• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات ...
    سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
  •  
    اشتراط الحول والنصاب في الزكاة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    من فضائل الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    لا أحد أحسن حكما من الله
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    دلالة السنة والنظر الصحيح على أن الأنبياء عليهم ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير: (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الدرس الثالث والعشرون: لماذا نكره الموت
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الإنفاق على الأهل والأقارب بنية التقرب إلى الله ...
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الإسلام يدعو إلى المؤاخاة
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    خطبة عيد الأضحى: عيدنا طاعة وعبادة
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    خطبة عيد الأضحى: الامتثال لأوامر الله
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    أقسام المشهود عليه
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشهادتان - شهادة: أن لا إله إلا الله
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تحريم النذر لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تخريج حديث: أن ابن مسعود جاء إلى النبي صلى الله ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    تفسير قوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من ...
    سعيد مصطفى دياب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام

نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام
الشيخ محمد طه شعبان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/4/2017 ميلادي - 30/7/1438 هجري

الزيارات: 58213

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام


هُوَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام، مِنْ أُولِي العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، وَنُزُولُهُ عليه السلام فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنَ العَلَامَاتِ الكُبْرَى لِلسَّاعَةِ.

قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ﴾ [الزخرف: 61]، وَفِي قِرَاءَةٍ مَرْوِيَّةٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِمَا: (وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ) بِفَتْحِ العَيْنِ وَاللَّامِ[1].

 

• أَدِلَّةُ وُجُودِ عِيسَى عليه السلام حَيًّا إِلَى الآنِ:

يَعْتَقِدُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى أَنَّ المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مْرَيَمَ عليه السلام قُتِلَ وَصُلِبَ، وَأَنَّهُ الآنَ فِي عِدَادِ المَوْتَى، قَالَ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْهُمْ: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ﴾ [النساء: 157].

وَأَمَّا المُسْلِمُونَ فَيَعْتَقِدُونَ فِيهِ مَا أَخَبَرَ اللهُ تعالى بِهِ، مِنْ كَوْنِهِ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ حَيًّا، وَلَا يَزَالُ حَيًّا إِلَى أَنْ يَنْزِلَ فِي آخِرِ الزِّمَانِ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرُ الصِّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الخِنْزِيرَ، وَيَقْتُلُ المَسِيحَ الدَّجَّالَ، ثُمَّ يَمُوتُ فِي الأَرْضِ بَعْدَ ذَلِكَ.

قَالَ تَعَالَى رَادًّا عَلَى أَهْلِ الكِتَابِ قَوْلَهُمْ بموت المسيح: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 157، 158]

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ﴾ [آل عمران:55].

 

قَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ:

"عِيسَى عليه السلام حَيٌّ، وَقَدْ ثَبَتَ فِي "الصِّحِيحِ" عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "يَنْزِلُ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، وَإِمَامًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الجِزْيَةَ"، وَثَبَتَ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْهُ: أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَى المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقَيْ دِمَشْقَ، وَأَنَّهُ يَقْتُلُ الدَّجَّالَ، وَمَنْ فَارَقَتْ رُوحُهُ جَسَدَهُ، لَمْ يَنْزِلْ جَسَدُهُ مِنَ السَّمَاءِ، وَإِذَا أُحْيِيَ فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ قَبْرِهِ.

وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [آل عمران: 55]

فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْنِ بِذَلِكَ المَوْتَ؛ إِذْ لَوْ أَرَادَ بِذَلِكَ المَوْتَ لَكَانَ عِيسَى فِي ذَلِكَ كَسَائِرِ المُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ يَقْبِضُ أَرْوَاحَهُمْ وَيَعْرُجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَعُلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي ذَلِكَ خَاصِّيَّةٌ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ، وَلَوْ كَانَ قَدْ فَارَقَتْ رُوحُهُ جَسَدَهُ لَكَانَ بَدَنُهُ فِي الأَرْضِ كَبَدَنِ سَائِرِ الأَنْبِيَاءِ.

 

وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 157، 158]

فَقَوْلُهُ هُنَا: ﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ﴾  يُبَيِّنُ أَنَّهُ رَفَعَ بَدَنَهُ وَرُوحَهُ، كَمَا ثَبَتَ فِي "الصَّحِيحِ" أَنَّهُ يَنْزِلُ بِبَدَنِهِ وَرُوحِهِ؛ إِذْ لَوْ أُرِيدَ مَوْتُهُ لَقَالَ: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ، بَلْ مَاتَ.

وَلِهَذَا قَالَ مَنْ قَالَ مِنَ العُلَمَاءِ: ﴿ إِنِّي مُتَوَفِّيك ﴾ َ أَيْ: قَابِضُكَ، أَيْ: قَابِضُ رُوحَكَ وَبَدَنَكَ، يُقَالُ: تَوَفَّيْتُ الحِسَابَ وَاسْتَوْفَيْتُهُ.

 

وَلفْظَةُ التَّوَفِّي لَا يَقْتَضِي نَفْسُهُ تَوَفِّي الرُّوحِ دُونَ البَدَنِ، وَلَا تَوفَيِّهِمَا جَمِيعًا، إِلَّا بِقَرِينَةٍ مُنْفَصِلَةٍ.

وَقَدْ يُرَادُ بِهِ تَوَفِّي النَّوْمِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ﴾ [الزمر: 42] ، وَقَوْلِهِ:﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ﴾ [الأنعام: 60] ، وَقَوْلِهِ: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا ﴾ [الأنعام: 61] "اهـ[2].

 

صِفَةُ نُزُولِهِ، وَمَهَامُّهُ عليه السلام:

بَعْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ، وَإِفْسَادِهِ فِي الأَرْضِ، يَبْعَثُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عليه السلام لِيَقْتُلَهُ، وَيَحْكُمَ بِالقِسْطِ،ِ وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَعُمَّ الخَيْرُ.

وَفِي حَدِيثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ صِفَةُ نُزُولِهِ وَالمَكَانُ الَّذِي يَنْزِلُ فِيهِ، وَقَتْلُهُ لِلدَّجَّالِ، فَفِي الحَدِيثِ بَعْدَ ذِكْرِهِ لِلدَّجَّالِ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلَهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ"[3].

وَعَنْ أَبِي هُرْيَرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ، حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا"، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 159] [4].

فَقَدْ فَسَّرَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه الآيَةَ، بِأَنَّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مَنْ سَيُؤْمِنُ بِهِ عليه السلام قَبْلَ مَوْتِهِ، وَذَلِكَ عِنْدَ نُزُولِهِ عليه السلام آخِرَ الزَّمَانِ.

 

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَيْضًا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ؛ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابنِ مَرْيَمَ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنِي نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ... فَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ المَسِيحَ الدَّجَّالَ، وَتَقَعُ الأَمَنَةُ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الأُسُودُ مَعَ الإِبِلِ، وَالنِّمَارُ مَعَ البَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الغَنَمِ، وَيَلْعَبُ الصِّبْيَانُ بِالحَيَّاتِ لَا تَضُرُّهُمْ"[5].

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ؟"[6].

وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ"، قَالَ: "فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ: لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءَ، تَكْرِمَةَ اللهِ هَذِهِ الأُمَّةَ"[7].

 

مُدَّةُ بَقَائِهِ فِي الأَرْضِ بَعْدَ نُزُولِهِ، وَوَفَاتُهُ عليه السلام:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "... فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ المُسْلِمُونَ"[8].

وَجَاءَ فِي "صَحِيحِ مُسْلِمٍ" عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَيَبْعَثُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ، لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ"[9].

وَقَدْ أَشْكَلَ هَذَا عَلَى بَعْضِ العُلَمَاءِ، وَحَاوَلَ بَعْضُهُمُ الجَمْعَ بَيْنَ الحَدِيثَيْنِ.

 

قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رضي الله عنه: "وَيُشْكَلُ بِمَا فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ يَمْكُثُ فِي الأَرْضِ سَبْعَ سِنِينَ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ تُحْمَلَ هَذِهِ السَّبْعَ عَلَى مُدَّةِ إِقَامَتِهِ بَعْدَ نُزُولِهِ، فَيَكُونُ ذَلِكَ مُضَافًا لِمُكْثِهِ بِهَا قَبْلَ رَفْعِهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَعُمْرُهُ إِذْ ذَاكَ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً بِالمَشْهُورِ"[10].

قُلْتُ: وَالظَّاهِرُ - وَاللهُ أَعْلَمُ - أَنَّ حَدِيثَ أَبِي هُرْيَرَةَ رضي الله عنه نَصٌّ فِي تَحْدِيدِ مُدَّةِ بَقَائِهِ عليه السلام عَلَى الأَرْضِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ فَلَيْسَ فِي تَحْدِيدِ مُدَّةِ بَقَائِهِ، وَإِنَّمَا فِي تَحْدِيدِ المُدَّةِ الَّتِي يَمْكُثُ فِيهَا النَّاسُ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ. وَاللهُ أَعْلَمُ.



[1] انظر "تفسير الطبري" (25/ 90- 91).

[2] "مجموع الفتاوى" (4/ 322- 323).

[3] أخرجه مسلم (2937).

[4] متفق عليه: أخرجه البخاري (3448) واللفظ له، ومسلم (155).

[5] أخرجه أحمد (2/ 406 بهامشه منتخب الكنز)، قال ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 493): إسناده صحيح.

[6] متفق عليه: أخرجه البخاري (3449)، ومسلم (155).

[7] أخرجه مسلم (156)

[8] أخرجه أحمد (2/ 406، بهامشه منتخب الكنز)، وأبو داود (4324)، وَقَالَ ابن حجر (6/ 493): صحيح، وصححه الألباني في "الصحيحة" (2182).

[9] أخرجه مسلم (2940).

[10] انظر "النهاية في الفتن والملاحم" (1/ 146).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الدجال ونزول عيسى بن مريم
  • نزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج
  • قصة مريم في القرآن
  • فضائل ومعجزات عيسى ابن مريم عليه السلام في القرآن
  • دروس تربوية من قصة زكريا ويحيى عليهما السلام

مختارات من الشبكة

  • معرفة المكي والمدني من القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة رسالة في نزول عيسى بن مريم(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • خطبة عن نزول عيسى عليه السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أشراط الساعة الكبرى (3) نزول عيسى عليه السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدار الآخرة ( أشراط الساعة الكبرى - نزول عيسى عليه السلام PDF )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عيسى ابن مريم عليه السلام (5) رفع عيسى عليه السلام إلى السماء(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • الإخبار بأسباب نزول، وغياب الأمطار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القرآن المكي والمدني(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نزول الرب تبارك وتعالى(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • خطبة: التقرب إلى الله بصفة الرحمة، من أسباب نزول الأمطار(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/12/1446هـ - الساعة: 18:22
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب