• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

الرفق واللين من أخلاق المسلمين الصادقين

الرفق واللين من أخلاق المسلمين الصادقين
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/2/2017 ميلادي - 12/5/1438 هجري

الزيارات: 36036

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرفق واللين من أخلاق المسلمين الصادقين


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1]

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾. [الأحزاب: 70- 71].


أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذنا الله وإياكم من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.


إذا أردنا أن تحرّم علينا النار فليكن عندنا رفق بعباد الله ولين مع مخلوقات الله، الرفق واللين من أخلاق المسلمين الصادقين، فقد قال سبحانه وتعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾. [آل عمران: 159]


إن المسلم الصادق الإسلام، المؤمن الصادق الإيمان، من يتصف بالرفق واللين، فمن اتصف بذلك حرمت عليه النار، كما ثبت ذلك عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟!!" قَالُوا: [بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ!] قَالَ: "كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ، قَرِيبٍ سَهْلٍ". [1] كل هين لين قريب سهل، أخلاق يفتقدها كثير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان، وخصوصا يفتقدها الشباب، فلا يعرفون إلا العنف، لا يعرفون إلا القهر، لا لين ولا رفق، ولا قرب من الناس، وعندهم لسان وعندهم أيديهم يستخدمونها في الاعتداء على المسلمين قبل غير المسلمين، وهذا مخالف لصفات وأخلاق المسلمين الصادقين؛ كل هين لين قريب سهل، حرمت عليه النار، لا تمسه النار إن شاء الله.


والمسلم ليس مع بني جنسه فقط؛ بل يرفق ويرأف ويلين بِالْحَيَوَانِ، بالبهائم، مع المخلوقات الأخرى، فلا يضرب الحيوان ضرب تعذيب، بل ضرب تأديب، يعني يؤدبه لا يعذبه، إن احتاج إلى الضرب ضربه، وإن لم يحتج هذا الحيوان إلى ضرب لم يضربه؛ امتثالا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها قَالَتْ: [خَرَجَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْبَادِيَةِ إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَأَعْطَى نِسَاءَهُ بَعِيرًا بَعِيرًا غَيْرِي]، فَقُلْتُ: [يَا رَسُول اللهِ! أَعْطَيْتَهُنَّ بَعِيرًا بَعِيرًا غَيْرِي؟! فَأَعْطَانِي بَعِيرًا آدَدَ صَعْبًا، لَمْ يُرْكَبْ عَلَيْهِ]، -يعني لم يمهد ويسهل للركوب، فما رُكِب قبل ذلك- [فَجَعَلْتُ أَضْرِبُهُ]، فَقَالَ لِي رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: ["يَا عَائِشَةُ! ارْفُقِي بِهِ"]، ["فَإِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ"]. [2]

[د حم]، وعَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: [سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها عَنِ الْبَدَاوَةِ؛] -أَيْ: الْخُرُوج إِلَى الْبَدْو وَالْمُقَام بِهِ. [3] -، -يعني الإنسان أحيانا يريد أن يخرج إلى مكان لترفه.-

[فَقُلْتُ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْدُو؟!] -أي يخرج إلى الصحراء؟- فَقَالَتْ: [نَعَمْ! كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْدُو إِلَى هَذِهِ التِّلَاعِ].

•[التِّلَاع]: مَجَارِي الْمَاء مِنْ أَعْلَى الْأَرْض إِلَى -أسفل حتى تجري في- بُطُون الْأَوْدِيَة، وَاحِدَتهَا تَلْعَة، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ الْأَضْدَاد، يَقَع عَلَى مَا اِنْحَدَرَ مِنْ الْأَرْض، وَمَا اِرْتَفَعَ مِنْهَا-. [4]


[وَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ الْبَدَاوَةَ مَرَّةً، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ نَاقَةً مُحَرَّمَةً مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ]، -قَالَ الْخَطَّابِيُّ: النَّاقَة الْمُحَرَّمَة: الَّتِي لَمْ تُرْكَبْ -قبل ذلك- وَلَمْ تُذَلَّلْ، -فهي تحتاج إلى تذليل- فَهِيَ غَيْر وَطِئَة...- [5]

[فَقَالَ لِي: "يَا عَائِشَةُ ارْفُقِي؛ فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ"]. [6]

المسلم الصادق يرفق بِالْحَيَوَانِ ما دام هذا الحيوان هو المسئول عنه، حتى ولو يكن مسئولا عنه ومرّ به حيوان؛ كقطٍّ أو كلب أو ما شابه ذلك يرحمه، ويرفق به؛ بِتَقْدِيمِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ لَه، لما روى أبو داود وأحمد: عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ رضي الله عنه قَالَ: [خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَمَرَّ بِبَعِيرٍ مُنَاخٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ] -أَيْ: مِنْ الْجُوع.-


[ثُمَّ مَرَّ بِهِ آخِرَ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ]، فَقَالَ: "أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ؟!" فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ]، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ" -أي لا تستطيع أن تعبر عما في بطنها من جوع أو عطش -أَيْ: خَافُوا اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَا تَقْدِرُ عَلَى النُّطْقِ، فَتَسْأَلَ مَا بِهَا مِنْ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالتَّعَبِ وَالْمَشَقَّة.- [7]

"فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً، وَكُلُوهَا صَالِحَةً". [8] -أَيْ: حَالَ كَوْنِهَا صَالِحَةً لِلْأَكْلِ أَيْ: سَمِينَة.- [9]

• اركبوها وهي تقوى على الركوب، وكلوها وهي سمينة، ليست عجفاء هزيلة، يعني أطعموها وغذوها.-

وفي رواية: "ثُمَّ ارْكَبُوهَا صِحَاحًا، وَارْكَبُوهَا سِمَانًا". [10] -يعني ليس أن تجعل الحيوان عندك ضعيفا تبخل عليه في علفه وما شابه ذلك، لا يا عبد الله، هذا ليس من الرفق بالحيوان.


إن الحيوانات يا عباد الله تتألم، ولا نشعر بألمها، وتبكي وتذرف الدموع ولا نحس ببكائها، وتشكو ممن ظلمها ولا نفهم شكواها، دليل ذلك ما رواه الأئمة [م د حم]، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: [كَانَ أَحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَتِهِ هَدَفٌ]، -الهدف: كُلّ بِنَاء مُرْتَفِع مُشْرِف- [11] [أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ]، -عندما يقضي الحاجة يستتر فلا يحب أن يراه أحد- [فَدَخَلَ يَوْمًا حَائِطًا]، -الْحَائِطُ: الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ، وَهُوَ الْجِدَارُ-. [لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى] -الجمل- [النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؛ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ سَرَاتَهُ]. -سراة البعير: أعلى ظهره- -مسح سنامه- [وَذِفْرَاهُ]، -الذِّفْرَى مِنْ الْبَعِير مُؤَخِّر رَأسه-، [فَسَكَنَ] -البعير.-

فَقَالَ: "مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْجَمَلِ؟! لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟!" فَجَاءَ فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: [لِي يَا رَسُولَ اللهِ!] فَقَالَ: "أَلَا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا؟ فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ". [[12]] -أي لا تقدم له الطعام والعلف المناسب، و[أدأبه]: أجهده بملازمة العمل والإكثار منه.-، -فكيف بمن يتسبب في تجويع المسلمين؟ وإجهادهم وإتعابهم وتكليفهم ما لا يطيقون، هذا في بعير غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الفعل من ذاك الأنصاري، فكيف بمن يتسبب للمسلمين فوق معاناتهم من معاناة أخرى كثيرة أنتم أعلم بها؟!-


المسلم الصادق يخاف الله تعالى؛ فلا يقصر فيما تحت يده من البهائم إذا حبسها لاعتدائها ولجريمة اقترفتها، فيرأف بها ويقدم لها ما تحتاجه، من طعام أو شراب أو تهوية مناسبة، مثل العصافير في الأقفاص أو بعض الناس يقتني حيوانات يجعلها محبوسة عنده، أو من يحبس فأرا او قطة تسببت له في أمور أزعجته، فإما القتل بإحسان، وإما تتركها تأكل من أرض الله عز وجل، وإما أن تقدم لها الطعام، وإلا فاستمع لما رواه [خ م حم حب]، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ["عُرِضَتْ عَلَيَّ جَهَنَّمُ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا، فلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأكُلُ مِنْ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ، حَتَّى مَاتَتْ مِنْ الْجُوعِ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، فَهِيَ إذَا أَقْبَلَتْ تَنْهَشُهَا، وَإذَا أَدْبَرَتْ تَنْهَشُهَا"]. [13]

فكيف بمن تسبب وتسبب في حصار المسلمين، ولم يقدموا لهم ما يسد جوعهم، ويروي ظمأهم، ويدفئ ليلهم وبردهم.


جاء عند الإمام مسلم والإمام مالك في الموطأ وأبو داود وأبو يعلى: عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ["إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيَرْضَى بِهِ، وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لَا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ، فَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ"] -أَيْ: زَمَان كَثْرَة الْعَلَف وَالنَّبَات. – [14] ["فَأَعْطُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ الْعُجْمَ حَظَّهَا مِنْ الْأَرْضِ"]، -أَيْ: دَعُوهَا سَاعَة تَرْعَى، إِذْ حَقُّهَا مِنْ الْأَرْضِ رَعْيُهَا فِيهِ-. [15]

["وَلَا تَعْدُوا الْمَنَازِلَ"]، -أَيْ: لَا تُجَاوِزُوا الْمَنْزِلَ الْمُتَعَارَفَ إِلَى آخَرَ اِسْتِسْرَاعًا؛ لِأَنَّ فِيهِ إِتْعَابُ الْأَنْفُسِ وَالْبَهَائِمِ.- [16]]["وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ"] -أَيْ: الْقَحْط-، ["فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ، بَادِرُوا بِهَا نِقْيَهَا"].


• [إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ]، فالرفق بمخلوقات الله عامة، وبالناس خاصة وبالمسلمين بأخص الخصوص، هذا فيه صفة يحبها الله سبحانه وتعالى، يحب الرفق [وَيَرْضَى بِهِ، وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لَا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ، فَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ] أي في السنة التي يكون فيها كلأ وعشب [فَأَعْطُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ الْعُجْمَ حَظَّهَا مِنْ الْأَرْضِ]، يعني دَعُوهَا سَاعَة تَرْعَى، وترتع في أرض الله، إِذْ حَقُّهَا مِنْ الْأَرْضِ رَعْيُهَا فِيه، فلا تمنعوها من ذلك، [وَلَا تَعْدُوا الْمَنَازِلَ]، يعني إن كان هناك منازل في الطريق للراحة، لا تأخذ منزلا وتذهب إلى مكان ومنزلة أخرى أبعد فتتعبوا أنفسكم وتتعبوا دوابكم، فلا تعدوا المنازل، [وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ]، أي في سنة القحط والجدب، [فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ]، يعني لا يوجد هناك أعشاب تمنعكم في الطريق فاختصار المسافة أولى، [بَادِرُوا بِهَا نِقْيَهَا]، يعني قوتها وما فيها مخ، وما فيها من سِمَن، أو شيء من القوة والطاقة، أسرعوا بها قبل أن تنهد فتموت في الطريق.-

وفي رواية: "إذَا أَخْصَبَتِ الأَرْضُ، فَانْزِلُوا عَنْ ظَهْرِكُمْ فَأَعْطُوهُ حَقَّهُ مِنَ الْكَلَإِ، وَإِذَا أَجْدَبَتِ الأَرْضُ، فَامْضُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا". [17]

• [فَامْضُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا] أَيْ: أَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ مَا دَامَتْ قَوِيَّةً بَاقِيَةَ النِّقْيِ وَهُوَ الْمُخُّ. – [18]


الرفق واللين مع البهائم في إطعامها، والرفق واللين في شرابها، و الرفق واللين في ركوبها واستعمالها، والرفق واللين حتى في حلبها، فقد ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، فاستمعوا إلى ما ثبت عند [حم تخ]، عَنْ سَوَادَةَ بْنَ الرَّبِيعِ رضي الله تعالى عنه قَالَ: [أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ]، -يعني قال له أعطني مالا- [فَأَمَرَ لِي بِذَوْدٍ] -[الذَّوْد]: والذود المجموعة من الإبل، أي ما بين الثلاثة إلى عشرة من الإبل.-

[ثُمَّ قَالَ لِي: "إِذَا رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِكَ فَمُرْ بَنِيكَ؛ فَلْيُحْسِنُوا غِذَاءَ رِبَاعِهِمْ"]. -يوصيهم لما تذهب وتترك هذه الإبل مع الأبناء، يوصيه بحديثي الولادة، من أولاد هذه الإبل- و-[الرِّباع]: جمع رَبع، وهو ما وُلِد من الإبل في الرَّبيع، يعني: حديثة الولادة.-

["وَلْيَحْتَلِبُوا عَلَيْهَا سِخَالَهَا"]، -يعني خذ من اللبن ما زاد عن هذا الوليد- "[لَا تُدْرِكُهَا السَّنَةُ وَهِيَ عِجَافٌ، وَمُرْهُمْ فَلْيُقَلِّمُوا أَظْفَارَهُمْ، وَلَا يَبُطُّوا"]، -فالظفر إلى طال يبط الضرع ويؤذيه أثناء الحلب- ["وَلَا يَبُطُّوا بِهَا ضُرُوعَ مَوَاشِيهِمْ إِذَا حَلَبُوا"]. [19]

هذه وصايا من النبي صلى الله عليه وسلم لكل من يربي مثل هذه الدواب والبهائم، ويستفيد منها بحلبها، فلينظف الضرع، ولينظف يده، ولينظف أظافره؛ فيقصها حتى لا يؤذيها.


[حم]، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ رضي الله عنه قَالَ: [بَعَثَنِي أَهْلِي بِلَقُوحٍ] -اللَّقوح: الناقة الوالدة حديثا، بعثوه بها- [إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم] -حتى يحلب ويشرب عليه الصلاة والسلام- [فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلِبَهَا، فَحَلَبْتُهَا، فَلَمَّا أَخَذْتُ لِأُجْهِدَهَا] -يعني انتهى من الحلب، وظن أن في الضرع في بقيت بقية يريد أن يأخذ كل ما فيها-.

قَالَ -عليه الصلاة والسلام-: "لَا تَفْعَلْ، دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ!"]. [20]

اترك شيئا في الضرع حتى يأتي بغيره من اللبن، لكن إذا أنزلته واستقصيته جفّفت الضرع، ربما يجف مطلقا ولا يأتي بغيره.

• [دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ] أَيْ: أبْقِ في الضَّرْعِ قليلًا من، ولا تَسْتَوْعِبْه كلَّه، فإن الذي تُبْقيه فيه يَدْعُو ما وراءَه من اللبَنِ فيُنْزِلُه، وإذا اسْتُقْصِيَ كلُّ ما في الضَّرْع؛ أَبْطَأَ دَرُّهُ على حَالِبِه.- [21]

[فالرِّفْقُ بِالْحَيَوَانِ] -يا عباد الله أيضا- [بِاسْتِخْدَامِهِ لِمَا خُلِقَ لَهُ]، -واليوم نجد أن الناس غير المسلمين وربما تبعهم المسلمون؛ لأنهم يقلدون الغرب والشرق، فيستخدمون الحيوان لغير ما خلق له، كألعاب السيرك، والمصارعة بين الثيران، والمهارسة بين الكلاب، والمناقرة بين الديوك وما شابه ذلك، فكله لم يقرّه الشرع، فلا يجوز ذلك.


إن هذا الحيوان خلق لشيء مَّا اتركه لما خلق له، أو استخدمه فيما خلق له، روى البخاري ومسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله - تعالى - عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ["بَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى بَقَرَةٍ فَضَرَبَهَا، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ الْبَقَرَةُ فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا، وَلَكِنِّي إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحِرَاثَةِ"]، فَقَالَ النَّاسُ تَعَجُّبًا وَفَزَعًا: [سُبْحَانَ اللهِ! بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ؟!] فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ["فَإِنِّي أُومِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ]. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: [وَمَا هُمَا يَوْمَئِذٍ فِي الْقَوْمِ]. [22]

• أَيْ: لَمْ يَكُونَا يَوْمَئِذٍ حَاضِرَيْنِ، -ولكنهما يؤمنون بما جاء عن رسول الله مباشرة، وشهد لهما في غيابهما بتصديقهما من أن البقرة تتكلم، فالقبرة خلقت للحرث والزرع، وخلقت للحلب والولادة والاستفادة منها، ولم تخلق للضرب، أو التعذيب- وإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذلك؛ ثِقَةً بِهِمَا لِعِلْمِهِ بِصِدْقِ إِيمَانِهِمَا، وَقُوَّةِ يَقِينِهِمَا، وَكَمَالِ مَعْرِفَتِهِمَا بِقُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى.- [23]


وعند أحمد: عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ارْكَبُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً، وَاتَّدِعُوهَا سَالِمَةً، وَلَا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ". [24]

"اركبوا هذه الدوابَّ سالمةً" صحيحة، لا تركبوها وهي ضعيفة أو مريضة، أو عرجاء لا تستطيع أن تمشي بنفسها فكيف تمشي بغيرها؟ كما نرى من يحمِّل العربات التي تجرها بعض الحيوانات فوق طاقتها، ويضربها بعنف حتى تسير رغما عن أنفها، اركبوه.

"اركبوا هذه الدواب سالمة، واتدعوها سالمة"؛ عندما تنزلوا عنها اتركوها أيضا في مجال ومكان يحسن تعيش فيه؛ ليس مكانا مليئا بالأخشاب والحديد، والمسامير والأحجار، وما شابه ذلك، حتى تستريح فتتمرغ وتأخذ حريتها في هذا المكان الضيق بالنسبة لها.

"ولا تتخذوها كراسيَّ" ما معنى هذا؟ الحيوان محمَّل على ظهره أو على العربة في مكان في ارتفاع أو انخفاض، فقابل إنسانا وبدأ يتكلم معه؛ هذا اتخذها كراسي، هو قاعدٌ على الناقة ويكلم صاحبا له راكبا على ناقة أو على غيرها، في شرعنا ممنوع، لا نتخذها كراسي.


لكن إن كان ذلك لحاجة ملحَّة؛ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في منى، عندما كان راكبا على الناقة ويعظ الناس، فللحاجة جائز، أما لغير حاجة وفيها تعب ومشقة على الدابة فينزل عنها، كلم صاحبها كما شئت لكن أَنزِل عنها حَملَها، لا تتخذوها كراسي.

وثبت عند أبي داود: عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله - تعالى - عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا ظُهُورَ دَوَابِّكُمْ مَنَابِرَ، فَإِنَّ اللهَ إِنَّمَا سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُبَلِّغَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ، وَجَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ، فَعَلَيْهَا فَاقْضُوا حَاجَتَكُمْ". [25]

انزل عنها وعلى الأرض قف كما شئت، واقض حاجتك.


وروى البيهقي بإسناه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَخِّرُوا الْأَحْمَالَ؛ فَإِنَّ الْأَيْدِيَ مُعَلَّقَةٌ، وَالْأَرْجُلَ مُوثَقَةٌ". [26]

"أَخِّرُوا الْأَحْمَالَ" أَيْ: لا تضعوا الأحمال على الدواب حتى يَحين موعد الرَّحيل، ولا تضعه على يديها فيعيق حركتها، ولا على مؤخرتها فيعيق رجليها، وإنما تضعه في وسط الدابة، تعليم نبوي غفلت عنه حتى جمعيات حقوق الحيوان في هذا الزمان نسأل الله السلامة.

"أَخِّرُوا الْأَحْمَالَ؛ فَإِنَّ الْأَيْدِيَ مُعَلَّقَةٌ، وَالْأَرْجُلَ مُوثَقَةٌ" أَيْ: اجعلوا الحِمل وسط ظهر الدابة، فإنه إن قُدِّمَ عليها أضرَّ بيديها، وإن أُخِّرَ أضرَّ برجليها.

وعند أبي داود في سننه: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: "كُنَّا إِذَا نَزَلْنَا مَنْزِلاً، لَا نُسَبِّحُ حَتَّى نَحُلَّ الرِّحَالَ". [27]

"لا نسبح" أي لا نصلي تطوعا، صلاة الضحى، فقبل صلاة الضحى يحلون الرحال حتى تستريح الدواب.

• قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَيْ لَا نُصَلِّي سُبْحَة الضُّحَى حَتَّى نَحُطّ الرِّحَال وَنُلَجِّم الْمَطِيّ، وَكَانَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَسْتَحِبُّ أَنْ لَا يَطْعَمَ الرَّاكِبُ إِذَا نَزَلَ حَتَّى يَعْلِفَ الدَّابَّة.- [28]

وعند الإمام أحمد: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ غُفِرَ لَكُمْ مَا تَأتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ، لَغُفِرَ لَكُمْ كَثِيرًا". [29]، "لَوْ غُفِرَ لَكُمْ مَا تَأتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ"، أي من تعذيب البهائم وتجاوز الذنوب فيها، "لَغُفِرَ لَكُمْ كَثِيرًا".


لذلك يا عباد الله! صَيْدُ الْحَيَوَانَات لِلْعَبَثِ وَاللَّعِب لا يجوز، تجعل طائرا هدفا أمامك، أو حيوانا وتتلذذ عليه بالصيد، وإنما تصيد لتستفيد بيعا أو طعاما أو ما شابه ذلك، فقد ثبت عند [س]، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله - تعالى - عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ إِنْسَانٍ قَتَلَ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا، إِلَّا سَأَلَهُ اللهُ عز وجل عَنْهَا"، -فكم قتل الناس من العصافير؟ كم قتل المسلمون من الحيوانات؟ كم قتل المسلمون بعضهم من بعض؟ إذا كان العصفور يُسأل عنه قاتلُه الإنسان؟- فَقِيلَ:

[يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا حَقُّهَا؟!] قَالَ: "حَقُّهَا أَنْ يَذْبَحُهَا فَيَأكُلَهَا، وَلَا يَقْطَعُ رَأسَهَا فَيَرْمِي بِهَا". [30]

هذا حقُّ العصفور إذا اصطدته أن تأكله، لا أن تقطع رأسه وترميَه.


وروى الإمام الحاكم في مستدركه: عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللهِ" -وذكر فيه ثلاثة:-

"رَجُلٌ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا، طَلَّقَهَا وَذَهَبَ بِمَهْرِهَا".

"وَرَجُلٌ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا"، -استأجره ليعمل عنده- "فَذَهَبَ بِأُجْرَتِهِ".

"وَآخَرُ يَقْتُلُ دَابَّةً عَبَثًا".[31]، من باب اللعب يقتلها، فكيف بحرقها يا عباد الله؟َ

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.


الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، المبعوث رحمة مهداة للعالمين كافة، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد؛

هذه أخلاق المسلم الصادق في رفقه بالبهائم، فكيف بمعاملته مع أخيه الإنسان عموما حتى غير المسلمين؟؟ فكيف بإخوانه في الدين والوطن والقرابة؟؟

روى البخاري في الأدب المفرد: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله - تعالى - عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ، فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الْخَيْرِ، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ، فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ الْخَيْرِ". [32]


فأين الرفق في البيت مع إخوانك وأخواتك ومن هو أصغر منك؟ أين الرفق مع الزوجة والأولاد؟ أين الرفق مع الجار والجيران؟ أين رفق الناس في هذا الزمان مع من حولهم من أصحاب وجيران وما شابه ذلك؟ روى الإمام مسلم: عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُحْرَمْ الرِّفْقَ، يُحْرَمْ الْخَيْرَ كُلَّهُ". [33]


إذا افتقد الرفق عُدِم الخير، الإنسان الذي لا يرفق وليس عنده رفق ولين هذا لا خير عنده مهما كان، ومهما تكلم ومهما ادعى واتصف، الرفق إذا فقد تفقد الرحمة، وإذا فقدت الرحمة من الناس خالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ، يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ". [34]

لا يتمنَّ إنسان ولا يطمع أن يأتيه رفق ورحمة من الله ما دام هو لا رفق عنده ولا رحمة، فالرحماء يرحمهم الرحمن.

روى ابن عساكر: عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله - تعالى - عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أُعْطِيَ أَهْلُ بَيْتِ الرِّفْقَ إِلَّا نَفَعَهُمْ، وَلَا مُنِعُوهُ إِلَّا ضَرَّهُمْ".[35]

"مَا أُعْطِيَ أَهْلُ بَيْتِ الرِّفْقَ إِلَّا نَفَعَهُمْ"، ينفعهم في بيتهم، والله سبحانه وتعالى يحب الرفق، فيجعل في قلوب الناس محبة لهؤلاء الناس، ومحبة لأهل هذا البيت، فما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم، "وَلَا مُنِعُوهُ إِلَّا ضَرَّهُمْ".

وعند الإمام أحمد: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله - تعالى - عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، دَلَّهُمْ عَلَى بَابِ الرِّفْقِ". [36]


كذلك يا عباد الله الرفق بغير المسلمين، فنعاملهم بأخلاقنا لا بأخلاقهم، فيقول بعض الناس عن أعداء الله وأعداء رسوله، وأعداء الدين وأعداء المسلمين، فيقولون: هم يفعلون بنا كذا وكذا، فنقول: هم ليسوا قدوة لنا، أعداء الله ليسوا قدوة لنا، فنعاملهم بأخلاقنا لا بأخلاقهم، وإليكم هذا الحديث في نهاية هذه الخطبة، رواه الإمام البخاري ومسلم والإمام أحمد وابن خزيمة في صحيحه: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله - تعالى - عنها قَالَتْ: [دَخَلَ يَهُوديٌّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم]، فَقَالَ: [السَّامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ!] -والسام معناها الموت- فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَعَلَيْكَ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: [فَهَمَمْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ]، -عائشة تريد أن ترد، قالت:- [فَعَلِمْتُ كَرَاهِيَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِذَلِكَ، فَسَكَتُّ، ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ]، -يهودي آخر- فَقَالَ: [السَّامُ عَلَيْكَ!] فَقَالَ: "وَعَلَيْكَ"، [فَهَمَمْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَعَلِمْتُ كَرَاهِيَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِذَلِكَ، ثُمَّ دَخَلَ الثَّالِثُ]، فَقَالَ: [السَّامُ عَلَيْكَ!] فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قُلْتُ: [وَعَلَيْكَ السَّامُ، وَغَضَبُ اللهِ وَلَعْنَتُهُ، إِخْوَانَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، أَتُحَيُّونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا لَمْ يُحَيِّهِ اللهُ؟!] فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَهْلًا يَا عَائِشَةُ! عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ؛ فَإِنَّ اللهَ رَفِيقٌ، يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ"]، فَقُلْتُ -عائشة تقول، فكأنها تريد أن تعرّف النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمرا لعله لم يعلمه كما علمته هي-: [يَا رَسُولَ اللهِ! أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟!] فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ؟! قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ، فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ"؛ -دعاء اليهود لا يستجاب، حتى فينا نحن لا يستجاب دعاؤهم، فلا يستجاب في الرسول صلى الله عليه وسلم.-

"إِنَّ الْيَهُود قَوْمٌ حُسَّدٌ، وَإِنَّهُمْ لَا يَحْسُدُونَا عَلَى شَيْءٍ كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ، الَّتِي هَدَانَا اللهُ لَهَا، وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي هَدَانَا اللهُ لَهَا، وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الْإمَامِ: آمِينَ، وَعَلَى السَّلَامِ".

فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾. [المجادلة: 8]]. [37]


اللهم صل وسلم وبارك وزد وأنعم على نبينا محمد وعلى آل محمد، وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

اللهم وحد صفوفنا، وألف بين قلوبنا، اللهم أزل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا على عدوك وعدونا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم فكّ أسر المأسورين من المسلمين، وسجن المسجونين، واقض الدين عن المدينين، ونفس كرب المكروبين، وأغن فقراء المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

وأنت يا مؤذن أقم الصلاة؛ ﴿ ... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾. [العنكبوت:45]



[1] [حب] 470، [ت] 2488، [حم] 3938، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3135 صَحِيح التَّرْغِيبِ[1747].

[2] [حم] 24852، 24982، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح. [م] 78، 79- [2594].

[3] عون المعبود- [ج5/ ص365].

[4] بتصرف عون المعبود [ج5/ ص365].

[5] المصدر السابق بتصرف.

[6] [د] 2478، [حم] 24352، [د] 2478، [خد] 469، صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد 453، الصَّحِيحَة [524].

[7] عون المعبود- [5/ 448].

[8] [حم] 17662، [حب] 545، انظر الصحيحة تحت حديث: 23، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح. [د] 2548، انظر صَحِيح الْجَامِع 104، الصَّحِيحَة [23]، [حم] 17662.

[9] عون المعبود [5ص 448].

[10] [حم] [17662]، [حب] [545].

[11] عون المعبود [5/ 449].

[12] [م] 79- [342]، [جة] 340، [حم] 1747، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح. [د] 2549، [د] 2549، [حم] 1747، انظر الصحيحة [20]، صحيح الترغيب [2269].

[13] [حم] [7834]، [خ] [712]، [1154]، [2236]، [3140]، [م] [904]، [2242]، [2243]، [2619]، [جة] [4256]، [حب] [5622]، صَحِيح التَّرْغِيبِ تحت حديث [2274].

[14] عون المعبود [5/ 482].

[15] عون [5/ 482].

[16] عون المعبود [5/ 482].

[17] [ط] [1767]، [عب] [9251]، انظر صَحِيح الْجَامِع [1770]، صحيح الترغيب [2668]، [م] 178- [1926]، [ت] 2858، [د] 2570، [حم] 15132، [د] 2569، [حم] 8905، [يع] 3618، [هق] 10123، انظر الصَّحِيحَة [682].

[18] تحفة الأحوذي [7/ 177].

[19] [حم] [16003]، [تخ] [2418]، [هق] [15598]، [طب] [5/ 68] ح[4604]، الصَّحِيحَة [317]، [1936].

[20] [حم] [16750]، [19002]، [حب] [5283]، انظر صَحِيح الْجَامِع [3376]، الصَّحِيحَة [1860].

[21] النهاية في غريب الأثر [2/ 280].

[22] [خ] [2199]، [3284]، [م] [2388].

[23] شرح النووي [8/ 131].

[24] [حم] [15677]، [خز] [2544]، [ك] [2486]، انظر صَحِيح الْجَامِع: [908]، الصَّحِيحَة [21].

[25] [د] [2567]، انظر الصَّحِيحَة [22].

[26] [هق] [11441]، [طس] [4508]، صَحِيح الْجَامِع [228]، الصَّحِيحَة [1130].

[27] [د] 2551، [طس] 1376، وصححه الألباني في المشكاة: 3917، وهداية الرواة: 3840.

[28] عون المعبود [5/ 452].

[29] [حم] 27526، [هب] 5188، صَحِيح الْجَامِع 5274، الصَّحِيحَة [514].

[30] [س] 4445، [حم] 6550، [ك] 7574، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ [1092، 2266].

[31] [ك] 2743، [هق] 14173، صَحِيح الْجَامِع: 1567، الصَّحِيحَة: [999]

[32] [خد] 464، [ت] 2013، [ش] 25305، [حم] 25298، انظر صحيح الجامع: 6055، وصحيح الترغيب والترهيب: 2667.

[33] [د] [4809]، [م] 74- [2592]، [جة] [3687]، [حم] [19229].

[34] [ت] [1924]، [د] [4941]، [حم] [6494]، صحيح الجامع [3522]، الصحيحة [925].

[35] ابن عساكر [38/ 123]، [ابن قانع] [2/ 178]، صَحِيح الْجَامِع [5541]، والصَّحِيحَة [942].

[36] [حم] 24778، انظر الصحيحة: 523، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.

[37] [خز] 574، [خ] 5683، انظر الصحيحة: 691، [خ] 5678، 5683، 6528، [م] [2165]، [2593]، [جة] 856، [جة] 3689، [جة] 3688، [ت] 2701، [حم] 24136، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ 515، [حم] 25073، وقال الأرناؤوط: حديث صحيح. [خد] 988، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5613، صفة الصلاة ص: 101.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الرفق وفضله
  • خطبة المسجد النبوي 9/8/1433 هـ - الحث على الرفق
  • الرفق
  • الرفق خلق كريم
  • الرفق واللين في تربية البنات والبنين
  • أخلاق المسلمين في الحرب

مختارات من الشبكة

  • رفقا بأهل الموصل الحدباء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الرفق بالأولاد (الرفق بالأبناء في التربية)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مشروعية الرفق ونماذجه النبوية وأحكامه (أحاديث عن الرفق)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرفق في التعامل مع الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحاديث في الرفق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرفق في القرآن والسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسلوب الرفق واللين: الطريق إلى قلوب الناس في دعوتهم إلى الله تعالى (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الرفق واللين في معاملة الأبناء(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الرفق واللين في الدعوة إلى الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرفق واللين وأثرهما في توجيه الناس (PDf)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب