• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في ...
    خاص شبكة الألوكة
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / تقارير وحوارات
علامة باركود

حوار مع مرزوق أولاد عبدالله، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة أمستردام الحرة

حوار مع مرزوق أولاد عبدالله، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة أمستردام الحرة
السيد عبدالرحمن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/5/2015 ميلادي - 5/8/1436 هجري

الزيارات: 4808

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار مع مرزوق أولاد عبدالله

أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة أمستردام الحرَّة

 

أكاديمي مغربي:

• تنامي النزعات العنصريَّة، وتصدُّر اليمينيين للمشهد السياسي: يضع مسلمي هولندا أمام خيارات صعْبة.

• الخلافات العِرقِيَّة والمذهبيَّة عرقَلت اعتراف هولندا بالإسلام.

• فوز مسلم بمنصب عمدة روتردام و5 نواب للبرلمان يُعزِّز نجاحاتنا.

• عدم إجادة الدعاة اللغة الهولندية تعرقل تواصلهم مع شباب المسلمين.

• تسامح المجتمع الهولندي مع المسلمين تراجع بشكلٍ لافت، ومنفتحون على الحوار مع الجالية اليهودية.

• نفوذ الجالية المسلمة لا يُلبِّي طموحاتنا، ونتطلَّع لتطويق تداعيات الحملة على المهاجرين.

 

الحوار:

أقرَّ د. مرزوق أولاد عبدالله - أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة أمستردام الحرَّة - بتراجع درجة تسامح المجتمع الهولندي تُجاه الوجود الإسلامي؛ حيث انتشرت موجة من الإسلاموفوبيا ودعوات لطرد المسلمين؛ كونهم لا يستطيعون العيش من الهولنديين، وهو ما حاولنا التصدي له بإدانة أيَّة ممارسات مُتطرِّفة، أيًّا كانت هويَّة من يقِف خلفَها.

 

وعزا الأستاذ بجامعة أمستردام الحرَّة عدم اعتراف الحكومة الهولندية بالدين الإسلامي كدين رسمي - إلى عدم توحُّد المسلمين في جبهة واحدة تستطيع مخاطبتها؛ بفعل الخلافات المذهبية والسياسية، وسعي البعض للهيمنة على الجالية، وهو ما أفشل محاولتين في الثمانينيَّات والتسعينيَّات من القرن الماضي، وأخرى في بداية الألفيَّة الحالية للاعتراف بالإسلام كدين رسمي، إلا أن التطورات منذ مقتل المُخرِج فان جوخ، وتصاعد المد اليميني - سيعرقل هذه الخطوة لسنوات.

 

وأكَّد د. أولاد عبدالله أن هناك نفوذًا قويًّا للجالية اليهودية في المجتمع الهولندي؛ نتيجة سيطرتهم على العديد من المؤسسات الإعلامية والمالية، وهو ما حاولنا التخفيف من أضراره بفتح حوار مع ممثلي الجالية اليهودية باعتبارهم من المتضررين بشدة من تفشي العنصرية في المجتمع الهولندي.

 

ولفت إلى مجموعة من الإنجازات التي حققتها الجالية المسلمة في هولندا، أبرزها: فوز المهاجر المغربي أحمد أبو طالب بمنصب عمدة روتردام منذ سنوات، وهو ما يقدم دليلًا على وجود قبول كبير بوجود المسلمين في المجتمع الهولندي، مشيرًا إلى وصول خمسة من المسلمين لعضوية البرلمان الهولندي.

 

تفاصيل المشهد الإسلامي في هولندا سنسردها من خلال النص الكامل للحوار:

 

هل لسيادتكم في البداية أن تشرح لنا سبل وصول المسلمين لهولندا، والبداية الحقيقية لتشكيل أول جالية مسلمة في هولندا؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: يعتقد على نطاق واسع أن السنوات التالية لنهاية الحرب العالمية الثانية كانت البداية الحقيقية لوصول المسلمين لهولندا؛ حيث شجَّعت الدولة سياسة استقدام العاملين من بلدان المغرب العربي للمشاركة في إعادة إصلاح البنية التحتيَّة التي دُمِّرت إبان الحرب، وكانت المغرب أولى الدول التي وفد مواطنوها للأراضي الهولندية، ثم تبِعها مواطنون من دول أخرى كالجزائر وتونس ومصر، ثم وصلت لهولندا هجرات من بلدان جنوب شرق آسيا من إندونيسيا وتيمور الشرقية وباكستان وبنجلاديش؛ حيث كانت لهولندا مستعمرات في هذه المنطقة؛ حيث وفد إليها آلاف المسلمين، كانت هذه الهجرات الـأولى لهولندا، وبعد ذلك جاءت الموجة الثانية من الهجرات في بداية السبعينيات من القرن الماضي من مصر وبلدان الشام العربية ومن الصومال وبلدان جنوب الصحراء.

 

ما أهم المدن والتجمُّعات التي يقطنها المسلمون في هولندا؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: يقطن المسلمون جميع المدن الهولندية، وفي طليعتها العاصمة أمستردام، ومدن أخرى مثل: روتردام، أوترخت، ولاهاي، ودينهاخ، ووصلت أعدادهم حوالي 850 ألف مسلم حسب الأرقام الرسميَّة، فيما قُدِّرت في بعض الأحيان بما يتجاوز مليون مسلم، من مجموع سكان هولندا البالغ تعدادهم 16مليونًا، إلا أن أوضاعهم الاقتصادية المتدنية حالت لعقود دون تأسيس مؤسسات لهم، حتى شهد عام 1976بناء أول مسجد في العاصمة أمستردام، أُطلِق عليه المسجد الكبير، وبعدها بعشر سنوات تم إنشاء اتحاد المساجد المغربية بهولندا، ومنها تفرَّعت مئات المساجد.

 

قصة مثيرة:

من المؤكد أن لبناء المسجد قصة مثيرة نرجو أن تقصَّها علينا، لا سيما أنها عكست نوعًا من التسامح مع المسلمين لم يعد موجودًا الآن؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: مقر المسجد الكبير حاليًّا في أمستردام، خرج للنور من رحِم إحدى الكنائس المالكة لقطعة الأرض؛ حيث كان المسلمون يؤدون الصلاة في بيوتهم وفي الشوارع العامة، فما كان من مجلس الكنائس الهولندية إلا أن تقدَّم بعرض لمساعدتهم بإعطاء مقر لهم داخل الكنيسة لأداء الصلاة فيه، وأعطتهم الكنيسة مهلة خمس سنوات حتى يستطيعوا تدبير المبالغ اللازمة لشراء قطعة أرض لبناء مسجد عليها، وبعد سبع سنوات استطاع المسلمون شراء قطعة الأرض التي أعطتهم الكنيسة حق الانتفاع بها وقطعة أخرى مجاورة، وبدؤوا في وضع لبنات هذا المسجد الذي يعكس مناخ التسامح بين المسلمين والمسيحيين في هولندا.

 

مقتل فان جوخ:

لكن مناخ التسامح الذي تتحدث عنه تراجع بصورة مطردة، وحلَّت محلَّه روح البغضاء والكراهية ضد الجالية المسلمة في هولندا؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: كانت هولندا من أكثر البلدان الأوروبية تسامحًا مع الإسلام، ولكن عديدًا من التطوُّرات استبدلت بهذا التسامح نوعًا من الكراهية، وعلى رأسها أحداث 11سبتمبر وما تلاها من مقتل المخرج الهولندي: فنسنت فان جوخ على يد مهاجر مغربي؛ بسبب تصويره لسور القرآن الكريم على جسد إحدى الفتيات، فضلًا عن الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتصريحات الساسة اليمينيين المتعصِّبة ضد الإسلام، ووصول حكومات يمينية متطرِّفة لسُدَّة الحكم، وقد قلبت هذه التطورات الأوضاع رأسًا على عقب، وانتشرت موجة من الإسلاموفوبيا، والهجوم على الإسلام، ودعوات لطرد المسلمين من هولندا؛ كونهم لا يستطيعون العيش مع الهولنديين.

 

كيف واجهتم مثل هذه التطورات السلبية؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: سعينا بقوة لإدانة القتل وإدانة مسلك فان جوخ، وشهدت بعض المدن مواجهات دامية لم تكن معهودة في المجتمع الهولندي المعروف تاريخيًّا بتسامحه مع المسلمين، وهو تسامح برَزَ في مناخ الحرِّية الذي يتمتع به المسلمون، والسماح بإنشاء 500 مسجد و4 مدارس إسلامية مُموَّلة من قبل الحكومة الهولندية تُدرِّس الإسلام، ويشرف عليها مسلمون، وجامعة إسلامية، وبثٍّ إعلامي إسلامي يُشرف عليه مجلس الاتصال الإسلامي ومُموَّل من الحكومة.

 

دعم واعتراف:

هل تحظى جامعة أمستردام الحرة باعتراف الحكومة الهولندية، وبمعادلة شهادتها المتخصصة في الدراسات الإسلامية بالتخصصات الأخرى؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: جامعة أمستردام جامعة حكومية تعترف بالتعليم الإسلامي، وسمحت بتأسيس الجامعة الحرة للتخصُّص في الدراسات الإسلامية لتخريج دعاة وأئمة مسلمين للعمل كوُعَّاظ في الجيش والعمل في المساجد الـ500 المنتشرة في أنحاء هولندا، ومن المعلوم أن هناك يومًا للمسلمين في القوات المسلحة الملكية الهولندية، وتُقدِّم هذه الجامعة دليلًا على تواصل التسامح مع المسلمين، وإنْ بدرجاتٍ أقلَّ في المجتمع الهولندي، وهو ما يتطلب جهدًا كبيرًا من المسلمين للتعاطي بشكل إيجابي مع هذا المناخ، وإبراز قيم التسامح والتعاون مع الآخر، لا سيَّما أنهم يتمتَّعون بكافة حقوقهم في المجتمع الهولندي، وهو أمر يفتقده نظراؤهم في بلدانهم الأصليَّة، وإنهاء حالة القطيعة التي يتبنَّاها بعضهم مع المجتمع، وهي قطيعة لا تصبُّ في صالح الطرفين.

 

صراعات مذهبية:

ولكن حالة التسامح التي تتحدث عنها لم تترجم من جهة الحكومات الهولندية المتعاقبة في الاعتراف بالإسلام كدين رسمي؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: عدم الاعتراف بالإسلام كدين رسمي في هولندا يعود لجملة من الأسباب، أهمها: عدم توحُّد المسلمين في جبهة واحدة تستطيع مخاطبة الحكومات الهولندية المتعاقبة، وفشل أكثر من محاولة لتوحيد الصفوف بفعل الخلافات المذهبية والسياسية، وسعي البعض للهيمنة على الجالية، وهو ما أفشل محاولتين في الثمانينيَّات والتسعينيَّات من القرن الماضي للاعتراف بالإسلام كدين رسمي، ولك أن تستغرب أن الحكومة الهولندية تعترف باليهودية والهندوسية رغم أن معتنقيها يُعدُّون أقليَّة بالمقارنة بالمسلمين، بل إن هذه الخلافات قد أفشلت كذلك خطوة وشيكة بالاعتراف بالإسلام كدين رسمي عام 1992عندما اختارت الحكومة عدة شخصيات إسلاميَّة، وشكَّلت مجلس مسلمي هولندا إلَّا أن هذه المحاولة لم يُكتب لها النجاح؛ لزعم البعض باستبعاد الشيعة من عضويته، وهو ما تكرر في محاولة تأسيس المجلس التمثيلي للمسلمين بعد 2001، إلا أن اعتراف الحكومة الهولندية بالإسلام لم يتحقَّق حتى الآن، وأظنُّه يعود لمجموعة من التطوُّرات التي شهدتها البلاد في السنوات السابقة التي أشرنا إليها آنفًا، بالإضافة لوجود حكومات يمينيَّة في السلطة بعد أحداث سبتمبر.

 

خطاب تقليدي:

بالإضافة لغياب الاعتراف بالإسلام، ما أهم المشكلات التي تواجه المسلمين في هولندا؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: تُعدُّ مسألة نقص الدعاة من أهم المشكلات التي تواجه المسلمين في هولندا، فضلًا عن أن الدعاة الموجودين حاليًّا لا يملكون أساليب الدعوة المتطوِّرة، بل يستخدمون أساليب تقليدية لا تتناسب مع الأوضاع والتحدِّيات التي تواجه المسلمين، خصوصًا أن إقبال الأجيال الشابَّة على ارتياد المساجد ليس مُرضيًا بالنسبة لنا حاليًّا، ونسعى لمواجهة الأمر بشكل سريع، وهذه مشكلة قد لا يستطيع الدعاة الحاليُّون حلَّها بالطرق التقليدية. فينبغي أن تنعكس عقيدة المسلم الصحيحة على علاقاته مع الآخرين، هذا بالإضافة إلى أن الدعاة لا يجيدون اللغة الهولندية، ولا فكرة مبسَّطة عن الثقافة الهولندية، ويزداد الموقف صعوبة حين ندرك أن أغلب معارف هؤلاء الدعاة مستقاة من مواقع النت وتفتقد للمرجعية الإسلامية الصحيحة، بل تستند لمرجعيَّات وهميَّة.

 

كيف تحاولون تلافي هذه المشكلة من جانبكم، لا سيما أنها تحوَّلت لتحدٍّ كبير بحسب وجهة نظركم؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: نحاول علاج هذه المشكلة عبر الاعتماد على جامعة أوروبا الإسلامية، وإيفاد دارسين لها؛ لإكسابهم مهارات وقدرات الدعاة المتفقِّهين في الدين والمدركين للظروف التي تعيشها الجاليات المسلمة في أوروبا، كما نعمل عبر المجلس الإسلامي الهولندي واتحاد الأئمة على إيجاد حل سريع للأزمة، وعدم الاعتماد على الدعاة القادمين من المنطقة بشكل عام.

 

نفوذ وحوار:

يعد اليهود من أكثر الجاليات نفوذًا في هولندا؛ فكيف تتعامل الجالية المسلمة بهولندا؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: بالفعل هناك نفوذ قوي للجالية اليهودية في المجتمع الهولندي؛ نتيجة سيطرتهم على العديد من المؤسسات الإعلامية والمالية، وقد أدركت الجالية المسلمة أهمية هذا النفوذ وعدم استعدائهم، وبالفعل نحن نُجري منذ مدة طويلة حوارًا مع ممثلي الجالية اليهودية قد يصل للتواصل مع المتطرفين منهم؛ فاليهود هم المتضرِّرون بشدَّة من تفشِّي العنصرية في المجتمع الهولندي بوصفهم الأقل عددًا في المجتمع، والمستفيد الأول من صون الحريات وتطويق العداء للأجانب وانتشار النزعات اليمينية في المجتمع.

 

هل حقَّق هذا الحوار إنجازات خفَّفت من حدَّة التوتُّر بين المسلمين واليهود؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: وجود هذا الحوار لا يعني عدم وجود خلافات؛ بل إن التباينات حاضرة بقوة بيننا وبينهم في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، والمذابح الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، والاحتلال الأمريكي للعراق، فيما يحدث توافق حول مواجهة العداء للأجانب وتصاعد النزعات اليمينية في المجتمع الهولندي، واستمرار هذا الحوار مهم جدًّا من أجل تطويق المخاطر الموجهة للطرفين.

 

خطر محدق:

تفجرت منذ سنوات قضية حزب التحرير في هولندا، فكيف ترى وجود هذا الحزب في ظل تنامي النزعات اليمينية في المجتمع الهولندي؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: أرى هذا الأمر شديد الخطورة على الجالية المسلمة، لا سيما أن الحزب يتبنى أجندة شديدة الخطورة على الجالية، تسعى لاعتماد العنف والمجابهة أداةً للحصول على حقوق المسلمين في هولندا، وينشط الحزب في أوساط الشباب وحديثي السن، ويحاولون غسل أدمغتهم، وهي إستراتيجية لن تخدم مسيرة الدعوة الإسلامية، ولن تأتي بأية نتيجة، بل سيستغلها البعض للإساءة للإسلام والمسلمين.

 

ننتقل لملف شديد الأهمية ويتعلق بالدور السياسي للجالية المسلمة في هولندا، وهل هذا الدور كافٍ في المرحلة الحالية على الأقل؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: هناك ما يقرب من خمسة نواب في البرلمان الهولندي، ويحاولون لعب دور مهم للحفاظ على حقوق الجالية وإثارة همومها أمام البرلمان، ومجابهة تنامي النزعات اليمينية ومساعي بعض الأحزاب المتطرفة مثل حزب pff لفرض قيود على أنشطة المهاجرين، وفي المقدمة منهم بالطبع المسلمون، وفي هذا الإطار حقَّقت الجالية المسلمة إنجازها الأكبر في السنوات الأخيرة، والمتمثِّل في فوز المهاجر المغربي أحمد أبو طالب بمنصب عمدة روتردام، وهو ما يُقدم دليلًا على وجود قبول كبير بوجود المسلمين في المجتمع الهولندي، ما دامت المعايير الموضوعية؛ مثل: الكفاءة والجودة، والقدرات التي يتمتع بها المهاجر المسلم - هي السبيل للوصول لمثل هذه المناصب.

 

اتهامات جوفاء:

شهدت هولندا هجمات وتحذيرات شديدة من تنامي خطر الإسلام، لدرجة أن أحد السياسيين شبَّهه بتسونامي يتَّجه لابتلاع أوروبا، فكيف تواجهون مثل هذه الدعاوى المتطرفة؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: بالطبع تقصد خيرت فيلدرز، فهو يتبنَّى خطابًا يحذر من خطورة الإسلام، وإمكانية أسلمة القارة الأوروبية في حالة استمرار ما أسماه بالتسامح مع المسلمين، كما أنه لا يجد حرجًا من المطالبة بإغلاق المساجد ومنع قراءة القرآن في المساجد الأوروبية، ويجد هذا الخطاب التحريضي تأييدًا من الأحزاب العنصرية التي تحوز الأغلبية في البرلمان الهولندي.

 

كيف تواجهون مثل هذه الدعوات المتطرفة؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: نحاول مواجهة مثل هذه الدعاوى العنصرية عبر إجراء حوار مع الكنائس، وبيان زيف مثل هذه الدعوات المتطرفة، التي لا تصب في صالح أحد، لا سيما أن المقاطعة وغياب الحوار يُعلِي من شأن المتطرفين في الجانبين.

 

ولكن وفي ظل هذه النزعات المتطرفة، هل حققت الدعوة الإسلامية نجاحات في صفوف الهولنديين؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: نعم، لقد حققت إنجازات؛ فهناك إقبال على القراءة عن الإسلام، وهناك أناس يعتنقونه بشكل دائم في هولندا، لدرجة أن هناك 20 ألف مسلم من أصل هولندي، وهو يشكل مصدرًا مهمًّا لنجاحات قد تحققها الدعوة الإسلامية خلال السنوات القادمة.

 

يواجه الحجاب حملة شرسة في القارة الأوروبية، فما تداعيات هذه الأزمة على المسلمات في هولندا؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: لقد كانت للحملة ضد الحجاب في القارة الأوروبية آثار عكسية في هولندا؛ فلقد أقبلت الفتيات والبنات المسلمات على ارتداء الحجاب؛ كونه رمزًا لهُويتهم الإسلامية، بل إن السيدات أصبحن يدافعن عنه ويدفعن غير المحجبات لارتدائه، في صورة تعكس التضامن بين الجاليات المسلمة في أوروبا.

 

عربية وقرآن كريم:

لا شك أن تعلم أبناء الجيل الثاني والثالث للعربية يُشكِّل مهمَّة صعبة للجالية المسلمة في هولندا؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: لقد استطعنا التغلب على هذه المشكلة منذ عقود طويلة، وبالتحديد منذ عام 1976؛ حيث أنشأنا قسمًا للغة العربية بالمسجد الكبير في أمستردام، وقد اكتسبت شخصيًّا مبادئ اللغة العربية وتعلمت لغة القرآن في هذا القسم، ثم توسَّعنا في إنشاء مراكز تعليم العربية؛ حتى وصلت أعداد هذه المراكز لستة مراكز في العديد من المدن الهولندية، وهناك أقسام خاصة بالأطفال، وهناك إقبال من أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بهذه المراكز لتعلُّم العربية وإلحاق أبنائهم بالمدارس الإسلامية، وكذلك بالتوازي مع هذه الأقسام؛ فهناك مراكز لتحفيظ القرآن الكريم، لدرجة أن المئات ممن أعمارهم صغيرة قد استطاعوا حفظ القرآن الكريم كاملًا.

 

مع وصول حزب يميني إلى الحكم في هولندا، هل سيكون لذلك تأثير على أوضاع المسلمين هناك؟

د. مرزوق أولاد عبدالله: بالطبع سيكون له تأثير سلبي في ظل تعهُّده بوقف الهجرة تمامًا للبلاد، سيوقف الهجرة تمامًا إلى هولندا، وتشديد القيود على منح اللجوء السياسي، وهي مواقف لا هدف لها إلا تحجيم الوجود الإسلامي هناك، وأعتقد أن مثل هذه التطورات تفرض على المسلمين عبر سلوكياتهم ومواقفهم العقدية والفكرية تفريغ هذه الحملة من مضمونها، وإجبار الحكومة على الالتزام بمبدأ التسامح وقبول الـآخر الذي يُعدُّ من كلاسيكيات النظام السياسي في هولندا.

 

سيرة ذاتية:

د. مرزوق أولاد عبدالله:

• ولد في أحد المدن المغربية نهاية الستينيَّات من القرن الماضي.

• وصل إلى العاصمة أمستردام قادمًا من المغرب عام 1974.

• تلقى العلم في المدارس الهولندية وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة.

• انتقل للدارسة بالأزهر والتحق بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وحصل على الماجستير والدكتوراه بإشراف مفتي جمهورية مصر الأسبق نصر فريد واصل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوار مع رئيس جمعية التنمية الإسلامية في الفلبين
  • حوار مع الدكتور نجاد جرابوس مفتي سلوفينيا
  • حوار مع م. أسامة خليفة صاحب مشروع تطبيق "محرابي"
  • حوار مع الدكتور صالح السامرائي حول العمل الدعوي باليابان
  • حوار مع الشيخ أبو بكر سيد دابو مدير معهد النور الإسلامي بجامبي - إندونسيا
  • حوار مع الشيخ محمود الحاج إبراهيم - نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا
  • حوار مع الشيخ عكرمة صبري
  • حوار مع مشرفة إذاعة مدرسية

مختارات من الشبكة

  • حوار مع " بول موجز " حول الحوار بين المسيحيين والمسلمين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع الدكتور عبدالرحمن بودرع أستاذ اللسانيات وتحليل الخطاب بجامعة عبدالمالك السعدي بتطوان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع رينزو جولو - أستاذ علم الاجتماع الإسلامي في جامعة تورينو(مقالة - المترجمات)
  • حوار شبكة الألوكة مع الداعية الأستاذ أبي إسلام أحمد عبدالله(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار مع فاطمة عشري مستشارة الصحة النفسية حول كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع الأستاذ مفيد سرحان مدير جمعية العفاف الخيرية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع الأستاذ خالد الوافي مدير برنامج شباب مكة في خدمتك(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار "مجلة البيان" مع الأستاذ الدكتور عبدالحليم عويس(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • حوار جريدة الاتحاد مع الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • حوار مجلة الشقائق مع الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب