• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / خواطر إيمانية ودعوية
علامة باركود

درر الشيخ علي الطنطاوي (14)

درر الشيخ علي الطنطاوي (14)
أحمد بن سواد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/6/2016 ميلادي - 28/8/1437 هجري

الزيارات: 25825

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دُرَر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله (14)

 

الحمد لله الذي خلق السموات والأرض بالحق، والصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

فهذه الدُّرة الرابعة عشرة مِن دُرَر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وجعل مثواه الجنة، المأخوذة مِن كتابه: "فصول اجتماعية"، قال رحمه الله تعالى:

1 - على الأبِ أن يكون مع أهله دائمًا، لا يتركهم إلى القهوات والسهرات، ولا للتجارة ولا للعلم؛ فإنه إن تركهم فقد عرَّضهم للفساد، فلا يلُمْهم بعد ذلك، ولكن ليلُمْ نفسه، وعليه أن يتعهد ولده بالنصائح والدروس، وأن يقرأ لهم مِن كتب الدِّين ما يعلمهم أحكام دينهم، ويلقنهم خوف الله؛فإن المدرسة الأولى هي الدار، فإذا كانت الدار سيئةً وأنشأت الولد على السوء، لم تُصلِحْه المدرسة[1].

 

2 - كلما قلَّلتِ المرأة مِن الزيارات والاستقبالات، كان ذلك أدعَى إلى سعادتها في بيتها، وإلى نجاتها في آخرتِها[2].

 

3 - إذا أرادتِ الأمُّ أن تصلح بنتها، فلتصلِحْ أولًا نفسها، ولتُطِعِ اللهَ في لباسها؛ فلا تلبَس ما لا يرتضيه الشرع، ولو جاءت الموضة واتفق عليه الناس[3].

 

4 - قال تعالى: ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يوسف: 103]، وقال: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنعام: 116]؛ فالكثرة ليست على خيرٍ دائمًا، بل الأخيار هم الأقلَّةُ دائمًا[4].

 

5 - العاقل لا يمشي مع التيار حيث مشى به؛ فقد يحمِله التيارُ إلى الشلَّال المنحدِر، الذي يكون به هلاكه، بل العاقل مَن يَبغي الشاطئَ الأمين.

 

6 - هذه الثياب كلها، ضيِّقها وواسعها، تكشف النَّحْر والصدر، والكتف والظَّهر، فليس فيها مِن الثياب إلا اسمُها، وإذا كان الله قد خلَق الثياب للستر، فهذه ثيابٌ تُظهِر ولا تستُرُ، وإن كان جعلها للدفء، فهذه ثياب تُبرد ولا تُدفئ، وإذا كان الإنسان يمتاز عن الحيوان بأنه كاسٍ وذاك عارٍ، فإن عُرْيَ الهِرَّة أو الدجاجة أسترُ مِن ثياب اليوم؛ لأنه يكشف كل شيء منها فيراه الديك أو القط على حقيقته، وهذه الثياب تكشف شيئًا وتترك الباقي، خديعةً للرجل ليتخيَّلَه أجمل وأحلى مما هو عليه[5].

 

7 - إن مِن سلائق العروبة وصفاتها الملازمة لها التي لا تنفكُّ عنها، والتي حافظت عليها في جاهليتِها وإسلامها: أنها تدورُ مع الشَّرفِ حيثما دار.

 

8 - لقد تعوَّدَ الناسُ أن يطلبوا كل شيء مِن الحكومة، وأنا أعلم أن اللهَ يزَعُ بالسلطان ما لا يزَعُ بالقرآن، ولكن سلطان الحكومة لا يصِلُ إلى القلوبِ، إن الذي يستطيع أن يصلَ إلى قلوب الناس فيبدلها، فيُصلحها أو يُفسدها - هم المُعلِّمون والمُوجِّهون، والوُعَّاظ والخطباء والمُدرِّسون، وأرباب الأقلام والألسنة والشعراء.. هؤلاء وأمثالهم هم الذين يملِكون السلطانَ على القلوب.

 

9 - أنا لا أخاف مِن الأفكار الإلحادية، ولا أخاف الشيوعية، ولا أخاف الزندقة، بمقدار ما أخاف مِن التحلُّل الخُلقي؛ ذلك لأن دعاةَ التحلل يخاطبون الغريزة، يوقِظون في النفس الميلَ الطبيعي، وليس كل شابٍّ مستعدًّا لقَبول الزندقة والإلحاد، ولكنْ كلُّ شاب مستعدٌّ أن يميل إذا استُميل بالجمال المعروض، واللذة المتوقَّعة.

 

10 - الشابُّ إذا تزوج تعوَّدَ حملَ التبِعات، وسلَك سبيل الفضيلة، وأنه لم يعُدْ يَهيم كالذئب الذي يسطو على الغنم، وأن البنت متى وجدت لها زوجًا، شعَرَتْ بالاطمئنان، وأحسَّتْ بالسعادة[6].

 

11 - إحدى الثمراتِ المُرَّةِ لهذه الغَرْسة المعلونة؛ غَرْسة تقليدنا الغربيين في القبيح مِن عاداتهم، وتركنا الحسَنَ مِن عاداتنا.

 

هان أمرُ العِرْض عليهم، فلا يبالون أن تتكشَّفَ نساؤُهم للغريب، ويخرُجْنَ أمامه عاريات الشُّعور والنحور، ويخالِطْنَه ويسايِرْنَه، لم يبقَ عند نسائهم شيءٌ اسمه العيب؛ لأنه لم يبقَ عند رجالهم شيءٌ اسمه النَّخْوة، ومِن ذلك سماحهم للرجل الأجنبي أن يتسلَّمَ البنتَ مِن بابها إلى محرابها، وأن يقرأَها مِن أَلِفِها إلى يائها، بحجة أن الخِطبةَ تجمَع بينهما.

 

أما نحن العرب، فإن النَّخوةَ طَبْعٌ فينا، والغَيرة على المحارم مِن مفاخرنا، والخِطبة عندنا، في دِيننا وفي أعرافنا، لا تُحِلُّ حرامًا، ولا تبيح للخاطب محظورًا، ما دام العقد لم يُعقد والزواج لم يتم؛ فإن خاطِبَ البنت وأبعدَ الرجالِ عنها نسَبًا وبلدًا سواءٌ، فإن كتب الله لهما الزواج وعُقد العَقد، صارت زوجتَه، وحلَّتْ له.

 

تلك عاداتُهم وهذه عاداتنا؛ عندهم القبيح وعندنا الحسَن، ولكنَّ ضعفَ نفوسِ ناسٍ منا يدفعهم إلى أخذِ ما عندهم، وترك ما عندنا، لا يبالون نصحًا، ولا يسمعون موعظة، حتى إذا وقع المحذورُ بكَوْا وشكَوْا، ونادَوْا وصرَخوا: أنقذونا، خلِّصونا، قولوا لنا: ماذا نعمل؟(باختصار).

 

12 - أنا لا أعترض على تعليمِ البنات، ولكن أريد أن تتعلم ما ينفَعُها ويُعينها على القيام بعملها، يجب أن نعرف أولًا ما هو عملُ البنت في الحياة لنعلِّمَها ما يعينها عليه.

 

لماذا لا نعلِّم طالبَ الطب المفاضلة بين أبي تمام والبحتري، ولا نعلِّم طالب الآداب حسابَ التمام والمفاضلة، ولا نعلِّم طالب الحقوق طريقة مداواة التيفوئيد؟

الجواب واضحٌ؛ أي إننا عرَفْنا عملَ كلٍّ منهم في الحياة، وعلَّمناه ما يُعينه عليه؛ فما هو عملُ المرأة في الحياة؟

 

ومهما صنَعْنا منها، ومهما أعطيناها مِن المناصب، فهل نقدِر أن نخرجها عن أن تكون أمًّا؟ هذه ملكة إنكلترا؛ هل في الدنيا عمل للمرأة أكبر، أو منصب أسمى، من أن تكون ملكة إنكلترا؟ أمَا تحمِل ملكة إنكلترا الولَدَ وتضَعُه كما تحمِل وتضَعُ كلُّ أنثى؟!

 

أول عمل للمرأة هو أن تكون أمًّا، وأن تكونَ ربة البيت، فلماذا نعلِّمها ما لا يفيدها في عملها؟[7].

 

13 - قلتُ عند حديثي عن الحضارة الغربية: إن هذه الحضارةَ قد دخلت إلينا، ولا يمكن أن نجرِّدَ منها حياتنا بعد أن صارت جزءًا منها، فلم يبقَ علينا إلا أن نفتحَ عيوننا، ونستعمل عقولنا، ونجعل الميزانَ في قَبول ما فيها أو ردِّه شرعَ ربِّنا.

 

14 - شرُّ ما جاءتنا به هذه الحضارةُ: هو إطلاقُ الغرائز مِن عِقالها، وإثارة الشهوات مِن مكامنها، وأقول الليلةَ: إنه لا دواءَ لهذا الداء إلا بالزواج، فإذا لم نسهِّلِ الزواج ونُهوِّنْه على الشاب لم تنفَعْه مواعظُنا ولا أحاديثُنا.

هذا الجوعُ الجِنسي كالجوع الشخصي؛ هذا لبقاءِ النوع، وذلك لبقاءِ الفرد.

 

15 - دِين الإسلام - يا سادة - دِينُ الفِطرة، دِين الواقع، ليس فيه رهبانيةٌ، وليس فيه حِرمان، وما حرَّم علينا شيئًا إلا أحَلَّ لنا شيئًا مِثلَه يقومُ مكانه؛ حرَّم الرِّبا وأحَلَّ البيعَ، وحرَّم الزِّنا وأحلَّ الزواج.

 

16 - إن الأموالَ التي تذهَب هدرًا في كل عَقد وكل عُرس تكفي عشرين أسرةً تعيش بها أسبوعًا، أفيجوز في دِين الله وفي شِرعة العَقل أن نُذهِب المالَ فيما لا ينفع أحدًا مِن الناس.

 

17 - كلُّ كلام يُقال في محاربة الفساد وكلُّ سعيٍ لنُصرة الفضيلة لا ينفَعُ، إن لم يكُنْ معه الزواجُ[8].

 

18 - مِن المعاني ما لا يَبلى على التَّرْداد.

 

19 - الحبُّ في حقيقتِه ليس إلا رغبةً خَفيَّةً في الاتصال الجنسي.

 

20 - كلُّ ما يقوله جماعةُ الحب العذري كذِب، وكل حبٍّ غايته الجسد، ولكن الطريق إلى هذه الغاية قد يقصُرُ وقد يطولُ.

 

21 - الزواج إذا بُني على الحبِّ وحده كان كبيتٍ يُبنى على أساسٍ مِن المِلْحِ في مجرى السيل.

الحبُّ كالخمر، والمحبُّ في سَكرة، يرى القبيحَ مِن المحبوب جميلًا، والنقص فيه كمالًا، فإذا ذهبت سَكرةُ الرغبة وجاءت صحوة العقل، انتبَه لعيوبِه، ورآه على حقيقتِه فكرِهَه[9].

 

22 - لا يكون الحبُّ وحده أساسًا للزواج إلا عند الشبابِ المجانين، وفي القصص، وفي الأفلام.

 

23 - انتبِهوا لهذه القِصص، وهذه الأفلام؛ ففي كثير مِن الكتب سَمٌّ، وفي كثير مِن الأفلام سَمٌّ، وفي صُحبة بعضِ الرفاق والرفيقات سَمٌّ، فإذا كنتم تخشَوْنَ على أبنائكم وبناتكم مِن السَّمِّ الذي يُهلِكُ الجسدَ، فلماذا تتركونهم يتجرَّعون السَّمَّ الذي يُهلِك الدِّينَ والخُلق؟

 

24 - سببُ كساد البنات هو هذا الفساد؛ إنها لا تتزوجُ إلا البنتُ المحتشمة المستقيمة، أما الفاسقة فلا يقبَل بها أحد، حتى الشابُّ الفاسق إذا أراد الزواج لم يرضَ أن يتزوَّجَ إلا بنتًا صالحة صيِّنةً شريفة.

 

25 - إننا نلهو بذِكر الحب، ونقرأ قِصصه وقصائده، ونراه شيئًا جميلًا ما دام بعيدًا عنا، فإذا دخل بيوتنا ووصل إلى بناتنا أو أخواتنا لم تعُدْ مسألةَ فنٍّ نستمتع به، وشِعر نطرَب لترديده، بل صارت مسألةَ شرَف وعِرض.

 

26 - لا يبقى مِن الحب إذا قابَل الشرفَ إلا كما يبقى مِن التمثال الجميل المصنوع مِن الثَّلْج إذا واجهَتْه عينُ الشمسِ!

 

27 - الشرعُ الإسلامي جاء للحياة كلِّها بجميع مظاهرها ومشكلاتها؛ ففيه ما يكفُلُ صلاحَ الحاكم والرعية، والفرد والجماعة، والبيت والسوق.

 

28 - الأصلُ في الحياة الزوجية أن تقومَ على المحبة والتسامح، وليست شركةً تجارية يؤدي كلٌّ مِن الشركاء ما يجب عليه ويأخذ ما يحقُّ له ويمضي في سبيله.

 

29 - إن اللهَ جعَل بين الزوجين مودةً ورحمةً، وأقام الحياة الزوجية على المحبة، فإذا وُجدت المحبةُ صارت بها السيئاتُ حسناتٍ، والعاشق يرى العذاب مِن محبوبه عَذْبًا، والشقاءَ نعيمًا، وإذا فُقدت المحبة صارت الحسنات سيئاتٍ.

 

30 - مِن حقِّ المرأة على الرجل أن يُحسِن عِشرتها، وأن يمازحَها ويداعبَها، لا أن يقعد في بيته كأنه كِسْرَى على إيوانه، ولا يأمر كأنه الحَجَّاجُ في ديوانه، ولا يكون عابسًا باسرًا لا يُكلَّم إلا بعريضةٍ عليها الطوابع، فليست هذه سيرةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في بيتِه.

 

31 - كلما كانت معاملةُ الزوج لزوجته أحسنَ، كان أقربَ إلى الخير، وأشبَهَ بفِعل رسولِ الله صلى الله عليه وسلم[10].

 

32 - الغَيرةُ منها ما هو حسَن، ومنها ما هو سيئٌ؛ فالغَيرة بمعنى أنه لا يتركها تخرج كاشفةً عن عورة، ولا يسمح لها بالدخول بين الرجال وأمثالها غَيرة مستحسَنة مطلوبة، أما التدقيقُ والمبالغة ومنعُها مما لم يمنعها منه الشرعُ، فلا؛ لأن الشارعَ أعرفُ بمصالحنا منا.

والشرع جاء بمكارمِ الأخلاق؛ فلا إفراطَ في الغَيرة، ولا تفريطَ فيها؛(باختصار).

 

33 - إذا وقَف كلٌّ مِن الزوجين عند حد الشرع، ونظَر إلى الآخَر نظرةَ حبٍّ، صلَحَتِ الحال، واستقام الأمر، وليس معنى هذا أنهما لا يختلفانِ؛ فليس في الدنيا زوجانِ لا يختلفان، ولكن المهم ألا يدَعَا الخلافَ يَبِيتُ، وأن يصطلحا قبل المنام، وخيرُهما الذي يسبق إلى الاعتذارِ والسلامِ والكلامِ.

 

34 - الأزواجُ العقلاء يكون بينهما مِن الخلاف والشِّقاق ما لا مزيد عليه، فإذا جاءهما ضيفٌ، أو زارَا أحدًا، أظهَرَا المودةَ والمحبة، يجب أن تبقى الخلافاتُ الزوجية بين الزوجين فقط، ربما يغضَب الرجلُ فيقول لزوجته ما لا يسُرُّها، ولكن ذلك يبقى بينه وبينها، فإذا جاء ذِكرها أمام الناس أثنى عليها، والمرأة تصنَع مِثل ذلك، قد تقول له ما يكرَه، ولكن إذا ذُكر أمام الناس تمدَحه وتُثني عليه.

 

ولماذا نُطلِع الناسَ على خلافاتنا؟ الناس منهم صديق واحد في المائة يتألم لنا (ولا يجوز أن نؤلم أصدقاءَنا)، وتسعة وتسعون ليسوا أصدقاء؛ فهم يشمَتون بنا، أو يسمعون ولا يبالون، فلماذا نعرِّض أنفسَنا للشماتة أو الإهمال؟!

 

35 - أنا اختصاصيٌّ في أمور الزواج والخلافات الزوجية، مارستُ النظرَ فيها سبعًا وعشرين سنة، وأنا أؤكد أن تدخُّلَ الأهلِ يعقِّدُ الأمور ويُفسدها، الله جعل بين الزوجين مودَّة ورحمة؛ فهما يختلفانِ ويصطلحانِ، ولهما طرائقُ خاصة للمصالحة، فإذا تدخَّل الأهلُ انسَدَّ طريقُ الصلح، أما في الحالات الخطيرة التي يترجَّح معها فَصْمُ عُرَى الزوجية وتعذُّرُ استمرارها، فلا بد مِن تدخُّل الأهل.

 

36 - إن الخلافاتِ الزوجية أمرٌ طبيعي، وكلما مرتِ المدة زاد عددُ الخلافات، ثم كلما مرَّت سَنة أو زاد الأولاد ولدًا تضاعَف العدد، ومتى صار الزوجانِ عجوزينِ، صار الخلافُ تسليةً لهما؛ (باختصار).

 

37 - الخلافاتُ الزوجية الصغيرة لا يُخشى منها، لكن يجب أن تُزال قبل الليل؛ لا تجعلوها تبيت، إن الرجلَ بعد "الخناقة" يندَم، وينتظر أن تأتي هي فتصالحه، وهي تندم وترقب أن يجيءَ فيصالحها، كلُّ واحد ينتظر الآخر، فتطول المدة، وتشتد العُقدة، فليُسرِعْ أحدُهما إلى الصُّلح.

 

وإذا جاء يصالحها فلتبتسِمْ بسرعة، وإذا أقبلَتْ تصالحُه، فليُعجِّلْ بالصَّفْح، ولا يُقابِلْ أحدُهما الصلحَ بالإعراضِ، ثم إن الذي يجيء للصُّلح يُلقي الكلمةَ مخلِصًا بها مِن قلبه، لا يعتذِر بصوتٍ جافٍ، ووجهٍ مقلوب.

 

38 - اللهجة أصدقُ تعبيرًا مِن المدلول اللُّغوي، قد تقول لرفيقِك: (صباح الخير)، فيعتبرها شتيمةً فيغضب، وتقول له: (قبَّحك الله)، فيعتبرها ممازحةً فيضحَك، العِبرةُ باللهجة.

 

39 - مِن الناس مَن يقابل الإحسانَ بالإساءة، والخير بالشر، فهذا إما مريضُ النفس، أو ناقص التفكير، وعلاجه ممكن؛ لأن أمراضَ النفوس كأمراض الأجسام، ما أنزل اللهُ داءً إلا أنزَل له دواءً؛ فادرُسِ المرضَ، وفتِّشْ عن الدواءِ.



[1] اختزال الأبِ دورَه ومهمته تجاه أسرته بتوفير متطلبات الحياة وإهمال الجوانب التربوية: سببٌ لفشل الأبناء، أو وقوعهم في المشكلات السلوكية؛ فتربية الأبناء أمانة، وهي مِن أعظم الاستثمارات الرابحة في حياة الأب؛ لأنهم حصادُ المستقبل.

[2] قال القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب: 33]، معنى هذه الآية: الأمرُ بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد دخَل غيرُهن فيه بالمعنى، هذا لو لم يرِدْ دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحةٌ بلزوم النساء بيوتهن، والانكفافِ عن الخروج منها إلا لضرورة؟!؛ اهـ، كما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ما تقرَّبتِ امرأة إلى الله بأعظمَ مِن قعودها في بيتها، وقال الشيخ ابن باز - رحمه الله -: سمَّى الله مُكْثَ المرأة في بيتها قرارًا، وهذا المعنى مِن أسمى المعاني الرفيعة؛ ففيه استقرار لنفسها، وراحة لقلبها، وانشراحٌ لصدرها؛ فخروجُها عن هذا القرار يُفضي إلى اضطراب نفسها، وقلَق قلبها، وضِيق صدرها، وتعريضها لما لا تُحمَدُ عُقباه.

[3] القُدوة الصالحة مِن أنفَعِ وسائل البناء والتربية.

[4] قال السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسيره: يقول تعالى، لنبيه محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، محذرًا عن طاعةِ أكثر الناس: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنعام: 116]؛ فإن أكثرَهم قد انحرفوا في أديانهم وأعمالهم وعلومهم؛فأديانُهم فاسدة، وأعمالهم تَبَعٌ لأهوائهم، وعلومهم ليس فيها تحقيق، ولا إيصالٌ لسواء الطريق، بل غايتُهم أنهم يتبعون الظن، الذي لا يُغني مِن الحق شيئًا، ويتخرَّصون في القول على الله ما لا يعلمون، ومَن كان بهذه المثابة، فحريٌّ أن يحذِّرَ الله منه عبادَه، ويصِفَ لهم أحوالهم؛ لأن هذا - وإن كان خطابًا للنبي صلى الله عليه وسلم - فإن أمتَه أسوة له في سائر الأحكام، التي ليست مِن خصائصه.

[5] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((صِنفانِ مِن أهل النار لم أرَهما؛قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهنَّ كأسنمةِ البُخْتِ المائلة، لا يدخُلْنَ الجنة، ولا يجِدْنَ ريحها، وإن ريحها لتوجَدُ مِن مسيرة كذا وكذا))؛ أخرجه مسلم.

[6] قال صلى الله عليه وسلم: ((يا معشرَ الشباب، مَن استطاع الباءةَ فليتزوَّجْ؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصَنُ للفَرْج، ومَن لم يستطع فعليه بالصومِ؛ فإنه له وجاءٌ))؛ أخرجه البخاري.

[7] حصَل ببلاد المسلمين الشرُّ المستطير حين وظَّفْنا المرأةَ في كل المجالات، وتغافَلْنا عن عملها الحقيقيِّ في الحياة، الذي لا يمكِنُ أن ينجزَه رجالُ الدنيا كلهم.

[8] قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم مَن ترضَوْن دِينَه وخُلقه فأنكِحوه؛ إلا تفعلوا تكُنْ فتنةٌ في الأرض وفسادٌ))، قالوا: يا رسول الله، وإن كان فيه؟! قال: ((إذا جاءكم مَن ترضَوْنَ دِينه وخُلقه فأنكِحوه)) ثلاث مرات؛ أخرجه الترمذي، وحسَّنه الألباني.

[9] قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]؛ فالزواجُ يُبنى على هذه الركائزِ: السَّكَن، والمودَّة، والرَّحمة.

[10] قال صلى الله عليه وسلم: ((خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلي))؛ رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم: ((خيرُكم خيرُكم للنساء))؛ صحيح الجامع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • درر الشيخ علي الطنطاوي (11)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (12)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (13)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (15)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (16)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (17)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (18)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (19)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (20)

مختارات من الشبكة

  • درر الشيخ علي الطنطاوي (21)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (9)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (8)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (7)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (6)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (5)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (4)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (3)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • درر الشيخ علي الطنطاوي (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب