مسجد التوحيد قبلة لإغاثة منكوبي هايتي

نجى مسجد التوحيد من الزلزال المدمر الذي ضرب العاصمة الهايتية "بور أو برنس" قبل أكثر من عشرة أيام فأصبح قبلة لتلقي المساعدات وإغاثة المشردين.

وبحسب تقرير بثته قناة الجزيرة الفضائية مؤخرا، فإن القائمين على المسجد فتحوا أبوابه لتلقي المساعدات الإغاثية من مختلف الجهات سواء داخل هايتي أو خارجها.

ويتولى شبان المسجد من المتطوعين مهام تفريغ شحنات المساعدات قبل أن يباشروا توزيعها على النصارى والمسلمين من منكوبي الزلزال على حد سواء.

وحول ذلك يقول "فاروق خان" من "الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية"، الذي تواجد في المسجد لتوصيل مساعدات من جمعيته لمنكوبي هايتي: "بغض النظر عن ديانة من نساعدهم فهم في حاجة ماسة للمساعدة ونحن كمسلمين سنعمل على إيصال المساعدة لكل من يحتاج إليها".

الشيخ "محمد مروان"، إمام المسجد أكد بدوره على هذا المعنى قائلا: "الأمر لا يتعلق بالعقيدة والدين فكلنا الآن فقراء ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان رسولاً للإنسانية جمعاء ونحن – المسلمين - نراعي السنة النبوية ومن أجل ذلك فتحنا أبواب هذا المسجد لإغاثة المنكوبين.

وقالت السلطات في هايتي يوم الأحد 24-1-2010 أنها جمعت 120 ألف جثة من جثث ضحايا الزلزال، الذي ضرب العاصمة يوم 12 -1 -2010 وبلغت قوته 7.3 درجات على مقياس ريختر، وتوقعت أن يكون تعداد القتلى أكثر من هذا الرقم بعشرات الآلاف؛ حيث لم يشمل رقم الـ 120 ألفا الجثث التي جمعتها عائلات الضحايا.

وتوقع مسؤولون هايتيون سابقا أن يكون تعداد القتلى بين 100 ألف و200 ألف، كما أصبح هناك ما يصل الى ثلاثة ملايين شخص بين مصاب ومشرد يحتاجون للمساعدة الطبية والغذاء والمياه في ظروف مروعة طالت أفقر بلد في نصف الكرة الشمالي.

حكاية إيملي:
ويقيم عدد كبير من المشردين الذين تهدمت منازلهم بجوار مسجد التوحيد ويعتمدون على المعونة التي يقدمها لهم, كما يوزع المسجد الطعام والماء على عابري السبيل وأبناء الحي الذي يقع فيه.

ومن بين الحالات الإنسانية التي حضرت إلى المسجد لتلقي المساعدة فتاة تدعى "إيملي" وشقيقها اللذين فقدا ذويهما في الزلزال وأحضرهما أحد القائمين على المسجد بعد أن استوقفاه طلباً للطعام.

تحكي إيملي مأساتها قائلة: "يوم وقوع الزلزال ذهبت إلى المدرسة ولدى عودتي وجدت بيتي مدمرا فأمضيت أحد عشر يوماً في الشارع قبل أن يأتي بي أحدهم إلى هنا".

جدير بالذكر أن مسجد التوحيد تأسس قبل نحو 4 سنوات على يد أبناء جزيرة هايتي الأصليين, الذين يؤكدون أن الإسلام دخل إلى بلدهم مع الأفارقة الذين استعبدتهم الإمبراطويه الفرنسية ونقلتهم للجزيرة.

وأطلق المواطن عبدالكريم، الذي كان وراء مشروع تأسيس هذا المسجد، اسم التوحيد عليه تيمناً بمصلى في أحد سجون ولاية نيويورك الأمريكية حيث اعتنق الإسلام.

وفي الوقت الذي ينشغل فيه مسجد التوحيد بتوزيع المساعدات لمن يلجئون إليه من المسلمين وغير المسلمين فإن القائمين عليه ما زالوا يواظبون إعلاء دوره الديني فى هايتي.