• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة
علامة باركود

المبادرة الإيجابية من خلال سيرة أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه

المبادرة الإيجابية من خلال سيرة أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه
عبدالله بن صالح منكابو

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/3/2016 ميلادي - 13/6/1437 هجري

الزيارات: 30376

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المبادرة الإيجابية من خلال سيرة أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه

 

الخطبة الأولى

أما بعد عباد الله:

في صحيح مسلم وغيره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما رَمَى جمرةَ العقبةِ في حجة الوداع، ونحَرَ هديَهُ.. دعا الحلاق، فبدأ بشِقِّ رأسِه الأيمن، فأمر صلى الله عليه وسلم بقسمته بين الناس، وكان معه الآلاف من أصحابه، فتفرَّقَ بينهم شعرُ أكرم الخلق، منهم من كان نصيبُه شعرةً واحدة، ومنهم من ظَفِرَ بشعرتَيْنِ، وكُلٌّ فَرِحٌ بما نال.

 

ثم قال صلى الله عليه وسلم: احْلِقِ الشِّقَّ الآخرَ. فحلَقَهُ.. واجتمع الشعرُ بين يديه، وتعلَّقَتْ به العيونُ، وإذا برسول الله يسأل: ههنا أبو طلحة؟ أين أبو طلحة؟ فتقدم أبو طلحة.. زيدُ بن سهلٍ الأنصاري... من بين جموع الناس، فأعطاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم الشعرَ كُلَّهُ.

 

أيُّ منزلةٍ هذه.. التي بلَغَها أبو طلحة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!.

 

لقد كان في الناس أبو بكر وعمرُ وعثمانُ وعلي، وكبارُ المهاجرين السابقين، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اختصَّهُ دونَهم بهذا الفضل والتكريم، وهذا يدعونا.. أن نرجِعَ إلى سيرة ذلك الصحابي الجليل، لنبحثَ فيها عما تميَّزَ به.. رضي الله عنه وأرضاه.

 

سأذكُرُ - أيها الإخوة- مَشاهِدَ من سيرة أبي طلحة، تكشفُ لنا شخصيةَ هذا الرجلِ الفذِّ.

 

روى الطبرانيُّ وابنُ حبان وغيرهما بإسناد حسن:

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، جلَسَ يومًا لأصحاب الصفة يُقرئهم، وقد شَدَّ على بطنه حجَرًا، وظهر عليه أثرُ الجوع، فمرَّ أبو طلحة، فرآه على هذه الحال، لم يتحمَّلْ ذلك المنظر، ولم يُطِقْ.. أن يبْقَى كالعاجزِ مكتوفَ اليدين، ذهب فورًا إلى بيته، وقال لامرأته: إني عَرَفْتُ في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الجوع، فهل عندكِ شيء؟ قالت: ما عندي إلا مدٌّ مِنْ شَعِيرٍ، إنْ جاءنا رسولُ الله وحدَهُ أشبعناه، وإنْ جاء ومعه أحَدٌ قلَّ عنهم. قال: اعْجِنِيْهِ وأصْلحِيهِ عسى أن ندعوَ رسولَ الله فيأكلَ عندنا، فصنعتْ منه قُرْصًا واحدا.

 

وأرْسَلَ أَبُو طَلْحَةَ ربيبَهُ أنسَ بن مالك، قال: اذْهَبْ، فَقُمْ قَرِيبًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَإِذَا قَامَ فَدَعْهُ حَتَّى يَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ، ثم قل له: إن أبي يدعوك.وَلا يَعْلَمْ بِكَ أَحَدٌ، ولا تدعُ غيرَه فتفضحَني.

 

أقبَل أنسٌ على مجلسِ رسولِ الله، وإذا به يسأله: أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ قال: نعم، فقال النبي لأصحابه: (أجِيبُوا أبا طلحة)، فقام معه بضعةٌ وثمانون رَجُلا!!!

 

وأخذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِيَدِ أنسِ بنِ مالك، فشدَّها بيده، وانطلق ذلك الجمعُ الغفير، يَشُقُّ طُرُقَاتِ المدينةِ إلى بيتِ أبي طلحة، ولا تَسَلْ عن حال أنس، وقد أحاطَ به الناسُ، وهو يتذكرُ وصيةَ أبي طلحة ألا يُخبِرَ أحدًا، ويُفكرُ في قُرْصِ الشعيرِ الواحد، كيف سَيُشْبِعُ هؤلاء.

 

فلما دنَوا من البيت، تركَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يد أنس، فانطلقَ مُسْرِعًا يتقدَّمُهُمْ، دَخَل على أبي طلحة، قال: يَا أَبَتَاهُ، دَعَوْتُ رسول الله فَدَعَا أَصْحَابَهُ، وجَاءَكَ بِهِمْ. فاغتم أبو طلحةَ لهذا الموقفِ الحَرِجِ، وقال يا أمَّ سُليم، قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، وليس عندنا ما نُطْعِمُهم. قالت: اللهُ ورسولُه أعلم.

 

فخرَجَ من بيته يستقبِلُهُمْ. قال: يا رسولَ الله. ما عندنا شيءٌ.. إلا قُرْصٌ.. رأيتُكَ طاوِيًا.. فصَنَعَتْهُ لك أمُّ سُليم.

وإِنَّمَا أَرْسَلْتُ أَنَسًا يَدْعُوكَ وَحْدَكَ، وَلَمْ يَكُ عِنْدِي مَا يُشْبِعُ مَنْ أَرَى.

 

فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: (هَلُمَّ مَا عِنْدَكَ) (إنَّ الله سيجعلُ فيه بركةً).

 

فوَضَع الصَّحْفَةَ بين يديْهِ، وفيها ذلك القُرْصُ الوحِيدُ، وعَصَرَ عكَّةَ سمْنٍ كانت عندَهم حتى خرج منها شيءٌ يسيرٌ، فمسَحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم القُرْصَ به، وقال: (بسم الله) فانتفَخ. ووَضَعَ يدَهُ عليه، ودعا عشرةً من أصحابِه، فأكلوا، ثم دعَا غيرَهم، وما زال يدعُوهمْ عشرةً عشرةً، حتى شبِِعُوا جميعًا، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم واضعٌ يدَهُ على وسَطِ الطعامِ، فرَفَعَ يدَهُ، فإذا هو لم يَنْقُصْ منه شيء، وأكَلَ أهلُ البيتِ، وجَمَعَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ ما تبقَّى فأهدَتْه لِجِيرَانِهَا.

 

في موقفٍ آخرَ - في الصحيحين وغيرهما -:

أنَّ رجلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: إني مَجْهُودٌ - يعني أصابني الجَهْدُ والمشقةُ والجوع -.

 

أراد رسول الله أن يُواسِيَهُ، فبدأ بنفسِه وأهلِ بيته، أرْسََلَ إلى أزواجِه أمهاتِ المؤمنين، فكان الجوابُ: والذي بَعَثَكَ بالحقِّ ما عندنا إلا الماء.

 

فتوجَّه صلى الله عليه وسلم إلى أصحابِه، قال: (مَنْ يُضِيفُ هَذَا.. الليلةَ، يرحمهُ الله). فبادرَ أحدُهم، ليغتنِمَ رحمةَ الله وثوابَه، وقال: أنا يارسول الله.

 

لم يكن هذا المُتكلِّمُ أكثرَ الحاضرين مالًا، ولا أوْفَرَهُم طعامًا وشَرابًا، وما كان هو الوحيد الذي توجَّه له الخِطابُ، فالحاضرون جماعةٌ، لكنَّهُ كان مِنْ أسْرَعِهِم إلى الخير، لقد كان أبا طلحة رضي الله عنه.

 

انطلقَ بالضيفِ إلى بيتِهِ، فقال لأمرأته: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا تَدَّخِرِيْ عنه شيئا. قَالَتْ: والله مَا عِنْدَنَا.. إِلَّا قُوتُ الصبيان.

 

وقد يهُونُ على الإنسان أنْ يَجُوعَ؛ لكنَّ رؤيتَه لأطفالِه وَهُمْ جِياعٌ.. مؤلمةٌ و شديدةٌ على النفس.

 

نظَرَ أبو طلحة إلى الحال، والرُّجوعُ بالضيفِ وَرَدُّهُ مُحَال، فأخَذ يَضَعُ مع امرأتِهِ خِطَّةً لذلك الموقِف، قال: نَوِّمِي صِبيانَكِ، و إذا أرادوا العَشَاءَ فَعَلِّلِيْهِمْ - يعني اشغليهم بشيء -، فإذا دَخَل ضيفُنا فقرِّبي الطَّعامَ، وَأَرِيهِ أَنَّا نَطْعَمُ مَعَهُ، ثم قُومِي إلى السراجِ فأطفئيهِ، واتْرُكِي الطعامَ لِضَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

فصَنَعَا ذلك، ونَجَحَتِ الخطَّة، وأكَلَ الضيفُ حتى شبع، وهو لا يشعُرُ بحرجٍ.. ولا إثْقَاٍل، ولا يَدريْ أنَّ البيتَ كلَّهُ جائعٌ مِنْ أجْلهِ!!!.

 

بَاتَ الضيفُ هَانِئَا، وباتَ أبو طلحةَ جائِعَا، وامرأتُهُ وصِبيانُه كذلك، ليس في بُطُونهم شيءٌ؛ إكرامًا لضيفٍ وَفَدَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فَلَمَّا تَنَفَّسَ الصباحُ، وَوُلِدَ الفَجْرُ، وانشَقَّ الضِّياءُ، غدا أبو طلحةَ كَعَادتِهِ، ليُصَلي الفجرَ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإذا بالوحيِ قد نزَلَ من السماءِ، وإذا بالعَمَلِ الصالحِ الذي أخفَاهُ أبو طلحةَ في جوفِ بيتِهِ، لا يَعلمُ به ضيفُهُ ولا أحدٌ من الخَلْقِ، يتنزَّلُ به قُرآنٌ يُتلى إلى يوم القيامة. وإذا بِرَسولِ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لقد عَجِبَ اللهُ - أَوْ قال: ضحِكَ الله - مِنْ صَنِيْعِكُما بضَيْفِكُما الليلةَ)، وأنزل سبحانه: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].

 

وأختِمُ بهذا المشْهَدِ من سيرةِ أبي طلحةَ رضي الله عنه:

لمَّا نَزَلَ قولُه تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92]، سَمِعَ أبو طلحةَ الآيةَ، ووقَعَتْ في قَلْبِهِ قبل أُذُنِهِ، علِمَ أنه كلامُ الله، وتيقَّنَ أن ربَّهُ سبحانَهُ يَدْعُوهُ، ويُخاطِبُهُ بِأَمْرٍ واضحٍ، أنه لن يَنَال البر، ولن يَصِلَ إليه، حتى يُنْفِقَ مما يُحبُّهُ لِنَفْسِهِ.

 

وأَخَذَ أبو طلحة َرضي الله عنه يَستعْرِضُ أموالَهُ ومُمْتَلَكَاتِهِ، ولِكُلٍّ مِنها نصيبٌ مِنَ الحُبِّ، ووَرَاءَ كلِّ مالٍ قِصَّةٌ في اكْتِسابِه ورِعَايَتِِهِ والانتفَاعِ به.

 

وفَكَّرَ وتأمَّلْ.. وفتشَّ في قَلبِهِ ومَشَاعِرِه.. أيُّ هذهِ الأموالِ أَحَبُّ إليه، أيُّ هذهِ المُمْتَلَكَاتِ أقْرَبُ إلى قلبِه، وأَعَزُّ على نفْسِهِ، وأحْظَى عندَهُ وأغْلَى.. فإذا هو (بِيْرُ حَاء)، بُستانٌ بِجِوارِ المسجدِ النبوي، حافِلٌ بالنخْلِ، وفيه ماءٌ طيِّبٌ عَذْبٌ، كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأتِيْهِ ويشرَبُ منه.

 

واتَّخذَ أبو طلحةَ القرارَ الحاسِمَ، الذي لا ترَدُّدَ فيه ولا رُجُوعَ بعدَهُ، ومَضَى إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يَا رَسُوْلَ اللهِ، إنَّ اللهَ يقولُ ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92] وِإنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ للهِ، أَرْجُوْ بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عند الله، ولَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ أُسِرَّها ما أعلنتُها، فَضَعْهَا يَا رَسُوْلَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ.

 

فقال عليه الصلاة والسلام: بَخٍ (بَخٍ)، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ.. وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِيْنَ. فَقَسَمَها أبو طلحةَ بين أقارِبِه صدقَةً لوجه الله.

 

أيها الإخوةُ الكرام، هذه ثلاثةُ مَوَاقِفَ.. مِنْ سِيرةِ أبي طلحةَ الأنصاريِّ رضي الله عنه، وفِيْها مِنَ العِبَرِ والعِظَاتِ شيءٌ كثير، لكنْ.. هناكَ مَعْنًى مُشْتَرَك، وَصِفَةٌ جامِعةٌ، تكرَّرَتْ في هذِهِ المواقِفِ، وظَهَرَتْ بِجَلاءٍ وَوُضوحٍ، وكانَتْ من أعْظَمِ ما يُمَيِّزُ ذلك الصحابيِّ الجليل، فما هِيَ هذه الصِّفَة..؟؟؟

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،،ونفعني وإياكم بما فيه من آيٍ وهدىً مستقيم،، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.... أما بعد:

مِنْ أعْظَمِ ما يُميِّزُ.. سيرةَ أبي طلحةَ رضي الله عنه.. المُبادَرَةُ الإيجابِيَّةُ.

 

يَرَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.. وعليه آثارُ الجُوع ِ، فيُبادِرُ لِيَصْنَعَ له طَعَامًا، دُوْنَ طَلَبٍ مِنْ أحَدٍ، ولا تَكْليفٍ ولا تَصْرِيحٍ ولا تَلْميحٍ، ويَسْمَعُ نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم، يَدْعُو إلى إكرامِ ضيفِهِ، فَيُبادِرُ، ويُسْرِعُ به إلى بيتِه، مع قِلَّةِ الإمْكَانيات ِ.

 

ويَسْمَعُ أَمْرَ اللهِ بالإنفاقِ، فَيُبادِرُ لامْتِثالِه، ويتَصَدَّقُ بأَنْفَسِ أَمْوَالِهِ وأَحَبِّها إليه.

 

إنها مُبادراتٌ إيْجَابيةٌ، لم يَفْرِضْهَا عليه أَحَدٌ، ولم يُطَالِبْهُ بها أحَد، إلا ضَمِيرُهُ الحيُّ، وقلبُهُ الذي امتَلأَ بِحُبِّ اللهِ ورسولِه، وصِدْقِ الرغبةِ فيما عنده سبحانه.

 

وبِمِثْلِ هذه المبادراتِ يَعْظُمُ الإنسانُ في ميزانِ الله...

 

فَهَلِ الرِّجالُ إلا مَوَاقِف، وهلِ الرِّفْعَةُ والمنزِلَةُ والثَّناءُ الحسَنُ إلا بأفْعالٍ نَهَضَ لها أرْبَابُ الهِمَمِ وأصْحابِ السَّبْقِ، وتَقَاصَر عنها غيرُهُمْ.

 

الناسُ أيها الإخوة لا يَتَفاوَتُون بالقُدُراتِ ولا بالأنسابِ ولا بالأَجْسَامِ، ولكن بالهِمَمِ والعَزائمِ والإِقْدامِ.

إنَّنا بحاجَةٍ أيها الإخوةُ إلى مثْلِ هذه المُبادرَاتِ.. كُلٌّ في مَيْدَانِهِ..

 

مُبَادَرَاتٌ... في تَبَنِّيْ مشاريعِ الخيرِ، في إقامةِ الأوقافِ، في الإنفاقِ لنَشْرِ دينِ الله في الأرض.

وفي تَعْليمِ الناسِ، ودَعْوَتِهِم إلى الله.

 

وفي توعيةِ الشبابِ، وإقامةِ البرامج ِالتي تَخْدِمُ المجتمعَ، وتوظيفِ الإعْلامِ لخدمَةِ الدِّينِ.. وغيرِ ها مِنَ المجَالاتِ التي لا تُحْصَى، وهي تحتَاجُ إلى مُبادَراتٍ إيجابية..

 

كُلُّنا أيها الإخوةُ.. قَادِرٌ على فِعْلِ شيءٍ إيجابيٍّ ومُؤَثِّرٍ.. في مجتمَعِهِ، أو مَقَرِّ عَمَلِهِ، أو في حيِّه ِ، أو عائلتِه أو بَيْتِهِ.

 

ما مِنَّا أحدٌ، ألا وأمامَهُ أبوابٌ للخيرِ، وبينَ يدَيْهِ فُرَصٌ للأجْرِ،.. فَبادِرْ ولا تَتأخَّرْ، واعْزِمْ ولا تَتَردَّدْ، إنْ لم يكُنْ أنْتَ فَمَنْ؟؟ وإنْ لم يَكُنِ الآنَ فَمَتَى؟؟.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دروس من سيرة أبي عبيدة رضيَ الله عنه
  • صفحات مشرقة من سيرة أبي هريرة
  • سيرة أبي هريرة رضي الله عنه
  • مقتطفات من سيرة أبي بكر الصديق
  • أهمية المبادرة

مختارات من الشبكة

  • الخطاب الإسلامي: من المواقع الدفاعية إلى المبادرات الإيجابية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المبادرة الخضراء مبادرة شرعية وضرورة عصرية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مبادرة تعليمية لدعم الطلاب الصائمين خلال رمضان في لوس أنجلوس(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإيجابية ليست أحلاما وردية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف تبنى عاداتك الإيجابية لمشعل عبد العزيز الفلاحي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • موارد تفسير القرآن بالقرآن عند أبي حفص النسفي من خلال كتاب التيسير: دراسة وصفية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • اختيارات الإمام القاضي أبي يعلى الفراء في الجنايات من خلال كتابه الروايتين والوجهين(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • فوائد المستخرجات من خلال مسند أبي عوانة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • موقف أبي حيان من الاستشهاد بالحديث النبوي في المسائل النحوية من خلال تفسيره البحر المحيط (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحديث المنكر عند الإمام أبي داود السجستاني: دراسة نظرية وتطبيقية من خلال مصنفاته الحديثية (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- خطبة مؤثرة
زهير - الجزائر 28-11-2020 10:13 AM

خطبة مؤثرة جدا نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بها ونكون من المبادرين إلى نشر الخير والعلم بين الناس وإلى توحيد الأمة على منهج السلف.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب