• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات
علامة باركود

أحكام شعر الإنسان

أحكام شعر الإنسان
عبدالله بن عبده نعمان العواضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/11/2016 ميلادي - 13/2/1438 هجري

الزيارات: 23383

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أحكام شَعرِ الإنسان[1]

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:71-72].


أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى نبيه محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها الناس، لقد خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، وعدله وسواه، وركَّب أجزاء جسمه تركيبًا عجيبًا، وخلق له ما يفيده ويعينه، ويجمّله ويزينه، فتبارك الله أحسن الخالقين.


وقد كان من تلك الأجزاء التي يتكون منها الجسم: الشَعر الذي يُنبته الله تعالى بأعداد تقدر بالملايين في مواضع من جسد الإنسان، ولم يكن خلق ذلك عبثًا من غير حكمة وفائدة، بل له حكم وفوائد طبية وتحسينية كثيرة، وغير ذلك.


ولما كان جسد الإنسان هو الجِرْم الذي يناط به التكليف؛ فإنه قد ارتبطت بأعضائه على العموم أو على الخصوص عبادات وأحكام شرعية.


فالشعر النابت في الجسم الإنساني من تلك الأجزاء التي تعلقت بها أحكام شرعية جاء بها ديننا الحنيف. وهذا مما يدل دلالة واضحة على سعة هذا الدين وشموله، وعنايته بمصالح الإنسان العاجلة والآجلة.


عباد الله، إن الشَعر الموجود في جسم الإنسان منه ما ينمو بنمو الإنسان ويستمر في نمائه إلى موت صاحبه؛ كشعر الرأس، ومنه ما ينمو إلى مرحلة معينة يقف عندها؛ كشعر الحاجبين.


وهذه الشعور تتوزع على رأس الإنسان، ووجهه، وساعديه، وصدره، وبطنه، وعانته، وفخذيه، وساقيه، ولا تأخذ حكمًا شرعيًا واحداً من ناحية الإبقاء والإزالة؛ بل منها: ما أمر الشرع بإبقائه، ونهى عن أخذه أو الأخذ منه، ومنها: ما أمر الشارع بإزالته، والإزالة إما أن تكون بالحلق وإما بالقص، وإما بالنتف، سواء كان ذلك بالموسى، أم المقص، أم المزيلات الصناعية. ومن الشعر: ما سكت عنه الشارع الحكيم، فلم يأمر بإبقائه، ولم يأمر بإزالته. وحكمه حينئذ راجع إلى اختيار الإنسان: إن شاء أبقاه، وإن شاء أزاله.


أيها المسلمون، إن حديثنا اليوم عن الشعر حديثٌ ذو أهمية؛ لكونه جزء من أجزاء الإنسان التي وردت في حقها أحكام شرعية خاصة، ولأنه استجدَّت أفعال عصرية تتعلق بشعر الذكور والإناث صغاراً وكباراً، فيحتاج المسلم والمسلمة إلى معرفة حكم الشرع في تلك الأفعال التي تُجرى على الشعر؛ حتى يسلم من الإثم فيما حكمه الحرمة، ويسلم من الضيق والحرج فيما حكمه الإباحة والتوسعة.


والأحكام الشرعية المتعلقة بالشعر منها ما هو مشترك بين الذكور والإناث، ومنها ما هو خاص بالذكور، ومنها ما هو خاص بالإناث.


وسنبدأ-بعون الله تعالى- بالأحكام المشتركة.


أيها الأحبة الفضلاء، يستحب في حق المولود-ذكراً أو أنثى- أن يحلق شعر رأسه يوم سابعه، فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كل غلام رهين بعقيقته تذبح عنه يوم السابع، ويحلق رأسه، ويسمى) [2]، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (عقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حسن وحسين يوم السابع، وسماهما، وأمر أن يماط عن رأسه الأذى) [3].


والحكمة من حلق رأس المولود كما يقول ابن القيم رحمه الله: " وكان حلق رأسه إماطة الأذى عنه، وإزالة الشعر الضعيف؛ ليخلفه شعر أقوى وأمكن منه، وأنفع للرأس، ومع ما فيه من التخفيف عن الصبي، وفتح مسام الرأس؛ ليخرج البخار منها بيسر وسهولة، وفي ذلك تقوية بصره وشمه وسمعه"[4].


ومما يستحب في الشعر-في حق الذكور والإناث-: إكرامُه، بصيانته عن الأوساخ، وتعاهده بالتنظيف، والتطييب، والدهن، والتسريح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان له شعر فليكرمه)[5].


وعن جابر بن عبد الله قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلاً شعثًا قد تفرق شعره فقال: (أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره؟! ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة فقال: أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه؟!)[6].


وأما حديث: (نهى صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غباً)[7] يعني: يمشط يومًا ويترك يومًا،: "فالمراد به: ترك المبالغة في الترفه، والتنعم"[8].


ومما يستحب في تسريح شعر الرأس: أن يُسرَّح باليد اليمنى، ويُبدَأ بترجيله من الجهة اليمنى للرأس؛ لأنه تجميل وتحسين؛ فلذلك ناسب معه استعمال اليمين، ولحديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجُّلِه، وطهوره، وفي شأنه كله )[9].


أيها الأحباب الكرام، ومن الأحكام المشتركة بين الرجال والنساء المتعلقة بالشعر: ما يُطلب فعله به في الوضوء والغسل، والحج والعمرة، ودخول العشر الأُول من ذي الحجة على من يريد الأضحية.


فمن فروض الوضوء: مسح الرأس، وأكمله: مسح شعر الرأس باليد إقبالاً وإدباراً، ومن مستحبات الوضوء: تخليل اللحية غير الكثة، وأما الكثة فيكفي فيها مسحها مع غسل الوجه.


ومن واجبات الاغتسال الواجب: التعميم بالماء حتى يصل الماء إلى أصول الشعر.


وعلى من أحرم بحج أو عمرة أن يمسك عن الأخذ من شعر جسده كله حتى يتحلل، فإذا تحلل وجب عليه أن يحلق شعر رأسه أو يقصر إذا كان رجلاً، وأما المرأة المحرمة فإنها تقصر من شعر رأسها بقدر أنملة.


هذا في حق الحاج والمعتمر، ويشارك المقيمُ في وطنه الحاجَ في الإمساك عن الأخذ من شعر جسده كله إذا دخلت عليه العشر الأُول من ذي الحجة وأراد أن يضحي، حتى يذبح أضحيته.


أيها الإخوة الكرماء، ومن المستحبات مع الشعر: إزالة شعر الإبط، والعانة؛ لما في ذلك من النظافة، وانشراح النفس، والأفضل في شعر الإبط: النتف لمن قوي عليه؛ لأن النتف يُضعف إفراز الغدد العرقية والدهنية وأصول الشعر، كما قيل، والأفضل في شعر العانة: الحلق، فإن أزال شعر الإبط والعانة بأي مزيل من حلق أو تقصير أو نتف أو غير ذلك فجائز. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد-يعني: حلق العانة-، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب)[10].


والمستحب: أن لا يؤخر شعر الإبط والعانة أكثر من أربعين يومًا؛ لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (وقِّتَ لنا في قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة: أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة)[11].


عباد الله، إن الإنسان يمرُّ بمراحل عمرية من الصغر إلى الكبر ضعيفًا ثم قويًا ثم يؤول إلى الضعف، قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم:54].


فمن علامات الكِبَر والضعف-غالبًا-: تحوّل الشعر أو بعضه إلى اللون الأبيض، فينتشر الشيب في الرأس، أو في اللحية والشارب، وعند ذلك يكره بعض الرجال أو النساء ظهور ذلك على شعورهم، فيقوم بعضهم بنتف الشعرات البيضاء، وبعضهم يصبغ شعره الأبيض باللون الأسود؛ هروبًا من إعلان الشيب على شعرهم بدء مرحلة الضعف، ورفع الراية البيضاء في ميدان الشباب.


ونتف الشيب، أو خضبه بالسواد فِعلانِ غير جائزين شرعًا؛ لكون ذلك فيه خداع وتدليس؛ فقد نهى عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تنتفوا الشيب؛ فإنه ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كانت له نوراً يوم القيامة) وفي رواية: ( كتب الله له بها حسنة، وحط عنه بها خطيئة)[12]. وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: أتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة[13] بياضًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد )[14].


ولكن يجوز أن يصبغ شعره بأي صبغ ما عدا الصبغ الأسود، فمما يصبغ به: الحناء والكتم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أحسن ما غُيِّر به هذا الشيب الحناء، والكتم)[15].


أيها المسلمون، إن مما يحرم على الرجال والنساء فعلُه في الشَّعر: وصل الشعر، وهو أن يصل الإنسان بشعره شعراً آخر لآدمي، سواء كان ذلك الشعر الآخر من شعره أم من شعر غيره، ومنه ما يسمى بالباروكة، وهذا الفعل قد تفعله بعض النساء أو الرجال من أجل التزين والتحسين، وإخفاء الشيب، وهذا الصنع فيه تغيير لخلق الله تعالى، وفيه كذب وخداع وتدليس؛ فلهذا كان هذا الفعل من الرجال والنساء كبيرة من كبائر الذنوب.


فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة )[16]، وعن عائشة رضي الله عنها: أن جارية من الأنصار تزوجت وأنها مرضت، فتمعّط شعرها -أي: تناثر- فأرادوا أن يصلوها فسألوا النبي صلى الله عليه و سلم فقال: ( لعن الله الواصلة والمستوصلة )[17]، والواصلة: من تقوم بالوصل لها أو لغيرها، والمستوصلة: من تطلب ذلك.


ولكن استثنى بعض العلماء من تحريم وصل الشعر: من خُلِق بلا شعر، ويكون ذلك معيبًا بين الناس، خاصة إذا كانت امرأة، وإن كان الأفضل تغطيته من غير لجوء إلى الوصل.


وأما ما يعرف بعمليات زرع الشعر وهو: نقل بصيلات الشعر من منطقة إلى أخرى في رأس الشخص نفسه؛ فإن ذلك جائز؛ لأنه ليس من تغيير خلق الله تعالى، بل هو رد لما نقص، وإزالة للعيب، كما يقول بعض العلماء، والله أعلم.


ومما يحرم كذلك على الرجال والنساء في الشعر: أخذ شعر الحاجبين، إما بنتفه، أو قصه، أو حلقه، أو تقصيره؛ لكي يصبح دقيقًا، وهذا الفعل يسمى: النمص، وهو تغيير لخلق الله تعالى الذي يأمر به الشيطان؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ﴾ [النساء:119]. وهذا الفعل كبيرة من الكبائر أيضًا، سواء فعلته الزوجة من أجل الزوج، أم لغير ذلك، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله) ما لي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله)[18].


ومن هنا ننبه النساء اللاتي يعملن في الكوافير فنقول: إنه لا يجوز للمرأة التي تعمل في هذه المهنة أن تقوم بما حرم الله تعالى فعله في الشعر وغيره؛ مثل وصل الشعر، ونمص الحاجبين، ونحو ذلك، مهما أعطيت من المال، فما عند الله خير وأبقى.

أيها الأحباب الفضلاء، ومن الأحكام المشتركة بين الرجال والنساء في أمر الشعر: أن شعر الساعدين، والصدر والبطن، والساقين، والفخذين مما سكت عنه الشارع فلم يأمر بأخذه، ولم ينهَ عن إزالته، فمن أبقى ذلك فله ذلك، ومن أزال تلك الشعور فلا حرج عليه ولا إثم.


ومن الأحكام أيضًا: أن الصواب في شعر الميت؛ كإبطه وشاربه وعانته، وكذلك أظافره: تركها بدون أخذ بحلق أو تقصير؛ لأن هذا لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنه جزء من الميت، وأجزاء الميت لا يجوز انتهاكها. وأما إذا كان الميت امرأة فإنه يستحب مشط شعر رأسها وضفره ثلاث ضفائر، وتلقى خلف ظهرها، كما قالت أم عطية رضي الله عنها- حينما غسلت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاتها-: (وجعلنا رأسها ثلاثة قرون)، وفي رواية: (مشطناها)[19].


أيها الناس، أما الأحكام الشرعية الخاصة بشعر الرجل، فإن من تلك الأحكام: وجوب إعفاء لحيته، وقص شاربه؛ لما في إعفاء اللحية من الكمال، والفوائد الطبية، والاقتداء بالأنبياء والرسل ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد جاء من أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه (كان عظيم اللحية)؛ كما روى علي رضي الله عنه[20]. وكذلك لما في قص الشارب من النظافة وحسن المنظر، والبعد عن التشبه بالكفار؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس)[21].


وقال عليه الصلاة والسلام: (أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى) [22] وفي رواية لمسلم كذلك: (وأوفوا اللحى)، وعند البخاري: (خالفوا المشركين: وفّروا اللحى، وأحفوا الشوارب).


عباد الله، يباح للرجل أن يحلق رأسه كله، أو يقصره، أو يطيله حتى يبلغ شحمة أذنيه، أو منكبيه، بشرط أن يكرمه، وأن لا يكون ذلك تقليداً لغير المسلمين، بل للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم دون الجُمَّة وفوق الوفرة[23].


وعن البراء رضي الله عنه قال: (ما رأيت من ذي لِمَّة أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، شعره يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير)[24].

والجمة: ما بلغ من الشعر المَنْكِبين، والوفرة: إذا وَصَل إلى شَحْمَة الأذُن، واللِّمة: دون الجمة[25].


إن من الأشياء التي نهى عنها الشارع الحكيم-معشر المسلمين-: حلق بعض الرأس، وترك بعضه بدون حلق؛ كما يظهر على رؤوس بعض الأطفال والشبان، وهذا يسمى بالقَزَع، وهو فعل نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما فيه من تشويه الخلق، والتشبه بغير المسلمين. فقد روى عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيًا قد حلق بعض شعره، وترك بعضه فنهاهم عن ذلك، كما روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع، وعند النسائي وأبي داود-بسند صحيح- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (احلقوه كله، أو اتركوه كله).


وهذا المظهر البادي على بعض الرؤوس وصل إلى بعض المسلمين نتيجة للهزيمة النفسية الآتية من اعتقاد أن غير المسلمين محل للاقتداء، حتى ظهرت في أيامنا في المجتمع المسلم قصات غريبة درج عليها بعض الشباب تقليداً لبعض الكافرين والفاسقين من اللاعبين والممثلين وغيرهم، منها ما هو على أشكال رؤوس حيوانات وطيور، ومنها ما هو حلق لجميع الرأس وإبقاء على موضع في الرأس؛ كالمقدمة أو الوسط أو المؤخرة بلا حلق!


ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود، ولا بالنصارى)[26].

فينبغي للمسلم أن يشعر بالعزة والاستقلال، وأن لا يكون مقلداً لأعداء الدين والفضيلة.

وعلى أصحاب صالونات الحلاقة أن يجتنبوا فعل هذه القصات الغريبة الآتية من وراء البحار، إذا أرادوا السلامة من الإثم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدّر فهدى، والصلاة والسلام على النبي المجتبى وعلى آله وصحبه الأخيار الأوفياء.

أما بعد:

أيها المسلمون، أما الأحكام الشرعية الخاصة بشعر المرأة فهي من الأمور المهمة التي ينبغي معرفتها لسببين: الأول: جهل كثير من النساء بحكمها، والثاني: كثرة ما انتشر في عصرنا من مظاهر التجميل الشكلي للمرأة ومنه الشعر، وهذه أحداث تحتاج إلى معرفة الحكم الشرعي فيها.


فنقول: إن شعر رأس المرأة هو من زينتها الباطنة التي يجب سترها عن الرجال الأجانب، غير الزوج والمحارم، وهو موضع من مواضع جمال المرأة وحسنها؛ ولذلك فهي تُعنى به عناية كبيرة، وتبذل لأجله من المال والوقت شيئًا غير قليل. ولا غرو؛ فزينة الرجال اللحى، وزينة النساء الذوائب، كما قيل.


فيشرع للمرأة أن تكرم شعرها بالمباح من غير إسراف، وأن تضفره ضفائر، فإذا اغتسلت من الحدث الأكبر فعليها أن توصل الماء إلى أصول الشعر وهي منابتها على جلدة الرأس، ولا يشترط أن تفك ضفائر شعرها للغسل من الجنابة أو الحيض، على القول الراجح من أقوال أهل العلم، وإن كان الأولى فك ذلك في الغسل من الحيض؛ لطول الزمن.


ففي صحيح مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، إني امرأة أشد ضفر رأسي، فأنقضه لغسل الجنابة ؟ قال: (لا، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات، ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين)، وفي رواية: فأنقضه للحيضة والجنابة ؟ فقال:( لا).


ويشرع للمرأة أن تصفف شعرها وتمشطه وتجمعه في موضع من رأسها، لكن ورد النهي عن جمعه ليكون على شكل سنام بعير في الارتفاع والميلان، ويراه الناس؛ إذ كان ذلك من شعار البغايا، أما جمع شعرها ورفعه إلى أعلى بدون القيود السابقة فلا بأس به، والله أعلم. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)[27].


أيها الأحباب الفضلاء، إن من المظاهر غير المحمودة: سرعة سريان تشبه بعض المسلمات ببعض الكافرات أو الفاسقات في التعامل مع شعورهن، تسريحًا أو تقصيراً، أو تصفيفًا، أو شكلاً، حتى صار يعرف بين النساء أن هذه القصة قصة فلاتة الفنانة أو الممثلة أو الإعلامية، والمرأة المسلمة لا يجوز لها أن تتشبه بأهل السوء؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من تشبه بقوم فهو منهم)[28].


ومما يباح للمرأة في شعرها: استعمال الوسائل المباحة غير الضارة في تطويل الشعر وتنعيمه أو تجعيده، أو تسريحه، أو تلوينه، فلها أن تفرده، وتميشه، وتصبغه بأي نوع من الأصباغ، إلا الصبغ الأسود؛ فإنه لا يجوز، كما تقدم. لكن ذلك العمل لشعرها مشروط بما لا يمنع وصول الماء إلى البشرة في حال طهارتها.


كما يباح للمرأة: أن تقصر من شعر رأسها إذا احتاجت لذلك؛ لمرض أو للبعد عن مشقة تسريحه وتنظيفه خاصة عند البرد، أو من أجل التزين لزوجها؛ فقد (كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم-بعد موته عليه الصلاة والسلام- يأخذن من رؤوسهن حتى تكون كالوفرة)[29].


لكن ذلك مشروط بما لا يكون المقصود به التشبه بالرجال أو بالنساء السيئات؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)[30].


أما حلق شعر رأسها فإنه لا يجوز-على القول الراجح-؛ لما في ذلك من إذهاب بعض جمال المرأة، ومن التشبه بالرجال. إلا إذا دعت ضرورة للحلق كمرض ونحوه فلا بأس.


أيها المسلمون، وأما شعر وجه المرأة وهو شعر الحاجبين، ورموش العينين، والشعرات التي قد تظهر فيه كلحية أو شارب، فنقول: أما شعر الحاجبين فقد تقدم أنه لا يجوز لها نتفه، ولا حلقه ولا قصه، ومن فعلت ذلك فقد فعلت كبيرة من الكبائر.


وأما ما يسمى بالتشقير وهو صبغ الحاجبين بشيء ملون فيرى بعض العلماء المعاصرين جوازه ما لم يكن فيه تشبه ولا خداع للخاطب، ويرى آخرون المنع منه، ويلحقونه بالنمص، ولعل هذا أقرب للورع، والله أعلم.


وأما شعر جفونها (رموش عينيها) فلا يجوز نتفه ولا تقصيره ولا حلقه؛ لأن ذلك من النمص المنهي عنه، ويجوز صبغه بغير اللون الأسود، ما لم يمنع ذلك وصول الماء إلى البشرة.


كما يحرم على المرأة تركيب الرموش الصناعية؛ لأن ذلك من وصل الشعر، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلات والمستوصلات؛ ولأن فيه كذبًا وخداعًا وكذبًا.


وأما لو ظهر على وجهها لحية أو شارب فعليها إزالته؛ لأنه خارج عن خلقة المرأة، وهو من خصائص الرجال.


وما سوى هذه الشعور يجوز للمرأة إزالتها وهي شعر الساعدين، والفخذين والساقين، وكذا شعور الوجه غير الرموش والحاجبين، والله تعالى أعلى وأعلم.

هذا وصلوا وسلموا على القدوة المهداة...

 



[1] ألقيت في مسجد ابن الأمير الصنعاني في 11/ 2/ 1438هـ، 11/ 11/ 2016م.

[2] رواه أحمد والترمذي والحاكم، وهو صحيح.

[3] رواه ابن حبان والحاكم، وهو صحيح.

[4] تحفة المودود بأحكام المولود (ص: 71).

[5] رواه أبو داود، وهو صحيح.

[6] رواه أبو داود، وهو صحيح.

[7] رواه أحمد والثلاثة، وهو صحيح.

[8] ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير (2/ 494)، فتح الباري، لابن حجر(10/ 368).

[9] متفق عليه.

[10] متفق عليه.

[11] رواه مسلم.

[12] رواه أبو داود والترمذي، وهو صحيح.

[13] هو:" نبْت أبيضُ الزَّهْر والثمر يشَبَّه به الشَّيْب، وقيل: هي شجرة تَبْيَضُّ كأنها الثَّلْجُ"، النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 615).

[14] رواه مسلم.

[15] رواه الخمسة، وهو صحيح.

[16] رواه البخاري.

[17] متفق عليه.

[18] متفق عليه.

[19] متفق عليه.

[20] رواه أحمد وابن حبان والبيهقي، وهو صحيح.

[21] رواه مسلم.

[22] رواه مسلم.

[23] رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وهو صحيح.

[24] متفق عليه.

[25] النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 814) (5/ 464)، (4/ 556).

[26] رواه الترمذي، وهو حسن.

[27] رواه مسلم.

[28] رواه أحمد والطبراني، وهو صحيح.

[29] رواه مسلم.

[30] رواه البخاري.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إلى أهل النجدة في زمن الشدة
  • فضل الإطعام في يوم ذي مسغبة

مختارات من الشبكة

  • أحكام الجنائز: مقدمات الموت - تغسيل الميت - تكفينه - دفنه - تعزية أهله - أحكام أخرى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من أحكام الحج أحكام يوم التشريق(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • أحكام الاعتكاف وليلة القدر وزكاة الفطر وما يتعلق بها من أحكام فقهية وعقدية (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • مخطوطة أحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • قاعدة أحكام النساء على النصف من أحكام الرجال(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • أحكام اختطاف الإنسان وتطبيقاته القضائية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الحكم التكليفي والحكم الوضعي والفرق بينهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • زبدة الأحكام من آيات الأحكام: تفسير آيات الأحكام (2) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الوقوف بعرفة وحكم التعريف بالأمصار: أحكام وأسرار(مقالة - ملفات خاصة)
  • مخطوطة إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (النسخة 7)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب