• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الثاني من سورة الأنبياء

تفسير الربع الثاني من سورة الأنبياء
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/1/2017 ميلادي - 26/4/1438 هجري

الزيارات: 10035

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

الربع الثاني من سورة الأنبياء


الآية 30: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ يعني ألم يَعلم الكفار ﴿ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا ﴾ أي كانتا مُلتصقتينِ لا فاصَل بينهما ﴿ فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾ أي فَصَلناهما بقدرتنا، وأنزلنا المطر من السماء، وأخرجنا النبات من الأرض، ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ ﴿ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ يعني أفلا يُصَدِّقون بما يشاهدونه من الآيات الدالة على استحقاق اللهِ وحده للعبادة، فيعبدوه وحده ولا يُشركوا به؟!

 

الآية 31: ﴿ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ ﴾ أي جبالاً راسية لتثبيت الأرض ﴿ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ﴾ أي حتى لا تميل بهم وتتحرك (إذ لو تَحَرَّكَتْ بهم: ما استقامَ العيشُ عليها، ولَتَهَدَّمَ ما عليها وتَساقط)، ﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا ﴾ أي جعلنا في الأرض طرقًا واسعة ﴿ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ أي ليهتدوا بهذه الطرق في الوصول إلى الأماكن التي يقصدونها، وليهتدوا أيضاً إلى توحيد خالقهم الذي أنعم عليهم بما فيه مصلحتهم.


الآية 32: ﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا ﴾: أي جعلنا السماء سقفًا للأرض، وجعلناها أيضاً محفوظة من السقوط، ومن اختراق الشياطين لها، ﴿ وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ﴾ أي: والكفار غافلون عن التفكر في آيات السماء، إذ لو تفكروا فيها لاَستدلوا بها على توحيد اللهِ تعالى وقدرته وعِلمه وحِكمته، (واعلم أن المقصود بآيات السماء: الشمس والقمر والنجوم).


الآية 33: ﴿ وَهُوَ ﴾ سبحانه ﴿ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ ﴾ لراحتكم، ﴿ وَالنَّهَارَ ﴾ لتطلبوا فيه الرزق، ﴿ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾ خَلَقهما سبحانه لإضاءة الأرض، ولتعرفوا الأيام والشهور، وغير ذلك مِن مَنافعكم، ﴿ كُلٌّ ﴾ مِن الشمس والقمر ﴿ فِي فَلَكٍ ﴾ أي في مَدار خاص بهم، ﴿ يَسْبَحُونَ ﴾ أي يَجرونَ في هذا المدار ولا يخرجونَ عنه، (إذ لو خرجتْ الأجرام السماوية مِن مَدارها، لَوَقَعَ التصادم بينهم، ولَحَدَثَ تدميرٌ للعوالم كلها، فسبحان العليم الحكيم القادر).

 

الآية 34: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ - يا محمد - ﴿ الْخُلْدَ ﴾ أي دوام البقاء في الدنيا، ﴿ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾ بعدك؟! لا يكونُ هذا أبداً، (إذاً فلا معنى لأن يَنتظروا بك الموت حتى يتخلصوا مِن دَعْوتك ويَشمتوا بك).

 

الآية 35: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ أي ستذوق مَرارة مُفارقة الروح للجسد، ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ ﴾ يعني: ونختبركم بما تظنونه شراً (كالفقر والمرض)، و بما تظنونه خيراً (كالغِنى والصحة)، وقد جعلنا هذا الابتلاء ﴿ فِتْنَةً ﴾ أي اختباراً يُظهِر الصابر الشاكر من الساخط الجاحد، ﴿ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ بعد موتكم للحساب والجزاء.


الآية 36: ﴿ وَإِذَا رَآَكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ - أيها الرسول - ﴿ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا ﴾ أي ما يتخذونك إلا استهزاءً وسخرية، إذ يُشيرونَ إليك قائلين: ﴿ أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آَلِهَتَكُمْ ﴾: يعني أهذا الرجل هو الذي يَسُبُّ آلهتكم ويَذكر عيوبها؟!، ﴿ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴾: يعني: وهُم جاحدونَ بما أنزله الرحمن من القرآن والهدى.

♦ والمقصود من الآية: كيف يتألمون لذِكر آلهتهم بسوء (وهي تستحق السُوء فعلاً لعَجزها ونَقصها)، ولا يتألمون لجحودهم بإلوهية ربهم الرحمن (الذي يَستحق العبادة وحده)، حتى إنهم أنكروا أن يكون "الرحمن" اسماً لله تعالى؟!، إنّ هذا لَغاية الجهل والغرور وسُوء الفَهم.

 

الآية 37: ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾: أي خُلِقَ الإنسان عَجولاً يَستعجل وقوع الأشياء (وإن كانت تحمل له ضرراً)، وقد استعجل المؤمنون عقوبة الله للكافرين، واستعجلت قريشٌ العذابَ تكذيباً وعِناداً، فقال الله لهم: ﴿ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي ﴾: أي سأريكم العذاب الذي وعدتكم به في آياتي القرآنية (ومِن ذلك ما حصل لهم يوم بدر) ﴿ فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴾، (واعلم أنه قد دخل كثيرٌ منهم في الإسلام بسبب هذا الإمهال، فسبحان الحليم الحكيم).

♦ ولَعَلّ قوله تعالى: ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾ فيه إشارة إلى تَمَكُن هذا الوصف من الإنسان، إلا مَن رحمه الله وحَلاَّهُ بالحِلم والصبر.

 

الآية 38، والآية 39: ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ أي: متى يحصل هذا العذاب الذي تَعِدُنا به يا محمد، إن كنت صادقاً أنت ومَن اتَّبعك؟، فرَدَّ اللهُ عليهم بقوله: ﴿ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ أي لو يعلمون ما ينتظرهم من العذاب في جهنم ﴿ حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ ﴾ أي عندما لا يستطيعون أن يدفعوا النار عن وجوههم ﴿ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ ﴾ ﴿ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ أي: ولا يجدون لهم ناصرًا يُنقذهم من هذا العذاب، (لو يعلمون ذلك، ما استعجلوا عذابهم، وَلَتابوا مِن شِركهم وعِصيانهم).


الآية 40: ﴿ بَلْ تَأْتِيهِمْ ﴾ النار ﴿ بَغْتَةً ﴾ أي فجأة ﴿ فَتَبْهَتُهُمْ ﴾ أي فيَتحيَّرون عند ذلك، ويَخافون خوفًا عظيمًا، ﴿ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا ﴾: أي فحينئذٍ لا يستطيعون دَفْعَ العذاب عن أنفسهم ﴿ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴾ أي: ولا يُمْهَلون للتوبة والاعتذار.


الآية 41: ﴿ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ أي استَهزأ المشركون السابقون بالعذاب الذي وَعَدَتْهم به رُسُلُهم، ولكنّ رُسُلهم صبروا على استهزائهم  ﴿ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ أي فأحاط بهم العذاب الذي كانوا يَسخرون منه، فلم يستطيعوا الفرار، (وفي هذا تصبير للرسول صلى الله عليه وسلم على ما يَلقاهُ مِن استهزاء قريش واستعجالهم بالعذاب).

 

الآية 42: ﴿ قُلْ ﴾ - أيها الرسول - لهؤلاء المستعجلين بالعذاب: ﴿ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾ يعني: مَن يَحفظكم ويَحرسكم - في ليلكم ونهاركم - مِن عذاب الرحمن إذا نزل بكم؟ (والجواب: لا أحد يستطيع أن يَرُدّ عذاب الله عنكم)، إذاً فلماذا لا تتوبون إليه بتوحيده وطاعته؟ ﴿ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ ﴾ يعني: بل هم عن مواعظ القرآن وحُجَجه مُعرضون، فلا يَستمعون إليها ولا يتفكرون فيها، (وهذا هو السبب في عدم استجابتهم للحق).

 

الآية 43: ﴿ أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا ﴾ أي تَمنعهم مِن عذابنا؟! ﴿ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ ﴾: يعني إنَّ آلهتهم لا يستطيعون أن ينصروا أنفسهم، فكيف يَنصرون عابِدِيهم؟ ﴿ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ ﴾ أي ولا يجدون مَن يُنقذهم مِن عذابنا.

 

الآية 44: ﴿ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ ﴾ الكفار ﴿ وَآَبَاءَهُمْ ﴾ بالأموال والبنين ﴿ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ﴾ أي حتى طالت أعمارهم وهُم في هذه النعم، فظنوا أنها لا تزول عنهم، واغترَّوا بإمهال الله لهم، واستمَرّوا على كُفرهم، وأعرَضوا عن تدبرّ حُجَج ربهم، ونسوا ما حدث للمكذبين قبلهم، ﴿ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾؟ أي نُنقِص أرض الكفر، (وذلك بإهلاك قرى الكافرين، وبدخول أهل الجزيرة في الإسلام بلداً بعد الآخر، وبفتح بلاد المشركين وإلحاقها ببلاد المسلمين) ﴿ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾: يعني أيَستطيع كفار مكة الخروج عن قدرة الله تعالى أو الامتناع عن الموت؟! (والجوابُ: لا، بل الله تعالى هو الغالب، حيث مَكَّنَ لرسوله وللمؤمنين فَتْح مكة ودخول كثيرٍ مِن أهلها في الإسلام).

 

الآية 45: ﴿ قُلْ ﴾ لهم - أيها الرسول -: ﴿ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ ﴾ يعني: إنّ العذاب الذي أُخوِّفكم به هو وَحْيٌ أوحاه اللهُ إليّ وأمَرني بإبلاغه لكم، ﴿ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ ﴾ أي: ولكنّ الكفار لا يسمعون هذا الإنذار سماع تدبُّر وانتفاع، وذلك بسبب حُبِّهم للباطل الذي هم عليه، (لأنّ حُبّ الشيء قد يُعمِي صاحبه حتى لا يرى إلا ما أحَبَّه، ويَصُمَّه بحيث لا يَسمعُ شيئاً غيره).

 

الآية 46: ﴿ وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ ﴾ يعني: وإذا أصاب الكفارَ قدْرٌ قليل مِن عذاب الله يوم القيامة ﴿ لَيَقُولُنَّ ﴾ - صارخينَ نادمينَ -: ﴿ يَاوَيْلَنَا ﴾ يعني يا هَلاكنا (والمقصود أنهم يَدعون على أنفسهم بالهلاك والموت حتى يستريحوا من هذا العذاب) ﴿ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ أي ظلمنا أنفسنا بالشرك والمعاصي والتكذيب والعناد، فعرَّضناها بذلك للخُسران والعذاب.


الآية 47: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾: أي يضع اللهُ الميزانَ العادل للحساب في يوم القيامة ﴿ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ﴾   ﴿ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ﴾ يعني: وإنْ كان هذا العمل قدْرَ ذرةٍ مِن خير أو شر: يضعها الله في ميزان صاحبها ﴿ وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ أي: وكفى بالله تعالى مُحصِيًا لأعمال عباده، ومُجازيًا لهم عليها.

♦ ويُحتمَل أن يكون اللهُ تعالى قد ذَكَرَ لفظ ﴿ الْمَوَازِينَ ﴾ بصيغة الجمع، إشارة إلى أنّ لكل عبد ميزان خاص به، ويُحتمَل أيضاً أن يكون ميزاناً واحداً توزن فيه أعمال العباد جميعاً، وإنما يَختلف الوزن باختلاف الأعمال الموزونة، واللهُ أعلم.

 

الآية 48، والآية 49: ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ ﴾: يعني أعطينا موسى وهارون حُجَّةً نَصرناهما بها على عدوهما، وأعطينا موسى كتابًا - وهو التوراة - فَرَقْنا به بين الحق والباطل والشرك والتوحيد، ﴿ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ ﴾: أي: وكانت التوراة نورًا وموعظة يَهتدي بها المتقون ﴿ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ ﴾ أي الذين يخافون عقاب ربهم وهُم لا يرونه في الدنيا، فلا يَعصونه بترك واجب ولا بفعل حرام، ﴿ وَهُمْ مِنَ ﴾ أهوال ﴿ السَّاعَةِ ﴾ التي تقوم فيها القيامة ﴿ مُشْفِقُونَ ﴾ أي خائفون حَذِرون.


الآية 50: ﴿ وَهَذَا ﴾ القرآن هو ﴿ ذِكْرٌ مُبَارَكٌ ﴾ أي عظيم النفع لمن قرأه وتذكَّر به، وعَمِلَ بأوامره واجتنب نَواهيه، وقد ﴿ أَنْزَلْنَاهُ ﴾ على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، (وفي هذا ردٌ على قول المشركين في أول السورة: ﴿ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴾، فقد أعطى اللهُ تعالى محمداً القرآن كما أعطى موسى التوراة)، ﴿ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ﴾: يعني أتنكرونه أيها المشركون وهو في غاية البلاغة والوضوح؟!



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة الأنبياء
  • تفسير الربع الثالث من سورة الأنبياء
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأنبياء
  • تفسير الربع الأول من سورة الحج
  • تفسير سورة الأنبياء

مختارات من الشبكة

  • تفسير سور المفصل 212 - سورة الأعلى ج 1 - مقدمة لتفسير السورة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير السور المئين من كتاب رب العالمين تفسير سورة يونس (الحلقة السادسة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سور المفصل (34) تفسير سورة قريش (لإيلاف قريش)(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تفسير سورة المفصل ( 33 ) تفسير سورة الماعون(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
4- خاطرة في قوله تعالى: (خُلِقَ الإنسانُ مِن عَجَل)
هاني حمدي - مصر 29-01-2017 12:53 PM

في الآية تقرير حقيقة هامة وهي أن الإنسان مطبوع على العَجَلة، فلذلك مَن غَيَّرَ طبعه بالتربية فأصبح ذا أناة وتؤدة كان من أكمل الناس وأشرفهم

3- استفدت كثيراً
أحمد حسن عيد دياب - طوخ - جمهورية مصر العربية 29-01-2017 11:30 AM

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا لقد استفدتُ كثيراً من التفسير
الله يوفقكم

2- دعاء
عبد الله محمود - مدينة السلام / مصر 27-01-2017 05:00 PM

جزاكم الله عنا خيرا على هذا التفسير السهل البسيط

1- أعجبتني جداً هذه الجملة
بوسي محمد عفيفي - المرج - مصر 26-01-2017 05:00 PM

♦ والمقصود من الآية: كيف يتألمون لذِكر آلهتهم بسوء (وهي تستحق السُوء فعلاً لعَجزها ونَقصها)، ولا يتألمون لجحودهم بإلوهية ربهم الرحمن (الذي يَستحق العبادة وحده)، حتى إنهم أنكروا أن يكون "الرحمن" اسماً لله تعالى؟!، إنّ هذا لَغاية الجهل والغرور وسُوء الفَهم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب