• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

من أمالي الحرم: لو سكت

أ. د. فهمي أحمد عبدالرحمن القزاز

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/7/2016 ميلادي - 1/10/1437 هجري

الزيارات: 23808

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أمالي الحرم: لَوْ سَكَتَّ


الحمدُ لله، وأفضل الصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبعدُ:

فللحرم المكي نفحات لا يعرف قدرها إلا من تذوق عَبقَها وعاش في رحابها من هنا شاع بين العلماء قديماً وحديثاً وهم يكتبون أماليهم أنهم يكتبونها قُبالة الكعبة الشريفة وهم ينظرون إليها، بل تناقلوا الحديث المسلسل بالدعاء عند الملتزم وكل ذلك ليعبروا عن شرف المكان والاقتداء بصاحب السنة الغراء عليه أفضل الصلاة والسلام[1]، واذا اجتمع شرف المكان والزمان فحيهلا بهما، وفي عام 1436هـ وفي العشر الأواخر منه ونحن نجلس في مجلس "العشر الأواخر" قبالة الكعبة المشرفة بمعية شيخنا الشيخ العالم العامل نظام يعقوبي ونحن نحقق المخطوطات في صحن الطواف طرح أخي الدكتور عبد الله توم فائدة سمعها من شيخنا الشيخ يونس الجنفوري وهي: إن الإمام البخاري يذكر في أبوابه: " بَابُ يُسَلِّمُ حِينَ يُسَلِّمُ الإِمَامُ ؛ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "يَسْتَحِبُّ إِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ أَنْ يُسَلِّمَ مَنْ خَلْفَهُ"[2]، فقال الشيخ - يونس الجنفوري - معلقاً لعل الإمام البخاري وافق الحنفية في ذلك[3]... ونحن نتذاكر في سيرة هذا العالم الجليل أخبرنا الشيخ التوم أن الشيخ يونس أخبره أنه كان سابقاً يرى النبي صلى الله عليه وسلم في كل ليلة وكان يتحدث بذلك أمام طلبته ومحبيه، فَرُفِعَ منه ذلك؛ وعلل ذلك بإعجابه بنفسه، وقال: لعل حالي اليوم أفضل من حالي سابقاً.

 

فأدلى شيخنا الشيخ نظام يعقوبي بفائدة لعلها تكون السبب في رفع هذه الكرامة من الشيخ حفظه الله، وهي: أن التحدث وإعلان الكرامة أمام الملأ قد يكون من أسباب رفعها وعدم استمرارها واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم: "لو سكت"؛ فأحببت في هذه العجالة أنّ أُؤصل لهذا الموضوع مبيناً معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ووجه الاستدلال بها على طريقة الحديث التحليلي سائلاً المولى الموفقية والسداد والعون والقبول.

 

حديث الباب: قال الإمام أحمد:

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: صُنِعَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ فَأُتِيَ بِهَا فَقَالَ لِي: " يَا أَبَا رَافِعٍ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَنَاوَلْتُهُ " فَقَالَ: " يَا أَبَا رَافِعٍ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَنَاوَلْتُهُ " ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا رَافِعٍ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَهَلْ لِلشَّاةِ إِلَّا ذِرَاعَانِ؟ فَقَالَ: " لَوْ سَكَتَّ لَنَاوَلْتَنِي مِنْهَا مَا دَعَوْتُ بِهِ " قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الذِّرَاعُ "[4]

 

تخريج الحديث، وبيان طرقه، واختلاف الفاظه:

روى هذا الحديث ثلاثة من الصحابة ورابع مجهول وهم:

الأول: من مسند أبي رافع رضي الله عنه:

أخرجه أحمد في مسنده بلفظ: " أُهْدِيَتْ لَهُ شَاةٌ فَجَعَلَهَا فِي الْقِدْرِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا أَبَا رَافِعٍ؟ "، فَقَالَ: شَاةٌ أُهْدِيَتْ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَطَبَخْتُهَا فِي الْقِدْرِ، فَقَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ "، فَنَاوَلْتُهُ الذِّرَاعَ ثُمَّ قَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ الْآخَرَ "، فَنَاوَلْتُهُ الذِّرَاعَ الْآخَرَ، ثُمَّ قَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ الْآخَرَ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَانِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَكَتَّ لَنَاوَلْتَنِي ذِرَاعًا، فَذِرَاعًا مَا سَكَتَّ "، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ فَاهُ وَغَسَلَ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِمْ فَوَجَدَ عِنْدَهُمْ لَحْمًا بَارِدًا فَأَكَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً "[5]، والروياني في مسنده [6]، وابن أبي عاصم بلفظ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى أَبِي رَافِعٍ بِشَاةٍ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ الْخَنْدَقِ فِيمَا أَعْلَمُ فَصَلَاهَا أَبُو رَافِعٍ وَجَعَلَهَا فِي مِكْتَلٍ وَلَيْسَ خُبْزٌ فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعًا مِنَ الْخَنْدَقِ فَقَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ ضَعِ الَّذِي مَعَكَ فَوَضَعَهُ ثُمَّ قَالَ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَنَاوَلْتُهُ ثُمَّ قَالَ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَنَاوَلْتُهُ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَلْ لِلشَّاةِ غَيْرُ ذِرَاعَيْنِ؟ فَقَالَ: لَوْ سَكَتَّ لَنَاوَلْتَنِي مَا سَأَلْتُكَ وَإِنَّهَا صُنِعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلَهَا وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَبَقِيَ مِنْهَا قَلِيلٌ فَمَرَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ فَأَخَذَهَا الْأَعْرَابِيُّ فَأَكَلَهَا بِيَدِهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَعْهَا فَوَضَعَهَا ثُمَّ قَالَ: سَمِّ اللَّهِ وَخُذْ مِنْ أَدْنَاهَا تَشْبَعْ قَالَ: فَشَبِعَ مِنْهَا وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ "[7]، والطبراني في معجمه[8]، وأخرجها الطبراني أيضا بلفظ: (قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَنَا شَاةٌ مَطْبُوخَة) [9]، وأخرجها في موضع آخر مع بيان موقع الحادثة بلفظ: (...فَائِدٌ، مَوْلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّ جَدَّتَهُ سَلْمَى أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى أَبِي رَافِعٍ بِشَاةٍ، وَذَلِكَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فِيمَا أَعْلَمُ، فَصَلَاهَا أَبُو رَافِعٍ، وَجَعَلَهَا فِي مِكْتَلٍ ثُمَّ انْطَلَقَ بِهَا، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعًا مِنَ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ لَهُ: "يَا أَبَا رَافِعٍ، نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ"... [10]

 

والثاني: من مسند أبي عبيد[11] رضي الله عنه.

أخرجه أحمد فقال: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّهُ طَبَخَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِدْرًا فِيهَا لَحْمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا " فَنَاوَلْتُهُ فَقَالَ: " نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا " فَنَاوَلْتُهُ فَقَالَ: " نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا " فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ كَمْ لِلشَّاةِ مِنْ ذِرَاعٍ؟ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ سَكَتَّ لَأَعْطَتْكَ ذِرَاعًا مَا دَعَوْتَ بِهِ "[12]، وأخرجه أيضا ابن ابي شيبة في مسنده[13]، والدارمي في مسنده[14]، والترمذي في الشمائل[15]، وابن أبي عاصم[16]، والطبراني في معجمه[17].

 

والثالث: من مسند أبي هريرة رضي الله عنه.

أخرجها أحمد في مسنده بلفظ: أَنَّ شَاةً، طُبِخَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْطِنِي الذِّرَاعَ " فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ، فَقَالَ: " أَعْطِنِي الذِّرَاعَ " فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَعْطِنِي الذِّرَاعَ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَانِ قَالَ: " أَمَا إِنَّكَ لَوِ الْتَمَسْتَهَا لَوَجَدْتَهَا "[18]، وأخرجه ابن حبان بلفظ: "أَمَا إِنَّكَ لَوِ ابْتَغَيْتَهُ لَوَجَدْتَهُ" "[19]

 

والرابع مسنده مجهول:

أخرج الامام أحمد من حديث سالم بن عبد الله بن عمر عن رجل مجهول بسنده فقال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَنِي غِفَارٍ فِي مَجْلِسِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي فُلَانٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ فَقَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ "، فَنُووِلَ ذِرَاعًا، فَأَكَلَهَا، - قَالَ يَحْيَى: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا هَكَذَا ثُمَّ - قَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ "، فَنُووِلَ ذِرَاعًا، فَأَكَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا هُمَا ذِرَاعَانِ فَقَالَ: " وَأَبِيكَ لَوْ سَكَتَّ مَا زِلْتُ أُنَاوَلُ مِنْهَا ذِرَاعًا مَا دَعَوْتُ بِهِ " فَقَالَ سَالِمٌ: أَمَّا هَذِهِ فَلَا، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " [20].

 

الحكم على الحديث:

قال الهيثمي عن طريق أبي رافع: وَرَوَاهُ فِي الْأَوْسَطِ بِاخْتِصَارٍ وَأَحَدُ إِسْنَادَيْ أَحْمَدَ حَسَنٌ. وقال: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

 

وقال عن طريق أبي عبيد: رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَقَدْ وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ[21].

 

قال شعيب طريق الامام أحمد من مسند أبي رأفع: حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عمة عبد الرحمن بن أبي رافع -واسمها سلمى- فقد روى عنها غير واحدٍ.. ولقصة مناولة الذراع شاهد من حديث أبي هريرة وإسناده جيد، وقال عن الموضع الآخر: حسن لغيره في قصة مناولة الذراع، وهذا إسناد ضعيف لضعف شُرَحْبيل بن سعد، وقال عن الموضع الآخر: حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

وقال شعيب عن حديث أبي هريرة: إسناده جيد.

 

وقال عن حديث سالم ابن عمر: هذا الحديث حديثان. الأول قصة الذًراع، وإسنادها ضعيف لإبهام الرجل الغفاري، ولكن لها شاهد من حديث أبي هريرة، وثان من حديث أبي عبيد مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإسناده ضعيف، وثالث من حديث أبي رافع القبطي وإسناده ضعيف، والحديث الثاني: النهي عن الحلف بالآباء. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

 

قلت: والظاهر من صنيعه أنه يحكم على إسناد معين بالضعف لعلة يبينها، ويرقيه لدرجة الحسن لغيره لمجموع طرقه وقد أحسن جزاه الله خيرا.

 

قلت: والمطلع على الطرق أعلاه يعلم يقينا بوجود ضعف منجبر في أسانيدها ولا سيما من مسند أبي رأفع، وأبي عبيد، ولكنه يجزم بتحسين إسناد أحمد من مسند أبي هريرة، وعليه وعند جمع الطرق يصل لدرجة الحسن لذاته والله أعلم بالصواب.

 

بيان المعنى العام وغريب الألفاظ:

(نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ) بِفَتْحِ الْيَاءِ وَتُسَكَّنُ، والذِّرَاعُ: بِالْكَسْرِ مِنْ طَرَفِ الْمِرْفَقِ إِلَى طَرَفِ الْإِصْبَعِ الْوُسْطَى وَالسَّاعِدُ، وَقَدْ يُذْكَرُ فِيهِمَا.

(نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ الْآخَرَ) فَنَاوَلْتُهُ الذِّرَاعَ الْآخَرَ.

ثُمَّ قَالَ: (نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ الْآخَرَ): لِمَحَبَّتِهِ لِلذِّرَاعِ تَقْوِيَةً لِلْبَدَنِ عَلَى عِبَادَةِ مَوْلَاهُ وَلِاسْتِغْرَاقِهِ فِي الْحُضُورِ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى حَيْثُ لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِهِ سِوَاهُ

 

(فَقَالَ): أَيْ: أَبُو رَافِعٍ عَلَى سَبِيلِ الِالْتِفَاتِ أَوِ التَّقْدِيرِ فَقَالَ قَائِلٌ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَانِ): وَفِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ: وَكَمْ لِلشَّاةِ مِنْ ذِرَاعٍ؟ وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا اسْتِفْهَامُ اسْتِبْعَادٍ لَا إِنْكَارٍ لِأَنَّهُ لَا يَلِيقُ بِهَذَا الْمَقَامِ.

 

(فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (أَمَا): بِالتَّخْفِيفِ لِلتَّنْبِيهِ (إِنَّكَ): بِالْكَسْرِ (لَوْ سَكَتَّ): أَيْ عَمَّا قُلْتَ لِي وَامْتَثَلْتَ أَدَبِي (لَنَاوَلْتَنِي ذِرَاعًا فَذِرَاعًا مَا سَكَتَّ): أَيْ: مَا سَكَتَّ أَنْتَ وَطَلَبْتُ أَنَا.

 

قَالَ الطِّيبِيُّ: الْفَاءُ فِي فَذِرَاعًا لِلتَّعَاقُبِ كَمَا فِي قَوْلِهِ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، وَمَا فِي مَا سَكَتَّ لِلْمُدَّةِ وَالْمَعْنَى نَاوَلْتَنِي ذِرَاعًا عَقِبَ ذِرَاعٍ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ مَا دُمْتَ سَاكِتًا فَلَمَّا نَطَقْتَ انْقَطَعَتْ. اهـ.

وقوله: (مَا دَعَوْتُ) أَيْ: مَا طَلَبْتُ مِنَ الدَّعْوَةِ بِالْفَتْحِ، وَالْمَعْنَى مُدَّةَ دَوَامِ طَلَبِهِ لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

وقوله: "لأعطتك"، أي: القدر أو الشاة، قيل: لعل سبب قطع الكلام هذا الأمر العظيم أنه قطع التوجه الذي كان له حال سكوته.

 

قال علي القاري: يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ، وَكَانَ يَخْلُقُ فِيهَا ذِرَاعًا بَعْدَ ذِرَاعٍ مُعْجِزَةً وَكَرَامَةً لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنَّمَا مَنَعَ كَلَامُهُ مِنْ ذَلِكَ، قِيلَ: لِأَنَّهُ شَغَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ التَّوَجُّهِ إِلَى رَبِّهِ بِالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ أَوْ إِلَى جَوَابِ سُؤَالِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ [22].

 

وقال المباركفوري: وإنما منع كلامه من ذلك، قيل: لأنه شغل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التوجه إلى ربه، بالتوجه إليه أو إلى جواب سؤاله. وقيل: لأن ظهور شيء من عالم الغيب على سبيل خرق العادة مشروط بأن لا يتطرق إليه الشك والتردد، ولا يقع شيء من الخلل والنقص في اليقين والتصديق[23].

 

وأنا لا أميل إلى توجيه القاري الذي نقله المباركفوري؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينشغل عن الحق بالخلق بل هو يوصل الخلق إلى الحق، ولكن عدم استجابة الصحابي السريعة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر الخارق للعادة وتردده وعدم اكتمال اليقين والتصديق عنده أدى لرفعها، فَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مستمداً للبركة من ربه، وَكَانَ أَبُو رَافع نَاظراً إِلَى مُقْتَضى الْعَادة والحقيقة، وعليه أقول: إذا كان السؤال للاستفهام معتمداً على عام الأسباب قطع استمرار الكرامة فمن باب أولى عدم اليقين والشك بها يؤدي الى عدم استمرارها.

 

ومما يستأنس به في هذا المقام ما روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ، فَذَكَرُوا الْجُدُودَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ سَكَتُّمْ أَخْبَرْتُكُمْ: جَدُّ بَنِي عَامِرٍ جَمَلٌ أَحْمَرُ أَوْ آدَمُ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ فِي رَوْضَةٍ وَغَطَفَانُ أَكَمَةٌ خَشْنَاءُ تَنْفِي النَّاسَ عَنْهَا "[24] قَالَ: فَقَالَ: الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَأَيْنَ جَدُّ بَنِي تَمِيمٍ؟ قَالَ: "لَوْ سَكَتَ"[25].

 

ومن جهة أخرى استشعر الصحابة أن الإعلان بالكرامة أمام الملأ يؤدي إلى رفعها ؛ فعن أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا أَبُو الدَّرْدَاءِ يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ لَهُ وَسَلْمَانُ عِنْدَهُ، إِذْ سَمِعَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فِي الْقِدْرِ صَوْتًا، ثُمَّ ارْتَفَعَ الصَّوْتُ بِتَسْبِيحٍ كَهَيْئَةِ صَوْتِ الصَّبِيِّ، قَالَ: ثُمَّ نَدَرَتِ الْقِدْرُ فَانْكَفَأَتْ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا لَمْ يَنْصَبَّ مِنْهَا شَيْءٌ، فَجَعَلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يُنَادِي: "يَا سَلْمَانُ، انْظُرْ إِلَى الْعَجَبِ، انْظُرْ إِلَى مَا لَمْ تَنْظُرْ إِلَى مِثْلِهِ أَنْتَ وَلَا أَبُوكَ"، فَقَالَ سَلْمَانُ: "أَمَّا إِنَّكَ لَوْ سَكَتَّ لَسَمِعْتَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ الْكُبْرَى"[26].

 

وكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ، أَوْ سَلْمَانُ كَتَبَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، كَتَبَ إِلَيْهِ يُذَكِّرُهُ بِآيَةِ الصَّحْفَةِ، قَالَ: وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ "بَيْنَمَا هُمَا يَأْكُلَانِ مِنَ الصَّحْفَةِ فَسَبَّحَتِ الصَّحْفَةُ وَمَا فِيهَا"[27].

 

ومن الأدلة التي يستأنس بها في ذلك أيضا ما روى في الصحيح عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي، فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ"[28].

 

وهذا ما دعا ابن الجوزي أن يكشف مشكله ويقرنه بحديث الباب فقال: فَإِن قيل: كَيفَ الْجمع بَين هَذَا وَبَين مَا تقدم فِي مُسْند الْمِقْدَام بن معدي كرب: " كيلوا طَعَامكُمْ يُبَارك لكم فِيهِ "؟ فَالْجَوَاب: أَن عَائِشَة كالت الطَّعَام ناظرة إِلَى مُقْتَضى الْعَادة غير متلمحة فِي تِلْكَ الْحَالة منحة الْبركَة، فَرد إِلَى مُقْتَضى الْعَادة كَمَا ردَّتْ زَمْزَم إِلَى عَادَة البئار حِين جمعت هَاجر ماءها.

 

وَكَذَلِكَ قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي رَافع: " ناولني الذِّرَاع " قَالَه لَهُ ثَلَاث مَرَّات، فَقَالَ: وَهل للشاة إِلَّا ذراعان؟ فَقَالَ: " لَو سكت لناولتني مِنْهَا مَا دَعَوْت بِهِ " فَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مستمدا للبركة، وَكَانَ أَبُو رَافع نَاظرا إِلَى مُقْتَضى الْعَادة[29].

 

وَقَالَ الْمُهَلَّبُ: لَيْسَ بَيْنَ هَذَا الْحَدِيثِ وَحَدِيثِ عَائِشَةَ "كَانَ عِنْدِي شَطْرُ شَعِيرٍ آكُلُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ "يَعْنِي الْحَدِيثَ الْآتِي ذِكْرُهُ فِي الرِّقَاقِ مُعَارَضَةٌ لِأَنَّ مَعْنَى حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تُخْرِجُ قُوتَهَا وَهُوَ شَيْءٌ يَسِيرٌ بِغَيْرِ كَيْلٍ فَبُورِكَ لَهَا فِيهِ مَعَ بَرَكَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا كَالَتْهُ عَلِمَتِ الْمُدَّةَ الَّتِي يَبْلُغُ إِلَيْهَا عِنْدَ انْقِضَائِهَا، وَهُوَ صَرْفٌ لِمَا يَتَبَادَرُ إِلَى الذِّهْنِ مِنْ مَعْنَى الْبَرَكَةِ وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ الْمَذْكُورِ عِنْد ابن حِبَّانَ فَمَا زِلْنَا نَأْكُلُ مِنْهُ حَتَّى كَالَتْهُ الْجَارِيَةُ فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ فَنِيَ وَلَوْ لَمْ تَكِلْهُ لَرَجَوْتُ أَنْ يَبْقَى أَكْثَرَ[30].

 

وَقَالَ الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ: لَمَّا أَمَرَتْ عَائِشَةُ بِكَيْلِ الطَّعَامِ نَاظِرَةً إِلَى مُقْتَضَى الْعَادَةِ غَافِلَةً عَنْ طَلَبِ الْبَرَكَةِ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ رُدَّتْ إِلَى مُقْتَضَى الْعَادَةِ[31].

 

وقال ابن حجر: وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّ حَدِيثَ الْمِقْدَامِ مَحْمُولٌ عَلَى الطَّعَامِ الَّذِي يُشْتَرَى فَالْبَرَكَةُ تَحْصُلُ فِيهِ بِالْكَيْلِ لِامْتِثَالِ أَمْرِ الشَّارِعِ وَإِذَا لَمْ يَمْتَثِلِ الْأَمْرَ فِيهِ بِالِاكْتِيَالِ نُزِعَتْ مِنْهُ لِشُؤْمِ الْعِصْيَانِ، وَحَدِيثُ عَائِشَةَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهَا كَالَتْهُ لِلِاخْتِبَارِ فَلِذَلِكَ دَخَلَهُ النَّقْصُ وَهُوَ شَبِيهٌ بِقَوْلِ أَبِي رَافِعٍ لَمَّا قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الثَّالِثَةِ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ قَالَ وَهَلْ لِلشَّاةِ إِلَّا ذِرَاعَانِ فَقَالَ لَوْ لَمْ تَقُلْ هَذَا لَنَاوَلْتَنِي مَا دُمْتُ أَطْلُبُ مِنْكَ فَخَرَجَ مِنْ شُؤْمِ الْمُعَارَضَةِ انْتِزَاعُ الْبَرَكَةِ وَيَشْهَدُ لِمَا قُلْتُهُ حَدِيثُ: " لَا تُحْصِي فَيُحْصِي اللَّهُ عَلَيْكَ [32] " [33].

 

تبين مما سبق أن الكلام في الكرامة وإعلانها أمام الملأ قد يكون من أسباب رفعها مع ما ذكر من عدم التصديق واليقين والشك بها فهو أدعى إلى رفعها وعدم استمرارها، والله أعلم بالصواب.

نسأل الله الاستقامة التي هي طريق الكرامة وان يجعلنا على طريق سلفنا الصالح في اتباع منهج سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ على سيّدنا مُحمّد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.



[1] الحديث ذكره الامام المقدسي في مسلسلاته، ونقله عنه أحد تلامذته فقال: سَمِعْتُ الْإِمَامَ الْعَالِمَ الْحَافِظَ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُرُورٍ الْمَقْدِسِيَّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَافِظَ أَبَا طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سِلَفَةَ الْأَصْبَهَانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَتْحِ إِيزِذِيَارَ بْنَ مَسْعُودِ بْنِ إِسْحَاقَ الْغَزْنَوِيَّ، قَدِمَ عَلَيْنَا أَصْبَهَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ اللَّبَّانَ الدَّيْنَوَرِيَّ، بِغَزْنَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ حَمْزَةَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّهْمِيَّ، بِجُرْجَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عُبَيْدَ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ خَلَفٍ الْبَزَّازَ، بِمِصْرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الْمَكِّيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُلْتَزَمُ مَوْضِعٌ يُسْتَجَابُ فِيهِ الدُّعَاءُ، وَمَا دَعَا عَبْدٌ اللَّهَ تَعَالَى فِيهِ دَعْوَةً إِلَّا اسْتَجَابَهَا ". أَوْ نَحْوَ هَذَا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَاللَّهِ مَا دَعَوْتُ فِيهِ قَطُّ بِشَيْءٍ إِلَّا أَجَابَنِي، قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَهَمَّنِي أَمْرٌ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ إِلَّا اسْتَجَابَ لِي مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ قَطُّ بِشَيْءٍ إِلَّا اسْتَجَابَ لِي مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَطُّ بِشَيْءٍ إِلَّا اسْتَجَابَ لِي مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ سُفْيَانَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْمَكِّيُّ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ لِي مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الْحُمَيْدِيِّ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَأنَا وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُ اللَّهَ فِيهِ بِشَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ لِي مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ: قَالَ لَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: دَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مِرَارًا فَاسْتَجَابَ لِي، وَقَالَ لَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ: وَأَنَا دَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَاسْتَجَابَ، قَالَ إِيزِذِيَارُ: وَأَنَا دَعَوْتُ اللَّهَ فَاسْتَجَابَ، قَالَ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ: وَأَنَا دَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْتَجَابَ، قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ: وَأَنَا دَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْتَجَابَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ: وَأَنَا دَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْتَجَابَ. ينظر خمسة أحاديث مسلسلات لضياء الدين المقدسي، وذكره في جياد المسلسلات السيوطي (ص: 196)

مسلسل بِإِجَابَةِ الدُّعَاءِ فِي الْمُلْتَزَمِ.

[2] باب صحيح البخاري (1 / 167).

[3] ينظر مذهب الحنفية في الأصل المعروف بالمبسوط للشيباني (1 / 388)، و المحيط البرهاني في الفقه النعماني (1 / 372)، ومراقي الفلاح شرح نور الإيضاح (1 / 117).

[4] مسند أحمد ط الرسالة (39 / 284): (23859).

[5] مسند أحمد ط الرسالة (45 / 172): (27195).

[6] مسند الروياني (1 / 465): (700).

[7] الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (6 / 203): (3434).

[8] المعجم الكبير للطبراني (1 / 325): (969).

[9] المعجم الكبير للطبراني (1 / 325): (970).

[10] المعجم الكبير للطبراني (24 / 300): (763).

[11] بالتصغير بدون تاء، وهو مولى للنبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء أيضا بالتاء (أبو عبيدة).وهو من مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يطبخ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ينظر أسد الغابة ط العلمية (6 / 200) (6080).

[12] مسند أحمد ط الرسالة (25 / 338): (15967).

[13] مسند ابن أبي شيبة (2 / 154): (641)

[14] سنن الدارمي (1 / 189): (45) .

[15] الشمائل المحمدية للترمذي ط المكتبة التجارية (1 / 141): (170).

[16] الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم: باب وَمِنْ ذِكْرِ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1 / 350): (472).

[17] المعجم الكبير للطبراني (22 / 335): (842).

[18] مسند أحمد ط الرسالة (16 / 412): (10706).

[19] صحيح ابن حبان (14/ 403) (6484).

[20] مسند أحمد ط الرسالة (9 / 106): ( 5089).

[21] ينظر مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8 / 311): [بَابُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ].

[22] ينظر مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (1 / 370).

[23] ينظر مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (2 / 42).

[24] وهذه أمثله ضربها النبي صلى الله عليه وسلم لجدودهم، وورد بلفظ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَشُغِلَ عَنْهُمْ أَوْ شُغِلُوا عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلُوا عَنْ ثَلَاثِ قَبَائِلَ: عَنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: "جَمَلٌ أَزْهَرُ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ"، وَسَأَلُوهُ عَنْ غَطَفَانَ، فَقَالَ: "زَهْوَةُ تَنْبُعَ"، وَسَأَلُوهُ عَنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: "إِنَّا لِبَنِي تَمِيمٍ، أَلَا خَيْرًا، هُمْ ضِخَامُ الْهَامِ ثَبَتُ الْأَقْدَامِ، رَجَحُ الْأَحْلَامِ، أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالًا لِلدَّجَّالِ، أَنْصَارُ الْحَقِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ". الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (2/ 370).

[25] مسند أحمد ط الرسالة (38 / 18): (22935)، وفضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (2 / 832): (1520)، قال شعيب: إسناده صحيح على شرط البخاري، علي بن سويد -وهو ابن مَنْجُوف، أبو الفضل السدوسي البصري- من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.

[26] مصنف ابن أبي شيبة (7 / 112): (34597).

[27] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1 / 224).

[28] صحيح البخاري (4 / 81): (3097)، و(8 / 96): (6451)، و صحيح مسلم (4 / 2282): (2973).

[29] كشف المشكل من حديث الصحيحين (4 / 331): (3240).

[30] فتح الباري لابن حجر (4 / 346).

[31] فتح الباري لابن حجر (4 / 346).

[32] ينظر صحيح البخاري (3 / 158): (2591)، وصحيح مسلم (2 / 713): (1029).

[33] فتح الباري لابن حجر (4 / 346).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من أمالي الحرم: أطيب عند الله من ريح المسك
  • من أمالي الحرم: من غسل واغتسل
  • من أمالي الحرم: فهي صدقة من الصدقات
  • من أمالي الحرم: (إذ تلقونه بألسنتكم)
  • من أمالي الحرم: واجعله الوارث منا
  • ماذا لو سكت من لا يعلم؟
  • من أمالي الحرم: ( وسلسلت الشياطين )

مختارات من الشبكة

  • من أمالي الحرم "كتب له قيام ليلة" تساؤلات مطروحة للنقاش(مقالة - ملفات خاصة)
  • حكم صلاة الفريضة في الفنادق حول الحرم اقتداء بإمام الحرم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حكم القتال في الحرم(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • التعريف بالبلد الحرام(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • قاعدة: ما حرم أخذه حرم إعطاؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قبسات من الحرم: فوائد منتقاة من دروس الحرم المكي (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • قبسات من الحرم: فوائد منتقاة من دروس الحرم المكي (PDF)(كتاب - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • شرح حديث: إن إبراهيم حرم مكة، ودعا لأهلها(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل تعظيم الأشهر الحرم (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • خطبة: الأشهر الحرم(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- بارك الله فيك ونفع بك
ابراهيم - الجزائر 24-08-2018 04:55 PM

موضوع قيم بجميع نواحية وأحسنت الانتقاء فيه للأحاديث التي لها علاقة بحديث الذراع ... بارك الله فيك.

1- شوقي للحرم
فخوره بأمتي - فلسطين 07-07-2016 12:27 PM

ما لفت انتباهي في هذ المقال الجميل اقتران اسم المقال بالحرم ،،،وذكر اسم الحرم فيه ايقظ شوقاً في داخلي للحرم لا ينقطع أبدا اللهم اكتب لي زيارة في القريب العاجل للحرم المكي.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب