مسلمو إيطاليا يتبرعون بالدم لضحايا الزلزال

نظم مسلمو "إيطاليا" حملات للتبرع بالدم لصالح منكوبي الزلزال الذي ضرب إيطاليا صباح الاثنين 6-4-2009م.

وقال "مصطفى بادستامي" - الناطق باسم جمعية إسلامية في مقاطعة "أبروزو" (وسط إيطاليا) ، التي تعرضت للهزة الأرضية -: بعد علمنا بحاجة المستشفيات إلى الدم لإسعاف الجرحى قمنا بشن حملة تبرع به موجهين الدعوة لكل المسلمين في المنطقة لمساعدة إخوتهم المصابين.

ووفقا لوكالة الأنباء الإيطالية "آكي"؛ فقد قال "بادستامي": إنه يحاول القيام بإحصائية لمعرفة المساجد المتضررة بسبب الزلزال، لكنه يواجه صعوبات بسبب "مشاكل في شبكات الاتصال في المنطقة، لكنه أكد أن مسجد منطقة "سان نيكولو"، لم يصب بأضرار، وكذلك مساجد منطقة "أفيتسانو"، فضلا عن عدم ورود أخبار عن وجود مسلمين بين المصابين.

وختم بالقول: ما أزال أنتظر أخبار عن مسلمينا في منطقتي "كييتي" و"فاستو"؛ حيث يوجد مسجد ومركز ثقافي إسلامي، على حد تعبيره.

وقد تواصلت أمس الثلاثاء عمليات البحث عن ناجين ورفع الأنقاض جراء تلك الهزة الأرضية القوية التي ضربت منطقة "أبروزو" الجبلية في وسط "إيطاليا"، وأوقعت أكثر من 207 قتلى، وخلفت عشرات الآلاف دون مأوى، ودمرت عددًا من المباني التاريخية.

فبعد مرور نحو 24 ساعة على الهزة التي بلغت قوتها 6.3 درجة، بحسب وكالة المسح الجيولوجي الأمريكية، مازالت السلطات غير واثقة تمامًا من عدد المفقودين؛ إذ يقول "فرانسيسكو روكا"، المتحدث باسم الصليب الأحمر الإيطالي: إن العدد يتراوح بين 70 و100 مفقود.

وأوضح "روكا" أن هذا السبب يدفعهم إلى الاستمرار في عمليات البحث تحت الأنقاض.

من جانبها أفادت هيئة الدفاع المدني الإيطالية أن عدد المصابين بلغ نحو 1500 مصاب، في حين وصل عدد المشردين إلى حوالي 50 ألفًا.

وأوضح مسؤول في الدفاع المدني أن من بين القتلى ال207، تم التعرف على هويات 100 فقط.

وكان عشرات الآلاف من السكان، ممن فاجأتهم الهزة التي استغرقت 30 ثانية أثناء النوم، قد هرعوا إلى الشوارع مذعورين، فيما تسببت بتدمير العديد من المباني الأثرية، التي يعود بعضها إلى القرن الثالث عشر، جراء الهزة القوية التي شعر بها سكان العاصمة "روما".

ومثلت شوارع المنطقة الأثرية الضيقة عقبة أمام دخول الآليات الثقيلة لرفع الأنقاض؛ حيث استخدم السكان أيديهم للبحث عن ناجين وسط الركام.

من جهة ثانية، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي "سلفيو برلسكوني" - الذي ألغى رحلة مقررة الاثنين إلى "روسيا" - حالة الطوارئ، وسط تحذيرات من ارتفاع حصيلة الهزة، وبلغت قوتها 6.3 درجة بمقياس ريختر.

وقال "برلسكوني": يمكنني القول إن أي مبنى لا يخلو من ضرر جراء ما حدث في وسط مدينة "لاكويللا" التاريخي.. لقد تأثرت جميع المباني الحكومية والعامة.

وأوضح رئيس الوزراء الإيطالي أن نحو 4 آلاف شخص يعملون في جهود الإنقاذ، فيما يستعد الدفاع المدني لإيواء أكثر من 30 ألف مشرد.

وتناقضت تقديرات قوة الهزة، التي وضعتها وكالة المسح الجيولوجي الأمريكية عند 6.3 درجة، وقدرها "المعهد القومي الجيوفيزيائي" الإيطالي ب5.8 درجة، وشعر بها سكان مناطق أخرى بينها العاصمة "روما".

ووقعت الهزة في الساعة 3:32 فجرًا، على بعد 95 كيلومترًا شمال شرقي العاصمة الإيطالية، "روما"، ودفعت بعشرات الآلاف من السكان، الذين فاجأهم الزلزال أثناء النوم، للفرار مذعورين إلى الشوارع.

وفي وقت سابق، تحدث ناطق باسم وكالة حماية المدنيين عن تلقي تقارير عن تهدم مباني واحتمال وقوع ضحايا.

وتتوقع السلطات الإيطالية ارتفاع حصيلة القتلى نظرًا لتهدم العديد من المباني القديمة وتأثر أخرى تاريخية.

وهرعت فرق الإنقاذ إلى مدينة "لاكويللا" وسط مركز الهزة الأرضية التي وقعت على عمق قرابة 10 كيلومترات في باطن الأرض، وفق الوكالة الأمريكية.

ويُذكَر أن "لاكويللا" وتعرف بمبانيها العريقة هي عاصمة إقليم "أبروزو"، منطقة جبلية تنشط فيها الزلازل.

وجاءت الهزة الثانية بعد أولى ذكرت وكالة المسح الجيولوجي أن قوتها بلغت 4.6 درجة بمقياس ريختر، وقعت شمالي "إيطاليا"، نحو 55 كيلومترًا جنوب شرقي "بلوغنا".

ووقعت الهزة على عمق 6.4 كيلو مترًا تحت باطن الأرض.

وشهدت إيطاليا عام 1980 هزة أرضية عنيفة، بقوة 6.5 درجة، أوقعت 3 آلاف قتيل في "نابولي".