• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    اشتمال كلام الله تعالى على جمل وكلمات وحروف وأمر ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    العقيدة سفينة النجاة
    محمد ونيس
  •  
    ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: {ليسوا سواء من أهل ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    قراءة سورة الأعراف في صلاة المغرب: دراسة فقهية
    د. أحمد عبدالمجيد مكي
  •  
    طيبته العافية
    نايف بن علي بن عبدالله القفاري
  •  
    دلالة الربط ما بين الحب ذي العصف والريحان
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    ساعات تطوى وأعمار تفنى (خطبة)
    الشيخ أحمد إبراهيم الجوني
  •  
    لا يعرفوننا إلا وقت الحاجة (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    بيان سؤال الخليل عليه السلام ربه أن يجنبه وبنيه ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    إتحاف الساجد بمجموعة من الآداب المهمة في المساجد ...
    بشار بن صادق آل صلاح الحبيشي
  •  
    فرحك وسعادتك بيدك (خطبة)
    أحمد بن عبدالله الحزيمي
  •  
    ومضات نبوية: "لا أنساها لها"
    علي بن حسين بن أحمد فقيهي
  •  
    الإمتاع في تحقيق قولهم: طلع البدر علينا من ثنيات ...
    الشيخ نشأت كمال
  •  
    قد أفلح من تزكى (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    تفسير: (يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

طيبته العافية

طيبته العافية
نايف بن علي بن عبدالله القفاري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/12/2025 ميلادي - 10/7/1447 هجري

الزيارات: 57

حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طيَّبَتْهُ العافيةُ


الأمير الحَجَّاج بن يوسف الثقفي خرج ذات يوم إلى الصحراء، ووُضع غداؤه، فقال لأعوانه: اطلبوا من يتغدى معنا، فطلبوا فلم يجدوا إلا أعرابيًّا في شملةٍ، فأتوه به، فقال له الحجاج: هلمَّ إلى الغداء.

 

فقال له الأعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته، قال الحجاج: ومن هو؟ قال: الله تبارك وتعالى، دعاني إلى الصيام، فأنا صائم، قال الحجاج: صومٌ في مثل هذا اليوم على حرٍّ؟ قال: صمتُ ليومٍ هو أحرُّ منه - يريد حر الوقوف يوم القيامة - قال الحجاج: فأفطر اليوم وصُم غدًا، قال: ويضمن لي الأمير أن أعيش إلى غد؟ قال: ليس ذلك إليَّ، قال: فكيف تسألني عاجلًا بآجلٍ ليس إليه سبيل؟

 

قال الحجاج يرغِّب الأعرابي بالفطر: طعام طيب فهو طعام أميرٍ، فيه من أصناف الطعام ما قد لا يراه الأعرابي مرة أخرى في عمره.

 

قال الأعرابي: والله ما طيَّبه خبَّازك ولا طباخك، ولكن طيبته العافية، يئس الحَجَّاج منه ثم قال: تالله ما رأيت كاليوم، أخرِجوه عني.

 

طيَّبَتْهُ العافية، والعافية من الله، لا يملكها سواه، متى وُجدت: طاب النعيم، وطاب المنام، وطاب الطعام، وطاب القعود والقيام، وطاب السماع والمنظر، وأنِست بالصاحب والحبيب، وطابت لك النزهة والفسحة.

 

ومتى فُقدت العافية: تتجرع النعيم حينها ولا تستسيغه، ألم تجرِّب يومًا ألمَ الأسنان، وكيف كانت لذة الطعام والشراب حينها؟ هل وجدت لذة؟

 

في شدة الآلام، ترى الأحباب فلا تستلذ برؤيتهم، ترى طيِّب الطعام فلا تهتز له، وإذا طعِمته تتجرعه كأنما تتجرع دواءً أو جمرًا؛ تتذكر حينها قوله تعالى عن أهل النار: ﴿ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ ﴾ [إبراهيم: 17]، اللهم عفوك وعافيتك.

 

ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب؛ قال: ((الحمد لله الذي أطعم، وسقى، وسوَّغه وجعل له مخرجًا))؛ [رواه أبو دواد]، واستساغة الطعام لا تكون إلا مع العافية؛ إذا أصابك وجع في أسنانك، أو التهاب في فمك أو حلقك أو معدتك، إلى آخر الطريق، في أي مرحلة من مراحل الطريق؛ لم تستسغ حينها أي طعام، وإن طاب لك مدخله، آذاك مخرجه، فلم تهنأ به، ثم تركت لذة دخوله دفعًا لألم خروجه، وغابت العافية، وغاب معها اللذائذ؛ فالعافية أمُّ اللذائذ وتاجها ورأسها؛ وقد أشار إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم آمنًا في سِربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه فكأنه حِيزت له الدنيا))؛ [رواه الترمذي]، فإذا عُوفيتَ في سكن تأوي إليه، وعوفيت في بدنك، وعوفيت في رزق يومك؛ فأنت ذاك اليوم ملِكٌ جُمعت لك لذائذ الدنيا ورأسها.

 

حُكي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه يقول: "كم من نعمة لله في عرقٍ ساكن!" وكان من دعاء أحد الأعراب: "الحمد لله على نوم الليل، وهدوء العروق، وسكون الجوارح، وكف الأذى، والغِنى عن الناس"، وكل هذه الأدعية نتائج العافية، فنوم الليل لا يكون إلا مع عافية، وهدوء العروق وسكون الجوارح لا يتم إلا مع العافية، وكف الأذى أن تُعافى من النفس الظَّلوم، والغِنى عن الناس حينما يعافيك الله في رزقك وقوتك.

 

وأعظم العافية: أن تُعافى في دينك، وأن تعافى لآخرتك، فتسلم من المعاصي والذنوب، تسلم من الشبهات والشهوات: ﴿ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [غافر: 9]، ﴿ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7].

 

أعظم المِنن أن تُعافَى من ضلال الطريق، وتُهدى إلى الصراط المستقيم، كم من حائر عن الإسلام والهدى أقلقته الشكوك، أثقله تِيهُ الطريق! كم من عاصٍ أوهنته المعاصي! كم من تائه عن طاعة الرحمن يعيش عيشًا نكدًا، ضنكًا، يطلب اللذائذ من المعاصي، فيجدها نشوة مؤقتة يعقبها ألم، ولا لذة ولا سرور، لا أنس ولا حبور!

 

جاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله، علِّمني شيئًا أسأله الله عز وجل، قال: سَلِ الله العافية، فمكثت أيامًا، ثم جئت فقلت: يا رسول الله، علمني شيئًا أسأله الله، فقال لي: يا عباسُ، يا عمَّ رسول الله، اسألوا الله العافية في الدنيا والآخرة))؛ [رواه الترمذي]، وفي حديث آخر: ((سلوا الله العفو والعافية؛ فإن أحدًا لم يُعطَ بعد اليقين خيرًا من العافية))؛ [رواه الترمذي].

 

فإن نقصت عليك العافية في دنياك، فإن العافية في الدين هي العون لك على التصبُّر، إلى أن يمدك الله بالصبر؛ ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [النحل: 127]، إلى أن يمنحك الله بكرمه الرضا عنه؛ فإذا رضِيتَ نسيت الآلام، وكنت في جنةٍ قبل الجنة، وتأمَّل أيوبَ عليه السلام كيف وصف البلاء الذي أصابه مع أنه شديد، بأنه مجرد مسٍّ: ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ ﴾ [الأنبياء: 83]، هذا التعبير كما أنه تأدبٌ مع الله وكمال صبرٍ، هو أيضًا يوحي بأن الله بكرمه إذا أنزل الصبرَ والرضا على العبد، خفَّت الآلام حتى يشعر بأنها مجرد مسٍّ، لا كما يراها الطبيب والناس، وهذا التعبير ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عما يجده الشهيد من طعم الموت، فإنه يخفَّف عليه الآلام ونزوع الروح حتى تكون كمسِّ القرصة؛ فعند الترمذي وصححه الألباني: أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ما يجد الشهيد من مسِّ القتل، إلا كما يجد أحدكم من مسِّ القَرْصَةِ)).

 

لا إله إلا الله، يبتليك، ثم يمدك بالصبر، ثم يحمل عنك، حتى لا تكاد تشعر بالألم، يخففه عنك حتى لا يكاد يُذكر، ثم يصب عليك أجورًا كبارًا عِظامًا، ما منك شيء، ولا لك شيء، لكنه جواد كريم، خصَّك برحمته وعطائه؛ ﴿ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 105]، فهل أنت شاكر؟ الحمد لله.

 

كان لي صديقٌ ابتُلي في جسده بعد عافية، فضمرت لديه الأعصاب حتى عجز عن المشي، وضعُفت يده أن تصل إلى فمه، ثم أصبح لا يستطيع النوم إلا بجهاز شهيق وزفير صناعيٍّ؛ لضعف عضلات الصدر عن التنفس وقت النوم، وفُتح له فتحة في حلقه لها غطاء بلاستيكي يُرفع ويُوضع، وإذا رُفع الغطاء وُضع في الفتحة جهاز لسحب البلغم، ثم لا يُسمع له صوت، إنما هي حركة لسان وشفتين تحاول أن تفهم ما يقول، وإذا أغلقها تكلم بكلام ضعيف، ووُضع له ليٌّ في بطنه، ونهايته في معدته، يخترق جسده عن طريقه يحقن بالطعام سائلًا وكذا الشراب، وسألته: كم لك لم تطعم أو تشرب من فمك؟ قال لي: أكثر من 18 سنة، لم أذُق لا شرابًا ولا طعامًا من الفم.

 

ومع كل هذا البلاء وتنوعه وتعدده، كان راضيًا هانئًا، وجهه يشع نور الرضا والشكر، ولسانه حامد شاكر، لا تفوته صلاة الجماعة في المسجد إلا العصر؛ لأنه موعد علاجاته، وكان يهتم بأمور المسلمين، ويلازم المسجد بين العشاءين، يقرأ القرآن بمصحف رقيق الورق، يكاد لا يقدر أن يقلب صفحاته، وكان يسعى في حوائج الفقراء وخاصة المرضى، ويسعى في خيرات كثيرة، كان معافًى في دينه ورضاه عن الله، وأرجو أن يصدق عليه قوله تعالى: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 44]، رحمه الله رحمة واسعة، وجمعني به في جنته.

 

اللهم عافيةً، اللهم عافيةً، اللهم صبرًا وشكرًا.





حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإخبار برؤية العلامة لليلة القدر
  • المقاولات.. مواد البناء.. الأثاث.. الأواني غرس يحتاج إلى نية

مختارات من الشبكة

  • بلدة طيبة ورب غفور (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • متى تزداد الطيبة في القلوب؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سجين بلا قيود(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الذرية الطيبة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحياة الطيبة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قاعدة للحياة الطيبة (ادفع بالتي هي أحسن)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • فضائل الورع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب مضاعفة الحسنات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما يلقاه الإنسان بعد موته(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • العافية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تعليم القرآن والتجويد في دورة قرآنية للأطفال في ساو باولو
  • ورشة توعوية في فاريش تناقش مخاطر الكحول والمخدرات
  • المحاضرات الإسلامية الشتوية تجمع المسلمين في فيليكو تارنوفو وغابروفو
  • ندوة قرآنية في سراييفو تجمع حفاظ البوسنة حول جمال العيش بالقرآن
  • سلسلة ورش قرآنية جديدة لتعزيز فهم القرآن في حياة الشباب
  • أمسية إسلامية تعزز قيم الإيمان والأخوة في مدينة كورتشا
  • بعد سنوات من المطالبات... اعتماد إنشاء مقبرة إسلامية في كارابانشيل
  • ندوة متخصصة حول الزكاة تجمع أئمة مدينة توزلا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/7/1447هـ - الساعة: 14:2
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب