• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الأخير من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/3/2016 ميلادي - 30/5/1437 هجري

الزيارات: 13634

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*]

تفسير الربع الأخير من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط


الآية 90، والآية 91، والآية 92: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ﴾: أي وقطعنا ببني إسرائيل البحر حتى جاوَزوه إلى شاطئه سالِمين، ﴿ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ ﴾ أي مَشوا في البحر وراءهم ﴿ بَغْيًا وَعَدْوًا ﴾ أي ظلمًا واعتداءً بغير حق، لأنه ليس له أيّ حق في أن يَمنعهم من الخروج مِن بلده إلى بلدهم.


﴿ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ ﴾: أي حتى إذا أحاط الغرق بفرعون: ﴿ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾ ﴿ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ أي وأنا من المستسلمين لهذا الإله بالانقياد والطاعة، ﴿ آَلْآَنَ ﴾ يا فرعون عندما نزل بك الموت تقرُّ للهِ بالعبودية ﴿ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾: أي وقد عصيته قبل نزول عذابه بك ﴿ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ الصادِّين عن سبيله! فلا تنفعك التوبة ساعة الاحتضار، ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ﴾ أي سنُنَجِّي جسدك من الغرق، ليَنظر إليك مَن كَذَّبَ بهلاكك، و ﴿ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً ﴾: أي لتكون لِمن بعدك من الناس عِبرةً يَعتبرون بك، ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾ فلا يَتفكرون فيها ولا يَعتبرون.


الآية 93: ﴿ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ ﴾: أي ولقد أنزلنا بني إسرائيل منزلاً صالحًا طيباً في أرض فلسطين وبلاد الشام، ﴿ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾: أي ورزقناهم الرزق الحلال الطيب من خيرات هذه الأراضي المباركة، ﴿ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ﴾: أي فما اختلف اليهود في أمْر دينهم إلا مِن بعد ما جاءهم العلم المُوجِب لاجتماعهم (ومِن ذلك ما اشتملت عليه التوراة من الإخبار بنُبُوَّة محمد صلى الله عليه وسلم)، ﴿ إِنَّ رَبَّكَ ﴾ - أيها الرسول - سوف ﴿ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ مِن أمرك، فيُدخِل المُكذبين بك النار، ويُدخِل المؤمنين بك الجنة (كعبد الله بن سلام وغيره).


الآية 94، والآية 95: ﴿ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ﴾ في شأن بني إسرائيل مِن أنهم يَعلمون أنك رسول الله: ﴿ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ مِمَّن آمَنَ بك من علماء التوراة والإنجيل المُنصِفين - كعبد الله بن سَلام وغيره - فإنّ ذلك ثابتٌ في كُتبهم، ﴿ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ﴾ بأنك رسول الله، وأنّ هؤلاء اليهود والنصارى يَعلمون صحة ذلك، ويجدون صفتك في كُتبهم، ولكنهم يُنكرون ذلك كِبراً وحسداً، لأنهم كانوا يرجونَ أن يكون الرسول الخاتَم مِن بني إسرائيل وليس من العرب.


﴿ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾: أي فلا تكونن من الشاكِّين في صحة ذلك، (واعلم أنّ هذا الخطاب من باب الفرض، فقد ثبت عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال - في هذه الآية -: (لم يَشُكّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل)، وكذلك فإنّ هذه الجملة: (فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ) تُعَدُّ دافعاً لأهل الكتاب أن يَسألوا علمائهم الصادقين ويؤمنوا.


﴿ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ (فهذه الآيات - وإن كانت خطابًا للرسول صلى الله عليه وسلَّم - فإنها موجَّهة للأمَّةِ عموماً، وإلاَّ، فكيف يَشُكّ الرسول صلى الله عليه وسلم وقد صعد به جبريل عليه السلام إلى سِدرة المنتهى - بعد السماء السابعة - وكَلَّمَ ربه سبحانه وتعالى ورأى الجنة والنار بعينيه؟!).


• واعلم أنّ كل خطاب من اللهِ تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، هو خطاب لجميع الأمة، إلا ما كان خاصّاً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كقول اللهِ تعالى له: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ).


الآية 96، والآية 97: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ﴾ بطَرْدهم من رحمته بسبب إصرارهم وعنادهم: ﴿ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ بحُجَج اللهِ تعالى، ولا يُقرُّون بوحدانيته، ﴿ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ ﴾، فلا تزيدهم الآيات إلا طغياناً، ثم يَستمرون على ذلك ﴿ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ واقعاً بهم، فحينئذٍ يؤمنون، ولكنْ لا يَنفعهم إيمانهم.


الآية 98: ﴿ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا ﴾: يعني إنه لم ينفع أهلَ قريةٍ إيمانُهُم عند نزول العذاب بهم ﴿ إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ ﴾ عليه السلام، فإنهم ﴿ لَمَّا آَمَنُوا ﴾ وصَدَقوا في توبتهم - عندما أيقنوا أن العذاب نازلٌ بهم ورأوا علاماته -: ﴿ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ ﴾ - أي عذابَ الذل والمَهانة - ﴿ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ وذلك بعد أن كانَ العذابُ قريباً منهم، ﴿ وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾: أي وتركناهم في الدنيا يتمتعون بالحلال الطيب إلى وقت انتهاء آجالهم، (فلماذا لا يَتوبُ أهل مكة كما تابَ قوم يونس؟!).


• ولعل الحِكمة مِن رفع العذاب عن قوم يونس دونَ باقي الأمم: أنّ اللهَ تعالى عَلِمَ أنَّ غيرهم من المُهلَكين لو رُفِعَ عنهم العذاب: لَعَادوا لِمَا نُهُوا عنه، وأما قوم يونس، فإنه سبحانه عَلِمَ أنّ إيمانهم سيَستمر، وقد استمر فعلاً وثبتوا عليه.


الآية 99: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ﴾ بما جئتَهم به - أيها الرسول -، فهو قادرٌ على ذلك، ولكنه سبحانه يَهدي مَن يشاء ويُضِلّ مَن يشاء وَفْق عدله وحِكمته، ﴿ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ أي وليس في استطاعتك أن تفعل ذلك، ولم يُكَلِّفك اللهُ به، (واعلم أنّ هذا الاستفهام: (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ)؟ يُسَمَّى استفهام إنكاري، أي يُنكِرُ تعالى على رسوله شدّة حِرصه على إيمان قومه، حتى كأنه يريد إكراههم على الإيمان بما جاء به من التوحيد).


الآية 100: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ وتوفيقه، فلا تُهلِكْ نفسك حُزناً عليهم فما عليك إلا البلاغ، وأنْ تَعرِض الإيمان على الناس عَرْضاً لا إجبارَ معه، فمَن آمَن: نجا، ومَن لم يؤمن: هَلَك، ﴿ وَيَجْعَلُ ﴾ سبحانه ﴿ الرِّجْسَ ﴾ أي العذاب ﴿ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ إذ لو عَقِلوا لَمَا كفروا بربهم وعصوه وهو خالقهم ورازقهم ومالِكُ أمْرِهم، ولأنَّ مَن يُشرِك بربه صَنَماً في عبادته: لا يُعَدُّ من العاقلين.


الآية 101:، والآية 102: ﴿ قُلِ ﴾ - أيها الرسول - لقومك: ﴿ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾: أي تفكَّروا واعتبِروا بما في السماوات والأرض من آيات اللهِ الدالّة على وحدانيته، ﴿ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ يعني: ولكنّ الآيات المُنذِرة بعقاب اللهِ لا تنفع قومًا يُصِرُّونَ على الكفر بها؛ وذلك لِعِنادهم واتِّباعهم لأهوائهم، ﴿ فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا ﴾ يَومًا يَرون فيه العذاب ﴿ مِثْلَ أَيَّامِ ﴾ المكذبين ﴿ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ أي الذين مَضَوا قبلهم؟ ﴿ قُلْ ﴾ لهم: ﴿ فَانْتَظِرُوا ﴾ ما كَتَبَ اللهُ عليكم من العذاب إن لم تتوبوا إليه وتُسلِموا، فـ ﴿ إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ﴾ وعلى يقينٍ بمجيئ ذلك العذاب في الدنيا أو في الآخرة، وذلك بحسب إرادة اللهِ تعالى بكم.


الآية 103: ﴿ ثُمَّ ﴾ إذا جاءهم ذلك العذاب في الدنيا: ﴿ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ بهم، ﴿ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾: أي وكما نجينا المؤمنين السابقين من العذاب، فكذلك نُنَجِّيك - أيها الرسول - ومَن آمَنَ بك، إذا أراد اللهُ إنزال العذاب بقومك.


الآية 104، والآية 105: ﴿ قُلْ ﴾ - أيها الرسول - لقومك: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي ﴾ الذي دَعَوتُكُم إليه، وهو الإسلام، وترجون تحويلي عنه: ﴿ فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ ﴾: أي فاعلموا أنني لن أعبد الأصنام التي تعبدونها ﴿ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾، ﴿ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ﴾: أي ولكن أعبد اللهَ وحده، فهو الذي خلقكم، وهو الذي يُميتكم ويَقبض أرواحكم (فهو المستحق وحده للعبادة، إذ هو الذي بيده الإحياء والإماتة)، ﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ أي مِن المُقِرِّينَ بوحدانيته، العاملين بشَرعه، ﴿ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ﴾: أي وأُمِرْتُ أن أستقيمَ على دين الإسلام وألاَّ أميلَ عنه أبداً، وقيل لي: ﴿ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾.


• وإنما خَصَّ تعالى الوجه بالاستقامة، وذلك في قوله: (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ) لأنه أكرم الجوارح وأشرفها، وبه يَحصُل التوجُّه إلى كل شيء، فإذا خضع وجه العبد لله: خضعتْ له جميع جوارحِه، فلا يُشرك بعبادته أحدًا.


الآية 106: ﴿ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ﴾ ﴿ فَإِنْ فَعَلْتَ ﴾ ذلك ﴿ فَإِنَّكَ إِذًا ﴾ تكونُ ﴿ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ لأنفسهم بالشِرك والمعصية.


الآية 107: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ ﴾: يعني وإن يُصِبْكَ اللهُ بشدةٍ أو بلاء: ﴿ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ﴾ جلَّ وعلا، ﴿ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ﴾: يعني وإن يُرِدْ أن يُنزلَ عليك نعمةً - مِن رزقٍ أو رخاء أو نصرٍ أو صحة - فلن يَمنعها أحدٌ عنك، ﴿ يُصِيبُ بِهِ ﴾: أي يُصِيبُ سبحانه بالسَرّاء والضَرّاء ﴿ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ (وقد كانَ المُتوَقَّع بعد أنْ ذَكَرَاللهُ تعالى قدرته على الإصابة بالخير والضُرّ، أن يقول بعدها: (وهو على كل شيءٍ قدير)، ولكنه تعالى قال: (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، وذلك لأنّ إعطاءه للخير هو فضلٌ منه سبحانه ورحمة لعباده، إذ لولا غفرانه لسيئاتهم وتقصيرهم وغفلاتهم، لَمَا كانوا أهلاً لهذا الخير، ولَمَسَّهم اللهُ بضرٍ شديد في الدنيا والآخرة).


الآية 108: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ أي قد جاءكم الرسول بالقرآن الذي فيه هدايتكم، ﴿ فَمَنِ اهْتَدَى ﴾ أي استمسك بهُدى اللهِ تعالى: ﴿ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ﴾ يعني فإنما ثمرة عمله راجعةٌ إليه، ﴿ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ﴾: يعني ومَن انحرف عن الحق وأصرَّ على الضلال، فإنما ضلاله وضرره يعود على نفسه، ﴿ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ﴾: أي وما أنا عليكم بحفيظ ولا رَقيب حتى تكونوا مؤمنين، وإنما أنا رسولٌ أبلِّغكم ما أُرْسِلْتُ به إليكم (واعلم أنّ الوكيل هو مَن يُوَكَّل إليه الأمر لِيُدَبِّرَه).


الآية 109: ﴿ وَاتَّبِعْ ﴾ أيها الرسول ﴿ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ﴾ من ربك، فاعمل بِهِ ﴿ وَاصْبِرْ ﴾ على طاعة اللهِ تعالى، واصبر على أذى من آذاك في تبليغ رسالته ﴿ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ ﴾ أي حتى يَقضي اللهُ أمْرَهُ فيهم وفيك، ﴿ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾؛ لأنّ حُكمه سبحانه مُشتمِلٌ على العدل التام، أمّا غَيره تعالى فقد يُصِيبُ في قوله ويُخطئ، وقد يَعدِلُ في حُكْمِهِ ويَظلم.



[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي" ، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الربع الأول من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الرابع من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الخامس من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الأول من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثاني من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • تفسير الربع الثالث من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط
  • مقاصد سورة يونس
  • تفسير السور المئين من كتاب رب العالمين - سورة يونس الحلقة الأولى: تقديم وتمهيد

مختارات من الشبكة

  • تفسير ربع: يسألونك عن الخمر والميسر (الربع الرابع عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: واذكروا الله في أيام معدودات (الربع الثالث عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يسألونك عن الأهلة (الربع الثاني عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب (الربع الحادي عشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: إن الصفا والمروة من شعائر الله (الربع العاشر من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: سيقول السفهاء من الناس (الربع التاسع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم (الربع الثامن من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ما ننسخ من آية أو ننسها (الربع السابع من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: ولقد جاءكم موسى بالبينات (الربع السادس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير ربع: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم (الربع الخامس من سورة البقرة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
9- إضافة هامة
رامي حنفي - مصر 14-03-2016 01:47 PM

- مثال الاختلاف الذي لا يؤدي إلى الانقسام والتعادي: هو الخلاف الفقهي بين الأئمة الأربعة، ومثال الاختلاف المؤدي إلى التعادي: هو الخلاف بين أهل السُنّة والفرق الضالة كالخوارج والروافض وأمثالهما.

8- جزاكم الله خيراً على هذه الردود الجميلة
رامي حنفي - مصر 14-03-2016 12:16 PM

جزاكم الله خيراً وجزى الله الإخوة الكرام القائمين على الموقع خير الجزاء

7- مِن أجمل ما كتبت
طارق - الجزائر 13-03-2016 05:38 PM

وإلاَّ، فكيف يَشُكّ الرسول صلى الله عليه وسلم وقد صعد به جبريل عليه السلام إلى سِدرة المنتهى - بعد السماء السابعة - وكَلَّمَ ربه سبحانه وتعالى ورأى الجنة والنار بعينيه؟!

6- كان هذا السؤال دائماً يشغلني
eman - مصر 13-03-2016 04:13 PM

لماذا خَصَّ تعالى الوجه بالاستقامة - دوناً عن سائر الجوارح - وذلك في قوله: (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ)؟
فجزاكم الله خيراً على التوضيح

5- إشادة
hamza - Egypt 13-03-2016 12:07 PM

ما أجمل أن تعيش مع كتاب الله تعالى فتأبى إلا أن تمتعنا معك به
جزاكم الله خيرا

4- ما شاء الله
معاذ - egypt 11-03-2016 06:11 PM

إدخال الآية في وسط التفسير يجعل الشرح ممتع جدا

3- جزيتم خيرا
sara - egypt 10-03-2016 09:14 PM

جعله الله في ميزان حسناتكم

2- شكر
م.ابراهيم مدين - Egypt 10-03-2016 02:53 PM

شكراً جزيلاً على التبسيط
وجزاكم الله عنا خيراً

1- تعليق
om hosam - مصر الحبيبة 10-03-2016 01:58 PM

التوبة تُقبَل من العبد ما لم يرَ علامات الموت بمشاهدة الملائكة، وفي الحديث الصحيح: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يُغرغر".

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب