• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أفشوا السلام
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    السهر وإضعاف العبودية لله (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطورة إنكار البعث (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    مسألة تلبس الجان بالإنسان
    إبراهيم الدميجي
  •  
    خطبة: المثلية والشذوذ عند الشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    المعتزلة الجدد وتأويل النص القرآني
    د. محمد عبدالفتاح عمار
  •  
    من مائدة الحديث: التحذير من الإضرار بالمسلمين
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    صلوا عليه وسلموا تسليما
    بكر البعداني
  •  
    بشارة القرآن لأهل التوحيد (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    حقوق اليتيم (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    الحافظ الدارقطني (ت 385 هـ) وكتاباه «الإلزامات» ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    حديث: أن رجلا ظاهر من امرأته، ثم وقع عليها
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    السنة النبوية وبناء الأمن النفسي: رؤية سيكولوجية ...
    د. حسام الدين السامرائي
  •  
    خطبة: الشهود يوم القيامة
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    كيف تترك التدخين؟
    حمد بن بكر العليان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

حقوق اليتيم (2)

حقوق اليتيم (2)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/7/2025 ميلادي - 24/1/1447 هجري

الزيارات: 134

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق اليتيم (2)

 

الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه الباطنة والظاهرة، وجعل الدنيا لنا مزرعة للآخرة، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث للناس كافه المؤيد بالمعجزات الباهرة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

و بعد:

لا زلنا مع اليتيم وحق اليتيم، عرفنا في اللقاء الماضي أهمية رعاية اليتيم في الإسلام، وان الإسلام ليس دين شعائر فقط وإنما دين مشاعر وشرائع، فالساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، و من كفل يتيماً حجز مقعداً بجوار النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة.

 

ألا فلنعلم أن كفالة اليتيم من أعظم أعمال البر، جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: »من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره« [رواه ابن ماجه في باب الآداب برقم 863.].

 

ورعاية وكفالة الأيتام من صفات الأبرار، قال بذلك العزيز الغفار: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ﴾ [البقرة: 177].


أخي الحبيب: هل تعاني من قسوة في القلب ووحشة في حياتك؟ تريد العلاج اسمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما في رواية البيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي - يشكو قساوة قلبه قالصلى الله عليه وسلم: «أَدْنِ اليتيمَ منك وأَلْطِفْه وامسحْ برأسه وأَطْعِمْه من طعامك فإن ذلك يُلَيِّن قلبَك وتُدْرِك حاجتَك »[ أخرجه البيهقي (4/60، رقم 6887) والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 218 رقم 661)].

 

إن الصدقة في الإسلام ليست مقصورة على المال فقط فالكلمة الطيبة صدقة والمعروف صدقة وفعل الخير صدقة والابتسامة صدقة وفي الحديث الصدقة بالمشاعر والأحاسيس حين لا تجد ما تعطي اليتيم والمسكين ترحمه تعطف عليه تمسح على رأسه فهذا العمل يزيل سواد القلب وينظف ما بداخله من مرض، ويخلصه مما شابه من سوء الفعل والقول، وروى البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن المصطفى صلى الله عليه وسلم: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل»..


وروي أن عيسى بن مريم عليهم السلام مر بقبرٍ يعذب صاحبه، ثم مر به من قابل، فإذا هو ليس يعذب فقال: يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب، ثم مررت به العام، فإذا هو ليس يعذب فأوحى الله عز وجل إليه: يا روح الله... أنه أدرك له ولد صالح، فأصلح طريقاً، وأوى يتيماً، فغفرت له بما عمل ابنه.

 

أيها الأخوة:

ربوا أولادكم علموهم فعل الخير نشؤهم على الصلاة والقران وحب الصالحين.

 

وها هو نبي الله موسى يمر ومعه العبد الصالح الخضر حيث وجدا في سفرهما ﴿ جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ﴾ [الكهف: 77] وأصلحه الخضر بدون أجر يأخذه على ذلك العمل؛ لذلك كان هذا المنظر غريباً على موسى عليه السلام. ﴿ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾ [الكهف: 77].

 

وتمر لحظات ينتظر فيها موسى الجواب الشافي من الخضر فإذا به يكشف الحقيقة قائلاً: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ [الكهف: 82].

 

لقد حفظ الله بعنايته لهذين اليتيمين كنزهما المدخور جزاءً لصلاح أبيهما وقد ذكرت كتب التفسير أنه كان ذلك جزاء صلاح أب لهما بينهما، وبينه سبعة آباء.

 

وهكذا كان صلاح الآباء مثمراً في حفظ حقوق الذرية ورعاية ما أودع لهما من كنز مالي، أو علمي.

 

أيها الأب الكريم:

أفضل وأحسن وأجمل ما تقدمه لأولادك من بعدك صلاحك أنت وتقوى الله تعالى كيف تؤمن مستقبل ولدك بعد موتك؟ سؤال قد يبدو غريبا للوهلة الأولى لكن ستزول الغرابة فوراً بعد ترتيلي لقول الله عز وجل وعلا: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9].

 

حقِّق التقوى ليحفظ الله لك أولادك بعد موتك، هذا وعد ربى قُل قولا سديداً، ليتول الله أولادك بالرعاية والعناية بعد موتك، دخل مسلمة بن عبد الملك على عمر بن عبد العزيز رحمه الله وهو على فراش الموت فقال مسلمة وهو ابن عم عمر: يا أمير المؤمنين ألا توصى لأولادك بشيء من المال فلقد تركت أولادك فقراء فقال عمر بن عبد العزيز «يا مسلم وهل أملك شيئاً من المال لأوصى به لأولادي أم تريد أن أمنحهم من مال المسلمين ما ليس لهم؟! لا يكون ذلك، فإنهم أحد رجلين: إما أن يكونوا صالحين فالله يتولى الصالحين وإما أن تكونوا غير ذلك ولا أدع لهم ما يستعينون به على معصية الله، وأسأل أنا عنه بين يدي الله».


ثم قال عمر: أدخلوا أولادي على فدخلوا عليه وهو على فراش الموت فنظر إليهم وبكى وقال: يا بني إن أباكم قد خُيّر بين أمرين: بين أن يترككم أغنياء ويدخل النار، وبين أن يترككم فقراء ويدخل الجنة ولقد اختار أبوكم الجنة إن شاء الله، وإما أن تكونوا صالحين فالله يتولى الصالحين وإما أن تكونوا غير صالحين فلا أدع لكم ما تستعينون به على معصية الله، وأسأل أنا عنه بين يدي الله أخرجوا عنى فخرجوا عنه وظل يردد قول الله تبارك وتعالى: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83]. حتى توفاه الله جل وعلا والله ما مضى وقت كبير وقد جاء ولد من أولاد عمر بن عبد العزيز يحمل الصدقة على بعير، ليتصدق بها على الفقراء والمساكين وقد تركهم عمر لا يملكون من حطام الدنيا شيئاً، إنه وعد الله سبحانه ولا تعارض بين أن تحقق التقوى لولدك وبين أن تكدح وتسعى وأن تترك لهم مالا، ولا تعارض بين هذا وذاك.

 

ففي صحيح مسلم من حديث سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه، ليزوره في مرض الموت قال له سعد: يا رسول الله أريد أن أتصدق بثلثي مال قال: «لا» قال: أتصدق بنصف مالي؟ قال: « لا» قال: أتصدق بالثلث قال: «والثلث كثير».


ثم قال صلى الله عليه وسلم: «إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة- أي فقراء- يسألون الناس » لا حرج فهذا من التوكل على الله.

 

وعن مالك بن عمرو القشيري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ضم يتيمًا من بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة ». [أخرجه: أحمد (4/344 رقم 19052)].

 

إنَّ الإحسان إلي الأيتام هدي النبي المختار، وطريق الأبرار..

 

فقد قُتل جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة وكان وراءه صبية صغار، فجاءت أمهم تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُتم أطفالها وحالتهم فقال: «أتخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة»؟! [ أخرجه أحمد (1/204)، والطبراني في الكبير (2/105)، وابن عبد البر في التمهيد (22/139) من حديث عبد الله بن جعفر، وصححه ابن الجارود (9/162)، وقال الهيثمي في المجمع (6/157): "رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح".].

 

أيها الأخوة:

كم من أم لأيتام يحوم حولها صبيتها وعينهم شاخصة نحوها، لعلهم يجدون عندها ما يسد جوعتهم ويشبع بطنهم.

 

من المسؤول عن أمثال هؤلاء أليس المسلمين، ولله در عمر بن الخطاب رضي الله عنه روى الإمام أحمد بإسناد حسن في الفضائل، قال: عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: « خرجنا مع عمر بن الخطاب إلى حرة واقم، حتى إذا كنا بمرتفع إذ بنار بعيدة فقال عمر: يا أسلم إني لأرى هناك ركْبًا حبسهم الليل والبرد فانطلق بنا، قال: فخرجنا نُهَرْوِلُ حتى دنونا منهم، فإذا هي امرأة معها صبية صغار، وإذا بِقِدْر منصوبة على النار، وصبيانها يتضاغون، فقال: السلام عليكم يا أهل الضوء - وقد كره أن يقول: يا أهل النار- قالت: وعليكم السلام، قال عمر: أأدنو؟ قالت: ادْنُ بخير أو دع.

 

فدنا فقال: ما بكم؟ قالت: قصر بنا الليل والبرد، قال: فمالِ لهؤلاء الصبية يتضاغون؟ قالت: الجوع.

 

قال: فأي شيء في هذا القدر؟ قالت: ماء أُسْكِتهُم به حتى يناموا، والله بيننا وبين عمر -كلمات يهتز لها قلب وجنان كل مؤمن، فما بالك بـ عمر؟ - يقول: أي رحمك الله، وما يدري عمر بكم؟ قالت: يتولى أمرنا، ثم يغفل عنا، الله بيننا وبينه.

 

قال أسلم: فأقبل عليَّ عمر به ما به، يقول: انطلق.

 

فأتينا نهرول حتى أتينا دار الدقيق، فأخرج عِدلاً من دقيق، وكبَّة من شحم، ثم حملها عمر على ظهره، فقلت: أحملها عنك يا أمير المؤمنين! قال: لا أمَّ لك، أتحمل عني وزري يوم القيامة؟!

 

قال: فانطلقنا حتى أتيناها، فألقى العِدْل عندها، وأخرج من الدقيق شيئًا، وجعل يقول: ثرِّي عليّ وأنا أُحرِك، وجعل ينفخ تحت القدر، والدخان يتخلل لحيته، فلو رأيته لرأيت عجبًا، ثم أنزل القدر فأتته بصحفة فأفرغ فيها الطعام.

 

ثم جعل يقول لها: أطعميهم وأنا أسطح لهم؛ فلم يزل كذلك حتى شبعوا، ثم ترك عندها فضل ذلك الطعام، ثم قام وهي تقول: جزاك الله خيرًا.

 

كنت أولى بهذا الأمر من عمر.

 

ولأهمية اليتيم في الإسلام وعظم حقوقه جاء التهديد والوعيد لمن تسول له نفسه المساس بحق اليتيم فقد جعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات.

 

فعن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا السبعَ المُوبِقَات الشركُ بالله والسِّحْرُ وقتلُ النفسِ التي حرم الله إلا بالحق وأكلُ الربا وأكلُ مالِ اليتيم والتولي يومَ الزَّحْف وقذفُ المحصنات الغافلات المؤمنات ». [أخرجه: البخاري (3/1017، رقم 2615)، ومسلم (1/92، رقم 89)].

 

وعن أبى برزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم « يبعث الله يوم القيامة قوما من قبورهم تأجج أفواههم نارا ألم تر أن الله يقول: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10] [أخرجه: أبو يعلى (13/434، رقم 7440)، وابن حبان (12/377، رقم 5566)].

 

وعن أبى شريح رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى مانع الزكاة ولا إلى آكل مال اليتيم ولا إلى ساحر ولا إلى غادر». [أخرجه الديلمي (5/132، رقم 7720)].

 

عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربعٌ حقٌّ على اللهِ أن لا يدخلَهم الجنةَ ولا يُذِيقَهم نعيمَها مدمنُ خمرٍٍ وآكلُ الربا وآكلُ مالِ اليتيمِ بغيرِ حقٍّ والعاقُّ لوالديه ». [أخرجه: الحاكم (2/43، رقم 2260)، وقال: صحيح الإسناد. والبيهقي في شعب الإيمان (4/397، رقم 5530). قال المنذري (3/4): رواه الحاكم ]. وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: اتقوا دمعة اليتيم ودعوة المظلوم فإنهما يسيران بالليل والناس نيام.

 

أخي المسلم: لا يفوتك أجر كفالة اليتيم وابتعد عن هذه العقوبات بكفالة اليتيم ولو جزئياً: قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 215]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [النساء: 8].


وزيارة ودعم جمعيات دار وكفالة الأيتام، وإدخال السرور والبهجة على الأيتام، و لا يشعرهم بفقد أبويهم، والحنو عليه والمسح على رأسه.

 

هناك بيننا أيتام رغم وجود آباءهم نعم يتيم رغم وجود الوالدين: إنه اليُتم التربوي، فقد يشعر كثير من أولادنا باليُتم التربوي ورغم وجود الوالدين، لأن الوالدين قد انشغلا عن الأولاد، لأن الوالد انشغل بتجارته ووظيفته لا يجد وقتاً يلتقي بأولاده أو يسال عنهم ومن يصاحبون ومع من يجلسون وتزداد المصيبة إذا انشغلت الأم هي الأخرى بالوظيفة أو بمجالس النساء أو الجري وراء الأسواق أو الزيارات وتركوا أولادهم يربيهم الشارع يربيهم قرناء السوء يربيهم التلفاز وشبكات الانترنت.

فليس اليتيم من انتهى أبواه
وخلفاه في هم الحياة ذليلا
إن اليتيم هو الذي ترى له
أما تخلت أو أبا مشغولا

 

قال جلا وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبن عمر رضي الله عنهما: « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته».


وفى الصحيحين من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة».

 

وما دام الحديث عن اليتيم وحقوق اليتيم في الإسلام فلا بد ولابد أن لا ننسى أيتام فلسطين هل ينسى مسلم صادق في هذا الوقت الحرج يتامى فلسطين؟.

 

أيها المسلم: تصور أخي الفاضل، تصور إنك تجلس مع أولادك على مائدة الطعام وبدون مقدمات سقط صاروخ على البيت فحول البيت إلى ركام ثم توفى الوالد وتمزقت أشلاؤه وسالت دماؤه وقتلت الأم وتمزقت أشلاؤها وسالت دماؤها وربما قتل بعض الأطفال وبقى طفل أو طفلان، بقى طفل ليرى هذا المشهد المروع رأى بيتاً يسقط ويرى والداً يمزق، ويرى أماً تقتل، ويرى إخوانه تتمزق أشلاؤهم لتتطاير هنا وهناك فيصرخ هذا اليتيم، وتنقل صرخته على مرأى ومسمع من العالم الخائن، والعالم الإسلامي الهزيل المهزوم، لكن من يسمع صرخته بل ربما نراه على شاشات التلفاز فينظر أحدنا إلى هذا المشهد المروع ثم يقوم بعد ذلك يهز كتفيه، وكأن الأمر لا يعنيه، وكأن هذا الطفل الذي فقد بيته وفقد والديه ليس منه في شيء وتصرخ هذه اليتيمة الصغيرة على أرض فلسطين تصرخ بأعلى صوتها وتنادى على ألف مليون وتقول:

أنا لا أريد طعامكم وشرابكم
فدمى هنا يا مسلمون يراق
عرضي يُدنس أين شيمتكم
أما فيكم أبٌ قلبه خفاق

 

وصدق ربى إذ يقول: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42].

 

أخي المسلم: لا تنس أيتام فلسطين ونساء فلسطين ومجاهدي فلسطين ومرابطي فلسطين من دعائك ومالك فهم يدافعون عن شرفنا وعز أُمتنا ومقدساتنا.

 

لا تنس أيتام الأمة في كل بلدٍ مكلوم ولا تنس المظلومين في العالم من دعائك ومالك.

 

أسأل الله بمنه وكرمه أن يقوي إيماننا وأن يرفع درجاتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق اليتيم (1)

مختارات من الشبكة

  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • خطبة: حقوق اليتامى في الشريعة الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد الحرام 23 / 10 / 1434 هـ - حقوق الجار في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اتِّفاقيات حقوق الإنسان(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • حقوق الوالدين (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الزوج على زوجته(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حقوق الزوجة على زوجها (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/1/1447هـ - الساعة: 1:0
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب