نبذة عن قرية ميغوري Migoriوالمسلمين فيها

نبذة عن قرية ميغوري Migoriوالمسلمين فيها

تقع هذه القرية في غرب كينيا بالقرب من حدود تنزانيا جنوب بحيرة فيكتوريا على بعد خمسمائة كيلومتر من العاصمة نيروبي، والمسافة من شرقها إلى غربها تقريبًا خمسة كيلو مترات يقسم منتصفها نهر ميغوري وهي قرية ذات طبيعة خضراء جميلة معتدلة الحرارة، أقرب إلى البرودة منها إلى الحرارة، غالبًا ما تكون درجة الحرارة 18 مئوية، وأمطارها شبه يومية، وخصوصًا بعد العصر في غالب الأيام، تنتشر فيها أشجار الأفوكادو كأغلب المناطق الكينية، فيها مائة وخمسون بيتًا للمسلمين، وأربعة مساجد ومصلى.

غالبية المسلمين في هذه القرية ليسوا من أهلها، بل هم منتقلون إليها بغرض التجارة، وهم من الصومال واليمن، وبعض من اعتنق الإسلام من أهل هذه القرية بعد قدوم المسلمين إليها.

أول مسجد في هذه القرية اسمه مسجد الجامع يقع عند مدخل القرية على يمين الداخل للقرية من الشرق، وعمره تقريبًا خمسون عامًا، بناه رجل من أهل اليمن اسمه خميس، وقد زرناه وعمره الآن تجاوز التسعين وهو أحد المعمرين في هذه القرية.

التقينا في هذا المسجد برجل حديث الإسلام، له في الإسلام ستة أشهر فقط، وهو كيني الأصل وعمره قرابة السبعين عامًا اسمه بعد إسلامه )إبراهيم مايا(، كان قبل إسلامه من كبار القساوسة المنصِّرين في المنطقة، يقع تحت إدارته المباشرة أكثر من عشرين كنيسة، وهو يعيش في المسجد منذ إسلامه.

وعلى بعد أقل من نصف كيلو متر يقع مسجد التقوى داخل السوق على يسار الداخل للقرية من الشرق، وهو المسجد الجامع حاليًّا، وإمامه رجل صالح وطالب علم اسمه عبدالرحمن، قدم إلى هذه القرية قبل اثني عشر عامًا قادمًا من جاريسا على حدود الصومال، واجتهد في تعليم القرآن الكريم لأبناء المسلمين في هذه القرية، وأنشأ لأجل هذا المقصد مدرسة في المسجد، كما قام بإنشاء مركز لتعليم القرآن بالقرب من مسجد التقوى يضم ثلاثة وعشرين طالبًا تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة والخامسة عشرة، وهم يقيمون إقامة داخلية في المركز، فلا يخرجون إلا في شهر رمضان وعيد الأضحى، ولديهم يوم الجمعة إجازة يخرجون فيه للجامع، فيقومون بتنظيفه وتطييبه، ثم يصلون الجمعة ويعودون لمقر دراستهم.

والمركز مكون من إدارة ومصلى، وغُرف لتدريس بعض العلوم الشرعية في الفترة المسائية؛ حيث يدرسون في هذه الفترة فقهًا وتوحيدًا، وتجويدًا وحديثًا، ولغةً عربيةً وسيرةً، كل يوم مادة واحدة فقط، وفي الصباح يدرسون في المصلى القرآن إلى الظهر، كما يحوي المركز ثلاث غرف نوم ومطبخ، وبعض الملاحق الضرورية للمركز.

تكلفة الدراسة شهريًّا للطالب الواحد تعادل مائة وخمسين ريالًا، وإيجار المدرسة شهريًّا يعادل ألف وخمسمائة ريال، يتكفل بها شابان لديهما تجارة بسيطة، نسأل الله أن يبارك لهما.

تحت تلك الشجرة يقع أحد فصول مدرسة القرآن الكريم، ثم انتقلنا بعد هذا المسجد إلى الجهة الغربية من القرية في منطقة غنية أهلها هم أثرياء ميغوري، وفيها مسجد صغير مبني من الشينكو، وفي نفس أرضه تقع مدرسة لتحفيظ القرآن، وفي هذه المدرسة يدرسون القرآن بالطريقة القديمة؛ حيث يقومون بكتابة الآيات المطلوبة للحفظ على ألواح خشبية، ثم يغسلون هذه الألواح من أجل الكتابة فيها مرة أخرى.

في ميغوري:

• أسلم في أثناء وجودنا في ميغوري شاب كيني تسمى بعد إسلامه بـ(حسن).

• أغلب أوقاتنا كنا في ضيافة رجل كريم من أثرياء ميغوري اسمه (عمر زمزم).