مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

افتتح مسلمو مدينة "موستار" في البوسنة والهرسك أمس السبت عقب أداء صلاة الظهر - "مسجد الحاج بالي" بعد إتمام عملية ترميم وتجديد شاملة، وذلك في منطقة "برانكوفاتش" القديمة بمدينة "موستار"، بحضور حشدٍ كبير من أبناء المدينة، وممثلي الجالية الإسلامية، وعددٍ من المسؤولين المحليين.

شهِد المسجد الذي يُعد أحد أقدم المعالم الإسلامية في المنطقة - مراسمَ افتتاح احتفالية أكَّدت رمزية المسجد في الهوية الإسلامية والثقافية لمدينة "موستار"، في ظل مساعي الجالية الإسلامية للحفاظ على الإرث الديني في البوسنة والهرسك.

وأشاد الدكتور "سينيد زاجيموفيتش" مدير مديرية الأوقاف للجالية الإسلامية في البوسنة والهرسك، خلال كلمته في الافتتاح - بأهمية هذه الخطوة، مؤكدًا أن ترميم "مسجد الحاج بالي" وإعادة فتحه أمام المسلمين، يحمل أبعادًا دينية وثقافية كبيرة لسكان منطقة "برانكوفاتش".

وثَّقت الحفريات الأثرية في عام 2010 أساسات مسجد الحاج بالي، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1612؛ حيث أُنشئ المسجد مصحوبًا بمدرسة ومكتب يحملان نفس الاسم؛ مما جعله مركزًا إسلاميًّا وتعليميًّا مهمًّا في تلك الحقبة، وشهِد المسجد خلال تاريخه عدة مراحل تطوير؛ إذ أُضيفت إليه المئذنة في عام 1762 بعد نصف قرن ونصف من إنشائه، ما عزَّز من مكانته بوصفه مَعْلَمًا إسلاميًّا بارزًا، وجعله رمزًا معماريًّا مميزًا في قلب منطقة "برانكوفاتش".

وعلى مرِّ أعوام رسَّخت أجيال متعاقبة من عائلة علماء "كارابيج" حضورَها التاريخي في هذا المسجد؛ مما جعل سكان مدينة "موستار" يطلقون عليه أيضًا اسم "مسجد كارابيج"، نسبةً إلى مساهمات العائلة العلمية والدينية في خدمة المسجد والمجتمع المحلي.

وخلال الاحتفال أعرَب الدكتور "أنس ليفاكوفيتش" نائب رئيس العلماء في البوسنة والهرسك - عن سعادته الغامرة بمشاهدة المسجد يعود إلى الحياة بعد ترميمه، معتبرًا هذه اللحظة إنجازًا عظيمًا للمسلمين في مدينة "موستار".

ونوَّه الدكتور "أنس ليفاكوفيتش" بالأهمية التاريخية والدينية لمسجد الحاج بالي، موضحًا أن ترميمه يعيد إحياء جزءٍ مهم من الهوية الإسلامية للمنطقة، ويدعم استمرارية الحضور الإسلامي في المدينة العريقة.

وجَّه الدكتور "أنس ليفاكوفيتش" شكرَه الخالص لمديرية الأوقاف ومفتي موستار، ومجلس الجماعة الإسلامية في المدينة وجميع المسهمين، تقديرًا لجهودهم الكبيرة في تنفيذ مشروع الترميم، وإعادة المسجد ليكون بيتًا لله مفتوحًا أمام المصلين والزوَّار من جديد.

وعبَّر الحاضرون عن فرحتهم الغامرة بهذه الخُطوة، معتبرين أن إعادة افتتاح مسجد الحاج بالي ليس مجرد حدث معماري أو تراثي، بل هو انتصار للهوية والثقافة الإسلامية في موستار، ودليل حي على صمود المجتمع الإسلامي، وإصراره على الحفاظ على تُراثه رغم التحديات؛ المصدر: شبكة الألوكة.

يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.