• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    اختتام ندوة حول العلم والدين والأخلاق والذكاء ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    لقاءات دورية لحماية الشباب من المخاطر وتكريم حفظة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تزايد الإقبال السنوي على مسابقة القرآن الكريم في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مناقشة القيم الإيمانية والتربوية في ندوة جماهيرية ...
    خاص شبكة الألوكة
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / مقالات
علامة باركود

المسلمون حول العالم ودورنا تجاههم

مصطفى مهدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/10/2010 ميلادي - 22/11/1431 هجري

الزيارات: 5181

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله الذي نزَّل الفُرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، والصَّلاة والسَّلام على مَن أرسله الله - تعالى - بالهُدى ودِين الحق فجعل رسالته فرقانًا ونورًا.

 

أمَّا بعدُ:

فلا يَخفى على مسلمٍ ناصح لنفسه، صادق في إيمانه بالله تعالى ورسوله، ما جعله الله - سبحانه - من الحقوق والواجبات بين المسلمين، فالإسلام جَعَل أقوى الرَّوابط بينَ البَشر رابطةَ العقيدة والإيمان بالله ورسالته الخاتمة، وعَقَدَ لِواءَ المولاة على هذا الأساس؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].

 

وكذلك منَع الموالاة بين أولِياء الله - تعالى - وأعدائه؛ ليكون الدّين كلّه لله، ولتكونَ الغلبة لدين الله سبحانه؛ فقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران: 28].

 

فالآيات والأحاديث الدَّالَّة على حقوق المسلمين بعضهم على بعض ملء السَّمع والبصر، فمنها قوله - تبارك وتعالى -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات:11].

 

وقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 55]، وقال - جلَّ جلاله -: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29].

 

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في شأْن كيان المسلمين الواحد في التَّفاعُل: ((مَثلُ المؤمنين في توادِّهم، وتراحُمهم، وتعاطُفهم - مَثلُ الجسد، إذا اشتكى منه عُضوٌ، تَداعى له سائرُ الجسد بالسَّهر والحُمَّى))؛ أخرجه مسلم عن النّعمان بن بشير، (ح: 2586).

 

بل لَم يكتفِ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بذلك من الحثِّ على الاتِّحاد بين المسلمين، والاهتِمام بأمْر بعضِهم البعض؛ بل رتَّب كمالَ الإيمان، وبرهانَ صدقه على حبِّ الخير للمسلمين كما يحبُّه الإنسان لنفسه؛ فعن أنسٍ - رضِي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((لا يُؤمِنُ أحدُكم حتَّى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفْسِه))؛ أخرجه البُخاري.

 

وفي وجوب حقوق النُّصرة والموالاة: عن عمْرو بن شُعيب عن أبيه عن جَدِّه قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المسلمون تَتكافأُ دِماؤهم، يَسعى بذمَّتِهم أدناهم، ويُجير عليهم أقصاهم، وهم يَدٌ عَلى مَن سواهم))؛ أخرجه أبو داود، (ح: 2751).

 

فانظر - رحمني الله وإيَّاك - إلى هذه النُّصوص، التي هي غَيضٌ مِن فَيض في حقوق المسلمين على إخوانهم، ولزوم نُصرتهم، وتولِّي أمور المستضعفين منهم، ورِعاية شأنهم، وانظر إلى واقع المسلمين في البلاد الإسلاميَّة، وموقفهم تجاهَ إخوانهم المسلمين في الدُّول غير الإسلاميَّة، ثم ارجع البصر كرَّتين، فهل ترى مِن تطبيقٍ عمليٍّ للأمر الدِّيني بوجوب نُصرة إخواننا والدِّفاع عنهم؟ فأين دَورُ الحكومات والمؤسَّسات، والشُّعوب والأفراد تجاهَ ما تُوقِعُه هذه الدُّولُ بالمسلمين مِن ظلم، وتضييق، واضطهاد؟!

 

فانظرْ لأحوال إخوانِك المسلمين حولَ العالَم، ثمَّ قفْ بإنصافٍ مع نفسك أمامَ إيمانك وإسلامك، وسلْ نفسك: ما الَّذي تعرفه عن إخوانك؟ وما الَّذي قدَّمتَه لإخوانك المسلمين المستضعَفِين؟

 

فبين يَديكَ طرفٌ مِمَّا يتعرَّض له إخوانُك المسلمون في بقاعٍ مختلفة من الأرض.


مينامار:

فأحوال المسلمين - مثلاً - في "مينامار"، الواقعة جنوبَ غرب آسيا - تَصفها بعض وكالات الأنباء بقولها: "إنَّ المسلمين هم أفقرُ الجاليات في "مينامار"، وأقلُّها تعليمًا، ومعلوماتهم عن الإسلام محدودة، وكانت أوضاعُ المسلمين في البلاد قد تدهورت منذُ الانقلاب العسكريِّ، الَّذي قاده الجنرال (ني وين) عام 1962، حيثُ اتَّجهتِ الدَّولة منذُ ذلك الحين إلى طرد المسلمين من الوظائف الحكوميَّة والجيش.

 

وتتحدَّث منظمة (هيومان رايتس وتش) لحقوق الإنسان عنِ الانتهاكات التي يتعرَّض لها مسلمو (الروهينجا) بولاية أركان؛ حيث يتعرَّضون للسُّخْرة، وتقْييد حرّيَّة الحركة، وتُفرض عليهم الأحكامُ العُرفيَّة، وتُدمَّر منازُلهم، فضلاً عن تقْييد حرية العِبادة، وقد قامتِ السُّلطات في "مينامار" خلالَ السَّبعينيَّات والثمانينيَّات بطرد مئات الآلاف مِن مسلمي (الروهينجا) إلى بنجلاديش المجاورة".

 

الصين:

وأمَّا عن مسلمي الصِّين الواقعة جنوبَ شرق آسيا، فتقول بعض المصادر:

"إثر تمكُّن الشيوعيين من الحُكم في الصِّين في سنة (1369 هـ - 1949م)، فُرض على المسلمين نظامُ الزَّواج المختلط، ونظام (الكميونات)، ونظام المعيشة المشتركة، وصُودرت أملاك الأوقاف الإسلاميَّة، وقُضِي على مرتَّبات الوُعَّاظ والمدرِّسين، فاضطرّوا للعمل داخلَ (الكميونات)، وقاوم المسلمون في ولايات جانصو، وتسنغاي، والتركستان الشرقيَّة، والتبت، فقَبض الشيوعيّون على زُعماء المسلمين، وأَودعوهم السِّجن، وأُحرِقت الكتب الإسلاميَّة، وأُغلقت المساجد، وهُدِم الكثير منها، كما أُغلِقت المدارس، وشُرِّد علماء الدِّين، وفرَّ العديد منهم إلى الخارج، كما توقَّف "سفر بعثات الحج"، ثمَّ تهْجير المسلمين من مناطقِ الكثافة الإسلاميَّة العليا إلى مناطقَ أخرى، وتهْجير غير المسلمين إلى مناطق المسلمين، وتبنَّتِ الحكومة سياسةَ تحويل الهُوِيَّة الإسلاميَّة إلى هُوِيَّة شيوعية.

 

وفي الفترة مِن 1966م إلى 1976م ضُرِب رِجالُ الدِّين في الشَّوارع، واقتُحمت البيوت، وأُخِذت المصاحفُ والكتب الدِّينية فأُحرِقت علانيةً في الشَّوارع، وفقد المسلمون الصِّينيون مخطوطاتٍ نادرةً، وأُغلقت المساجد، وحُوِّل البعض إلى (ورش ومخازن)، وألغيت العطلات الإسلاميَّة، ومُنِع المسلمون من ارتداء ثيابهم القومية، وأُجْبروا على ارتداء الملابس الزَّرقاء، وأُلغيت تصاريحُ صرف (أكفان الموتى)، وتظاهر المسلمون في ولاية (يونان) مطالبين بعطلة يومِ الجُمُعة، وفي هذه المرْحلة حاول النِّظام الشيوعيُّ مسْخَ الشخصية الإسلاميَّة وخصائصها الفرديَّة، ولكن بعدَ أمدٍ من الصراع بدأت من عام 1978م حركةُ استرداد المسلمين لبعض الحقوق من خلال الالتزامات الحكوميَّة.

 

روسيا:

وأمَّا في رأس الشيوعيَّة روسيا، فتقول بعض المصادر:

"كان المسلمون قد سيْطروا على أذربيجان عام 642 ميلادية؛ ولكن روسيا بَسطَتْ سيطرتَها على الأقاليم المسلِمة في آسيا الوسطى منذُ القرنِ السَّادسَ عشرَ، وحتَّى القرن العشرين.

 

وبعد الثَّورة البلشفية تَمَّ فرْض قبضةٍ حديديَّة على المناطق المسْلمة عام 1924، وتَمَّ تقْييد حرّيَّة العبادة، ودُمِّرت العديدُ من المساجد، وقد تغيَّرت الأوضاع بعد انهيار الاتِّحاد السوفيتي السَّابق.

 

وكذلك فقد تعرَّض (التشاشان) و(الانجوش) إلى الاضطهاد والتَّهجير الإجباريِّ مرَّتين، كما تعرَّض الشَّعبان إلى التحديات التي شنَّها السوفيات عليهم بسبب تمسُّكهم بعقيدتهم، وهَجَّر الرُّوس عناصرَ سوفياتية إلى بلادهم لكي يَحدُّوا من الأغلبية المسلمة بين السُّكَّان".

 

أوربَّا:

وأمَّا أوربَّا فعندما تختلط الرَّأسماليَّة بالصَّليبيَّة ترى معادلة واحدة، مقصدها النَّيْل من الإسلام والمسلمين، وإن كان يُسمح لهم ببعض المميّزات في بعض الأحيان، ككتلة يستجلب دعمَها بعضُ السياسيِّين - مثلاً - في مرحلة انتخابيَّة؛ ولكن عندما تشعر بالنمو الإسلامي وبروزه إلى السَّطح، تتَّجه القبضة لإحكام السَّيطرة، أو تحجيم هذا النموِّ والمَدِّ الإسلاميِّ.

 

ومِن أبرز صُور الإعاقة والتَّصدي: مظهرُ التَّمييز والعُنصريَّة ضدَّ المسلمين، وكذلك عدم الاعتراف بالدِّين الإسلاميِّ في بعض المناطق كدِينٍ رسميٍّ، وعدم منح أصحابه جنسيات بلادهم التي يعيشون فيها، وأيضًا عدم تأمين دُورِ عبادةٍ يقوم المسلمون فيها بشعائر دينهم، بل وصل الأمر إلى الاستيلاء على بعض المساجد، كما حَدث في إسبانيا، والتي يرفض المجتمع والقانون الإسبانيان فيها ما يتعارض مع ما يُبيحه الإسلام؛ كتعدُّدِ الزَّوجات مثلاً، ولا شكَّ أنَّ التَّاريخ الإسلاميَّ العظيم في الذَّاكرة الإسبانية يُسبِّب الرعب للعلمانيين؛ خشيةَ عودتهم مرَّة أخرى إلى الأندلس الإسلاميَّة.

 

بينما نجد أنَّ دولة بلجيكا اعترفتْ حكومتُها بالدِّين الإسلامي؛ ممَّا يُعدُّ سابقةً في تاريخ تعامل الحكومات والدُّول الأوربيَّة مع الحضور الإسلامي في أوربا.

 

وصادقت الدَّولة البلجيكيَّة عام 1975م على إدْخال دروس التربية الإسلاميَّة ضمنَ البرامج المدرسيَّة لأبناء الجالية، مِمَّا زاد مِن ثقل ومسؤوليَّات المركز الإسلامي والثقافي في بروكسل.

 

وفي عام 1978م افتتح الملك خالد - رحِمه الله - المركز الإسلامي الجديد، الَّذي بدأتْ رابطة العالم الإسلامي بالإشراف عليه اعتبارًا مِن عام 1982م.

 

وشهدتْ بروكسل - في نطاق تطوير نشاطات المرْكز - افتتاحَ أوَّل معهدٍ إسلامي أوربي عام 1983م.

 

وفي عام 1986م تمَّ افتتاح أوَّل مسجد في مطار العاصمة البلجيكيَّة تحتَ إشراف المركز الإسلامي، وشهد الدِّين الإسلامي إقبالاً واسعًا، ونَعِم المسلمون بالتَّعايُش السِّلْمي وإقامة شعائر الدِّين، إلى أن حدثَ ما حدَثَ من تفجيرات 11 سبتمبر، فتسبَّبتْ في ردود فعلٍ سلبيَّة على الجاليات الإسلاميَّة، مدفوعة بالدِّعاية الأمريكيَّة الصِّهْيَونيَّة بأنَّ المسلمين وراءَ كلِّ الأحداث الإرهابيَّة، وهذا الجانب جعل الدولَ الأوربيَّة تتشدَّدُ في التعامل مع المسلمين، وتضع أنشطةَ الجاليات تحت الرِّقابة، فتحْظر ما تحظر منها، وتحجر على أموالها وتُصادرها أو تجمدها، وفي هذا خسارةٌ كبيرة للمسلمين في أوربَّا، خاصَّةً المنظماتِ التي لها تَوجُّهات خيريَّة في مساعدة وإنقاذ فُقراءِ المسلمين في العالَم، والمنكوبين منهم.

 

وقد ساعدتِ الأحداث على محاصرةِ المسلمين في أرْزاقهم ببلجيكا وغيرها، فأصبح كثيرٌ من أصحاب العمل يَرفضون تشغيلَ المسلمين، أو حتَّى تشغيل كلِّ مَن يحمل اسمًا مسلمًا أو عربيًّا، الأمر الذي يمكن أن يؤدِّيَ إلى تراكمات سلبيَّة بمرور السنوات؛ ليحول المجتمع المسلم في بلجيكا إلى مجتمعٍ أكثرَ فقرًا، وفي هذا خطورةٌ شديدةٌ على المجتمع البلجيكي نفسه، وهذا نموذج لأحوال المسلمين في أوربَّا.

 

إفريقيا:

وأمَّا على الصَّعيد الإفريقي، فإنَّ تاريخ الإسلام في إفريقيا سلسلةٌ مستمرَّةٌ من التضحيات، قام بها رجالٌ آمنوا بربِّهم، وتمكَّنوا من زرع بذور هذا الدِّين في أوساطٍ كانت تبدو غيرَ مستعدَّة لتقبُّلِها، ثم أصبحتْ بفضل الله، ثم بفضل جِهاد أولئك المخلصين، على الصَّعيدين العِلمي والمادي - جزءًا مهمًّا من دار الإسلام، وقد يكون في إفريقيا بُشرياتُ خيرٍ أكثر مِن التي في أوربَّا، بالرَّغم مِن أنَّ أمر المسلمين كثيرًا ما يكون غرضًا للمحتلِّين - المستعمرين - وكذلك هدفًا لحملات التَّنصير الوحشية، القائمة على كلِّ الوسائل المباحة والمُحرَّمة للدَّعوة للفكر الصَّليبي، ومحاربة التوحيد وأهلِه.

 

فمثلاً في كينيا، يُشكِّل المسلمون فيها حوالي 35% من جملة السُّكَّان؛ أي: ما يَزيد على 8 ملايين مسلم، وعندما استقرَّ الاستِعمار البريطاني بكينيا، أَخذَ في مُهادنة المسلمين، فاستعان بهم في إدارة أُمور البلاد، فعيَّن منهم حكَّامَ الأقاليم والوُلاة، وكذلك القُضاة، وجُباة الضَّرائب، وكان لهذا أثرُه السيِّئ في نفوس القبائل الوثنيَّة، ممَّا جعلهم يربطون بين الاستعمار والموظَّفين الجُدد، كما حَدَث ردُّ فعلٍ آخر بسبب المنصِّرين الذين ثاروا على تواجُد المسلمين في الحُكم، وعَقدوا مؤتمرًا كَنَسيًّا في سنة 1318 هـ - 1900 م للحدِّ مِن نُفوذ المسلمين في الحُكم.

 

ووَضعتِ السلطاتُ الاستعماريَّة المسلمين أمامَ موقف اقتصاديٍّ سيِّئ، وذلك بمصادرة معظم الأراضي وجَعْلِها ممتلكاتٍ للدَّولة، كما حدَّت السلطات من النشاط التِّجاري للمسلمين، فتأثَّرت أحوالُهم الاقتصاديَّة.

 

ومنحت البعثات التَّنصيريَّة فرصَ الحَركةِ والانتشار، وأُسْنِد لها الإشرافُ على التعليم، فشيدت المدارس، والكنائس، والمستشفيات، والحدائق؛ لجَذْبِ المواطنين إلى المسيحيَّة، وطوَّرت التعليم المهني والتعليم العام، ورصدتْ مبالغ طائلة للتَّنصير في إفريقيا، وفي هذا الوسط يَعملُ المسلمون بإمكانيَّاتٍ ذاتيَّة محدودة، تعتمد على تَبرُّعات الفقراء المعْدَمين.

 

بينما نجد أنَّ أمرَ الإسلام في السِّنغال مختلفٌ نوعًا ما؛ فلقدِ اعتنقَ السِّنغاليون الإسلامَ على أيدي رجالِ الطُّرق الصوفيَّة، وانتشر تعليم القرآن والسُّنة كانتشار الطُّرق الصوفيَّة جنبًا لجنب، واستطاع السنغاليون المحافظةَ على الهُوِيَّة في مواجهة المستعمر الفَرنسي، حتَّى وصل الأمر الآن إلى وجود صحوةٍ سُنِّيَّةٍ سَلفيَّة تُقدِّم الدِّين بوجهِه الحقيقي، في ظلِّ تواجد الدَّعوة الصوفيَّة وأصحاب جماعة الدَّعوة والتبليغ.

 

ولا تَزال الدَّولة الإرهابيَّة الصَّليبيَّة الصِّهْيونيَّة الأمريكيَّة تصنع المكايدَ، وتسعى سعْيَ الحيَّة السامَّة لمحاربة الإسلام في كلِّ مكانٍ، لا سيما إفريقيا؛ فالولايات المتَّحدة تقوم في الوقت الرَّاهن بتوْسيع تواجُدِها العسكريِّ في القرن الإفريقي، في محاولة للتَّصدّي لِمَا تصفه بـ "الجماعات الإرهابيَّة" في المنطقة.

 

وقد أنشأتِ القوَّاتُ الأمريكيَّة شبكةً من النِّقاط العسكريَّة في كلٍّ من إثيوبيا وكينيا؛ معتمدةً على قاعدتها العسكريَّة في جيبوتي، كما أقامتِ الولايات المتَّحدة كذلك قيادةً أمريكيَّة في إفريقيا؛ لتنسيقِ الأنشطة العسكريَّة، وقد شنَّت مروحيَّاتٌ أمريكيَّة مُسلَّحة في يناير الماضي غاراتٍ، استهدفتْ عناصرَ إسلاميَّة مشتبهًا بها جنوبي الصُّومال، كما تواصلتْ تلك الغارات في الوقْت الذي كانت القوَّات الإثيوبيَّة تَجْتاح فيه العاصمةَ الصُّوماليَّة مقديشو؛ لدعمِ ما يُسمَّى بالحكومة المؤقَّتة هناك حينئذٍ، إلى أنْ كتبَ الله - تعالى - النَّصر للمحاكم الإسلاميَّة، وتولَّتْ حُكمَ البلاد في الوقت الحالي.

 

وعلى طَرَفٍ آخرَ نجد أنَّ مسلمي غانا يُعانون من مظاهرِ تمييزٍ وتهميشٍ شديدة، خصوصًا في الالْتحاق بالمدارس والجامعات، فضلاً عن أنَّ الدستور العلمانيَّ للدَّولة لا يجعلها تُقدِّم دعمًا ماليًّا للمدارس ذات الهُوِيَّة الإسلاميَّة، وهو ما يصعِّد من أزمة الأُميَّة في أوساط المسلمين، ويجعل ثقلهم في المجتمع يتراجع مع المعاناة مِن آثار الإرْث الاستعماريِّ، فالمسلمون لا يَلعبون الدَّور السياسيَّ في البلاد الذي يتناسب وأعدادَهم، وأعتقد أنَّ هذا الأمر يعود إلى الإرث الاستعماري؛ إذْ نجح الاستعمار الإنجليزيُّ في تدشين خريطة سياسيَّة في البلاد أوْسدتِ الأمرَ إلى النَّصارى والوثنيِّين، وهو الأمر الَّذي ما زال مستمرًّا حتَّى الآن، على الرَّغم من أنَّ المسلمين قد نجحوا في الوصول إلى مناصبَ سياسيَّةٍ رفيعةٍ في السَّنوات الأخيرة.

 

وليس ذلك فحسبُ، بل وصل الأمرُ المتدهور لحال المسلمين إلى نَقْصِ الإمكانيات الماديَّة، ونُدرةِ وجود العلماء والدُّعاة القادرين على تنمية الوعْي الدِّيني لَدَى المسلمين في غانا، والنَّقصِ الحادِّ في أعداد المصاحف والمراجع التي تتحدَّث عن مبادئ الإسلام وعباداتِه.

 

وبنظرةٍ سريعة إلى أوغندا، نجد أنَّه لم يشهدِ المسلمون صعودًا سياسيًّا إلاَّ في عهد الرئيس الأوغندي الرَّاحل الجنرال عيدي أمين، الذي وصل إلى الحُكم بانقلاب عسكريٍّ، على الرئيس الأوغندي حينذاك ميليون أبوتي، وعمل خلالَها على إعلاءِ شأن الإسلام في بلادِه، فقام بالحدِّ من الحُرِّيَّات التي كانت تتمتَّع بها الإرسالياتُ التَّنصيريَّة، فطرد البَعثة الدبلوماسيَّة الإسرائيليَّة من كمبالا، وألْقَى القبض على أفرادِها، وقرَّر انضمامَ أوغندا إلى منظَّمة المؤتمر الإسلامي، وشَنَّ حربًا على الجماعات المرتدة؛ مثل البهائيَّة القاديانيَّة، الَّتي عملت على إشعال الحرب بين أوغندا وتنزانيا، وانتهت باندحار قوَّات عيدي، وطرْده من السلطة، وعودة أبوتي إلى الحُكم، ومُنذُ ذلك التاريخ - أي: في نهاية حِقْبة السبعينيَّات من القرن الماضي - والمسلمون يُعانون من تهميش سياسيٍّ رهيب، فرغم أنَّهم يُشكِّلون 20 % من سكَّان البلاد إلاَّ أنَّهم محرومون مِن الوصول إلى مناصبَ قياديَّةٍ في السلطة أو في الجيش، ويعاني مسلمو أوغندا حزمة من المشكلات، يأتي في مقدِّمتها الفقرُ والمرضُ والجهل والتَّخلُّف؛ وذلك بسبب الأُميَّة التي تتَفشَّى فيهم، فالتَّعليم في أوغندا قد بدأ على يَدِ الإرساليَّاتِ التنصيريَّة، ممَّا أدَّى إلى ابتعاد الأغلبيَّة العُظمى مِن المسلمين عنها؛ خوفًا على عقيدة أطفالهم الدِّينيَّة، خصوصًا أنَّ أوغندا قد شهدت طوالَ تاريخها موجاتٍ تنصيريَّةً شديدة، استهدفت مناطقَ المسلمين، مستغلّةً الفقرَ والحاجةَ، ومدَّتْ يدها إلى أهالي هذه المناطق عبرَ إنشاءِ المستشفيات والمدارس، ورِعايةِ الأيتام والجَوْعى، بالتزامنِ مع وجودٍ يهوديٍّ مكثَّف، خصوصًا أنَّ الصِّهْيونيَّة العالميَّة لم تنسَ أنَّ أوغندا كانتْ إحدى ثلاثة بُلدانٍ، اختارها وزيرُ المستعمرات البريطاني تشمبرلين وطنًا قوميًّا لليهود، ومع ذلك فالمسلمون في أوغندا قد تَحدَّوْا كلَّ الظروف، وما زالوا متمسكين بدِينهم؛ بل إنَّ أوغندا تُعدُّ من أكثر الدُّول التي يُقبِل فيها الوثنيون على اعتناق الإسلام يوميًّا.

 

ولعلِّي أختتم مقالتي ببشارةٍ وأملٍ؛ فإنَّه لا ييئس من رَوْح الله - تعالى - إلاَّ القوم الضالُّون، فإذا انتقلنا إلى قلب الدَّولة الإرهابيَّة الصَّليبيَّة الصِّهْيونيَّة الأمريكيَّة، نجد أنَّ الإحصائيَّات تُشير إلى أنَّ عدد المسلمين في أمريكا يصِل إلى 8 ملايين في هذا البلد، البالغِ عددُ سكَّانه نحو 300 مليون نسمة، ونجد أنَّ الدَّعوة الإسلاميَّة في أمريكا منذُ عشرات السِّنين تعمل بشكلٍ قويٍّ جدًّا، وبشكلٍ يدْعو إلى المفاخرة حقيقة، سواء مِن قِبَلِ المسلمين الجُدُد من الأمريكان، والذين اعتنقوا الإسلامَ عن قَناعةٍ وعزم، أم من المسلمين الأصليّين، والذين تَبنَّوا هُمُ الدَّعوة إلى الإسلام وحملوه للمجتمع الأمريكي، والَّذين وجدوا الأمريكيتَينِ مكانًا خصبًا للدَّعوة؛ لما تميَّزت به مِن تميُّزٍ لم تتميَّز به كثيرٌ من دُول العالَم، فالشَّعب الأمريكي شعبٌ خام تجاهَ الدّين الإسلامي، قابل للحديث معه عن الدِّين لا يَحمل معه ما يحمله الأوربيُّون من ذكريات قديمة تجاهَ الدِّين، فالأوربيُّون شعوبٌ لا تَجهل الإسلامَ كثيرًا مثل الأمريكان، فقُربهم من الشَّرق الإسلاميِّ، والَّذي لا يفصل عنه إلاَّ البحر الأبيض المتوسّط، وبقايا ذكريات الحروب الصَّليبيَّة، والاستعمار، وكتابات المستشْرقين، وصِراع الحضارات بينَ الإسلام والغرْب، والهجرة الكبيرة من أبناء المشرق الإسلاميِّ نحوَ الغرْب - جعلَ الغربَ لديه معرفة بالإسلام أكثر من غيره، وإن كانت لَدَى البعض مُشَوَّهة، فحال الشُّعوب الأوربيَّة أنَّها تتفهَّم الإسلامَ أكثرَ من الأمريكان، ولكن الأمريكان أكثرُ قبولاً له.

 

وللأسف بعدَ انفجارات نيويورك تعرَّضتِ الدعوة الإسلاميَّة لعداءٍ شديدٍ مع تحجيم أنشطة الدُّعاة، وكذلك إيقاف الصَّلوات في بعض المساجد، واتِّهام المسلمين بما ليس فيهم، ولا في دِينهم، واضطِهادهم.

 

ولكن على الرَّغمِ مِن كلِّ هذه الأحداث، فقد صرَّح بعضُ الدُّعاة العاملين في حقْل الدَّعوة هناك بأنَّه: "قد صاحب هذا كلَّه اهتمامٌ بالإسلام لم تشهدْ له أمريكا مثيلاً في تاريخها، وعلى رغمِ كلِّ تلك المنغّصات والابتلاءات المُبكيَة التي يمرُّ بها إخوانُنا هناك، فلديَّ قناعةٌ بأنَّ الإسلام والدَّعوة إلى الله في أمريكا ستبقى هي الأفضلَ والأقوى، على رَغمِ كلِّ هذه الأحداث، فسبحان مَن له الحكمةُ البالغة! وهو غالب على أمره، ولكنَّ أكثرَ النَّاس لا يعلمون".

 

فأقول - إجمالاً - بناءً على هذه الإشارات: إنَّ مواقف الدُّول غير الإسلامية تجاهَ المسلمين تتمثَّل بوضوح في:

1- محاربة العقيدة، والعمل على تشويهها وتحريفها عندَ الفشل في مَحْوها.

 

2- تحجيم إقامة الشعائر الدِّينيَّة بينَ النَّاس، واضطهاد المسلمين في ميادين العمل والتَّعليم، والميدان الاجتماعيِّ عمومًا.

 

3- عدم السَّماح بالظهور بِخصائص الإسلام كالحِجاب - مثلاً - مع العمل على تشْويه صورة المسلمين بالكذب والبُهتان.

 

4- العمل على جَعْل المسلمين في المراتب الدُّنيا مِنَ الناحية الاقتصاديَّة والشؤون السياسيَّة.

 

5- تقليص دَور المرافق العامَّة الصِّحيَّة والتعليميَّة في أماكن تواجُد المسلمين.

 

6- تقديم العقائد الكُفريَّة، والنِّحَلِ الشِّركيَّة - كالنصرانيَّة - كبديلٍ للمسلمين؛ ليستطيعوا تحصيلَ مقومات الحياة.

 

وإذا كان هذا عرْضًا مجملاً للنِّقاط الرئيسة في هذه الأزمة تُعيننا على وضْع اليد على مكان الدَّاء، فبإجمالٍ يمكن القول بأنَّ وسائل نصرة إخواننا المسلمين قد تتمثَّل في:

1- تقديمِ الدَّعم المعنوي الرُّوحي، وإعلامهم أنَّ إخوانَهم مهتمُّون بهم، مشاركون لهم في قضيَّتهم، يعملون على نُصرتِهم وَرَدِّ العُدوان، ورَفْع الظلم عنهم، في حلْقة من الاتِّصال، وإنْ فرَّقت بيننا الحدود الجغرافيَّة المصْطنعة.

 

2- قيامِ العُلماء والدُّعاة بدَورِهم في قيادة الأمَّة داخليًّا وخارجيًّا، والعمل على حَشْد الطَّاقات الماديَّة والفِكريَّة لخدمة القضيَّة الدِّينيَّة، وتبْصير النَّاس بواقع الأمَّة وما يُطْلَب منها على المستوى الإسلاميِّ الخاصِّ، والمستوى العالَمي.

 

3- اهتمامِ الدُّول الإسلاميَّة كحكومات بشأنِ إخوانهم؛ امتثالاً لأمرِ ربِّهم وشريعته، ومعاملة الدُّول التي يعيش فيها الأقليَّات المسلمة معاملةَ النِّدِّ للندِّ، لا معاملةَ التَّبيع الذَّليل.

 

فإن ضَعُفت القُوى الإسلاميَّة عن ذلك، فلا أقلَّ من جعْل المصالح الاقتصاديَّة لهذه الدُّول في مقابل مصالح المسلمين عندَهم، ولا شكَّ أنَّ هذا من أقوى الأسلحة التي يمكن التَّحكُّم فيها بما يُريده المسلمون الحقيقيُّون من الغرب والشَّرْق؛ مصداقًا لقول النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما رواه البخاريُّ من حديث أبي هريرةَ - رضي الله عنْه -: ((تَعِسَ عَبْدُ الدِّينارِ والدِّرْهمِ والقَطِيفةِ والخَميصةِ، إنْ أُعْطي رضي، وإنْ لَمْ يُعطَ لَمْ يَرْضَ))، فهؤلاء يمكنك التحكُّم فيهم، وتحصيل مصالحك المشروعة من خلال ما يُؤلِمهم، وهو الدِّينار والدِّرهم؛ أي: الاقتصاد - بلغة العصر.

 

4- الدَّعمِ الماديِّ الماليِّ؛ من زكاةٍ وصدقات، وإنشاء المؤسَّسات الخيريَّة، والعمل على إيجاد فُرصِ عمل لهم مِن خلال مشروعات إنتاجيَّة يتكسَّبون منها.

 

5- إرسالِ الدُّعاة والعلماء، والكتب الشرعيَّة، والمراجع الدعويَّة، والأشرطة الدِّينيَّة باللُّغات المختلفة وباللُّغة العربيَّة؛ لتفقيه النَّاس في دينهم.

 

6- إنشاءِ المؤسَّسات التعليميَّة العامَّة والدِّينيَّة المتخصِّصة، والمرافق الصِّحيَّة، والقيام بالرِّعاية الطِّبيَّة للفرد والأسرة.

 

7- التَّصدِّي لحملات التَّنصير والدَّعاوى العلمانيَّة والإلحاديَّة، وإعلام النَّاس بعقيدة غير المسلمين وهدفهم ومَغبَّة الرِّدة، وتثبيتهم على الإسلام، وبيان عاقبة ذلك في الدُّنيا والآخرة.

 

8- صناعة القيادات والكوادر الإسلاميَّة في كلِّ مجال من مجالات الحياة، سواء الدِّينيَّة والدُّنيويَّة، في كلِّ بلد؛ للقيام بقيادة المسلمين على المنهج الصحيح مِن كتاب الله - تعالى - وسُنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وطريق الصَّحابة - رضوان الله عليهم.

 

وهذا العرْض السَّريع ما هو إلاَّ تصويرٌ عامّ، وتقريبٌ لوضْع المسلمين في الدُّول غير الإسلاميَّة، وإشارة إلى واجبنا نحوَ إخواننا، وحقوقهم علينا.

 

ولْيَنتبهْ كلُّ مسلم إلى أنَّه مطالَبٌ بالمساهمة في نُصرة إخوانه؛ كلٌّ بحسبِ استطاعته؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].

 

فرِسالتي لكلِّ مسلم دعوةٌ للاستجابة لمتطلَّبات الصِّراع بين الحقِّ والباطل؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].

 

ولْيعلمْ كلُّ مسلم أنَّ الله - تعالى - ناصرٌ دينَه، ومُتمٌّ نورَه، بنا أو بغيرنا، فلنجبْ دعوة الله - تعالى -: ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].

 

فإنَّ المسلمين إنْ لم يقوموا بالواجب الشَّرعيِّ تجاهَ قضيتهم وقضية إخوانهم، جاء العقاب كما قال الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المسلمون على رأس ضحايا العنصرية في أوروبا
  • المسلمون في أوربا.. واقعهم ومشكلاتهم
  • المسلمون بين التحديات القائمة والتضحيات اللازمة
  • بيان: أي المسلمين خير؟
  • المسلمون بين التأثير والتأثر في المجتمع الأمريكي

مختارات من الشبكة

  • شرح حديث: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث عبدالله بن عمرو: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علاقة المسلمين وغير المسلمين في نسيج المجتمع المسلم(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • إسبانيا: المسلمون الإسبان يمثلون 40% من تعداد المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حديث: المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده...(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • إفريقيا الوسطى: تقسيم الدولة بين المسلمين والنصارى(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المسلمون مليار و600 مليون بنسبة 23% من سكان العالم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المسلمون ربع سكان العالم في السنوات العشرين القادمة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ألمانيا: المسلمون في دور المسنين الألمانية(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب