• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع
علامة باركود

خطبة حق الزوج

سامي بن عيضه المالكي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/3/2017 ميلادي - 7/6/1438 هجري

الزيارات: 152316

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة حق الزوج

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

أيها المسلمون: عندما مات الأحنف بن قيس بالكوفة عام 67هـ، وقفت زوجته وابنة عمه على قبره، فأقبلت على الناس فقالت: ألا إن أولياء الله في بلاده شهود عباده، وإني لقائلة حقاً، ومثنية صدقاً، وهو أهل لحسن الثناء، وطيب البقاء؛ أما والذي كنت من أجله في عِدّة، ومن الحياة إلى مُدّة، ومن المقدار إلى غاية، ومن الآثار إلى نهاية، الذي رفع عملك، لما قضى أجلك، لقد عشت حميدًا مودودًا، ومت سعيدًا مفقودًا، ثم انصرفت وهي تقول:

لله درك يا أبا بحرِ
ماذا تغيَّبَ منك في القبرِ
لله درك أيَّ حشوِ ثرى
أصبحتَ من عُرْفٍ ومن نكرِ
إن كان دهرٌ فيك جدَّ لنا
حدثانه ووهت قوى الصبرِ
فلَكَمْ يدٍ أسديتها ويد
كانت ترد جرائر الدهرِ

 

فقال الناس: ما سمعنا كلامَ امرأة قط أصدق ولا أبلغ منه.

• لا تعرف المرأة قيمة سعادتها مع زوجها إلا عندما تفارقه بل إن وطن المرأة زوجها.

 

تكلمنا أيها الأحبة في خطبة مضت عن حقوق الزوجة، واليوم نتحدث عن حقوق الزوج التي يجب على كل امرأة أن تعرفها.

 

بداية نحب أن نلفت انتباه المرأة إلى أمر غاية في الأهمية، ألا وهو أن رضا الزوج عن زوجته هو طريقها إلى الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؛ الودود الولود العؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول: والله لا أذوق غمضا حتى ترضى". صححه الألباني. والعؤود هي التي تعود على زوجها بالنفع.

 

فمن هذه الحقوق:

1- وجوب الطاعة: يجب على الزوجة طاعةُ زوجها وقبول أمره ما لم يكن معصية، قال تعالى: ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ))، وقد جعل الله الرجل قوَّاماً على المرأة بالأمر والتوجيه والرعاية، فطاعتها له تحفظ كيان الأسرة من التصدع والانهيار، وتبعث محبة الزوج القلبية لزوجته، وتقوي رابطة التآلف والمودة بين أعضاء الأسرة، ويؤكد تلك الطاعة ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحصّنت فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَتْ" رواه أحمد بإسناد حسن. وقال صلى الله عليه وسلم: ((اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد أبق عن مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع)) رواه الطبراني.

 

ثم إياك أيتها المرأة المسلمة من طلب الطلاق من زوجك بغير سبب، بعض النساء تسارع بطلب الطلاق من زوجها، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ" رواه أبو داود بإسناد صحيح.

2- عدم خروجها من بيته إلا بإذنه: قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، ففي الآية دلالة على أن النساء مأمورات بلزوم البيت، منهياتٌ عن الخروج، ولو كان الذهاب إلى أهلها.

 

كما أن الإسلام خاطب الرجل بأن له الحق في منعها ولكن باستخدام أسلوب سليم، قال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا اسْتَأْذَنَتْ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا يَمْنَعْهَا) [متفق عليه]، فيُفهم من الحديث أنها إذا أرادت الخروج لا بد أن تستأذن، كما يُفهمُ منه أن للزوج منع زوجته من الخروج إلا ما استثني شرعًا.

 

3- ألا تصوم تطوعاً: لأن صيام التطوع بغير إذنه قد يضيع عليه كمال الاستمتاع حتى لو كان ذلك تطوعا بعبادة. ولا تأذن لأحد بدخول بيته إلا بإذنه: ولا تُدْخِل بيتَه أحدا يكرهه. فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أَيضاً أَن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَحلُّ لامْرَأَةٍ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلا بِإِذْنِهِ، وَلا تَأْذَنْ في بَيْتِهِ إِلاَّ بِإِذنِهِ» متفقٌ عليه.

 

وقد تكون هذه النقطة هي السبب الرئيسي للعديد من المشكلات الأسرية، فقد يكون الزوج يغار من شخص معين على زوجته أو على خلاف مع شخص معين ثم يفاجأ بأن هذا الشخص دخل بيته، ويجعل الزوجة محل اتهام وشك. فالزوج هو قائد هذا البيت وله الحق في تحديد من يدخل هذا البيت ومن لا يدخله.

 

4- ومن حق الزوج على زوجته أن تصون عرضه: وتحافظ على شرفها، ولا تتساهل في خلوة أي أجنبي بها، ولا سيما أقارب الزوج وأقاربها الذين ليسوا بمحارم، وحقيقةً هذه النقط من النقاط المهمة والتي يجب أن تنتبه إليها المرأة، الزوج غير موجود بالمنزل، والمرأة وحدها بالمنزل أو معها أطفال غير مميزين، يأتي قريب لها أو قريب لزوجها أو حتى أخو زوجها فيدخل ويجلس ينتظر الزوج، موقف ربما يحدث كثيراً ونحن نعتبره موقف عادي، ماذا قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ" متفق عليه. الحمو هو قريب الزوج أخوه أو ابن عمه. وأن ترعى ماله وولده وسائر شؤون منزله، لقوله تعالى: ( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ). أي أن النساء الصالحات، مطيعات لله ولأزواجهن، حافظات لغيبتهم إذا غابوا، فيحفظن أنفسهن، ويحفظن أموال أزواجهن حتى يعودوا.

 

5- تمكين الزوج من الاستمتاع: وإذا امتنعت الزوجة من إجابة زوجها في الجماع وقعت في المحذور وارتكبت كبيرة، والحيض ليس بعذر في الامتناع لأن له حقا في الاستمتاع بها بما عدا الوطء في الفرج.

 

فعصيانه في هذه الحالة من أكبر المعاصي، فعلى المرأة ألا تتعلل بانشغالها في واجباتها المنزلية لتقصر في حق زوجها. عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: « إِذَا دعَا الرَّجُلُ امْرأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فلَمْ تَأْتِهِ فَبَات غَضْبانَ عَلَيْهَا لَعَنتهَا الملائكَةُ حَتَّى تُصْبحَ» متفقٌ عليه.

 

6- أن تحفظ ماله ولا تفرط فيه أو تبعثره: إلا إذا كان حريصًا على المال حرصًا شديدًا، بحيث لا يوفر لها حتى النفقة على نفسها وأولادها، فيجوز تأخذ بقدر الحاجة. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ امْرَأَةُ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، لَا يُعْطِينِي مِنْ النَّفَقَةِ مَا يَكْفِينِي وَيَكْفِي بَنِيَّ إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمِهِ، فَهَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ مِنْ جُنَاحٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" خُذِي مِنْ مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ مَا يَكْفِيكِ وَيَكْفِي بَنِيكِ" متفق عليه.

 

7- أيتها الزوجة: اعترفي بفضل الزوج عليكِ ولا تنكري معروفه: فإن كثيرًا من النساء تجحد فضل زوجها عليها، وخاصة عندما تغضب، وذلك من أسباب دخولها النار، وعليها أن تشكره على ما يجلب لها من طعام وشراب وثياب وغير ذلك مما هو في قدرته، وتدعو له بالعوض والإخلاف، ولا تكفر نعمته عليها قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ. قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ" متفق عليه.

 

وعليها أن ترضى باليسير، وتقنع بالموجود، وأن لا تكلفه من النفقة ما لا يطيق، فقد قال تعالى: ( لينفق ذو سعة من سعته). وعليها أن تتأسى بأمهات المؤمنين –رضى الله عنهن-, فقد كانت حياتهن كفافاً, وربما خلت بيوتهن من الطعام , فعن أم المؤمنين عائشة- رضى الله عنها- قالت: (( ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم)) رواه البخاري.

 

8- ومن حق الزوج على زوجته أن تتزين له وتتجمل: وأن تبتسم في وجهه دائما ولا تعبس، ولا تبدوا في صورة يكرهها، فلا ينبغي أن تظهر أمامه بمظهر ينفر منه، كأن تلبس ملابس سيئة المنظر، أو تقترب منه وبها روائح غير مناسبة من آثار الطبخ وغيره، فإن ذلك من شأنه أن يكرّه الزوج فيها، ويُنَفِّره منها، فقد قال: ((خير النساء من تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك)).

 

والعجب كل العجب من إهمال المرأة لنفسها في بيتها بحضرة زوجها، وإفراطها في الاهتمام بنفسها وإبداء زينتها عند الخروج من بيتها، يقول أحد الأخوة: إني أفرح إذا ذهبت زوجتي إلى الزواجات، قلت لماذا؟ قال: لأني أراها في ذلك اليوم أنيقة جميلة متعطرة.

فاتقي الله يا أمة الله في نفسك وزوجك، فإنه أحق الناس بزينتك وتجملك، وإياك وإبداء الزينة لمن لا يجوز له رؤيتها، فإن هذا من السفور المحرم.

 

9- من حق الزوج على زوجته أن تواسيه: وتعمل على فعل ما يُدْخِلُ عليه البهجة والسرور، وتزيل عنه الهمَّ والغم والتعب أو نزول حوادث محزنة، كموت ولدٍ أو فقد مال أو ما أشبه ذلك، ولقد ضربت أم سليم زوج أبي طلحة رضي الله عنهما أنصع مثال في هذا، فعن أنس بن مالك (رضي الله عنهما ): قال: اشْتَكَى ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ قَالَ فَمَاتَ وَأَبُو طَلْحَةَ خَارِجٌ فَلَمَّا رَأَتْ امْرَأَتُهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ هَيَّأَتْ شَيْئًا وَنَحَّتْهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ كَيْفَ الْغُلَامُ قَالَتْ قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ اسْتَرَاحَ وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهَا صَادِقَةٌ قَالَ فَبَاتَ فَلَمَّا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَعْلَمَتْهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا كَانَ مِنْهُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا، قَالَ سُفْيَانُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَرَأَيْتُ لَهُمَا تِسْعَةَ أَوْلَادٍ كُلُّهُمْ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ متفق عليه.

 

10- ومن حق الزوج أن تقوم بالخدمة في بيته: وتدبير المنزل وتربية الأولاد، ولا يصح التفريق بين شريفة و دنيئة، وفقيرة وغنية. فهذه فاطمة بنت رسول الله أشرف نساء العالمين كانت تخدم زوجها. وقال أنس: "كان أصحاب رسول الله إذا زفوا امرأة إلى زوجها يأمرونها بخدمة الزوج، ورعاية حقه، وتربية أولاده". وأسماء بنت أبي بكر كانت خادمة لبيتها، ففي البخاري ومسلم عَنْ أَسمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: تَزَوّجَنِي الزّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلاَ مَمْلُوكٍ وَلاَ شَيْءٍ غَيْرَ فَرَسِهِ. قَالَتْ: فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ، وَأَكْفِيهِ مَؤُونَتَهُ، وَأَسُوسُهُ، وَأَدُقّ النّوَىَ لِنَاضِحِهِ، وَأَعْلِفُهُ، وَأَسْتَقِي الْمَاءَ، وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ، وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وَكَانَ يَخْبِزُ لِي جَارَاتٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَكُنّ نِسْوَةَ صِدْقٍ. قَالَتْ: وَكُنْتُ أَنْقُلُ النّوَىَ مِنْ أَرْضِ الزّبَيْرِ الّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَىَ رَأْسِي، وَهِيَ عَلَىَ ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ.

 

والحق الثالث: ومن حق الزوج: مراعاة كرامته وشعوره، فلا يرى منها في البيت إلا ما يحب، ولا يسمع منها إلا ما يرضى، ولا يستشعر منها إلا ما يُفرح.

 

والزوج -في الحقيقة- إذا لم يجد في بيته الزوجة الأنيقة النظيفة اللطيفة ذات البسمة الصادقة، والحديث الصادق، والأخلاق العالية، واليد الحانية الرحيمة؛ فأين يجد ذلك؟ وأشقى الناس من رأى الشقاء في بيته وهو بين أهله وأولاده، وأسعد الناس من رأى السعادة في بيته وهو بين أهله وأولاده.

 

والحق الخامس: ومن حق الزوج قيامها ببر أهل زوجها: وهي أقرب الطرق لكسب قلب الزوج، فالزوج يحب من امرأته أن تقوم بحق والديه، وحق إخوانه وأخواته، ومعاملتهم المعاملة الحسنة، فإن ذلك يفرح الزوج ويؤنسه، ويقوي رابطة الزوجية.

 

ومن حق الزوج على زوجته أن لا تمن عليه بما أنفقت من مالها في بيتها وعلى عيالها، فإن المن يبطل الأجر والثواب، قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ).

 

11- ومن حق الزوج على زوجته أن تحسن القيام على تربية أولادها منه في صبر فلا تغضب على أولادها أمامه، ولا تدعو عليهم، ولا تسبهم.

 

12- ومن حق الزوج على زوجته أن تكتم سره وسر بيته، ولا تفشي من ذلك شيئا، ومن أخطر الأسرار التي تتهاون النساء بإذاعتها أسرار الفراش وما يكون بين الزوجين فيه، وقد نهى النبي ( عن ذلك. فعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند النبي ) والرجال والنساء قعود،

 

فقال صلى الله عليه وسلم: "عَسى رجلٌ يُحدِّثُ بِما يكونُ بينَهُ وبينَ أهلِهِ، أوْ عسَى امْرأةٌ تُحدِّثُ بما يكونُ بينَها وبينَ زوْجِها، فلا تَفعلُوا،فإنَّ مَثَلَ ذلكَ مَثلُ الشيطانِ لَقِيَ شيطانةً في ظهْرِ الطرِيقِ فغشِيَها والناسُ يَنظُرونَ".

 

هذه أيتها المسلمة حقوق زوجك عليك، فعليك أن تجتهدي في القيام بها حق القيام، وعلى الأمهات أن يعلمن أن من الواجب عليهن أن يبصرّن بناتهن بحقوق أزواجهن وأن تذكر كل أم بنتها بهذه الحقوق قبل زفافها.

 

﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].

أقول قولي هذا..

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له..

 

أيها النساء الفاضلات: لا يؤسس البيت على الأرض، بل على المرأة.

كونى له في الرضا عوناً ومؤنسة
وإن بدا شرر للخلق فانسحبي
البيت روح وريحان بربته
وهو الجحيم بشؤم الحلق والغضب

 

في حال استقبال الزوج حال دخوله المنزل: ألبس له أجمل الثياب، علمي الأطفال كيفية استقبال والدهم، أستقبله بالتهليل والترحيب، أصحبه إلى أن يجلس أو يغير ملابسه، أسأل عن حاله وظروفه اليومية، أحضر له كأسا من الماء أو العصير إن كان عطشاناً، أحرص ألا يشم منى إلا رائحة طيبة.

 

وفي حال استقبال ضيوف الزوج: استقبلي خبر حضورهم بالبشرى وعدم التأفف من كثرة حضورهم أو عددهم، طيبِ مكان جلوسهم، أعدّي لهم الطعام والشراب وما يناسبهم، تعرفي على زوجات أصحابه وتوددي إليهن.

 

وأما إذا غضب الزوج: حاولِ تهدئته واضبطِ انفعالكِ وإن كان الحق معي، لا تكوني ندا له فتردي عليه وتستفزيه، أحرصِ ألا ينام الليلة إلا وهو راضِ.

 

إذا مرض الزوج: اجلس عنده لمساعدته، قبلي رأسه بين فترة وأخرى، رددي عليه بعض الكلمات الجميلة، خففي من حركة الأطفال حتى لا تزعجه.

 

إذا نام الزوج: ابتسمي له دائما، هيئ له الفراش وقومي بتطيبه، ألبس له أجمل الثياب، مازحيه أضحك معه.

 

وإذا أراد أن يسافر: أحضري ملابسه، طيبي حاجاته بالبخور والعطور، ودعيه وعبري له عن مقدار الفراغ الذي سيتركه حال سفره، أحفظيه أثناء سفره في ماله وعياله وبيته، أحضري له بعض الأطعمة إن كان سفره بالسيارة.

 

اكسب قلب والديه وبالأخص والدته: ساعديها في عمل المنزل وبالأخص إن كانت عندها وليمة، أختار مناسبات لإهدائها، أحضري لها أطباقا شهية بين فترة وأخرى، لا تتحدث بالشيء الذى تكرهه، أذكر مزايا ابنها أمامها ولا تذكري عيوبه، حثي زوجكِ على كثرة زيارة والدته.

 

أيتها المرأة: مما يعين المرأة على قيامها بهذه الحقوق: قراءة سِيَر الصحابيات ونساء السلف الصالح وأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء هن قدوة المرأة المسلمة، وليس بطلات المسلسلات والأفلام اللاتي ما فسدت البيوت إلا بتقليدهن.

 

تلكم - أيها الأحباب - أبرز معالم المنهج الذي رسمه الإسلام في حقوق الزوجين. وهذه هي أهم الحقوق والواجبات التي يلزم المرأة أن تقوم بها.

 

أخيراً: قال أبو الدرداء لزوجه: " إن أنا غضبت فرضني وإن أنت غضبت فرضيتك و إلا فلن نصطحب ".

اللهَ أسأل أن يوفق الزوجين على القيام بحقوقهما، وعسى أن يعيشا معاً في ظل الزوجية الوارف آمنين مطمئنين، سعداء مكرمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حق الزوج
  • حق الزوج على الزوجة
  • عظمة حق الزوج على زوجته

مختارات من الشبكة

  • حقوق الزوجة على الزوج (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخطبة واختيار الزوجة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • خطبة: اختيار الزوج المناسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم وزواجر من خطب البلغاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: عام مضى وعام أتى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تكون خطبة الجمعة خطبة عظيمة ومؤثرة؟ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الخطبة الأخيرة من رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب