• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: آداب المجالس
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه ...
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    آيات الصفات وأحاديثها
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    صحبة النور
    دحان القباتلي
  •  
    منهج أهل الحق وأهل الزيغ في التعامل مع المحكم ...
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    بلدة طيبة ورب غفور (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    مواقيت الصلوات: الفرع الرابع: وقت صلاة العشاء
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    تلقي الركبان
    عبدالرحمن بن يوسف اللحيدان
  •  
    خطبة: الأعمال الصالحة وثمراتها
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    التربية القرآنية (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    حكم سواك الصائم بعد الزوال
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    النهي عن التسمي بسيد الناس أو بسيد ولد لآدم لغير ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    آية الله في المستبيحين مدينة البشير والنذير ...
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    خطبة (النسك وواجباته)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    خطبة: وحدة الكلمة واجتماع الصف
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    سلسلة آفات على الطريق (1): الفتور في الطاعة
    حسان أحمد العماري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عيد الأضحى لعام 1438 هـ

خطبة عيد الأضحى لعام 1438 هـ
الشيخ عبدالله بن محمد البصري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/8/2017 ميلادي - 7/12/1438 هجري

الزيارات: 34778

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الأضحى لعام 1438هـ

 

اللهُ أَكبرُ كَبِيرًا، وَالحَمدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبحَانَ اللهِ بُكرَةً وَأَصِيلاً، وَأَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ بَعثَهُ اللهُ بَينَ يَدَيِ السَّاعَةِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلى اللهِ بِإِذنِهِ وِسَراجًا مُنِيرًا. صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ وَسَلَّمَ تَسلِيمًا كَثِيرًا.


أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ - تَعَالى - وَعَظِّمُوهُ وَكَبِّرُوهُ، فَإِنَّكُم في يَومٍ هُوَ أَعظَمُ أَيَّامِ السَّنَةِ، اجتَمَعَت فِيهِ أَعمَالٌ عَظِيمَةٌ لِلحُجَّاجِ وَالمُقِيمِينَ، صَلاةُ عِيدٍ وَذَبحُ ضَحَايَا، وَأَكلٌ وَشُربٌ وَذِكرٌ للهِ، ورَميُ جَمَرَاتٍ وَذَبحُ هَدَايَا، وَحَلقٌ أَو تَقصِيرٌ وَقَضَاءُ تَفَثٍ، وَوَفَاءٌ بِالنُّذُورِ وَطَوَافٌ بِالبَيتِ العَتِيقِ، وَكُلُّ ذَلِكَ إِنَّمَا يُفعَلُ تَعظِيمًا لِشَعَائِرِ اللهِ ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].


أَيُّهَا المُسلِمُونَ، يَعِيشُ المُسلِمُ في دُنيَاهُ بَينَ ابتِلاءٍ وَامتِحَانَاتٍ، وَيَمُرُّ بِهِ في حَيَاتِهِ تَمحِيصٌ وَاختِبَارَاتٌ، وَمَا يَزَالُ مُنذُ بُلُوغِهِ الرُّشدَ إِلى أَن يَلقَى رَبَّهُ، في مَعرَكَةٍ مَعَ النَّفسِ وَالهَوَى، وَمَعرَكَةٍ مَعَ الشَّيطَانِ وَالفِتَنِ وَالمُضِلاَّتِ، وَمَعرَكَةٍ مَعَ الأَعدَاءِ في الدَّاخِلِ وَالخَارِجِ، وَايمُ اللهِ، لا يَقتَحِمُ كُلَّ العَقَبَاتِ وَيَتَجَاوَزُهَا، إِلاَّ مَن تَغَلَّبَ عَلَى نَفسِهِ وَقَمَعَ هَوَاهَا، وَفي سُورَةِ آلِ عِمرَانَ، أَنزَلَ اللهُ - تَعَالى - أَكثَرَ مِن خَمسِينَ آيَةً بَيِّنَةً، في حَدِيثٍ عَن مَعرَكَةِ أُحُدٍ، دَخَلَ في أَثنَائِهِ حَدِيثٌ عَن غَزوَةِ بَدرٍ، في تَنَوُّعٍ يَنتَقِلُ مِن مَيدَانِ المَعرَكَةِ في الأَرضِ، إِلى مَيَادِينَ أُخرَى في النَّفسِ وَالمُجتَمَعِ، يَنتَهِي بِمُتَأَمِّلِهِ إِلى أَنَّ الانتِصَارَ عَلَى العَدُوِّ الخَارِجِيِّ، لا يَكُونُ إِلاَّ بِالانتِصَارِ عَلَى العَدُوِّ الدَّاخِلِيِّ، وَبِحَسْبِنَا - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - أَن نَأخُذَ مِن تِلكَ الآيَاتِ إِشَارَاتٍ مُقتَضَبَةً ؛ لِنَنتَبِهَ إِلى شَيءٍ مِمَّا يَجِبُ عَلَينَا فَنَأتِيَهُ، وَلِنَعرِفَ بَعضًا مِمَّا حُذِّرْنَا مِنهُ فَنَترُكَهُ، لِيَكُونَ لَنَا بِذَلِكَ العُلُوُّ وَالقُوَّةُ، وَنَنَالَ النَّصرَ بِإِذنِ اللهِ في مَعَارِكِنَا الَّتي مَا زِلنَا نَعِيشُهَا دَاخِلِيًّا وَخَارِجِيًّا، وَيَزدَادُ وُرُودُهَا عَلَينَا يَومًا بَعدَ يَومٍ. وَأَعظَمُ الإِشَارَاتِ الَّتي وَرَدَت في تِلكُمُ الآيَاتِ، أَنَّ الصَّبرَ وَالتَّقوَى وَالتَّوَكُّلَ عَلَى اللهِ هِيَ أَعظَمُ أَسبَابِ النَّصرِ كَمَا في غَزوَةِ بَدرٍ، وَأَنَّ الإِخلالَ بِهَا وَاقتِرَافَ شَيءٍ مِنَ المَعصِيَةِ وَالتَّعَلُّقَ بِقَلِيلٍ مِنَ الدُّنيَا، كَانَ سَبَبًا فِيمَا أَصَابَ المُسلِمِينَ في أُحُدٍ، قَالَ - تَعَالى -: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [آل عمران: 123] وَقَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾ [آل عمران: 120] وَمِن لُطفِ اللهِ بِعِبَادِهِ وَإِحسَانِهِ إِلَيهِم أَنَّهُ لَمَّا ﴿ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ ﴾ [آل عمران: 122] مِنَ المُؤمِنِينَ في أُحُدٍ بِالفَشلِ، ثَبَّتَهُمَا وَقَالَ: ﴿ وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ﴾ [آل عمران: 122] أَيْ بِلُطفِهِ وَتَوفِيقِهِ لأَولِيَائِهِ لِمَا فِيهِ صَلاحُهُم، وَعِصمَتُهُم عَمَّا فِيهِ مَضَرَّتُهُم، ثم قَالَ: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 122] فَلَيسَتِ الأَسبَابُ المَادِّيَّةُ إِلاَّ طَمأَنَةٌ لِلقُلُوبِ وَتَثبِيتٌ لَهَا، وَأَمَّا النَّصرُ الحَقِيقِيُّ الَّذِي لا مُعَارِضَ لَهُ، فَهُوَ مَشِيئَةُ اللهِ لِنَصرِ مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيهِ، غَيرَ أَنَّ فِعلَ المَعَاصِي ضَعفٌ وَهَزِيمَةٌ وَشَقَاءٌ، وَتَركُهَا قُوَّةٌ وَنَصرٌ وَرَحمَةٌ، وَلِذَا قَالَ - تَعَالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾ [آل عمران: 155] وَقَالَ - تَعَالى -: ﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 152] فَأَخبَرَ أَنَّ سَبَبَ انهِزَامِ المُسلِمِينَ في أُحُدٍ وَفِرَارِهِم، إِنَّمَا هُوَ تَسوِيلُ الشَّيطَانِ لَهُم بِسَبَبِ بَعضِ ذُنُوبِهِم، فَهُمُ الَّذِينَ مَكَّنُوهُ مِن أَنفُسِهِم بِمَعصِيَةِ نَبِيِّهِم - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وَإِرَادَتِهِمُ الدُّنيَا، وَإِلاَّ فَقَد كَانُوا أَوَّلَ الأَمرِ مُنتَصِرِينَ حِينَمَا امتَثَلُوا أَمرَهُ، فَلَمَّا خَالَفُوهُ وَمَالُوا إِلى الدُّنيَا، وَنَزَلَ رُمَاتُهُم مِنَ الجَبَلِ لِجَمعِ الغَنَائِمِ، انهَزَمُوا وَأَوقَعَ بِهِمُ المُشرِكُونَ. وَكَمَا تَحصُلُ الهَزِيمَةُ بِطَاعَةِ شَيطَانِ الجِنِّ، فَإِنَّ طَاعَةَ شَيَاطِينِ الإِنسِ أَيضًا تُورِثُ الهَزِيمَةَ وَالخَسَارَ، وَشَرُّ أُولَئِكَ وَأَعظَمُهُم الكُفَّارُ، وَلِذَا جَاءَ النَّهيُ في تِلكَ الآيَاتِ عَن طَاعَتِهِم فَقَالَ - تَعَالى -: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ * سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 149 - 151] فَبَيَّنَ - تَعَالى - أَنَّ طَاعَةَ الكُفَّارِ وُقُوعٌ في أَعظَمِ الشَّرِّ وَهُوَ الكُفرُ، وَعَاقِبَةُ الكُفرِ هِيَ الخَيبَةُ التَّامَّةُ وَالخُسرَانُ المُحَقَّقُ، وَبِهِ تَزُولُ وِلايَةُ اللهِ وَنَصرُهُ لِعِبَادِهِ، حَيثُ وَعَدَ أَنَّهُ سَيُلقِي في قُلُوبِ الكَافِرِينَ الرُّعبَ بِسَبَبِ شِركِهِم، فَإِذَا أَطَاعَهُمُ المُسلِمُونَ وَتَابَعُوهُم عَلَى الكُفرِ وَالشِّركِ وَالطُّغيَانِ، تَسَاوَى الجَمِيعُ في عَدَاوَةِ اللهِ لَهُم وَخُذلانِهِ إِيَّاهُم. وَلِعِظَمِ تَأثِيرِ المَعَاصِي وَحُبِّ الدُّنيَا في حُصُولِ الهَزِيمَةِ، كَانَ الحَدِيثُ في أَثنَاءِ مَعرَكَةِ المَيدَانِ عَن مَعَارِكَ في النُّفُوسِ، وَجَاءَ نَهيُ اللهِ - تَعَالى - عَن أَكلِ الرِّبَا، وَأَمرُهُ بِطَاعَتِهِ وَتَقوَاهُ وَاتِّقَاءِ النَّارِ، ثم حَثُّهُ المُؤمِنِينَ عَلَى المُسَارَعَةِ إِلى المَغفِرَةِ وَالجَنَّةِ، وَتَرغِيبُهُم في أُمُورٍ تَزكُو بها النُّفُوسُ وَتَطهُرُ، وَتَكُونُ الأُمَّةُ أَهلاً لأَن تُعَانَ وَتُنصَرَ، قَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 130 - 136] فَالجَنَّةُ لِلمُتَّقِينَ، وَالمُتَّقُونَ لا يَأكُلُونَ الرِّبَا، بَل يُنفِقُونَ وَيُنفِقُونَ، وَيَكظِمُونَ الغَيظَ وَيَصبِرُونَ، وَيَعفُونَ بَل وَيُحسِنُونَ، ثم هُم رَجَّاعُونَ تَوَّابُونَ مُستَغفِرُونَ، لا يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُم يَعلَمُونَ، وَكُلُّ هَذِهِ الأَعمَالِ العَظِيمَةِ، تَحتَاجُ إِلى جِهَادٍ لِلنَّفسِ عَظِيمٍ، وَمُقَاوَمَةٍ شَدِيدَةٍ لِدَوَاعِي الشَّرِّ فِيهَا، فَإِذَا انتَصَرَ العِبَادُ فِيهَا عَلَى أَنفُسِهِم، كَانُوا حَقِيقِينَ بِالانتِصَارِ عَلَى عَدُوِّهِم.


أَيُّهَا المُسلِمُونَ، وَحِينَ تَضِيقُ الأُمَّةُ بِالابتِلاءِ، فَلْتَعلَمْ أَنَّهُا لَيسَت في ذَلِكَ وَحدَهَا، فَقَد مَضَت قَبلَهَا أَجيَالٌ مِنَ المُؤمِنِينَ وَأُمَمٌ، امتُحِنُوا وَابتُلُوا بِالكَافِرِينَ، وَلَم يَزَالُوا مَعَهُم في سِجَالٍ وَمُدَاوَلَةٍ، حَتَّى كَانَتِ العَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ وَالنَّصرُ لِلمُؤمِنِينَ ﴿ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [آل عمران: 137] نَعَم، مَن سَارَ في الأَرضِ بِبَدَنِهِ أَو بِقَلبِهِ، عَرَفَ ﴿ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [آل عمران: 137] فَإِنَّهُم عُذِّبُوا بِأَنوَاعٍ مِنَ العُقُوبَاتِ الدُّنيَوِيَّةِ، فَخَوَت دِيَارُهُم، وَتَبَيَّنَ لِكُلِّ أَحَدٍ خَسَارُهُم، وَذَهَبَ عِزُّهُم وَمُلكُهُم، وَزَالَ بَذَخُهُم وَفَخرُهُم، وَفي هَذَا دِلالَةٌ تُبَيِّنُ لِلنَّاسِ الحَقَّ مِنَ البَاطِلِ، وَتُمَيِّزُ أَهلَ السَّعَادَةِ مِن أَهلِ الشَّقَاوَةِ. وَقَالَ - تَعَالى -: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 146 - 148] هَكَذَا كَانَ مَن رَبَّاهُمُ الأَنبِيَاءُ عَلَى الإِيمَانِ وَالأَعمَالِ الصَّالِحَةِ، لَمَّا أَصَابَهُمُ القَتلُ وَالجِرَاحُ وَغَيرُ ذَلِكَ مِنَ المَصَائِبِ، لم تَضعُفْ قُلُوبُهُم، وَلا وَهَنَت أَبدَانُهُم، وَلا ذَلُّوا لِعَدُوِّهِم، بَل صَبَرُوا وَثَبَتُوا، وَسَأَلُوا رَبَّهُم مَغفِرَةَ الذُّنُوبِ وَالإِسرَافِ ؛ لِعِلمِهِم أَنَّهَا مِن أَعظَمِ أَسبَابِ الخِذلانِ، وَأَنَّ التَّخَلِّيَ عَنهَا مِن أَسبَابِ النَّصرِ، وَمَعَ هَذَا لم يَتَّكِلُوا عَلَى مَا بَذَلُوا مِن جُهدٍ، بَلِ اعتَمَدُوا عَلَى اللهِ، وَسَأَلُوهُ أَن يُثَبِّتَ أَقدَامَهُم عِندَ مُلاقَاةِ الكَافِرِينَ وَأَن يَنصُرَهُم عَلَيهِم، وَمِن ثَمَّ فَلا عَجَبَ أَنْ نَصَرَهُمُ اللهُ، وَجَعَلَ لَهُمُ العَاقِبَةَ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَإِذَا كَانَ الأَمرُ كَذَلِكَ فَإِنَّهُ يَجِبُ أَن يَعتَزَّ المُؤمِنُونَ دَائِمًا بِإِيمَانِهِم وَإِن حَصَلَ لَهُم في الدُّنيَا مَا حَصَلَ، قَالَ - تَعَالى -: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 139، 140] وَقَالَ - سُبحَانَهُ - ﴿ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 141] وَقَالَ - جَلَّ وَعَلا -: ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 179] إِنَّهُ لا يَلِيقُ بِالمُؤمِنِينُ الوَهَنُ وَالحُزنُ وَهُمُ الأَعلَونَ في الإِيمَانِ، الرَّاجُونَ نَصرَ اللهِ وَثَوَابَهُ، المُتَيَقِّنُونَ بما وَعَدَ بِهِ في الدَّنيَا وَالآخِرَةِ، فَالقَرحُ قَد أَصَابَ الجَمِيعَ، وَإِنَّمَا يَبتَلِي اللهُ عِبَادَهُ بِالهَزِيمَةِ أَحيَانًا، لِتَتَمَيَّزَ الصُّفُوفُ، وَيَتَبَيَّنَ المُؤمِنُ مِنَ المُنَافِقِ ؛ إِذْ لَوِ استَمَرَّ النَّصرُ لِلمُؤمِنِينَ في جَمِيعِ الوَقَائِعِ، لَدَخَلَ في الإِسلامِ مَن لا يُرِيدُهُ، لَكِنَّ الابتِلاءَ يُبَيِّنُ المُؤمِنَ الَّذِي يَرغَبُ في الإِسلامِ فَحَسبُ، وَبِهِ يَتَّخِذُ اللهُ مِن عِبَادِهِ شُهَدَاءَ، يُصِيبُهُم مَا تَكرَهُهُ النُّفُوسُ في الدُّنيَا، لِيُكَفِّرَ ذُنُوبَهُم، وَيُزِيلَ عُيُوبَهُم، وَلِيُنِيلَهُم مَا يُحِبُّونَ مِنَ المَنَازِلِ العَالِيَةِ وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ، وَلِيُمحَقَ الكَافِرُونَ وَيُستَأصَلُوا.


وَمِنَ الإِشَارَاتِ المُهِمَّةِ في تِلكُمُ الآيَاتِ أَنَّهُ لا يُوصَلُ لِلرَّاحَةِ الأُخرَوِيَّةِ إِلاَّ بِتَركِ الرَّاحَةِ الدُّنيَوِيَّةِ، وَلا يُدرَكُ النَّعِيمُ المُقِيمُ إِلاَّ بِتَركِ النَّعِيمِ الزَّائِلِ، وَمَن جَزِعَ أَو ضَعُفَ، أَو تَرَاجَعَ وَرَكَنَ إِلى الدُّنيَا، فَإِنَّمَا يَضُرُّ نَفسَهُ، قَالَ - تَعَالى -: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142] وَقَالَ - تَعَالى -: ﴿ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ﴾ [آل عمران: 144] فَاللهُ - تَعَالى - غَنيٌّ عَنِ المُتَقَلِّبِينَ وَالمُنقَلِبِينَ، وَسَيُقِيمُ دِينَهُ وَيُعِزُّ عِبَادَهُ المُؤمِنِينَ ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144].


وَمِنَ الإِشَارَاتِ العَظِيمَةِ أَنَّ كُلَّ نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ، مَاتَ رَسُولُ اللهِ وَخُلَفَاؤُهُ، وَمَاتَ العُلَمَاءُ وَالقَادَةُ وَالمُصلِحُونَ، وَقُتِلَ بَعضُهُم ظُلمًا وَعُدوَانًا، وَمَا زَالَ أَذَى الكُفَّارِ وَالمُنَافِقِيَن لِلمُؤمِنِينَ وَتَضيِيقُهُم عَلَيهِم يَتَوَالى وَيَشتَدُّ، وَلَكِنَّ ذَلِكَ لا يُسَوِّغُ لِلنَّاسِ الانقِلابُ على أَعقَابِهِم وَالرُّجُوعُ عَن دِينِهِم، بَلِ الوَاجِبُ الثَّبَاتُ عَلَى الدِّينِ، وَلُزُومُ تَوحِيدِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالمَوتُ عَلَى الحَقِّ المُبِينِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ المَعبُودُ وَحدَهُ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، قَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144].

أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - وَلْنُجَاهِدْ أَنفُسَنَا وَلْنَنتَصِرْ عَلَيهَا في كُلِّ مَيدَانٍ ؛ لِيَكُونَ لَنَا النَّصرُ عَلَى الأَعدَاءِ مِنَ الرَّحمَنِ.

♦ ♦ ♦ ♦


الحَمدُ للهِ الذي أَكمَلَ لَنَا الدِّينَ وَأَتَمَّ عَلَينَا بِهِ النِّعمَةَ، وَبَعَثَ فِينَا رَسُولاً تَلا عَلَينَا الآيَاتِ وَعَلَّمَنَا الكِتَابَ وَالحِكمَةَ، وَأَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ.


أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ، وَتَقَرَّبُوا إِلَيهِ بِذَبحِ ضَحَايَاكُم وَكَبِّرُوهُ وَاشكُرُوهُ، وَكُلُوا مِنهَا وَأَطعِمُوا وَأَهدُوا. يَقُولُ رَبُّنا - تَبَارَكَ وَتَعَالى -: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [الحج: 37] إِنَّ أَهَمَّ مَقَاصِدِ الأَضَاحِي هُوَ التَّقَرُّبُ إِلى اللهِ بِذَبحِهَا، لا مُجَرَّدَ تَحصِيلِ لَحمِهَا، وَلِذَا فَرَّقَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - بَينَ شَاةِ اللَّحمِ وَشَاةِ الأُضحِيَةِ فَقَالَ: " مَن ذَبَحَ قَبلَ الصَّلاةِ فَإِنَّمَا يَذبَحُ لِنَفسِهِ، وَمَن ذَبَحَ بَعدَ الصَّلاةِ فَقَد تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ المُسلِمِينَ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. فَانتَبِهُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - لِسِنِّهَا وَسَلامَتِهَا مِنَ العُيُوبِ ؛ فَقَد قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " أَربَعٌ لا يُجزِينَ في الأَضَاحِي: العَورَاءُ البَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالمَرِيضَةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالعَرجَاءُ البَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالعَجفَاءُ الَّتي لا تُنقِي " رَوَاهُ أَهلُ السُّنَنِ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.


أَيُّهَا المُسلِمُونَ، قَدِ اجتَمَعَ لَكُم في يَومِكُم هَذَا عِيدَانِ، عِيدُ الأَضحَى وَعِيدُ الأُسبُوعِ، وَقَد دَلَّتِ السُّنَّةُ عَلَى أَنَّ مَن صَلَّى العِيدَ يَومَ الجُمُعَةِ رُخِّصَ لَهُ في تَركِ الجُمُعَةِ ذَلِكَ اليَومَ، وَجَازَ لَهُ أَن يُصَلِّيَهَا ظُهرًا في بَيتِهِ، وَأَمَّا مَن لم يَشهَدِ العِيدُ، فَلا رُخصَةَ لَهُ في تَركِ الجُمُعَةِ، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " قَدِ اجتَمَعَ في يَومِكُم هَذَا عِيدَانِ، فَمَن شَاءَ أَجزَأَهُ مِنَ الجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.


أَيُّهَا المُسلِمُونَ، اِحرِصُوا عَلَى مَا يُصلِحُ القُلُوبَ وَيَجمَعُهَا، وَحَصِّنُوهَا بِالإِيمَانِ وَاليَقِينِ وَالتَوَكُّلِ، وَاستَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ، وَيَا أَيُّهَا الآبَاءُ وَالأُمَّهَاتُ، أَحسِنُوا تَربِيَةَ الأَبنَاءِ بِالدِّينِ، وَاحرِصُوا عَلَى تَنشِئَتِهِم عَلَى الحَيَاءِ، تَعَاشَرُوا بِالمَعرُوفِ وَلا تَنسَوُا الفَضلَ بَينَكُم، وَاحذَرُوا الخِصَامَ وَالشِّقَاقَ، وَلا تَجعَلُوا حَلَّ الخِلافاتِ بِالطَّلاقِ، أَو تَعجَلُوا إِلى التَّبَاعُدِ وَالافتِرَاقِ، فَإِنَّ تَدمِيرَ الأُسرَةِ تَدمِيرٌ لِلمُجتَمَعِ، وَمَا فَتِئَ الأَعدَاءُ لِذَلِكَ يُخَطِّطُونَ ؛ لِيُشعِلُوا الصِّرَاعَ بَينَ الزَّوجَينِ، تَحتَ لافِتَاتِ خَادِعَةٍ وَدِعَايَاتٍ مَاكِرَةٍ، بِاسمِ استِعَادَةِ حُقُوقِ المَرأَةِ المَسلُوبَةِ، وَإِعَادَةِ حُرِّيَتِهَا المُنتَزَعَةِ، وَإِنهَاءِ مُعَانَاتِهَا مَعَ وِلايَةِ الرَّجُلِ الظَّالِمَةِ، يَزعُمُونَ أَنَّهُم يُصلِحُونَ، وَاللهُ يَعلَمُ إِنَّهُم لَكَاذِبُونَ مُفسِدُونَ، هَدَفُهُم إِخرَاجُ المَرأَةِ لِلتَّمَتُّعِ بها، وَإِخلاءُ بَيتِهَا مِنهَا لإِفسَادِ الأُسرَةِ وَالمُجتَمَعِ. فَاللهَ اللهَ، وَالحَذَرَ الحَذَرَ، وَتَمَسَّكُوا جَمِيعًا بِثَوَابِتِ الدِّينِ، وَكُونُوا كَمَّا سَمَّاكُمُ اللهُ مُسلِمِينَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الأضحى 1437هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1438 هـ
  • خطبة عيد الأضحى المبارك (الخلاف بين القدر والشرع)
  • خطبة عيد الأضحى 1438هـ
  • خطبة عيد الأضحى 10/ 12/ 1438هـ
  • خطبة عيد الأضحى: من حقوق الإسلام
  • خطبة عيد الأضحى 1438هـ: عيدان في يوم واحد
  • خطبة عيد الأضحى المبارك للعام 1438هـ يوم النحر يوم الحج الأكبر
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1442 هـ: الحق والباطل
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1442هـ
  • (لمن فرحة العيد؟) خطبة عيد الأضحى 1442 هـ
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1442 هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1442 هـ (إبراهيم عليه السلام أول من سن التضحية)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك أفعال الله تعالى
  • خطبة عيد الأضحى 1443 (الاستسلام لله طريق النجاة)
  • خطبة عيد الأضحى 1443: جمال الإسلام
  • خطبة عيد الأضحى 1443هـ
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1443هـ
  • خطبة عيد الأضحى المبارك ذو الحجة 1444هـ (الابتلاء في حياة إبراهيم عليه السلام)

مختارات من الشبكة

  • بين عام غابر، وعام زائر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مع بداية العام الدراسي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع بداية العام الدراسي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: بداية العام الهجري وصيام يوم عاشوراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في نهاية عامكم حاسبوا أنفسكم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: تجديد الحياة مع تجدد الأعوام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: آداب المجالس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بلدة طيبة ورب غفور (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الأعمال الصالحة وثمراتها(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 28/3/1447هـ - الساعة: 9:41
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب