• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    اختتام ندوة حول العلم والدين والأخلاق والذكاء ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    لقاءات دورية لحماية الشباب من المخاطر وتكريم حفظة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تزايد الإقبال السنوي على مسابقة القرآن الكريم في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مناقشة القيم الإيمانية والتربوية في ندوة جماهيرية ...
    خاص شبكة الألوكة
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / تقارير وحوارات
علامة باركود

حوار مع د. أحمد بابكر: الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي

جمال سالم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/8/2015 ميلادي - 20/10/1436 هجري

الزيارات: 3906

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار مع د. أحمد بابكر

الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي


• نَجتهد في التوصل لفتاوى شرعية حول القضايا المستحدَثة.

• طالبنا الأمم المتَّحدة بتجريم الإساءة للأديان؛ محافظةً على السلام.

• نُتابع أحوال الأقليات، ونَدعو لإغاثة المتضرِّرين حتى مِن غير المسلمين.

• أنجزنا مشروعات موسوعية ثقافية عملاقة؛ منها "معلمة زايد الفقهية".

• نسعى لتأكيد هُوية الأمة في مختلف المجالات، وهذه نماذج منها.

• النفاق الغربي يكيل بمكاييل بقضايانا، ولا يجرؤ على انتقاد السامية.

 

الحوار:

أكَّد الدكتور أحمد خالد بابكر - الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدَّة - رفضَه لكلِّ ما يُعكِّر صفو العلاقات بين البشر جميعًا، ويُهدِّد التعايش السلميَّ؛ مثل: الإساءة للأديان والرسل، وأشار إلى أنَّ المجمَع يُتابع أحوال الأقليات الإسلامية في العالم، ويَعمل على دعمِها ماديًّا ومعنويًّا، وأوضَحَ تعاون المجمع مع مُختلف المجامع الفقهية في العالم الإسلامي في القضايا المستحدَثة وتبادُل الخبرات والآراء الفقهية، وكشَفَ عن المشروعات الثقافية الإسلامية الكبرى التي يقوم بها المجمع في مختلف المجالات، وإنجازه "معلمة زايد الفقهية" وغيرها من الأعمال التي تستهدِف تأكيد هُويَّة الأمة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والقانونية.

 

•• يعد مجمع الفقه الإسلامي أحد المرجعيات الفقهيَّة الكُبرى للمسلمين، وخاصَّةً فيما يتعلق بالمستجدات والتحدِّيات، فهل تتعاونون مع المجامع الفقهية الأخرى؟

د. أحمد خالد بابكر: لا شكَّ أن الهدف الأساسي لكل المجامع الفقهية هو مصلحة الأمة ومناقشة الموضوعات الفقهية الهامَّة، وهذا ما تقوم به المجامع الفقهية، وبالتالي يتمُّ بينَنا تكامُل حتى لا تتكرَّر الجهود، كما نقوم بإصدار الموسوعات التي تتضمَّن ما توصَّلْنا إليه، فمثلاً تمَّ اكتِمال مشروع طباعة "معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية"، بالإضافة إلى مُتابَعة ما تمرُّ به أمَّتنا من أزمات وتحديات؛ ولهذا فإن المجامع الفقهية تعدُّ مرجعيات عِلمية واعية، والقرارات التي تُصدرها تُسهِم في حلِّ كثير من مشكلات الأمة وعلاج أمراضها، وتصحيح سلبياتها وأخطائها، ونحلم بتحقيق وحدة الأمة الإسلامية، ودرء الضلالات، وإفساد مكايد الأعداء.

 

وللعلم؛ فقد تأسس مجمع الفقه الإسلامي الدولي تنفيذًا للقرار الصادر عن مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي عُقد بمكة المكرمة عام 1401هـ - 1981م، ويضمُّ أعضاءً مِن الفُقهاء والعلماء والمفكرين في شتى مجالات المعرفة الفقهية والثقافية والعلمية والاقتصادية؛ لدراسة مشكلات الحياة المعاصرة، والاجتهاد فيها، ويبلغ عدد الدول المشاركة بالمجمع 43 دولة من بين 57 دولة، ممثلة بواحد أو أكثر من خيرة العلماء في كل المعارف والعلوم.

 

معلمة زايد:

•• ما حكاية "معلمة زايد الموسوعية" التي تقول: إن المجمع قد أنجزها؟

د. أحمد خالد بابكر: تعدُّ هذه المَعْلمة موسوعة علميةً شاملةً تضمُّ القواعد الفقهية والأصولية المقاصدية، مع الضوابط الفقهية من المذاهب الإسلامية الثمانية؛ وهي: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، والزيدية، والجعفرية، إضافة للمذهب الإباضي، والظاهري، وجاءت معلمة زايد ثمرةَ قرار مجمعيٍّ في اجتماع مجلس المجمع في العاصمة الأردنية عمان، وبدأت الخطوات العلمية للمَعلمة عقب موافقة مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية على تمويل المشروع، وتمَّ إبرام اتفاقية تعاون لإنجاز المشروع بين المؤسسة ومجمع الفقه برعاية منظمة التعاون الخليجي، وتعاون فيها الفقهاء والخبراء عشر سنوات كاملة من 2002 حتى 2012، وتمحْوَرَ اجتهاد الفقهاء حول المقاصد الشرعية الكلية في القواعد الأصولية والأحكام الشرعية، وسلَّطت المعلمة الضوء على معالم التفكير الإسلامي الذي تمثَّل في الفقه وأصول الفقه بصورة رائعة في 45 مجلدًا بدعم مباشر من مؤسسة زايد، بمبلغ وصل إلى أحد عشر مليون دولار، تحت إشراف العلامة المغربي الدكتور أحمد الريسوني.

 

إصلاح البيت:

•• ما دور المجمع في إصلاح البيت الإسلامي من الداخل، وخاصة في ظل التناحر المذهبي والطائفي الذي يَخدم أعداء الأمة ويمزِّق وحدتها؟

د. أحمد خالد بابكر: يعدُّ موضوع "الحوار بين أتباع المذاهب الإسلامية" مِن أولويات المجمع، وقد اتخذ في شأنه عددًا من القرارات التي تؤكِّد بالنص على وجوب احترام أمهات المؤمنين والصحابة وآل البيت من جميع أتباع المذاهب الإسلامية، وعدم الإساءة لهم وانتقاصهم بطعن أو تجريح، وتحريم تكفير أي فئة من المسلمين تؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتؤمن بأركان الإسلام وأركان الإيمان ولا تُنكر معلومًا من الدين بالضرورة، ونؤكِّد على حرمة دماء المسلمين باختلاف طوائفهم، وتَحريم الاقتتال بينهم مطلقًا، ومنع الدعوة المنظَّمة للمذهب المخالف بين المذاهب الأخرى؛ لما يؤدي إليه مِن الفتنة وتفريق الصف وبثِّ الفُرقة وإثارة الضغائن والأحقاد، وأن يتمَّ تضمين ذلك في مناهج التعليم ووسائل الإعلام والمواقف السياسيَّة.

 

توصيات وتوعية:

•• قد يقول قائل: هذه مجرد توصيات صماء ليس لها تنفيذ على أرض الواقع!

د. أحمد خالد بابكر: دورنا التوعية؛ ولهذا عقد المجمع ندوات ومُلتقيات تهدف إلى تعميق الحوار بين أتباع المذاهب الإسلامية، وإزالة العوائق التي تمنَع ذلك، والتأكيد على الثوابت والقيم المشتركة، ونَشْر ثقافة التسامُح والوسطية والاعتدال، وقد نجحْنا حينًا، ولم تؤتِ ثمارَها المرجوَّة في أحيان أخرى.

 

عقوبة الإعدام:

•• في الوقت الذي تُطالب فيه منظَّمات حقوق الإنسان في العالم بإلغاء عقوبة الإعدام، إلا أنكم في المجمع طالبتم باستمرارها، فما السبب؟

د. أحمد خالد بابكر: دفاعنا عن عقوبة حكم الإعدام لم يأتِ من فراغ، ولكن لأننا نعتبرها قاعدةً جوهرية للمبادئ العامة لحقوق الإنسان، وأنها تمثِّل نوعًا من القصاص الذي أقرَّته الشريعة الإسلامية، والغريب أن بعض الأنظمة العربية والإسلامية راحتْ تُلغي عقوبة حكم الإعدام من نصوصها التشريعية والقانونية؛ بحجة أنها عقوبة مناقضة لمبادئ حقوق الإنسان، ومتعارضة مع حق الإنسان في الحياة، وتناسى الجميع أن في شريعتنا مبدأً راسخًا هو "القصاص" الذي جاء به نص قرآني في قوله تعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 179]، والمبدأ الذي يقوم عليه القصاص هو "المعاملة بالمثل"، وهو سلوك فطريٌّ منذ بدء الخليقة، وكان موجودًا قبل الإسلام؛ ولهذا دعَونا جميع الأنظمة الإسلامية إلى عدم تغيير حكم عقوبة الإعدام الذي يُراعي الحقوق الأساسية للإنسان - أفرادًا وجماعات - ويَحمي حياتهم من خطر القتل والإزهاق، على عكس ما يدَّعي الغربيون.

 

معجم المصطلحات:

•• ماذا تمَّ بشأن إصدار "معجم المصطلحات الفقهية"؟

د. أحمد خالد بابكر: هو عبارة عن معجم عام للمُصطلحات الفقهية، تعرَّف فيه المصطلحات طبقًا للمَدارس الفكرية المختلفة، مع الإشارة إلى أسماء الفقهاء، والاستشهاد بأشهر الآراء الفقيهة، وإعطاء رموز الكتب والمراجع المختلفة المتعلقة بالمصطلح، ووجدنا بعد البحث أنه يجب الرجوع إلى الأعمال المعجمية السابقة مِن كتب وفهارس يُمكن أن تكون مفيدة في عملية الإعداد لهذا المعجم العام الذي سيكون عملاً موسوعيًّا تستفيد منه الأمة.

 

القانون الإسلامي:

•• يقال: إن هناك محاولة من المجمع لإنجاز ما يُطلق عليه: "القانون الإسلامي" للدول الأعضاء، فماذا يقصد بذلك؟

د. أحمد خالد بابكر: طلبنا من الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي أن تزوِّد المجمع بالقوانين المطبَّقة فيها؛ بحيث يقوم المجمع بعمل مقارنة دراسية بينَها لمُحاولة توحيدها على أساس كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك القواعد والأصول والمبادئ الفقهية، وهدفنا تغيير أية قوانين مخالفة للشريعة الإسلامية، ونحلم بإنشاء دستور للأمة الإسلامية يكون أساسًا لتحقيق الوحدة التشريعية.

 

الفقه الاقتصادي:

•• ماذا عن موسوعة الفقه الاقتصادي التي قيل: إنَّ المجمع سيعمل على إصدارها؟

د. أحمد خالد بابكر: بدأت الفِكرة باقتراح نشر موسوعة فقهية تُعالج القضايا الرئيسية في المعاملات الاجتماعية القديمة والحديثة، والأحكام المتعلِّقة بها تنفيذًا لقانون المجمَع، وتأكيد أن الفقه يُمكن جمعه بطريقة تيسِّر للباحث سرعة الوصول للمسائل الفقهية التي يَحتاجها في مجال الفقه الاقتصادي الذي أصبحت معرفته أمرًا ضروريًّا وحيويًّا في عالم اليوم الذي يُسيطِر فيه الاقتصاد على مُختلف مناحي الحياة.

 

مواجهة الكوارث:

•• تؤكِّد التقارير الدولية أنَّ أكثر من 90% من الجوعى واللاجئين والمشرَّدين في العالم يَدينون بالإسلام، فما دوركم في التوعية الفقهية وعلاج هذه الكارثة الإنسانية؟

د. أحمد خالد بابكر: أصدرْنا بيانات عديدة تؤكِّد أنَّ إنقاذ أرواح المسلمين المضارِّين في العالم مِن واجبات الأخوَّة الإيمانية، وليس من أخلاق المسلمين أن يقصِّروا في نجدة وإنقاذ إخوانهم مِن الهلاك، وأن يتركوهم يَموتون؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا))؛ ولهذا لا مانع من تنفيذ قول بعض الفقهاء: إنه يَجوز أن يدفع المسلم مِن زكاة ماله إلى مَن هم أشدُّ حاجة لمال الزكاة مِن أهل بلد المال، وهو ما أخذ به مجمع الفقه الإسلامي الدولي لتفعيل دور الزكاة في مكافحة الفقر، وإنشاء صندوق يُخصَّص لمساعدة النازحين داخل أوطانهم أو خارجها بسبب الحروب أو الفيضانات أو المجاعات أو الزلازل أو غيرها؛ لأن إعانة المحتاجين ومساعدتهم على الخروج من مِحنتهم، وتوصيل المساعدات لهم: مِن أعظم القُرَب وأفضل الأعمال؛ لأنَّ فيها إحياءً للأنفس مِن الهلاك، وإنَّ مَن يُعطِّل إيصال هذه المعونات إلى المضطرين سوف يَحمل إثم مَن يموت منهم.

 

إغاثة غير المسلمين:

•• لكن هؤلاء المنكوبين قد يكون بينهم غير المُسلمين، فهل يجوز مساعدتهم من الزكاة؟

د. أحمد خالد بابكر: أجاز المجمع للمسلم أن يُعطي من زكاة ماله مِن سهم المؤلفة قلوبهم للمنكوبين من غير المسلمين في مناطق الكوارث والزلازل والفيضانات والمجاعات؛ تأليفًا لقلوبهم، مما يكون له أثر إيجابيٌّ في دعوة هؤلاء إلى الإسلام بشكل عمَليٍّ في ظلِّ هذه الظروف الصعبة، مع التأكيد على عدم جواز ربط المساعدة لهم بإجبارهم على اعتناق الإسلام.

 

مآسي المسلمين:

•• هل يَتجاوَب المجمع مع مآسي المسلمين الذين يتعرَّضون لحرب إبادة؛ مثل ما يتمُّ في بورما؟

د. أحمد خالد بابكر: بالتأكيد؛ لأنها مأساة إنسانية، وليست إسلامية فقط؛ حيث تُرتكب ضد مسلمي الروهينجيا في بورما جرائم بشعة، ونحن نُتابع ما يتعرَّض له المسلمون العزَّل مِن إبادة جماعية ومذابح بشعة، بل ومحارق تَرتكبُها عصابات بوذية متطرِّفة تتواطأ معها سلطات محلية، في ظل تخاذل دولي وصمت إعلامي مشين من منظمات حقوق الإنسان؛ ولهذا فإن هذه الجرائم سُبَّة في جبين البشرية؛ لأنَّ هؤلاء المسلمين البورميِّين الذين لم يَرتكبوا ذنبًا سوى أنهم آمنوا وقالوا: ربُّنا الله؛ ولهذا دعَوْنا الدول العربية والإسلامية ومنظَّماتها الخيرية والإغاثية والإعلامية للعمل على درء العدوان والاضطهاد، ودعم قضاياهم بكل الوسائل المتاحة، وتقديم كل المساعدات المعنوية والإعانات المادية العاجلة لهم مِن مُنطلَق المسؤولية الدينية.

 

الأقليات الإسلامية:

•• هل تحتلُّ الأقليات والطوائف المسلمة في بعض البلدان غير الإسلامية مكانًا في خريطة مجمع الفقه الإسلامي؟

د. أحمد خالد بابكر: بالتأكيد يتمُّ رصْد أحوالها من خلال لجنة "حقوق الإنسان"؛ حيث تُتابع ما يلحق بالأقليات والطوائف المسلمة في بعض البلدان غير الإسلامية، والتصوير السلبي للإسلام في وسائل الإعلام، حتى وصل الأمر إلى اعتماد وإنفاذ قوانين تمييز ضد المسلمين، وتستهدفهم تحديدًا، وتقرَّر اعتماد القرارات المتعلقة بمناهضة تشويه صورة الأديان؛ ولهذا نَدعو الدول التي بها أقليات إسلامية إلى اتخاذ إجراءات حازمة لحَظرِ القيام بنشر الأفكار والمواد القائمة على العنصرية وكراهية الأجانب، والموجَّهة ضد أي دين من الأديان أو أتباعه، والتي تشكِّل تحريضًا على التمييز أو العداوَة أو العنف، وتشويه صورة الأديان، مما يكون سببًا من أسباب التنافر الاجتماعي، ويؤدِّي لحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.

 

الإساءة للإسلام:

•• لكم رؤية مغايرة في قضية الإساءة البالغة التي استهدفت الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق الأعمال الفنية والرسومات الكاريكاتورية، فما هي بإيجار؟

د. أحمد خالد بابكر: أرى أنَّ هذه الإساءات تعدُّ مؤشرًا حقيقيًّا على ضَعفٍ ووهنٍ كبيرين ينخران موقف بعض النخب الغربية حيال حضارة الإسلام؛ ولهذا يجب على المسلمين ضرورة توخي الحذر في التعامل مع هذه القضية، وهذه الحوادث ليست ببعيدة عن إفرازات الصراع العالمي حاليًّا، والقائم على أساس الخلاف الحضاري العميق، واختلاف المصالح الذي يُبيح استخدام أدوات غير نظيفة في هذا الصراع بهدف استفزاز الآخر، حتى وصل لمرحلة التقاتل بسبب التطاول المستمر على الله والرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه أمور تَلفظها القيم الأخلاقية والإنسانية؛ ولهذا أدعو المسلمين للتأني والصبر وعدم الانجراف وراء هذه الاستِفزازات.

 

حرية التعبير:

•• لكن الغرب يرى ذلك منافيًا لمبدأ حرية التعبير عن الرأي؟!

د. أحمد خالد بابكر: هذه ليست حرية، بل مؤامرة للإساءة للآخرين ورموزهم الدينية، وعدم احترام الآخر مما يؤثر سلبًا على التعايش السلمي بين البشر، ويسيء إلى علاقاتهم وقدرتهم على التعارف والتعاون الحقيقي والفعال بين شعوب العالم، من خلال احترام التنوع الديني والثقافي؛ لأن الإساءة إلى الرموز الدينية والمقدَّسات تُزعزع الأمن وتَزيد الفتن والصدام، والحلُّ في قَبول الآخر بثقافته في ضوء المواثيق الدولية التي تَحمي حقوق الإنسان وعقيدته.

 

مفاهيم مغلوطة:

•• هل تقصد أن الغرب يَكيل بمكيالين في القضايا المتعلقة بالإسلام والمسلمين؟

د. أحمد خالد بابكر: مِن المؤسف القول: إنه يتمُّ الكيل بمكاييل وليس مكيالين فقط؛ فهذه سمة بارزة للغربيين، والواقع والتاريخ خير شاهد على ذلك؛ ولهذا أتساءل: هل تجرؤ أي وسيلة من وسائل الإعلام الليبرالية التي تدَّعي الحرية في نشرها رسومًا كاريكاتورية مسيئة للرسول - الذي يقارب أتباعه المليار والنصف - أن تنشر أيَّ إساءة للسامية؟! أليس هذا نفاقًا ومُتاجَرةً بمبدأ حرية التعبير، والذي يُتَّخذ وسيلةً للإساءة للآخرين؟! ولهذا يجب أن تكون هناك شفافية وموضوعية في التعامل مع الآخر واحترامه وتجنُّب الإساءة إليه.

 

نفس الموقف يتَّخذه الغرب في مجالات السياسة؛ حيث يغضُّ الطرف تمامًا عن المآسي والمَجازِرِ التي تُرتكَب ضد المسلمين، في حين يضخِّم الإعلام أيَّ حادثة فردية يرتكبها مسلم، وتتمُّ نسبتُها إلى الإسلام، رغم أن تعاليمه ترفضُها؛ ولهذا فإن الإسلام الدين الوحيد الذي تتمُّ محاكمته بالأفعال السيئة لبعض أتباعه حتى لو كانت مرفوضة شرعًا.

 

الدفاع عن المسيح:

•• قد يقول قائل: إن إساءة الإعلام الغربي لا تَقتصر على الإسلام ورسوله الكريم، وإنما يكون هناك أحيانًا إساءة إعلامية غربية للمَسيح وأمه مريم، وبالتالي فليست الإساءة مقصورةً على الإسلام؟

د. أحمد خالد بابكر: نحن نرفض الإساءة إلى كل الأديان والرموز الدينية لأيِّ بشر؛ ولهذا عندما نشرت بعض وسائل الإعلام الصهيونية عام 2009 إساءات للمسيح عليه السلام وأُمه مريم البتول عليها السلام، قام المجمع بإصدار بيان شديد اللهجة يَستنكر بشدة تلك الإساءات؛ انطلاقًا من إيمان المسلمين بنبوَّة المسيح وبرفعة منزلته رسولاً من عند الله، وبعظيم مكانة أُمِّه الصدِّيقة عليها السلام، وانطلاقًا من إيماننا بجميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام نرفض أي إساءة لأي نبي أو رسول، بل إنها إن صدرت عن مسلم تُعتبَر خروجًا من الإسلام؛ ولهذا لا بدَّ عند ممارسة الحرية من احترام الآخرين وعدم العدوان عليهم، وإلا كانت الفوضى التي تهدف إلى تحطيم القيم الدينية والخلقية، مما يؤدِّي لإفساد المجتمع الإنساني؛ ولهذا لا بدَّ مِن تجريم منظَّمة الأمم المتحدة وكذلك تشريعات الدول لهذه الأفعال؛ لمعاقبة كل من تسوِّل له نفسه الإساءة للأديان ورموزها.

 

تحذير صادق:

•• حذَّرتَ كل التيارات الإسلامية من أسباب الفشل بسبب مواقفها بعد ثورات الربيع العربي، فماذا قلتم لها؟

د. أحمد خالد بابكر: طالبتُها بمراجعة أغلب مواقفها حيال المُعطيات الواردة إلى الساحة العربية والإسلامية في أعقاب المستجدات التي خلَّفها مسار الربيع العربي في مجموعة من الدول، وأن السعي للانفراد بالسُّلطة وعدم إشراك الباقي في مختلف الفعاليات من شأنه أن يُعيد الأوضاع إلى سابق عهدها، مما يشكِّل تهديدًا لمشروع التغيير الذي ينشده المواطن العربي والمسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوار مع د. فاطو ماتا أمادوا - رئيس الجمعية الإسلامية لمساعدة الطلبة بالكونغو برازافيل
  • حوار مع الأكاديمي المجري البروفسور " توشكا لاسلو "
  • حوار مع " بول موجز " حول الحوار بين المسيحيين والمسلمين
  • حوار مع الدكتور محمد حمدي يوسف سباهتشي مفتي صربيا ورئيس مجلس علمائها
  • حوار مع د. حلمي محمد نصر - جامعة ساو باولو
  • حوار مع الدكتور يوسف إبراهيم - مدير مركز الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر
  • حوار مع د. رمضان عاشور دكتور الصحة النفسية والتربية الخاصة حول رعاية متحدي الإعاقة
  • حوار مع الدكتور عبدالرحمن بودرع أستاذ اللسانيات وتحليل الخطاب بجامعة عبدالمالك السعدي بتطوان

مختارات من الشبكة

  • حوار مجلة تواصل مع د. محمد بريش (PDF)(كتاب - موقع د. محمد بريش)
  • حوار عن الدعوة السلفية مع د. سعيد عبدالعظيم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار عن الدعوة مع د.الطريقي(مقالة - موقع أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي)
  • د. زيد الرماني في حواره مع الرسالة(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • حوار مع د. عبدالمنعم يونس(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب ( الحوار - طرفا الحوار)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • محاذير الحوار (متى نتجنب الحوار؟)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحوار في الدعوة إلى الله (مجالات الحوار الدعوي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في مركب "حوار الحضارات": أي حوار وأية مقومات؟(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)
  • الحوار المفروض والحوار المرفوض(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب