• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية ...
    محمود مصطفى الحاج
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / العولمة
علامة باركود

الداعية والعولمة حوار مع فضيلة الشيخ (إبراهيم الحقيل)

بثينة العفيصان

المصدر: شبكة: نور الإسلام
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/6/2010 ميلادي - 5/7/1431 هجري

الزيارات: 16840

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الداعية والعولمة حوار مع فضيلة الشيخ

(إبراهيم الحقيل)

 

"العالم قرية صغيرة" مقولة قديمة حديثة، قديمة بمصطلحها جديدة بنتائجها، وللأسف بِتنا نرى نتائجها في مجتمعاتنا، وكأن البشر عقولهم مغيبة عن تبعاتها التي تدمي القلوب، في صدد هذا الموضوع سيكون حوارنا مع الشيخ الفاضل /إبراهيم بن محمد الحقيل.

 

س1- بداية وكما عودنا متصفحنا الكريم نتعرف فيه على ضيفنا الفاضل، فهل تذكروا لنا بطاقتكم الشخصية؟

• بكالوريوس شريعة من جامعة الإمام.

• ماجستير في التفسير والحديث من جامعة الملك سعود، وأُحضر الدكتوراه فيها.

• أعمل داعية في وزارة الشؤون الإسلامية.

• لي عدد من المؤلفات؛ منها: (المفيد في خطب الجمعة والعيد خمس مجلدات - المنتقى للحديث في رمضان - أعياد الكفار وموقف المسلم منها - الربا آثام وأضرار - وسلوان المرضى- وعشرات المطويات والكتيبات - وأكتب مقالات في بعض المجلات الإسلامية وخاصة مجلة البيان).

 

س2- العولمة مصطلح ظهر في عام1990-1991 م ومعناه العام لا يخفى على الكل، ولكن معناه الحقيقي يخفى على البعض، فهل لكم أن تبينوا لنا حقيقة العولمة؟

الحديث عن العولمة الآن يعد متأخرا لأن الحديث الآن عن عصر ما بعد العولمة، وعصر ما بعد الرأسمالية، وهو كما ذكرتم مصطلح جديد أطلق عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، وسقوط جدار برلين، وانتصار العلمانية الغربية الليبرالية على العلمانية الشرقية الماركسية، فأراد الغرب ممثلا في رأس الليبرالية المعاصرة (أمريكا) طبع العالم بطابعه، وفرض نظامه باعتبار أنه أصلح نظام للبشر، وأصدر الكاتب الأمريكي (صموائيل هنتجنتون) كتابه (صراع الحضارات) يطرح فيه نظرية مفادها:أن الانتصار الأمريكي على الاتحاد السوفيتي، أنهى التحدي الحضاري بين العملاقين الشرقي والغربي، ولكن الغرب سيواجه حضارات أخرى؛ كالصين والهند والعالم الإسلامي؛ ليخلص إلى أن الإسلام هو العدو القادم لحضارة الغرب، ثم أعقبه الكاتب الياباني المتأمرك (فرانسيس فوكاياما) بنظرية أخرى كتبها في مقال، ثم طورها وشرحها في كتابه (نهاية التاريخ) زاعما أن الليبرالية الأمريكية بكل ما تمثله من قيم وسلوكيات؛ هي النظام الأصلح الذي انتهى التاريخ عنده، ويجب أن تنتهي عنده الجغرافيا باحتلال الدول واستعمارها.

 

وقد قيل وقتها إن هذا القرن -القرن الحادي والعشرين- سيكون قرنا أمريكيا، بمعنى أن القيم الأمريكية ستسود العالم وتفرض عليه؛ لأنها النظام الأصلح حسب رؤيتهم، أي: عولمة العالم كله على وفق القيم الأمريكية، وتنحية كل نظام يخالف ذلك، ومحاربة القائمين عليه، أو المدافعين عنه باعتبارهم محورا للشر، وأعداء للقيم الحضارية التي يجب أن تسود الأرض، وابتدءوا مشروع قرنهم بأفغانستان ثم العراق ثم الصومال بالوكالة، وفي قائمتهم أكثر من ستين دولة، لكنهم بحمد الله تعالى فشلوا فشلا ذريعا في هذه الدول، مما جعلهم يعيدون النظر في استراتيجياتهم، وهذا الفشل هو الذي جعلهم الآن يتحدثون عما بعد الرأسمالية وما بعد العولمة.

 

س3- تفرعت العولمة إلى عدة فروع اقتصادية وفكرية وسياسية وثقافية واجتماعية؛ فما الغاية من تلك التخصصية؟

هذا التقسيم حتمته طبيعة حاجات البشر المتنوعة فمنها الحاجات السياسية، ومنها الاقتصادية، ومنها الثقافية، ومنها الاجتماعية، وليس هذا التقسيم بالضرورة أن يكون مقصودا، وفي ظني أن العولمة السياسية والاقتصادية قديمة جدا، أي قبل ظهور مصطلح العولمة؛ إذ إن بناء السياسة في العالم كله على النظريات المادية الميكافيلية (الغاية تبرر الوسيلة) والبرجماتية النفعية (قيمة أي شيء فيما يحققه من منفعة مادية) أي لا مجال للقيم الدينية والأخلاقية في عالم السياسة إلا بقدر ما تحققه من منفعة مادية آنية، ولذلك يقولون في السياسة: لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة وإنما مصالح مشتركة، وهذا يدل على غياب القيم الدينية والأخلاقية في عالم السياسة لارتباطها بالإيمان بالغيب، وهم لا يتعاملون إلا مع عالم الشهادة، ويقصون الإيمان بالغيب.

 

لكن العولمة أضافت بعداً جديدا وهو البعد الاستعماري عند صهاينة النصارى الإنجيليين، وصهاينة اليهود التوراتيين مع الرأسماليين العلمانيين، الذين يطمحون إلى أن يملكوا العالم ليصبح شركة هم ملاكها ومديروها، والبشر مجرد عمال في هذه الشركة.

 

أما الاقتصاد فهو مبني على الحرية المطلقة في الاقتصاد، وفق النظرية الرأسمالية التي أطلق شعارها (آدم سميث) حين قال (دعه يعمل دعه يمر) ظانين أن للسوق يداً خفية تنظمه، فلا يحتاج إلى قيود تقيده، وبهذه الفكرة أطلقت أيدي الرأسماليين في الربا والقمار والاحتكار، وغير ذلك من المعاملات المحرمة الفاسدة، التي تزيد الأغنياء ثراء، كما تزيد الفقراء فقراً، وتلغي الطبقة المتوسطة، وزاد من حدة التوحش فيها نظرية (مالتس) حول السكان، لتتبلور نظرية البقاء للأصلح، والأصلح هو الرجل الغربي، ولو سحق العالم كله في سبيل رفاهيته وراحته، حتى وصل الأمر بالفيلسوف الألماني (نيتشه) أن يقرر أن القيم والأخلاق هي من صنع الضعفاء ليحدوا بها من قوة الأقوياء، وأن على الأقوياء أن يسحقوا الضعفاء، ويمشوا على جماجمهم، وبسبب هذه الرأسمالية المتوحشة أصبح 15% من البشر –وهي دول الشمال الغنية- يتحكمون في 85% من اقتصاد العالم، بينما لا يحظى 85% من البشر إلا بـ15% من اقتصاد العالم، وعليه قسم العالم إلى دول العالم الأول، ودول العالم الثاني، ودول العالم الثالث، أو الدول النامية، والمقصود(المتخلفة)، لكن لطفوا العبارة.

 

ومن المهم أن نعلم أن العولمة الاقتصادية كرست الإكراه على قوانين التجارة الحرة، والأسواق المفتوحة أمام شركاتهم التي تعبر القارات (متعددة الجنسيات) ولو تسنى لهم أن يطبقوها كما أرادوا؛ فستلغى المحظورات والممنوعات في التجارة، إلا ما يريدون هم حظره، وستفقد الدول قدرتها على التحكم في أسواقها، وتكون الشركات أقوى نفوذا من الدول، وتتحكم في سياساتها، كما هو واقع في بعض دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

 

ولذلك نلاحظ اعتراض كثير من الغربيين على المنتديات الاقتصادية، التي تريد عولمة الاقتصاد، وما حصل من مظاهرات وشغب على القمم الاقتصادية في دافوس وسياتل وغيرها، يدل على أن الغربيين يستشعرون خطر العولمة الاقتصادية، وأن فتح الأسواق بالطريقة التي يريدها الرأسماليون يزيد من تكدس الأموال عند الأغنياء كما يزيد من فقر الفقراء.

 

أما العولمة في المجالين الثقافي والاجتماعي فلا تشكل خطرا على المجتمع الغربي؛ لأن المراد منها هو تعميم النوذج الغربي بقيمه وسلوكياته، ولذلك لم يعترض الشارع الغربي عليها، لكنها أخطر ما تكون على المسلمين؛ لأن فيها اجتثاثاً لدينهم وقيمهم وأخلاقهم وعاداتهم، وإحلال القيم الغربية مكانها، وللأسف لم يستشعر أكثر المسلمين هذا الخطر العظيم الذي يزحف عليهم، ولا سيما عبر البث الفضائي؛ إذ صارت الشبكات الفضائية العربية في أكثرها مسوقة للفساد والانحلال والفكر الغربي، وتسعى إلى عولمة الشرق الإسلامي على وفق الغرب الإلحادي.

 

وما نشاهده من تغير كبير في مجتمعنا مثل: تساهل النساء في لباسهن، وانتشار ظاهرة السفور والاختلاط والتقليعات بين الشباب والشابات؛ هي من المظاهر السلبية للعولمة.

 

س4- العولمة الثقافية تهدُف إلى تعميم نظرية "العلمانية المادية"؛ لتحل محل الفكر الإسلامي،وفي هذا الفكر تأثير مباشر على الأسرة المسلمة عموماً، وخصوصاً المرأة؛ فما الوسائل المتاحة للداعية لتنبيه المرأة للخطر المحدق بها وبأسرتها؟

أنا أتحفظ على كلمة فكر إسلامي؛ لأن الفكر هو نتاج العقل وثمرة إعماله، والإسلام دين رباني منزل بلغه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس، ولم تستقل العقول البشرية في الوصول إليه ولا في العلم به؛ بل مرد ذلك إلى الشرع المنزل.

 

نعم يطلق على الأشخاص وصف مفكرين فيقال: مفكرون إسلاميون؛ لأنهم يُعملون عقولهم في التحليل والاستنباط، سواء في نصوص الكتاب والسنة، أو في الواقع وأحداثه السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية، أو في استشراف المستقبل ويصلون إلى نتائج تتوافق وقدراتهم العقلية.

 

وفيما يتعلق بالعولمة الثقافية فإننا نرى فرض أنماطها على أيدي دعاة الليبرالية في الصحف والمجلات التي تهاجم الإسلام وشعائره؛ كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو تهاجم حملة الإسلام ومن يبلغونه للناس من علماء وطلبة علم ودعاة وخطباء ومدرسين، وداعيات ومدرسات، أو تهاجم محاضن الإسلام؛ كالمناهج والمنابر والمساجد وحلقات التحفيظ والجمعيات الخيرية ودور التحفيظ النسائية، وأجهزة القضاء والدعوة والحسبة ونحوها، فهذا الهجوم الليبرالي السافر الشرس على كل ما يمت للإسلام بصلة، هو في واقع الحال محاولة لكسر الإسلام أمام طوفان القيم والأنماط الغربية بقصد طبع الشرق المسلم –وخاصة بلادنا- بالطابع الغربي الملحد.

 

هذا جانب، وجانب آخر يفرض الفكر والنمط والسلوك الغربي عن طريق التسويق الدعائي الفج عبر الفضائيات التي تتسمى عربية وأكثرها غربية سواء في أفلامها أو برامجها المتنوعة أو حتى حواراتها التي تكرس الثقافة الغربية خاصة الأمريكية وتدعو إليها بقوة وإلحاح، وما نلحظه من تغيرات سلوكية وأخلاقية في مجتمعنا هي بسبب هذا التسويق والإلحاح على الثقافة الغربية في الفضائيات؛ بقصد عولمتنا على وفق رؤيتهم، أو بعبارة أدق أمركتنا.

 

وبعد الانكسارات الأمريكية العسكرية (في العراق وأفغانستان) والسياسية (في الفشل الذريع الذي أدار به بوش أمريكا أثناء ولايته ثماني سنوات) والاقتصادية (في الأزمة الرأسمالية الحالية التي بدأت من أمريكا) والأخلاقية (في فضيحة القيم الأمريكية وأخلاقها في سجن أبو غريب وجوانتنامو) بدأ يضعف الحلم الأمريكي بعولمة العالم على منهجه وقيمه، وهذا سبب جنون الليبراليين العرب، وشتمهم للمقاومين المناهضين للمشاريع الاستعمارية في البلاد الإسلامية؛ لأنهم السبب الرئيس في الانكسارات الأمريكية المتتابعة، وهؤلاء الليبراليون أخلص لأمريكا من الأمريكيين أنفسهم، لأنهم يستمدون وجودهم وقوتهم وفكرهم وقيمهم العبثية منها.

 

ومما يمكن أن تقوم به المرأة المسلمة لمقاومة العولمة ومشاريعها الاستعمارية ما يلي:

1- العودة إلى المنزل؛ فإن ظاهرة خروج المرأة للعمل وجعلها الأصل مع ما فيه من مخالفة لقول الله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب: 33]، فإنه يعين على تحقيق الأنماط والسلوكيات الغربية التي صار الأصل فيها خروج المرأة وعدم قرارها، ويتسبب ذلك في الاختلاط والخلوة وغيرها من المحرمات.

 

2- تربية النشء المسلم على الاعتزاز بدينه، وغرس محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومحبة ما يحبه الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام في قلوبهم، وكراهية ما يبغضه الله تعالى ويبغضه رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وهو ما يعرف في العقيدة بالولاء والبراء، فإن غرس هذه المعاني العظيمة في قلوب الناشئة يحصنهم بإذن الله تعالى من الاختراق الأجنبي ودعاته، ويجعلهم في طلائع المقاومين للمشاريع الاستعمارية الغربية.

 

3- أن تعلن المرأة المسلمة عن موقفها من دعوات التغريب والانحلال (السفور، والاختلاط، والخلوة بالرجال، والسفر بلا محرم، والظهور الإعلامي، وغير ذلك)، ويكون لها موقف إيجابي في مناهضة المفسدين من الليبراليين والشهوانيين، ولا تقف موقف المتفرج، وكأن الأمر لا يعنيها، أو تدعي أن غيرها يكفي، لأن خبثاء الفساد والإفساد يجيرون سكوت المرأة لصالحهم مدعين أنها مكبوتة مقموعة، وأنها توافقهم على مشاريعهم لولا خوفها من القمع.

 

ولو أن النساء المسلمات وقفن صفاً واحداً ضد دعاة الانحلال، لما آل الأمر إلى ما آل إليه؛ من فرض كثير مما هو ضد المرأة المسلمة لإحراجها وإفسادها، فالسلبية في مقاومة الفساد وأهله مذمومة.

 

4- تنشيط الدعوة إلى الله تعالى في الأوساط النسائية، ومد جسور التواصل مع من قصرن في حجابهن أو انتقصن شيئا من دينهن، وتذكيرهن بالله تعالى، وعدم اليأس من ذلك؛ إذ إن تركهن يجعلهن فريسة سهلة للمنحرفين والمفسدين، كما أن أهل الفساد يستفيدون منهن بتجنيدهن داعيات إلى ما يريدون من ضياع وانحلال.

 

5- الرد على شبهات المفسدين والمفسدات، بجمعها وحصرها ودراستها بتأنّ وتعقل، ومناقشتها بالحجج الشرعية والعقلية، حتى يعلم المفسدون أن في الأمة نساء متنورات متعقلات متعلمات يدحضن الحجة بالحجة.

 

س5- في "مؤتمر بكين" أو ما سُمي "بمؤتمر المرأة" عام95م، عقدت اتفاقية "السيداو" التي سببت تخوف لدى الأغلبية المتمسكة بدينها وقيمها، فما سبب ذلك التخوف؟

كلمة (سيداو) هي الحروف الأولى من (اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة) باللغة الانجليزية، وواضح من العنوان أن ذلك يتناول حتى التمييز الديني الذي تنزلت به الشرائع كما نصت على ذلك الاتفاقية في بنودها، وهذا معارض لصريح القرآن الذي فيه تمييز بين الرجل والمرأة، مثل قول الله تعالى: ﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ﴾ [آل عمران: 36]،  وقوله سبحانه: ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 288]، وقوله عز وجل: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34]، ففضل الله سبحانه جنس الرجال على جنس النساء، وبناء على هذا التمييز الرباني مُنعت المرأة من الإمامة العظمى، ومن الوزارة، ومن القضاء، ومن الإمامة الصغرى في الصلاة، ومن الولاية على الرجال عموماً،ولم يجعل الله تعالى النبوة في النساء، وبعث من الرجال أنبياء كثيرون يقاربون مئة وعشرون ألفا كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه عند ابن حبان، وميزت الشريعة بين الرجل والمرأة في الميراث وفي العصمة والطلاق، وغير ذلك من الأحكام، فالقضاء على جميع أشكال التمييز بين الرجل والمرأة مصادم للشريعة معارض لصريح القرآن.

 

وفكرة هذه الاتفاقية ومثيلاتها نابعة من الجمعيات النسوية الملحدة المتطرفة في الغرب التي اخترعت فكرة (الجندر) وملخصها أن الإنسان يولد حين يولد محايداً لا ذكراً ولا أنثى، ويجب أن يعامل هكذا، بمعنى أنه مادة خام، وهو يختار بعد ذلك أن يكون ذكرا أو أنثى، وتجرى له عمليات تغيير الجنس إن اختار جنسا غير الذي خلقه الله تعالى عليه، ومعنى كلمة جندر (نوع إنساني) فلا يطلق على المولود ذكر ولو كان ذكرا، ولا أنثى ولو كانت أنثى، أي إلغاء جنس الذكورة والأنوثة، وإحلال النوع أو الفرد محلها، وينتج عن هذه الفكرة المجافية للفطر السوية، إباحة الزواج المثلي والعلاقات المثلية باكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وإلغاء كل تشريع رباني أو قانون أرضي يعارض ذلك.

 

وفرض هذا الانحراف على الدول التي وقعت على هذه الاتفاقية، ومعاقبتها على الإخلال بشيء منها، ومن شدة تطرفهم أنهم ضمنوا هذه الاتفاقية ببند يجعلها ملزمة للموقعين عليها إذا صادقوا على الاتفاقية، ولا يحق لهم التحفظ على شيء من بنودها، وأن أي تحفظ يعد لاغياً بمجرد التصديق على الاتفاقية.

 

وهذه الاتفاقية فيها تدمير للجنس البشري، وقلب للفطرة السوية، وخروج على كافة التشريعات التي نظمت شؤون الأسرة ربانية كانت أم بشرية، ولذلك حذر منها الغيورون على دين الإسلام وعلى الأسرة السوية، كما عارضها كثير من أصحاب الديانات الأخرى.

 

س6- هل يتعارض حفظ الهوية الدينية للمرأة المسلمة مع العولمة والانفتاح؟

الانفتاح الحالي هو انفتاح مفصل بأثواب غربية، وأدواته وسائل الاتصال الحديثة التي اقتحمت على الناس بيوتهم، وولجت إلى غرفهم، وانتهكت خصوصيتهم، ولا شك في أن انفتاح هذا وصفه سيكون مؤثرا على المرأة المسلمة، ومتعارض مع دينها وأخلاقها؛ لأن نظام الأسرة والمرأة عند الغرب مصادم لديننا، فهذا هو الأصل في عولمة الناس على النمط الغربي.

 

أما إن كان المقصود بالانفتاح الانتفاع بالوسائل الحديثة التي هي من طبيعة ما يسمى (بعصر العولمة والانفتاح)، وهي وسائل الاتصال الحديثة وهل تشارك المرأة فيها أم لا؟ وهل مشاركتها تؤثر على دينها وتنتهك خصوصيتها؟

 

فالجواب: أن المشاركة الإيجابية في وسائل الاتصال الحديثة، وتسخيرها في الدعوة إلى الله تعالى مع اجتناب محظوراتها سيكون محموداً ولا ضرر منه، أما إن كانت المشاركة سلبية أو حيادية لمجرد التسلية أو انتهكت فيها المحظورات، فلا شك أن ذلك سيؤثر على المرأة ودينها وأخلاقها ولو حاولت التحصن والاحتراز، والسلامة لا يعدلها شيء.

 

س7- هل من حلول ناجعة للتصدي لما سببته العولمة في البلاد الإسلامية؟

العولمة هي طبيعة تطور وسائل الاتصال، وأكثر ما جاءت به خبيث سواء كان نتاجاً عربياً أم كان أجنبياً، والواجب هو مدافعة الشر بحسب الوسع والطاقة، والاجتهاد في نشر الخير، وكل واحد على ثغر كما قال الله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وقال سبحانه: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله ﴾ [آل عمران: 110]،  والله تعالى سيسأل كل عبد عما قدم، وليس هو مسئولاً عن تغيير الكون، ولو أن كل مسلم استشعر ما عليه من الواجبات لصلحت أحوال الأمة، ودفع الشر وأهله ودعاته، والنصر قادم لا محالة لكنه يحتاج إلى صبر ويقين، وتقوى من العباد كما قال الله تعالى: ﴿ اسْتَعِينُوا بِالله وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لله يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]،  وقال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ العَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [هود: 49]، وفي آية أخرى: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الرُّوم: 60]، وفي رابعة: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ﴾ [الأحقاف: 35]، وفي خامسة: ﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 24].

 

والصبر مع التقوى تنال به الإمامة في الدنيا، وتصلح به أحوال الأفراد والأمم كما قال تعالى: ﴿ وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 137]، وفي آية أخرى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]، وفي قصة يوسف عليه السلام ابتلاه الله تعالى بالجب ثم بالرق ثم بالإغراء ثم بالسجن، فصبر واتقى وأيقن بوعد الله تعالى، فمكن سبحانه وتعالى له في الأرض وأقامه على خزائنها وجعل حاجة الناس إليه، ونجد أن يوسف عليه السلام علل هذا التمكين بعد الابتلاء بقوله: ﴿ قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 90]، ولكن الصبر في الناس قليل، والتقوى أقل، واليقين أضعف، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولكنكم تستعجلون ". أخرجه الإمام البخاري.

 

س8- هل ترون أن الدعاة أدوا الدور المطلوب للتصدي لكل تلك المخاطر؟

القليل منهم أدى الحد الأدنى من الواجب، وكثير منهم سلبيون متربصون لا يلوون على شيء، والطوفان جارف، والتحديات كبيرة، ولا بد أن ينهض في الدفاع عن بيضة الإسلام الجميع رجال ونساء،وأن يستشعروا عظمة هذا الدين، وحاجتهم إليه، فلا حياة لهم إلا به، ولا عز ولا تمكين إلا في التمسك به، والدعوة إليه، والصبر على الأذى فيه مستلهمين سورة العصر التي قيل فيها: لو ما أنزل على الناس إلا هذه السورة لكفتهم، وفي الطبراني أن الصحابة رضي الله عنهم إذا كانوا مجتمعين وأرادوا التفرق يتلونها ليذكر بعضهم بعضا بها: ﴿ وَالعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1، 3].

 

س9-كلمة أخيرة تودون أن تختموا بها الحوار؟

أسأل الله تعالى أن ينفع بكم في موقعكم الإسلام والمسلمين، وأن يحفظكم من كل سوء ومكروه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الفقه في الدين ضرورة ملحة في زمن الفتن والعولمة
  • العولمة: رؤية إسلامية
  • الأسرة المسلمة في زمن العولمة
  • مخاطر العولمة علينا
  • الثقافة الإسلامية وإسقاطات العولمة
  • المسلمون وخطر العولمة
  • مؤسسات العولمة
  • العولمة وأثرها على الهوية (1/2)
  • العولمة وأثرها على الهوية (2/2)
  • العولمة، كيف نفهم الحقيقة؟
  • الجدل الدائر حول العولمة!!
  • الجريمة في عصر العولمة
  • الاستثمار في زمن العولمة...!!
  • التربية الخلقية بين الإسلام والعولمة
  • العولمة الطوعية تحول المسلم إلى رقم استهلاكي في مجتمع تابع
  • الفقه في زمن العولمة
  • بين الخصوصية والعولمة

مختارات من الشبكة

  • حوار مع الداعية الإسلامي التنزاني الشيخ إسماعيل محمد سالم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار مع الشيخ الداعية يوسف بن عبدالله الصيني حول أوضاع المسلمين في الصين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار مع الدكتور إسماعيل كمارا - الداعية الإسلامي العاجي وإمام المسجد الكبير ببواكيه(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار مع الداعية البريطاني عبدالله الأندلسي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار شبكة الألوكة مع الداعية الأستاذ أبي إسلام أحمد عبدالله(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار شبكة الألوكة مع الداعية الصادق العثماني(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الداعية. ثريا السيف "في حوار شامل"(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • توجيهات في فقه الدعوة والداعية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مع الداعية الشيخ نعمة الله (5)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مع الداعية الشيخ نعمة الله (3)(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب