• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

العمالة الآسيوية في مساجدنا

العمالة الآسيوية في مساجدنا
مرشد الحيالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/4/2016 ميلادي - 10/7/1437 هجري

الزيارات: 5124

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العمالة الآسيوية في مساجدنا

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله، وبعد:

فتكتظ المساجد - ولله الحمد - بالعمال الآسيويِّين الذين يَقدَمون دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من بلاد العرب والمسلمين من أجل طلب المعيشة والاستقرار، ومحبةً لها؛ لما يسمعون عن أبنائها وسكانها من التعاون والتراحم، وحُسن المعاملة، وكذلك لما فيها من عمارة المساجد والجوامع التي تَصْدَح بذكر الله وتلاوة القرآن، وكثرة روادها من المصلين الذاكرين، والرُّكَّع الخاشعين، وأحيانًا لا تجد في المسجد من رواد البلد الأصليِّين إلا أفرادًا، والغالب من الحضور هم من تلك الشريحة الآسيوية، وخاصة في الجمعة وأيام رمضان ولياليه، وهذه فرصةٌ للدعاة والوعَّاظ والأئمة في مساجدهم لبيان صورة الإسلام الحسنة التي انطبعت في أذهانهم، وبيان سماحة الدين ورحمته بالأمة؛ وذلك يتبين من وجوه:

أولًا: أن هذه العمالة التي تأتي للعمل في بلادنا يمكنهم أن يكونوا سفراءَ لبلدانهم، يعكسون صورة الإسلام الناصعة، ويوصلون رسالته وتعاليمه، وما تعلموه من أخلاقٍ حسنة، وفضائل دينية، وآداب تربوية، ومن خلال ما اكتسبوه من الهدى والعلم والأدب من خلال معاشرتهم للمسلمين، وما تعلموه من الأئمة والخطباء في المساجد، وما استفادوا من توجيهاتهم وإرشادهم.

 

ثانيًا: أنها فرصة لا تُكلِّف الدعاة أو الوعاظ مشقة الذهاب إلى بلاد بعيدة، والسفر من أجل عرض حقائق الإسلام وتعاليمه إلى تلكم البلاد؛ فهم موجودون بين أظهرنا وفي مساجدنا وديارنا وأسواقنا، بل وفي بيوتنا، فما علينا إلا أن نعرض عليهم محاسن الدين، وشرائع الإسلام، وأخلاق القرآن وتعاليمه من خلال تخلُّقنا وعملنا ومعاملتنا، فهل نحن قمنا بواجب الدعوة تجاههم؟ وهل طبقنا حقيقة الإسلام أمامهم؟ وهل أثَّرنا فيهم؟ وهل تأثروا بنا وبأخلاقنا وبتعاملنا؟

 

الحقيقة أن هناك تقصيرًا واضحًا وإهمالًا لواجب الدعوة تجاههم، وبدلًا من أن نلتمس الدواء والعلاج الناجع في دعوتهم وإنقاذهم مما هم فيه من جهل وتخلُّف وتعصب، وجهنا سهامَنا إليهم، وانتقدناهم بدلًا من أن نعذرهم لجهلهم وقلَّة وعيهم، فمساجدنا - وحتى بعض أئمتنا وللأسف! - يوجِّهون نقدهم اللاذع إلى العمال والكسبة، ويُركِّزون على جوانب شكلية - وإن كانت مهمة - ويهملون جوانب - بل وركائز - في الدعوة والأمر بالمعروف؛ مما تسبَّب في زيادة تخلُّفهم وجهلهم وبُعدهم عن الدين، ونفورهم عن تعاليم الإسلام، بل وربما عادوا إلى بلادهم فتغيَّرت آراؤهم وأفكارهم نحونا، وربما رجع البعض منهم إلى سابق عهده إلى ما كان عليه من ديانة أو مذهب، أو اعتقاد خاطئ، ومن تلك الأخطاء التي يقع فيها بعض الأئمة والوعاظ وبعض المصلِّين ما يلي:

• التركيز في الدعوة على الجانب المتعلِّق بالطهارة واللباس والنظافة، وما يصدر عنهم ربما من روائح تنبعث منهم بعد عودتهم ربما من أعمال وأشغال متعبة وشاقَّة، وقد يعود الأمر إلى فقرهم وقلَّة زادهم من النفقة والمال، وفي بعض المساجد تجدُ هذه الفئةُ من ينتقدها، بل وربما من يسبُّها؛ مما يولِّد نفورًا وبعدًا وكراهية.

 

• ضعف الرابط الأخوي بين الداعية والمصلين وبين تلك الفئات، فتجد الخطيب أو الإمام - البعض منهم - يوطد علاقتَه الحميمة بالمصلين ممن تربطه بهم اللغة أو المذهب، وربما بالأثرياء والأغنياء، ولكن ينسى تلك الشريحةَ الهامة في المجتمع، والبعض منهم ينأى بنفسه عن الجلوس معهم، بل حتى مصافحتهم.

 

وكم هيَّأ الله لهذا الدين وسخَّر له من يخدمه ويتفانى في سبيل الدعوة ونشر العلم وبيان حقائق الدين - مِن الذين قدموا إلى ديارنا من الآسيويين ونهل من العلوم الإسلامية، والأخلاق الزكية، والتربية الإيمانية في المساجد؛ ولأداء مناسك الحج والعمرة، بل ربما تفوَّق الواحد منهم علمًا وعملًا وسلوكًا وخلقًا وتديُّنًا ومحبة علينا، وسبقنا في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين.

 

ولا شك أن في تلك الجنسيَّات من هو متعصب لمذهبه أو لعِرقه أو لونه، ومنهم من لا يهتم بهِندامه أو مظهره أو نظافته، أو لا يعرف قوانين وأنظمة بلادنا، ولكن ذلك لا ينبغي أن يَحُول بين الداعية والواعظ وبين دعوتهم وهديهم وتعريفهم بتعاليم الدين، وذلك من خلال وسائل عدة، وطرق شتَّى:

 

• أن يخصص لهم في الدعوة خطبًا ومواعظَ بلغتهم؛ لأنه أدعى إلى التأثُّر والعمل، والله تعالى بعث الأنبياء بلغات من يدعونهم ويرشدونهم إلى الخير؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾ [إبراهيم: 4].

 

ولذا؛ ينبغي أن تركز الهيئات الشرعيَّة والأوقاف الدينيَّة على خطباء أكْفَاء يتم ترشيحُهم وَفْق شروط وضوابط ليتمَّ تعيينهم في مساجد الدولة، يجيدون لغة من يخاطبونهم، وأن تَتَّسم دعوتهم بشرح معاني الإسلام ومبادئ الشريعة الغرَّاء بأسلوب واضح ومبسط ومفهوم.

 

• أن يوطد الخطيب عَلاقته بالمدعوين، ويأخذ من وقته للتعرف على أحوالهم، ويتلطَّف في القول معهم، ويتابع أحوالهم من خلال زيارة مَرْضاهم، وتفقُّد فقيرهم ومحتاجهم، وإعانتهم ماديًّا من أموال الصدقات والزكوات؛ فهم أحوج إليها منا، وبدلًا من إعطائها إلى الأغنياء ومن لا يستحقها، ويجعل قصدَه من ذلك تأليفَ القلوب على الإسلام والترغيب فيه.

 

• والأهم هو أن يعكس صورة الإسلام الحسنة؛ لأن الناس مجبولة على التأثر والاقتداء بمن يعمل ويطبِّق، لا بمن يقول ويتكلم ولا يطبق؛ ولذا على الواعظ أن يترجم معاني الإسلام وأخلاق الدين من خلال سيرته وتعامله وأخلاقه، وإلا أعطى انطباعًا سيِّئًا، وقدوة خاطئة، فأين خطباؤنا وعلماؤنا من ذلك كله؟!

 

ومما يؤسف له أن الكثير من الآسيويِّين الذين أتَوْا إلى بلادنا وصلَّوْا في مساجدنا، وحضروا جماعتنا، واختلطوا في أسواقنا وبيوتنا - تعلموا بعض الأخلاق السيئة، والحيل الباطلة، والتعامل المخالف للشريعة، والبعض تألَّم وتأثَّر بما رآه وسمع من أحوال بعض المسلمين، والبعض الآخر من العمال اكتوى بنار ظلمِ الحقوق وعدم استيفاء حقه؛ مما ولَّد لديه شعورًا بالإحباط مما يراه من التعالي والتكبُّر من بعض المسلمين، وفي بعض بيوت المسلمين مما يَنْدى له الجبين، ويستحيي من ذكره العاقل، والله المستعان، وإليه يرجع الأمر كلُّه.

 

أين نحن من تعاليم الإسلام؟ وأين نحن من سيرة سيد المرسلين، وأخلاق سيد المتَّقين؟!

ألا يتأمل المسلمون كيف دخل الناس في دين الله أفواجًا بفضل ما كان يحمله تجارهم وعلماؤهم وعوامُّهم من الخلُق المتين، والتعامل الحسن، والصدق والمسامحة في البيع والشراء، والتواضع وبذل الندى للمسكين مهما كانت جنسيته ولونه!

 

وهذه نماذج عطرة من سيرة سيد المرسلين، وأنوار بهية ومصابيح مضيئة من حياة خاتم النبيِّين، وتعامل جميل وتلطف مع الخدم، وتواضعه مع الفقراء والمساكين، لن تجدها في دساتير الأمم، وقوانين المجتمعات، وأنظمة الدول المتقدمة، إنما تجدها في مدرسة الإسلام ومجتمعه الفاضل الذي أصَّل وقعَّد فيها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قولًا وعملًا حقوق تلك الشريحة المهمة في مجتمعنا، وهذه نماذج منها، وطرف من فيضها، وكوكبة من كواكبها، ونور من أنوارها البهية الزكية، وقد اخترنا نماذج تدل على بقيَّتها، وعناوين تشير إلى تفاصيلها:

♦ المعاملة الإنسانية وعدم تكليفهم ما لا طاقةَ لهم به:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إخوانكم خَوَلُكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحتَ يده، فليُطعِمْه مما يأكل، ولْيُلبِسْه مما يلبس، ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم، فإنْ كلَّفْتموهم فأَعينوهم)).

 

♦ التواضع مع العمال والخدم:

عن أنس رضي الله عنه أنه قال: "إن كانت الأَمَة من إماء أهل المدينة لَتأخذُ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت".

 

وإنك لتجد بعض الأئمة والخطباء، فضلًا عن بعض الأغنياء والأثرياء، يستكبِرُ عن مصافحة بعض الخدم، ويعاملهم معاملة لا تليق بهم، والبعض حتى في شعائر العبادات كالصلاة يبتعد عن مجاورتهم، ورصِّ الصف والاستواء معهم.

 

وفي السيرة النبوية تربية للأمة وتوجيه لهم في التواضع للخَلق، وذمُّ التعالي والتكبُّر، وفي الحديث الذي في كتاب "الزهد"؛ للإمام أحمد رضي الله عنه: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدِّث أصحابَه إذ جاء رجل من الفقراء، فجلس إلى جنب رجل من الأغنياء، فكأنه قبض من ثيابه عنه؛ فتغيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أخشيتَ يا فلان أن يعدو غناك عليه، وأن يعدو فقره عليك؟))، قال: يا رسول الله، وشرٌّ الغنى؟ قال: ((نعم؛ إن غناك يدعوك إلى النار، وإن فقره يدعوه إلى الجنة))، فقال: فما ينجيني منه؟ قال: ((تواسيه))، قال: إذًا أفعل، فقال الآخر: لا إِرَبَ لي فيه، قال: ((فاستغفر وادعُ لأخيك)).

 

ومن الأقوال النبوية حيث يُرغِّب الرسول صلى الله عليه وسلم أمَّته قائلًا: ((ما استكبر مَن أكل معه خادمه، وركب الحمار بالأسواق، واعتقل الشاة فحلبها)).

 

وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (ما ضرب رسول الله شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأة ولا خادمًا).

 

♦ إعطاؤهم حقوقهم، وعدم ظلمهم أو مماطلتهم:

 

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطوا الأجير أجرَه، قبل أن يجفَّ عرقه)).

 

وإنك لتجد البعض لا يعطيه بعض حقِّه ولو جفَّ دمه، وقد رأيت وسمعت العجب في ذلك، وكنت أحاول أن أهدِّئ بعض العمال، وأسكِّن من غضبه وروعه، والله المستعان.

 

وفي الحديث أيضًا: ((من اقتطع حقَّ امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة))، فقال رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ فقال: ((وإنْ قضيبًا من أراك)).

 

قال الله تعالى في الحديث القدسي عن أبي هريرة: ((ثلاثة أنا خصمُهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدَر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يُعطِه أجره))؛ رواه مسلم.

 

وقد شملت الرحمة المهداة، والنعمة المسداة غيرَ المسلمين أيضًا من الفقراء، وذلك أن غلامًا من اليهود كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمَرِض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعُودُه، فقعد عند رأسِه، فقال: ((أَسْلِمْ))، فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه، فقال له: أَطِعْ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلَمَ، فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((الحمد لله الذي أنقذه من النار))؛ رواه البخاري.

 

ولقد خطَتِ الأوقاف والشؤون الإسلامية في بعض البلاد خطوات طيبة من خلال توفير الكادر المؤهل لرعاية المسلمين الجدد، وإقامة الندوات والدورات والمحاضرات لكل المسلمين الجدد، ومنها تعليم اللغة العربية، مع تأمينها للرعاية المادية والاجتماعية والدينية من خلال برامج شاملة لرعاية المسلمين الجدد، والعناية بهم، والتأكيد على توعية المسلمين بحسن التعامل مع تلك الفئة، وعدم أخذ حقوقهم، من خلال خطب الجُمَع، وكتاب "دروس المساجد" الذي تضمن دروسًا ومواعظ توضح أهمية حق العامل والعمال.

 

مقترح:

وأرجو أن ينظر في هذا المقترح، ويحمل على محمل الجدِّ، فأنا إمام مسجد لفترة طويلة، وتعرَّفت على معاناة العمال وخالطتُهم وجالستُهم، وتعرفت على أغلب مشاكلهم ومعاناتهم، ويتضمن ذلك المقترح ما يلي:

• إنشاء أماكن أو قاعة مخصَّصة ملحقة بالمساجد، وخاصة تلك التي يوجد فيها العمال أثناء العمل والصلاة في المسجد، يكون القصد منها جلوس العمال وراحتهم، وخاصة في أيام رمضان وشدة الحر، ولِمَ لا يكون ذلك وفي السيرة أن هناك مكانًا كان مخصَّصًا ومعدًّا لأهل الصُّفَّة من الفقراء والمهاجرين والعزاب؟ وهو عبارة عن (مكان في مؤخرة المسجد النبوي الشريف، في الركن الشمالي الشرقي منه، غربي ما يعرف اليوم بـ"دكة الأغوات"، أمر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم فظلِّل بجريد النخل، وأطلق عليه اسم "الصُّفَّة" أو "الظُّلَّة"، وقد أُعدت الصُّفة لنزول الغرباء العزاب من المهاجرين والوافدين الذين لا مأوى لهم ولا أهل، فكان يقل عددهم حينًا، ويكثر أحيانًا، وكان النبي كثيرًا ما يجالسهم، ويأنس بهم، ويناديهم إلى طعامِه، ويشركهم في شرابه؛ فكانوا معدودين في عياله، بقي مكان الصفة في المسجد الشريف ماثلًا إلى أن جاءت توسعة الوليد بن عبدالملك، فتغيَّر مكانها إلى ما يعرف اليوم بـ"دكة الأغوات" حيث بلغت التوسعة ذلك المكان)[1].

 

بل تجد التفاعل من المجتمع المسلم آنذاك مع تلك الفئة، حيث (إن الصحابة رضوان الله عليهم يأخذ الواحد منهم الاثنين والثلاثة من أهل الصُّفة فيُطعمهم في بيته، كما كانوا يأتون بأقناء الرُّطب ويعلقونها في السقف لأهل الصُّفَّة حتى يأكلوا منها، فذهب المنافقون ليفعلوا مثل فعلهم رياء، فصاروا يأتون بأقناء الحشف والرُّطب الرديء؛ فأنزل الله فيهم قوله: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ﴾ [البقرة: 267]، وفيهم نزل قولُه تعالى: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 273]).

 

وكان جلُّ عمل أهل الصفة تعلُّمَ القرآن والأحكام الشرعية من رسول الله، أو ممن يأمره رسول الله بذلك، فإذا جاءت غزوة خرج القادر منهم للجهادِ فيها.

 

• وضع لوائح إرشادية في المساجد تبيِّن وتوضح أهمية النظافة، والتطيُّب يوم الجمعة وفي الجماعات، وأن ذلك من قيم الإسلام وتعاليمه، وبلغات متعددة، ومن باب تفعيل موضوع النظافة فقد وقَّعت الأوقاف الإسلامية في دولة الإمارات عقودًا مع شركات معينة لتركيب أجهزة تعطير إلكترونية تعمل على مدار الساعة؛ الغرض منها رعاية بيوت الله وخدمتها وتطويرها، وجعلها بيئة مثالية وجذابة؛ من أجل أن يؤدي المسلم صلاته وعبادته بخشوع واطمئنان وراحة نفسية[2].

 

• تخصيص مواعظ بلغتهم من أجل توصيل تعاليم الدين إليهم ليفهموها ويطبِّقوها، وقد باشرت دولة الإمارات منذ فترة بث دروس ومواعظ منهجية من خلال البث المباشر في مساجد الدولة جميعًا، وقد آتت تلك الدروس ثمارها وأكلها، وقد هيَّأت الدولة كوادرَ من العلماء والواعظين يتكلمون بلغة الأُوردو، ويعرفون ثقافة من يتحدثون معهم، وفي الحقيقة هذا هو دور المسجد في تأصيل الثقافة الإسلامية المستقاة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن الله التوفيق والسداد.



[1] انظر ما يلي: الموسوعة الحرة: منقول من معالم المسجد النبوي ودلائل النبوة؛ لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق الدكتور محمد عباس، وشرح معاني الآثار؛ لأبي جعفر، المعروف بالطحاوي (المتوفى: 321هـ)، ووفاء الوفا 2/ 457، والزهد؛ لابن حنبل 37، وتفسير القرطبي 3/ 340، إضافة إلى المصادر الحديثية؛ كالبخاري ومسلم والسنن.

[2] مقال نشر في الاتحاد بعنوان: (الشؤون الإسلامية ترسي عقدًا لتعطير المساجد تلقائيًّا بقيمة 2،8 مليون درهم)، تاريخ النشر: السبت 31 يناير 2009.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مساجدنا بين تجاوز الخطباء وإساءة السفهاء
  • مساجدنا والفوضى (خطبة)
  • مساجدنا أنديتنا
  • مساجدنا تشتكي
  • خطبة العمالة غير النظامية

مختارات من الشبكة

  • مفهوم العمالة في الاقتصاد الإسلامي(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • حكم دخول العمالة الكافرة إلى المساجد، وحكم إعطاء الكافر من زكاة المال(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • خطبة عن العمالة السائبة(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • الإيقاف عن الاستقدام نهائيا عقوبة تكرار مخالفة المتاجرة بـ" العمالة "(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • الاتحاد الأوروبي: 42% من الأوروبيين يشجعون وصول العمالة الأجنبية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • (البطالة - العمالة - العمارة) من منظور الاقتصاد الإسلامي (WORD)(كتاب - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • البطالة - العمالة - العمارة من منظور الاقتصاد الإسلامي(كتاب - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • خطر العمالة الوافدة على الاقتصاد(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • صراع بين المستثمرين السعوديين العمالة الوافدة في أسواق الخردة بالرياض(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • أثر العمالة الوافدة وتأثيرها سلبا وإيجابا(مقالة - موقع د. سهل بن رفاع بن سهيل الروقي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب