• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الخامس من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/5/2016 ميلادي - 23/7/1437 هجري

الزيارات: 10765

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟[1]

5. الربع الخامس من سورة هود


• الآية 84: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ﴾ أي: ولقد أرسلنا إلى قبيلة مَدْيَن: ﴿أَخَاهُمْ شُعَيْبًا﴾، فـ﴿قَالَ﴾لهم: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ﴾ وحده، فـ﴿مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ﴾ يَستحق العبادة ﴿غَيْرُهُ﴾ فأخلِصوا له العبادة،﴿وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ﴾ أي: ولا تنقصوا الناسَ حقوقهم في مَكاييلهم ومَوازينهم، ﴿إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ﴾: يعني إني أراكم في سَعَةٍ من العيش، لا تحتاجون معها إلى هذا الغش في الميزان، ﴿وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ﴾ - بسبب إنقاص الكَيل والميزان - ﴿عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ﴾ أي يُحِيطُ بكم، ولا يُبقِي منكم أحداً.

 

♦ واعلم أنّ هذا مِن آداب النصيحة: أن تبدأ بالثناء على مَن تنصحه - فإنّ الناسَ قد فَطَرَهم اللهُ على حُبّ مَن يَمدحهم -، وذلك بأنْ تَذكُر له أيَّ صفةٍ جيدة فيه، كأنْ تقول له: (واللهِ أنا سعيد جداً لأنك حريص على صلاة الجماعة، ولكني - واللهِ - أخافُ عليك مِن فِعل كذا، لأني أحبك)، فبهذا يَقبل منك النصيحة.

 

• الآية 85، والآية 86: ﴿وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ﴾ يعني أتِمُّوا الكَيل والميزان بالعدل، ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ أي: ولا تُنْقِصوا الناس حقهم في عموم أشيائهم.

 

♦ واعلم أنه قد أعاد النداء عليهم في قوله: ﴿وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ﴾ بعد أن نَهاهم عن ذلك في قوله: ﴿وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ﴾، وذلك لزيادة التأكيد والتنبيه على إيفاء الكَيل والميزان.

 

﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ أي: ولا تسعوا في الأرض بأنواع الفساد، كالشرك والمعاصي (ومِن ذلك أكْلُكُم أموال الناس بالباطل)، فـ ﴿بَقِيَّةُ اللَّهِ﴾ يعني: ما يَتبقى لكم من الربح الحلال - بعد إتمام الكَيل والميزان - هو﴿خَيْرٌ لَكُمْ﴾ ممَّا تأخذونه بالغش وغير ذلك من الكسب الحرام، فإنّ اللهَ يُبارك لكم في الحلال - ولو كان قليلاً - بشرط: ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (فإنّ البَقية لا تكونُ خيراً إلاّ للمؤمنين)، ﴿وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ﴾:يعني وما أنا عليكم برقيب أحفظ عليكم أعمالكم وأحاسبكم عليها، وإنما أُبَلِّغكم ما أُرْسِلتُ به إليكم.

 

• الآية 87: ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ﴾ التي تُداوم عليها ﴿تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا﴾ من الأصنام، ﴿أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ﴾: يعني وتأمرك أيضاً أن نَمتنع عن التصرف في كَسْب أموالنا بما نشاءُ مِن احتيالٍ ومكر؟!، ثم قالوا - استهزاءً به -: ﴿إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ (ومعنى كلامهم: كيف تكون أنت الحليم الرشيد، ويكونُ آباؤنا هم السُفهاء الضالون؟!)، وهذا كقول الملائكة لأبي جهل - وهو في النار -: ﴿ذُقْ إنك أنت العزيز الكريم﴾.

 

♦ واعلم أنهم قالوا له: ﴿أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ﴾، ولم يقولوا له: ﴿أدِينُكَ يَأْمُرُكَ﴾، لأنّ الصلاة كانت مِن عِماد الشرائع كلّها، وكان المُكذبون في كل أُمَّةٍ يُنكرونها ويَستهزئون بفاعلها، فلَمَّا كانت الصلاة هي الأمر الظاهر مِن دينه، ورأوه يُداوم على فِعلها، جعلوها هي التي تأمره بالإنكار عليهم.

 

• الآية 88: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي﴾ أي على يَقينٍ وطُمأنينة مِمّا أوحاه إليَّ ربي وأمَرني أن أدعوكم إليه، وهو أن تعبدوه وحده لا شريك له - لأنه الخالق الرازق المُستحق وحده للعبادة - وأن تنتهوا عن الغش في الميزان، ﴿وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا﴾ أي رزقًاً حلالاً طيبًا، فأخبِروني إذاً: هل يَليقُ بي أنْ أُنكِر هذا الحق والخير وأتَّبعكم على باطلكم؟ لا يكونُ ذلك أبداً.

 

♦ وقد قيل: إنّ المُراد بالرزق الحَسَن هنا هو نعمة النُبُوّة والرسالة، وإنّما عَبّرَ عنها بالرزق ليُشابه قولهم: (أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء)، لأنّ الأموال رِزق، والنُبُوة والهداية أيضاً رِزق، واللهُ أعلم.

 

﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ﴾ يعني: وما أريد أن أرتكب أمرًا نَهيتكم عنه، بل إنني سأكونُ أوّل مَن يَتركه، لأكون قدوةً لكم، ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ﴾ يعني: وما أريد بدعوتي لكم إلا إصلاحكم قَدْر استطاعتي، ﴿وَمَا تَوْفِيقِي﴾ - في محاولة إصلاحكم-﴿إِلَّا بِاللَّهِ﴾ (لا بِحَولي ولا بقوتي)، فإني ﴿عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾ أي عليه وحده اعتمدتُ في الثبات على دينه الحق، وفي حمايتي مِن كَيدكم، ﴿وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ يعني: وإليه أرجع في كل أموري.

 

• الآية 89: ﴿وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي﴾: أي لا تَحمِلنَّكم عداوتكم لي على العناد والإصرار على ما أنتم عليه ﴿أَنْ يُصِيبَكُمْ﴾ أي حتى لا يُصيبكم﴿مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ﴾ من الهلاك، ﴿وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ﴾: يعني وما قومُ لوطٍ - وما نَزَلَ بهم من العذاب - ببَعِيدِين عنكم لا في المكان ولا في الزمان.

 

• الآية 90، والآية 91: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ﴾ نادمينَ على ما فعلتم، مُعترفين بخطئكم،﴿ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾ من الشرك والمعاصي وارجعوا إليه بالإيمان والطاعة، ﴿إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾ أيكثير المَوَدَّة والمَحبة لمن تاب إليه، فيَرحمه ويَقبل توبته (واعلم أنّ معنى الودود: أنه سبحانه يُحب عباده المؤمنين ويُحبونه).

 

♦ فلَمَّا تضايقوا من نصائحه ومَواعظه لهم ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ﴾ أي لا نفهم﴿كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ﴾ (ذلك لبُغضهم لِمَا جاءهم به، لأنه يُخالف أهوائهم)، ﴿وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا﴾ أي لستَ من الكُبَراء ولا من الرؤساء، ﴿وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ﴾: يعني ولولا مُراعاة عشيرتك لقتلناك رَجْماً بالحجارة - وكانت عشيرته مِن أهل مِلَّتِهم -، ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ﴾: يعني وليس لك قَدْرٌ واحترامٌ في نفوسنا.

 

• الآية 92: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي﴾ يعني أعَشيرتي﴿أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ﴾؟ ﴿وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا﴾ أي: وتركتم أمْرَ ربكم فجعلتموه خلف ظهوركم، ﴿إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ أي لا يَخفى عليه شيئٌ من أعمالكم، وسيُجازيكم عليها عاجلاً أو آجلاً.

 

• الآية 93: ﴿وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾ أي اعملوا على طريقتكم - التي أنتم عليها من مُخالفتي وعداوتي -، فـ ﴿إِنِّي عَامِلٌ﴾ على طريقتي التي شرعها لي ربي، ولن أتركها مهما فعلتم، ثم هَدَّدَهُم بقوله: ﴿سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ - عند حلول العذاب بكم - ﴿مَنْ﴾ مِنّا الذي﴿يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ﴾ أي يُذِلُّه، ﴿وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ﴾ في قوله، أنا أم أنتم؟ ﴿وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ﴾ أي: وانتظروا ما سيَحِلّ بكم، فإني معكم من المنتظرين (وفي هذا تهديدٌ شديدٌ لهم).

 

• الآية 94، والآية 95: ﴿وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا﴾ بإهلاك قوم شعيب ﴿نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا﴾ ﴿وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ﴾ من السماء فأهلكتهم، ﴿فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ أي باركينَ على رُكَبهم، مَيّتينَ لا حِرَاك لهم ﴿كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا﴾: يعني كأنهم لم يُقيموا في ديارهم وقتًا من الأوقات،﴿أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ﴾ إذ أهلكها اللهُ وأذَلَّها﴿كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ﴾ (وَوَجْه الشَبَه بين هاتين القبيلتين (مَدين وثمود) هو نوع العقاب المُشترَك بينهما، وهو عذاب الصيحة، واللهُ أعلم﴾.

 

♦ ويُلاحَظ أنّ اللهَ تعالى قال في قصة صالح: ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ﴾، وقال في قصة شعيب: ﴿وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ﴾، فجاء الفعل: ﴿أخَذَ﴾ مَرّة مُذكراً ومَرّة مُؤنثاً، فما السبب؟

 

• والجواب: أنّ كلمة ﴿الصيحة﴾ ليست مُؤنّثاً حقيقياً، بمعنى أنه يجوز أن تأتي مع الفِعل المُذَكَّر: ﴿أخذ﴾، كما يجوز أن تأتي مع الفِعل المُؤنَّث: ﴿أخذتْ﴾.

 

♦ والفرق بين المؤنث الحقيقي والمؤنث المَجازي: أنّ المؤنث الحقيقي هو كل ما يَلد أو يَبيض، وأما المؤنث المَجازي فهي كلمات استُعمِلتْ بصيغة المؤنث، مع أنها مما لا يَبيض ولا يَلد, مثل: (شجرة, كلمة, يد, شمس, طريق, تفاحة, صيحة، وغير ذلك).

 

♦ ففي قصة قوم صالح جاء الفعل ﴿أخذ﴾ مُذكراً، لأنه تعالى ذَكَرَ قبلها كلمة ﴿الخزي﴾ وهي كلمة مُذكَّرة، وذلك في قوله: ﴿وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ﴾، ثم قال بعدها: ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ﴾ فكان هذا أنسب لتذكير الفعل ﴿أخذ﴾.


• وأما في قصة قوم شعيب فلم يَذكر اللهُ كلمة ﴿الخزي﴾، ولكنه ذكَرَ - في سور أخرى - عذاب قوم شعيب بلفظ: (الرجفة والظلة)، فكان هذا أنسب لتأنيث الفعل ﴿أخذتْ﴾، والله أعلم.

 

• الآية 96، والآية 97، والآية 98: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا﴾ الدالّة على أنه رسولٌ من عند اللهِ تعالى، وهي الآيات التسع التي أعطاها اللهُ له فهَزَمَ بها فرعون، (وهي العصا واليد والطوفان، والجَراد والقُمَّل والضفادع، والدم ونقص من الثمرات والأنفس)، ﴿وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾أي: وأرسلناه بحُجَّةٍ قوية واضحة، تُبَيِّن لمن تأمَّلها وجوب توحيد اللهِ تعالى وبُطلان ألوهية مَن سواه.

 

♦ واعلم أنه يُحتمَل أن يكون المراد بالسُلطان المُبِين: ﴿العصا﴾، وإنما أعاد ذِكرها بعد أن ذَكَرَ الآيات عموماً، لأنّ العصا أشهر الآيات وأقواها، وبها هُزِمَ السَحَرة، واللهُ أعلم.

 

♦ فأرسلناه بهذه الآيات ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ﴾ وهم أكابر أتْباعه وأشراف قومه، فكفر فرعون وأمَرَ قومه أن يَتَّبعوه على الكفر ﴿فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ﴾ وأطاعوه، وخالفوا أمْرَ موسى، ﴿وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾أي:وليس في أمْر فرعون رُشْدٌ ولا هُدى، وإنما هو جَهْلٌ وضَلال وكُفرٌ وعِناد، وإنه ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ﴾ أي يَتقدم قومه حتى يُدخلهم النار يوم القيامة، ﴿وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ﴾أي: وقبُح هذا المُدخَل الذي يَدخلونه، وهو جهنم.

 

• الآية 99: ﴿وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً﴾ أي: وأتْبعهم اللهُ في هذه الدنيا لعنةً، فأخبارهم القبيحة قد وصلتْ إلى كل وقتٍ وجيل، فيَلعنهمالمؤمنون ويَذمُّونهم، ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ لهم أيضاً لعنة، بطَردهم من الجنة وإدخالهم النار، ﴿بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾:أي قَبُحَ العطاءَ المُعطَى (وهو الغرق في الدنيا، مع لعنة الدنيا والآخرة).

 

• الآية 100، والآية 101: ﴿ذَلِكَ﴾ القصص الذي ذكرناه لك - أيها الرسول - هو﴿مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى﴾ التي أهلكنا أهلها﴿نَقُصُّهُ عَلَيْكَ﴾ أي نُخبرك به لتُنذر به قومك، ﴿مِنْهَا قَائِمٌ﴾ يعني: ومِن تلك القرى ما له آثارٌ باقية، ﴿وَحَصِيدٌ﴾ أي: ومنها ما قد مُحِيَتْ آثاره، فلم يَبْق منه شيء، ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ﴾ ﴿وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ بشِركهم وإفسادهم في الأرض، ﴿فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾: أي فما نَفعتهم آلهتهم التي كانوا يَدعونها ويَطلبون منها أن تدفع عنهم الضر﴿لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ﴾ بعذابهم، ﴿وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ﴾ أي: وما زادتهم آلهتهم إلا تدمير وإهلاك وخُسران.

 

• الآية 102: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ﴾: يعني وكما أخَذَ ربك أهل هذه القرى الظالمة بالعذاب، فكذلك يأخذ غيرهم إذا ظلموا أنفسهم بالكفر والمعاصي، ﴿إِنَّ أَخْذَهُ﴾ بالعقوبة﴿أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ لا يُطاق ولا يُحتمَل.

 

• الآية 103، والآية 104: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً﴾: يعني إنّ في أخْذِنا لأهل هذه القرى الظالمة لَعِبرةً وعِظة ﴿لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ﴾ ﴿ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ﴾ جميعًا للحساب والجزاء، ﴿وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ﴾ أي يَشهده الخلائق كلهم، ﴿وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ﴾ يعني إلا لانتهاء مُدَّة مَعدودة في عِلمنا، لا تزيد ولا تنقص.

 

• الآية 105: ﴿يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ يعني: يوم يأتي يوم القيامة، لا تتكلم نفسٌ إلا بإذن ربها، ﴿فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ﴾ مُستحِقّ للعذاب، ﴿وَسَعِيدٌ﴾ قد تفضَّلَ اللهُ عليه بالنعيم، بسبب ما قدَّمَ من الإيمان والعمل الصالح.

 

• الآية 106، والآية 107: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ﴾: أي فأمّا الذين أصابهم الشقاء - لفساد عقيدتهم وسُوء أعمالهم - فالنار مُستَقرُّهم، ﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ﴾ فإذا رأوا أحد أصناف العذاب مُقبلٌ عليهم، شَهقوا من الخوف، فإذا أصاب أجسادهم، صرخوا من شدة الألم، ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ﴾ فلا يَنقطع عذابهم ولا يَنتهي ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ مِن إخراج عُصاة المُوَحِّدين بعد مدَّة مِن بَقاءهم في النار﴿إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾.


• الآية 108: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ﴾: يعني وأما الذين رزقهم اللهُ السعادة فيَدخلون الجنة ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ﴾ ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾: يعني إلا الفريق الذي شاء اللهُ تأخيره، وهم عُصاة المُوَحِّدين، فإنهم يَبقون في النار فترة من الزمن حتى يُنَقّوا مِن ذنوبهم، ثم يُخرجهم اللهُ منها إلى الجنة، ويُعطيربك هؤلاء السُعداء في الجنةِ مِن أصناف النعيم ﴿عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ أي غيرَ مقطوعٍ عنهم.

 

• الآية 109: ﴿فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ﴾: أي فلا تكن - أيها الرسول - في شَكٍّ مِن بُطلان هذه الأصنام التي يَعبدها مُشركوا قومك، فـ ﴿مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آَبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ﴾ يعني: فإنما هم مُقلدون لآبائهم بغير علمٍ أو دليل، ﴿وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ﴾ أي: وإنَّا لَمُعطُوهم ما وعدناهم به من العذاب تامّاً﴿غَيْرَ مَنْقُوصٍ﴾.



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي" ، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأخير من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة يوسف كاملاً بأسلوب بسيط

مختارات من الشبكة

  • تفسير القرآن بالقراءات القرآنية العشر من خلال سور (هود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة هود كاملة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة هود mp3(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة هود كاملة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة هود كاملة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة هود للناشئين (الآيات 98 - 123)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير سورة هود للناشئين (الآيات 72 - 97)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير سورة هود للناشئين (الآيات 46 - 71)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير سورة هود للناشئين (الآيات 20 - 45)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تفسير سورة هود للناشئين (الآيات 1 - 19)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)

 


تعليقات الزوار
11- جزاكم الله خيراً
رامي حنفي - مصر 08-05-2016 04:20 PM

جزاكم الله خيراً على هذه الردود الجميلة وجزى الله الإخوة القائمين على الموقع خير الجزاء وأسأل الله باسمه الأعظم أن يكون هذا أسهل تفسير للقرآن الكريم وأن ينفع به المسلمين وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل اللهم آمين

10- سلسلة كيف نفهم القرآن
هاني حمدي - مصر 07-05-2016 03:09 PM

جزاكم الله خيراً على التبسيط

9- بسم الله ما شاء الله
رزق أحمد - مصر 07-05-2016 02:41 PM

السلام عليكم
أسلوب حضرتك في التفسير ممتع بحيث إن القارئ لا يمل من الشرح

8- ثلاثة تفاسير في تفسير واحد
mohsen magec mohammed - Egypt 07-05-2016 02:13 PM

جزاكم الله خيراً
تفسير سهل ومختصر
بصراحة تفسير رائع جداً
ولا أكون مبالغاً إن قلت: هذا أسهل تفسير موجود
جعله الله في ميزان حسناتك وميزان حسنات القائمين على الموقع

7- إشادة
محمد صلاح - مصر 05-05-2016 04:28 PM

جزاكم الله خيراً على توضيح الفرق بين المؤنث الحقيقي والمؤنث المجازي بهذا الأسلوب البسيط

6- الله يبارك فيكم
ناصر - الكويت 03-05-2016 12:23 PM

جزاكم الله عنا خير الجزاء

5- نستفيد منكم العبر والأخلاق
mohammed appas - egypt 03-05-2016 12:11 PM

جزاكم الله خيراً على هذا التذكير:
(واعلم أنّ هذا مِن آداب النصيحة: أن تبدأ بالثناء على مَن تنصحه - فإنّ الناسَ قد فَطَرَهم اللهُ على حُبّ مَن يَمدحهم -، وذلك بأنْ تَذكُر له أيَّ صفةٍ جيدة فيه، كأنْ تقول له: (واللهِ أنا سعيد جداً لأنك حريص على صلاة الجماعة، ولكني - واللهِ - أخافُ عليك مِن فِعل كذا، لأني أحبك)، فبهذا يَقبل منك النصيحة)

4- ما شاء الله لا قوة إلا بالله أسهل تفسير قرأته
hamdy - Egypt 01-05-2016 02:40 PM

ما شاء الله لا قوة إلا بالله أسهل تفسير قرأته
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك

3- نفع الله بك الإسلام والمسلمين ورزقك الإخلاص
يحيى - مصر الحبيبة 01-05-2016 02:39 PM

نفع الله بك الإسلام والمسلمين ورزقك الإخلاص في القول والعمل في السر والعلانية

2- دعوة
سعد السقا - البحيرة - مصر 01-05-2016 02:20 PM

بارك الله فيكم وجعله الله في ميزان حسناتكم

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب