة.


فالحسنات تتفاضَل فيما بينها تفاضُلَ شُعَب الإيمان؛ ((فأعلاها قولُ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطَّريق))؛ والقول إذا أُطلِق فإنَّه يشمل قولَ القلب، وهو: اعتقادُه، وقولَ اللِّسان، وهو: إقرارُه، وكلَّما تواطَأ قولُ اللِّسان مع قول القلب، زاد أجْرُ هذه الكلمة، فإذا انعَدم قولُ القلب، أصبح نِفاقًا؛ قال الله تعالى عن المنافقين: ﴿ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ [آل عمران: 167].

 

• ((فإنَّ السماوات السبع والأرضين السبع لو وُضِعنَ في كفَّةٍ، ووُضِعتْ "لا إله إلا اللهُ" في كفَّةٍ، لرجَحتْ بهنَّ))؛ فقيام معنى لا إلهَ إلَّا الله بالقَلْب عِلمًا ومعرفة ويقينًا مع تواطؤ اللِّسان - يوجِب ثقلها في الميزان، كما يَحدثُ لصاحب البِطاقة التي توضَع ويقابلها تسعة وتسعون سجلًّا، فتثقل البطاقةُ وتطيش السجلَّات، ومن كان على شاكلته، فإنَّ كفَّة ميزانه تَرجَحُ ولو وُضعتِ السماوات السبع والأرضون السبع في الكفَّة الأخرى، ولا يثقل مع اسم الله شيءٌ، إذا ثقل في قلب المؤمن إيمانًا وإخلاصًا وتوقيرًا ومحبَّة وتعظيمًا؛ وفي مثل هؤلاء قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى قد حرَّم على النار مَن قال: لا إلهَ إلا الله، يَبتغي بذلك وجْهَ الله))؛ صحيح الجامع.


• ((ولو أنَّ السماوات السبع والأرضين السبع كُنَّ حلقةً مبهمةً، لقصمَتهنَّ "لا إله إلا الله"))؛ فالسماوات السبع حَلْقة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما السَّماوات السَّبع في الكُرسي إلَّا كحلقةٍ مُلقاةٍ في أرض فلاةٍ))؛ الصحيحة.


ولكنَّها ليست مُبهمة؛ أي: مُغْلَقة؛ ففيها أبوابٌ تنزل منها الملائكةُ وتصعَد، كما تصعد أرواحُ المؤمنين ويصعد عَملُهم الصالح مِن ذِكْرٍ وغيرِه إلى الله تعالى؛ قال سبحانه: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبدٌ: لا إلهَ إلَّا اللهُ قط مخلصًا، إلَّا فُتحتْ له أبوابُ السماء حتى تُفضي إلى العَرْش، ما اجتنب الكبائر))؛ صحيح الجامع، ولو لم تُفتح: ((لقصمَتهنَّ لا إله إلا الله))؛ أي: لكسرتهنَّ، ولصعدتْ إلى عرش الرحمن.


• ((وسُبحان الله وبحمده))؛ أي: قُل: سُبحان الله وبحمده؛ وسبحان الله معناه: تنزَّه اللهُ عن كلِّ عيبٍ ونقْصٍ، وقوله: "وبحمده" صريح في مَعنى الحمد لله، وهذا الذِّكر قد اشتمل على الثَّناء على الله بكلِّ كمالٍ؛ لأنَّ الكمال يكون بأمرين: بالتخلِّي عن الرذائل، والتحلِّي بالفضائل.


قال الكرمانيُّ: "فالتَّسبيحُ إشارة إلى صِفات الجَلال، والتحميدُ إشارة إلى صِفات الإكرام، وترك التقييد مُشعِر بالتعميم، والمعنى: أُنزِّهه عن جميع النَّقائص، وأحمده بجميع الكَمالات، قال: والنظم الطبيعي يَقتضي تقديمَ التخلية على التَّحلية؛ فقدَّم التسبيحَ الدالَّ على التخلِّي، على التحميد الدالِّ على التحلِّي".


• ((فإنها صلاة كل شيءٍ))؛ الصَّلاة هنا بمعنى الدُّعاء، قال تعالى: ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 10]، وممَّا يقوِّي هذا القولَ أنَّهم قالوا: اللهمَّ؛ أي: يا ألله، وهذا نداء الله سبحانه وتعالى.


وعن جابرٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أهل الجنَّة يأكلون فيها ويَشربون، ولا يَتفلون ولا يَبولون، ولا يتغوَّطون ولا يَمتخِطون))، قالوا: فما بال الطَّعام؟ قال: ((جُشاءٌ ورَشْحٌ كرَشْح المِسك، يُلهمون التسبيحَ والتحميد كما تُلهمون النَّفَس))؛ رواه مسلم.


وقد ورد هذا الذِّكرُ في القرآن بضع عشرة مرَّة، منها:

• قوله تعالى عن خلقه: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: 44].

• وقوله عن ملائكته: ﴿ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [البقرة: 30].

• وقوله: ﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ﴾ [الرعد: 13].

• وقوله لرسوله: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ﴾ [طه: 130].

• وقوله عن عباده الصَّالحين: ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [السجدة: 15].


وحضَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الإتيان بهذا الذِّكر في أحاديث عدَّة، منها:

• عن أبي أُمامة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن هالَه الليلُ أن يكابدَه، وبَخِلَ بالمال أن ينفِقَه، وجَبُن عن العدوِّ أن يقاتِلَه، فليُكثِرْ أن يقول: سُبحان الله وبحمده؛ فإنَّها أحبُّ إلى الله من جبَل ذهبٍ وفضةٍ يُنفَقان في سبيل الله عز وجل))؛ صحيح الجامع.


• وعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله، أيُّ الكلامِ أحبُّ إلى الله عز وجل؟ قال: ((ما اصطفاه الله لملائكته؛ سبحان ربِّي وبحمده، سبحان ربِّي وبحمده، سبحان ربِّي وبحمده))؛ صحيح الترمذي.


• وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلِمتان خَفيفتان على اللِّسان، ثَقيلتان في الميزان، حَبيبتان إلى الرَّحمن: سُبحان اللهِ وبحمده، سُبحان اللهِ العظيم))؛ متفق عليه.


• وعنه رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال: سُبحان الله وبحمده، في يومٍ مائةَ مرةٍ، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مِثل زَبَد البحر))؛ متفق عليه.


• وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال حين يُصبح وحين يُمسي: سبحان الله وبحمده، مائةَ مرةٍ، لم يأتِ أحدٌ يومَ القيامة بأفضلَ ممَّا جاء به، إلَّا أحدٌ قال مثلَ ما قال، أو زاد عليه))؛ متفق عليه.


ونيل هذا الأجر الجزيل، مرتبطٌ بأمرين:

1 - اجتناب الحرام: قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، وقال: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [الجاثية: 21].


قال ابن بطَّال: "هذه الفضائل الواردة في فَضل الذِّكر إنَّما هي لأهل الشَّرَف في الدِّين والكمال؛ كالطَّهارة مِن الحرام، والمعاصي العِظام؛ فلا تظنَّ أنَّ مَن أدمن الذِّكر وأصرَّ على ما شاءه مِن شَهواته، وانتهَك دينَ الله وحُرماته، أنَّه يلتحق بالمطهَّرين المقدَّسين، ويبلغ منازلَهم بكلامٍ أجراه على لِسانه، ليس معه تَقوى ولا عمَلٌ صالح".


2 - العلم والإخلاص وحضور القلب: قال ابن القيِّم: "وكلُّ قولٍ رَتَّب الشارعُ ما رتَّب عليه مِن الثواب، فإنَّما هو القول التام؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال في يوم: سُبحان الله وبحمده، مائةَ مرَّة، حُطَّت عنه خطاياه - أو غُفرتْ ذنوبُه - ولو كانت مِثل زَبَدِ البحر))، وليس هذا مرتَّبًا على مجرَّد قول اللِّسان.


نعم، مَن قالها بلِسانه، غافِلًا عن معناها، معرِضًا عن تدبُّرها، ولم يواطئ قلبُه لسانَه، ولا عرف قَدْرَها وحقيقتَها، راجيًا مع ذلك ثوابَها - حَطَّتْ مِن خطاياه بحسب ما في قلبه، فتكون صورة العملين واحدةً، وبينهما في التفاضل كما بين السَّماء والأرض، والرجلان يكون مقامهما في الصفِّ واحدًا، وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض".


• وقوله: ((وبها يُرزقُ الخَلقُ))؛ فهذا الذِّكر مِن مَفاتيح الرِّزق للعباد، وذلك باعتبارات، منها:

1- أنَّ ذِكرَ الله للعبد نِعمةٌ عليه، قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]، وعن النُّعمان بن بَشيرٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ ممَّا تَذكرون مِن جلال الله التسبيحَ والتهليلَ والتحميدَ، يَنعطِفنَ حولَ العرش، لهنَّ دَويٌّ كدَويِّ النَّحل، تُذَكِّر بصاحبها، أمَا يُحِبُّ أحدكم أن يكون له - أو لا يزال له - مَن يُذَكِّر به؟))؛ صحيح ابن ماجه.


2- أنَّ الذَّاكر ينال به رِزقًا في الدنيا والآخرة؛ عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال: سبحان الله وبحمده، غُرستْ له نَخلةٌ في الجنَّة))؛ صحيح الترمذي.


3- أنَّ الحَمْد شُكر، والله يَجزي الشاكرين؛ قال سبحانه: ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144]، وقال: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7].


4- أنَّ الدُّعاء المستجاب غالبًا ما يكون بَعد هذا الذِّكر؛ قال سبحانه عن حَمَلَةِ عرْشِه: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [غافر: 7]، وقال لرسوله: ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 3]، وعن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن إنسانٍ يكون في مَجلسٍ، فيقول حين يريد أن يقوم: سبحانك اللهمَّ وبحمدك، لا إلهَ إلَّا أنت، أستغفِرُك وأتوب إليك، إلَّا غُفِر له ما كان في ذلك المجلس))؛ رواه أحمد، وصحَّحه شُعيب الأرنؤوط.


وعن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أقرَبُ ما يكون العبدُ مِن ربِّه وهو ساجِد؛ فأكثِروا الدُّعاءَ))؛ رواه مسلم، وقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في ركوعه: ((سبحان ربِّي العظيم وبحمده؛ ثلاثًا، وفي سُجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده؛ ثلاثًا))؛ صحيح الجامع.


وقيل: يا رسولَ الله، أيُّ الدُّعاء أسْمَع؟ قال: ((جوْف الليل الأخير، ودُبُر الصلوات المكتوبات))؛ صحيح الترمذي، وقد حثَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على التسبيح والدُّعاء بعد الصلاة.


• ((وأنهاك عن الشِّرك والكِبْر)): مَن استسلَم لغير الله فقد أشرَك؛ ومَن لم يَستسلم لله فقد تكبَّر، والكِبْر نَوعان: ((سَفَه الحقِّ، وغمْصُ النَّاس)).

• ((سَفَهُ الحقِّ)): هو أن يَرى الحقَّ سَفهًا باطلًا، فلا يَقبله، ويتعاظَم عنه، و((غَمْص النَّاس))؛ أي: احتقارهم وألَّا يراهم شيئًا، فمَن ردَّ الحقَّ استِصغارًا لقائله وما هو عليه، فقَد جمَع الشرَّ كلَّه.


ومِن تَلْبيس إبليس على بعض النَّاس تزيينُه للكِبْر طلَبًا للمَهابة، وقد جهل هؤلاء أو تَجاهلوا أنَّ مَن أراد العزَّةَ فلْيَطلُبْها بطاعة الله، ومَن تواضَع لله رفعَه، قال ابن القيِّم في كتابه الروح في الفَرْق بين المهابَةِ والكِبْر:

• "إنَّ المهابة أثَرٌ مِن آثار امتِلاء القلب بعظمَةِ الله ومحبَّتِه وإجلالِه، فإذا امتلأ القلبُ بذلك، حَلَّ فيه النُّورُ، ونزَلتْ عليه السَّكينةُ، وأُلبِسَ رِداءَ الهَيبة، فاكتسى وجهُه الحلاوةَ والمهابة، فأَخذ بمَجامع القلوب محبَّةً ومهابةً، فحنَّتْ إليه الأفئدةُ، وقرَّتْ به العيونُ، وأنسَتْ به القلوبُ؛ فكلامُه نورٌ، ومدخلُه نور، ومخرجه نور، وعِلْمه نور، إن سكَتَ علاه الوَقار، وإن تكلَّم أخَذ بالقلوب والأسماع.


وأمَّا الكِبرُ، فأثَرٌ مِن آثار العُجْب والبَغيِ مِن قلبٍ قد امتلأ بالجَهل والظُّلم، ترحَّلتْ منه العبوديَّةُ ونزل عليه المقتُ، فنظَرُه إلى الناس شَزر، ومشيُه بينهم تبختُرٌ، ومعاملتُه لهم مُعاملة الاستئثار، لا الإيثار ولا الإنصاف، ذاهبٌ بنفسه تِيهًا، لا يَبدأ مَن لَقيَه بالسَّلام، وإن ردَّ عليه رأى أنَّه قد بالَغ في الإنعام عليه، لا يَنطلق لهم وجهُه، ولا يسعهم خُلُقُه، ولا يرى لأحدٍ عليه حقًّا، ويرى حقوقَه على الناس، ولا يرى فضلَهم عليه، ويرى فضلَه عليهم، ولا يزداد مِن الله إلا بُعدًا، ولا مِن الناس إلا صَغارًا وبُغْضًا".


اللهمَّ إنَّا نَعوذ بك مِن أن نشرِك بك شيئًا نَعلمه، ونستغفرك لِما لا نَعلمه، ونعوذُ بك مِن مُنكرات الأخلاقِ والأعمال، والأهواءِ والأدواء، سبحانك اللهمَّ وبحمدك أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنت، أستغفِرُك وأتوب إليك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك
  • لا تتهم الله في شيء قضى لك به

مختارات من الشبكة

  • أيها الإنسان إياك والعجلة فإنها من الشيطان وعليك بالتؤدة فإنها من الرحمن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تشبثوا بصلاتكم فإنها فلاحكم(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • أحاديث لم تثبت في الأضاحي(مقالة - ملفات خاصة)
  • لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليذهب معه بثلاثة أحجار، فإنها تجزئ عنه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فإنها محرمة عليهم أربعين سنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اتهموا الرأي فإنها وصية سهل(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • خطبة: "تعلموا العربية؛ فإنها من دينكم"(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب