• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

من أفعال المنافقين

الشيخ أسامة بدوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/4/2017 ميلادي - 10/7/1438 هجري

الزيارات: 24132

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أفعال المنافقين

القدح في أعراض المسلمين، وإيذاؤهم

وتتبع عوراتهم، وتعييرهم، واللمز والهمز، والبذاء


هذه سِتُّ آفات من آفات النِّفاق، قريبة المعاني والمباني، وإليك بيانها:

(1) القدح في أعراض المسلمين:

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11] إلى قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 19، 20]

 

عشر آيات نزلت في بيان حادثة الإفك، وهو موقف مما يتخذه المنافقون من مواقف: يتحدثون بالإفك، ثم يُرجِفون به ويُشيعونه بين المسلمين.

 

وقصة الإفك وردت في الصحيحين وغيرهما، وهي من القصص التي تدمع فيها العين، ويبكي فيها الفؤاد، حيث تحكي الدور الذي لعبه المنافقون في هذه الحادثة، ولم يكن لها ضحية إلا أم المؤمنين الطاهرة العفيفة (عائشة) رضي الله عنه، وصحابيٌّ بدريٌّ جليل هو (صَفْوانُ بن المُعَطِّل) رضي الله عنه، وشارك في هذا الإثم بعض المسلمين، منهم: مِسطح بن أثاثة ابن خالة أبي بكر الصديق، وحمنة بنت جحش، وحسان بن ثابت.

 

فشل المنافقون في محاربة الإسلام علانية، وفشلت محاربتهم للمسلمين سرًّا، فلجأ المنافقون إلى أسلحة دنيئة، وحِيَلٍ خسيسة، وأغراضٍ دنيئة، بإثارة الشكوك والرِّيَبِ في بيت النبوة، وآل النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الله عز وجل جعل في ذلك الخير، كما قال تعالى: ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ﴾.

 

(2) إيذاء المؤمنين:

قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]

 

وتتجلَّى مظاهر هذا الإيذاء في السُّخْرية منهم. قال تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79].

قال ابن كثير رضي الله عنه: « وهذا أَيْضًا مِنْ صِفَاتِ الْمُنَافِقِينَ لَا يَسْلَمُ أَحَدٌ مِنْ عَيْبِهِمْ وَلَمزِهِمْ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ، حَتَّى وَلَا الْمُتَصَدِّقُونَ يَسْلَمُونَ مِنْهُمْ، إِنْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِمَالٍ جَزِيلٍ قَالُوا هَذَا مِرَاءٌ، وَإِنْ جَاءَ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ قَالُوا: إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عن صدقة هذا »[1].

 

قال الله تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [الأحزاب: 48].

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 57، 58].

يتضح لنا من هذه الآيات أن إيذاء المنافقين للمؤمنين إنما يكون بالسخرية أو الاستهزاء منهم، أو افتراء الكذب عليهم، أو القدح في حقهم، وتظهر صورته جليَّة في سخريتهم من الحجاب.

 

• قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ﴾ [الأحزاب: 59 - 61]

 

وسبحان الله! فما عادَى حجابَ المرأة المسلمة في كل زمان وحتى في أيامنا هذه إلا واحد من هؤلاءِ الثلاثة الذين لعنهم الله تعالى، وهم: المنافقون، والذين في قلوبهم مرض، والمرجفون.

 

(3) تتبع عورات المسلمين:

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].

وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]

وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المِنْبَرَ، فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ، فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ)، وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى البَيْتِ أَوْ إِلَى الكَعْبَةِ فَقَالَ: [مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللهِ مِنْكِ][2].

 

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ( إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ )[3].

 

(4) تعيير المسلمين:

كما في حديث ابن عمر السابق، قال صلى الله عليه وسلم: {.. وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ،...}. وهذه صفة لا تتفق مع الرجولة، ولا مع الكرامة. يلجأ إليها من ضَعُفَ الإيمان في قلبه، وامتلأ حقدًا وحسدًا وغلًّا. نسأل الله تعالى السلامة من الأخلاق السيئة والأفعال المذمومة.

 

(5) اللَّمْزُ والهَمْزُ:

قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴾ [التوبة: 58]

وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79]

وقال تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1]

 

(6) البذاء:

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( الحَيَاءُ وَالعِيُّ شُعْبَتَانِ مِنَ الإِيمَانِ، وَالبَذَاءُ وَالبَيَانُ شُعْبَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ ) [4].

والبذاء: هو (الفحش) الذي لا يحبه الله، ولا يحبه رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يحبه أهل الإيمان.

عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ صلى الله عليه وسلم:  (لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ) [5].

فالبذاء من اللؤم، حتى ولو كان للأموات.

 

والبيان: هو كشف ما لا يجوز كشفه، مثل: صفات الله تعالى، فإن إلقاء ذلك مجملًا إلى أسماع العوام أولى من المبالغة في بيانه، إذ قد تثور من غاية البيان فيه شكوك ووساوس (وهذه غاية المنافقين). فإذا أجملت اطمأنَّت القلوب ولم تضطرب.

 

وقد يكون البيان مقرونًا بالبذاء، ويشبه أن يكون المراد به المجاهرة بما يستحيي الإنسان من بيانه، فإنه الأولى في مثله الإغماض والتغافل دون الكشف والبيان.

وقيل: إن البذاء يعني أيضاً عدم الغيرة.

 

عَنْ أبي مَرْحومٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الْغَيْرَةُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ النِّفَاقِ). قَالَ: قُلْتُ لزيدٍ: وَمَا الْبَذَاءُ؟ قَالَ: « الَّذِي لَا يَغَارُ »[6].

وقد رُوِيَ بلفظ (المذاء)، بدلًا من (البذاء).

 

قَالَ الْحَلِيمِيُّ:  (الْمِذَاءُ: أَنْ يَجْمَعَ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ ثُمَّ يُخَلِّيهِمْ يُمَاذِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَأُخِذَ مِنَ الْمَذْيِ، وَقِيلَ: هُوَ إِرْسَالُ الرِّجَالِ مَعَ النِّسَاءِ مِنْ قَوْلِهِمْ: مَذَيْتُ فَرَسًا إِذَا أَرْسَلْتَهَا تَرْعَى) [7].

 

وقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ: ( المَذَاءُ أُخِذَ مِنَ الْمَذْيِ، يَعْنِي أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، ثُمَّ يُخَلِّيهِمْ يُمَاذِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِذَاءً ) [8].

والمَذي: ماء لزج يخرج عند المداعبة والتفكير في الشهوة. وهو من النجاسة التي يجب فيها غسل العضو منه. وليس فيه الغسل كالمنيِّ.

وهنا بيان لصفتين من صفات المنافقين، وآفتين من آفات النِّفاق هما: عدم الغيرة، والبذاء أو [المذاء].

 

وكلاهما عمل دنيء خسيس، لا يرضاه مؤمن طرق الإيمان قلبه، فالغيرة على الأعراض من الكرامة، وصفات الرجولة، لأن الشرف هو أثمن ما يملكه الإنسان في حياته، وهذه جبلة وفطرة في الناس جميعًا. فالرجل المتمسِّك برجولته تجده مُصِرًّا على المحافظة على شرفه وعرضه.

 

لكن هناك طائفة من الناس لا ترضى لنفسها إلا دنيء العمل وخسيس الخصال، وما يهدر الكرامة ويعم نفوسهم بالخزي والعار.

 

فلا يبالي إن خرجت زوجه أو ابنته مع السائق بمفردها، ولا يبالى إن سافرت بدون محرم لها، ولا يغار من اختلاطها بالرجال ومزاحمتهم في المواصلات والأعمال، أو عودتها في ساعات الليل المتأخرة، ولا تجده محافظًا حتى في بيته، فلا حذَرَ عنده من الاختلاط. تلكم هي طائفة المنافقين.

 

أما أهل الإيمان فيأبَى عليهم إيمانهم ذلك، ولا تسمَح لهم كرامتهم بمثل هذا. فالمحافظة على الشرف، والتمسُّك به، والغَيْرَةُ على النساء من صلب ديانتهم، ومنهج حياتهم. فالمرأة عندهم: عِرْضٌ يُصانُ، ويُرحَمُ، ويُكرَمُ. [فما أكرمَ النساءَ إلا كريمٌ، وما أهانَهُنَّ إلا لَئيمٌ].



[1] تفسير القرآن العظيم لابن كثير (4/ 163).

[2] أخرجه الترمذي: ك: البر والصلة، ب: ما جاء في تعظيم المؤمن، ح (2032)، وقال: حسن غريب، وابن حبان، ح (5763).

[3] أخرجه أحمد، ح (1651)، وأبو داود: ك: الأدب، ب: في الغيبة، ح (4876)، وصحَّحه الألباني.

[4] أخرجه أحمد، ح (22312)، والترمذي: ك: البر والصلة، ب: ما جاء في العيِّ، ح (2027)، وقال: حسن غريب، والحاكم، ح (17)، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وصحَّحه الألباني.

[5] أخرجه الترمذي: ك: البر والصلة، ب: ما جاء في اللعنة، ح (1977)، وقال: حسن غريب، وابن حبان، ح (192)، والحاكم، ح (29)، وقال: حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، ثُمَّ لَمْ يُخَرِّجَاهُ.

[6] تعظيم قدر الصلاة، لمحمد بن نصر، رقم (490)، والسنن الكبرى للبيهقي (21023).

[7] انظر: شعب الإيمان، للبيهقي، (13/ 260).

[8] انظر: السنن الكبرى، للبيهقي، ح (21024).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أنواع المنافقين
  • من خصال المنافقين
  • جبن المنافقين
  • بعض صفات المنافقين
  • سبب ترك قتل المنافقين

مختارات من الشبكة

  • علامات الفعل والحرف(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أفعال الإنسان التي لها صلة بهيئته العامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأسماء التي تعمل عمل أفعالها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • نسبة القول أو الفعل إلى الله تعالى وهو قول أو فعل الملائكة بأمره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحجة المبلغة في ضبط عين أفعال القرآن واللغة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك أفعال الله تعالى(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • خلاف الفقهاء في وجود قسم الواجب في أفعال الصلاة (PDF)(كتاب - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • تعليل أفعال الله تبارك وتعالى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة خلق أفعال العباد (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أفعال المقاربة والرجاء والشروع (كاد وأخواتها)(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب