فنلندا: 75% من المهاجرين من حملة شهادات التعليم العالي بلا وظائف

السلام عليكم. عمري 29 سنة ومتزوجه ولدي طفلة بعمر العام ونصف. أرغب بمعرفة ماهية الحالة الامنيه بفنلندا؟ فلقد اطلعت ورأيت أن أفضل التعليم حاليا هو بفنلندا وبدأت بالتفكير بالسفر إلى هناك. فقط أريد أن أستفسر عن سهولة الحياة وإيجاد الوظيفة لحملة الشهادات والخبرة. وهل الوضع المادي عموما هناك جيد أو دون ذلك؟ بما فيها سهولة المعيشة والغلاء أو الاعتدال في المعيشة والأسعار بشكل عام... أتمنى الإجابة الوافية وشكرا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أن قرات منشورك أخ محمد أبو يوسف ولك كل الاحترام والتقدير على هذا الجهد والتعبير من خلال تجربتك بالعيش بفنلندا وأنا أحترم كل ما قلته
أما بعد أنا أيمن بري من الضفه الغربية وأعيش بفنلندا من شهرين متزوج من فنلندية. أريد منك نصيحة للحياة بفنلندا وخبرتك ومعلوماتك كونك من سكان فلنلندا بالأقدميه الزمنية التي بيننا. ما الذي يستحقه المغترب من الحكومة ومتل هذه الأمور ولك جزيل الشكر

ممكن التواصل ياأستاذ محمد مع حضرتك لمناقشة أكثر عن فنلندا وأهلها

السلام عليكم
المقالات التي كتبت بخصوص الحالة الفنلندية والتي تظمنت مواضيع بخصوص الاندماج الاجتماعي بين المهاجرين بصورة عامة والفنلندين ، من جهة . ومن جهة أخرى بين المهاجرين المسلمين وبين المجتمع الفلندي .
والذي يهمنا الآن هو العلاقة بين المهاجرين المسلمين والفنلندين .
اغلب من يحمل صفة الملسم هو في الحقيقة لا يحمل صفات الإسلام الحقيقية ولا يتعامل بمادىء الإسلام الحنيف . وإن صلى وإن صام . لذلك الثقة معدومة ولا يوجد تواصل حقيقي بين الطرفين .والسبب الآخر هو أن المجتمع الفنلندي مجتمع خجول ليس الخجل الذي نعرفه بتفاصيلة الكثيرة في الأمة الاسلامية ولكن الخجل الذي يحمل الصفات الغربية . وهم يحملون هذه الصفة وهي صفة أصيلة في مجتمعهم . والسبب بحثت عنه كثيرا كوني مهتم بهذا . ووجدت أن واحدة من الأسباب وهو أهم أسباب الخجل يرجع إلى حوادث قديمة
مر بها المجتمع الفنلندي وهي النسب ففلندا مرت بقرون طويلة مستعمرة لدولتين متجاورتين السويد وروسيا . احتلتها السويد 600 عام وروسيا 400 عام اي المجموع 1000 عام . وتفتخر السويد وروسيا بهذا الاحتلال . وبنفس الوقت يفتخرون بأنهم يلمحون الى طمس الهوية الفنلندية وذلك لا بد أن تجد من يشترك في العائلة الواحدة أم أب أو جد روسي أو سويدي . أو أم او جدة روسية أو سويدية .
هذا واحد من أسباب وجود صفة الخجل في المجتمع الفنلندي . الأمر الثاني وجود دولتين كبيرتين ومتقدمتين علميا ومجاورتين لفنلندا، جعلت من الشعب الفنلندي ينظر إلى نفسه أنه صغير بين هذه الدولتين . لذا هذا الخجل متأصل في المجتمع الفنلندي وجد حاجز عدم الرغبة في الاندماج مع الآخر
وهذا الأمر قد يكون فيه محاسن للمسلمين ومساوىء لغيرهم . السبب .. وجد المسلم أمامه من لا يستطيع إثبات نفسه بالشكل الذي يفتخر به ، وهذا خلاف على ما هو عليه المسلم الذي يعيش في باقي الدول الأوربية . فالمسلم بطبيعة الحال والمألوف عليه أو منه يتعايش ويندمج مع الذي يحمل بعض صفاته . ويبتعد عن الذي لا يستطيع أن يفهمه بشكل مناسب أو مع المجهول في أغلب تصرفاته .
وهذا ما يحمله أغلب أو الغالبية العظمى من المجتمع الفنلندي . لذا يجعل المسلم ينأى بنفسه عن الاندماج ويحتفظ بأكبر قدر من إسلامه أو مبادىء إسلامه . لذا نجد عددا غفير يوم الجمعة يتوافدون إلى الجامع وهو لا يحمل معه الالتزام الديني بالمعنى الذي يجب حمله من قبل المسلم . ولكن يحمل معه الشوق لرؤية الآخرين من بني جنسه . لأنه يعلم جيدا أن المجتمع الذي يعيش فيه لا يلبي رغباته بشكل المطلوب . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى جعلت المسلم في فنلندا أفضل من غيره من الدول الغربية وهو صعوبة اللغة حيث تعتبر اللغة الفنلندية ثالث أصعب لغة في العالم . وهذا ما أدى الى التعامل في الحياة الاجتماعية بين الطرفين فيه تباعد كثير وعدم فهم أو تفاهم بشكل جيد في الحياة الاجتماعية . واللغة كما هو معروف هي أساس التفاهم والتقارب بين الشعوب بل أحيانا هي السبب الرئيس في الاندماج
الاجتماعي بين الشعوب المختلفة ، فعلى سبيل المثال الغريب لا تظهر عوراته إلا بالنطق الغير صحيح للغة اهل البلد الذي يعيش فيه .فأنت لو عشت في بلد مثل فرنسا وتكلمت الفرنسية بطلاقة سيتعامل معك أفراد المجتمع بصورة طبيعية في الشارع ولا تجد أي أحراج . لذا فاللغة تلعب دور أساسي في التعامل .
هذا بالإضافة الى أمور اخرى منها أن أغلب المجتمع المسلم في فنلندا ينظر إليه مجتمع من بيئة فقيرة لا تستحق أكثر من الذي هم فيه . وهذا له أسبابه فغالبية المجتمع المسلم هو من الصوماليين جاءوا نتيجة الوضع المادي السيء في بلادهم . والأمر الآخر الصفة التي يحملها المسلم كونه شديد المراس وهو ينحدر من مجتمع كثير القتل وممارس جيد في العنف وهذا نتيجة الإعلام المحلي والخارجي . وبهذه المناسبة فإن المجتمع أو الأسر الفنلندية من النادر جدا أن تشاهد القنوات الأجنبية حتى أجهزة التلفاز هي من النوع القديم في البيوت ولا يوجد عندهم محطات تلفزيونية معروفة كالتي في بلدان الغرب
وهذا يعود إلى طبيعتهم كما قلنا أعلاه في بداية كلامنا.الشاغل المهم في أي حكومة تحكم البلد في فنلندا هو كيفية إيجاد السبل الكفيلة للتقارب بين المغتربين وبين الفنلندين . وكونهم لا يرغبون بوضع حلول إلا من خلالهم أنفسهم فأني لا أعتقد انهم سوف يصلون إلى حل قريب .
أكتب هذا المقال وانا أعيش في فنلندا منذ عامين فقط . كوني مهتم بالجانب الاجتماعي وكوني أحمل شهادة عليا في التربية والنشاط الرياضي وقد طبقت في مدارس الفنلندية وواجهت بعض الصعوبات الاجتماعية الخاصة بالحياة الأسرية المسلمة في فنلندا.