• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (9)

د. أيمن محمود مهدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/2/2017 ميلادي - 8/5/1438 هجري

الزيارات: 28710

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (9)


أدرك الصحابةُ الكرامُ رضوان الله عليهم مكانةَ السُّنة النبوية المطهَّرة، وعرَفوا قدرها، واستوعبوا النصوص الآمرة بتبليغ العلم، وأحَبُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حبًّا شديدًا، فازدادوا قربًا من النبي صلى الله عليه وسلم، واستماعًا لأحاديثه، وتطبيقًا لها، ونقلوها إلى مَن بعدهم على أحسن ما يكون النقل.

 

والناظر في كتب العلم يُدرِك بوضوح أن للصحابة رضوان الله عليهم جهودًا جبَّارة في خدمة الحديث النبوي، استطاعوا عن طريقِها أن يحفظوا سُنةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ينقلوها إلى الأجيال التالية غضَّةً طرية، كما أرادها الله عز وجل ورسولُه صلى الله عليه وسلم، واستطاعوا أن يصِلوا إلى هذه النتيجة عن طريق جهود ضخمة، ولقد أثمرت هذه الجهود حفظَ السُّنة في الصدور، وفهمَها بالعقول، وتدوينها في الكتب، ونشرها وإذاعتَها بين الناس، وتطبيقَها في كل مجالات الحياة.

 

وسأذكرُ أبرز هذه الجهود، التي يتبيَّن من خلالها الجهدُ الذي بذلوه من أجل خدمة السُّنة، والطريقة التي اتَّبعوها من أجل صيانتها والحفاظ عليها.

 

تاسعًا: تبليغ الحديث

لم يكتفِ الصحابةُ بمجرَّد حفظ الحديث وفهمه والعمل به، بل تعدَّوا ذلك إلى تبليغه إلى مَن لا يعرفه، خاصةً زوجاتهم وأولادهم، وأقرب الناس إليهم، بل وللناس جميعًا؛ استشعارًا للمسؤولية التي أمرهم الله عز وجل ورسولُه صلى الله عليه وسلم بها، كما وضَّحنا سابقًا.

 

ولقد قاموا بهذا الواجب خيرَ قيام، فنقلوا السُّنة أقوالًا وأفعالًا وتقريرًا إلى مَنْ بعدهم، فحفِظوا الدين، ونقلوا القرآن والسُّنة إلى مَنْ بعدهم من غير زيادةٍ أو نقصان.

 

ولقد عرَفنا في مصطلح الحديث ما أَطلَق عليه العلماء روايةَ الأبناء عن الآباء، بل ورواية الآباء عن الأبناء، ورواية الإخوة بعضهم عن بعض، ورواية الرجل عن زوجته، والزوجة عن زوجها، والعلماء يضربون في هذه الأبواب أمثلةً كثيرةً لهذه الرواية، مما يكشف لك بوضوح حِرْصَ الصحابة رضوان الله عليهم على تبليغ السُّنة، خاصةً إلى أقرب الناس إليهم[1].

 

وسأضرب لك ثلاثة أمثلة تُبيِّن لك صدقَ هذا الكلام:

1- الصحابية الجليلة: أم كلثوم بنت عُقْبة بن أبي مُعَيط، لها حديثان في الكتب الستة، رواهما عنها مع غيره ابنها حميد بن عبدالرحمن بن عوف، والحديثان هما: حديث: (ليس الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ؛ فَيَنْمِي خَيْرًا، أَوْ يَقُولُ خَيْرًا)[2]، وحديث: ("قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ" تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ)[3].


2- هناك رواةٌ اشتهروا بالرواية عن آبائهم عن أجدادهم؛ كرواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، ورواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وفي كليهما رواية الابن التابعي عن الأب الصحابي[4].


3- عن علي بن حسين، عن حسين بن علي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة، قال: ((أَلَا تُصَلِّيَانِ))[5].


ولقد سبق أن ذكرتُ أن الصحابة رضوان الله عليهم كان يَسمَع بعضهم من بعض، ويروي بعضهم عن بعض، ولقد وضع الصحابة رضوان الله عليهم وسائل متنوِّعة، استطاعوا بواسطتها أن يُبلِّغوا الحديث وينشروه؛ من أهم هذه الوسائل:

الوسيلة الأولى: الانتشار في الأمصار المفتوحة لتعليم أهلها وتأسيس المدارس العلمية بها:

انتشر الصحابة رضوان الله عليهم في الأمصار المفتوحة، واستوطنوها، ولم يرضوا أن يعيشوا في المدينة فقط، مع حبِّهم الشديد لها، فكانوا كلما فتحوا بلدًا أقام فيه بعضهم، يُدبِّرون أموره، وينشرون فيه الإسلام، ويُعلِّمون أهله القرآنَ الكريم والسُّنة النبوية، كما كان الخلفاء يُمِدُّون البلاد المفتوحة بالعلماء من الصحابة، فكان أهل هذه البلاد يَلتفُّون حول الصحابة، ويتعلَّمون منهم؛ حتى تكوَّنت في هذه البلاد مراكزُ علمية عظيمة، انتقلت منها أنوارُ الإسلام إلى سائر الأرض.

 

وقد تعلَّم الصحابة رضوان الله عليهم من نبيهم صلى الله عليه وسلم أنهم ينبغي أن يذهبوا إلى الناس لدعوتهم، ولا ينتظروا مجيء الناس إليهم؛ حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل رسلَه إلى كافة البلاد لنشر الإسلام وتعليم المسلمين، ففي حديث ضمام بن ثعلبة رضي الله عنه قال: أتانا رسولُك، فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك...؛ الحديث[6]، وبعث معاذًا رضي الله عنه إلى اليمن[7]، وهذا أمرٌ معروفٌ مشهور، فانتشر الصحابة في البلاد المفتوحة يُعلِّمون القرآن، وينشرون العلم، ويُبلِّغون الحديث:

فكان في مكة: عبدالله بن عباس، وعتَّاب بن أَسِيد، والحكم بن أبي العاص، وعثمان بن أبي طلحة، وغيرهم رضوان الله عليهم.

وكان في الكوفة: علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وعبدالله بن مسعود، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعمار بن ياسر، وغيرهم رضوان الله عليهم.

 

وكان في البصرة: أنس بن مالك، وأبو موسى الأشعري، وعمران بن حصين، ومَعقِل بن يسار، وأبو بَرزة الأسلمي، وغيرهم رضوان الله عليهم.

وكان في الشام: عبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، وأبو عبيدة بن الجراح، وبلال بن رباح، ومعاذ بن جبل، وغيرهم رضوان الله عليهم.

 

وكان في مصر: عمرو بن العاص، والزبير بن العوام، وعبدالله بن عمرو، وعُقبة بن عامر الجهني، وأبو بصرة الغِفاري، وغيرهم رضوان الله عليهم.

وكان في المغرب والأندلس: المِسْوَر بن مَخْرَمة، وسَلَمة بن الأكوع، والمِقداد بن الأسود، وبلال بن حارث، وجَبَلة بن عمرو، وغيرهم رضوان الله عليهم.

 

وكان في اليمن: معاذ بن جبل، وأبو موسى الأشعري، وغيرهما رضي الله عنهما.

وكان في خراسان: بُريدة بن الحصيب الأسلمي، والحكم بن عمرو الغِفاري، وغيرهما رضي الله عنهما.

 

وكانت المدينة مجمعَ الصحابة رضوان الله عليهم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسكنها بعده خلقٌ كثيرٌ؛ من أشهرهم: أبو هريرة، وجابر بن عبدالله، وزيد بن ثابت، وأبو سعيد الخدري، وعبدالله بن عمر، وغيرهم رضي الله عنهم جميعًا.

 

وهذا دليلٌ واضحٌ على أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لم يفتحوا البلاد طلبًا لمغنَم، أو بحثًا عن مال؛ وإنما فتحوها لينشروا فيها الإسلام، ويرفعوا بين جنباتها رايةَ التوحيد، مستعينين على ذلك بالقرآن الكريم والسُّنة النبوية المطهرة.

 

الوسيلة الثانية: الحرص على تحديث السامعين بما يُنَاسِب أفهامهم: لأن مخاطبة السامع بما لا يفهمه قد تكون سببًا لتكذيبه النص؛ ولذلك:

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "حدِّثوا الناس بما يعرفون؛ أتُحِبُّونَ أن يُكَذَّب اللهُ ورسوله صلى الله عليه وسلم؟!"[8].

وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "ما أنتَ بمحدِّثٍ قومًا حديثًا لا تبلغه عقولُهم، إلا كان لبعضهم فتنة"[9].

 

وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "حفِظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وِعاءَين؛ فأما أحدهما، فبثثتُه، وأما الآخر، فلو بثثتُه قُطِع هذا البُلعُوم"[10].

 

قال الذهبي: هذا دالٌّ على جواز كتمانِ بعض الأحاديث التي تُحَرِّك فتنةً في الأصول أو الفروع، أو المدح والذم، أما حديثٌ يتعلَّق بحلٍّ أو حرام، فلا يحل كتمانه بوجهٍ، فإنه من البيِّنات والهدى، وكذا لو بثَّ أبو هريرة رضي الله عنه ذلك الوعاءَ لأُوذِي، بل لقُتِل، ولكن العالِم قد يُؤدِّيه اجتهاده إلى أن ينشر الحديث الفلاني إحياءً للسُّنة، فله ما نوى، وله أجرٌ وإن غلط في اجتهاده[11].

 

فمِن الحكمة أن يُحَدِّث العالِمُ الناسَ بما ينفعهم وتُدرِكه عقولهم، وأن يُخاطِبهم بما يفهمون ويعرِفون، فليس كل ما يُعرَف يُقَال، وليس كل ما يُقَال حضر أهله، وليس كل مَن حضر أهله حضر وقته، والوعاء الذي كان يكتمه أبو هريرة رضي الله عنه هو: الحروب، والفتن، والملاحم، وما وقع بين الناس من الحروب، والقتال وما سيقع[12].

 

وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه يُكني عن بعض ما يكتم ولا يُصَرِّح به؛ خوفًا على نفسه من أمراء السوء، كقولِه رضي الله عنه: "أعوذ بالله من رأس الستين، وإمارة الصبيان"؛ يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية؛ لأنها كانت سنة ستين من الهجرة، وقد استجاب الله عز وجل دعاءه، فمات قبلها بقليل[13].

 

لذلك أمسك الصحابة رضوان الله عليهم عن التحديث بما يكون ذريعةً للتقصير والتهاون بسبب قصور النظر، أو يكون سُلَّمًا لأهل الأهواء والبدع ومَن هو على شاكلتهم؛ حتى لا تكون فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير.

 

فكان الصحابة رضوان الله عليهم علماء حكماء، يُخاطبون الناس على قدر عقولهم، ولا يكلِّفونهم فوق طاقتهم؛ ولذلك أحبَّ التابعون العلم، وأقبَلوا على الحديث يسمَعونه ويحفظونه، ويبلِّغونه بدَورهم إلى مَن جاء بعدهم.

 

الوسيلة الثالثة: تخوُّلهم بالموعظة خشيةَ السآمة:

اتَّبع الصحابة رضوان الله عليهم نفسَ المنهج التربوي الذي اتَّبعه النبي صلى الله عليه وسلم معهم، فكانوا لا يُثْقِلون على تلاميذهم في الموعظة؛ حتى لا يقعوا في الملل.

 

عن أبي وائل شقيق بن سلمة أنَّه قال: كان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يُذَكِّر النَّاسَ في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبدالرحمن، لوددتُ أنَّك ذَكَّرْتنا كل يومٍ، قال: أمَا إنه يمنعني من ذلك أنِّي أكرهُ أن أُمِلَّكُم، وإني أتخوَّلُكُم بالموعظة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بها؛ مخافة السآمة علينا[14].

 

وأوصى ابن عباس رضي الله عنه عكرمةَ قائلًا: "حدِّثِ الناسَ كلَّ جمعة مرة، فإن أبيتَ فمرتينِ، فإن أكثرتَ فثلاث مرار، ولا تُمِلَّ الناسَ هذا القرآنَ"[15].

ولقد ترتَّب على اتِّباع هذا الأسلوب الحكيمِ في التعليم أنْ أقبَل طلاب العلم على الصحابة الكرام يسمعون منهم بشغفٍ شديد، ويحفظون ما يسمعون؛ ممَّا ساعد على حفظ السُّنة.

 

الوسيلة الرابعة: استغلال الأوقات المناسبة لتحديث الناس وتعليمهم:

فكما كانوا يتخوَّلونهم بالموعظة؛ حتى لا يشُقُّوا عليهم، كانوا أيضًا يختارون الوقت المناسب للتحديث، وقد سبقت وصيَّة ابن عباسٍ رضي الله عنه عكرمة قائلًا له: "ولا ألفينَّك تأتي القومَ وهم في حديثٍ من حديثهم فتقُص عليهم فتقطع عليهم حديثهم فتُملهم، ولكن أنصِت، فإذا أمَرُوك فحدِّثهم وهم يشتهونه"[16].

 

• بل كانوا يترقَّبون الأوقات التي يشتهي فيها التلاميذُ السماع، ويكونون مهيَّئين لذلك؛ فعن عاصم بن محمد عن أبيه قال: رأيتُ أبا هريرة رضي الله عنه يخرج يوم الجمعة، فيقبض على رمانتي المنبر، قائمًا ويقول: حدثنا أبو القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق، فلا يزال يُحدِّث حتى إذا سمع فتح باب المقصورة لخروج الإمام للصلاة جلس[17].

 

الوسيلة الخامسة: عقد مجالس للتحديث:

من الوسائل التي استخدمها الصحابة رضوان الله عليهم لتبليغ الحديث أن يعقدوا مجالسَ خاصَّة للتحديث، يعرفها الطلاب ويحضُرون إليها متهيِّئين مستعدِّين للسَّماع والحفظ، وهذه الأمثلة تُؤكِّد ذلك:

1- كان مِن أشهر مَن يجلسون للتحديث راويةُ الإسلام أبو هريرة رضي الله عنه؛ فعن محمد بن عمرو بن حزم أنه قعد في مجلسٍ فيه أبو هريرة رضي الله عنه يحدِّثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنكِره بعضهم ويَعرِفه البعض، حتى فعل ذلك مرارًا، قال: فعرَفتُ يومئذٍ أن أبا هريرة رضي الله عنه أحفظُ الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[18].

 

وروى عاصم بن محمد عن أبيه قال: رأيتُ أبا هريرة رضي الله عنه يخرج يوم الجمعة، فيقبض على رمانتي المنبر، قائمًا ويقول: حدثنا أبو القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق، فلا يزال يُحدِّث حتى إذا سمع فتح باب المقصورة لخروج الإمام للصلاة جلس[19].

 

وعن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقوم كل خميسٍ فيُحدِّثهم[20].

وعن مكحولٍ قال: تواعَد الناس ليلةً إلى قُبَّةٍ من قباب معاوية رضي الله عنه، فاجتمعوا فيها، فقام فيهم أبو هريرة رضي الله عنه يُحدِّثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح[21].


2- عن أبي وائل شقيق بن سلمة أنَّه قال: كان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يُذَكِّر النَّاس في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبدالرحمن، لوددتُ أنَّك ذَكَّرْتنا كل يومٍ، قال: أمَا إنه يمنعني من ذلك أنِّي أكرَه أن أُمِلَّكُم، وإني أتخوَّلُكُم بالموعظة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بها؛ مخافة السآمة علينا[22].

 

3- عن هلال بن يساف قال: قدمتُ البصرة فدخلتُ المسجد، فإذا أنا بشيخٍ أبيض الرأس واللحية، مستندًا إلى أسطوانة في حلقةٍ يُحدِّثهم، فسألتُ: مَن هذا؟ قالوا: عمران بن حصينرضي الله عنه[23].


4- عن سليم بن عامر قال: كان أبو أُمامة رضي الله عنه إذا قعَدنا إليه يجيئنا من الحديث بأمرٍ عظيم، ويقول للناس: اسمَعوا واعقِلوا، وبلِّغوا عنَّا ما تسمَعون، قال سليم: بمنزلة الذي يُشْهِد على ما علم[24].


5- عن خَرَشَة بن الحُرِّ قال: كنتُ جالسًا في حلقةٍ في مسجد المدينة قال: وفيها شيخٌ حسن الهيئة - وهو عبدالله بن سلَام رضي الله عنه- قال: فجعل يُحدِّثهم حديثًا حسنًا، قال: فلمَّا قام، قال القوم: مَن سرَّه أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا...؛ الحديث[25].


الوسيلة السادسة: خُطَب الجمعة والمناسبات:

لا شكَّ أن خطب الجمعة والعيدين والاستسقاء والمناسبات المختلفة كانت وسيلةً من وسائل تبليغ السُّنة؛ وذلك لأن الصحابي كان يصعَد المنبر فيحدِّثهم عن القرآن والسُّنة، والمستمعون مُهَيَّؤون للتلقِّي والحفظ؛ وهذه بعض الأمثلة المؤكِّدة لذلك:

1- عن قيس بن أبي حازم أنه حدَّث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه خطب فقال: يا أيُّها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾ [المائدة: 105]، وإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا المُنْكَرَ بَيْنَهُمْ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ، يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ))[26].


2- عن عَلقمة بن وقَّاص الليثي قال: سمعتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنياتِ، وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمَن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه))[27].


3- عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعتُ عثمان رضي الله عنه وهو على المنبر يقول: إني كتمتُكم حديثًا سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كراهيةَ تفرُّقكم عنِّي، ثم بدا لي أن أحدِّثكموه ليختار امرؤٌ لنفسه ما بدا له، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((رِباطُ يومٍ في سبيل الله خيرٌ مِن ألف يوم فيما سواه من المنازل))[28].


4- عن رِبْعي بن حِراشٍ أنه سمع عليًّا رضي الله عنه يخطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تكذِبوا عليَّ؛ فإنه مَن يكذِبْ عليَّ يَلِجِ النار))[29].


وخُطَب الصحابة رضوان الله عليهمالتي ضمَّنوها أحاديثَ عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرةٌ جدًّا، وهكذا كانت الخُطَب إحدى الوسائل التي استخدمها الصحابة رضوان الله عليهملنقل السُّنة إلى غيرهم.


الوسيلة السابعة: قيامهم بواجب الفتوى:

كان مِن الطبيعي أن يلتفَّ التابعون حول الصحابة رضوان الله عليهم، يسألونَهم عمَّا يحتاجون إلى معرفتِه من أمور دينهم، وكان الصحابة رضوان الله عليهميُجِيبون عليهم، ويَذكُرون لهم في أغلب الأحيان مأخَذ الفتوى من قرآن أو سُنة، فيتلقَّى التابعون الفتوى والأحاديث النبوية، وهذه بعض الأمثلة الدالة على ذلك:

1- عن سعيد بن أبي الحسن قال: كنتُ عند ابن عباسٍ رضي الله عنه إذ أتاه رجلٌ فقال: يا بن عبَّاس، إني إنسان إنما معيشتي من صَنْعَة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير، فقال ابن عباس رضي الله عنه: لا أُحدِّثك إلا ما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعتُه صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن صوَّر صورةً، فإن الله مُعذِّبه حتى ينفخَ فيها الروح، وليس بنافخٍ فيها أبدًا))، فرَبَا[30] الرجلُ ربوةً شديدةً واصفرَّ وجهه، فقال رضي الله عنه: ويحكَ، إن أبيتَ إلا أن تصنع، فعليك بهذا الشجر؛ كل شيءٍ ليس فيه رُوح[31].


2- عن عمرو بن دينار قال: سأَلْنا ابنَ عمر رضي الله عنه عن رجلٍ طاف بالبيت للعمرة ولم يَطُفْ بين الصفا والمروة، أيأتي امرأته؟ فقال رضي الله عنه: قَدِم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعًا، وصلَّى خلف المقام ركعتينِ، وطاف بين الصفا والمروة، وقد كان لكم في رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أُسوةٌ حسنة[32].


3- عن عاصم بن سليمان الأحول قال: سألتُ أنسَ بن مالك رضي الله عنه عن القُنوت، فقال: قد كان القنوتُ، قلتُ: قبل الركوع أو بعده؟ قال: قبله، قال: فإن فلانًا أخبرني عنك أنك قلتَ: بعد الركوع؟ فقال: كذَب؛ إنما قَنَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرًا، أُراه كان بعث قومًا يُقال: لهم القُرَّاء - زُهاء سبعين رجلًا - إلى قومٍ من المشركين دون أولئك، وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدٌ، فقنَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا يدعو عليهم[33].


وقد شكَّلت هذه الأجوبة والفتاوى والأقضية مادةً كثيرةً في مختلف أبواب كتب السنُّة، ويبعُد أن ينسى هذه الحوادثَ مَن وقعت له؛ لأنها جزءٌ من حياته، وواقعة بارزة من وقائع عمره، وهكذا كانت الفتوى إحدى الوسائل التي نقل الصحابة رضوان الله عليهم بواسطتها السُّنة النبوية إلى مَن بعدهم، قال ابن حجر: كَثُرت أحاديث ابن عمر رضي الله عنه؛ لكثرة من كان يسأله ويستفتيه[34].



[1] راجع في هذا الموضوع: علوم الحديث؛ لابن الصلاح، صـ: 313 وما بعدها، وفتح المغيث؛ للسخاوي 3/ 147.

[2] أخرجه البخاري في صحيحه بلفظه، كتاب الصلح، باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس، 5/ 353، رقم: 2692، ومسلم في صحيحه بنحوه، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الكذب وبيان المباح منه
4/ 2011، رقم: 2605.

[3] أخرجه أحمد في مسنده 18/ 491، رقم: 27149، والنسائي في عمل اليوم والليلة، باب ما يُستحب للإنسان أن يقرأ كل ليلة، صـ: 422، رقم: 673، كلاهما بلفظه، وللمتن شاهد أخرجه: البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، كتاب فضائل القرآن، باب فضل قل هو الله أحد، 8/ 675، رقم: 5013، ومسلم من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة قل هو الله أحد، 1/ 556، رقم: 811.

[4] راجع في هذا الموضوع: فتح المغيث للسخاوي 3/ 154 وما بعدها.

[5] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾ [الكهف: 54]، 8/ 260، رقم: 4724.

[6] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب السؤال عن أركان الإسلام، 1/ 41، رقم: 12.

[7] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة، 3/ 307، رقم: 1395، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، 1/ 51، رقم: 19، كلاهما بلفظه.

[8] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب من خصَّ بالعلم قومًا دون قومٍ كراهية ألَّا يفهموا، 1/ 272، رقم: 127.

[9] أحرجه مسلم في مقدمة صحيحه، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع، 1/ 11.

[10] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب حفظ العلم، 1/ 258، رقم: 120.

[11] سير أعلام النبلاء 2/ 597.

[12] البداية والنهاية 8/ 101.

[13] راجع: فتح الباري 1/ 273.

[14] أخرجه البخاري في صحيحه بلفظه، كتاب العلم، باب مَن جعل لأهل العلم أيامًا معلومة، 1/ 197، رقم: 70، ومسلم في صحيحه بنحوه، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب الاقتصاد في الموعظة، 4/ 2173، رقم: 2821.

[15] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب ما يكره من السجع في الدعاء، 11/ 142، رقم: 6337.

[16] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب ما يكره من السجع في الدعاء، 11/ 142، رقم: 6337.

[17] أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب معرفة الصحابة، 3/ 512، وقال: صحيح الإسناد ولم يُخرجاه، ووافقه الذهبي، قلت: إسناده حسن؛ رجاله كلهم ثقات سوى أحمد بن كامل القاضي، فيه ضعف من قبل حفظه، ينزله إلى درجة الصدوق، فيحسن حديثه ما لم يخالف، قال الذهبي: ليَّنه الدارقطني، وقال: كان متساهلًا، ومشَّاه غيره، وكان من أوعية العلم، كان يَعْتَمِدُ على حفظه فَيَهَمُ؛ ميزان الاعتدال 1/ 129، رقم: 521، وقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الصلوات، باب الحديث يوم الجمعة قبل الصلاة، 1/ 468، رقم: 5410، بسنده عن هلال بن أبي هلال المدني قال: كان أبو هريرة رضي الله عنه يحدثنا يوم الجمعة حتى يخرج الإمام، وإسناده حسن؛ فيه محمد بن هلال بن أبي هلال المدني، صدوق؛ تقريب التهذيب 2/ 558، رقم: 6624، وأبوه هلال بن أبي هلال المدني، مقبول؛ تقريب التهذيب، 2/ 641، رقم: 7630، وقد توبع كما في الرواية السابقة.

[18] المستدرك للحاكم كتاب معرفة الصحابة 3/ 511، والتاريخ الكبير للبخاري 1/ 186، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 45، قلت: إسناده حسن؛ فيه إسماعيل بن أبي أويس، صدوق؛ تقريب التهذيب 1/ 52 رقم: 496، وعبدالرحمن بن أبي الزناد، صدوق؛ تقريب التهذيب 1/ 335 رقم: 3970.

[19] سبق تخريجه قريبًا.

[20] أخرجه الخطيب في الجامع 2/ 64 رقم: 181.

[21] الخطيب في الجامع 2/ 67 رقم: 1190، وحلية الأولياء 8/ 276، قلت: إسناده ضعيف؛ رجال الإسناد ثقات إلا أنه منقطع؛ لأن مكحولًا لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه.

[22] أخرجه البخاري في صحيحه بلفظه، كتاب العلم، باب من جعل لأهل العلم أيامًا معلومة، 1/ 197، رقم: 70، ومسلم في صحيحه بنحوه، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب الاقتصاد في الموعظة 4/ 2173، رقم: 2821.

[23] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى، 4/ 353، والطبراني في المعجم الكبير، 18/ 104، وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح؛ مجمع الزوائد 9/ 371، قلت: إسناده صحيح، ورجاله ثقات.

[24] أخرجه الدارمي في مقدمة سننه بلفظه، باب البلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعليم السنن، 1/ 146، رقم: 544، والطبراني في المعجم الكبير، 8/ 160، رقم: 7673، نحوه، وقال الهيثمي: سنده حسن؛ مجمع الزوائد، 1/ 140، قلت: إسناد الدارمي صحيح، ورجاله ثقات، أبو المغيرة هو عبدالقدوس بن الحجاج، ثقة؛ تقريب التهذيب 1/ 362، رقم: 4270 وصفوان هو ابن عمرو بن هرم، ثقة؛ تقريب التهذيب، 1/ 256، رقم: 3015.

[25] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبدالله بن سلام رضي الله عنه 4/ 1931، رقم: 2484.

[26] أخرجه بلفظه: أحمد في مسنده 1/ 188، رقم: 53 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح، وأخرجه بألفاظٍ متقاربة: أبو داود في سننه، كتاب الملاحم، باب الأمر والنهي 4/ 120، رقم: 4338، والترمذي في سننه، كتاب الفتن، باب ما جاء في نزول العذاب إذا لم يُغَيَّر المنكر 4/ 69، رقم: 2175 وقال: هذا حديثٌ صحيح، وابن ماجه في سننه، كتاب الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2/ 1327، رقم: 4005، وصحَّحه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 2/ 367، رقم: 3236، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب التفسير، باب ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾ [المائدة: 105]، 6/ 338، رقم: 11157، قلت: إسناده صحيح ورجاله ثقات.

[27] أخرجه البخاري في صحيحه بلفظه، كتاب بَدْء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/ 15، رقم: 1، ومسلم في صحيحه بنحوه، كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات 3/ 1515، رقم: 1907.

[28] أخرجه الترمذي بلفظه، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل المرابط 3/ 252، رقم: 1673 وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وذكره الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/ 133، رقم: 1734 وحسَّنه، وبنحوه أخرجه: النسائي، كتاب الجهاد، باب فضل الرباط 6/ 40، وأحمد في مسنده، 1/ 366، رقم: 470 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح، والدارمي، كتاب الجهاد، باب فضل مَن رابط يومًا وليلة 2/ 277، رقم: 2424، والحاكم في المستدرك، كتاب الجهاد 2/ 68 وقال: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، قلت: إسناده صحيح ورجاله ثقات رجال الصحيح، عدا أبا صالح مولى عثمان، وقد وثَّقه ابن حبان؛ الثقات 4/ 136، والعجلي؛ الثقات صـ: 51، والهيثمي؛ مجمع الزوائد 1/ 297.

[29] أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه بلفظه، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، 1/ 9، والبخاري في صحيحه بنحوه، كتاب العلم، باب إثم مَن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم 1/ 241، رقم: 106.

[30] قال الخليل: ربا الرجل: أصابه نَفَسٌ في جوفه، وهو: الربو، والربوة، وقيل معناه: ذُعِرَ وامتلأ خوفًا؛ فتح الباري 4/ 486، والرَّبْوُ هو: التَّهيُّج، وتواتر النَّفَس الَّذِي يَعْرِضُ للمُسْرع في مشيه وحركته؛ النهاية في غريب الحديث 2/ 177.

[31] أخرجه البخاري في صحيحه بلفظه، كتاب البيوع، باب بيع التصاوير التي ليس فيها روح وما يكره من ذلك 4/ 485، رقم: 2225، ومسلم في صحيحه بنحوه، كتاب اللباس، باب تحريم تصوير صورة الحيوان، 3/ 1670، رقم: 2110.

[32] أخرجه البخاري في صحيحه بلفظه، كتاب الصلاة، باب قول الله تعالى: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125]، 1/ 595، رقم: 395، ومسلم في صحيحه بنحوه، كتاب الحج، باب ما يلزم من أحرم بالحج ثم قدم مكة من الطواف والسعي، 2/ 906، رقم: 1234.

[33] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوتر، باب القنوت قبل الركوع وبعده 2/ 568، رقم: 1002.

[34] فتح الباري 1/ 199.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (5)
  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (6)
  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (7)
  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (8)
  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (10)
  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (11)
  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (12)
  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (13)

مختارات من الشبكة

  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (15)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (14) نقد المرويات أو المتون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جهود الصحابة رضوان الله عليهم في خدمة السنة (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جهود الصحابة رضي الله عنهم في تدوين السنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جهود المرأة في خدمة السنة (مشروع خطة رسالة للماجستير)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • تعقيب على بحث جهود الأمة في خدمة القرآن الكريم من خلال مفهوم السنن الإلهية (PDF)(كتاب - موقع د. محمد بريش)
  • جهود علماء هراة في السنة وعلومها من القرن الأول إلى القرن السادس(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب