• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي

د. سمير مثنى علي الأبارة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/12/2016 ميلادي - 1/4/1438 هجري

الزيارات: 16939

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي

 

﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾، ليست للتخيير المجرد، بل للتهديد إن اختار المرء الكفر على الإيمان، وكون الإنسان لا يجبر على الدخول في الدين الحق ليس معنى هذا أن تخييره مجرد، بل إن اختار الإنسان الكفر عن الإيمان استحق ما توعد به الله الكفار من العذاب فليس معنى حرية الاختيار أن يفعل الإنسان الحرام أو أن يكفر وأمثال هذا كثير.


مثل قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [فصلت: 40] [1] أي إن الذين يميلون عن الحق في حججنا تكذيباً بها وجحوداً لها - نحن بهم عالمون لا يخفون علينا، ونحن لهم بالمرصاد إذا وردوا علينا، وسنجازيهم بما يستحقون ولا يخفى ما في ذلك من شديد الوعيد كما يقول الملك المهيب: إن الذين ينازعونني في ملكي أعرفهم ولا شك، فهو يريد تهديدهم وإلقاء الرعب في قلوبهم[2].


وقوله تعالى: ﴿ قُلْ يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام: 135] [3] أي قل أيها الرسول: يا قوم اعملوا على طريقتكم فإني عامل على طريقتي التي شرعها لي ربي جل وعلا فسوف تعلمون - عند حلول النقمة بكم - مَنِ الذي تكون له العاقبة الحسنة؟ إنه لا يفوز برضوان الله تعالى والجنة مَن تجاوز حده وظلم، فأشرك مع الله غيره[4].


وقوله تعالى: ﴿ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر: 15] [5] أي: فاعبدوا أنتم - أيها المشركون - ما شئتم من دون الله من الأوثان والأصنام وغير ذلك من مخلوقاته، فلا يضرني ذلك شيئًا. وهذا تهديد ووعيد لمن عبد غير الله، وأشرك معه غيره[6].


ومن أمثلة الواقع أنك تقول لابنك أنت حر في أن تذاكر أو لا تذاكر لكن إن لم تنجح في الامتحان سأعاقبك، أو أهْمِلْ دروسك وسترى عاقبة ذلك أو أمضِ وقتك في اللعب واللهو فسوف ترى عاقبة ذلك.


والذي قال: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ هو الذي قال: ﴿ قُلْ يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام: 135] [7] وقل لهؤلاء الغافلين: ما جئتكم به هو الحق من ربكم، فمن أراد منكم أن يصدق ويعمل به، فليفعل فهو خير له، ومن أراد أن يجحد فليفعل، فما ظَلَم إلا نفسه. إنا أعتدنا للكافرين نارًا شديدة أحاط بهم سورها، وإن يستغيث هؤلاء الكفار في النار بطلب الماء مِن شدة العطش، يُؤتَ لهم بماء كالزيت العَكِر شديد الحرارة يشوي وجوههم. قَبُح هذا الشراب الذي لا يروي ظمأهم بل يزيده، وقَبُحَتْ النار منزلا لهم ومقامًا. وفي هذا وعيد وتهديد شديد لمن أعرض عن الحق، فلم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يعمل بمقتضاها[8].


قوله تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ لا يستلزم نفي جهاد الطلب:

زعم البعض أن قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ ينفي جهاد الطلب، وبعض المغرضين زعم أن قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ يتعارض مع تشريع الجهاد، وهذه فرية يغني فسادها عن إفسادها فقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ ليس معناه عدم جهاد الكافرين وعدم قتال الكافرين وسبب نزول الآية يجلي ذلك ويوضحه.


وقد قال ابن عباس - رضي الله عنه - "كانت المرأة تكون مقلاة فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا: لا ندع أبناءنا فأنزل الله - عز وجل -: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ [البقرة: 256] [9] فالآية نزلت في النهي عن الإكراه على الدخول في الإسلام، ولا علاقة لها بجهاد الكفار أو عدم جهادهم.


والذي نزل عليه قوله تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ هو الذي نزل عليه: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193] [10] [11] وهو الذي نزل عليه قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [التحريم: 9] [12].


والذي نزل عليه قوله تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ هو الذي قال: ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ))[13].


والذي نزل عليه قوله تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ قد جاهد الكفار بنفسه وجاهد الصحابة معه وبعدما مات جاهد الصحابة وفتحوا البلاد.


وقال السعدي - رحمه الله: "ولا تدل الآية الكريمة على ترك قتال الكفار المحاربين، وإنما فيها أن حقيقة الدين من حيث هو موجب لقبوله لكل منصف قصده إتباع الحق، وأما القتال وعدمه فلم تتعرض له، وإنما يؤخذ فرض القتال من نصوص أخر"[14].


وقتال الكفار ليس الغرض منه إجبارهم على الإسلام لكن قتال الكفار وسيلة لتبليغ الإسلام عند وجود من يحول بين الناس ودعوة الإسلام إذ لا يمكن نشر الإسلام في كافّة أنحاء العالم، مع وجود الطّغاة والقتلة الذين يسعون للسيطرة على العالم لأجل أطماعهم الفاسدة، ولذلك نجد النصوص الشرعية تذكر لفظ الجهاد أو القتال، والجهاد والقتال إنما يكون بين جيشين جيش الإسلام وجيش الكفار، ولا يكون جيش بلا أمير، والأمير يكون إما رئيس الدولة الكافرة أو مكلف من قبله.


"فالقتال لم يشرع لفرض منهج، إنما شرع ليفرض حرية اختيار المنهج، بدليل قول الحق:

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ [البقرة: 256] وعلى ذلك فالإسلام لا يفرض الدين، ولكنه جاء ليفرض حرية الاختيار في الدين، فالقُوَى التي تعوق اختيار الفرد لدينه، يقف الإسلام أمامها لترفع تسلطها عن الذين تبسط سلطانها عليهم ثم يترك الناس أحراراً يعتنقون ما يشاءون، بدليل أن البلاد التي فتحها الإسلام بالسيف، ظل فيها بعض القوم على دياناتهم. فلو أن القتال شرع لفرض دين لما وجدنا في بلد مفتوح بالسيف واحداً على غير دين الإسلام"[15].


ومن حق جميع الناس أن يبلغ إليهم الإسلام، وألا تقف عقبة أو سلطة في وجه التبليغ بأي حال من الأحوال. ولذلك من حكم جهاد الكفار إزالة الحواجز التي تعيق وصول الدعوة إلى الناس لإنقاذهم من النار، والجهاد والقتال لا يكون إلا بعد دعوة وإنذار فكون المسلمون يقاتلون أي أن دولة الكفر رفضت الدعوة وأبت وصول الحق للناس فكان لابد من القتال لردع الظلم ونشر الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأي حق أعظم من حق الله على العباد أن يعبدوه وأي منكر أعظم من الكفر والشرك وأي جرم أعظم من منع نشر دين الله في الأرض أي أن قتال الكفار من باب استخدام القوة عند تعذر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة فجهاد المسلمين يعتبر قوة تدافع عن الدين الحق بالحق لله الحق قوة تعرض الإسلام وإن كلفها ذلك الوقت والحياة والمال.


إن الإسلام لم يكره فردًا على تغيير عقيدته، كما فعلت الصليبية على مدار التاريخ في الأندلس قديمًا وزنجبار حديثًا، لتكرههم على التنصر وأحيانًا لا تقبل منهم حتى التنصر فتبيدهم لأنهم مسلمون"[16].


ومن حكم جهاد الكفار حماية من دخل في الإسلام من أن يؤذي من قبل الذين كفروا الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193][17]ولو جاهد المسلمون لشاع الأمان في البلاد وبين العباد؛ لأن رهبة العدو من المسلمين لا تجعله يتجرأ على خوض معارك لا يقدر عليها؛ ولن يعيش العالم في أمان إلا إذا ساده الإسلام.


وقال الشعراوي - رحمه الله: "السيف ما جاء إلا ليحمي اختيار المختار، فلي أنْ أعرض ديني، وأنْ أُعلنه وأشرحه، فإنْ منعوني من هذه فلهم السيف، وإنْ تركوني أعلن عن ديني فهم أحرار، يؤمنون أو لا يؤمنون.


إنْ آمنوا فأهلاً وسهلاً، وإنْ لم يؤمنوا فهم أهل ذمة، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ويدفعون الجزية نظير ما يتمتعون به في بلادنا، وعليهم ما علينا، وما نُقدِّمه لهم من خدمات، وإلا فكيف نفرض على المؤمنين الزكاة ونترك هؤلاء لا يقدمون شيئاً؟


لذلك نرى الكثيرين من أعداء الإسلام يعترضون على مسألة دَفْع الجزية، ويروْنَ أن الإسلام فُرِض بقوة السيف، وهذا قول يناقض بعضه بعضاً، فما فرضنا عليكم الجزية إلا لأننا تركناكم تعيشون معنا على دينكم، ولو أرغمناكم على الإسلام ما كان عليكم الجزية"[18].


ومن حكم جهاد الكفار أن يظهر دين الإسلام فوق كل الشرائع والأديان الأخرى ويكون للإسلام السيادة فيحكم الأرض ويسود العدل قال الله - سبحانه وتعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [الصف: 9][19].


ومن حكم جهاد الكفار تقوية شوكة الدولة الإسلامية فلا يلين لها جانب، ولا يستطيع أحد أن ينال من عزتها وكرامتها ويحمى من فيها إذ كره الكفار للإسلام وأهله تجعلهم لا يهدأ لهم بال ولا يَقِرّ لهم قرار، إلا بإيذاء الإسلام وأهله والنيل من مقدساته، والقوة حقٌ مشروعٌ لردع الظالمين العابثين ولرهب من يريد إيذاء الإسلام وأهله ولحماية من تحت سلطة الإسلام ولحماية أهل الإسلام قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُو ﴾ [البقرة: 217][20].


وأعداء الإسلام منذ توقف الفتوحات الإسلامية وهم يحاربون الإسلام والمسلمين ابتداء من الحروب الصليبية ثم الاستعمار والاحتلال، والجرائم البشعة مثل مذبحة دير ياسين ومذبحة صبرا وشاتيلا ومذبحة بحر البقر.


وقال الشيخ المراغي: "و ما غُلب المسلمون في العصور الأخيرة وذهب أكثر ملكهم إلا لأنهم تركوا الاهتداء بهدى دينهم وتركوا الاستعداد المادي والحربي الذي طلبه الله بقوله: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60][21] واتكلوا على خوارق العادات وقراءة الأحاديث والدعوات، وذلك ما لم يشرعه الله ولم يعمل به رسوله- إلى أنهم تركوا العدل والفضائل وسنن الله في الاجتماع التي انتصر بها السلف الصالح، وأنفقوا أموال الأمة والدولة فيما حرم الله عليهم من الإسراف فى شهواتهم.


وعلى العكس من ذلك اتبع الإفرنج تعاليم الإسلام فاستعدوا للحرب واتبعوا سنن الله في العمران فرجحت كفّتهم، ولله الأمر.

وما مكّن الله لسلف المسلمين من فتح بلاد كسرى وقيصر وغيرهما من البلاد إلا لما أصاب أهلها من الشرك وفساد العقائد في الآداب ومساوي الأخلاق والعادات والانغماس في الشهوات وإتباع سلطان البدع والخرافات - فجاء الإسلام وأزال كل هذا واستبدل التوحيد والفضائل بها، ومن ثم نصر الله أهله على الأمم كلها.


ولما أضاع جمهرة المسلمين هذه الفضائل واتبعوا سنن من قبلهم في إتباع البدع والرذائل وقد حذرهم الإسلام من ذلك، ثم قصروا في الاستعداد المادي والحربي للنصر في الحرب عاد الغلب عليهم لغيرهم ومكنّ لسواهم في الأرض: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105][22] أي الصالحون لاستعمارها والانتفاع بما أودع فيها من كنوز وخيرات"[23].


والخلاصة أن عدم الإكراه على الدخول في الإسلام لا يستلزم عدم القتال والجهاد؛ لأن حرية اختيار الدين لا تعني عدم الحاجة لإبلاغ الدين، وحرية اختيار الدين لا تعني عدم نشر الدين، وحرية اختيار الدين لا تعني عدم حماية الدين وأهله من أعدائه.


قوله تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256] لا يستلزم حرية الردة وعدم عقوبة المرتد زعم البعض أن قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256] ينفي حد الردة، وبعض المغرضين زعم أن قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256] يتعارض مع حد الردة، وهذه فرية يغني فسادها عن إفسادها فحرية اختيار الدين ليس معناها حرية الردة وحرية الخروج من الدين وحرية التلاعب بالدين.


وكما ثبت عندنا آية ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256] ثبت عندنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ))[24]، وإذا كان الإنسان له الحق في اختيار دين الإسلام فالإسلام الذي اختاره اشترط عليه عدم جواز الخروج منه وأن عقوبة الخروج عنه القتل.


ومن أراد أن يدخل في الإسلام فعليه أن يعرف قبل دخوله أنه سيكلف بتكاليف وسيلتزم بعهد إذا خالفه عرض نفسه للعقاب، كما أنه في قوانين الدول إذا طلب شخص الجنسية من دولة ما من الدول وومنحها فإنه بقدر ما يحظى بمزايا تلك الجنسية لابد وأن يتحمل تبعات ويلتزم بقوانين تلك الدولة، ومن خالف عوقب، ولا يقال بأن له مطلق العنان والحرية في أن يفعل ما يشاء.


وقال الشعراوي - رحمه الله - "من حكمة الإسلام أن يعلن حكم الردة لمن أراد أنْ يؤمن، نقول له قف قبل أن تدخل الإسلام، اعلم أنك إنْ تراجعت عنه وارتددتَ قتلناك، وهذا الحكْم يضع العقبة أمام الراغب في الإسلام حتى يفكر أولاً، ولا يقدم عليه إلا على بصيرة وبينة"[25].

 

والردة عدوان على المجتمع كله ففيها إشاعة الفساد وأي فساد أعظم من الكفر بالله والردة فيها شق عصى الدولة الإسلامية وتحريض على الخروج منها أي تحريض على هدم المجتمع الإسلامي والردة عدوان على نفس المرتد لذلك شرع الإسلام قتل المرتد بعد الاستتابة لإصلاح الفرد، ولحماية المجتمع الإسلامي وصيانة نظامه من الانهدام.

 

وإن الواحد منا ليتعجب إذا كان هناك عقوبات في القوانين الوضعية كخيانة الدولة تستحق الإعدام فلما يعترض على الشرع أنه جعل الردة عقوبة تستحق الإعدام أدين الله أهون من خيانة الدولة ما لهؤلاء كيف يحكمون؟!



[1] سورة فصلت: 40.

[2] تفسير المراغي 24 /137.

[3] سورة الأنعام: 135.

[4] التفسير الميسر ص 145.

[5] سورة الزمر: 15.

[6] التفسير الميسر ص 460.

[7] سورة الكهف: 29.

[8] التفسير الميسر ص 297.

[9] رواه أبو داود في سننه أبي داود حديث رقم 2682 قال الألباني صحيح.

[10] سورة البقرة: 193.

[11] تفسيرها في الصفحة التالية.

[12] سورة التحريم: 9.

[13] رواه البخاري في صحيحه 1/14 حديث رقم 25 بَابٌ: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ﴾ [التوبة: 5]، ورواه مسلم في صحيحه 1/53 حديث رقم 22 بَابُ الْأَمْرِ بِقِتَالِ النَّاسِ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، واللفظ للبخاري.

[14] تفسير السعدي ص 110.

[15] تفسير الشعراوي 4 /2512.

[16] الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية 2 /610.

[17] سورة البقرة: 193.

[18] تفسير الشعراوي 18 /11208.

[19] سورة الصف: 9.

[20] سورة البقرة: 217.

[21] سورة الأنفال: 60.

[22] سورة الأنبياء: 105.

[23] تفسير المراغي 9/ 208 - 209.

[24] رواه البخاري في صحيحه 4 /61 حديث رقم 3017.

[25] تفسير الشعراوي 18/ 11209.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الدروس المستفادة من قوله تعالى: { لا إكراه في الدين ... }
  • لا إكراه في الدين
  • لا إكراه في الدين .. ولماذا الفتوحات الإسلامية ؟
  • ما هو الإكراه في الدين؟
  • لا إكراه في الدين
  • {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}
  • فقه الرشد في زمن الفتن (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل يتعارض حد الردة مع قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) ؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إكراه المريض على الأكل والشرب(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • هل يجوز للقاضي إكراه الزوج على الخلع؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور القاضي في إكراه الزوج على الخلع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام عدم الإكراه في الدين لغير المسلمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإكراه ( تعريفه - أنواعه - شروطه - أثره )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { لا إكراه في الدين ... }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جواب شبهة: نقصان الدين قبل نزول آية الإكمال واختلاف العلماء على مسائل الدين مع كمالها(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب