• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

من حقوق أهل الأعذار - ذوي الاحتياجات الخاصة - في السنة النبوية (خطبة)

من حقوق أهل الأعذار - ذوي الاحتياجات الخاصة - في السنة النبوية (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/10/2019 ميلادي - 28/2/1441 هجري

الزيارات: 17711

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مِنْ حُقوقِ أهلِ الأعذارِ (ذوي الاحتياجات الخاصَّة)

في السُّنةِ النبويَّةِ

 

الحمدُ للهِ الذي لا تُحصَى نِعَمُهُ، ولا يَتَناهى كَرَمُهُ، وصلَّى اللهُ على نبيِّنا مُحَمَّدٍ الذي أنارت آياتُهُ، ووَضُحَتْ بيِّناتُهُ، وعلى آلهِ الذينَ اهتدَوْا بمنارِهِ، واقْتَدَوْا بآثارهِ، وسلَّمَ عليهِ وعليهِم أجمعينَ، وعلى التابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ، تسليماً دائماً أَبَدَ الآبدينَ.


أمَّا بعدُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


عبادَ اللهِ: لقد تحدَّثنا في الْجُمُعةِ الماضيةِ عن حُقوقِ أهل الأعذارِ في القرآن الكريم، وفي هذه الجمعةِ إن شاءَ اللهُ نتحدَّثُ عن بعض حُقوقهم ومكانتهم في سُنَّةِ نبيِّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.


أيها المسلمون: لقد بلَغَتْ عنايةُ رَسُولِنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بأهلِ الأعذارِ عنايةً كبيرةً فاقت كُلَّ وَصْفٍ، فاختارَ منهم المؤذن والإمام والوالي والسَّفير، وأوصى بهم وبيَّنَ عِظَمَ مكانتهم، فمن ذلك:

أولاً: إصابَتُهُم في أبدانهِم علامةُ خيرٍ لَهُم: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَنْ يُرِدِ اللهُ بهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْهُ) رواه البخاريُّ.


ثانياً: الْجنَّةُ جَزاؤهُم إذا صَبَرُوا: عن (عطاءِ بْنِ أبي رَبَاحٍ قالَ: قالَ لي ابنُ عبَّاسٍ: أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أهلِ الجنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قالَ: هذهِ المرأةُ السَّوْدَاءُ أَتَتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالتْ: إنِّي أُصْرَعُ وإنِّي أَتكَشَّفُ فادْعُ اللهَ لي، قالَ: «إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أنْ يُعافِيَكِ»، فقالتْ: أَصْبرُ، فقالتْ: إنِّي أَتَكَشَّفُ، فادْعُ اللهَ لي أنْ لا أَتكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا) رواه البخاري ومسلم، و (عن أبي هُريرةَ رَفَعَهُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: يقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: مَنْ أَذهَبْتُ حَبيبَتَيْهِ فَصَبَرَ واحْتَسَبَ، لمْ أَرْضَ لَهُ ثوَاباً دُونَ الجنَّةِ) رواه الترمذيُّ وقال: (حَسَنٌ صَحيحٌ)، و(قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أَلا أُخْبرُكُمْ بأَهْلِ الجنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ على اللهِ لأَبَرَّهُ) متفق عليه، ومعنى (مُتضَعَّف) قال النووي: (ومعناهُ: يَسْتَضْعِفُهُ الناسُ ويَحتقرُونهُ ويتجبَّرُونَ عليهِ لضَعْفِ حالهِ في الدُّنيا) انتهى.


وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (تَحَاجَّتِ النارُ والجنَّةُ، فقالتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بالْمُتكَبِّرِينَ والْمُتَجَبِّرِينَ، وقالتِ الجنَّةُ: فَمَا لي لا يَدْخُلُني إلاَّ ضُعَفَاءُ الناسِ وسَقَطُهُمْ وعَجَزُهُمْ، فقالَ اللهُ للجنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتي أرْحَمُ بكِ مَنْ أشاءُ مِنْ عبادي، وقالَ للنَّارِ: أنتِ عذابي أُعذِّبُ بكِ مَنْ أشاءُ منْ عبادي، ولكُلِّ واحِدَةٍ مِنْكُما مِلْؤُهَا) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم، قال ابنُ القيِّم: (مَنْ خَلَقَهُ اللهُ للجنةِ لم تزل هداياها تأتيهِ من الْمَكَارهِ، ومَنْ خَلَقَهُ للنارِ لم تزل هداياها تأتيهِ من الشَّهَواتِ) انتهى.


ثالثاً: أهل الأعذار (ذوو الاحتياجات الخاصة) هم أكثرُ الناسِ ثواباً يومَ القيامةِ: قال صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (يَوَدُّ أهلُ العافيةِ يومَ القيامةِ حينَ يُعْطَى أهلُ البَلاءِ الثَّوابَ لَوْ أنَّ جُلُودَهُمْ كانتْ قُرِضَتْ في الدُّنيا بالْمَقَارِيضِ) رواه الترمذيُّ وحسَّنه الألبانيُّ.


رابعاً: أهل الأعذار (ذوو الاحتياجات الخاصة) هم من أسباب الرِّزقِ والنَّصر: قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (هَلْ تُنصَرُونَ وتُرزقُونَ إلاَّ بضُعَفَائِكُمْ) رواه البخاريُّ، وقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (ابْغُونِي ضُعَفَاءَكُمْ، فإنما تُرزقُونَ وتُنصرُونَ بضُعفائكُم) رواه الترمذيُّ وقال: (حَسَنٌ صحيحٌ)، وقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (إنما يَنْصُرُ اللهُ هذهِ الأُمَّةَ بضَعِيفِهَا، بدَعْوَتِهِمْ وصلاتِهِمْ وإخلاصِهِمْ) رواه النسائيُّ وصحَّحهُ الألبانيُّ.


خامساً: تعيينُهُم في المناصب العالية: قالت عائشةُ رضي الله عنها: (كانَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ يُؤذِّنُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهُوَ أَعْمَى) رواه مسلم، و(عنِ ابنِ عبَّاسٍ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: اسْتَخْلَفَ ابنَ أُمِّ مكتُومٍ على الصَّلاةِ وغَيْرِهَا مِنْ أَمَرِ المدينة) رواهُ الطبرانيُّ في الكبيرِ وحسَّنه ابنُ حَجَر، وكان ابنُ أُمِّ مكتومٍ ومصعبٌ أول سفيرين إلى أهلِ المدينة، فعن البَرَاءِ بنِ عازبٍ رضيَ اللهُ عنهما قالَ: (أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ علينا مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ وابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وكَانَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ) رواه البخاري، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَنْ سَيِّدُكُمْ يا بَني سَلِمَةَ؟ قُلنا: جَدُّ بنُ قَيْسٍ، على أنَّا نُبَخِّلُهُ، قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: وأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى من البُخْلِ؟ بلْ سَيِّدُكُمْ عَمْرُو بنُ الجَمُوحِ) رواه البخاريُّ في الأدب الْمُفرد وصحَّحه الألبانيُّ، وكان عمرو بن الجموح أعرجاً.


سادساً: عَدَمُ عُذرِ المستطيعِ منهم في ترك صلاة الجماعة، لِما فيها من الأُجورِ ولِما في خُلْطَتِهم للناسِ في المساجدِ من الْسُّرُور، (عن أبي هُريرةَ قالَ: أَتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجُلٌ أَعْمَى، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنهُ ليسَ لي قائدٌ يَقُودُني إلى المسجدِ، فسَأَلَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنْ يُرَخِّصَ لهُ، فيُصَلِّيَ في بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ، فقالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بالصلاةِ؟» قالَ: نَعَمْ، قالَ: «فَأَجِبْ») رواه مسلم.


سابعاً: تلبيةُ دَعْوَتِهِم: قال عِتبانُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه: (أَصابني في بَصَرِي بعضُ الشَّيْءِ، فبَعَثْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أَنِّي أُحِبُّ أنْ تَأْتِيَني فتُصَلِّيَ في مَنْزِلي فأَتَّخِذَهُ مُصَلَّىً، قالَ: فَأَتَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ومَنْ شاءَ اللهُ مِنْ أصحابهِ، فدَخَلَ وهُوَ يُصلِّي في مَنْزِلي..) الحديث رواه مسلم.


ثامناً: قضاءُ حوائجهِم: (عنْ أنسٍ أنَّ امْرَأَةً كانَ في عَقْلِهَا شَيْءٌ، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ إنَّ لي إليكَ حَاجَةً، فقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: يا أُمَّ فُلانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ، حتَّى أَقْضِيَ لَكِ حاجَتَكِ، فَخَلا – أي وَقَفَ - مَعَهَا في بعضِ الطُّرُقِ، حتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا) رواه مسلم.


تاسعاً: تكَفُّلُ النبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلَّم ومَن بعده بقضاءِ ديونهم وكفالةِ أولادِهم: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَنْ تَرَكَ مالاً فَلِوَرَثتِهِ، ومنْ تَرَكَ كَلاًّ فإلينا) رواه البخاريُّ ومسلم، قال ابنُ حجر: («مَنْ تَرَكَ كَلاًّ» أيْ: عِيالاً أو دَيْناً) انتهى.


عاشراً: التخفيفُ عنهم ومُراعاةُ قُدُراتِهم: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا أَمَرْتُكُمْ بشَيْءٍ فأْتُوا منهُ ما اسْتَطَعْتُمْ) رواه مسلم، و (عن عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: كانتْ بي بَوَاسِيرُ، فسأَلْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الصَّلاةِ، فقالَ: «صَلِّ قَائِماً، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فقاعِداً، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ») رواه البخاريُّ.


الحادي عشر: إرشادُ الأئمة إلى مراعاتهم في الصلاة: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا صَلَّى أَحَدُكُمْ للنَّاسِ فلْيُخَفِّفْ، فإنَّ في النَّاسِ الضَّعِيفَ والسَّقِيمَ وذا الحَاجَةِ) رواه مسلم، وقد كان صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُحبُّ تأخير صلاة العشاءِ، ولم يمنعه من ذلك إلاَّ مراعاتهِم، فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ولَوْلا ضَعْفُ الضَّعِيفِ، وسَقَمُ السَّقِيمِ، لأَخَّرْتُ هذهِ الصَّلاةَ إلى شَطْرِ اللَّيْلِ) رواه أبو داود وصحَّحهُ ابنُ عبدِ الهادي.


الثاني عشر: مَسَاواتُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بينَهُم وبين المجاهدين في الأجر: (عنْ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنا من المدينةِ، فقالَ: «إنَّ بالمدينةِ أقواماً، ما سِرْتُمْ مَسِيراً، ولا قطَعْتُمْ وادياً إلا كانوا مَعَكُمْ»، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وهُمْ بالمدينةِ؟ قالَ: «وهُمْ بالمدينةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ») رواه البخاريُّ.

 

الخطبة الثانية

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُهُ ورسولُهُ.


أمَّا بعدُ: (فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و(لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).


أيها المسلمون: من حُقوق وفضائل إخوانكم أهل الأعذار:

الثالث عشر: إنَّ من أعظم أبواب الصدقة مَعاوَنتُهم: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (وإرْشَادُكَ الرَّجُلَ في أرْضِ الضَّلالَةِ لَكَ صَدَقَةٌ، وبَصَرُكَ للرَّجُلِ الرَّدِيءِ الْبَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ) الحديث رواه ابنُ حبان وصحَّحه.


الرابع عشر: تحذيرُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الاحتجابِ عنهم: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَنْ وَلاهُ اللهُ عزَّ وجَلَّ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ المسلمينَ فاحْتَجَبَ دُونَ حاجَتِهِمْ وخَلَّتِهِمْ وفَقْرِهِمْ، احْتَجَبَ اللهُ عنهُ دُونَ حاجَتِهِ وخَلَّتِهِ وفَقْرِهِ) رواه أبو داود وحسَّنه البغوي.


الخامس عشر: الوعيدُ الشديدُ على مَنْ أضلَّهُم: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لَعَنَ اللهُ مَنْ كَمَّهَ الأعْمَى عنِ السَّبيلِ) رواه الحاكم وصحَّحه ووافقه الذهبيُّ. قال الحربيُّ: (أيْ: عَمَّى عليهِ الطَّرِيقَ ولَم يُوقِفْهُ عليهِ) انتهى.


السادس عشر: أمرُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بنصرهِم: (عنِ البَرَاءِ بنِ عازِبٍ رضيَ اللهُ عنهما قالَ: أَمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بسَبْعٍ)، وذَكَرَ منها: (ونَصْرِ الضَّعِيفِ، وعَوْنِ الْمَظْلُومِ) رواه البخاري.


السابع عشر: تحذيرُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من ظُلْمِهِم: (عن جابرٍ قالَ: لَمَّا رَجَعَتْ مُهاجِرَةُ الحَبَشَةِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: «أَلا تُحَدِّثُوني بأَعْجَبَ ما رأَيْتُمْ بأَرْضِ الحَبَشَةِ»، قالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: يا رسولَ اللهِ، بَيْنَا نحنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ علينا عَجُوزٌ مِنْ عجائزِهِمْ، تَحْمِلُ على رأْسِهَا قُلَّةً مِنْ ماءٍ، فَمَرَّتْ بفَتًى مِنْهُمْ، فجَعَلَ إحْدَى يَدَيْهِ بينَ كَتِفَيْهَا، ثمَّ دفَعَهَا على رُكْبَتَيْها، فانْكَسَرَتْ قُلَّتُها، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ، الْتَفَتَتْ إليهِ، ثمَّ قالتْ: سَتَعْلَمُ يا غُدَرُ إذا وَضَعَ اللهُ الكُرْسِيَّ، وجَمَعَ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ، وتَكَلَّمَتِ الأيدِي والأَرْجُلُ بما كانوا يكسبُونَ، فسَوْفَ تَعْلَمُ أَمْرِي وأَمْرَكَ عندَهُ غداً، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «صَدَقَتْ، ثمَّ صَدَقَتْ، كيفَ يُقَدِّسُ اللهُ قَوْماً لا يُؤْخَذُ لضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ») رواه ابنُ حبان في صحيحه وقال الألبانيُّ: (صحيحٌ لغيرِه).


ألا فاتقوا الله يا أيها الآباء والأمهات فيمن عندكم من ذوي الاحتياجات، ألا فاتقوا الله أيها المعلمون والمعلمات فيمن عندكم من الطلاب والطالبات من ذوي الاحتياجات، ألا فاتقوا الله أيها المسلمون والمسلمات في إخوانكم وأخواتكم من ذوي الاحتياجات.

 

وتذكَّر يا مَن ابتُليتَ ببلاءٍ في جسدك أو والديك أو أهلك، قولَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ويُؤْتَى بأشَدِّ الناسِ بُؤْساً في الدُّنيا مِن أهلِ الجنةِ، فيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجنَّةِ، فيُقالُ لهُ: يا ابنَ آدَمَ: هلْ رأيتَ بُؤْساً قَطُّ؟ هل مَرَّ بكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فيقولُ: لا، واللهِ يا رَبِّ، ما مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطُّ، ولا رأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ) رواه مسلم، وقولَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَثَلُ المؤمنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ لا تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ، ولا يَزالُ المؤمنُ يُصِيبُهُ البلاءُ، ومَثَلُ المنافقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْزِ، لا تَهْتَزُّ حتى تَسْتَحْصِدَ) رواه مسلم، وقولَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ اللهَ لَيُجَرِّبُ أحَدَكُم بالبلاءِ وهوَ أعلَمُ بهِ، كَمَا يُجَرِّبُ أحدُكُمْ ذهَبَهُ بالنارِ، فمِنْهُم مَن يَخْرُجُ كالذهَبِ الإبرِيزِ، فذلكَ الذي نَجَّاهُ اللهُ تعالى منَ السيِّئاتِ، ومِنهُم مَن يَخْرُجُ كالذهبِ دُونَ ذلكَ، فذلكَ الذي يَشُكُّ بعضَ الشَّكِّ، ومنهُم مَن يَخْرُجُ كالذهبِ الأسْوَدِ، فذلكَ الذي قدِ افْتُتِنَ) رواه الحاكم وصحَّحه ووافقه الذهبي.


وللحديث بقية إن شاء الله عن حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف الصالح، وحقوقهم علينا.


يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث لإخواننا.. اللهم عافنا في أبداننا... نسألك العفو والعافية..

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوار حول التعامل الإسلامي مع ذوي الاحتياجات الخاصة
  • عناية الإسلام بذوي الاحتياجات الخاصة (خطبة)
  • حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
  • خطبة عن العناية بذوي الاحتياجات الخاصة
  • حقوق أهل الأعذار (ذوي الاحتياجات الخاصة) في القرآن الكريم
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا (خطبة)
  • إسقاط الحيعلتين من أذان أهل الأعذار
  • احتياجات تعلم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في المرحلة الأولية

مختارات من الشبكة

  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • حقوق أهل الأعذار - ذوي الاحتياجات الخاصة - في السنة النبوية(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • حقوق أهل الأعذار - ذوي الاحتياجات الخاصة - في القرآن الكريم(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تكفير الحج حقوق الله تعالى وحقوق عباده(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب