• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

منهج تفسير المعنى في شرح دلالات الألفاظ

منهج تفسير المعنى في شرح دلالات الألفاظ
د. سيد مصطفى أبو طالب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/1/2017 ميلادي - 21/4/1438 هجري

الزيارات: 28851

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

منهج تفسير المعنى في شرح دلالات الألفاظ


يقصد به: "تلك الشروح اليسيرة التي قدمها الشراح لدلالات كثير من الألفاظ المفردة، تلك الشروح التي قد تساعد على فهم الدلالات الكلية للأحاديث، ولكنها تخلو من الاستقصاء للمكونات الدلالية لهذه الألفاظ، ولا تُعْنَى أيضاً بإيضاح الفروق بينها وبين الألفاظ الأخرى القريبة منها في المعنى.

ومن خلال النظر في كتب غريب الحديث - موضوع البحث - تبين أن هذا التفسير جاء على أشكال مختلفة، فمرة يكون التفسير بالترجمة، ومرة يكون بالنظير، ومرة بالضد. وبيان ذلك كما يأتي:

1- التفسير بالترجمة:

"وهو أن تفسر الكلمة بكلمة أخرى من اللغة نفسها، أو بأكثر من كلمة من اللغة نفسها كذلك".[1]

فقد اشتمل التعريف على نوعين، هما:

أ‌- أن تفسر الكلمة بما يرادفها أو بما يقاربها، وذلك بلفظ واحد.

ب‌- أن تفسر الكلمة بكلمتين أو أكثر، أي: شرح اللفظ شرحًا قصيرًا.

 

فمن النوع الأول

الكلمة

مرادفها

المرجع

اتَّذَا

انزَجَر

هر 2/ 124

الأَخْشَب

الجَبَل

هر 1/ 72

الجنبة

النَّاحِيَة

هر2/ 84

الدعابة

المزاح

هر 1/ 198

زويت

جمعت

هر 1/ 14

القُطْع

الرّبْو

هر2/ 310

مطى

مد

هر 1/ 2/ 13

 

الكلمة

مرادفها

المرجع

البُدْنة

الناقة

دينور 1/ 41

البَرِيد

الرَّسُول

دينور 2/ 9

التَّحِيَّات

المُلْك

دينور1/ 16

السَّام

الموت

دينور1/ 125

القَفْقَفَة

الرِّعْدَة

دينور 2/ 91

المِقَاط

الحَبْل

دينور 1/ 280

الوَرِق

الفِضة

دينور 1/ 77

 

الكلمة

مرادفها

المرجع

البَثّ

الشَّكْوَى

سر 1/ 170

الخِبّ

الجُرْبُوْ

سر 1/ 246

الدَّخِيل

الضَّيْف

سر 1/ 136

الذُغْلِبة

النَّعَامَة

سر 2/ 652

السُّفَّة

القُمْعَة

سر 3/ 984

الغُنْيَان

الغِنَى

سر3/ 970

القَبِيل

الكَفِيل

سر 2/ 678

المعَارَّة

التَّلبُّث

سر 1/ 664

الكلمة

مرادفها

المرجع

التَّسَاخِين

الخِفَاف

حر3/ 1034

التَّنُوفة

القَفْر

حر 3/ 942

الخلاق

النَّصِيب

حر 1/ 24

الرِّجْس

القَذَر

حر 1/ 14

الرَّمَاء

الزِّيَادَة

حر 1/ 71

السَّغَب

الجوع

حر 2/ 410

المسقِر

الصَّبِرُ

حر 2/ 387

الوهن

الضَّعْف

حر3/ 1056

 

الكلمة

مرادفها

المرجع

الكلمة

مرادفها

المرجع

التَّو

الوتر

خط 1/ 102

الفقع

الخراطيم

خط3/ 21

الجفير

الكنانة

خط 1/ 112

الكُرَى

القبور

خط 1/ 383

الفاثور

الخوان

خط 2/ 168

النَّطْل

الطَّحْل

خط 3/ 44

وغير ذلك كثير جدًّا.

 

ومن النوع الثاني

الكلمة

مرادفها

المرجع

الدَّغْر

غمز الحلق

هر 1/ 27

الرَّمِيَّة

الطريدة التي يرميها الصائد

هر 1/ 161

الضَّفَاطَة

ضعف الرأي والجهل

هر 2/ 38

العِقَال

صدقة عام

هر 2/ 3

الكُومَاء

الناقة العظيمة السنام

هر 1 / 415

المُؤَرَّبَة

المُوَفَّرَة التي لم ينقص منها شيء

هر 1/ 25

 

الكلمة

مرادفها

المرجع

الأَوْغَاب

أراذل الناس

دينور 2/ 215

تَكَتَّب

تحزَّم وجمع عليه ثيابه

دينور 2/ 147

الضَّغَابِيس

صِغَار القِثَّاء

دينور 1/ 71

العَيْشُومَة

نبتة من النبت ضعيف

دينور 2/ 357

مُشْعَان

مُنْتَفِش الشَّعْر

دينور 1/ 116

المُلْحد

العادل الجائر عن القصد

دينور 1/ 59

 

الكلمة

مرادفها

المرجع

الثَّبَج

وسط الظهر

حر 3/ 1181

الجِسْر

ما عُبِر عليه من قنطرة وغيرها

حر 1/ 13

الحَرَج

سرير الميت

حر 1/ 241

الفَتْخ

الأصابع المتفرقة

حر 3/ 1048

قِرَام

سِتْر رقيق

حر 2/ 376

النَّشْف

دخول الماء في الأرض

حر 2/ 808

 

الكلمة

مرادفها

المرجع

الخُلْبَة

شيء ينسج من الليف

سر 3/ 986

الدَّرَد

أن تسقط الأسنان

سر 1/ 125

السَّلْفَع

الجريء الجسور

سر 2/ 435

العريش

أهل البيت

سر 1/ 49

الفَرْوَة

الميسرة والغنى

سر 2/ 452

المَجْبُوبُة

التي قطع رأسها

سر 1/ 10

 

الكلمة

مرادفها

المرجع

الرَّذِمَة

الممتلئة التي تسيل

خط 3/ 162

العَائِرَة

السَّاقِطَة التي لا يعرف لها مالك

خط 1/ 480

القَوْز

الكَثِيب من الرمل

خط 1/ 198

الهِِمّ

الشَّيْخُ الفَانِي

خط 2/ 118

وغير ذلك كثير جدًّا..


ولعل هذين النوعين غير كافيين لبيان الدلالة بيانًا تامًا؛ لأنه من الممكن أن تكون "كل من الكلمتين المترادفتين غير مألوفة عند القارئ"[2] هذا في النوع الأول، ويكون التعريف في النوع الثاني غير واضح، أو تكون إحدى كلماته أو بعضها غامضة، فلا يكون ذلك وفاءً تامًا للمعنى.


2-التفسير بالنظير:

وهو شرح بعض دلالات الألفاظ بذكر المثيل، كأن يقال مثلاً: النَّفْجَة مثل الطَّفْرَة.

وقد جاءت الكلمات المفسرة على هذا النحو في كتب الغريب قليلة، وقد كان الشراح ينصون على هذا التناظر بقولهم: (-كـ -)، أو (- مثل -)، أو (- بمنزلة -)، أو – شبه -)، ويمكن بيان ذلك بالوقوف مع بعض ملاحظ هذا النوع الواردة في الشرح، كما يلي:

قال أبو عبيد: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من سأل وهو غني جاءت مسألته يوم القيامة خُدوشا أو خُموشا أو كُدُوحًا في وجهه... "[3]

قال أبو عبيد: الخُدوش في المعنى مثل الخُموش أو نحو منها.[4]، يعني أنها من المترادف أو شبهه.


وتفسير الشارح لفظ "الخدوش" بأنه مثل "الخموش" تفسير سلبي في بيان هذه الدلالة، بمعنى أن دلالة اللفظ الأول معلقة على فهم دلالة اللفظ الثاني، وكان الثعالبي أكثر تحديداً حيث جعلهما من المترادف فقال: الخدش والخمش: أثر الظفر.[5] فجمع بين الخدش والخمش، وفسرهما تفسيرًا واحدًا، وهو أثر الظفر، وذهب إلى مثل ذلك ابن منظور في اللسان فقال: والخموش: الخدوش.[6] وربما كان الأخير أعم لأن الخدش قد يعني: قشر الجلد بعود أو نحوه[7] وقد يتساويان في الدلالة فيقال: خدشت المرأة وجهها عند المصيبة،وخمشت، إذا ظفرت من أعالي حرّ وجهها، فأدمته، أو قشرته ولم تُدْمه.[8] فإذا كان الخدش كذلك؛ فإن الخمش مثله، أي: من الأثر الذي يتركه على اليدين، أما آلته فهي الظفر فيهما، وقد تكون عودًا أو نحوه في الخدش.

 

قال ابن قتيبة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما ذئبان عادِيان أصابا فَرِيقَة غَنَم أضاعَها ربُّها بأفْسَدَ فيها من حُب المَرء المال والشَّرَف لدِينه"[9]

الفَريقة القِطْعة من الغَنم،... قال أبو زيد: الفِزر من الضَّأْن ما بين العَشْر إلى الأربعين والصُبَّة من المعز مثل ذلك...[10]


بين الشارح معنى الفزر من الضأن، وهو ما بين العشر إلى الأربعين، ثم ذكر أن الصبة من المعز مثل الفِزر، فعلق فهم دلالة (الصبة) على فهم دلالة (الفزر)، وهذا تناظر أو تمثيل.

وقد شاركه في ذلك بعض اللغويين.

قال أبو عبيد: الفزر من الضأن: ما بين العشر إلى الأربعين، والصبة من المعز مثل ذلك.[11]

وقال الثعالبي: فصل في جماعات الضأن والمعز: إذا كانت الضأن ما بين العشر إلى الأربعين، فهي الفزر، والصبة من المعز مثل ذلك.[12]

وعلى ذلك، فإن معرفة معنى الفزر، تسوق إلى معرفة الصُّبَة، وكانا متناظرين لتساويهما في العدد، والجنس الذي هو الغنم، لكن يختص كل واحد منهما بنوع من ذلك الجنس، فأحدهما يكون في الضأن، والآخر يكون في المعز.


ومن ذلك ما ذكره الحربي: أَنَّ خَتَّانَةً خَفَضَتْ جَارِيَةً فَمَاتَتْ فَرُفِعَتْ إِلى عُمَرَ...[13]

وقوله: خَفَضَتْ جَارَيَةً: الخَفْضُ لِلْجَارِيَةِ بِمَنْزَلَةِ الخِتَانِ لِلْغُلاَمِ.[14]

فسر الحربي دلالة اللفظ بأنه بمنزلة الختان للغلام.

قال الخليل: وخفضت الجارية وختن الغلام.[15]

وقال ابن فارس: ويقال: خُتِن الغلام وأُعْذِر، وخُفِضَت الجارية.[16]

وعلى ذلك؛ فإن الوقوف على دلالة الختان، تؤدي إلى الوقوف على دلالة الخفض، فإن كان الختان يعني: موضع القطع من الذكر[17]؛ فإن الخفض يعني: موضع القطع من نواة الفرج، وكانا متناظرين لكونهما في موضع العفة من الإنسان، ومن فطرة الإسلام بإزالة ما يستغني عنه، لكن يختص أحدهما بالذكر والآخر بالأنثى.

 

وقال السرقسطي في حديث علي رضي الله عنه أنه قال: " ألا أخبركم عن أهل بيتي؟ أما عبد الله بن جعفر، فصاحب لهو، وأما الحسن بن علي، فصاحب جفنة، وفتى من فتيان قريش، لو قد التقت حَلْقَتَا الْبِطَاِن لم يُغْنِ عنكم في الحرب حِمَاَلة عصفور..."[18]

قال: البطان للبعير كالحزام للدابة.[19]

فسر الشارح دلالة (البطان) بذكر نظيره، وهو (الحزام للدابة).

قال الخليل: والبطان للبعير، كالحزام للدابة.[20] ولم يبين الخليل معنى الحزام للدابة، وهناك من زاد الأمر غموضًا، فقال: وحزام الدابة معروف.[21]

فإذا علم أن الحزام يجعل ليشد على بطن الدابة يمسك به الحمل؛ فإن البطان مثله.

 

قال الخطابي في حديث النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ البَقَرِ فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ" ويروى: " تَرْتَمُّ ". [22]

قوله: "ترم" و"ترتم"، أي: ترعى وتتناول بالمِرَمَّة، والمرمة لذوات الظلف بمنزلة الفم للإنسان، وهي المِقَمَّة أيضًا، ويقال له من ذوات الحافر: الجَحْفَلَة، ومن السباع: الخُرْطُوم.[23]

لقد فسر الشارح دلالة لفظ (المرمة) بذكر نظائرها، مثل، (الفم للإنسان)، و (الجحفلة لذوات الحافر)، و (الخرطوم للسباع).

وقد قرر هذا التناظر بين هذه الألفاظ بعض اللغويين.


قال ابن فارس: الشَفَةُ من الإنسان، والجمع: الشِفاهُ،قال بشر[24] (الوافر):

يُفَلِّجْنَ الشِّفَاهَ عَنُ اقْحُوَانٍ ♦♦♦ جَلاَهُ غِبَّ ساريةٍ قِطَارُ

وهُما من الإبل: المِشْفر. ومن ذواتِ الحافِرِ: الجَحْفَلَتانِ، ومن ذواتِ الأَظلافِ: المِقَمَّةُ، ومن الطائرِ غير الجارح: المِنْقارُ، ومن الجارح المِنْسَرُ، ومن الذباب: الذَّقط.[25]

قال الثعالبي: شَفَةُ الإنسانِ، مِشْفَر البَعِيرِ، جَحْفَلَةُ الفَرَسِ، خَطْمُ السَّبُعِ، مِقَمَّةُ الثَّوْرِ، مِرَمَة الشَاةِ، فِنْطِيسَةُ الخِنْزِيرِ، بِرْطِيلُ الكَلْبِ، مِنْسَرُ الجارِحِ، مِنْقَارُ الطَائِرِ.[26]


وعلى ذلك، فإن الوقوف على دلالة أي من هذه الألفاظ المنظّر بها، يبين دلالة اللفظ المنظَّر له (المرمة) فكلها تشترك في أنها في مقدمة آلة التناول للطعام والشراب، وتفترق في أن كلاًّ منها يخص جنسًا بعينه من المخلوقات الحيوانية، وله شكل يختلف عن نظيره، وعمل مختلف كذلك.


وأخيرًا: فهذا مظهر من مظاهر غنى اللغة العربية بألفاظها ودلالاتها، "فقد احتفظت العربية الفصحى في كل هذه الأمور بثروة لفظية كبيرة فحافظت بذلك على إحساس الإنسان الأول بأن العضو الواحد وإن خلق لوظيفة معينة في كل من الإنسان والحيوان والطير؛ فإن شكله المختلف وتكوينه المتباين عند كل من هذه الأنواع قد كان مبررًا كافيًا لدى هذا الإنسان الأول ليخالف التسمية باختلاف شكل المسميات".[27].


"ولعل مما قد يعيب هذا النوع من التفسير: أنه يُعَلّق فهمنا للفظ على فهمنا للفظ المنظّر به، وقد يكون هذا المنظّر به غير معروف لدى القارئ، فيفقد التناظر قيمته التفسيرية".[28]


3-التفسير بالضد:

ويقصد به: "التعبير عن معنى الكلمة بذكر ضدها أو خلافها"[29]، كأن يقال: الحق ضد الباطل، والحلو ضد المر... وهكذا.

وقد وردت بعض الملاحظ في الشرح مفسرة بهذه الطريقة، إلا أنها قليلة جدًّا. ومن ذلك:

قال الحربي في حديث النبي أنه َقَالَ: " لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللّهِ"[30]

وَقَوْلُهُ: لاَ يَضُرُّهُمْ مِنْ خَذَلَهُمْ: وَالخَذْلُ ضد النصرة، خَذَلَ يَخْذُلُ َخذْلانا وَخَذْلاً ورجل مَخْذُولٌ: تُرِكَ وحده، والخَاذِلُ من الوحش: التي تَخْذُل صواحبها فتنفرد مع ولدها.[31]

لقد فسر الشارح (الخذل) بأنه ضد النصرة، ويستفاد من ذلك أن معنى الخذل: الترك، أي ترك النصرة.

وقد شارك الشارحَ بعضُ اللغويين في تفسير هذا اللفظ بالضد.

 

قال الزمخشري: أعوذ بالله من خُذلانه. وهو خَذَّال لأصحابه، وخذول: غير نصور.[32]

وفي اللسان: الخاذل ضد الناصر.[33]

وعلى ذلك، فإنه إذا كان النصر: إعانة المظلوم[34]؛ فإن الخذل هو ترك إعانته ونصرته.

قال الزبيدي: خذل عنه خذلاً – بالفتح – وخِذلانًا – بالكسر-ترك نصرته.[35]

 

قال الحربي: " الاستكانة من الجزع" [36]

وجاء في الشرح: الاستكانة من الجزع، وهو ضد الصبر.[37]

لقد فسر (الجزع) بأنه ضد الصبر. وشاركه في ذلك التفسير بعض اللغويين.

قال الأزهري: قال الله ﻷ: ﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾ [المعارج/ 20، 21] والجزوع ضد الصبور على الشر، والجزع نقيض الصبر.[38]

وفي القاموس: والجَزَع -محركة- نقيض الصبر.[39]

وإذا علم أن الصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب، ونحوهما[40]، فإن الجزع هو التشكي لغير الله، وفعل هذه الأشياء المحرمة من لطم الخدود وغيرها.

قال السرقسطي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " ما من قوم جلسوا مجلسًا، فأطالوا الجلوس من غير أن يذكروا الله، ويصلوا على نبيهم؛ إلا كانت عليهم من الله تَرْحَةَ، إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم".[41]

التَّرَح: نقيض الفرح.[42]

فسر الشارح لفظ (التَّرَح) بأنه نقيض الفرح. وقد شاركه في ذلك كثير من اللغويين.[43] قال الثعالبي: الترح ضد الفرح.[44]

فإذا علم أن الفرح هو السرور؛ فإن الترح هو الحزن والهم.

ولا يسلم هذا النوع من النقد، وذلك لأن اللفظ المضاد قد يكون غير معروف أو غير مألوف لدى القارئ، فيزيد الأمر إبهامًا وتعقيدًا أو إلباسًا، كما أنه يعلق فهم دلالة اللفظ على فهم اللفظ المضاد له.



[1] المعاجم اللغوية في ضوء دراسات علم اللغة الحديث. د. محمد أحمد أبو الفرج (ص106).

[2] المعنى اللغوي (ص253).

[3] سنن الدارمي (كتاب الزكاة – باب من تحل له الصدقة) (1/ 472) (عبد الله بن عبد الرحمن أبي محمد الدرامي) تح/ فواز أحمد زمرلي، وخالد السبع العلمي. دار الكتاب العربي. بيروت. ط:1 – 1407هـ، وسنن الدارقطني (كتاب الزكاة – باب الغني الذي يحرم السؤال) (2/ 121) (علي بن عمر أبو الحسن الدار قطني) تح/ السيد عبد الله هاشم يماني المدني. دار المعرفة. بيروت. 1386هـ - 1994م، ومسند البزار (5/ 294). (البحر الزخار) للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتيكي البزار. مؤسسة علوم القرآن. بيروت، ومكتبة العلوم والحكم. المدينة المنورة. ط1. 1409هـ - 1988م.

[4] غريب أبي عبيد (1/ 117).

[5] فقه اللغة وسر العربية (ص107) لأبي منصور الثعالبي. حققه ورتبه/ مصطفى السقا وآخرون. سلسلة الذخائر تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة. القاهرة. 2008م.

[6] لسان العرب (خمش) (3/ 221).

[7] السابق (خدش) (31/ 37).

[8] تهذيب اللغة (خدش) (7/ 37) لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري. تح/ محمد عوض مرعب. دار إحياء التراث العربي. بيروت. 2001م.

[9] المستدرك على الصحيحين (كتاب معرفة الصحابة – باب مناقب عاصم بن عدي الأنصاري) (3/ 474) للحاكم النيسابوري تح/ مصطفى عبد القادر عطا. دار الكتب العلمية ط:1 – 1411هـ 1990م، والمعجم الكبير للطبراني (10/ 319)، وشعب الإيمان للبيهقي (7/ 267)، والآحاد والمثاني (4/ 7) لأحمد بن عمرو بن الضحاك أبي بكر الشيباني. تح د. باسم فيصل أحمد الجوابرة. دار الراية. الرياض. ط1. 1411 هـ -1991م.

[10] غريب ابن قتيبة (1/ 189).

[11] الغريب المصنف (3/ 902) لأبي عبيد القاسم بن سلام تح د. محمد المختار العبيدي. المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون، ودار سحنون للنشر والتوزيع. ط:1 – 1460هـ - 1996م.

[12] فقه اللغة (ص228)، وينظر: المخصص لابن سيده (8/ 13) دار الكتب العلمية. بيروت. بدون تاريخ، وكتاب الفرق لثابت بن أبي ثابت (ص74) تح د. حاتم صالح الضامن. مؤسسة الرسالة. بيروت. 1405هـ 1985م.

[13] مصنف عبد الرازق (9/ 407) لأبي بكر عبد الرزاق همام الصنعاني تح/ حبيب الرحمن الأعظمي. المكتب الإسلامي. بيروت ط:2 – 1403هـ، ومصنف ابن أبي شيبة ( كتاب الديات – باب الطبيب والمتداوي والخاتن) (5/ 420).

[14] غريب الحربي (2/ 553).

[15] العين (خفض) (4/ 178).

[16] الفرق لابن فارس (ص65) تح د. رمضان عبد التواب. مكتبة الخانجي. القاهرة، ودار الرفاعي الرياض. ط:1 – 1402هـ - 1982م.

[17] التهذيب (ختن) (7/ 132).

[18] المعجم الكبير (3/ 102)، ومجمع الزوائد (9/ 306)، والمعنى: أنه ليس بصاحب حرب، وإنما رجل سلام كريم جواد.

[19] الدلائل (2/ 654) وما بعدها.

[20] العين (بطن) (7/ 1441)، ومقاييس اللغة (بطن) (1/ 259).

[21] الصحاح (حزم) (5/ 1898)، واللسان (حزم) (2/ 428).

[22] المسند (4/ 315)، والمستدرك (4/ 218)، ومسند ابن الجعد (1/ 307) تح/ عامر أحمد حيدر. مؤسسة نادر. بيروت. ط1. 1410هـ-1990م.

[23] غريب الخطابي (1/ 86).

[24] بشر بن أبي خازم في ديوانه (ص63). عني بتحقيقه د. عزه حسن. مطبوعات مديرية إحياء التراث القديم. وزارة الثقافة والإرشاد القومي في الإقليم السوري. دمشق. 1379هـ -1960م. ويفلجن: يفتحن. وغب سارية: بعد سارية، والسارية: السحابة التي تأتي ليلاً. والقطار: جمع قطر، يريد: قطر المطر. يقول: يفتحن أفواههن عن ثغر كالأقحوان، وصف الأقحوان بأنه أصابه مطر، فهو أندى وأرفّ له.

[25] كتاب الفرق لابن فارس (ص251)، والفرق لثابت بن أبي ثابت (ص18، 19).

[26] فقه اللغة (ص126)، وينظر: أدب الكاتب لابن قتيبة (ص128) تح / محمد محيي الدين عبد الحميد. المكتبة التجارية. مصر. رضي الله عنه 4. 1963م.، ونظام الغريب في اللغة (ص119، 120) لعيسى بن إبراهيم بن محمد الربعي. استخرجه وصححه د. بولس برونله. مطبعة هندية بالموسكي. مصر ط:1 بدون تاريخ، والمخصص (6/ 139).

[27] مقدمة د. رمضان عبد التواب لكتاب الفرق لابن فارس (ص3).

[28] في علم الدلالة (ص62).

[29] المعنى اللغوي (ص234).

[30] البخاري ( كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة – باب قول النبي لا تزال طائفة من أمتي) (6/ 2666)، ومسلم (كتاب الإمارة – باب قول لا تزال......) (3/ 1523).

[31] غريب الحربي (3/ 957، 974).

[32] أساس البلاغة (خ ذ ل) (1/ 220) لجار الله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري. سلسلة الذخائر. الهيئة العامة لقصور الثقافة. القاهرة. مايو 2003م.

[33] اللسان (خذل) (3/ 45).

[34] السابق (نصر) (8/ 573)، والعين (نصر) (8/ 573).

[35] تاج العروس للزبيدي (خ ذ ل) (28/ 399).

[36] عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين (ص80) لابن القيم تح/ زكريا علي يوسف. دار الكتب العلمي.ة بيروت. بدون تاريخ. والاستكانة فعلها استكان: خضع وذلّ، وهو افتعل من المَسْكَنَةِ. القاموس (سكن) (ص1206).

[37] غريب الحربي (3/ 1079).

[38] التهذيب (جزع) 1/ 221)، واللسان (جزع) (2/ 121)، والمعجم الكبير (جزع) (4/ 306) مجمع اللغة العربية. القاهرة. ط1. 1420هـ-2000م.

[39] القاموس المحيط (جزع) (ص709).

[40] عدة الصابرين (ص7)، وينظر: التعريفات للجرجاني (ص115).

[41] سنن أبي داود (كتاب الأدب – باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله) (2/ 680) (سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني) تح/ محمد محيي الدين عبد الحميد. دار الفكر. بدون تاريخ، وسنن الترمذي (كتاب الدعوات – باب في القوم يجلسون ولا يذكرون الله) (5/ 461).

[42] الدلائل (1/ 120، 121).

[43] ينظر: العين (ترح) (3/ 190)، والمقاييس (ترح) (1/ 347)، والمحكم والمحيط الأعظم (ت ر ح) (3/ 27) لأبي الحسين علي بن إسماعيل بن سيده تح د. عبد الحميد هنداوي. دار الكتب العلمية. ط:1 -1421هـ 2000م، ومختار الصحاح (ت ر ح) (ص76) للرازي ترتيب أ/ محمود خاطر. دار الحديث. بدون تاريخ، والنهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 489).

[44] فقه اللغة (ص190).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بحث بعنوان دلالات الألفاظ في القرآن الكريم من منظور سياقي
  • منهج الفروق والمقابلة في شرح دلالات الألفاظ
  • مدخل إلى دلالات الألفاظ
  • معان جديدة لألفاظ قديمة
  • أدب اللفظ وأدب المعنى

مختارات من الشبكة

  • منهج الاستقصاء والتفصيل في شرح دلالات الألفاظ(مقالة - حضارة الكلمة)
  • لا إله إلا الله: منهج حياة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أولويات التربية "عقيدة التوحيد"(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • سيد المناهج (المنهج الوصفي)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مدلول المنهج والتواصل والحوار اللغوي والاصطلاحي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة السادسة: تابع منهج الإمام الطبري في التفسير)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثانية: التعريف بالمنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة العاشرة: أضواء على المنهج العقدي في وصايا لقمان)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • منهج اعتصار الألفاظ الشرعية في استنباط الأحكام الفقهية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوجيز في مناهج المحدثين للكتابة والتدوين (1)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب