• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا الأسرة
علامة باركود

الأسرة بين المفهوم الإسلامي والغربي (خطبة)

جمعية التنمية الأسرية بالمنطقة الشرقية (وئام)

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/8/2016 ميلادي - 19/11/1437 هجري

الزيارات: 29315

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأسرة بين المفهوم الإسلامي والغربي


• المرأة بين إهانة الجاهلية وإكرام الإسلام.

• حماية الإسلام للأسرة التي هي عماد صيانة الأبناء.

• التفكُّك الأسري في النظام الغربي.

 

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

 

عباد الله:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزَّ وجل؛ فهي وصيَّة الله للأولين والآخرين، كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].

 

أيها المسلمون:

منذ أن سطعَت شمس الإسلام على دنيا الحياة، وجهَت التعاليمُ الإسلامية الأسرةَ إلى ما فيه سعادتها دنيا وأخرى، وابتدأَت بإصلاح حال المرأة؛ فأعطَتْها حقوقها التي أهدرَتها الجاهلية، فلم تكن للمرأة مكانة تُذكر قبل الإسلام، بل كانت مهمَلة لا يُنظر إليها إلا لتدبير عمَل منزلي أو لدوام النَّسل البشري، بل كانت عند بعض الطوائف في مرتبة الخادم، بل إنَّ البعض نظَر إليها كالسلعة تُباع وتشترى، وما كانت بعض الطَّوائف تورِّث المرأة إلَّا إذا لم يكن لأبيها ذريَّة من البنين، وكانوا قبل الإسلام وعند الرومان يَعتبرون المرأة متاعًا يملكه الرجل، وسلعةً له الحق في التصرف فيها كما يريد، ويملك من أمرها كل شيء حتى حق الحياة.

 

وكانت بعض قبائل العرب تَعتبر ميلاد البنت جلبًا للحزن والخزي والعار، وكان ولي المرأة في الجاهلية يأخذ مهرَها، ولا يعطيها منه شيئًا.

 

وما أن جاء الإسلام، وأشرقَت تعاليمه العادلة السَّمحة على يدي نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، إلَّا وجاء بكتاب مبين، هو الفصل ليس بالهزل.

 

فأتى على هذه العادات الباطِلة، والضلالات الجاهلة من القواعد، وهدم التقاليد الظالمة، فنعى على أولئك الذين يَحزنون بميلاد المرأة، أو يحاولون وأدَها وقتلها وهي حيَّة، ونهاهم عن ذلك، قال سبحانه: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58، 59]، وقال: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير: 8، 9].

 

• فالإسلام أكرم المرأة أُمًّا؛ فعن عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، من أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثمَّ من؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثمَّ من؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أبوك))[1].

 

• عباد الله، ولقد أكرم الإسلام المرأةَ وهي بنت؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن عال جاريتين حتى تَبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو))، وضمَّ أصابعه[2].

 

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ابتُلي بشيء من البنات فصبَر عليهنَّ، كن له حجابًا من النار))[3].

 

• وأكرَمَها زوجةً؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خَيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))[4].

 

وأَوجَب على الرَّجل النَّفقة والسكنى لها: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7].

﴿ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ﴾ [الطلاق: 6].

وأعطى الإسلام المرأةَ حقَّها من الميراث وغيره، وجعل لها حقًّا كالرجل في شؤون كثيرة، قال عليه الصلاة والسلام: ((النِّساء شَقائق الرجال))[5].

وأوصى الإسلام بالزَّوجة، وأعطى المرأة حريَّةَ اختيار الزوج، وجعل عليها جزءًا كبيرًا من المسؤولية في تربية الأبناء.

 

أيها المسلمون:

جعل الإسلام على الأب والأمِّ مسؤولية عظيمة في تربية أبنائهم؛ فعن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه سمِع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلُّكم راعٍ ومسؤول عن رعيته؛ فالإمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيَّته، والرجل في أهله راعٍ وهو مَسؤول عن رعيَّته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيَّتها، والخادم في مال سيِّده راعٍ وهو مسؤول عن رعيته))[6].

 

وحرص الإسلام على غَرس مبدأ التقدير والاحترام للآباء والأمَّهات، والقيام برعايتهم، وطاعة أمرهم إلى الممات؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23].

 

وجاء النَّهي عن قطيعة الرَّحم والتشديد في ذلك: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم ﴾ [محمد: 22].

 

وحثَّ على الزواج طلبًا للعفَّة: ((يا مَعشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءةَ، فليتزوَّج، ومَن لم يستطع، فعليه بالصَّوم؛ فإنه له وجاء))[7].

 

وحمى الإسلام الأسرةَ في عرضها وعفَّتها، وطهارتها ونَسَبِها، فشجَّع على الزواج، ومنع من الاختلاط بين الرجال والنساء.

 

وجعل لكلِّ فرد من أفراد الأسرة دورًا مهمًّا؛ فالآباء والأمَّهات: الرعاية والتربية الإسلامية، والأبناء: السَّمع والطاعة وحفظ حقوق الآباء والأمَّهات على أساس المحبة والتعظيم، وأكبر شاهد على هذا: التماسكُ الأسري الذي شَهِد به حتى الأعداء.

 

وجعل من أهمِّ القواعد التي يعتمد عليها بناء الأسرة: القوامة التي أَوكلها الله عز وجل للرجل بقوله: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 34].

 

عباد الله:

ويصف الإسلام بدايةَ الأسرة بالميثاق الغليظ، فقال سبحانه: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 20، 21].

 

وعندما تَستحيل العشرة داخل الأسرة المسلمة، فلم يَترك الإسلام أمرَ الطلاق، وما يترتَّب عليه من انفصال بين الزوجين، بدون أن يضع له ما يكفل حقوقَ الطرفين، يقول تبارك وتعالى: ﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 232].

 

ويقول: ﴿ وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِين ﴾ [البقرة: 241].

 

إخوة الإسلام:

الأسرة هي البذرة الأولى التي يتكوَّن منها المجتمع لتحقيق الغاية من خَلق الإنسان ومن استخلافه في هذه الأرض، الأسرة هي الصورة الطبيعيَّة للحياة المستقيمة التي تلبِّي رغائبَ الإنسان وتَفي بحاجاته، وهي الوضع الفِطري الذي ارتضاه الله لحياة الناس منذ فجر الخليقة.

 

ببناء الأسرة يَحصل توجيه الغريزة وتنظيمها، فالله عزَّ وجل حين خلَق الإنسان خلَقه مزودًا بميول وغرائز جعلها فيه فطريَّة طبيعية، قال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ﴾ [آل عمران: 14].

 

بالأسرة يحصل الإنجاب ويَكثر النَّسل، وبها تحصل المشاركة في أعباء الحياة؛ فببناء الأسرة يتحقَّق الاستقرار والسَّكَن والمشاركة في أعباء الحياة بين الزَّوج والزوجة، ويتحقَّق المتاع الشَّرعي، قال صلى الله عليه وسلم: ((الدنيا مَتاع، وخير مَتاعها المرأة الصالحة))[8].

 

عباد الله:

هذا هو دين الله، هذا هو شَرع الله وأمره: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

فماذا عند الغرب من دِين؟

وماذا عندهم من نِظام للأسرة؟


عباد الله:

إنَّ نظام الأسرة في النظام الغربي قائم على التحرُّر الكامل والمطلق من كل الالتزامات؛ فالزوج والزوجة يَعيشان بمنطق الشراكة، فيقتسمان حياتهما، الرجل يدفع الإيجار، والمرأة تدفع فواتيرَ الكهرباء والهاتف، ويتم تقسيم الحياة تقسيمًا دقيقًا، وكثيرًا ما تتخذ المرأة لها خليلًا غير زوجها.

 

ثمَّ إن نِظام الأسرة في الغرب يَقضي بأن الرَّجل ليس مكلَّفًا بإعالة زوجته اقتصاديًّا، فيجب عليها كالرجل الخروج للعمل، وقد أدَّى خروجها إلى جلوس الرجال في البيت، فعدد الرجال المجبرين على البقاء في المنزل لرعاية الأطفال في بريطانيا قد ارتفع بعد عام 1999م إلى 41 %؛ وذلك نتيجة عمل المرأة خارج المنزل[9].

 

أمَّة الإسلام:

في الغرب صار هناك اعتقاد راسِخ أنَّ الرجل والمرأة متساويان في كلِّ شيء، ومن ذلك تحمُّل مسؤولية رعاية الأولاد وخدمات البيت، وصارت فرَص المرأة في العمل أكثر؛ حيث ارتفعت نسبة النساء العاملات عام 2000 إلى 60 % من النساء، ولم يعد الزوج المنعِم المتفضِّل على الزوجة؛ لأن الزوجة ربَّما تحقِّق دخلًا أكبر منه أحيانًا، وصارا شريكين في جميع القرارات[10].

 

هناك تطوَّرَت العلاقة بين الأبناء وآبائهم من الحبِّ مع الخوف من الأبوين، إلى المساواة الكاملة بين الآباء والأمَّهات والأبناء، وانشغل الأبوان عن الأولاد، وحاولوا تعويضهم باللعب والماديات، وصار خروج الأولاد بعد سن الثامنة عشرة هو الأصل، ليبدأ العمل والتعليم إن أراد، وعودته للأبوين ليعيش معهم تعني أنه في وضعٍ غير طبيعي ولا مستساغ[11].

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 12].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذَنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي له ملك السموات والأرض ومن فيهما وما بينهما، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، خلَق كلَّ شيء بحكمة ولحكمة، وخلَق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودَّة ورحمة.

 

وأصلِّي وأسلِّم على خير خلقه محمد الرسول النبي الأمي، الذي عبَدَ الله حقَّ عبادته، ونفَّذ أحكام شريعته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومَن اقتفى أثره من بعده إلى يوم الدين.

 

وبعد:

أيها المسلمون، المرأة في الغرب تتعرَّض للعنف والظلم والاضطهاد، ولم تستطِع القوانين لديهم أن توفِّر حماية أمنيَّة لها، ومما يؤكد على ذلك أن 33 % من النساء الأمريكيات تعرَّضن للضرب.

 

وفي كلِّ يوم تُقتل ثلاث نساء في المتوسط، وفي سنة 2001 قُتل 1247 امرأة على أيدي الزوج أو الصَّديق، و70 % من المقتولين بشكل عام نساء[12].

 

نشرت مجلة التايمز بتاريخ 6/ 2/ 1995م إحصائيَّةً تفصيلية مروعة عن انتشار الجريمة في أمريكا، ومنها أنه في كل 21 دقيقة تقَع جريمة قتل؛ منها 10 % يقع من داخل الأسرة[13].

 

عباد الله، هناك عزوف عن الزواج في أمريكا وصلَت نسبته إلى 85 %، وازدادت نسبة الطلاق لأكثر من 50 %.

و41 % في بريطانيا من الأولاد يولدون خارج الزواج.

وارتفع العنف ضد الأطفال؛ حيث إنَّ 27 % من الذين يُقتلون أطفال تحت سن العاشرة.

وازدادت نِسبة الإدمان على المخدرات حتى في العمر تحت 18سنة، فـ47 % تعاطوا الكحول في الشهر الأخير من الثانوية العامة سنة 2003 في أمريكا.

 

هناك اتجاه متصاعد في كلِّ الدول الكبرى لعيش كبار السن وحدهم؛ فمثلًا 70 % من النساء في بريطانيا فوق سن الـ85 عامًا يعشن وحدهن، وهو معدَّل أعلى من نظيره عند الرجال.

 

واختلَّ شكل وبناء الأسرة؛ حيث زادت نسب الأسر بدون أولاد، كما زادت صور العلاقات المثلية أو المختلطة دون ارتباط بين الأفراد[14].

 

إخوة الإسلام:

هذه حضارتهم، وهذه ثقافتهم، أمَّا الأسرة المسلمة، فلها طابعها الخاص الذي تتميَّز به عن غيرها، ولها سلوكها المستقيم وخلقها القويم الذي ينبئ عن تمسُّكها بدينها، وتطبيقها لأوامره، وسيرها على هداه، ولها شخصيتها المستقلة التي تعيش بها واضحة القصد، ثابتة الخُطى، تفعل ما يَستقيم من أمور دينها، فلا تتعدَّى حدودَ الله، ولكنها تَستقي من هدى ربها أمانَها واستقامتها واستقرارها.

 

في ظلال الأسرة المسلمة، تنمو أخلاق عالية، ويعيش كلٌّ من الزوجين مع الآخر يحبوه بالقيم النبيلة الفاضلة التي تصون دينَه وشرفه وكرامته.

 

أمَّة الإسلام:

الأسرة هي الأمَّة الصغيرة، فما كان المجتمع إلَّا مجموعة من الأسر، وما كانت الأمة إلا مجموعة من المجتمعات، فحافِظوا عليها، واتَّقوا الله في أُسَرِكم وأولادكم وأهليكم، وغاروا على حرمات الله؛ يَسلم لكم دينكم وعِرضكم، ويبارك لكم في أهلكم وذرياتكم.

 

ثمَّ صلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلكم ربُّكم عز في علاه، فقال عزَّ من قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

والحمد لله رب العالمين



[1] أخرجه البخاري (5971)، ومسلم (2548).

[2] أخرجه مسلم (2631).

[3] أخرجه الترمذي (1913)، وصححه الألباني.

[4] أخرجه الترمذي (3895)، وابن ماجه (1977).

[5] أخرجه الترمذي (113)، وأبو داود (236)، وصححه الألباني.

[6] أخرجه البخاري (2409)، ومسلم (1829).

[7] أخرجه البخاري (5065)، ومسلم (1400).

[8] أخرجه مسلم (1467).

[9] مجلة المستقبل عدد (139)، نقلًا من كتاب المرأة الغربية.

[10] الحياة الزوجية في الغرب: مشكلات واقعية، وحلول عملية؛ للدكتور: صلاح الدين سلطان، ص: 11.

[11] المصدر السابق، ص: 12.

[12] الحياة الزوجية في الغرب: مشكلات واقعية وحلول عملية، ص: 20.

[13] المرأة الغربية؛ لعبدالملك التاج (38).

[14] الحياة الزوجية في الغرب: مشكلات واقعية وحلول عملية، ص: 56.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأسرة في الجاهلية والإسلام
  • الأسرة في الإسلام (1)
  • الأسرة في الإسلام (2)
  • الأسرة في الإسلام (3)
  • الأسرة المسلمة نواة مجتمعها
  • الأسرة في الإسلام وقاية من الخَلَل الاجتماعي
  • الأسرة السعيدة
  • الأسرة صراع من أجل البقاء
  • من واجبات الأسرة
  • الأسرة والحوار بين أفرادها
  • نحن والغرب (1)

مختارات من الشبكة

  • الأسرة السعيدة بين الواقع والمأمول (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة فقه الأسرة: الخطبة (1) أسس بناء الأسرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور الأسرة في علاج وتدريب الطفل المعاق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • فوائد تربوية لمائدة طعام الأسرة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الأسرة ومقومات البيت المسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مشاهد التكريم للأسرة يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسرار الأسرة والزواج من ناحية فقهية(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أسباب الفشل في بناء الأسر(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ‏ آداب وأخلاق يجب مراعاتها في الأسرة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • وعي أسرة الطفل المعاق بمصادر المعرفة لحالته(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
حميدة عثمان ابكر جبريل - السودان 20-03-2022 10:36 AM

شكرا..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب