• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثاني من سورة النور

تفسير الربع الثاني من سورة النور
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/4/2017 ميلادي - 15/7/1438 هجري

الزيارات: 14209

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*]

تفسير الربع الثاني من سورة النور


• الآية 21: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾ أي لا تتَّبعوا طُرُق الشيطان ووساوسه، ﴿ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ ﴾ - أي الشيطان - ﴿ يَأْمُرُ ﴾ مَن يَتَّبعه ﴿ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾) أي يأمره بقبيح الأفعال ومُنكَراتها، (ومِن ذلك تزيينه للفِتَن والمعاصي، والظنون السيئة بالمؤمنين وحب إشاعة الفاحشة بينهم)، لِذا فأغلِقوا عليه كُلَّ بابٍ يأتِيكُم منه، واعتصموا بالله تعالى ليَحفظكم مِن شَرِّه، ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ أيها المؤمنون ﴿ وَرَحْمَتُهُ ﴾ بكم ﴿ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا ﴾ أي ما طَهُرَ أحدٌ منكم مِن ذنبه أبدًا، ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ ﴾ - بفضله - ﴿ يُزَكِّي ﴾ أي يُطَهِّر ﴿ مَنْ يَشَاءُ ﴾ مِن عباده ويَعصمهم من الشيطان، ﴿ وَاللَّهُ سَمِيعٌ ﴾ لأقوالكم، ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بنيّاتكم وأفعالكم (فلذلك يُزَكِّي سبحانه مَن عَلِمَ أنه يستحق هذه التزكية).


• الآية 22: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى ﴾ يعني: لا يَحلف أصحاب الزيادة منكم فى قوة الدين والسَّعَة في المال أن يَمنعوا النفقة عن الفقراء من أقربائهم ﴿ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ بسبب ذنبٍ فعلوه، ﴿ وَلْيَعْفُوا ﴾ عن إساءتهم، ﴿ وَلْيَصْفَحُوا ﴾ أي: ولْيَتجاوزوا عنهم ولا يُعاقبوهم (خاصةً أنهم قد تابوا وأُقِيمَ عليهم الحد)، ﴿ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ ؟ إذاً فتجاوزوا عنهم ليتجاوز الله عنكم ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾، (وفي هذا حَثٌّ على العفو، والإعراض عن اللوم والتأنيب)، (واعلم أنّ الصفح أبلغ من العفو، لأن العفو هو عدم المؤاخذة على الخطأ ولكنْ مع بقاء أثره في النفس، أما الصفح فهو التجاوز عن الخطأ مع مَحْو أثره من النفس).

♦ واعلم أنّ هذه الآية نزلتْ في أبي بكر الصِدّيق رضي الله عنه، فقد كان يُنفق على "مِسطَح بن أثاثة" وهو ابن خالته، وكان رجلاً فقيراً من المهاجرين، فلمّا وقع "مِسطَح" في الإفك، غضب عليه أبو بكر وقال: (واللهِ لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال في عائشة)، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى ﴾ إلى قوله: ﴿ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾؟ فقال أبو بكر: (واللهِ إني أحب أن يَغفر اللهُ لي)، فعندئذٍ عفا عنه أبو بكر، وسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن يمينه التي حلفها، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (كَفِّر عن يمينك ورُدّ الذي كنتَ تعطيه لمِسطَح).

 

• الآية 23، والآية 24، والآية 25: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ﴾: يعني إنّ الذين يَتّهمون بالزنى المؤمنات العفيفات الغافلات عن ذلك الأمر (أي اللاتي لم يَخطر بقلوبهنّ فِعل الفاحشة)، ولا عِلمَ لهنّ بما اتُّهِمنَ به، أولئك الكاذبون في اتّهامهم ﴿ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ ﴾ أي مَطرودون من رحمة اللهِ في الدنيا والآخرة ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ في نار جهنم يوم القيامة ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ ﴾ بما نَطَقَتْ، ﴿ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ ﴾ تَنطق أيضاً لتَشهد ﴿ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ ﴿ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ ﴾ أي يُعطيهم اللهُ جزاءهم كاملاً على أعمالهم بالعدل، ﴿ وَيَعْلَمُونَ ﴾ في ذلك الموقف العظيم ﴿ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴾ أي هو سبحانه الحق الواضح (يعني الإله الحق الذي تجب العبادة له وحده).

♦ واعلم أنّ قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ ﴾ فيه دليلٌ على كُفر مَن سَبَّ زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أو اتّهمها بسوء، لأنّ اللهَ تعالى قد توَعّده بالطرد من رحمته.

 

• الآية 26: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ﴾ يعني: كل خبيث من الرجال والنساء والأقوال والأفعال مُناسب للخبيث ومُستحقٌ له، ﴿ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾ يعني: وكل طيِّب من الرجال والنساء والأقوال والأفعال مُناسب للطيب ومُستحقٌ له، (فالأنبياء لا يُناسبهم إلا كل طيب من النساء - وخصوصاً سيِّدهم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو أفضل الطيبين - فالذَمُّ في عائشة رضي الله عنها بهذا الأمر هو ذَمٌّ في النبي صلى الله عليه وسلم، إذ مُجَرد كَوْنها زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم، فإنها لا تكونُ إلا طيبة طاهرة من هذا الأمر القبيح)، ﴿ أُولَئِكَ ﴾ الطيبون والطيبات ﴿ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ﴾: أي مُبَرّؤون مما يَتّهمهم به الخبيثون، و﴿ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ﴾ لذنوبهم، ﴿ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ وهو الجنة، (واعلم أنّ الإمام مالك رحمه الله قد قال: (مَن سَبّ عائشة بالفاحشة فقد كَفَر، لأنّ عائشة بَرّأها اللهُ تعالى)).

 

• الآية 27: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا ﴾ أي حتى تستأذنوا في الدخول ﴿ وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ﴾ (وصيغة ذلك السلام من السُنّة: السلامُ عليكم أأدخل؟)، فإذا قيل له: (مَن؟)، فعليه أن يَذكر اسمه، ولا يقل: (أنا)، (واعلم أنّ من آداب الاستئذان أن يَطرق الباب طرقاً خفيفاً، وألاَّ يَقف أمام الباب وإنما يقف بجانبه).

﴿ ذَلِكُمْ ﴾ أي الاستئذان ﴿ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ - لأنّ فيه الوقاية من الوقوع في الإثم - ﴿ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ أي لتتذكروا باستئذانكم أنكم مؤمنون، وأنّ الله تعالى هو الذي أمَركم بهذا الاستئذان، حتى لا يحصل لكم ما يَضُرّكم، وبذلك يزداد إيمانكم.


• الآية 28: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا ﴾: يعني فإن لم تجدوا أحدًا في بيوت الآخرين ﴿ فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ ﴾ أي حتى يُوجَد مَن يَأذن لكم، ﴿ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا ﴾ - لأمرٍ اقتضى ذلك - ﴿ فَارْجِعُوا ﴾ وأنتم راضونَ غير ساخطين، لأنّ الرجوع في هذه الحالة ﴿ هُوَ أَزْكَى لَكُمْ ﴾ يعني أطهَر لنفوسكم (لأن الإنسان له أحوالٌ يَكره أن يَطَّلع عليها أحد)، ﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ وسيُجازي كل عاملٍ بعمله (إذاً فأطيعوه في تشريعه لكم بالاستئذان، حتى تَكملوا وتَسعدوا في الدنيا والآخرة).

 

• الآية 29: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ﴾ أي لا حرجَ عليكم ولا إثم في ﴿ أَنْ تَدْخُلُوا ﴾ - بدون استئذان - ﴿ بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ ﴾ أي ليست مُخَصّصة للسكن، وإنما ﴿ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ ﴾ أي جُعِلَت ليَنتفع بها مَن يَحتاج إليها (كالبيوت المُعَدَّة لابن السبيل في طُرُق المسافرين وغير ذلك من المرافق العامة، فهذه الأماكن فيها منافع وحاجة لمن يدخلها)، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴾ أي يَعلم سبحانه أحوالكم الظاهرة والخفية، فلذلك شَرَّعَ لكم ما تحتاجونه، وكذلك يَعلم سبحانه ما في أنفسكم فاحذروه، (وفي هذا تحذير لمن يدخل البيوت ولا يُراعي حُرمتها، كالتطلع إلى العورات وغير ذلك)، بل على الإنسان أن يَجلس في مكانٍ لا يَكشف فيه عورة البيت.

 

• الآية 30: ﴿ قُلْ ﴾ - أيها النبي - ﴿ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ عمَّا لا يَحِلُّ لهم من النساء والعورات، ﴿ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ عمَّا حَرَّم الله من الزنى واللواط وكَشْف العورات وغير ذلك، ﴿ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ﴾ يعني أطهر لهم، ﴿ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ (إذاً فلْيُراقبوه سبحانه فيما أمَرهم به ونَهاهم عنه، لأنهم سيَرجعون إليه بعد موتهم، وسيُجازيهم على أعمالهم).

♦ واعلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُتبِع النظرةَ النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الثانية) (انظر حديث رقم: 7953 في صحيح الجامع)، والمقصود بالنظرة الأولى هي نظرة الفجأة، لأنه ثَبَتَ النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن نظرة الفجأة فقال: (اصرف بصرك) (انظر صحيح سنن أبي داوود ج:2/ 246).

 

• الآية 31: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ عمَّا لا يَحِلُّ لهنّ من العورات، ﴿ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ عمَّا حَرَّم الله، ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾: أي لا يُظهِرنَ زينتهنّ للرجال، ويَتجَنّبنَ التبرج (كوَضْع العِطر والكُحل وغير ذلك)، ويَجتهدنَ في إخفاء مواضع الزينة ﴿ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ يعني إلا الزينة التي لابد من ظهورها للضرورة (كالعَينين للنظر بهما، والكَفّين لتناول شيئ، والثياب الظاهرة التي لابد من ارتدائها (ما لم يكن فيها شيءٌ يؤدي إلى الفتنة بها))، ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ يعني: ولْيُلقِينَ بغطاء رؤوسهنّ على صدورهنّ (حتى يَستُرنَ العُنُق والصدر سِتراً كاملاً).

 

﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾: أي لا يُظْهِرْنَ الزينة الخَفية إلا لأزواجهنّ (إذ يَرَونَ منهنّ ما لا يَرى غيرهم)، ﴿ أَوْ آَبَائِهِنَّ ﴾ يعني: ويُباح لآبائهنّ رؤية بعض الزينة (كالوجه والعُنُق واليدين والساعدين)، واعلم أنّ الأجداد أيضاً يدخلون في لفظ: (آَبَائِهِنَّ)، ﴿ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ﴾: يعني وكذلك آباء أزواجهنّ (وكذلك أجدادهم)، ﴿ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ ﴾ (ويَدخل في ذلك أحفادهنّ)، ﴿ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ﴾ أي أبناء أزواجهنّ (وكذلك أحفادهم)، ﴿ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ ﴾ ﴿ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ ﴾ ﴿ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ ﴾ (وسواء كان الأخوة والأخوات الأشِقّاء، أو الذين من جهة الأب، أو الذين من جهة الأم)، ﴿ أَوْ نِسَائِهِنَّ ﴾ أي نساء أُمَّتِهن (والمقصود: النساء المُسلمات، أما النساء الكافرات فلا يَرَونَ منهنّ إلا الوجه والكفين، وأما غير ذلك فيكون إظهاره لهنّ للضرورة)، ﴿ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ ﴾ يعني أو العبيد المَملوكون لها مِلكاً تاماً - دونَ أن يكون لها شريكٌ فيه - فلِلمُسلمة أن تكشف وجهها لخادمها المملوك، ﴿ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ ﴾ يعني: وكذلك الرجال الذين لا شهوةَ لهم في النساء (مِثل البُلْه - وهم فاقِدي العقل - الذين يَتبعون غيرهم للطعام والشراب فقط)، ﴿ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾ يعني: وكذلك الأطفال الصغار الذين ليس لهم عِلم بأمور عورات النساء، ولم توجد فيهم الشهوة بعد.

 

﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ ﴾ أي لا يَضرب النساء عند سَيْرهنّ بأرجلهنّ ﴿ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾: أي ليُسْمِعْن الرجال صوت ما خَفِيَ من زينتهنّ كالخُلخال ونحوه (ومِن ذلك ما يُعرَف في عصرنا بـ (الكعب العالي)، ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ﴾ أي ارجعوا أيها المؤمنون إلى طاعة ربكم فيما أمَرَكم به من هذه الصفات الجميلة والأخلاق الحميدة، واتركوا ما كان عليه أهل الجاهلية من الأخلاق والصفات القبيحة ﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ أي لتفوزوا بخيرَي الدنيا والآخرة.

♦ واعلم أنّ قوله تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ﴾ فيه رَدٌّ على مَن يُكَفّر المسلمين بسبب ارتكابهم للذنوب، فإنّ اللهَ تعالى قد أمَرَ المؤمنين بالتوبة من الذنوب، ولم يَنزع عنهم لفظ الإيمان.

 

• الآية 32: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ﴾: أي زَوِّجوا مَن لا زوجَ له - من رجالكم ونسائكم - الأحرار، وأعِينوهم بالمال ليَعِفُّوا أنفسهم عن الحرام، ولا تُعَطِّلوا الزواجَ بطلب المهور الباهظة التي لا قدرةَ للرجال على تَحَمُّلها، فإنّ هذا لا يُرضي اللهَ تعالى، ﴿ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ﴾: أي وكذلك زَوِّجوا الصالحين مِن عبيدكم وجَواريكم، ﴿ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ ﴾ يعني إن يَكُن الراغبون في الزواج للعِفّة فقراء، فلا تَرفضوهم بسبب فقرهم، فقد تَكَفّلَ اللهُ بغِناهم بعد تزويجهم بقوله: ﴿ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عَونهم - وذَكَرَ منهم - الناكح الذي يريد العفاف) (انظر حديث رقم: 3050 في صحيح الجامع)، ﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ ﴾ أي كثيرُ الخير، عظيمُ الفضل، ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بحاجة المحتاجين.


• الآية 33: ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا ﴾ يعني: والذين لا يَستطيعون الزواج - لعدم وجود مَن يَقبلهم بسبب فقرهم، أو لعدم وجود الزوجة المناسبة، أو غير ذلك مما يَمنعهم من الزواج - فعليهم أن يَعِفّوا أنفسهم عمَّا حَرَّمَ الله (وذلك بالصبر والصيام، وغض البصر، وبصرف الأفكار الرديئة التي تخطر بقلوبهم وغير ذلك) ﴿ حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ بالمال اللازم للزواج، ﴿ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ يعني: والذين يريدون أن يَتحرروا - من العبيد والجَواري - عن طريق مُكاتَبة أسيادهم (أي التعاقد معهم والاتّفاق على بعض المال)، بحيث يؤدونه إليهم مُقابل حريتهم: ﴿ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ﴾ أي: فعَلَى أسيادهم أن يُكاتبوهم على ذلك إنْ عَلِموا فيهم خيرًا (مِن رُشدٍ وقدرةٍ على الكسب والسداد، وصلاحٍ في الدين)، ﴿ وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ ﴾ يعني: وعلى الأغنياء أن يُعينوهم بشيئٍ من الزكاةِ وغيرها لسداد هذا المال لأسيادهم، وكذلك على أسيادهم أن يَضَعوا عنهم شيئاً من شروط هذه المكاتبة، (واعلم أنه سبحانه قد رَغَّبَهم في إعطائهم بقوله: ﴿ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ ﴾ أي: فكما أنّ المال مالُ الله، إذاً فأحسِنوا لعباد الله، كما أحسن اللهُ إليكم).

 

﴿ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾: أي لا يَجوز لكم إكراه جَواريكم على الزنى طلبًا للمال (وكيف تفعلونَ ذلك وهُنّ يُرِدْن العفة عن الحرام؟)، (واعلم أنه تعالى قال: ﴿ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا ﴾ لأنه لا يُتصَوَّر إكراهها إلا بهذه الحال، وأما إذا لم تُرِدْ تَحَصُّناً فإنها تكون زانية، ويَجب على سيّدها مَنعها مِن ذلك)، ﴿ وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ ﴾ على الزنى ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ ﴾ لهنّ ﴿ رَحِيمٌ ﴾ بهنّ (والإثم على مَن أكْرههنّ).

 

• الآية 34: ﴿ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ ﴾ - أيها الناس - ﴿ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ﴾ أي آيات مُوَضِّحات للشرائع والأحكام والآداب ﴿ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ يعني: وَوَضَّحنا لكم قصصاً من أخبار الأمم السابقة، مِمّا فيه عبرة لكم (كقصة يوسف وقصة مريم، وهما شَبيهتان بحادثة الإفك)، ﴿ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾ الذين يخافونَ عذاب الله تعالى، فيؤدوا أوامره ويَجتنبوا نواهيه، (واعلم أنّ الموعظة هي ما يَتَّعِظ به العبد فيَسلك به طريق النجاة).



[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة النور
  • تفسير الربع الثالث من سورة النور
  • تفسير الربع الأخير من سورة النور
  • تفسير الربع الأول من سورة الفرقان
  • تفسير الربع الأخير من سورة الفرقان
  • تفسير الربع الأول من سورة الشعراء
  • سورة النور علاج وعفاف
  • ﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة... ﴾

مختارات من الشبكة

  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مفسر وتفسير: ناصر الدين ابن المنير وتفسيره البحر الكبير في بحث التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثالثة: علاقة التفسير التحليلي بأنواع التفسير الأخرى)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • ثبت بالكتب المؤلفة في سورة النور(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • فوائد مختارة من تفسير ابن كثير (1) سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب