• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    اختتام ندوة حول العلم والدين والأخلاق والذكاء ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    لقاءات دورية لحماية الشباب من المخاطر وتكريم حفظة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تزايد الإقبال السنوي على مسابقة القرآن الكريم في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مناقشة القيم الإيمانية والتربوية في ندوة جماهيرية ...
    خاص شبكة الألوكة
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / مقالات
علامة باركود

الصليبيون الجدد حرب على الإسلام متعددة الوسائل والأشكال

الصليبيون الجدد<br />حرب على الإسلام متعددة الوسائل والأشكال
أحمد محمود أبو زيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/10/2008 ميلادي - 11/10/1429 هجري

الزيارات: 18817

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
عداء الصليبيَّة للإسلام وأهلِه عداءٌ قديم، ومعروف للجميع منذ جاءت الحملات الصليبية العسكرية واستولتْ على الشرق الإسلامي عدَّة قرون، وسَعَتْ لإضعافه والسيطرة على مقدَّراته، ونهب ثرواته وخيراته.

وعندما انتهت الحروب الصليبية بلا رجعةٍ، استمرَّ عداؤهم للإسلام، وظهر الصليبيون المحاربون في صورة جديدة، لبسوا فيها ثوبَ الاستِشْراق تارة، وثوب التبشير بالمسيحية تارة أخرى، وجاؤوا إلى الشرق الإسلامي، ومهَّدوا الطريق للاستعمار الغربي الصليبي، الذي جاء ليحتلَّ البلاد الإسلامية، ويسيطِر على أهلها، وينهب ثرواتها، ويتآمر على إسقاط الخلافة الإسلامية في تركيا عام 1924م؛ للقضاء على وحدة المسلمين، وزرع الفُرقة والخلاف بينهم، عملاً بقاعدة: "فرِّقْ تَسُدْ"، ثم ذهب هذا الاستعمارُ مع إصرار أهل هذه البلدان على التحرُّر من براثنه وأغلاله، ولكن ترك أشتاتًا إسلامية ممزقة ومتفرقة، لا تجمعها كلمةٌ، ولا يوحدها صف.

محاربة الوحدة الإسلامية:
والفُرقة لا بُد أن يصاحبها ضعفٌ وعجز عن مقاومة العدو المتآمر، يقول القس "سيمون": "إن الوحدة العربية الإسلامية تجمع آمالَ الشعوب الإسلامية، وتساعد على التخلص من السيطرة الأوروبية، ومن أجل ذلك يجب أن نعمل على كَسْرِ شوكة هذه الحركة، وتحويل اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية".

ويقول المنصِّر "لورانس براون": "إذا اتَّحد المسلمون في إمبراطورية عربيَّة أمكن أن يصبحوا لعنةً على العالم وخطرًا، أو أمكن أن يصبحوا أيضًا نعمة له، أما إذا بقوا متفرِّقين فإنهم يظلون حينئذٍ بلا وزن ولا تأثير".

وفي عام 1907م عُقِد مؤتمر أوروبي كبير ضَمَّ أضخمَ نخبةٍ من المفكرين والسياسيين الأوروبيين برئاسة وزير خارجية بريطانيا، الذي قال في خطاب الافتتاح: "إنَّ الحضارة الأوروبية مهدَّدة بالانحلال والفناء، والواجب يقضي علينا أن نبحث في هذا المؤتمرِ عن وسيلة فعَّالة تَحُول دون انهيار حضارتنا".

واستمرَّ المؤتمر شهرًا من الدراسات والنقاش، واستعرض المؤتمرون الأخطارَ الخارجية التي يمكن أن تَقضي على الحضارة الغربية الآفلة، فوجدوا أنَّ المسلمين هم أعظم خطر يهدد أوروبا، فقرَّر المؤتمرون وضعَ خطة تقضي ببذل الجهود لمنع إيجاد أيِّ اتِّحاد أو اتفاق بين دول الشرق الأوسط؛ لأن الشرق الأوسط المسلِم المتَّحد يشكل الخطر الوحيد على مستقبل أوروبا، وأخيرًا قرَّروا إنشاء قومية غربية يهودية معادية للعرب والمسلمين شرقي قناة السويس؛ ليبقى المسلمون متفرِّقين، وبذلك أرستْ بريطانيا أسسَ التعاون والتحالف مع الصِّهْيَوْنِيَّة العالمية، وقامت بذلك دولة "إسرائيل".

إبعاد المسلمين عن دينهم:
وبعد ضربِ الوحدة الإسلامية تسعى الصليبيةُ - بالتعاون مع القوى المعادية الأخرى - لإبعاد المسلمين عن دينهم، وقطعِ صلتهم بالله بشتَّى الوسائل؛ ليتحللوا من نظام الإسلام، ويسيروا في الإلحاد والإباحية، ولجؤوا في تحقيق هذا الهدف إلى مجموعة من الوسائل، منها:
1- محاربة القرآن الكريم وتشويه أحكامه: فالصليبية تعتبر القرآنَ المصدرَ الرئيس لقوة المسلمين، وعودتهم إلى سالف عزِّهم، وماضي قوتهم وحضارتهم، فقد قال "جلادستون" في مجلس العموم البريطاني، وهو يرفع المصحف: "ما دام هذا القرآن موجودًا في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوروبا السيطرةَ على الشرق الإسلامي، ولا أن تكون هي نفسها في أمان".

ويقول المنصِّر "وليم جيفورد": "متى توارَى القرآنُ ومدينة مكة عن بلاد العرب، يُمكننا أن نرى العربي يتدرَّج في طريق الحضارة الغربية، بعيدًا عن محمد وكتابه".

وقد سَعَوْا في سبيل حربِهم للقرآن الكريم إلى التشكيك في أحكامه، والدس فيه، إلا أن محاولاتهم قد باءت بالفشل؛ لأن الحق سبحانه قد تكفل بحفظه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].

ولقدِ استمرَّت الحملاتُ والمطاعن تَنتقِل من جيلٍ إلى جيل، ومن ميدان إلى ميدان، حتى جاء الاستِشْراق والمستشرقون، والتنصير والمنصِّرون، والاستعمار، وإذا بالنغمة تتكرر، وإذا بالسيوف تشهر، وإذا بالمطاعن تنتشر، فتارة يتهمون القرآن بالتناقض، وتارة باللحن، وأخرى بفساد النظم، ورابعة بإنكار الإعجاز، وخامسة بأنه من صنع النَّبي... إلى ما ساق لهم الحقدُ والهوى من ألوان التُّهم، حتى لم يتركوا عيبًا إلا ونسبوه إلى القرآن وألصقوه به، وقد استوى في ذلك القدماءُ والمحدَثون، الشرقيون والغربيون، فيقول المستشرق "جولد تسيهر": "ومن العسير أن تستخلص من القرآن نفسِه مذهبًا عقديًّا موحَّدًا خاليًا من المتناقضات، ولم يَصلْنا من المعارف الدينية الأكثر أهمية وخطرًا إلا آثارٌ عامة، نجد فيها أحيانًا تعاليمَ متناقضةً".

وقد لجأ الصليبيون للدعوة إلى ترجمة القرآن؛ ليسهل عليهم إثارةُ الجدل حوله، ونقدُه، ووضعُ الشكوك في أحكامه، ففي سنة 1122م قام الراهب "بطرس الغنرايلي" رئيس دير كولونيا بفرنسا بالدعوة إلى ترجمة القرآن إلى اللغة اللاتينية؛ حتى يسهل على رجال الدين المسيحي هناك مناقشتُه والطعنُ فيه، وقد قام بهذه الترجمةِ راهبان من رُهبانِهم، هما: روبرت وهرمان، وأتمَّا الترجمةَ وظلَّت محفوظة في عدة نسخ تتداولُها الأديرة، إلى أن تم طبعُها في مدينة بال بسويسرا عام 1543م؛ أي بعد أربعمائة سنة.

2- الطعن في الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتشويه سيرته: فالمستشرقون والمنصرون يسعَوْن بكل قُواهم لتشويه صورة الرسول - صلى الله عليه وسلم، والطعن في سيرته ودعوته.

فهم يزعمون أنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - بدأ دعوته كرسول ومصلح، ولم يكن يخطر بباله أن يكون قائدًا أو مؤسِّسًا لدولة حتى هاجر إلى المدينة، فبدأت تَجُول بذهنه وخاطره فكرةُ إنشاء دولة، ويستدلُّون على هذا الإفك بأنه - صلى الله عليه وسلم - كان في مكة مسالمًا، لا يقاوم أعداءه بحرب ولا قتال، ولكنه في المدينة خاض مع أعدائه المعارك الدامية.

ويزعم هؤلاء المستشرقون المتعصبون وغيرهم من قسيسين ورهبان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يميل إلى النساء؛ لذلك سمح لأتباعه بتعدُّد الزوجات، وتوفي هو عن تسع زوجات.

وإلى جانب هذا لجؤوا إلى الدس في السنة النبوية المطهرة، والتشكيك فيها من نواحٍ متعددة، ظانِّين أنهم بذلك يهدمون أهمَّ صرح في البنيان الإسلامي العتيد.

3- السعي إلى تشويه صورة الإسلام في المجتمعات الغربية بشتى الطرق والوسائل؛ لتأمين الغربيين من الدخول فيه، وقد عرض التليفزيون البريطاني منذ مدة فيلمًا يحمل اسمَ "سيف الإسلام"، صوَّر المسلمين بأنَّهم إرهابيُّون وسفَّاكو دماء، وأنهم يحملون سيوفَهم لنشر الإسلام، وإرغام الناس على الدخول فيه، وأنَّهم أناس متخلفون ومتأخرون؛ نتيجة تمسكهم بدينهم.

فشرُّ ما قامتْ به حملات التحامل على الإسلام مِن قِبل الصليبية الكافرة، هو اتهامه بالباطل، وتشويه حقائقه الناصعة المشرقة، ووضعه موضع المتهَم، وكان ذلك في اتفاق مبيَّت، وتدبير محكم بين المستشرقين والمنصرين، وهم رسل الاستعمار، وكأنهم جميعًا أمام متهم لا بد أن يدينوه، وأن يلصقوا به التُّهم الكاذبة، مع براءته وسلامته من كل عيب ونقص، وتلك النية المبيتة في الحكم تُفضي دائمًا إلى نتائجَ واحدةٍ ومتشابهة، حتى لقد أصبحت التهم والأباطيل معروفةً ومكررة؛ لكثرة ما توارد منها.

وهكذا يستمر الخصام، ويستمر الاتهام للإسلام قديمًا وحديثًا، ولا يخجل هؤلاء المستشرقون أو أكثرهم على الأصح، بعد أن ظهرت أكاذيبهم، واندحرت افتراءاتهم، وباءت مؤامراتهم بالخيبة والفشل، وبقي الإسلام - وسيبقى بحفظ الله له - كالطود الشامخ.

4- نشر العلمانية بين المسلمين؛ حتى يتم إقصاء الإسلام عن مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا يَخرج عن جدران المساجد، والعلمانيةُ - باختصار شديد - هي فصل الدين عن الدولة، والزعم بأنه "لا دين في السياسة، ولا سياسة في الدين"، وبأن الإسلام ليس فيه نظام حُكم، وإنما هو مجموعة من العبادات التي يؤديها المسلم بينه وبين ربه، ولا علاقة له بشؤون الحياة. وقد ظهر هذا المذهبُ في المجتمعات الغربية؛ نتيجة تسلُّط الكنيسة على مجالات الحياة، ووقوفها في وجه العلم والتقدم، أما الإسلام فيختلف عن المسيحية في أنه نظام شامل وكامل للحياة بكل ما فيها، ففيه النظام السياسي والاقتصادي، وفيه التشريع والمعاملات والعبادات، ولا يترك صغيرة ولا كبيرة في حياة الإنسان إلا ويشملها، ولكن الاستعمار والصليبية استطاعوا نشرَ العلمانية بين المسلمين، حتى صار لها أنصار ومؤيدون، وأذناب وأبواق فارغة، يَدْعون إليها، ويروِّجون لها.

5- الغزو الفكري والثقافي للبلاد الإسلامية: فقد أدرك المستعمرون أن الغزو العسكري لم يَعُد مُجديًا للسيطرة على البلاد الإسلامية؛ حيث هب المسلمون لتحرير أرضهم، ورفضوا الخضوع للاستعمار، ومن هنا لجؤوا إلى غزْوٍ آخَر أشدَّ فتكًا وخطرًا من الغزو العسكري، وهو الغزو الفكري والثقافي، الذي يسعى لنشر الأفكار والمبادئ والعادات والتقاليد الغربية بين المسلمين، ومحاربة الأفكار والمبادئ الإسلامية، وتشويهها باسم الحضارة والتقدم؛ لضرب الهُوية الإسلامية، وتحويل المسلمين إلى أناس لا هوية لهم.
وقد اعتمد هذا الغزوُ الجديد على وسائل الإعلام بشتى أنواعها؛ كالصحف والإذاعة والتليفزيون والفيديو، والأقمار الصناعية والبث المباشر.

6- إفساد المرأة المسلمة: وذلك بالدعوة إلى تحريرها من قيود الفضيلة، وتبرجها، ومساواتها بالرجل في كل شيء، وخروجها إلى العمل، ومخالطتها للرجال في كل مكان دون مراعاة للقيم والأخلاق، ولا غرابة أن الاستعمار الصليبي كان من وراء دعوة تحرير المرأة، التي ظهرت في مصر في بداية القرن الماضي.

7- التنصير: والتنصير هو أخطر هذه الوسائل على الإطلاق؛ لأنه يهدف بالدرجة الأولى إلى إبعادِ المسلم عن دينه، ودعوتِه إلى المسيحية، والحيلولةِ بين الإسلام وبين انتشاره، وإخضاعِ العالم الإسلامي لسيطرة الدول المسيحية، وضربِ الوحدة الإسلامية وتمزيقها. وللتدليل على هذه الأهداف ننقُل هنا جزءًا من الخطاب الذي ألقاه زعيم المنصِّرين القس "زويمر" في مؤتمر القدس، الذي عقد إبان الاحتلال البريطاني لفلسطين، حيث قال: "إن مهمة التنصير التي ندبتْكم دولُ المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية، ليست إدخالَ المسلمين إلى المسيحية؛ فإن هذا هداية لهم وتكريم، وإنَّما مهمَّتكم أن تُخرِجوا المسلم من الإسلام، ليصبح مخلوقًا لا صلة له بالله. إنَّكم أعددتم نشئًا في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه المسيحيةَ، وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقًا لما أراده الاستعمار المسيحي، لا يهتم بالعظائم، ويُحبّ الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا في الشهوات".

وكشفَ أحدُ المنصِّرين سعيَهم إلى إخضاع العالم الإسلامي لسيطرة الاستعمار، بقوله: "إن الهدف من الإرساليات التنصيرية ليس مُجرَّد نشر النصرانية، بل إخضاع العالم الإسلامي لسيطرة أوروبا المسيحية، فالمواجهة بين المسيحية والإسلام لم تنتهِ بمجرَّد انتهاء الحروب الصليبية، ولكنَّها مواجهة مستمرَّة إلى الأبد".

ومخططات التنصير هذه تعمل بين الأقليات المسلمة وبين الأكثريات، خاصة في البلاد الفقيرة التي تُعاني الفقرَ والجهل والمرض، حيث تذهب إليها الإرسالياتُ بإمكانيات ضخمة، وتقدِّم الغذاءَ والكساء والمعونات، وتبني المستشفيات والمدارس ودور الرعاية والملاجئ، وبذلك يصبح التنصير ثمنًا للغذاء والكساء والدواء في هذه المناطق.

والتنصير في البلاد والمناطق الإسلامية يعمل بتخطيط محكم، وتنظيم دقيق، ويعتمد على كافَّة الوسائل المتاحة، وخاصة وسائل الإعلام، فتجدهم يمتلكون محطات الإذاعة والتليفزيون، والصحف والمجلات، والأقمار الصناعية، وتقف من ورائهم منظماتٌ متعدِّدة تقدِّم لهم الدعمَ السخي، وعلى رأسها مجلسُ الكنائس العالمي، كما أنَّ الدُّول المسيحيَّة لا تبخل على إرساليات التنصير بالمال والعتاد؛ بل تقدِّمُ لها الدعم الكبير الذي يصل إلى المليارات سنويًّا.

ولقدِ استطاعت الهيئات التنصيرية العاملة في أندونيسيا تنصيرَ ربع مليون مسلم خلال عشرين عامًا، وأُجريت دراسة شاملة للمجتمعات الإسلامية في إفريقيا أكَّدتْ أن أكثر من 900 ألف مسلم قد تقبَّلوا المسيحيَّة في عددٍ من البلاد الإفريقية، ووصل عددُ أبناء المسلمين الذين يشرف المنصِّرون على تعليمهم في إفريقيا إلى خَمسة ملايين طالب وطالبة. وفي أوغندا بلغ عدد المدارس الثانوية التي تَمتلِكُها الهيئات التنصيريَّة 282 مدرسة قبل الاستقلال عام 1962م.

وفي زائير فتح الاستعمار البلجيكي الباب على مصراعيه للهيئات التنصيرية؛ فانتشرت فيها المدارس، لتصل إلى 20 ألف مدرسة تنصيريَّة في المرحلة الابتدائية فقط، ويشرف المنصِّرون على معاهدها وجامعاتها.

وفي الفلبين توجد جماعة تنصيرية متطرفة تسمى "إيجلاس"، وهي أخطر الجماعات الكاثوليكية تعصُّبًا ضد المسلمين، ولها تنظيم سري هدفُه الاستيلاءُ على الأرض الإسلامية وإبعاد أهلها عنها، ويتدرَّب أفراد هذا التنظيم في إسرائيل، وقد وَضعتْ هذه الجماعةُ تسعيرةً بالمكافآت التي تُصرَف لِمَن يُصيب مسلمًا بإحدى العاهات؛ وذلك لإلحاق الأذى بالمسلمين، والتنكيل بهم، وهذه التسعيرة هي:
- أذن المسلم ثمنها 100 بيزوس.
- أنف المسلم ثمنها 100 بيزوس.
- إصبع المسلم ثمنها 50 بيزوس.
- كف المسلم أو ذراعه 250 بيزوس.
- عين المسلم ثمنها 1000 بيزوس.

وتشنُّ هذه العصابة حربَ إبادة على المسلمين؛ لإخلاء الأرض منهم، وتوريثها للصليبيين، وذلك تَحت سَمْعِ الحكومة وبصرها، ورضاها وتأييدها.

وقد جاء في إحصائية عن التنصير، نشرتْها المجلة الدولية لأبحاث التنصير التي تصدر في أمريكا، نقلاً عن "ديفيد باريت" أشهر المتخصِّصين في إحصائيات التنصير - أنَّ مَجموع التبرُّعات لأغراض كنسية قد بلغت عام 1989م ما قيمتُه 151 مليار دولار أمريكي، وأنَّ عدد المجلات والدوريَّات والنشرات المسيحية التي توزَّع في العالم تبلغ 22700 مطبوع، أمَّا الأناجيل التي وزِّعت في العام نفسه فتبلغ 72 مليون و552 ألف نسخة.

وأما عدد أجهزة الكمبيوتر التي تستغلها المنظمات المسيحية لخدمة التنصير في تخطيط برامجها وتنفيذها، فتبلغ 45 مليون جهاز، وأنَّ محطَّات الإذاعة والتليفزيون المسيحية في العالم تبلغ نحو 1900 محطة، وأنَّ عدد المنصّرين المحليين - أي أولئك الذين ينتمون إلى الدول التي يعملون فيها - تبلغ 3 مليون و865 ألف منصر.

المراجع:
1- المخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام - محمد محمود الصواف - دار الاعتصام 1979م.
2- محاكمة سلمان رشدي المصري "علاء حامد" - أحمد أبو زيد - دار الفضيلة - القاهرة 1992م.
3- أساليب الغزو الفكري والثقافي للعالم الإسلامي - د. محمد علي جريشة ومحمد الزييق - دار الاعتصام 1978م.
4- محنة الأقليات المسلمة في العالم - محمد عبدالله السمان - دار الاعتصام.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إتحاف الأريب بسقوط شبهات أهل الصليب (1)

مختارات من الشبكة

  • الصليبيون وأهم معارك العربية قديما(مقالة - حضارة الكلمة)
  • معركة حصن الأثارب سنة 524 هـ(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • حرب الهوية.. الحرب على الإسلام(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • حروب الإسلام وحروب الجاهلية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معركة حماة سنة 573 هـ(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • حرب الفرقان: أولى الحروب الفلسطينية الإسرائيلية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحرب الدافئة... حرب الكلام وألغام المصطلحات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بمولده نصر الله العرب المشركين على النصارى أهل الثالوث الصليبيين حفاظا على بلد الله الأمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صلاح الدين الأيوبي: ناصر السنة وقاهر الصليبيين (PDF)(كتاب - موقع الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن)
  • حقيقة دفن الملك الصليبي لويس التاسع بتونس(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب