• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

أهل الإحسان هم أحباب الرحمن

الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/3/2017 ميلادي - 14/6/1438 هجري

الزيارات: 32298

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أهل الإحسان هم أحباب الرحمن


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

عباد الله؛ أهل الإحسان هم أحباب الرحمن، فاللهم اجعلنا من المحسنين يارب العالمين، اللهم آمين، واجزنا جزاء المحسنين يوم الدين، اللهم آمين يارب العالمين.

 

الْإِحْسَان مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ، ومن الآداب الحسنة، الإحسان يا أهل الإحسان، الله أمرنا بالإحسان، فـقَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]، وَقَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]، وَقَالَ سبحانه وتَعَالَى في وصف المحسنين واصفا إياهم بالتقوى والصبر: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 90]، وَقَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، وَقَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

معهم ويحبهم ولا يضيع أجرهم، فاللهم اجعلنا منهم يارب العالمين.

الْإِحْسَانُ أَعْلَى مَرَاتِبِ الدِّين، الإحسان فوق الإسلام، الإحسان أعلى من الإيمان، ورد في الحديث المتفق عليه من حديث جبريل عليه السلام؛ أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَخْبِرْنِي مَا الإِحْسَانُ؟ قَالَ: الْإِحْسَانُ أَنْ تَخْشَى اللهَ"، وفي رواية: "أَنْ تَعْمَلَ لِلهِ". [1]

وفي رواية: "أن تعبد الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ". [2] سبحانه.

 

قال جبريل عليه السلام: "يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي مَا الإِحْسَانُ؟" فإِحْسَان الْعِبَادَة بإحسانها مع الله تعالى، وكيف تحسن هذه العبادة؟ مثلا صلاة الجمعة الآن، وصلاة ما بعدها من ركعتين، والفرائض كلها يكون الإحسان فيها بالْإِخْلَاصُ لله فِيهَا، وَالْخُشُوعُ فيها، وَفَرَاغ الْبالِ من شواغل الدنيا إلى الله عز وجل، عندما تقف بين يديه إذا كنت بهذه الحال.

 

قال ابن حجر: إِحْسَان الْعِبَادَة: الْإِخْلَاصُ فِيهَا، وَالْخُشُوعُ، وَفَرَاغُ الْبَالِ حَالَ التَّلَبُّسِ بِهَا، وَمُرَاقَبَةُ. (فتح ح50)-. أي أن الله يراقبك يا عبد الله.

قَالَ: "الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ أَنْ تَعْمَلَ للهِ". [3] "أَنْ تَخْشَى اللهَ". [4] "أن تعبد الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ". [5].

 

هذه الآداب المذكورة يقول فيها النووي رحمه الله-: مَعْنَاهُ أَنَّكَ إِنَّمَا تُرَاعِي الْآدَابَ الْمَذْكُورَةَ إِذَا كُنْتَ تَرَاهُ وَيَرَاكَ، لِكَوْنِهِ يَرَاكَ، -تعبد الله- لَا لِكَوْنِك تَرَاهُ، -بعض الناس لا يخاف إلا إذا رأى الخوف، أما المؤمن فيخاف من الله ويراقب الله وإن لم يكن يراه- فَهُوَ دَائِمًا يَرَاك، فَأَحْسِنْ عِبَادَتَه وَإِنْ لَمْ تَرَهُ، فَتَقْدِير الْحَدِيث -ومعناه-: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ، فَاسْتَمِرَّ عَلَى إِحْسَانِ الْعِبَادَة، فَإِنَّهُ يَرَاك.- [6]

 

تؤمنون بذلك؛ الله يرانا أتؤمنون بذلك؟ ويعلم ما في قلوبنا يا عباد الله! وما الذي جاء بكم إلى هنا الخوف والخشية من الله؛ لأنكم مؤمنون بالله سبحانه وتعالى، قال جبريل:- "قَالَ: صَدَقْتَ". [7]

 

والإحسان؛ يدخل فيه أيضا الإحسان إلى خلق الله سبحانه وتعالى، وأول خلق الله أن تحسن إليهم الوالدان، ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23].

فيا من عققت والديك اتق الله، وأحسن إليهما.

 

وكذلك الإحسان بعد الوالدين؛ الإحسان إلى الإخوة والأخوات، والأشقاء والشقيقات، وكذلك ما تفرع من الوالدين، ورد عَنْ طَارِقٍ الْمُحَارِبِيِّ رضي الله تعالى عنه، قَالَ: (قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ)، وَهُوَ يَقُولُ: "يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا"، -أي يد المحسن إلى الناس- "وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ: أُمَّكَ، وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ، وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ، أَدْنَاكَ". [8]

 

بعض الناس يحسن إلى غير القريب، ويهمل ذا القرابة، فيهمل الإحسان إلى الزوجة والولد والأخ والأب، هو مع الناس مائة بالمائة، ومع الأقارب والأرحام... نسأل الله السلامة، ابدأ بمن تعول والأقارب، أمّك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك، الأقرب فالأقرب من الأرحام.

 

والإحسان - أيضا - إلى الزوجة، الإحسان إليها ولو لم تعترف بهذا الإحسان، ربما لسانها يكون سليطا، وهي في حالة غضب، وتتهمك بأنك ما أحسنت إليها، هذا ما رواه البخاري وغيره عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ، يَكْفُرْنَ». قِيلَ: (أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟!) قَالَ: "يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ". [9]

ومع ذلك لابد أن تحسن إليها، هذه الهنات يحاسبها الله تعالى عليها، لا أنت تحاسبها عليها، فلا تقصر في إحسانك إليها، حتى تكون أنت من المحسنين.

 

والْإِحْسَانُ يتفرع لِلْجَار، ومع أكثر الجيران الذين يشكون من جيرانهم، وقد فرطوا في حقوقهم، قَالَ الله سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36]، فذكر الإحسان إلى هؤلاء الناس.

 

فالجار وإن كان يهوديا يحسن إليه وله حق عليك، وإن كان مسلما كان له حقان، حق الجيرة وحق الإسلام، وإن كان ذا رحم وقرابة فله ثلاثة حقوق، حقُّ الجيرة، وحق الإسلام، وحق القرابة والرحم، أما مسألة الجار اليهودي؛ فقد ورد عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: (ذُبِحَتْ شَاةٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص -رضي الله عنهما- فِي أَهْلِهِ)، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: (أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ؟! أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ؟!!) -يكرر عليهم، يتفقد جاره، ويحسن إليه، ويعلم أنه يهودي على غير ملة الإسلام، لماذا هذا" امتثال لما سمعه من حديث فقال:- سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ". [10] -أَيْ: يَأمُر عَنْ الله بِتَوْرِيثِ الْجَار مِنْ جَاره.- [11]

ظن النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة التذكير به أن الله سيأمر بأنه سيورثه.

 

ومن لم يحسن إلى جاره؛ فسيكون جاره هذا خصمه يوم القيامة، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ". [12]

 

وأَذَى الْجِيرَانِ ليس من الإيمان ولا الإحسان، بل هو مِنَ الْكَبَائِر، نسأل الله السلامة، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيَّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ"، -من الذي يقسم؟ إنه رسول الله، والله لا يحتاج إلى أن يقسم، كلمة منه تكفي- "وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ"، قِيلَ: (مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟!) قَالَ: "الَّذِي لَا يَأمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ". [13]، فَقَالُوا: (وَمَا بَوَائِقُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟!) قَالَ: "شَرُّهُ". [14]

 

ودائما من بعض الجيران، يحذر من جاره الشديدِ الأذى، هذا لا يؤمن؛ أي لا يؤمن إيمانا كاملا، مسلم لكنَّ إيمانه ليس بكامل، فقد الإحسان، لكنه لا يكون مع المحسنين يوم القيامة.

 

قال ابن حجر: -فِي هَذَا الْحَدِيث تَأكِيدُ حَقِّ الْجَار، لِقَسَمِهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ، وَتَكْرِيرِه الْيَمِينَ ثَلَاثَ مَرَّات، وَفِيهِ نَفْيُ الْإِيمَانِ عَمَّنْ يُؤْذِي جَارَه بِالْقَوْلِ أَوْ الْفِعْل، وَمُرَادُه: الْإِيمَانُ الْكَامِل، وَلَا شَكَّ أَنَّ الْعَاصِي غَيْرُ كَامِلِ الْإِيمَان.- [15]

 

لقد أوجب الله عز وجل الجنة لمن أحسن إِلَى الضعيف، فكيف بضعيفٍ فقَد المعيلَ وهو الْيَتِيم؟

واليتم لا يكون على من بلغ سن الرشد، وإنما أقل من ذلك، فهو كسير الجناح وضعيف، وليس له ولي أمر مثل أبيه، لا يوجد، الأب لا يعوضه أحد، فيقوم هذا الرجل ويأخذ هذا اليتيم عنده، اسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ". [16]

 

البتة، أمر مبتوت فيه، أنت وزوجتك مسلمان، ضممتما يتيما إليكما؛ يأكل ويشرب، وينام ويلبس على حسابك، حتى استغنى؛ فوجد وظيفة أو دخلا خارجيا، أو عملا يدر له حاجته، أنت وجبت لك الجنة البتة أنت وزوجتك، فأبشر يا عبد الله أيها المحسن، فاللهم اجعلنا من المحسنين.

 

عبد الله؛ إذا أردت ثواب الجهاد في سبيل الله، وإذا أردت ثواب الصيام والقيام دفعة واحدة، فأحسن إِلَى الْأَرامل والمساكين والضعفاء، ورد بذلك حديث عن النبي صلى الله لعيه وسلم متفق عليه عند البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ". [17]

 

يعوَّض هذا بأن تحسن إلى هؤلاء الضعفاء أرامل ومساكين.

وأنا وأنتم يا عباد الله! ألا نحبَّ ونرغب ونريد أن يحبَّنا الرحمن الرحيم؟! وأن نكون من المحسنين؟!

 

فإذا أردت أن يحبَّك الرحمن الرحيم فأحسن عند ذبح أو قتل دابةٍ أو حشرة أو ما شابه ذلك، أو كان حكما على إنسان بالقتل كالقاتل أو ما شابه، ذلك فلنحسن القتل، فقد ورد عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ مُحْسِنٌ يُحِبُّ الْإِحْسَانَ". [18]

 

وفي رواية: "كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ"). [19] -صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم- (فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ)، -فكيف يكون الإحسان في القتلة، فالْإِحْسَان فِيهَا يكون بـاِخْتِيَارُ أَسْهَلِ الطُّرُقِ وَأَقَلِّهَا إِيلَامًا.- [20]

 

إنسان يريد أن يقتل برغوثا أو بعوضة أو حشرة أو نملة لا يجوز حرقها، أحسن القتل فاقتلها مباشرة، أما حرقها؟؟

فكيف بحرق الناس والإنسان باسم الدين يا عباد الله! فهذا لا يجوز، لا يجوز حرق الحيوانات وهي حية، مزرعة لفلان جاءهم تقرير أنه ممنوع بيع شيء منها، فيحرقونها حال حياتها لا يجوز.

 

بل الإحسان في قتلها إما بالرصاص أو بالصعق بالكهرباء، أو قتلها بالذبح، قتلها بأي وسيلة غير الحرق، قتلها بالإسراع في إزهاق روحها، أين نحن من هذه الآداب النبوية؟ نسأل الله السلامة.

 

(وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ) -أَيْ: لَا يَصْرَعُهَا بِعُنْفٍ، أو يلقيها على الأرض، وَلَا يَجُرُّهَا لِلذَّبْحِ بِعُنْفٍ، وَلَا يَذْبَحُهَا بِحَضْرَةِ أُخْرَى من أخواتها وهي ترى، هذا ليس من الإحسان في الذبح، وما نراه عبر اليوتيوب وما شابه ذلك في ذبح البقر، يقطعون أرجلها قبل ذبحها، فهذا لا يجوز لا يا عباد الله! ويعذبها قبل موتها؟!! نسأل الله السلامة.-

(وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ) -ويحدها ليست أمام أختها، ولا أمامها، فَيُسْتَحَبُّ أَنْ لَا يَحُدَّ بِحَضْرَةِ الذَّبِيحَة...-

 

(وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ)؛ -إِرَاحَتهَا تَحْصُل قبل ذبحها بِسَقْيِهَا، وعرضها على الماء والطعام وَإِمْرَارِ السِّكِّين عَلَيْهَا بِقُوَّةٍ؛ لِيُسْرِّعَ مَوْتَهَا، وإزهاق روحها فَتَسْتَرِيَح مِنْ أَلَمِهِ... أَيْ: لِيَتْرُكْهَا حَتَّى تَسْتَرِيحَ وَتَبْرُد قليلا بعد الذبح، حتى لا يكون حركة بعد ذلك.- [21] هذا من الإحسان يا أهل الإحسان.

 

وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: (مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ وَاضِعٍ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَةِ شَاةٍ، وَهُوَ يُحِدُّ شَفْرَتَهُ، وَهِيَ تَلْحَظُ) -تراقب السكين- (إِلَيْهِ بِبَصَرِهَا). [22]

فَقَالَ: "أَتُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتَاتٍ؟! هَلَّا حَدَدْتَ شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُضْجِعَهَا؟!". [23]

 

ولقد سئل صلى الله عليه وسلم: (من أحب عباد الله إلى الله؟!) فقال: "أحسنهم خلقا". الصحيحة (432)، التخلق مع الناس بالخلق الحسن.

وقال صلى الله عليه وسلم: "من أحسن فيما بقي"؛ -أي فيما بقي من عمره- "غفر له ما مضى، ومن أساء فيما بقي، أخذ بما مضى وما بقي". [24]، فاللهم أصلح أحوالنا، وأحسن أخلاقنا.

توبوا إلى الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الآخرة

اللهم لك الحمد على إحسانك وعلى نعمائك، سبحانك لا إله إلا أنت، واجعلنا من عبادك المحسنين في الدنيا والدين.

عبد الله! إحسانُك في دنياك مع الله جل جلاله، ومع خلق الله سبحانه وتعالى سيكون معك في قبرك، يدافع عنك في قبرك عذاب الملكين، واستمعوا لما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله تعالى عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا، كَانَتِ الصَّلَاةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَكَانَ الصِّيَامُ عَنْ يَمِينِهِ، وَكَانَتِ الزَّكَاةُ عَنْ شِمَالِهِ، وَكَانَ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، فَتَقُولُ الصَّلَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ، فَيَقُولُ الصِّيَامُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَسَارِهِ، فَتَقُولُ الزَّكَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَتَقُولُ فَعَلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ،...". [25]

 

عباد الله؛ أحسنوا الظَّنَّ بِاللهِ تَعَالَى، لا تسيئوا الظن بالله، بعض الناس يتجاوز في هذا ويقول: كلنا على الجنة، وبعضهم يتجاوز في عكس هذا ويقول: كلنا على النار، كن وسطا يا عبد الله، أحسن الظن مع إحسان العمل، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله تعالى عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَقُولُ: "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ عز وجل". [26]

 

قَالَ الْعُلَمَاء: هَذَا تَحْذِيرٌ مِنْ الْقُنُوط، وَحَثٌّ عَلَى الرَّجَاءِ -في رحمة الله- عِنْدَ الْخَاتِمَة، وَقَدْ سَبَقَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ قَوْلُهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي".

قَالَ الْعُلَمَاء: مَعْنَى (حُسْن الظَّنّ بِاللهِ تَعَالَى)؛ أَنْ يَظُنَّ أَنَّهُ يَرْحَمُهُ وَيَعْفُو عَنْهُ.

قَالُوا: وَفِي حَالَةِ الصِّحَّة يَكُونُ خَائِفًا رَاجِيًا، وَيَكُونُ الْخَوْفُ أَرْجَحُ.

 

فَإِذَا دَنَتْ أَمَارَاتُ الْمَوْتِ، غَلَّبَ الرَّجَاءَ، أَوْ مَحَّضَهُ؛ لِأَنَّ مَقْصُودَ الْخَوْفِ الِانْكِفَافُ عَنْ الْمَعَاصِي وَالْقَبَائِح، وَالْحِرْصُ عَلَى الْإِكْثَارِ مِنْ الطَّاعَاتِ وَالْأَعْمَال، وَقَدْ تَعَذَّرَ ذَلِكَ أَوْ مُعْظَمُه فِي هَذَا الْحَال، فَاسْتُحِبَّ إِحْسَانُ الظَّنِّ الْمُتَضَمِّنِ لِلِافْتِقَارِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَالْإِذْعَانِ لَهُ، وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيث: "يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ".

قَالَ الْعُلَمَاء: مَعْنَاهُ: يُبْعَثُ عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي مَاتَ عَلَيْهَا، وَمِثْله الْحَدِيث: "ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى نِيَّاتِهِمْ". [27]

 

وفي الآخرة؛ الذي أحسن في الدنيا مع الله، فأحسن العبادة، ثم أحسن مع مخلوقات الله، هذا جزاؤه، فلنستمع إلى قوله سبحانه وتعالى في سورة الرحمن: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾. [الرحمن: 60، 61]، هلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ الذي قدمته في الدنيا أنت قدمته، ولمن قدمته كله من الله، ولكنه وفقك لذلك، هل جزاء هذا الإحسان من المحسن سبحانه وتعالى؛ إلا الإحسان، سيحسن إليك يا عبد الله.

 

عبد الله! إذا كنا أردنا وأحببنا وما أظن أحدا يقول: لا، إن أحببنا أن نكون قريبين من محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، من أحب أن يكون قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم وحبيبا إليه يوم القيامة؛ فليحسن مع الناس أخلاقه، ورد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله -تعالى- عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ، وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ"، فَقَالُوا: (يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ، وَالْمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ؟!) قَالَ: "الْمُتَكَبِّرُونَ". [28]

 

(الثَّرْثَارُ): هُوَ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ تَكَلُّفًا وبلا فائدة، وما أكثر كلام الإعلام من غير فائدة، بل ربما فيه ضرر. (الْمُتَشَدِّقُونَ): الْمُتَوَسِّعُونَ فِي الْكَلَامِ، كأنه يخرج الكلام من شدقيه مِنْ غَيْرِ اِحْتِيَاطٍ وَاحْتِرَازٍ.

وَقِيلَ: أَرَادَ بِالْمُتَشَدِّقِ الْمُسْتَهْزِئِ بِالنَّاسِ، يَلْوِي شِدْقَهُ بِهِمْ وَعَلَيْهِمْ، وَالشِّدْقُ: جَانِبُ الْفَمِ.- [29] هذا ما علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم، والكلام في الإحسان طويل، فنسأل الله أن يجعلنا من المحسنين.

 

فاللهم صل على نبينا محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم بارك على نبينا محمد، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26].

اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الزمر: 33 - 35].

 

اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لنا وَتَرْحَمَنا، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنا إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونين، نَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى حُبِّكَ.

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

وأقم الصلاة؛ ﴿... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

 


[1] (حم) (184)، (حب) (173)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.

[2] (خ) (50)، (م) (10).

[3] (حم) (184)، (حب) 173، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.

[4] (م) (10).

[5] (خ) (50).

[6] (فتح ح50).

[7] (م) (10)، وغيره.

[8] مُخْتَصَرٌ، (س) (2532).

[9] (خ) (29).

[10] (ت) (1943)، (د) (5152)، (خ) (6015)، (م) 141- (2625)، (جة) (3674)، (حم) (7514).

[11] (فتح الباري).

[12] (حم) (17410)، صَحِيح الْجَامِع (2563)، صَحِيح التَّرْغِيبِ (2557).

[13] (خ) (5670).

[14] (حم) (27162)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.

[15] (فتح الباري).

[16] (حم) (19025)، (يع) (926)، الصحيحة (2882)، صَحِيح التَّرْغِيبِ (2543).

[17] (خ) (5353)، (م) 41- (2982)، (ت) (1969)، (س) (2577)، (حم) (8732).

[18] (ابن أبي عاصم في الديات) ص52، (طب) (7/ 275 ح7121)، (عب) (8603)، انظر صحيح الجامع (1824)، الصَّحِيحَة (469).

[19] (م) 57- (1955)، (ت) (1409)، (س) (4405)، (د) (2815)، (جة) (3170)، (حم) (17113)،

[20] بتصرف عون (6/ 272).

[21] بتصرف من عون المعبود (6/ 272).

[22] (طس) (3590)، (عب) (8608)، (ك) (7570).

[23] (ك) (7570)، (عب) (8608)، انظر صَحِيح الْجَامِع (93)، الصَّحِيحَة (24).

[24] الصحيحة (3389).

[25] في حديث طويل (حب) (3113)، حسنه الألباني في (التعليق الرغيب) (4/ 188- 189)، (أحكام الجنائز) (198- 202).

[26] (م) 82- (2877)، (د) (3113).

[27] شرح النووي (9/ 256).

[28] (ت) (2018)، (خد) (1308)، (حم) (17732)، صَحِيح الْجَامِع (1535)، الصَّحِيحَة (791).

[29] بتصرف من تحفة الأحوذي (5/ 272).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • موقف أهل الإحسان من صفات الرحمن
  • خطبة الإحسان مع الله

مختارات من الشبكة

  • "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أهل التشيع (مطوية)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فقه الإحسان (3): {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • أهلا أهلا فيمن حضروا (قصيدة للأطفال)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • بشائر الرحمن باليسر والفرج لأهل الصبر والإيمان (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم السنة والكتاب في طعام أهل الكتاب للعلامة عبد الرحمن النتيفي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • شرح كتاب صيانة كلام الرحمن عن مطاعن أهل الزيغ والروغان (المحاضرة السادسة)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح كتاب صيانة كلام الرحمن عن مطاعن أهل الزيغ والروغان (المحاضرة الخامسة)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح كتاب صيانة كلام الرحمن عن مطاعن أهل الزيغ والروغان (المحاضرة الثالثة)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح كتاب صيانة كلام الرحمن عن مطاعن أهل الزيغ والروغان (المحاضرة الثاني)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح كتاب صيانة كلام الرحمن عن مطاعن أهل الزيغ والروغان (المحاضرة الأولى)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب