• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

أسباب كثرة غريب الحديث

د. سيد مصطفى أبو طالب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/1/2017 ميلادي - 18/4/1438 هجري

الزيارات: 37628

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسباب كثرة غريب الحديث


بيَّن الخطابي السببَ الذي من أجله كثر غريبُ حديث النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن ذكر ضروبًا من فصاحته صلى الله عليه وسلم وأنها تكفي سببًا لكثرة ما يوجد من الغريب في حديثه، قال: " إنه صلى الله عليه وسلم بُعِث مبلغًا ومعلمًا، فهو لا يزال في مقام يقومه، وموطن يشهده، يأمر بمعروف، وينهى عن منكر، ويَشْرع في حادثة، ويُفْتِي في نازلة، والأسماع إليه مصغية، والقلوب لما يَرُدّ عليها من قوله واعية، وقد تختلف عنها عباراته ويتكرر فيها بيانه؛ ليكون أوقع للسامعين، وأقرب إلى فهم من كان أقل فقهاً، وأقرب بالإسلام عهدًا، وألو الحفظ والإتقان من فقهاء الصحابة يرعونها كلها سمعاً، ويستوفونها حفظاً، وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم: (الولد للفراش وللعاهر الحجر)[1]، وفي رواية أخرى (وللعاهر الإثلب)[2] وقد مر بمسامعي ولم يثبت عندي: (وللعاهر الكثكث).


وقد يتكلم صلى الله عليه وسلم في بعض النوازل وبحضرته أخلاط من الناس، قبائلهم شتى، ولغاتهم مختلفة، ومراتبهم في الحفظ والإتقان غير متساوية، وليس كلهم يتيسر لضبط اللفظ وحصره، ويتعهد لحفظه ووعيه، وإنما يستدرك المراد بالفحوى، ويتعلق منه بالمعنى، ثم يؤديه بلغته، ويعبر عنه بلسان قبليته، فيجتمع في الحديث الواحد إذا انشعبت طرقه عدة ألفاظ مختلفة موجبها شيء واحد.[3]


فيرجع الخطابي السبب في ذلك إلى:

1- ما خُصَّ به النبى من مزيد الفصاحة والبيان فيما أوتيه من مجامع الكلم وذلك أنه قد تكلم بألفاظ قد ضبطها لم تسمع من العرب قبله، ولم توجد في مُتَقَدِّم كلامها، كقوله: "مات حتف أنفه"، وقوله: "حمي الوطيس".

ومنها: أنه يوجد في كلامه الغريب الذي يندر استعماله، فكان يعبأ به قومه وأصحابه، وعامتهم عرب صرحاء، لسانهم لسانه، ودارهم داره، من ذلك ما ذكره وقد سئل صلى الله عليه وسلم: مَنْ أهل النار؟ فقال صلى الله عليه وسلم (كل قَعْبَرِيٍّ) قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما القعبري؟ قال صلى الله عليه وسلم: (الشديد على الأهل، الشديد على العشيرة، الشديد على الصاحب)[4]

2- اختلاف الرواة وتعددهم باختلاف المقامات، وتعدد الأحوال، فكان كل منهم يروي الحديث بحفظه، فتختلف الألفاظ، بل كان منهم من يرويه بالمعنى بلغته،  أو لسان قبليته، فتجتمع ألفاظ مختلفة متحدة المعنى.


كما ذكر ابن الأثير الدواعي التي أدت إلى وضع هذا الفن، وخلاصتها:

1- كأنّ اللّه عزّ وجل قد أعْلَم نبيه ما لم يكن يَعْلَمُه غيرُه، وكان أصحابُه ش يعرفون أكثرَ ما يقوله، وما جَهِلوه سألوه عنه فيوضحه لهم، ولم يتيسر ذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

2- كان اللسان العربي في عصر الصحابة ش صحيحاً لا يتداخله الخلل إلى أن فُتِحَت الأمصار، وخالط العرب غير جنسهم، فامتزجت الألسن، فتعلم الأولاد اللسان العربي ما لابد لهم، وتركوا ما عداه.

3- استحال اللسان العربي أعجمياً في عصر التابعين، فصرف العلماء طرفًا من عنايتهم، فألفوا فيه حراسة لهذا العلم.[5]

ويمكن تقسيم هذه الأسباب إلى أسباب ذاتية (داخلية) ترجع إلى اللفظ نفسه، وأسباب خارجيه لا تتعلق بذات اللفظ، وإنما ترجع إلى تغير ظروف استعماله:

 

أولاً: الأسباب الذاتية:

وهي الأسباب التي تتعلق باللفظ ذاته بغض النظر عن ظروف استعماله.[6]

وهذه الأسباب هي:

أ‌- المشترك.

ويعني المشترك: أن يدل اللفظ على معنيين مختلفين فأكثر دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة.[7]

ولا شك أن الاشتراك وإن كان خلاف الأصل؛ فإن له فائدة كبرى لمستخدمي اللغة، أشار إليها بعض المحدثين بقوله: "إن تعدد المعاني للفظ الواحد يفتح مجالات متعددة أمام الناطقين باللغة؛ ليعبروا عما يحتاجون إليه من ألفاظ مرنة تطاوعهم على ما يشاءون، وتجري حسب ما يريدون، ولا شك أن لذلك أثرًا كبيرًا في ثراء اللغة ونموها، يفيد منه بخاصة الأدباء والشعراء وأرباب البيان"[8]

وهو مع ذلك سبب من أسباب غموض اللفظ وغرابته، ومن ذلك؛ على سبيل المثال:

قال أبو عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو في دعائه يقول: رَبِّ تَقَبّل تَوبتي واغْسِلْ حَوْبتي.[9]


وقد ذكر أبو عبيد المعاني الآتية للفظ الحوبة:

(أ‌) المأثم. 

(ب) الأم خاصة.

(ج) كل حرمة تُضَيَّع إن تركت من أم أو أخت أو بنت أو غير ذلك.[10]

وقد ذكر الجوهري والمديني معنيين آخرين هما: الحوبة بمعنى التضرع، والحوبة بمعنى الهم والحزن، [11] والحوبة بمعنى المسكنة والحاجة.[12]

وقال ابن قتيبة في حديث عمّار رضي الله عنه اِنَّه قال: الجَنَّة تحت البَارِقَة.[13]


وقد ذكر ابن قتيبة معنيين للفظ (البارقة)، وهما:

(أ) السيوف.

(ب) السحابة يكون فيها برق.[14]

وقد ذكر ابن قتيبة المعنى المراد، وهو: (السيوف)، وذلك كقولهم: (الجنة تحت ظلال السيوف).

كما ذكر بيت شعر للأعشى يبين ذلك المعنى، وهو قوله: يخاطب امرأته: (الطويل).[15]

وَبِينِي فَإِنَّ البَينَ خَيرٌ مِن العصا  ♦♦♦ وَإِلّا تَزالُ فَوقَ رَأسِكِ بارِقَه

قال الحربي: " أَنَّ مُعَاذًا رضي الله عنه لَمَّا قَضى نَحْبَهَ انْطَلَقَ الحَارِثُ إلى أَبِى الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: إِنَّ مُعَاذاً أَوْصَى بِى إِلَيْكَ"[16]


وقد ذكر الحربي للفظ (النحب) دلالات عدة هي:

(أ‌) الموت.

(ب) النذر.

(ج) الاجتهاد في السير.[17]

ولم يحدد الحربي الدلالة المرادة، ولعل المراد الموت، بدليل ذكر قوله (أوصى بي)، والمعنى: أنه لما مات ذهب الحارث إلى أبي الدرداء لينفذ فيه أبو الدرداء وصية معاذ ط.

وقال السرقسطي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا "[18]


وقد ذكرالسرقسطي معنيين للفظ (الدخيل) هما:

(أ‌) الضيف.

(ب) دخيل الرجل الذي يداخله في أموره كلها.[19]

ولم يعين الدلالة المرادة، ولعلها بمعنى (الضيف) لأنه معنى الحديث، أي: ليس من أهلك، وهو كالضيف عندك، وإنما نحن أهله، فيفارقك ويلحق بنا.

وقال الخطابي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الرجل الذي يدخلُ الجنةَ آخِرَ الخلْق; قال: فيسألُ ربَّه فيقول: أي ربِّ قدِّمني إلى الجنة فأكون تحت نِجَاف الجنَّة.[20]


ثم ذكر للفظ (النِّجَاف) معنيين، هما:

(أ‌) القطعة من الجلد أو الخصفة تربط على التيس إذا كرهوا سفاده؛ لئلا يسفد.

(ب) أُسْكُفَّة الباب. [21]

وقد ذكر أن المعنى الأول غير داخل في دلالة اللفظ ها هنا حيث قال: والنجاف في غير هذا القطعة..... إلخ.

ومما سبق يتبين أن الشراح تارة يحددون الدلالة المرادة من الدلالات المذكورة، وتارة أخرى لا يحددون، وذلك قد يوقع اللبس، بسبب غرابة اللفظ الذي أتته من جهة اشتراكه بين هذه الدلالات.

 

ب‌- الاختلافات اللهجية:

توزعت اللغة العربية إلى عدة لهجات، فهذه قرشية، وتلك هذلية، وأخرى تميمية...إلخ.

وقد جاء الإسلام والحال هذه، واقتضت طبيعة الاحتكاك البشري أن يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحاب اللهجات، فكان صلى الله عليه وسلم يخاطب أبناء القبائل المختلفة بلهجاتهم التي يفهمونها، فكان يستعمل ألفاظًا خاصة بهم قد لا يتيسر فهمها على غيرهم من الحاضرين، فَيَعُدّ من لا يفهم اللفظ غريبًا.

لقد لفتت هذه الظاهرة نظر الخطابي، فجعلها سببًا من أسباب وجود الغريب، فقال: "والوجه الآخر: أن يراد به كلام من بعدت به الدار، ونأى به المحل من شواذ قبائل العرب"[22]


ومن أجل ذلك نجد الإمام عليًا رضي الله عنه يستمع إلى الحوار المتبادل بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين طَهْفَة بن أبي زُهَيْر النَّهْدِيّ [23]، نجده يقول: يا رسول الله، نراك تكلم وفود العرب بما لا نفهم أكثره ونحن بنو أب واحد، فقال صلى الله عليه وسلم: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"[24].


"وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي حال المخاطبين من أصحاب اللهجات المحلية الذين نَأَتْ بهم ديارهم، وبَعُدَت مواطنهم، كان صلى الله عليه وسلم يراعي أصحاب اللهجات الاجتماعية، أي: تلك الطبقات الاجتماعية في البيئة المحلية الواحدة، إذ يختلف أبناء تلك الطبقات في طرائق كلامهم، وفي الثورة اللغوية التي يستعملونها، فلأهل البادية طريقة تختلف عن أهل الحاضرة، وللرعاة أسلوب في الكلام يختلف عن أسلوب التجار وهكذا"[25]

وقد كشف عن هذه الحقيقة الجاحظ في البيان والتبيين، فقال: "إنه كما لا ينبغي أن يكون اللفظ عَامِّيًّا سَاقِطًا سُوقِيًّا، فكذلك لا ينبغي أن يكون غريبا وحشيا إلا أن يكون المتكلم بدويا أعرابيا فإن الوحشي من الكلام يفهمه الوحشي من الناس، كما يفهم السوقي رطانة السُّوقِيّ، وكلام الناس في طبقات كما أن الناس في أنفسهم طبقات".[26]


ويقرر الإمام الخطابي مراعاة الرسول صلى الله عليه وسلم لطبقات الناس حال الخطاب، فيقول: " لما كان قد بعث مبلغًا ومعلمًا فهو لا يزال في كل مقام يقومه وموطن يشهده يأمر بمعروف وينهى عن منكر ويشرع في حادثة ويفتي في نازلة، والأسماع إليه مصغية والقلوب لما يرد عليه من قوله واعية، وقد تختلف عباراته، ويتكرر فيها بيانه؛ ليكون أوقع للسامعين وأقرب إلى فهم من كان منهم أقل فقهاً وأقرب بالإسلام عهدًا ".[27]


لقد اشتمل الغريب الذي أورده علماء الغريب في الكتب موضوع البحث على الكثير من الألفاظ التي اتسمت بالطابع اللهجي، ومن ذلك:

قال أبو عبيد: في حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه كتب لوائل بن حجر الحضرمي وقومه: من محمد رسول الله إلى الأقيال العَبَاهلة من أهل حضرموت بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة على التِّيعة شاة والتيمة لصاحبها... إلخ[28]

وقد فسر أبو عبيد الألفاظ الغريبة الواردة في الحديث ومنها: الأقيال، وهم ملوك اليمن دون الملك الأعظم، واحدهم: قَيْل، والعباهلة: الذين قد أُقِرُّوا على ملكهم لا يُزَالون عنه.[29]

وقد أوردالخطابي هذا الحديث وأورده بألفاظ فيها اختلاف عما ذكره أبو عبيد فقال: قال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كتب لوائل بن حجر، من محمد رسول الله إلى الأقيال العباهلة والأَرْوَاع المَشَابِيب، من أهل حضرموت بإقام الصلاة المفروضة، وأداء الزكاة المعلومة عند محلها، في التيعة شاة، ... ووائل بن حجر يتَرَفَّلُ على الأقيال، أمير أَمَّرَه رسول الله فاسمعوا وأطيعوا"

ثم فسر الألفاظ الغريبة في هذا الحديث.[30]

ومن ذلك أيضًا ما أورده ابن قتيبة من حديث ذي المشعار مالك بن نَمَط الهمداني، قال ابن قتيبة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "إنَّ وفْدَ هَمْدان قدموا عليه، .... فكتَب لهم النبي صلى الله عليه و سلم " هذا كتابٌ من محمد رسولِ الله لمِخْلاف خَارف وأَهْل جِناب الهَضْب وحِقاف الرمْل.... [31]

ثم فسر ابن قتيبة الغريب في هذا الحديث.[32]

 

من هذه النماذج يتضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب هؤلاء بلغاتهم = (لهجاتهم) التي يفهمونها، ولا شك أن كثيراً من الألفاظ الواردة في هذه الأحاديث وأمثالها كانت غامضة في دلالاتها غريبة على كثير من الصحابة الذين لا يعرفونها.


ومن الأمثلة أيضًا:

ما قال الحربي: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ مِنْ الحَبَشَةِ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرْنِى بِأَعْجَبِ شَىْءٍ رَأَيْتَهُ. قَالَ: رَأَيْتُ أمْرَأَةً عَلى رَأَسِهَا مِكْتَلُ طَعَامٍ فَمَرَّ بَها فَارِسٌ يَرْكُضُ فَأَذْرَاه."[33]

قال الحربي: تَذْرُوُه الرَّيحُ وَتُذْرِيهِ: لُغَتَانِ، وعَنِ الفَرَّاءِ: تَذْرُوُهُ مِنْ ذَرَوْتُ وَذَرَيْتُ لُغَة.[34]

فقد لحقت الغرابة باللفظ من جهة اشتقاقها الناتج عن اختلاف اللهجات.


وقال السرقسطي في حديث عمر ط: " أنه خطب إلى علي بنته، فقال: إني أُرْصِد من كرامتها ما لا يُرْصِدُه غيري".[35]

قال أبو زيد: فيه لغات، يقال: رصدت له بالخير وغيره، أَرْصُدُه به رَصْداً، وأنا راصد بالخير، وأرصدت له بالخير إرصاداً، أنا مُرْصِد له بذلك، وفي القرآن: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [التوبة: 107].[36]

فتفسير السرقسطي للفظ (أرصد) قائم على التفسير اللهجي أن من العرب من ينطق باللفظ على صيغة (فعل) = (رصد)، ومنهم من ينطق به على صيغة (أفعل) = (أرصد) وبها جاء القرآن الكريم.

وأخيرًا فإن الغرابة الواقعة من جهة اختلاف اللهجات لم تكن للمخاطبين، وإنما بالنسبة لغيرهم ممن لا يعرف هذه الألفاظ، فيمكن على ذلك القول بأن الغرابة نسبية، ولم تكن من قبيل اللفظ النبوي الشريف نفسه، وإنما هذا كلام القوم وبيانهم، ومن ثم تكون الغرابة متوجهة إلى غير من يتوجه إليهم الخطاب، أي غير أصحاب هذه اللهجات.

 

ج- كون اللفظ أعجميًا في الأصل = (معربًا)

ويقصد بالتعريب: " أن تًتًفًوَّه به العرب على مناهجها"[37]

وعرفه الجواليقي بأنه: "ما تكلمت به العرب من الكلام الأعجمي، ونطق به القرآن المجيد، وورد في أخبار الصحابة والتابعين، وذكرته العرب في أشعارها وأخبارها"[38]

فتعريفه هذا يفيد اقتصار التعريب على عصور الاحتجاج، الذي على أساسه وضعت قواعد اللغة.

وعرفه السيوطي: بأنه ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها.[39]

وعرفه الشهاب الخفاجي بقوله: نقل اللفظ من العجمية إلى العربية.[40]

وإذا اعتبرت اللغة كائنًا حيًا، أو كالكائن الحي، فإنها تؤثر في غيرها وتتأثر هي بغريها فتعطي غيرها مفردات وتأخذ هي أخرى، "وليست اللغة العربية بِدْعًا من اللغات الإنسانية، فهي جميعًا تتبادل التأثر والتأثير، هي جميعًا تُقْرض غيرها وتقترض منه متى تجاورت أو اتصل بعضها ببعض على أي وجه[41]، وبأي سبب، ولأي غاية"[42]

ويُعَدُّ اللفظ المُعَرَّب – غالبًا- لفظا غريبا؛ ولعل ذلك لحداثة استعماله الفعلي مقارنة باللفظ العربي الأصيل، "وربما أضيف إلى ذلك سبب آخر: وهو أن الكلمات الأعجمية لا يشتق منها في الغالب، ومن ثم فإن إدراك معنى الكلمة يتوقف على استعمالها بذاتها، أما في الكلمات العربية الأصل فإن المشتقات غالباً تساعد على فهم ما لم يسمع منها إذ يتاح للقياس اللغوي حينئذ أن يعمل عمله، فيقيس المرء ما لم يسمع على ما سمع وهكذا".[43]

 

لقد ذكر أصحاب كتب غريب الحديث موضوع البحث الكثير من الألفاظ المعربة وشرحوها، وكانوا تارة يذكرون الأصل الذي منه أخذت، وتارة لا يفعلون.

ومن ذلك:

قال أبو عبيد: في حديثه صلى الله عليه وسلم في صفة أهل الجنة: "ومَجَامِرُهم الأُلُوَّة"[44]

قال الأصمعي: هو العود الذي يُتبخّر به ; وأراها كلمة فارسية عُرّبت...[45]

وقد ذكر الجواليقي هذه الكلمة من المعرب (ص19) اعتمادًا على ما ذكره الأصمعي ونقله عنه أبو عبيد، وقال أدِّي شِير (الأَلْوَة، والأُلُوّة، والأُلُو) العود الذي يتبخر به. قال الأصمعي: "هو فارسي معرب. قلت: وفارسيته (ألوا)، قال أنستاس الكرملي: إنه تعريب عن اليونانية.[46]

يقول أحد المحدثين: "ويترجح لدينا الاحتمال الأخير[47] حيث انتقلت هذه الكلمة أيضاً إلى لغات أوربية عديدة كاللاتينية والإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، كما يترجح أيضاً أن كُلاًّ من الفارسية والعربية قد استعارتا هذه الكلمة عن طريق الآرامية، بدليل الألف الأخيرة التي هي علامة التعريب في الآرمية".[48]


والخلاصة: أن أصل هذه الكلمة (الألوة) يوناني، انتقلت منه إلى الآرمية وعنها إلى العربية والفارسية.

قال ابن قتيبة في حديث مبعث النبي صلى الله عليه وسلم:" بينا هو وجبريل عليهما الصلاة والسلام يَتحادثان تَغَيَّر وجْهُ جبريل عليه السلام حتى عاد كأنه كُرْكُمة".[49]

والكركمة هي واحدة الكُرْكُم وهو الزعفران. وأحسبه فارسي معرّب.[50]

قال ابن الأثير في هذا اللفظ: كركمة هي واحدة الكُرْكُم وهو الزعفران. وقيل: العُصْفُر. وقيل: شيء كالوَرْس. وهو فارسي معرّب.[51]

 

وذكر الجواليقي في المعرب (ص339) فقال: الكركم أعجمي معرب، وهو الزعفران.

قال الحربي: أن عثمان سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَنْ قَوْلَهَ: ﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ (الزمر/ 63، والشورى/ 12) قوله: ﴿ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ مفاتيح بالفارسية.[52]

ذكر الجواليقي أنها كلمة معربة، فقال: والمقليد المفتاح. فارسي معرب.[53]

قال الخطابي في حديث زياد بن أبي سفيان: "أنه لما ولي البصرة أمر بهدم المواخير"[54]

ثم ذكر أن المواخير بيوت الخمارين، وأصله فارسي، كأنه قيل: مَيْ خُور، فعُرِّب وجُمِع، قال جرير:[55] (الطويل)

فَما في كِتابِ اللَهِ تَهديمُ دارِنا   بِتَهديمِ ماخورٍ خَبيثٍ مَداخِلُه[56]

وقد ذكر الزمخشري الكلام نفسه الذي ذكره الخطابي[57]

كما ذكر الشهاب الخفاجي هذا اللفظ، فقال: مواخير (جمع ماخور)، بيوت الخمارين، وهو تعريب ميخور.[58]

فهذه الألفاظ وأمثالها من الألفاظ المعربة عُدًّت غريبة، ولاشك أن لهذا التعريب دخل في غرابة اللفظ.

 

د‌- الاستعمال المجازي:

المجاز ضد الحقيقة، أو كل كلمة أريد بها غير ما وقعت له في وضع واضعها لملاحظة بين الثانى والأول فهو مجاز.[59] من جاز يجوز، وإذا عدل باللفظ عما يوجهه أصل اللغة، وصف بأنه مجاز، على معنى أنهم جاوزوا به موضعه الأصلى، أو جاز هو مكانه الذى وضع فيه أولا.[60]


ولاشك أن بعض الكلمات عندما تتعلق بغيرها، يعترى معانيها في السياق نوع من الغموض، يحتاج إلى تفسير وبيان، ويحدث ذلك عندما يُضَمُّ لفظ إلى لفظ بحيث يكون أحد اللفظين لا يتطلب الآخر، وإنما يتطلب سواه. وذلك كأن يسند الفعل "نام" – مثلاً " إلى من لا يصح منه نوم، فإذا أُسْنِد إلى ما لا يجوز ذلك في حقه؛ كان في ذلك نوع من الغرابة. كأن يقال: ليل نائم، والليل لا ينام، إنما يكون النوم فيه لا منه.

وقد وردت كثير من هذه المجازات في كتب غريب الحديث – موضوع البحث- حتى إن بعض الكتب التي ألفت في المجازات النبوية خاصة أخذت منها مادتها العلمية واستقتها.[61]


ومن هذه المجازات ما يأتي:

قال أبو عبيد: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: بُلّوا أرحامكم ولو بالسلام.[62]

قال أبو عمرو وغيره: يقال: بَلَلْتُ رحمي أبُلّها بَلاًّ وبِلاَلاً إذا وصلتها ونَدَّيتها بالصلة; وإنما شبهت قطيعة الرحم بالحرارة تُطْفأ بالبرد، كما قالوا: سقيته شربة بردتُّ بها عطشه ; يقال: كأن الصَلة هي البرد والحرارة هي القطيعة.[63]


قال الشريف الرضى في قوله: بلوا أرحامكم: وهذه استعارة، لأن المراد: صلوا أرحامكم ولو بالسلام، أى: جددوا المودة بينكم وبين أقربائكم ولو بالتسليم عليهم تشبيها ببل السقاء اليابس لأنه لايتبلل إلا بملاء الماء، فَيَتَنَّدى قَاحِلُهُ، فشبهوا بل الأرحام بذلك، لأن في حسن المخالقة تجديدا لمخلقها، وإحكاما لما وَهَي من علايقها.[64]

قال ابن قتيبة في حديث النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال ذات يوم: (كيف أنتم إذا مرج الدين).[65]

قوله: مرج الدين، يعنى: فسد، وأصل المرج: أن يقلق الشيء فلا يستقر..[66] فالمجاز في قوله (مرج) حيث إن أصله -كما ذكر- القلق والاضطراب.


قال الشريف الرضى: وفي هذا القول مجاز لأن أصل قولهم: مرج الشيء مأخوذ من القلق والاضطراب والمجيء والذهاب، فكأنه عليه السلام وصف دين الناس على ذلك العهد بالتكفى والمَرَجَان واضطراب الأركان.[67]

قال الحربي في حديث النبى صلى الله عليه وسلم للأنصار: (يا معشر الأنصار، أنتم الشعار والناس الدثار).[68]

قوله: (أنتم الشعار) الشعار الثوب يلزمه الرجل يجلده، يقول: أنتم في القرب منه بمنزلة الشعار من الرجل، (والناس دثار) والدثار: مالبسه فوق الشعار، أى فأنتم أقرب منهم.[69]

قال الشريف الرضى: وهذا مجاز لأنه صلى الله عليه وسلم أراد أنكم أقرب الناس منى، وأشدهم اشتمالا على، فأنتم لى كالشعار، وهو الثوب الذى يلى البدن، والناس الدثار لأنه أبعد منى، وأنتم بينهم وبينى...[70]

قال السرقسطى في حديث النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا دخل الكنيف، يقول: (اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث).[71]

قوله: (إذا دخل الكنيف) يعنى به إذا أراد أن يدخل الكنيف، قال هذا القول لأن الحَشَّ لا ينبغى لأحد أن يذكر الله تعالى فيه بلسانه، لأنه جائز في كلام العرب أن يقول: إذا فعل، ومعناه: إذا كاد يفعل قال الله تعالى في المطلقات: ﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2] يريد - والله أعلم - إذا قاربن بلوغ أجلهن، لأنه ليس له بعد الأجل إمساك ولاتسريح.[72]


ويؤكد هذا المعنى ما روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: يكره أن يذكر الله تعالى على حالتين: على خلائه، والرجل يواقع امرأته، لأنه ذو الجلال والاكرام يجل عن ذلك.[73]

إن المقصود بالمجاز هاهنا أعم من أن يكون استعارة أومجازا عقليا أو لغويا.

يقول ابن جنى: ومن المجاز كثير في باب الشجاعة في اللغه من الحذوف، والزيادات، والتقديم، والتأخير، والحمل على المعنى، والتحريف.[74]

قال الخطابى في حديث النبى صلى الله عليه وسلم: "ويل لأقماع القول".[75]

شبه آذنهم بالأقماع يُصِبُّ فيها الكلام صب الماء في الإناء.[76]

قال الشريف الرضى: وفي هذا الكلام مجاز واستعارة، لأنه عليه السلام عنى به الذين يكثرون استماع الأقوال واختلاف الكلام، فشبه عليه السلام آذانهم بالأقماع التي يفرغ فيها ضروب القول إفراغ المايعات...[77]

واستعمال الأقماع هنا دقيق لأن الأقماع لاتفرق بين أنواع المائعات، كذلك الآذان التي تكثرالاستماع لاتفرق بين القول والقول..[78]

من هذه الأمثلة يمكن القول بأن الاستعمال المجازى لهذه الألفاظ هو المسئول عن اعتبارها غريبة.

 

هـ) كون اللفظ مرتجلا من كلامه صلى الله عليه وسلم:

هناك ألفاظ وعبارات ارتجلها النبى صلى الله عليه وسلم ولم تسمع من أحد قبله، وقد سبق ذكر ذلك في أسباب التطور الدلالى (الأسباب الاجتماعية والثقافية).

ومن ذلك قوله: (مات حقق أنفه)، و(الآن حمي الوطيس) وغير ذلك.[79]

وهذا الارتجال سبب من أسباب الغرابة في اللفظ، وخاصة إذا ذكر اللفظ أو ذكرت العبارة بمعزل عن سياقها التي قيلت فيه.

 

ثانيا: الأسباب الخارجية:

وهى تلك الاسباب التي تؤدى إلى غرابة في معنى اللفظ دون أن يكون لها تعلق باللفظ ذاته، وإنما ترجع إلى تغير في ظروف استخدامه سواء أكانت هذه الظروف اجتماعية أم تاريخية أم بيئية.[80] ومن هذه الأسباب:

1- ظهور الإسلام وتأثيره في اللغة:

وقد كان لهذ التأثير مظاهر أهمها:

أ) إكساب الألفاظ معانى جديدة بتوسيع مدلولاتها.

ب) نقل الألفاظ من معانيها اللغوية إلى معان شرعية، أو ما يسمى بالألفاظ الإسلامية.

ج) إهمال الألفاظ بالقضاء على المفاهيم التي كانت تدل عليها أو ما يسمى بالألفاظ الجاهلية.

 

ولكل واحد من هذه المظاهر أثر في وجود الغرابة في الألفاظ أو التراكيب وبيان ذلك كما يأتي:

أ‌- إكساب الألفاظ معاني جديدة:

ولقد سبق ذكر لذلك عند الحديث عن الأسباب الاجتماعية الثقافية للتطور الدلالى فأغنى عن تكراره مرة أخرى.


ب) الألفاظ الإسلامية:

أو الأسباب الإسلامية، هذا ما اصطلح عليه علماء اللغة من المسلمين، إقرارا منهم بالثورة التي أحدثها الإسلام في المجتمع الجاهلى، وتأثيره فيه سواء على المستوى الاجتماعى أوالدينى أو حتى على مستوى اللغة التي يتحدثون بها.

فقد نقل الإسلام دلالات كثير من الألفاظ إلى دلالات أخرى جديدة لم تكن العرب تعهدها من قبل وهو ما عرف بالألفاظ الإسلامية، ومن ذلك لفظ الإسلام، والصلاة، والركوع، والسجود.. إلخ، لم تعرفها العرب إلا على أصولها عندهم، وكذلك المنافق، والكافر، والمؤمن، والفاسق، لم تكن العرب تعرفها لأن الإسلام والإيمان والنفاق والكفر ظهر على عهد النبى صلى الله عليه وسلم وإنما كانت العرب تعرف الكافر كافر نعمة لاتعرفه من معنى الكفر بالله.

قال الشاعر[81] (الطويل):

فَلا تَحْسَبَنِّي كَافِرًا لكَ نِعْمَةً

وقال آخر [82] (الكامل):

والكُفْرُ مخبَثَة ٌ لنفْس المُنْعِمِ

وكانت تعرف المؤمن من جهة الأمان، قال الشاعر:[83] (البسيط)

والمؤمنِ العائِذاتِ الطّير يمسَحُها ♦♦♦ ركبانُ مكة َ بينَ الغيلِ والسندِ

أما المنافق فلا ذكر له في كلام العرب.[84]

والمنافق حقًّا لاذكر له في كلام العرب من جهه الدلالة الجديدة للفظ، أما من جهة الدلالة القديمة المأخوذة من نافقاء اليربوع فهى عندهم معروفة.

قال ابن فارس: "كَانَتْ العربُ فِي جاهليتها عَلَى إرثٍ من إرث آبائهم فِي لُغاتهم وآدابهم ونسائكهم وقَرابينهم. فلما جاءَ الله جلّ ثناؤه بالإسلام حالت أحوالٌ، ونُسِخَت دِيانات، وأبطلت أمورٌ، ونُقِلت من اللغة ألفاظ من مواضعَ إِلَى مواضع أُخَر بزيادات زيدت، وشرائع شُرعت، وشرائط شُرطت.[85]

إن الغرابة إنما تَتَأَتَّى في هذه الألفاظ من جهة أنها لم تفقد معانيها القديمة التي كانت عليها، ويعني ذلك: أنها كانت تستعمل في معانيها القديمة بجانب المعاني الجديدة التي أكسبها الإسلام لها.

وسيأتي ذكر لهذه الألفاظ عند الحديث عن التطور الدلالي في بابه – إن شاء الله تعالى.

 

ج- الألفاظ الجاهلية:

إذا كان للإسلام أثره في نقل بعض دلالات الألفاظ من القديم إلى الجديد كما سبق، فإنه لم يقتصر على ذلك؛ بل إن هناك ألفاظاً أبطلت ببطلان ما تدل عليه.

ولقد عقد ابن فارس باباً أسماه: "باب آخر من الأسماء" بعد ذكره لباب الأسباب = الأسماء الإسلامية"، وكأنه كره ذكر الجاهلية، لكنه لم يفته الربط بين البابين، فقال: "قد قلنا فيما مضى ما جاء في الإسلام من ذكر المسلم والمؤمن وغيرهما..."[86]

وبعد أن تحدث عن لفظ "المخضرم" باعتباره من الألفاظ التي استحدثت في الإسلام قال: ومن الأسماء الَّتِي كَانَتْ فزالت بزوال معانيها قولهم: المِرباع، والنَّشِيطة، والفُضول، ..... ومما تُرك أيضاً: الإتاوة، والمَكْس، والحُلْوان. وكذلك قولهم: أَنْعَم صباحاً، وأنعم ظلاماً. وقولهم للملك: أبَيْتَ اللَّعن... إلخ[87] وهذه الألفاظ تسمى بـ (الألفاظ الجاهلية).

فلما أبطل الإسلام المعاني التي تدل عليها هذه الألفاظ لم يعد لها بالتدريج مكان في المجتمع الجديد، فصارت غريبة.

ومن هذه الألفاظ التي وردت في كتب غريب الحديث موضوع البحث ما ذكره أبو عبيد: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عدي ابن حاتم قبل إسلامه فعرض عليه الإسلام، فقال له عدي: إني من دين (من أهل دين). فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك تأكل المِرْباع وهو لا يحل لك في دينك..."[88]

وأما قوله: المرباع فإنه كل شيء يُخَصّ به الرئيس في مغازيهم يأخذ ربع الغنيمة خالصا له دون أصحابه.[89]

وقال الحربي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نادى عليه رَجُلٌ بِمِنىً فقال: إِنَّا كُنَّا نَعْتِرٌ عَتِيَرةً في الجَاهِلِيَّةِ في رَجَب قَالَ: "اذْبَحُوا للّه في أَيَ شَهْرٍ ما كَانَ".[90]

قوله: نعتر عتيرة: العتيرة كنا نسميها الرَّجَبِيَّة، يذبح أهل البيت الشاة في رجب فيأكلون ويطعمون.[91]

ولا شك أن ترك الدلالات التي دلت عليها هذه الألفاظ أدى إلى هجران الألفاظ نفسها فبعدت عن الاستعمال، فإذا ذكرت بَعْدُ بَدَتْ غريبة.

 

التطور اللغوي:

سبقت الإشارة إلى أن اللغة كائن حي أو كالكائن الحي تتأثر بعوامل اجتماعية وثقافية ونفسية وتاريخية، فينتج عن ذلك أن تصاب بعض الألفاظ بالتعميم، فتعمم الدلالة وتُوَسَّع لتشمل أفراداً أكثر من ذي قبل، أو تصاب بالتخصيص، فتضيق دلالتها لتقصر على أفراد أقل من ذي قبل، أو تنتقل الدلالة من مجال إلى مجال آخر.

وهذا العامل (التطور اللغوي) سبب قوي من أسباب وجود الغرابة في اللفظ.

"إن العوامل الذاتية التي أدت إلى الغرابة في بعض الألفاظ والتي سبقت الإشارة إليها، لا تكاد تشكل أمراً ذا بال إذا قورنت بذلك العامل الخارجي الذي أدى إلى غموض كثير من الألفاظ"[92]

 

اختلاف الرواة:

قد يحدث أن يأتي حديث بروايات متعددة، باختلاف المقامات وتعدد الأحوال، فكان كل منهم يروي الحديث بحفظه، فتختلف الألفاظ، بل كان منهم من يرويه بالمعنى بلغته ولسان قبيلته، فتجتمع ألفاظ مختلفة متحدة المعنى.


قال الخطابي وهو يُبَيِّن السبب الذي من أجله كثر غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وقد يتكلم صلى الله عليه وسلم في بعض النوازل وبحضرته أخلاط من الناس قبائلهم شتى، ولغاتهم مختلفة، ومراتبهم في الحفظ والإتقان غير متساوية، وليس كلهم يتيسر لضبط اللفظ وحصره، أو متعمد لحفظه ووعيه، وإنما يستدرك المراد بالفحوى، ويتعلق منه بالمعنى، ثم يؤديه بلغته، ويعبر عنه بلسان قومه، فيجتمع في الحديث الواحد إذا تشعبت طرقه عدة ألفاظ مختلفة موجبها شيء واحد".[93]

وقد ساق بعض أمثلة على ذلك، ومنها كما يروي: "أَهْدَى له صلى الله عليه وسلم رجل رَاويةَ خمر فقال: إنَّ الله حرمها. فاستأذنه في بيعها! فقال: إن الذي حرَّم شربها حَرَّم بيعها، قال: فما أصنَعُ بها ؟ قال سُنَّها في البطحاء، قال: فَسَنَّهَا".[94]

وجاء في رواية: فَهَتَّهَا، وفي رواية أخرى: فَبَعَّهَا. والمعنى واحد.[95] إن اختلاف الروايات قد يسبب الغرابة، فقد تكون إحدى الروايات متفقة مع النظام العام للغة، أو تتفق واللغة المشتركة، بينما تكون الرواية الأخرى صدى للهجة محلية أو اجتماعية لا يعرفها إلا من يتحدثون بها، ومن هنا يكون الغموض وتنشأ الغرابة.

وأخيراً، إن مما يجب التأكيد عليه، أن الغرابة صفة تلحق بالألفاظ لا من أجل تنافر حروفها، أو من أجل ثقلها على السمع، وإنما من أجل علاقتها بمعانيها، أي أن الغرابة صفة للمعنى لا للفظ؛ وأن هذا المعنى قد يكون معجميًا، أو مجازيًا، أو صرفيًا، أو عامًا.



[1] البخاري (كتاب الفرائض - باب الولد للفراش) (6 / 2481)، (ومسلم، كتاب الرضاع - باب الولد للفراش) (2 / 1080) وغيرهما.

[2] المسند (2 / 179).

[3] غريب الخطابي (1 / 68، 69).

[4] الفائق (3 / 212).

[5] مقدمة تحقيق غريب الحديث لأبي عبيد (ص/ ج) تحـ د. محمد عبد المعيد خان. ط/ دائرة المعارف بحيدر أباد.الدكن.الهند، وينظر: النهاية لابن الأثير (1 / 4، 5).

[6] الغرابة في الحديث النبوي (ص107).

[7] المزهر (1 / 369)، وسيأتي تفصيل القول فيه.

[8] علم اللغة بين القديم والحديث (ص287)، وينظر: فصول في فقه العربية (ص335) د. رمضان عبد التواب. مكتبة الخانجي. ط:6 - 1420هـ - 1999م، والمشترك اللغوي نظرية وتطبيقًا (ص13) وما بعدها. د. توفيق= = شاهين. مكتبة وهبة ط:1- 1400هـ - 1980م.

[9] أبو داود (كتاب الصلاة - باب ما يقول الرجل إذا سلم) (1 / 474)، وابن ماجه (كتاب الدعاء - باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ) (2 / 259).

[10] غريب أبي عبيد (2 / 270، 273).

[11] المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (1 / 520) لأبي موسى المديني تح/ عبد الكريم العزباوي. جامعة أم القرى. مكة المكرمة ط:1 - 1410هـ - 1989م.

[12] الصحاح (حوب) (1 / 116).

[13] مصنف عبد الرزاق (5 / 247)، والنهاية (1 / 305).

[14] غريب ابن قتيبة (2 / 204، 205).

[15] البارقة: اللائحة، أي: تضربين بها، يقال: رأيت البارقة، أي: لمع السيوف. الصبح المنير في شعر أبي بصير (ص183) طبع مطبعة آدلف هلز هوستن. 1927م.

[16] لم أقف عليه.

[17] غريب الحربي (2 / 394، 395، 396)، وينظر: ما اتفق لفظه واختلف معناه لابن الشجري (ص301، 302) دار الكتب العلمية. تح/ أحمد حسن بسج ط:1- 1417هـ 1996م.

[18] الترمذي (كتاب الرضاع) (3 / 476)، وابن ماجه (كتاب النكاح - باب في المرأة تؤذي زوجها) (1 / 649)، والمسند (5/ 242).

[19] الدلائل (1/ 135، 136).

[20] المسند (3/ 27)، والفائق (3/ 407)، والنهاية (5/ 53).

[21] غريب الخطابي (1/ 205، 206).

[22] غريب الخطابي (1/ 71).

[23] ينظر: منال الطالب في شرح طوال الغرائب (ص35)، وما بعدها لمجد الدين ابن الأثير. دار المأمون للتراث تح د. محمود محمد الطناحى. بدون تاريخ. وفيه الحديث بطوله، وشرح غريبه.

[24] ذكر الإمام ابن تيمية هذا الحديث، وقال: المعنى صحيح لكن لا يعرف له إسناد ثابت. مجموع الفتاوى (18/ 375).

[25] الغرابة في الحديث النبوي (ص114).

[26] البيان والتبيين (1/ 144).

[27] غريب الخطابي (1/ 68).

[28] شعب الإيمان (2/ 162)، ومجمع الزوائد (3/ 220)، والطبقات الكبرى لابن سعد (1/ 287).

[29] غريب أبي عبيد (1/ 130، 131).

[30] غريب الخطابي (1/ 280، 281)، وينظر: منال الطالب لابن الأثير (ص74) وما بعدها.

[31] الفائق (3/ 433)، والسيرة النبوية لابن هشام (4/ 596) وما بعدها. تح/ مصطفى السقا وزميليه. الحلبي ط:2. 1375هـ - 1955م.

[32] غريب ابن قتيبة (1/ 239)، ومنال الطالب (ص67) وما بعدها.

[33] ابن ماجه (كتاب الفتن - باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) (2/ 329)، والمعجم الأوسط (5/ 252) لسليمان بن أحمد أبي القاسم الطبراني تح/ طارق بن عوض الله بن محمد، وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني. دار الحرمين. القاهرة 1415هـ، وسنن البيهقي الكبرى (10/ 94) أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبي بكر البيهقي) تح/ محمد عبد القادر عطا. مكتبة دار الباز. مكة المكرمة. 1414هـ - 1994م.

[34] غريب الحربي (1/ 251، 255).

[35] الإصابة في تمييز الصحابة (8/ 294) لابن حجر العسقلاني. تح / علي محمد البجاوي. دار الجيل. بيروت. ط1. 1412هـ، والطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 463).

[36] الدلائل (2/ 435، 436).

[37] الصحاح (عرب) (1/ 179).

[38] المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم (ص51) تح / أحمد شاكر. دار الكتب. بدون تاريخ.

[39] المزهر (1/ 268).

[40] شفاء الغليل (ص24)، تح/ محمد عبد المنعم خفاجي. المكتبة الأزهرية للتراث. بدون تاريخ. وينظر في ذلك: العربية خصائصها وسماتها لأستاذنا د.عبد الغفار هلال (ص468) وما بعدها. مطبعة الحبلاوي. ط:4 - 1415هـ 1995م. وعوامل تنمية اللغة العربية د. توفيق شاهين (ص147) وما بعدها. مكتبة وهبة. ط:3 - 1422هـ - 2001م.

[41] ينظر لبيان الاحتكاك بين اللغات وعوامله: التعريب فى القديم والحديث د. محمد حسن عبد العزيز (ص9) وما بعدها، دار الفكر العربي. بدون، وفقه اللغة د. وافي (ص153) وما بعدها.

[42] دراسات في فقه اللغة د / صبحي الصالح (314، 315).

[43] الغرابة في الحديث النبوي (ص157).

[44] البخاري (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة) (3/ 1183)، ومسلم (كتاب الجنة وصفة نعيمها - باب أول زمرة تدخل الجنة) (4/ 2178).

[45] غريب أبي عبيد (1/ 41، 42).

[46] الألفاظ الفارسية المعربة (ص12) لأدي شير. المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين. بيروت. 1908م.

[47] وهو أن الفارسية ربما استعارت هذه الكلمة من الآرامية أو اليونانية.

[48] الغرابة في الحديث النبوي (ص159).

[49] النهاية (4/ 299).

[50] غريب ابن الجوزي (2/ 287)، والفائق (3/ 254).

[51] النهاية (4/ 299).

[52] غريب الحربي (2/ 891، 892).

[53] المعرب (ص362)، وينظر: شفاء الغليل (ص271).

[54] الفائق (3/ 351)، والنهاية (4/ 642).

[55] شرح ديوان جرير (ص485) تأليف / محمد إسماعيل عبد الله الصاوي المكتبة التجارية. بدون تاريخ.

[56] غريب الخطابي (3/ 64).

[57] الفائق (3/ 351).

[58] شفاء الغليل (ص292)، والألفاظ الفارسية المعربة (ص143).

[59] أسرار البلاغة (ص350) لعبد القاهر الجرجاني. قرأه وعلق عليه / محمود محمد شاكر. دار المدني. جدة. رضي الله عنه 1. 1412هـ - 1991م.

[60] السابق (ص395)

[61] مثل كتاب المجازات النبوية للشريف الرضى، وقد صرح هو بذلك، ينظر: المجازات النبوية (ص4) مطبعة الآداب. بدون تاريخ.

[62] مسند الشهاب القضاعي (1/ 379).

[63] غريب أبي عبيد (1/ 207).

[64] المجازات النبوية (ص64).

[65] المسند (6/ 333)، والفائق (3/ 358).

[66] غريب ابن قتيبة (1/ 131).

[67] المجازات النبوية (ص36، 37)، وينظر: اللفظ بين الحقيقة والمجاز في الأحاديث النبوية (ص21) د.عزيزة عبد الفتاح الصيفي 1422هـ- 2001م.

[68] البخاري (كتاب المغازي - باب غزوة الطائف) (4/ 1574)، ومسلم (كتاب الزكاة - باب إعطاء المؤلفة قلوبهم) (2/ 738).

[69] غريب الحربي (1/ 141، 146).

[70] المجازات النبوية (ص23).

[71] البخاري (كتاب الوضوء - باب ما يقول عند الخلاء) (1/ 66)، ومسلم (كتاب الحيض - باب إذا أراد دخول الخلاء) (1/ 283).

[72] الدلائل (1/ 128، 129).

[73] أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 108).

[74] الخصائص (2/ 446).

[75] المسند (2/ 165)، والأدب المفرد (ص138) لمحمد بن إسماعيل البخاري تح/ محمد فؤاد عبد الباقي - دار البشائر الإسلامية. بيروت. رضي الله عنه 3. 1409 هـ 1989م.

[76] غريب الخطابي (1/ 168).

[77] المجازات النبوية (ص11).

[78] اللفظ بين الحقيقة والمجاز (ص15، 16).

[79] ينظر: الزينة (1/ 156).

[80] الغرابة في الحديث النبوي (ص172).

[81] للأعشى. صدر بيت وعجزه: عَليّ شَهِيدٌ شَاهِدُ الله فاشهَدِ. الصبح المنير في شعر أبي بصير (ص133).

[82] لعنترة. عجز بيت وصدره: نُبِّئتَ عمرًا غيرَ شاكرِ نعمتي. الديوان (ص83) (ضمن مجموعة شروح) ت/ نخبة من الأدباء. دار الفكر للجميع. 1968م.

[83] للنابغة الذبياني، ورواية الديوان: (والسعد) بدلاً من (السند) (ص36).

[84] الزينة (ص146)، وينظر: التطور الدلالي بين لغة الشعر الجاهلي ولغة القرآن الكريم (ص22) وما بعدها.

[85] الصاحبي (ص78).

[86] الصاحبي (ص101).

[87] السابق (ص102، 103).

[88] المسند (4/ 377)، وابن حبان بترتيب ابن بلبان (كتاب التاريخ - باب ذكر الإخبار عن فتح الله على المسلمين كثرة الأموال) (15/ 71) لمحمد بن حبان. تح/ شعيب الأرناؤوط. مؤسسة الرسالة. بيروت. ط1-1414هـ-1993م.

[89] غريب أبي عبيد (1/ 416، 417).

[90] أبو داود (كتاب الذبائح - باب في العتيرة) (2/ 114)، وابن ماجه (كتاب العقيقة - باب تفسير الفرع) (7/ 71).

[91] غريب الحربي (1/ 206، 208).

[92] الغرابة في الحديث النبوي (ص185).

[93] غريب الخطابي (1/ 68، 69).

[94] الفائق (3/ 254، 255).

[95] غريب الخطابي (1/ 69).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أسلوب غريب في كتابة بعض المُحْدَثين
  • نبذة عن المصباح المنير في غريب الشرح الكبير
  • تعريف الغريب
  • التأليف في غريب الحديث
  • حديث: ما يحملكم على أن تتايعوا في الكذب
  • الحديث الغريب: تعريفه وأقسامه
  • وإليك نسعى ونحفد
  • كلمة فاسق في اللغة
  • معنى كلمة ظلم
  • ما معنى الإسباغ؟
  • معنى الشفق
  • أهل الحديث

مختارات من الشبكة

  • الأسباب والمسببات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب التخفيف في التكاليف الشرعية(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أسباب الإعاقة البصرية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • صدقة السر سبب من أسباب حب الله لك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صدقة السر سبب من أسباب رضى الله عنك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صلة الرحم سبب عظيم من أسباب الرزق(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • قيام الليل سبب من أسباب دخول الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضل بناء المساجد: بناء المساجد سبب من أسباب دخول الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • باب فضل ترديد الأذان: التهليل بعد الأذان سبب من أسباب مغفرة الذنوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الوضوء قبل النوم: النوم على وضوء سبب من أسباب استجابة الدعاء(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب