طاولة الدعوة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

الكتاب الإسلامي باللغة البرتغالية

وسيلة للتواصل الحضاري مع شعب البرازيل

الشيخ خالد رزق تقي الدين[1]

تتعدد الوسائل الدعوية لإبلاغ رسالة الإسلام لشعوب العالم، وقد استخدم رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه كافة الوسائل المتاحة في عصره لتبليغ كلمة الله تبارك وتعالى للعالمين امتثالا لأمره ﴿ يا أيها المدثر قم فأنذر ﴾[2] وقوله تعالى ﴿ يا أيها الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ﴾[3]، فقام صلى الله عليه وسلم بدعوة أقاربه، وتجول في الأسواق، واستقبل الحجيج، وأرسل الرسائل والرسل، ليقيم الحجة على العالمين.

والداعية الناجح المبلغ عن رب العالمين، هو الذي يتفنن في ابتكار الوسائل التي تقرب الناس من ربهم، وتعرفهم برسالة الإسلام الشاملة، وخصوصا في المجتمعات الغربية التي تحتاج لمرونة وفن وحسن عرض.

ووجود الكتاب الإسلامي باللغة البرتغالية كان أملا يراود نفوس كثير من الدعاة داخل البرازيل، وحديث يتردد داخل صدورهم، وأسئلة تطرح وتحتاج لإجابة عملية، لماذا تفقر المكتبة البرتغالية للكتب الإسلامية؟، وكيف سيتم تعريف هذه الشريحة الواسعة من بني البشر الناطقين باللغة البرتغالية بنور الإسلام؟.

حسب إحصائية ويكيبيديا تعبر البرتغالية اللغة الرسمية لأكثر من 200 مليون نسمه، وهي أكبر لغة في أمريكا اللاتينية، ولغة رئيسية في إفريقا، واللغة الرسمية لتسع دول، كما أنها اللغة الرسمية الثالثة في غينيا الاستوائيةبعد الفرنسية والإسبانية وهي أيضا اللغة الرسمية بعد الصينية في منطقة ماكاو الإدارية الخاصة التابعة للصين وهي أيضا لغة رسمية في تيمور الشرقية بجانب لغة التيتم.[4]

لذلك أخذ اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل[5] على عاتقه هذه المهمة الصعبة، وسخر لها الإمكانات اللازمة، واستطاع خلال فترة وجيزة أن يحقق كثير من الآمال التي تتعلق بالكتاب الإسلامي باللغة البرتغالية، تأليفا وترجمة ونشرا وتوزيعا على كافة المستويات، وكانت الشراكة بين الاتحاد في البرازيل وجمعية تبليغ رسالة الإسلام في جمهورية مصر العربية عاملا مهما وإنجازا عظيما أدى لمضاعفة الجهد ولمزيد من النتائج المميزة، وكثير من الجنود الأخفياء الذين لايعلمهم إلا الله وأجرهم عليه.

مميزات ونتائج على أرض الواقع:

تميزت تجربة الاتحاد بأن توزيع الكتاب الإسلامي باللغة البرتغالية يتم بصورة مجانية[6]، وقد تم طباعتة أكثر من 30 عنوانا مختلفا تتضمن جوانب التعريف بالإسلام والعقيدة والسيرة والتعليم إضافة إلى ترجمة معاني القرآن الكريم وكتاب رياض الصالحين.

وقيد الطباعة الآن كتابين مميزين الأول نبي الرحمة للداعية الأستاذ محمد مسعد ياقوت، والثاني ماذا قدم المسلمون للدكتور راغب السرجاني، ويعكف الاتحاد الآن على ترجمة 10 كتب تتحدث عن الصحابة وآل البيت بما يعزز المكتبة البرتغالية وافتقارها لهذا الجانب.

يسعى الاتحاد للتحقق والتدقيق في ترجمة الكتب الموجودة، وإعادة تصميم أغلفتها بشكل جمالي يتناسب مع العقلية الغربية، وقد فرغ مجموعة من المتخصصين في هذا الجانب.

أما توزيع الكتاب فقد تنوعت أساليبه المختلفة، وفي إنجاز تاريخي تم توزيع 20000 ألف كتابا خلال عام 2010م، حيث تتنقل طاولة الدعوة من مدينة إلى أخرى ومن ولاية إلى التي تليها، حيث تم إقامة 21 طالولة دعوية في 7 ولايات مختلفة، وقد أثمر هذا العمل عن إسلام 17 شخصا، وطاولة الدعوة هي نشاط مشترك بين الاتحاد والمراكز الإسلامية الموجودة في المناطق المستهدفة، وهذا يؤدي لنوع من التفاعل ونقل الخبرات بين المؤسسات الإسلامية، وأيضا يفيد في عملية المسح الميداني لتواجد المسلمين داخل البرازيل.

أما عن طريق البريد فيقوم الاتحاد شهريا بإرسال 1000 طردا بريديا للطلبات التي تصل عن طريق موقعه على شبكة الإنترنت، وقد غطى هذا النشاط 21 ولاية، هذا بخلاف الشحنات الخاصة بالمراكز الإسلامية والتي غطت معظم المراكز والمساجد داخل البرازيل.

ومعارض الكتب هي مكان مناسب ومميز للاحتكاك المباشر مع عشاق الكتاب، لذلك شارك الاتحاد في معرض ساو باولو العالمي للكتاب عام 2010م، والذي حضره 800.000 ألف شخص، تم توزيع 50.000 ألف كتابا ومطوية، وكان من نتائجه إسلام أربعة أشخاص خلال المعرض، وإعطاء فكرة وتعريف بالإسلام لشريحة مهمة من الشعب البرازيلي.

آمال مستقبلية:

يسعى الاتحاد خلال هذا العام لتوزيع 300.000 ألف كتابا، وتغطية الكثير من الولايات وخلال شهر إبريل سيتم تغطية 9 مدن في ولاية "ريو جراندي دو سول"، وهي من الولايات الواعدة التي تشهد حركة متميزة في اعتناق الإسلام، وقد هيأ الاتحاد مجموعة من موظفيه المحترفين لتحيق هذا الهدف وبالتعاون مع بعض المراكز الإسلامية في جنوب البرازيل، ومشاركة مع مجموعة "دعوة الجنوب" أو "دعوة سول"، وستستمر هذه الجولة لمدة خمسة عشر يوما.

ويضع الاتحاد نصب عينيه التوسع لتشمل مشاريعه جميع دول أمريكا اللاتينية وقد بدأ هذا الأمر بجهود لتغطية بعض الدول، والتعاون مع بعض المراكز لتحقيق هذا الهدف.

وتفتقر المكتبة الإسلامية باللغة البرتغالية افتقارا شديدا في الكتاب الموجه للأطفال، وسعيا لتبليغ رسالة الإسلام إلى هذه الشريحة المهمة، يعكف الاتحاد الآن للتعاقد مع بعض المتخصصين للكتابة للأطفال لتأليف وإخراج بعض الكتب التي تخاطب عقلية الطفل المسلم.

وختاما يأمل الاتحاد في تضافر الجهود ومد جسور التعاون مع المؤسسات المهتمة بالتعريف بالإسلام في العالم الإسلامي لتحقيق هذا الهدف السامي والنبيل، والذي هو واجب كل مسلم، ونرحب بكل الخبرات وجميع أوجه التعاون التي تؤدي لنشر نور الإسلام وهدايته، وإيصال صوت الإسلام لكل بيت في أمريكا اللاتينية.