• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

مسألة عذاب القبر ونعيمه

مسألة عذاب القبر ونعيمه
حامد محمد غانم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/5/2016 ميلادي - 3/8/1437 هجري

الزيارات: 21516

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مسألة عذاب القبر ونعيمه

 

الحمد لله ربِّ العالَمين، والصلاة والسلام على سيد الأوَّلين والآخِرين، سيِّدنا محمَّد صلى الله عليه وسلم، وبعد:

فإن مسألة عذاب القبر ونعيمه من المسائل العقدية والإيمانية الغيبية التي اتفق المسلمون على ضرورة الإيمان بها، وأنها من الإيمان باليوم الآخر، الذي هو أحد أركان الإيمان الستة المتفق عليها بين المسلمين، إلا مَن شذ مِن فرقة المعتزلة القديمة التي ضلت طريق النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، ثم انتهت هذه الفرقة منذ مئات السنين، ولم تعُدْ مسألة القبر وما فيه من نعيم وعذاب مطروحة للنقاش مرة أخرى.

 

إلا أنه في العصر الحديث عادت هذه الفرقة الضالة من جديد، لكن بثوب جديد ومسميات حديثة، فتارة تسمى بـ: "العلمانية"، وتارة بـ: "العقلانية"، وتارة بـ: "القرآنيين"، وغيرها من المسميات التي اتفقت في مجموعها على تحكيم العقل في شرع الله عز وجل، وفي نصوص الوحي، فما وافَق العقلَ من وجهة نظرهم هم قبِلوه، وما خالف عقلهم إن كان قرآنًا أوَّلوه، وإن كان سنَّة ردُّوه وتركوه، واتهموا علماء المسلمين بالتخلف والرجعية، وعدم مسايرة الواقع، وإلغاء العقل،وهكذا، مجموعة من الاتهامات المعلبة الجاهزة لكل من يتمسك بالسنَّة.

 

لكن خطورة هذه الجماعة الآن ليست في قوتهم العلمية، أو حجتهم الباهرة، ولكن قوتهم أنهم يملكون وسائل الإعلام المقروءة، والمسموعة، والمرئية المنتشرة على الفضائيات التي تبث سمومها في عقول المسلمين.

 

ولا يجد أهل الحق هذه القوة الإعلامية التي يستطيعون من خلالها نشر الحق الذي يحملون نورَه للناس، إلا بعض مقالات، أو مواقع على شبكة المعلومات، أو بعض الفضائيات التي لا يشاهدها كل المسلمين.

 

وعلى هذا، فإني أكتب هذا المقال في هذه المسألة ليس ردًّا على هؤلاء، ولكن لبيان الحق لعامة المسلمين؛ حتى لا يكونوا فريسة سهلة في أيدي هؤلاء، فيضيع إيمانهم وعقيدتهم.

 

فأقول: هل هناك حياة أخرى في القبر؟ هل هناك سؤال؟ هل هناك نعيم وعذاب؟ هذا ما نعرفه في السطور التالية:

أولًا: هؤلاء يعتقدون أنهم هم وحدهم أصحاب العقول، وأن غيرهم لا يفهمون حقيقة الإسلام، وأننا في حاجة إلى أن نفهَم الإسلام من جديد، وبمنظور مختلف عما فهمه السابقون؛ مسايرةً للواقع ومستحدَثات الأمور.

 

ليتهم وقفوا بهذا الفهم عند متغيرات الإسلام، لكنهم طعنوا أيضًا في الثوابت، والعقائد التي لا تقبل تغييرًا ولا تبديلًا، وعلى هذا اتهموا الأمة بالتخلف والرجعية، وكأن الله ترك أمة محمد صلى الله عليه وسلم أربعمائة عام وألفًا يعيشون في ضلال، ويفهمون الإسلام فهمًا خاطئًا حتى جاء هؤلاء العقلاء في عصرنا ليقدموا لنا فهمًا صحيحًا للإسلام،ألا ساء ما يظنون!

 

ثانيًا: العقل آلة ميَّز الله بها الإنسان عن غيره من سائر المخلوقات، وهو نعمة من أجلِّ النِّعم التي أنعم الله بها على الإنسان، لكن هذا العقل ليس مطلقًا، بل له حدود، ينبغي أن يحترم نفسه أولًا ويقف عندها، فكما أن لكل آلة حدودًا تقف عندها، فالعين لا ترى أكثر من مداها، والأذن لا تسمع البعيد عنها، كذلك العقل له حدود يقف عندها ولا يتعداها؛ لأنه لو تخطَّاها ضلَّ الطريق.

 

فمجال العقل في الفكر، والعلم التجريبي والمحسوسات، والماديات، أما الغيبيات فلا مجال للعقل فيها؛ لأنها لا تدخل تحت التجرِبة، ولا في معامل العلماء؛ لأن مَن استعمل عقله في الغيبيات انحرف عن الصراط المستقيم،وليس أدل على ذلك من الواقع الذي نشاهده؛ فإن أممًا أعطاها الله من الفتح على العقل أن وصلت بعقولها إلى الفضاء الواسع، وأبهرت العالم بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لكنها عندما تنزل من الفضاء وتذهب إلى المعبد تجدها تسجد لصنم صنعته من الحجارة، أو تسجد لشجر، أو لبشر، بل الأعجب تسجد لبقر أو فأر.

 

فكيف لهذه العقول التي أبهرت العالم بتقدمها العلمي أن تعيش في عصور الجاهلية في العبادة؟ بل تخطت الأمر إلى إنكار وجود الإله.

 

أليست هذه العقولُ هي التي تريدون تحكيمها في شرع الله؟

ثالثًا: مسألة القبر وما فيه من الأمور الغيبية، التي لا يمكن أبدًا بحال مهما تقدم العلم أن تخضع للبحث والتجرِبة، بل هي من الأمور التي تؤخذ من الوحي (قرآنًا - أو سنة)، ولا مجال للعقل فيها إلا التسليم المطلق للوحي، فإن صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رضخ له العقل سمعًا وطاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 

رابعًا: مسألة القبر وما فيه جاء فيها آيات من القرآن، وأحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متواترة، لكنهم عَمِيَتْ قلوبهم عن رؤيتها، وانطمست بصائرهم فلم يروا الحق الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار.

 

أما عن الأدلة من القرآن فاقرأ معي هذه الآيات وأخبرني هل لها معنى آخر إلا الحديث عن حياة البرزخ والقبر!


1) قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93].

 

هذه الآية الكريمة واضحة جدًّا؛ فهي تتكلم عن لحظة الموت وخروج الروح، وليس يوم القيامة؛ فالملائكة تقول لهم في لحظة الاحتضار: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ﴾ [الأنعام: 93]، وبما أن الآية ليست في معرض الحديث عن يوم القيامة، وإنما بوضوح شديد في ﴿ غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ﴾ [الأنعام: 93]، فهذا إذا كان في لحظة الاحتضار، فما بالكم بلحظة دخول القبر؟! وكل هذا يا أصحاب العقول واضحٌ أنه قبل يوم القيامة.

 

2) قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [الأنفال: 50، 51].

 

هذه الآية أشدُّ وضوحًا من سابقتها؛ فهي تتكلم عن ضرب الملائكة للمشركين ساعة الموت، يضربون وجوههم وأدبارهم، ويقولون لهم: ﴿ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الأنفال: 50]؛ فهذا العذاب وهم ما زالوا في الدنيا في لحظة خروج الروح، فما بالنا عند دخول القبر؟!

 

3) قال الله تعالى: ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 45، 46].

 

هذه الآية أشدُّ وضوحًا لقوم يعقلون أو يفقهون، أو قل ما شئت، فيا أصحاب العقول، أليست هذه الآية تتحدث عن الدنيا قبل يوم القيامة؛ أن الرجل المؤمن من آل فرعون نجاه الله من فرعون؛ ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ﴾ [غافر: 45]، وبعدها ﴿ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 45]، ثم بيَّن ما هذا العذاب فقال: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ﴾ [غافر: 46]، وطبعًا هذا ليس يوم القيامة؛ فالعرضُ صباحًا ومساءً قبل يوم القيامة.

 

4) قال الله تعالى: ﴿ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ﴾ [نوح: 25].

هذه الآية تقول: إن قوم نوح بسبب خطيئاتهم أغرَقهم الله، ثم بيَّن سبحانه وتعالى أنه أدخلهم النار، وانتبه معي أن الله ما قال: "سيدخلون النار"، ولا قال: "سوف ندخلهم النار"، وإنما قال: ﴿ فَأُدْخِلُوا نَارًا ﴾ [نوح: 25] فعبر بلفظ الماضي (أدخلوا)، والفاء التي تفيد الترتيب والتعقيب، والمعنى: عقب إغراقهم أدخلوا نارًا، ولا يمكن أن يكون المعنى إلا في القبر؛ لأن الدنيا ليس فيها هذه النار، وليس الحديث عن الآخرة؛ لأنه عبر بالفاء، وعبر بلفظ الماضي.


5) وليس هذا إلا في القبر؛ لأنه أعقَبَها بقوله: ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 46] إذًا هذا العذاب الذي حاق بآل فرعون والنار التي يعرضون عليها ليس يوم القيامة، وطبعًا ليس وهم أحياء، بقِيَ إذًا أن يكون في القبر.

 

المسألة ليست فقط بالعذاب في القبر، بل هناك نعيم أيضًا، اقرأ معي هذه الآية الكريمة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169].

 

هذه الآية توضح أن الشهداء أحياءٌ عند الله، ويرزقون؛ يعني ينعَّمون، وهذا قطعًا ليس في الآخرة، بل في القبر، والدليل قوله تعالى: ﴿ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 170]، فهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم - يعني ما زالوا أحياءً - مِن إخوانهم المؤمنين في الدنيا، إذًا رِزقهم ونعيمهم في القبر قبل يوم القيامة.

 

♦ هذا بالنسبة للآيات، أما عن الأحاديث فهي من الكثرة بمكان، وقد بلغت حد التواتر؛ لأن هؤلاء دائمًا يضعفون الأحاديث، ليس بالقواعد العلمية، ولكن طبعًا لأنها لا توافق عقولهم، والفيلسوف منهم يقول: هذه أحاديث آحاد، فكيف يؤخذ بها في العقائد؟!

 

وفي حقيقة الأمر هو لا يفهم معنى الآحاد ولا المتواتر، لكنه يريد أن يثبت أنه يتبع منهجًا علميًّا وليس عقليًّا فقط، فنقول له: إن القبر وما فيه من نعيم قد تواترت الأحاديث فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست أحاديث آحاد، ويكفي أن تعلم أن الإمام البيهقي في كتابه (إثبات عذاب القبر) جمع أكثر من مائتي (200) حديث وأثر تُثبِت عذاب القبر ونعيمه، وليس هذا كل الأحاديث والآثار، بل هذا ما جمعه البيهقي، وقد ترك غيرها.

 

فاسمح لي - أيها القارئ الكريم - أن أنقل لك بعض الأحاديث التي تتكلم عن القبر وعذابه أو نعيمه؛ لعل الله أن يثبتني وإياك على العقيدة الصحيحة، وأن ينجينا من عذاب القبر وفتنته، وطبعًا سأكتفي ببعض الأحاديث، وإلا فمن أراد المزيد فعليه بكتب السنَّة، وخاصة كتاب الإمام البيهقي سالف الذكر.

 

1) عن ابن عباس قال: مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانينِ يعذَّبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يعذَّبان، وما يعذبان في كبير))،ثم قال: ((بلى؛ كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة)،ثم دعا بجريدة، فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة))، فقيل له: يا رسول الله، لِمَ فعلتَ هذا؟! قال: ((لعله أن يخففَ عنهما ما لم تيبسا،أو إلى أن ييبسا))[1].

 

2) عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثَم والمَغْرم))،فقال له قائل: ما أكثَرَ ما تستعيذ مِن المغرم؟ فقال: ((إن الرجل إذا غرِم حدَّث فكذَب، ووعَد فأخلَف))[2].

 

3) عن عائشةَ رضي الله عنها: أن يهودية دخلت عليها، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذكِ اللهُ من عذاب القبر،فسألت عائشة رضي الله عنها عن عذاب القبر فقال: ((نعم، عذاب القبر حق))،قالت عائشةُ رضي الله عنها: فما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدُ صلَّى صلاة إلا تعوَّذ مِن عذاب القبر[3].

 

4) عن عوف بن مالك يقول: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفِظْتُ من دعائه وهو يقول: ((اللهم اغفر له وارحَمْه، وعافِه واعفُ عنه، وأكرِمْ نزله، ووسِّع مُدخَله، واغسِلْه بالماء والثلج والبَرَد، ونقِّه مِن الخطايا كما نقَّيْتَ الثوب الأبيض مِن الدَّنَس، وأبدِلْه دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وزَوْجًا خيرًا من زوجه، وأدخِلْه الجنة، وأعِذْه مِن عذاب القبر، أو مِن عذاب النار))،قال: حتى تمنيتُ أن أكون أنا ذلك الميت[4].

 

5) عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: أتيتُ عائشةَ زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس، فإذا الناس قيام يصلون، وإذا هي قائمة تصلي، فقلتُ: ما للناس؟ فأشارت بيدها نحو السماء، وقالت: سبحان الله! فقُلت: آية؟ فأشارت: أي نَعم، فقُمتُ حتى تجلَّاني الغَشْيُ، وجعلت أصبُّ فوق رأسي ماءً، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حمِد اللهَ، وأثنى عليه، ثم قال: ((ما مِن شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا، حتى الجنة والنار، ولقد أوحي إليَّ أنكم تفتنون في القبور مثل - أو قريبًا من - فتنة الدجال - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - يؤتى أحدكم فيقال: ما علمُك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول: هو محمدٌ رسول الله، جاءنا بالبينات والهدى، فأجَبْنا وآمنَّا واتبعنا، فيقال: نَمْ صالحًا؛ فقد علمنا إن كنت لمؤمنًا، وأما المنافق أو المرتاب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول: لا أدري، سمِعتُ الناس يقولون شيئًا، فقُلْته))[5].

 

6) قال عبدالله - يعني ابن مسعود -: إذا حدثناكم بحديث آتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله عز وجل؛ إن المسلم إذا دخَل قبره أُجلِس فيه، فقيل: مَن ربك؟ وما دِينك؟ يعني ومن نبيك؟ قال: فيُثبِّته الله عز وجل، فيقول: ربيَ الله، ودِيني الإسلام، ونبيِّي محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فيوسَّع له قبره، ويروح له فيه، ثم قرأ: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [إبراهيم: 27]؛ الآية، وإن الكافر إذا دخل قبره، أُجلِس فيه، فقيل له: من ربك؟ وما دِينك؟ ومَن نبيك؟ فيقول: لا أدري، فيَضيق عليه قبرُه، ويعذَّب فيه، ثم قرأ عبدالله: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124][6].

 

7) عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه حدَّثهم أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا وُضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمَع قرع نعالهم - أتاه ملَكان، فيُقعدانه، فيقولان: ما كنت تقول في الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظُرْ إلى مَقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة، فيراهما جميعًا)).

 

قال قتادة: وذكر لنا أنه يفسح في قبره، ثم رجع إلى حديث أنس، قال: ((وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنتَ تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دَرَيْتَ ولا تلَيْتَ، ويُضرَب بمطارقَ مِن حديد ضربة، فيَصيح صيحة يسمعها مَن يليه غيرَ الثقَلين))[7].

 

8) كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتى يبلَّ لحيته، فيقال له: قد تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟! فيقول: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسرُ منه، وإن لم ينجُ منه فما بعده أشد منه))، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما رأيتُ منظرًا إلا والقبرُ أفظعُ منه))[8].

 

9) عن مسروق، قال: سأَلْنا عبدالله - يعني ابن مسعود - عن هذه الآية: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169]، قال: أمَا إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: ((أرواحهم كطيرٍ خُضر تسرح في الجنة في أيها شاءت، ثم تأوي إلى قناديلَ معلَّقة بالعرش، قال: فبينما هم كذلك إذ اطَّلَع عليهم ربُّك اطِّلاعةً، فقال: سلُوني ما شئتم، فقالوا: يا ربنا، ما نسألك ونحن نسرح في الجنة في أيها شئنا؟ فلما رأوا أنهم لا يُترَكون مِن أن يَسألوا، قالوا: نسألك أن ترُدَّ أرواحنا إلى أجسادنا في الدنيا، تُقتَل في سبيلك، قال: فلما رأى أنهم لا يسألون إلا هذا، تركوا))[9].

 

10) إذا دخَل المؤمنُ قبره، أتاه ملَكان، فزبَراه، فيقوم يهاب الفتَّان،قال: فيسألانِه: من ربك؟ وما دِينك؟ ومَن نبيُّك؟ فيقول: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيِّي، فيقولان له: صدقت، كذلك كنتَ، فيقال: افرشوه من الجنة، واكسوه من الجنة،فيقول: دعوني حتى أخبر أهلي، فيقولان له: اسكن))[10].

 

أخيرًا - أيها المسلم - هذه آيات القرآن الكريم، وهذه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، تُثبِت لكل مسلم مؤمن بربه وبنبيه أن نعيم القبر وعذابه حق؛ فلا تنخدِعْ بمن يغرك بمعسول كلامه ليضلك عن سبيل الله، بدعوى مخالفة ذلك للعقل، واعلم يقينًا أن دور العقل يأتي بعد الوحي؛ فلا يقدَّم العقل على كلام الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل إن دور العقل يقتصر على فهم النص، وليس إثبات النص، فإن فهِمتَ النص والحكمة منه، فاحمَدِ اللهَ، وإن لم تفهم فسلِّمْ أمرك لله، وقل: آمنتُ بالله، وبما جاء عن الله، على مراد الله، وآمنتُ بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو الحقُّ الذي لا مِرْيَة فيه،وصدق عمر بن الخطاب حين قال: إياكم وأصحابَ الرأي؛ فإنهم أعداءُ السُّنن، أعيَتْهم أحاديثُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحفظوها، فقالوا بالرأي؛ فضلُّوا وأضلُّوا[11].



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب من الكبائر ألا يستتر من بوله (216) 1/ 60، ط مكتبة الصفا.

[2] أخرجه البخاري، كتاب صفة الصلاة، باب الدعاء قبل السلام (832) 1/ 186.

[3] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر (1372) 1/ 301.

[4] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب الدعاء للميت في الصلاة (963)، 2/ 89، ط دار الحديث.

[5] أخرجه البخاري، كتاب الوضوء، باب من لم يتوضأ إلا من الغَشْي المثقل (184) 1/ 54.

[6] أخرجه البيهقي في كتاب إثبات عذاب القبر، رقم (6)، صـ 29، طـ دار الفرقان.

[7] أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر (1374) 1/ 301.

[8] أخرجه الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في ذكر الموت (2308) 4/ 286.

[9] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب في بيان أن أرواح الشهداء في الجنة، وأنهم أحياءٌ عند ربهميرزقون (1887) 3/ 363.

[10] أخرجه البيهقي في كتاب إثبات عذاب القبر، رقم (189) ص 217.

[11] سنن الدارقطني، كتاب النوادر، 4/ 83، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية، 1424هـ - 2002م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هل سؤال وعذاب القبر ونعيمه للبدن فقط؟
  • عذاب القبر ونعيمه
  • الإيمان بعذاب القبر ونعيمه
  • مشاهد من عذاب القبر ونعيمه
  • مسائل في عذاب القبر ونعيمه
  • الإيمان بعذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين
  • 12 دليلا من القرآن على إثبات عذاب القبر ونعيمه
  • أحاديث عذاب القبر ونعيمه
  • عذاب القبر ونعيمه في السنة (خطبة)
  • القول الجامع في أن لعذاب القبور أسبابا وموانع (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • من طعام أهل النار وشرابهم يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب عذاب القبر ونعيمه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عذاب القبر ونعيمه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ماذا تعرف عن القبر؟ (5) الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ماذا تعرف عن القبر؟ (4) أسباب عذاب القبر وأسباب النجاة منه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • مسائل ومباحث في القبر نعيمه وعذابه ومشاهد القيامة (PDF)(كتاب - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • ما يعرض على الميت في قبره، والحكمة من عذاب القبر ونعيمه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عامة عذاب القبر من البول(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • ماذا تعرف عن القبر؟ (7) أول ليلة في القبر، وأهوال القبور (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب