• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: الحج قصة وذكرى وعبرة
    مطيع الظفاري
  •  
    خطبة: الرشد أعظم مطلب
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    السنة في حياة الأمة (1)
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    خطبة: عاشوراء
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    تفسير: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الدرس التاسع والعشرون فضل ذكر الله
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها ووجوب قص الشارب
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    وبشر الصابرين..
    إلهام الحازمي
  •  
    أشنع جريمة في التاريخ كله
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تحريم الاستعاذة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    البخل سبب في قطع البركة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    قصة المنسلخ من آيات الله (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    نعمة الأولاد (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    خطبة (المسيخ الدجال)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    وقفات تربوية مع سورة العاديات
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    من أسباب الثراء الخفية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

حق القرآن الكريم (1)

حق القرآن الكريم (1)
أحمد عماري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/1/2017 ميلادي - 6/4/1438 هجري

الزيارات: 11343

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حق القرآن الكريم

وقفة مع عظمة القرآن ومكانته (1)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:

إخوتي الكرام؛ مع حق آخرَ من الحقوق الإسلامية العظيمة، مع حق جليل القدر، عظيم الشأن، أوجب الله تعالى على عباده أداءَه ورعايته، تحقيقاً لمنافِعِهم ومصالحِهم في العاجل والآجل، وصيانة وحماية لهم من المساوئ والمهالك في الدنيا والآخرة.. إنه حق القرآن الكريم؛ حق عظيم جليل، لأنه كلام الله العظيم الجليل..

 

وقفة مع عظمة القرآن الكريم:

إخوتي الكرام؛ قبل أن نتعرّفَ على حقوق القرآن على أمة القرآن، لا بد لنا أولاً أن نقف مع عظمة القرآن ومكانته، لنعلمَ أنّ حقه على الأمة عظيم، وأن أمانته في رقاب الأمة جسيمة...

 

فالقرآن الكريم كلام الله؛ ويكفي هذا دليلاً على عظمته ومكانته وشرَفِه، فهو كلام الله، ليس بمخلوق، ولا بكلامِ مخلوق، وإنما هو كلام الله، أصدقُ كلام، وأحسنُ كلام، وأشرفُ كلام، نزل به أشرف ملك وهو جبريل عليه السلام، في أشرف شهر وهو شهر رمضان، في أشرف ليلة وهي ليلة القدر، في أشرف بقعة على الأرض وهي مكة المكرّمة، وبأشرف لغة وهي اللغة العربية، وعلى أشرف خلق الله وهو الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أشرفِ وخير أمّة أخرجتْ للناس وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم.. قال الله تعالى: ﴿ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195]. فعظمته من عظمة الله، وجماله من جمال الله، وجلاله من جلال الله، لأنه كلام الله، الذي قال عنه ربنا سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 87]. وقال عز وجل: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ [النساء: 122]. حديثه أحسنُ الحديث، كما قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ﴾ [الزمر: 23]. وقَصَصُه أحسن القصص، كما قال سبحانه: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾ [يوسف: 3].. لا يشبهه كلام، ولا يدانيه كلام...

 

إنه كلام الله، أحكمَ الله آياتِه بإرادته، وحفِظه بقدرته، يَسَّر ذكرَه للذاكرين، وسَهَّل حِفظه للدارسين، فهو للقلوب ربيعُها، وللأبصار ضياؤها، جعله الله تعالى نورًا، وإلى النور يهدي، وحقًّا، وإلى الحق يُرشد، وصراطًا مستقيمًا ينتهي بسالكيه إلى جنة الخلد، لا تمَله القلوب، ولا تتعَبُ من تلاوته الألسُن، ولا يَخلق على كثرة الرّدِّ..

 

إنه كلام الله، نعمة اللهِ السابغة، وحُجّته الدامغة، نورُ الأبصار والبصائر، أنزله ربنا وشرّفه وَعْداً وَوَعِيداً، وأمْراً وزَجْراً، وحُكماً وعِلماً، ورحمة وعدلاً..

 

القرآن الكريم هُدًى؛ كتابُ هداية ودلالة وإرشاد، يهدي إلى الحق، ويدل على الطريق، ويُرْشد إلى الخير، مَن تمسك به اهتدى وفاز ونجا، ومن أعرض عنه ضل وغوى وسلك سبيل الرّدى.. قال تعالى عنه: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 1، 2]. وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]. فهذا القرآن يَهدي ويَدلّ ويُرْشدُ لما هو أفضلُ للبشرية في عقائدها وعباداتها وتشريعاتها، وأفضلُ في معاملاتها وآدابها وأخلاقها..

 

القرآن الكريم نور؛ نور وضياء، يُنيرُ الطريق للسالكين، ويُضيء السبيل للمؤمنين، ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16]. فلا مَخرَج من الظلمات إلى النور إلا بهذا الكتاب المبين، مَن أخذ به أبصرَ طريق النجاة والفلاح، ومن أعرَضَ عنه بقي ضائعا تائها في غياهب الظلمات، كما قال عز وجل: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122].

 

القرآن الكريم شفاء؛ شفاء من الأمراض والأدواء، شفاء من الهموم والأحزان... فعنه يقول ربنا سبحانه: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82].

 

القرآن شفاء للقلوب؛ من تدبَّره أخرَج النفاق والشك والريبة وكلّ سوء وشرّ من قلبه، حتى يصبح قلبه طاهرا مطمئنا بالإيمان...

 

والقرآن شفاء للأبدان؛ تقرؤه فتنزل السكينة، وتذهبُ الهموم والأسقام بإذن الله.. شفاء يَدُلك على الطيبات التي تنفعك في بدنك، ويُحرّم عليك الخبائث التي تضرّك في بدنك... ﴿ قلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [فصلت: 44].

 

القرآن الكريم موعظة؛ يُحَرّك القلوب، ويُسَدّد العقول، ويؤثر في النفوس، فقد قال الله تعالى عنه: ﴿ يَا أَيّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَة مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴾ [يونس: 57]. فمن لم يتعظ بالقرآن الكريم، بوَعْدِه ووَعِيدِه، وقصَصِه وأمثاله، فليعلمْ أن قلبه ميت، وأنّ عقله تائه، وإنْ زعم أنه أعقلُ العقلاء.. فعن قوّة القرآن في الوعظ والتأثير يقول ربنا سبحانه: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21]. أي لو خوطِبتِ الجبالُ الرّوَاسي بالقرآن لخشعتْ وتصدّعتْ وتشققتْ من خشية الله.. وقال عز وجل: ﴿ وَلَوْ أَنَّ قرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أوْ قطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى ﴾ [الرعد: 31]. يقول ابن كثير: "لو كان في الكتب الماضية كتاب تسَيَّرُ به الجبال عن أماكنها، أو تقطّع به الأرض وتنشق، أو تكلم به الموتى في قبورها، لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره". فما بالُ القلوب لا تخشع ولا تتأثر بالقرآن؟ هل هي أقسى من الحجر؟ كما قال الله تعالى عن قلوب بني إسرائيل: ﴿ ثمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدّ قَسْوَةً ﴾ [البقرة: 74].

 

القرآن الكريم رحمة؛ أنزله الرحيم الرحمان على عباده لينالوا به رحمة الله التي وَسِعَتْ كل شيء، فمن أراد الرحمة فعليه بهذا القرآن، ففي قراءته رحمة، وفي سماعه رحمة، وفي اتباعه رحمة... ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82]. يقول الليث رحمه الله: مَا الرّحمَةُ إلى أحَدٍ بأسرَعَ مِنها إلى مُسْتمِع القرآن، لقول الله جل ذكره: ﴿ وَإِذَا قرِئَ الْقرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204].

 

القرآن الكريم خيرُ الكتب السماوية وخاتمها؛ فهو أرفعها مقاما، وأكثرُها تابعا، وآخرُها نزولا...

 

كتابٌ استوْعبَ هَدْيَ موسى وعيسى والنبيّين من قبلهما، عليهمْ جميعاً وعلى نبيّنا أفضلُ الصلاة والسلام.

 

القرآن كتاب اجتمع فيه ما تفرّق في الرسالات قبله، فحَفِظ حقائق النبوّات الأولى، كما قال تعالى عنه: ﴿ نَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾ [الأعلى: 18، 19] وهيْمَنَ عليها، أي نسخ بعض أحكامها، وزاد عليها من الأحكام ما يليق بمقام الأمة الخاتِمة، كما قال الله تعالى عنه: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48]. لأنه كتاب لا تنحصر أحكامه وأخلاقه في مكان، ولا يَحُدّها زمان، بل هو كتاب جاء ليُسَيّرَ شؤون العباد في كل زمان وفي كل مكان، منذ أن بُعِثَ به محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن يَرث الله الأرض ومن عليها.. لا تنقضي عجائبه، ولا تعجز أحكامه، ولا يُمَلّ سَماعُه، ولا يَخلق من كثرة الرّدّ..

 

القرآن الكريم كتابُ خير وسعادة ونجاة وفلاح؛ يدل على كل خير، ويقود إلى كل فلاح، فهو دليل العباد إلى خير الدنيا والآخرة، وقد قال سبحانه: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَة وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]. فالقرآن عمدة الملة، وكلية الشريعة، ويَنبُوع الحِكمة، وآية الرسالة، لا طريق إلى الله سواه، ولا سبيل إلى النجاة بغيره..

 

إنه دليل التوحيد والإيمان، ومصدر السعادة والهناء، وطريق القوة والعزة، وسبيل الوحدة والأخوة... ولتعرفَ قيمة هذا الخير الذي جاء به القرآن تأملْ كيف كانت الحياة البشرية في الجاهلية قبل نزول القرآن؛ كانت حياة ضلال وظلام، أهلها غارقون في أوحال الشرك والوثنية، يصنعون آلهتهم بأيديهم ويعبدونها من دون الله..

 

أناس يَنْحِتون أصناما من الحجارة ويسجدون لها.. وآخرون يجمعون التمرَ ويسجدون له، فإذا جاعوا أكلوه.. منهم من يعبد الحجر، ومنهم من يعبد الشجر، ومنهم من يعبد الشمس والنجوم والقمر...

 

عن أبي رجاء العُطاردي رضي الله عنه قال: "كنا نعبد الحَجَر، فإذا وجدنا حجرا هو أخْيَرُ منه ألقيناه، وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جُثوَة من تراب، ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه، ثم طفنا به". رواه البخاري.

يَعبدونها ويَدْعونها ويطوفون بها وهي لا تسمَعُ ولا تبصِرُ ولا تتحرّك، ولا تملك لهم نفعا ولا ضَرّا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، ولكنها العقولُ المتحَجّرَة، والقلوبُ الميتة، والجهلُ والتقليد والعناد واتباع الهوى...

 

جاء أحدهم إلى صنم في جهينة ليسجد له، فخرج ثعلب من وراء الصنم، فهربت ناقته وسقط من على الناقة، فقال:

أتينا إلى سَعْدٍ ليجمع شملنا ♦♦♦ ففرّقنا سعدٌ فما نحن من سعدٍ

 

وجاء آخرُ فوجد ثعلباً يبول على صنمه، فقال:

أرَبّ يبول الثعلبان برأسه ♦♦♦ لقد ذل من بالت عليه الثعالب

حتى نزل القرآن فدعاهم إلى توحيد الله وعبادته، وبين لهم حقيقة أصنامهم التي يعبدونها، فقال ربنا سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ * إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ * وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 194، 198].

 

كانت الحياة في الجاهلية حياة حروب وعصبية وصراعات ونزاعات... حتى نزل القرآن فدعا إلى الصلح والإخاء، فجعل من الأعداء المتحاربين إخوَة متحابين، ﴿ إِنَّمَا الْمُؤمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾[الحجرات: 10].

 

كانت الحياة في الجاهلية حياة يُستعْبَدُ فيها الضعفاء، ويُهان فيها الفقراء، فنزلَ القرآن فدعا إلى تحرير العبيد، والرفق بالضعفاء، والإحسان إلى الفقراء، وجعل ذلك سبيلا إلى تجاوز العقبة والنجاة من المهالك والمضارّ، فقال تعالى: ﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴾ [البلد: 11 - 18].

 

كانت الحياة في الجاهلية حياة تهانُ فيها النساء، وتُوأدُ فيها البنات، حتى نزل القرآن فردّ إلى الأنثى كرامتها، وحرّمَ وَأدَهَا وإهانتَها، فقال تعالى: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58، 59]. فالقرآن الكريم هو الذي أنقد البشرية من ضلالها وظلامها وشقائها...

 

فهنيئا لمن آمن به، واستنار بنوره، واهتدى بهداه... وويل لمن أعرض عنه، وجحد به، واستكبر عن آياته... ﴿ يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الأعراف: 35، 36].

 

نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وأن يجعله قائدا لنا إلى رضوانه، وشفيعا لنا يوم لقائه..

 

اللهم طهر قلوبنا بكتابك، ونور عقولنا بكتابك، وسدد ألسنتنا بكتابك، وأصلح شؤوننا بكتابك، وارفع درجاتنا بكتابك، يا رب العالمين.

اللهم فرج هم المهمومين، ونفس كرب المكروبين، وأصلح أحوال المسلمين، واشف مرضى المسلمين أجمعين.

ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • طريقة القرآن الكريم في الهداية
  • قيمة العلم في القرآن الكريم
  • نوايا قراءة القرآن الكريم
  • حق القرآن الكريم (3)

مختارات من الشبكة

  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • للقارئ عند ختم القرآن الكريم دعوة مستجابة، وحق تعليم الصغار القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإخلاص في الذكر عند قيام الليل والأذان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منهج فهم معاني الأسماء الحسنى والتعبد بها (2) الملك(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • مخطوطة إظهار الحق المبين لتأييد إجماع الأئمة الأربعة على تحريم مس وحمل القرآن الكريم لغير المتطهرين(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • حق القرآن الكريم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق القرآن على أمة القرآن {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون} (PDF)(كتاب - موقع أ.د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/1/1447هـ - الساعة: 11:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب