• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    اختتام ندوة حول العلم والدين والأخلاق والذكاء ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    لقاءات دورية لحماية الشباب من المخاطر وتكريم حفظة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تزايد الإقبال السنوي على مسابقة القرآن الكريم في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مناقشة القيم الإيمانية والتربوية في ندوة جماهيرية ...
    خاص شبكة الألوكة
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب
علامة باركود

الصيام ودورة المراقبة

الصيام ودورة المراقبة
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/6/2017 ميلادي - 10/9/1438 هجري

الزيارات: 30549

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصيام ودورة المراقبة

 

أولًا: تعريف المراقبة:

إخوة الإسلام، المراقبة معناها: دوامُ علمِك بأن الله لا يَخفى عليه شيءٌ من أمرك؛ قال ابن المبارك لرجل: راقِب الله تعالى، فسأله عن تفسيرها، فقال: كن أبدًا كأنك ترى الله عز وجل[1].

 

يصوِّر الله تعالى لنا المراقبة الكاشفة لجميع الأحوال والأعمال في آية من كتابه العزيز، فيقول جل شأنه: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61].

وسُئِل الحارث المحاسبي عن المراقبة، فقال: عِلم القلب بقُرب الله تعالى[2].

 

ثانيًا: الصيام دورة للمراقبة:

الصيام هو دورة مكثَّفة لتحقيق منزلة المراقبة، فالصوم يُعلِّم الصائم كيف يكون مراقبًا لله تعالى في جميع أحواله وأفعاله، فهو يَغرِس المراقبة ويُنميها في نفس الصائم، وإذا أردنا أن نَنظُرَ إلى ذلك عن كَثَبٍ، فتأمَّلوا عباد الله:

الامتناع عن الطعام والشراب الذي به قِوام البدن: كيف جعل الصومُ الصائمَ يَمتنع عنه وهو يستطيع أن يتناوله، فلو دخل الصائم حجرته وأغلَق عليه بابه، ثم أكل وشرِب، ثم خرج للناس يَتزيَّا بزي الصُّوَّام، ما كذَّبه أحد، ولا شكَّ في صيامه أحد، بل إنه ربما يكون وحْده، فينسى فيشرب أو يأكل، فتجده يتألَّم من ذلك، ويأتي المشايخ والعلماءَ؛ ليسألهم عن صحة صيامه، وهل عليه قضاء ذلك اليوم أم لا؟! ما الذي جعله يتألَّم ويتحرَّج من ذلك؟ إنها مراقبة الله تعالى في السرِّ والعلانية.

 

الامتناع عن الشهوة: ربما يكون الصائم في فراشه بجوار زوجِه الحسناء في أبهى صور الجمال، وعلى الرغم مِن تزيين الأمر له، وإثارة شهوته، فإنه يَعتصم بالله ويَضبط شهوته! ما الذي جعله يَمتنع عن شهوته؟ إنها المراقبة!

 

حفظ اللسان وسائر الأعضاء عن الذنوب والمعاصي؛ أي: صيام الجوارح:

من كان يقع في الغيبة أمسَك لسانه، ومن كان يشاهد المحرَّمات غضَّ طَرْفَه، ومن كان يستمع إلى الغناء والمُكاء، صان سمعَه.

ما الذي جعل منه إنسانًا تقيًّا؟ إنها المراقبة!


انظر إلى الفتيات وإلى النساء عامة، من كانت متبرجة غطَّت مفاتنها وكفَّت نفسها، ولم تخرج إلا وهي على قدم الحياء، ما الذي جعلها تتحوَّل إلى ذلك؟ إنها المراقبة!

حقًّا إن رمضان دورة مكثفة لتحقيق المراقبة لله تعالى، حتى أصبح الصائم يعبد الله تعالى كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن الله يراه، وتلك قمة الإحسان التي خبَّر بها النبيُّ العدنان صلى الله عليه وسلم.

 

الموظف والعامل الذي كان يتعامل بالرِّشوة والمحسوبية، تراه في نهار رمضان قد خاف ربَّه ونزَّه يديه عن تلك المحرَّمات.

ما الذي جعله يكفُّ عن عادته؟ إنها المراقبة!

فالصوم هو دورة مكثفة؛ ليتخرج المسلم والمسلمة بعدها وقد حقَّق الإسلامَ والإيمان والإحسان.

فكم من تائبٍ قد كان ميلاده في رمضان! وكم من عاصٍ كانت بداية طاعته في رمضان!

وكم مِن مُفرِّط في الفرائض كانت بداية مواظبته عليها في رمضان!

 

ثالثًا: فضائل المراقبة:

واعلموا - عباد الله - أن للمراقبة ثمراتٍ وخيرات؛ فهي رافعة للدرجات، ماحية للسيئات، مُقرِّبة من ربِّ الأرض والسماوات، عاصمة من لُجَّة المعاصي والشهوات، وإليكم بيان ذلك:

1 - تُبعد العبد عن المعاصي، وتُقرِّبه من ظل عرش الله تعالى:

وهذه من أعظم الفضائل والثمرات؛ حيث إن المرقبة ما هي إلا جُنَّة تَحمي صاحبها من الوقوع في معصية الله، وهي حِصن يَلوذ به المسلم من عدوِّه، فتكون النتيجةُ العصمةَ الربانيَّة والمظلة الرحمانية؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((سبعة يُظلهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبُه معلَّق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمَعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجل دعتْه امرأة ذات منصبٍ وجمال، فقال: إني أخاف الله))[3].

 

فالباعث لهؤلاء السبعة هو الخوف والخشية من الله تعالى.

قال حميدٌ الطويل لسليمان بن علي: عِظني، فقال: لئن كنت إذا عصيتَ خاليًا، ظننتَ أنَّه يراك، لقد اجترأتَ على أمر عظيمٍ، ولئن كنتَ تظنُّ أنه لا يراك، فلقد كفَرتَ[4].

 

وقال ابن القيم رحمه الله: "وأرباب الطريق مُجمِعون على أن مراقبة الله تعالى في الخواطر، سببٌ لحفظها في حركات الظواهر، فمن راقَب الله في سرِّه، حَفِظه الله في حركاته في سرِّه وعلانيته"[5].

وقيل لبعضهم: متى يَهُشُّ الراعي غنمَه بعصاه عن مَراتع الهَلَكة؟ فقال: إذا علِم أنَّ عليه رقيبًا[6].

وإذا خلوتَ بريبةٍ في ظلمةٍ
والنفسُ داعيةٌ إلى الطُّغيانِ
فاسْتَحْيِ مِن نظرِ الإلهِ وقلْ لها:
إن الذي خلَق الظلامَ يَراني

 

وقال آخر:

إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تَقُلْ
خلوتُ ولكن قلْ عليَّ رقيبُ
ولا تَحسبنَّ الله يَغفُل ساعةً
ولا أنَّ ما تُخفيه عنه يَغيبُ
ألم ترَ أنَّ اليوم أسرعُ ذاهبٍ
وأنَّ غدًا للناظرين قريبُ

 

إن شابًّا وقع أسيرًا لشهوته، رأى فتاة فراوَدها عن نفسها، وقال لها: لا يرانا أحد؛ ومَن يرانا في ظلام كهذا غيرُ الكواكب؟! فقالت: وأين مُكوكِبُها؟ فقام وترَكها.

قال رجل للجنيد: بِمَ أستعين على غضِّ البصر؟ فقال: بعِلمك أن نظر الناظر إليك أسبقُ من نظرك إلى المنظور إليه[7].

وقال رجل لوُهَيب بن الوَرْد رحمه الله: عِظني! قال: اتَّقِ أن يكون الله أهونَ الناظرين إليك[8].

 

أتى رجل إبراهيمَ بن أدهم رضي الله عنه، فقال: يا أبا إسحاق، إني مُسرف على نفسي، فاعرِض عليَّ ما يكون لها زاجرًا ومُستنقذًا، فقال إبراهيم: إن قبِلت خمس خِصالٍ، وقدَرْتَ عليها، لم تَضرَّك المعصية، قال: هاتِ يا أبا إسحاق، قال: أما الأولى: فإذا أردت أن تعصيَ الله تعالى فلا تأكل من رزقة! قال: فمِن أين آكل وكلُّ ما في الأرض رزقه؟ قال: يا هذا، أَفَيَحْسُنُ بك أن تأكُلَ رِزقه وتَعصيه؟! قال: لا، هاتِ الثانية، قال: وإذا أردتَ أن تَعصيه فلا تسكن شيئًا من بلاده! قال: هذه أعظم! فأين أسكن؟! قال: يا هذا، أَفَيَحْسُنُ بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتَعصيه؟! قال: لا، هاتِ الثالثة، قال: وإذا أردت أن تَعصيه وأنت تأكل رزقه وتسكن بلاده، فانظر موضعًا لا يراك فيه، فاعْصِه فيه! قال: يا إبراهيم، ما هذا وهو يَطَّلِع على ما في السرائر؟! قال: يا هذا، أَفَيَحْسُنُ بك أن تأكُلَ رزقه وتسكن بلاده وتَعصيه، وهو يراك ويعلم ما تُجاهر به وما تَكتمه؟! قال: لا، هاتِ الرابعة، قال: فإذا جاءك مَلكُ الموت ليَقبِض رُوحَك، فقل له: أخِّرني حتى أتوب توبة نصوحًا، وأعمَل لله صالحًا، قال: لا يَقبل مني! قال: يا هذا، فأنت إذا لم تَقدِر أن تَدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير، فكيف ترجو وجه الخلاص؟! قال: هاتِ الخامسة، قال: إذا جاءك الزَّبانِيَة يوم القيامة ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم! قال: إنهم لا يدعونني ولا يَقبلون مني، قال: فكيف ترجو النجاةَ إذًا؟! قال: يا إبراهيم، حَسْبي، حَسْبي، أنا أستغفر الله وأتوب إليه!

 

عن الأصمعي قال: كنت أطوف بالبيت، فرأيتُ أعرابيًّا يطوف، فذكر قصة أعرابية، قال: قلت: فبينك وبين مَن تهوى شيء؟ قال: لا، إلا ليلة فإني رُمْتُ منها شيئًا، فقالت: أما تَستحيي؟!

قلت: وممن أستحيي فلا يَرانا إلا الكواكب؟!

قالت: فأين مُكوكبُها؟![9].

 

2- تحسين العبادة وأداؤها على أكمل وجه:

ومن فضائل المراقبة تحسين الطاعة لله تعالى؛ لعِلم العبد بعِظَم الربِّ، وأن العظيم سبحانه جميل لا يَقبل إلا الجمال، ومن العمل إلا ما له وَصْفُ الكمال والجمال، وهذا ما نراه في مدرسة رمضان، فقد زيَّنوا الصيام بحفظ الجوارح، وزينوا الصيام بقراءة القرآن؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن تَعبُد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))؛ متفق عليه[10].

 

فالمرتبة الأولى عبادة شوق وطلب، فإن تعذَّر عبدتَ عبادة خوف وهربٍ، فالحديث صريح في أن مراقبة الله تدعو إلى تحسين العبادة؛ قال ابن منظور رحمه الله: "مَن راقَب الله أحسَن عمله"[11].

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يُحب إذا عمِل أحدكم عملًا أن يُتقنه))[12].

 

عن معاذ رضي الله عنه قال: يا رسول الله، أَوصني، قال: ((اعْبُد الله كأنَّك تراه، واعدُد نفسَك في الموتى، وإن شئتَ أنبأتُك بما هو أملكُ بكَ من هذا كلِّه))، قال: ما هو يا رسول الله؟ قال: ((هذا))، وأشار بيده إلى لسانه؛ رواه ابن أبي الدنيا.

 

3 - سبيل إلى جنة عالية:

من أعظم ثمرات المراقبة الجنة وما فيها من نعيم مقيم، فالله تعالى وصف لنا سكناها، فقال جل جلاله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الملك: 12].

وقال الله تعالى في وصف حال أهل الجنة: ﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ [الطور: 25 - 28].

وأعدَّ لهم جنتينِ، فقال سبحانه: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 46، 47].

 

4 - إجابة الدعاء:

لأننا بحاجة إلى الله، وليس منا أحد يستغني عن الله لحظةً واحدة، فحاجتنا إلى الله دائمةٌ، ومِن ثَمَّ فنحن نحتاج إلى إجابة الدعاء، وقضاء الحاجة، ونحتاج إلى المدد من الله، وإجابة الدعوات لا تكون إلا لمن راقَب ربه مراقبةً صادقةً، ولا أدل على إجابة الدعاء من قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت أول المطر إلى الغار، دخلوا الغار وانحدَرت صخرة بأمر الله، فسدَّت عليهم الغار، فأصبحوا داخل صخرة مُصلتة، توسلوا إلى الله بمراقبتهم له.

 

• الأول: راقَب الله في والديه، فانفرج ثُلُثها.

• الثاني: راقَب الله في عِرض بنت عمِّه، فانفرَج ثُلُثها الثاني.

• الثالث: راقب الله في الأمانة فحفِظها ونمَّاها، فانفرج ثُلُثها الثالث.

ففرَّج الله عنهم كربهم بمراقبتهم له، راقبوه حال الرخاء، فأجاب دعاءَهم حال الشدة.

 

رابعًا: عقوبات من لم يراقب رب الأرض والسماوات:

1 - الجُرأة وعدم المراقبة صفة من صفات المنافقين:

قال تعالى: ﴿ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 107، 108].

 

والمعنى: "يَستترون من الناس خوفًا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة، ولا يستترون من الله تعالى ولا يَستحيون منه، وهو عزَّ شأنه معهم بعِلمه، مُطلع عليهم حين يُدبِّرون ليلًا ما لا يَرضى من القول، وكان الله تعالى محيطًا بجميع أقوالهم وأفعالهم، لا يَخفى عليه منها شيء"[13].

 

2 - الإفلاس يوم القيامة:

عن ثَوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لأعلمنَّ أقوامًا من أمتي يأتُون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تِهامة بيضًا، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورًا))، قال ثوبان: يا رسول الله، صِفهم لنا، جَلِّهم لنا أنْ لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: ((أمَا إنهم إخوانكم، ومن جِلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خَلَوْا بمحارم الله انتهكوها))[14].

 

3 - الانتكاس عن الطاعة:

لَخَّص أحد علماء السلف رحمهم الله نتيجة ذنوب الخلوات في جملة وكأنها معادلة حسابية، فقال رحمه الله: (ذنوب الخلوات انتكاسات، وطاعات الخَلوات ثبات، فلو رأيت أحدًا ممن كان مشهورًا بالالتزام، معروفًا عند أهل الخير والإقدام، لو رأيته على حال أخرى، لو رأيته وقد تبدَّل حاله وانتكس، فاعلم أن الأمر لم يكن صدفة، ولم يأت بَغتةً، فإنه بارَز الله بالمعاصي في الخَلوات، حتى تكاثَرت على قلبه، فظهرت في العلَن).

 

وكان السلف رحمهم الله يعرفون صاحب معصية الخلوة، فإن لها شؤمًا يظهر في الوجه، ويظهر في ضَعف إقباله على الطاعات؛ قال أبو الدرداء لسالم بن أبي الجعد:

ليَحذر امرؤ أن تُبغضَه قلوبُ المؤمنين من حيث لا يشعر، قال: أتدري ما هذا؟! قلت: لا، قال: العبد يَخلو بمعاصي الله عز وجل، فيُلقي الله بُغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر![15].

 

خامسًا: الطريق إلى المراقبة:

أخي المسلم، فإن سألت عن الطريق الموصِّل إلى مراقبة الله تعالى، وكيف يكون العبد من أهلها؟ فإليك الطريق الذي سار عليه العارفون فوصلوا إلى قمة المراقبة والخوف من الله تعالى:

1- تعرَّف على الله تعالى بأسمائه وصفاته:

فالإيمان بأسماء الله تعالى: الرقيب، والحفيظ، والعليم، والسميع، والبصير، والتعبُّدُ لله تعالى بمقتضاها يورث مراقبة الله تعالى، فالرقيب الذي يَرصُد أعمال عباده، والحفيظ الذي يحفظ عباده المؤمنين، ويُحصي أعمال العباد، والعليم الذي لا تخفى عليه خافيةٌ من أمور عباده، والسميع المدرِك للأصوات، والبصير الذي يرى كل شيء؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، وقال: ﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ [هود: 57]، وقال: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 7]، وقال: ﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

 

والإيمانُ بأنَّ الله تعالى سميع - يَمنع من أن يَصدُر عن المسلم كلامٌ يُسخط الله؛ إنَّ عائشة رضي الله عنها لَمَّا جاءت المجادِلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفتها تشكو زوجها، غاب عن سمعها كثيرٌ من كلامها، فلما نزلت السورة قالت: "الحمد لله الذي وَسِعَ سمعُه الأصواتَ، لقد جاءت المجادِلةُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم تُكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فَأَنْزَلَ الله عز وجل: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ﴾ [المجادلة: 1]"[16].

 

قال ابن الجوزي رحمه الله: (الحقُّ عز وجل أقربُ إلى عبده من حبل الوريد، لكنه عامَل العبد معاملة الغائب عنه البعيد منه، فأمر بقصد بيته، ورفع اليدين إليه، والسؤال له، فقلوب الجهَّال تستشعر البعد؛ ولذلك تقع منهم المعاصي؛ إذ لو تحقَّقت مراقبتهم للحاضر الناظر لَكَفُّوا الأكفَّ عن الخطايا، والمتيقِّظون علِموا قُربه، فحضرتهم المراقبة، وكفَّتْهم عن الانبساط)[17].

 

2 - شهادة الجوارح يوم الفضائح:

قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 20 - 24].

وقال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65].

أنا من خوفِ الوعيدِ
في قيامٍ وقعودي
كيف لا أزداد خوفًا
وعلى النار وُرودي
كيف جَحدي ما تجرَّأْ
تُ وأعضائي شُهودي
كيف إنكاري ذنوبي
أم تُرى كيف جُحودي
وعليَّ القول يُحصى
برقيبٍ وعتيدِ

 

وقال آخر:

العمرُ يَنقُص والذنوبُ تَزيدُ
وتُقال عَثْراتُ الفتى فيَعودُ
هل يَستطيع جُحودَ ذنبٍ واحدٍ
رجلٌ جوارحُه عليهِ شُهودُ

 

3 - شهادة الأرض:

تذكَّر أخي - إذا دعتْك نفسُك إلى معصية الله تعالى - أن الأرض التي أنت عليها رقيبةٌ شهيدة عليك، ستشهد عليك يوم القيامة؛ إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ؛ يقول الله تعالى: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾ [الزلزلة: 1 - 5].

 

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ [الزلزلة: 4]، فقال: ((أتدرون ما أخبارُها؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإن أخبارَها أن تَشهَد على كل عبدٍ وأَمَةٍ بما عمِل على ظهرها، أن تقول: عمِلت كذا وكذا يوم كذا وكذا، قال: فهو أخبارُها))[18].

 

4 - تذكَّر أنك مراقَب مِن قِبَل ملائكة كِرام يكتُبون كل صغيرة وكبيرة:

يقول تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 16 - 18].

 

يقول الإمام القرطبي رحمه الله: "في الرقيب ثلاثة أوجه: أحدها: أنه المتتبِّع للأمور، الثاني: أنه الحافظ؛ قاله السُّدي، الثالث: أنه الشاهد؛ قاله الضَّحَّاك، وفي العتيد وجهان: أحدهما: أنه الحاضر الذي لا يَغيب، الثاني: أنه الحافظ المُعَد؛ إما للحفظ، وإما للشهادة"؛ انتهى[19].

 

ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: "﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ ﴾ [ق: 17]؛ يعني: الملَكينِ اللذينِ يكتبان عمل الإنسان، ﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴾ [ق: 17]؛ أي: مترصد، ﴿ مَا يَلْفِظُ ﴾ [ق: 18]؛ أي: ابن آدم ﴿ مِنْ قَوْلٍ ﴾ [ق: 18]؛ أي: ما يتكلَّم بكلمة، ﴿ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]؛ أي: إلا ولها مَن يُراقبها مُعتد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12]"؛ انتهى[20].

 

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "﴿ رَقِيبٌ ﴾ [ق: 18]: مراقِب ليلًا ونهارًا، لا يَنفكُّ عن الإنسان، ﴿ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]: حاضر، لا يمكن أن يَغيب ويُوكِّل غيره، فهو قاعد مراقِب حاضر، لا يفوته شيء"؛ انتهى[21].

 

ويقول جل شانه: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18].

 

اللهم ارزقنا البصيرة في آياتك، وزِدنا بك علمًا، ولك حبًّا، ومنك خشيةً، فاللهَ نسأل أن يزيدنا إيمانًا مع إيماننا، وأن يجعلنا من المعتبرين بمواطن العِبر.

اللهم اجعل ما أنزلتَ علينا من الخير عطاءَ بركةٍ ونعمة، لا عطاء استدراجٍ ونِقمة.

اللهم اجعله عونًا لنا على طاعتك، واجعلنا ممن إذا أُعطِي شكر، وإذا أذنَب استغفر، وإذا ابتُلي صبَر.



[1] إحياء علوم الدين؛ للغزالي (4/ 397).

[2] إحياء علوم الدين؛ للغزالي (4/ 397).

[3] البخاري (620)، ومسلم (1031)، واللفظ له.

[4] إحياء علوم الدين؛ للغزالي (4/ 398).

[5] مدارج السالكين (2/ 66).

[6] شُعب الإيمان (2/ 266).

[7] إحياء علوم الدين؛ للغزالي (4/ 397).

[8] حِلية الأولياء وطبقات الأصفياء (8/ 142).

[9] المورد العذب المعين من آثار أعلام التابعين (1/ 44)، وبلاغات النساء؛ لأبي الفضل (ص 141).

[10] أخرجه أحمد (1/ 51، رقم 367)، ومسلم (1/ 36، رقم 8).

[11] لسان العرب (13/ 115- 117).

[12] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4/ 334، رقم 5312)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع.

[13] التفسير الميسر (1/ 96).

[14] أخرجه ابن ماجه (2/ 1418، رقم 4245).

[15] الزهد؛ لأبي داود (1/ 236).

[16] صحيح، أخرجه أحمد (6 / 46).

[17] صيد الخاطر (236).

[18] أخرجه أحمد (2/ 374، رقم 8854)، والترمذي (4/ 619، رقم 2429).

[19] الجامع لأحكام القرآن (17/ 11).

[20] تفسير القرآن العظيم (7/ 398).

[21] تفسير القرآن للعثيمين (8/ 17).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصيام والغيبة
  • الصيام والتربية
  • الصيام وتنمية الشخصية الإسلامية
  • الصيام وشخصية المسلم
  • المراقبة (خطبة)
  • الوصية بالمراقبة

مختارات من الشبكة

  • صيام التطوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دعوة لفهم حقيقة الصيام(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي)
  • تأثير الصيام على الروح والجسد: يعيد الصيام التوازن النفسي والبدني(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان شهر الصيام.. لكن لماذا شرع الله الصيام؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فقه الصيام: الصيام أحكام ومسائل(مقالة - ملفات خاصة)
  • من آداب الصيام: أن يقول الصائم إذا دُعي إلى الطعام: إني صائم(مقالة - ملفات خاصة)
  • من آداب الصيام: صيام ستة أيام من شوال بعد صيام شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آداب الصيام: أن يقول الصائم إذا شتم أو سب إني صائم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آداب الصيام: الإكثار من الدعاء أثناء الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • من آداب الصيام: عدم الوصال في الصيام(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
7- أخسر الناس
إسلام مبروك الأزهري - مصر 06-06-2017 04:06 AM

جزاكم الله خيرا وكل عام أنتم بخير
قال الجليد: "معاشر الفقراء إنما عرفتم به و أكرمتم من أجله فإذا خلوتم فانظروا كيف تكونون معه"
وقال رحمه الله: "من راقب الله في السر حرست جوارحه".
وعن محمد بن واسع قال: " كان لقمان عليه السلام يقول لابنه: "يا بني اتق الله ولا تري الناس أنك تخشى الله عز وجل ليكرموك بذلك و قلبك فاجر".
و عن الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: "لا تكون ولي لله عز وجل في العلانية وعدوه في السر". وعن ابن الأعرابي قال:  "أخسر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله و بارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد".

6- الحياء من الله سلم المراقبة
أبو إسلام محمود الأزهري - مصر 06-06-2017 03:58 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا الجليل الشيخ السيد مراد سلامة –حفظه الله-
قال كعب رحمه الله تعالى " استحيوا من الله في سرائركم كما تستحيون من الناس في علانيتكم" وقد صرح الله عز وجل أن الحكمة التي خلق الخلق من أجلها هي أن يبتليهم أيهم أحسن عملا، قال العلامة القرآني الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله تعالى "إذا لاحظ الإنسان الضعيف أن ربه جل و علا ليس بغائب عنه وأنه مطلع على كل ما يقول وما يفعل وما ينوي لان قلبه وخشي الله تعالى وأحسن عمله لله جل و علا".

5- جزاكم الله خيرا
محمود ناصر - مصر 05-06-2017 11:36 PM

جزاكم الله خيرا
قال حُميد الطويل لسليمان بن عليّ: عظني. فقال: لئن كنت إذا عصيت الله خاليًا ظننت أنه يراك لقد اجترأت على أمر عظيم، ولئن كنت تظن أنه لا يراك فلقد كفرت.

4- قرب الرب من عبده
صوت الدعاة - مصر 05-06-2017 11:32 PM

قال ابن الجوزي رحمه الله: الحق عز وجل أقرب إلى عبده من حبل الوريد. لكنه عامل العبد معاملة الغائب عنه البعيد منه. فأمر بقصد نيته، ورفع اليدين إليه، والسؤال له. فقلوب الجهال تستشعر البعد؛ ولذلك تقع منهم المعاصي، إذ لو تحققت مراقبتهم للحاضر الناظر لكفُّوا الأكف عن الخطايا، والمتيقظون علموا قربه فحضرتهم المراقبة، وكفوا عن الانبساط.
نسأل الله أن يرزقنا خشيته ومراقبته في السر والعلن إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ونقدم الشكر و العرفان الى القائمين على ذلك المنبر الرائع – اعني موقع الالوكة – فشكر الله تعالى لكم ما تقدمونه لنا من علم نافع

3- الله الشهيد
خليل عبد السلام - المغرب 05-06-2017 06:29 PM

جزاكم الله خيرا وكل عام أنتم بخير
قال تعالى: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [يونس:61].
قال عامر بن قيس: ما نظرتُ إلى شيءٍ إلا رأيتُ الله تعالى أقرب إليه مني.
وقد مرَّ ابن عمر رضي الله عنهما براعٍ فطلب منه شاةً يشتريها فقال: ليس هاهنا ربها. قال ابن عمر: تقول له: أكلها الذئب. قال: فرفع رأسه إلى السماء وقال: فأين الله؟ فقال ابن عمر: أنا والله أحق أن أقول: أين الله؟ واشترى الراعي والغنم، فأعتقه وأعطاه الغنم.

2- الله هو الرقيب
نورة عبد الباسط - مصر 05-06-2017 06:27 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا الجليل الشيخ السيد مراد سلامة –حفظه الله-على هذه الكلمات المباركات
الله سبحانه هو الرقيب، يعلم أحوال عباده، ويعد أنفاسهم، حفيظ لا يغفل، وحاضر لا يغيب، قال تعالى في قول عيسى لربه: (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [المائدة:117].
وقد سُئل بعضهم: بم يُستعان على غض البصر؟ فقال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى المنظور.
وقال ابن المبارك لرجل: راقب الله تعالى. فسأله عن تفسير ذلك؟ فقال: كُن أبدًا كأنك ترى الله.
فهو سبحانه:
رقيب على كل الوجود مهيمنٌ . على الفلك الدوار نجمًا وكوكبًا
رقيب على كل النفوس وإنْ تَلُذْ..بصمـت ولـم تجهـر بسـرٍ تغيبًا
رقيب تعالى مـالك الملك مبصرٌ. به كل شيءٌ ظاهرًا أو محجبًا
أختكم /نورة عبد الباسط
الواعظة بالأزهر الشريف

1- المراقبة أعلى مقامات الإسلام
أحمد سلطان - تونس 05-06-2017 06:17 PM

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم و أحسنتم القول
قال الله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) [الحديد:4]، وقال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ) [البقرة:235]، وقال: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً) [الأحزاب:52].
وفي حديث جبريل عليه السلام أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". ولله در الإمام أحمد رحمه الله وهو يقول:
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل.. ... ..خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيبُ
ولا تحسبنَّ الله يغفــل سـاعــةً.. ... ..ولا أن ما تخفي عليه يغيبُ

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب