تقرير عن أوضاع المسلمين في الدول غير المسلمة

تقرير عن أوضاع المسلمين في الدول غير المسلمة

تعتبر دراسة أوضاع الأقليات المسلمة في إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية على وجه التحديد أمرًا من الأهمية بمكان؛ لذا قمنا بإجراء عدة حوارات مع فتيات أسلَمْنَ مؤخرًا؛ لنتعرف معهن على طبيعة الحياة في دول يربط سكانها دائمًا بين الشخص المسلم وقضايا الإرهاب وإهانة المرأة.

حيث تقول سيندي التي اعتنقت الإسلام منذ ثلاثة أشهر فقط: "ولدت في بلد أغلب سكانه يدينون بالمسيحية، ويعتمدون على وسائل الإعلام في التعرف على الإسلام الذي دائمًا ما يظهر بصورة سيئة"، وتضيف سيندي: "فأنا المسلمة الوحيدة في العائلة، حتى إن أسرتي أصبحت تراني إرهابية، كما أنني في ظل نظرة المجتمع لي لا أستطيع أن أقيم شعائر الإسلام بحرية؛ فارتداء الحجاب يعتبر جريمة في بلدي".

وأردفت: "تعرفت على شاب عراقي مسلم، حدّثني عن الإسلام فلفتَ انتباهي، وقرأت عنه المزيد ونطقت الشهادة، إلا أنني أواجه مشكلة تتمثل في قلة المساجد في مدينتي؛ لذا أستغرق ساعة كاملة للذهاب إلى المسجد".

وحكت لنا الأخت كارين راموس من كوستاريكا، أسلمت منذ نحو عامين، قائلة: "بحثت على شبكة الإنترنت عن معلومات حول الدين الجديد الذي لم أكن أعرف عنه من قبل، فوجدت موقعًا اسمه caminoalislam ينشر مقالات عن الإسلام باللغة الإسبانية ويديره مجموعة من الشباب المصريين ساعدوني في التعرف على الإسلام، كما أرسلوا إليَّ كتبًا تعليمية حول الدين الحق فقرأتها بشغف".

وأضافت راموس التي أسمت نفسها "سلمى" بعد نطقها للشهادتين: "إنه ليس سهلاً ممارسة الإسلام في مجتمعنا، فعمدت إلى إقامة شعائره في منزلي، لكنني لم أستطع ارتداء الحجاب حتى الآن، رغم رغبتي في ذلك".

وتابعت: "المسجد أيضًا بعيد للغاية عن منزلي، وأقضى 4 ساعات في وسائل المواصلات لزيارته، لكنني تعرفت على مسلمين في مدينتي ونتواصل معًا كل مدة".

بينما رأت دانيلا سيلفا - وهي امرأة أرجنتينية أسلمت مؤخرًا - أن الدعوة عن طريق الإنترنت تعتبر وسيلة مساعدة سهلة ومتوفرة بالنسبة للكثيرين.

وقالت: "نطقت الشهادة لأول مرة في 15 إبريل/نيسان عام 2011 من خلال برنامج المحادثة "سكايب" مع أعضاء فريق أحد المواقع الإلكترونية التي تعمل على نشر الإسلام، بعدها واجهتني بعض التحديات مع عائلتي، حتى إنني أشعر في بعض الأحيان بأنني أَسْبح عكس التيار، لكنني بفضل الله أستطيع ممارسة أحكام الإسلام في مجتمعي بحرية؛ لأننا بلد ديموقراطي يقوم على احترام الإنسان مهما كانت ديانته".

وأردفت: "تعرفت على العديد من المسلمين في مديني، ونتواصل بشكل مستمر كما نذهب معًا إلى المسجد الذي يبعد 45 دقيقة فقط عن مقرِّ سكني، ولدينا مسجدٌ آخر يبعد حوالي ساعة وثلث الساعة".

وأشارت سيلفا إلى أنها قامت بـ"قراءة عدة كتب مجانية أرسلها لها موقعٌ إلكترونيٌّ بهدف التعرف أكثر على تعاليم الإسلام"، وتضيف قائلة: "واستفدت كثيرًا؛ لأن أكثر ما كان يشغلني هو وضع نبي الله عيسى وأمه في القرآن".

كما قصّت لنا آري مالافا من فنزويلا التي أعلنت إسلامها منذ نحو 3 سنوات "أنها كانت تدين بالمسيحية قبل معرفتها بالإسلام، لكنها ما إن عرفته حتى ذهبت تطالع الكتب لمعرفة المزيد، ولم تكفَّ عن القراءة حتى وصل عدد الكتب التي قرأتها عن الإسلام إلى 40 كتابًا خلال سنتين.

وقالت مالافا: "الأمانة تقتضي أن أعترف بأن التحول إلى الإسلام لم يكن بالأمر السهل على الإطلاق، فكنت أبكي كثيرًا، لكن ما إن أدركت أن الإسلام هو الدين الحقيقي حتى قررت أن أعتنقه، وكانت هناك صفحة دعوية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك اشتركت فيها، وأتابعها لمعرفة المزيد".

وتذكر مالافا التي اختارت لنفسها اسمًا إسلاميًّا هو "جميلة": "أنها تعرضت للمعاناة في الكنيسة منذ أن علموا بأنها بدأت تدرس دينًا جديدًا".

وتؤكد جميلة أن "تعليقاتهم كانت سخيفة ووصفوني بابنة الشيطان، كما قالوا: إني أدبِّرُ خطةً لإقناع المترددين على الكنيسة بترك دينهم، والدخول في دين جديد رغم أنني كنت عضوًا فعالاً بها".

وتابعت: "حتى بعد تركي للكنيسة مازالوا يصفونني بصفات سيئة! لكنني قابضة على ديني! وسأدافع عنه حتى الموت، ولن أتأثر بما يقولون".

وأوضحت الأخت أن "فنزويلا دولة ديموقراطية وأستطيع ممارسة شعائر ديني بكل حرية كما أنني أرتدي الحجاب، وأسير به في شوارع مدينتي بفخر شديد، وأتقبل التعليقات السخيفة من قِبل البعض".

وأضافت: "تعرفت على عدة سيدات مسلمات، ونقضي معًا الأعياد الإسلامية، ولعل من بين المبشّرات بالخير أن الجالية المسلمة تزداد يومًا بعد الآخر، إلا إننا نواجه مشكلة عدم وجود مسجد في المدينة، لكننا بدأنا في إنشاء مصلًّى، وسيتم الانتهاء منه قريبًا".

وأفادت جميلة بأن "المرأة المسلمة في مجتمعنا وصلت إلى أعلى المراتب؛ فهي الطبيبة، والمهندسة، والمدرِّسة الناجحة، وتستطيع ارتداء الحجاب دون أية مشكلات".