مؤتمر إسلامي في ساوباولو يوصي بتأسيس مجلس للتربية والتعليم في أمريكا اللاتينية

مؤتمر إسلامي في ساوباولو يوصي بتأسيس مجلس للتربية والتعليم في أمريكا اللاتينية

خلص المؤتمر الـ26 لمركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، في ختام جلساته الأحد، إلى مبادرات وتوصيات أبرزها تأسيس مجلس للتربية والتعليم بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي برئاسة الدكتور صالح العايد، وأن يكون أحمد الصيفي أميناً عاماً للمجلس، ليعملا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل دور المجلس في بناء المؤسسة التعليمية النموذجية في قارة أمريكا الجنوبية، ودعوة ذوي الاختصاص والخبرة والعلاقة للانضمام للجمعية التأسيسية لمجلس التربية والتعليم بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، إلى جانب الدعوة لاجتماع الهيئة التأسيسية بعد اكتمالها، واستكمال أنظمتها القانونية والمالية والإدارية خلال ثلاثة أشهر بمدينة ساوباولو، لإقرار تلك النظم، وتكوين هيئات المجلس الإدارية، واعتماد ميزانيته السنوية.

ونظم المركز هذا المؤتمر في مدينة ساوباولو في البرازيل، بعنوان "المدارس الإسلامية وأثرها في الحفاظ على الهوية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي" جلساته، بحضور عدد من القضاة والدعاة والأكاديميين وأعضاء السلك الدبلوماسي بالعالم الإسلامي.

وخلص المؤتمر أيضا إلى مبادرة تبني رئيس المركز إنشاء معهد ساوباولو للتأهيل والتدريب، الذي سيتم العمل به مع بداية فبراير المقبل لتقديم جميع الخدمات المنوطة به للجالية الإسلامية المقيمة في الولاية.

وشملت التوصيات في مضامينها "حث الجالية المسلمة بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي على التمسك بتعاليم الإسلام والحفاظ على الهوية الإسلامية وتطبيقها في جميع مناحي الحياة، وإبراز الصورة الإيجابية بوجهها المعتدل والمنفتح على شرائح المجتمع في هذه البلدان، والعناية باللغة العربية واستخدامها داخل الحياة الأسرية وفي المؤسسات التعليمية من أجل ترسيخ الهوية الإسلامية والعربية، وتفعيل البرامج العملية لتوعية المسلمين بأهمية الحفاظ على اللغة العربية".

كما شملت التوصيات العناية بمنظومة الأخلاق والمثل والقيم من خلال استغلال الأنشطة التعليمية والتربوية من أجل بناء جيل محافظ على قيمه وهويته، ودعوة رجال الأعمال والمؤسسات المالية الإسلامية والشركات الاستشارية والتربوية والمؤسسات المعنية بالتربية والتعليم بالدول الإسلامية للاستثمار في مجال التربية والتعليم في البرازيل، كدولة صاعدة في نموها الاقتصادي، وتفعيل دور رجال الأعمال البرازيليين من المسلمين في جذب الاستثمارات العربية والإسلامية في مجال التعليم والتربية.

كما حثّت التوصيات المؤسسات التعليمية الإسلامية بدول المنطقة للاستفادة من المناهج التعليمية المتطورة وصياغة برامج استثمارية لتطوير أدائها المهني في مجال التربية والتعليم ليتوافق مع أفضل النظم العالمية، وإنشاء مجمع تعليمي نموذجي شامل لجميع المراحل الدراسية بما فيها الجامعية بمدينة ساوباولو بأحدث التكنولوجيا التربوية، ويعنى بتدريس العلوم والاقتصاد والسياسة والعلوم الشرعية والعربية، ويتسع في مرافقه لاستيعاب شرائح تعليمية مختلفة وبرامج تأهيلية متخصصة لخدمة أبناء الجالية الإسلامية تحت إشراف مجلس التربية والتعليم المنبثق عن هذا المؤتمر.

وتضمنت التوصيات دعوة أبناء الجالية الإسلامية بدول المنطقة إلى التبرع لإنشاء مؤسسة وقفية يصرف ريعها على المشروعات التربوية والتعليمية والدعوية، والتواصل مع المؤسسة التعليمية والتربوية الحكومية بدول المنطقة لإيجاد مشروع مشترك يخدم أبناء الجالية الإسلامية في مجال تعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية، ومناشدة رابطة العالم الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والمؤسسات الإسلامية الأخرى المتخصصة في قضايا الأقليات المسلمة في العالم الإسلامي بتعزيز دورها تجاه قضية فقد الهوية الإسلامية في أوساط الجالية المسلمة في دول أمريكا الجنوبية ودول البحر الكاريبي وتمويل المشروعات الهادفة.

ووجّهت المؤسسات التعليمية الإسلامية بالمنطقة للعمل على تنمية مهارات الموهوبين من الطلاب وترشيح المتميزين للمشاركة في المسابقات الدولية وتمكينها من الاستفادة من برامج المنح التعليمية التي تقدمها تلك الدول، إلى جانب الاهتمام بالبرامج التربوية المتخصصة بالطفل والمرأة والعمل على تطوير الأداء واستخدام التكنولوجيا والتقنية في الوسائل التعليمية.

ودعت التوصيات الجالية الإسلامية إلى الاهتمام بالمشاركة في البرامج والأنشطة التعليمية التي تقيمها المدارس الإسلامية، والحث على دعم المدارس الإسلامية لتتمكن من القيام بدورها المنوط بها، وتفعيل تقنية التعليم عن بعد، والتعليم التفاعلي عبر الإنترنت التي تعد مجدية وغير مكلفة، وتجهيز المساجد بهذه التقنية من أجل تفعيل دروس مباشرة وممنهجة مع كفاءات من خارج هذه البلدان.

كما تضمنت التوصيات دعوة المتبرعين إلى المشاركة وتفعيل مشروع المكتبة الدعوية التي ستكون نقاطاً تقترب من المسلمين في أماكنهم من أجل تلاقي المسلمين الجدد مع إخوانهم لتحقيق التواصل الاجتماعي والتعرف على الإسلام من خلال قاعة المطالعة المخصصة والأنشطة المصاحبة.

وناشدت التوصيات حكومة البرازيل وباقي دول أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي لتخصيص أراض لإقامة مراكز للتعليم والتربية الإسلامية من أجل بناء المعرفة الإسلامية الصحيحة التي تجنب أبناء الجالية الانخراط في المعتقدات الفكرية الهدامة التي تسيء إلى الإسلام، وإلى المجتمع.

وحثّت التوصيات على تشكيل فريق عمل من المتطوعين لإنجاز ومتابعة توصيات هذا المؤتمر وتفعيل قراراته وبرامجه ومشروعاته، والإعداد للمؤتمر المقبل المزمع عقده في نهاية ديسمبر 2013م بمدينة ساوباولو البرازيلية، بالتعاون مع الهيئة العالمية للمساجد بعنوان "واقع المؤسسات الإسلامية في إدارة وبناء المساجد والمراكز الإسلامية بدول أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي".

ورفع القائمون على المؤتمر في ختام التوصيات الشكر لحكومة المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً ومؤسسات على ما قدمته من أعمال لخدمة الإسلام والمسلمين، وللضيوف والمشاركين والمساهمين في هذا المؤتمر.

وكانت الجلسة الختامية افتتحت برئاسة المشرف العام على المؤتمر، رئيس مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي في البرازيل، أحمد الصيفي.

وأكد مفتي زحلة والبقاع في الجمهورية اللبنانية، الشيخ خليل الميس، في كلمة ألقاها خلال الجلسة أن على المراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي أن تتحد وتكرس جميع طاقتها البشرية لدعم المدارس الإسلامية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، للحفاظ على الهوية الإسلامية، وحفظ النشء من تصادم الثقافات مع المجتمعات الأجنبية.

وأوضح الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، الدكتور عبدالحميد متولي، في كلمة ألقاها خلال الجلسة أن المسجد وحدة لا يمكنه الحفاظ على الهوية الإسلامية للجيل الناشئ، مؤكداً أن المنزل هو الخط الأول للحفاظ على الهوية الإسلامية للشباب.

وكانت الجلسة الثالثة من المؤتمر ناقشت محور "أثر المدارس الاسلامية والمناهج الدراسية في الحفاظ على الهوية"، وناقشت الجلسة الرابعة محور "المناهج الدراسية الواقع والتطوير"، فيما خصّصت الجلسة الخامسة لعرض تجارب المدارس الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي في الحفاظ على الهوية الإسلامية.