• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 ...
    محمود مصطفى الحاج
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / تقارير وحوارات
علامة باركود

المسلمون في روسيا بين ماض مؤلم ومستقبل مشرق

عبدالكريم السمك


تاريخ الإضافة: 23/12/2013 ميلادي - 19/2/1435 هجري

الزيارات: 8099

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المسلمون في روسيا بين ماض مؤلم ومستقبل مشرق

 

إنها قصَّةُ ثلاث مراحلَ عاشها المسلمون الروس، قارَب زمنُها وعمرُها ألف عام، منها تسعة قرون عاشوها في العهود القيصرية، وخمسة وسبعون عامًا في العهد الشيوعي، واليوم في ظل نظام جديد، تحقَّق لهم فيه الحرية في العقيدة والعبادة، والحياة الحرة الكريمة، على قاعدة الإسلام دينًا، والانتماء الروسي مواطنة، وتلك هي القصة، السيف يفتح أرضًا ولا يفتح قلبًا.

 

إنها قصة انتشارِ الإسلام على أكبر متَّسع جغرافي في العالم، وذلك على أرض قارَّاتِ العالَم القديم الثلاث - آسيا، وإفريقيا، وأوروبا - في فترة زمنية لم تتجاوَز خمسة عقود، ومما وصل إليه الإسلام روسيا اليوم؛ حيث عُرِفت هذه البلاد يومَها ببلد ما وراء النهر، وقد جاء فتح هذه البلاد على يد الصحابي حذيفة بن اليمان، الذي قاد حملتَه على أذربيجان وأرمينيا، وذلك سنة (18هـ 644م)، وقد تم توقيعُ الصلح على يد قائدِه عتبة بن فرقد السلمي، وقاد الحملةَ الثانية إلى الشرق من هذه البلاد الأحنف بن قيس، ففتح أراضي الديلم وطبرستان وأفغانستان.

 

أما ما يُعرَف عند المسلمين العرب بمدينة (باب الأبواب) ديريند، فقد تم فتحُها على يد القائد المسلم سراقة بن عمرو، من دون إراقة دماء، وذلك سنة (20 هـ) في عهد الخليفة عمر - رضي الله عنه - ويعتزُّ أهالي هذه المدينة بأن مقبرة مدينتِهم حاضنة قبور أربعين شهيدًا من الصحابة، عُرِف منهم الصحابيان الجليلان الربيع بن مسلمة وأخوه عبدالرحمن - رضي الله عنهما - في حروبهم ضد الخزر؛ ولذلك فأهل المدينة يرون أن مقبرتهم أرض مباركة؛ لضمِّها في تربتِها رُفات هؤلاء الصحابة - رضوان الله عليهم.

 

ومن معالم هذه المدينة مسجد مسلمة بن عبدالملك الذي بناه سنة (115) هـ، وما زالت آثاره باقية بعد زلزالٍ ضرب المدينة في القرن الرابع عشر للميلاد.

 

وفي عهد معاوية - رضي الله عنه - امتدَّت حركةُ الفتح الإسلامي إلى بلاد المشرقِ؛ فقد حمل المسلمون إلى هذه البلاد رسالةَ الإسلام، تلك الشعوب الوثنية والبدوية، فكانوا لتلك الشعوبِ دعاةً مبشرين لا غزاة فاتحين؛ لأنهم لو كانوا من الصنف الثاني، لَمَا شهدنا تمسك شعوب هذه البلاد بالإسلام، فقدَّمت هذه الشعوب بعد إسلامها أسمى الصور الحضارية في النهضة العلمية والحضارية، التي كانت من عطاء رسالة الإسلام، وخير من قدم هذه الصورة السامية للإسلام، فقد جاءت من أبناء هذه البلاد الكريمة.

 

ويحتفظ متحف الأرميتاج في مدينة سان بطرسبرج بمخطوط رسالة تُعَد من أندر الوثائق الإسلامية، مكتوبة على رَقٍّ من جلد ماعز، تعود إلى سنة 99 هـ، وصاحبُها هو الجراح بن عبدالله الحكمي، من آل الحكمي المعروفين اليوم في جنوب المملكة؛ حيث كان واليًا في تلك البلاد للخليفة عمر بن عبدالعزيز - رضي الله عنه - فمن هذه المناطق توسَّع الإسلام وانتشر في أواسط روسيا اليوم، حتى وصل إلى أبعد أرض تسكن في شمالها حيث لا ليلَ ولا نهار.

 

أحمد بن فضلان رسول الخليفة العباسي إلى ملك الصقالبة:

ولا يغيب عنَّا ابن فضلان رسول الخليفة العباسي المقتدر إلى ملك الصقالبة البلغار، وذلك سنة (310هـ - 921م)، وكان هذا الشعب وثنيًّا كحال الخزر والروس وغيرهم من سكان هذه المنطقة، وكان ملك الصقالبة (ألمش بن يلطوار)، الذي اعتنق الإسلام بوصول ابن فضلان إلى مجلسه، وتعدُّ مخطوطة ابن فضلان من أهم مصادر التاريخ الاجتماعي والسياسي لسكَّان حوض نهر الفولغا من الروس الوثنيين والصقالبة والخرز لتلك الفترة، لكن المؤرِّخ المسلم التتاري المعروف شهاب الدين مرجاني، قال: إن البلغار اعتنقوا الإسلام قبل ذلك التاريخ، وتحديدًا في عهد الخليفتين: المأمون (813 - 833م) والخليفة الواثق (842 - 847).

 

أما النصرانية، فقد دخلت البلاد سنة (982م)، ويرى صاحب كتاب "موسكو المسلمة" (فريد شاه)، أن وفدًا بلغاريًّا مسلمًا كان قد قصد الأمير الروسي "فلاديمير" لدعوته إلى الإسلام، لكنه تعجَّب من تحريم المسلمين الخمر ولحم الخنزير، فقال كلمةً جرت على مجرى المثل في روسيا: "روسيا معتادة على الخمر، ولا تعيش من دونها"، ومع تنصُّر فلاديمير هذا في هذا التاريخ، فقد كان الإسلام سابقًا على دخول النصرانية بأربعة قرون، فكان عمرُ الإسلام على هذه الأرض ألفًا وأربعمائة سنة، بينما عمر النصرانية فيها ألف سنة.

 

المسلمون في ظل الحكم القيصري الروسي آل رومانوف:

ارتبط الوجودُ الإسلامي كقوَّةٍ سياسية بعد القرن السادس للهجرة في طول نهر الفولغا، في إسلام التتار وتأسيسهم دولة لهم في دولة تتارستان الحالية، وعاصمتها قازان، وكان (بركة بن جوجي بن جنكيز خان) قد أعلن إسلامه، ودخلت شعوب التتار من ورائه في الإسلام، وذلك سنة (654 - 665هـ، 1256 - 1267م)، وأصبح الفولغا على طول ألفي كم نهرًا إسلاميًّا؛ حيث وصل المد الإسلامي سيبيريا شمالاً وشرقًا، وغربًا فنلندا، حيث شكل التتار نواة الوجود الإسلامي فيها، وقد حارب بركةُ هذا ابنَ عمه هولاكو، وانتصر عليه بعد حرقه بغداد وقتله الخليفة العباسي المعتصم، وامتد عمر الدولة التتارية هذه في سيادتها على إقليم نهر الفولغا طوال (240) عامًا؛ حيث لا يُعيَّن حاكمٌ لموسكو إلا بموافقة الحاكم التتاري في قازان.

 

ومع اعتناق الروس النصرانية في عهد إيفان الثالث (850 هـ - 1480م)، الذي جاء على يديه إعلان استقلال موسكو، وتعاقب على الحكم حفيدُه إيفان الرابع، الذي عُرِف بـ (إيفان الرهيب)، الذي اكتسح عاصمة دولة التتار قازان سنة (960هـ - 1552م)، ومارَس القيصر سياسة الإبادة ضد المسلمين، وذلك بإيحاءٍ من البابا، واتبع هذا القيصر سياسة الإبادة التي عرفها المسلمون في الأندلس (محاكم التفتيش)، فكانت حرب إبادة ضد المسلمين، وبعكس الصورة، فإن غير المسلمين عاشوا متمتِّعين بحريتهم في ظل حكم المسلمين، ولم يشهد التاريخ الروسي بظلم المسلمين لهم، على شكل الظلم الذي عرفه المسلمون على يد قياصرة آل رومانوف.

 

شهِدت الأقاليم الإسلامية في ظلِّ هذه الأسرة ثوراتٍ وانتفاضات إسلامية ضد الحكم القيصري، وفي عهد الإمبراطورة كاترين الثانية سنة (1773م)، التي خالفت سياسةَ أسلافها في التنكيل بالمسلمين، وخصوصًا بعد فشل أسلافها في تحويلهم عن إسلامهم، عندما وجدوا فيهم الصلابة في تمسكهم بإسلامهم، ففتحت المدارس الاستشراقية الروسية، للاهتمام بالثقافة الإسلامية، وقد عد المسلمون عهد كاترين الثانية بالعصر الذهبي بالنسبة إليهم، في ظل ما عرَفوه في عهدِها من سماحة، وما رسمته لمن بعدها من القياصرة في سياسة التسامح مع المسلمين الروس.

 

وعلى خلافِ غيرهم، فقد كان المسلمون من أصحاب الولاء للمواطنة والحاكم؛ فاليهود الذين من رعايا القيصر كانوا كما عُرِفوا في المجتمعات التي يعيشون فيها، ليسوا بأصحاب ولاءٍ، فقد أقدم اليهود في موسكو بتاريخ (1/3/1881م) على اغتيالِ قيصر روسيا ألكسندر الثاني، بدافع من الإنجليز، ردًّا على سياسة القيصر في مد جسور عَلاقته بأفغانستان، وعلى واقع هذا الحادث، فقد نزل باليهود حوادث قتل وإبادة على أيدي الروس، ترتَّب عليها أكبر هجرة لليهودية وصلت إلى دول أوروبا من اليهود الروس.

 

وخيرُ مَن أرَّخ للمسلمين في العهد القيصري حتى دخول الإسلام لروسيا، العالم التتاري م.م. الرمزي في كتابه النفيس الذي طبعه باللغة العربية سنة 1885م وعنوانه: (تلفيق الأخبار في وقائع قازان وبلغار وبلاد التتار).

 

وعلى واقع الحرب الروسية اليابانية سنة 1904م، وقد انتصر فيها اليابانيون على الروس سنة 1905م، في عهد آخر القياصرة (نيقولاس الثاني)؛ فقد بارك المسلمون في العالَم الإسلامي انتصار اليابانيين على الروس، ثأرًا لحروب روسيا ضد الدولة العثمانية، التي هي بدورها أيَّدت اليابان سياسيًّا ضد الروس، وعلى واقع هذه الحرب ونتائجها، فقد شهِدت ساحةُ روسيا ما عُرِف بالثورة البلشفية الأولى سنة (1905م)، وقادها يومها تروتسكي، وهو يهودي روسي، ولكن لم يُكتَب لها النجاح، ومضى البلاشفة اليهود في الإعداد من جديدٍ لثورة على الحكم القيصري، بقصد رسم خريطة سياسية على الساحة الدولية، يتحقق فيها مصلحة اليهود، فكانت الثورة البلشفية في 17/11/1917م، بقيادة اليهودي لينين؛ حيث تم فيها اعتقال القيصر "نيقولاس الثاني" مع أفراد أسرته الثلاثة عشر، وتم إعدامهم في 18/7/1918م.

 

المؤتمر الإسلامي في الأدب الروسي:

ارتبط المؤتمر الإسلامي في الأدب الروسي خلال القرن التاسع عشر للميلاد ومطلع القرن العشرين بعد الاهتمام القيصري بالثقافة الإسلامية، ففتحوا من أجل ذلك المدارس الاستشراقية في عهد كاترين الثانية.

 

وطوال القرن التاسع عشر للميلاد لا يغيب عنا الشيخ عياد الطنطاوي الذي قصد روسيا وعمِل مدرسًا في معهد الاستشراق الروسي في مدينة بطرسبرج، وفي جامعة موسكو عمل مدرسًا للغة العربية.

 

وفي مطلع القرن العشرين قصَدَت موسكو الفلسطينيةُ (كلثوم عودة فاسيلفيا) بنت الناصرة، فكانت أمَّ المستعرِبين هناك، ولا يغيب عنا الشراكة الجغرافية مع روسيا والعالم العربي، قاعدة الإسلام وأرض مبعثه، ودور هذه الشراكة الجغرافية في هذا التواصل الثقافي والفكري، ولا يتسع المقام هنا للتوسع في هذا الجانب، ولكن لا يغيب عنا دراسة نفيسة مميَّزة لأديبةٍ فاضلة، هي الدكتورة (مكارم الغمري)، تحت عنوان: (مؤثرات عربية وإسلامية في الأدب الروسي)، وقد نشر الدراسة المجلسُ الوطني للثقافة في الكويت، في سلسلة عالم المعرفة، تحت الرقم (155)، وقد جاءت على دراسة آثار أربعة أدباء روس، وهم على التوالي: ألكسندر بوشكين، وتولستوي، وميخائيل ليرمونتوف، وإيفان بوتين، وهؤلاء الأربعة من كبار الأدباء الروس، الذين أنصفوا الرسالة الإسلامية في كتاب الله العزيز، والرسول - صلى الله عليه وسلم - وسنته الكريمة، إذا ما علمنا أن تولستوي كان قد كتب كتابًا عظيمًا عنونه بـ: (من حِكَم النبي محمد - صلى الله عليه وسلم) وفيه تناول دراسة لاثنين وتسعين حديثًا نبويًّا، الأمر الذي دفعه للتواصل مع الشيخ محمد عبده، وفي بيتِه الذي أصبح متحفًا يحمل اسمه، توجد فيه الرسالتان اللتان وصلتاه من الشيخ محمد عبده، كما ترَك روايتينِ، وفيهما تكلم عن الظلم الذي نزل بمسلمي روسيا على يد القياصرة، فالأولى اسمها: (الحاج مراد)، والثانية: (فتاة من القوقاز)، وهناك روايات تشير إلى أنه ربما اعتنق الإسلام.

 

لينين والمسلمون والثورة البلشفية:

ذهب قائدُ الثورة البلشفية اليهودي للعمل على تحييد المسلمين الروس في ثورته هذه، بعد أن دغدغ مشاعرَهم بالحرية القادمة عليهم في حالة سقوط هذا الحكم القيصري، الذي ذاقوا في ظله الويلات، لا سيما أنهم على الأرض الروسية يُمثِّلون قاعدة جغرافية وسكانية عريضة، وهو بثورته هذه أدرك أهمية المسلمين في المرحلة الأولى من الثورة، فقد وجَّه خطابه الأول إلى المسلمين في سنة (1336هـ - 22/11/1917م) بعد شهر واحد من الثورة، وقد قال فيه: "يا مسلمي روسيا، يا مسلمي الشرق، أيها الرفاق، أيها الإخوة، ثُوروا من أجل دينكم وقرآنكم وحرِّيتكم في العبادة، إننا هنا نُعلِن احترامًا لدينكم وقرآنكم وحريتكم في العبادة، إنا هنا نُعلِن احترامًا لمساجدكم، وإن عاداتكم وتقاليدكم محرَّمة لا يمكن المساس بها، ابنوا حياتكم الحرَّة الكريمة من دون أي مُعوِّقات، لكم الحق في ذلك، واعلموا أن جميع حقوقكم الدينية والمدنية مَصُونةٌ بقوة الثورة".

 

وأعلن لينين أن جميع الاتفاقيات المعقودة بين فرنسا وروسيا وبريطانيا لتقاسُمِ العالَمِ الإسلامي باطلةٌ ومُلغاة، وأن روسيا الثورة لا ترغب في احتلال القسطنطينية، بل ستظلُّ عاصمة الخلافة الإسلامية، وكذلك بالنسبة إلى اتفاق روسيا على تقاسم إيران مع بريطانيا فهو باطلٌ وملغًى.

 

وكبادرةٍ لحُسن النية مع المسلمين، فقد قام بتسليم مصحف الخليفة عثمان - رضي الله عنه - إلى ممثلي المسلمين في مؤتمر بيتروغراد، إضافة إلى كثير من الوثائق والمخطوطات الإسلامية النادرة، التي كانت من مقتنيات القياصرة، وقد روَّج الشيوعيون بين المسلمين أن الثورة اللينينية، إنما هي من عطاء تعاليم القرآن وشريعة الإسلام.

 

وأقول بيانًا للتاريخ، بأن الشيوعيين صحيح أنهم فضحوا الاتفاق الثلاثي بين روسيا وبريطانيا وفرنسا على تقاسم المشرق العربي، ومنها فلسطين؛ حيث سيكون للكنيسة الأرثوذكسية حصة في فلسطين، لكن اليهود أصحاب العداء التقليدي مع هذه الكنيسة الشرقية، ولخطورة وجودِها على أرض فلسطين في تعطيل مشروع الدولة اليهودية على أرض فلسطين، فقد ذهبوا إلى دفع البلاشفة اليهود للقيام بالثورة هذه.

 

ويوم أن حصل في روسيا الاضطرابات التي مهدت للثورة، كان لينين في ألمانيا هو وتوتسكي، وقصة القطار المغلق الذي نقل هؤلاء وكان يعبر البلاد التي يمر فيها القطار؛ بحيث لا تفتح أبوابه ونوافذه يومها، بقصد وصول هذه المجموعة إلى بيتروغراد قاعدة الثورة؛ فالثورة في رسالتها وأهدافها ومعطياتها يهودية، بعد سرقة اليهود مخزون روسيا الذهبي، ونقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية وطنهم القادم في التحكم في اقتصاد العالم، وقد تحقَّق لهم ذلك، فكل المؤرخين يُجمِعون على أن الثورة هذه كانت ثورة ثأرية من اليهود على الحكم القيصري، وذلك فيما نزل فيهم بعد اغتيالهم قيصر روسيا (ألكسندر الثاني) في (1/3/1818م)؛ حيث شهِدت روسيا مذابح كبيرة لليهود، وأكبر هجرة يهودية إلى دول أوروبا؛ حيث أثقلت هجرتُهم حياةَ الأوروبيين، وضاقوا بهم ذرعًا، كما لا يغيب عن البال قتلُ شقيق لينين في موسكو سنة (1885م)، وهذا ما يؤكد أن الثورة ثأرية، إضافة لتعمُّد حكومة البلاشفة، إسقاطَ قضية الاغتيال من التاريخ في المرحلة السوفياتية، وعندما كنت أسأل الروس - من خلال وجودي في موسكو في زيارتي الأولى لها - عن قصة الاغتيال هذه، كانوا يشيرون إلى أن هذه القضية لم تكن موجودة في كتب الدراسة في العهد الشيوعي، سعيًا من الشيوعيين إلى طمس هذه القصة حتى لا ينفضح دور اليهود في هذه الثورة.

 

المسلمون في ظل الحكم الشيوعي:

استطاع البلاشفة بعضَ الشيء كسبَ تحييد المسلمين في ثورتهم ضد الحكم القيصري، وما إن استقر الأمر لهم، حتى وجد المسلمون أنفسهم قد دخلوا في نفق مسدود، بعد أن حصلوا في العهد القيصري على بعض الحريات، بما يكفل لهم حياتهم كمسلمين، وكما سبق، فقد قدَّم البلاشفة للمسلمين حرية العقيدة والعبادة مع بداية الثورة، كما وعدهم بذلك زعيم الثورة لينين في كلماته لهم؛ ولهذا فيمكننا القول: إن المسلمين قد عاشوا في ظل الحكم الشيوعي على أربع مراحل، جاءت على الشكل التالي:

• مرحلة كسب ودِّ المسلمين في ولائهم للثورة.

 

• القمع والإبادة من سنة 1925 - 1945م.

 

• كانت الحرب العالمية الثانية سببًا عند ستالين في الميل إلى التهدئة مع المسلمين، فسمح لسبعة عشر مسلمًا بالسفر للحج لبيت الله الحرام.

 

• العودة بعد نهاية الحرب للتنكيل بالمسلمين من سنة (1950م) حتى حكم غورياتشوف؛ فقد بشَّر حكمُه بانهيار الاستبداد الشيوعي وانهيار نظامه، ليحل بدلاً منه دولة روسيا الاتحادية، ليعيش المسلمون في ظل هذا النظام متمتِّعين بكامل حريتهم المدنية والدينية.

 

واستعصت على الشيوعيين مسألةُ القضاء على الإسلام وأهله، كما استعصى على قياصرة روسيا من قبلهم، وقد ذكر الناشط الإسلامي (رضا الدين فخر الدين) عن حال المسلمين في العهد الشيوعي من سنة (1920م): فقد تم تدمير وتخريب (10) آلاف مسجد من أصل عددها الذي كان اثني عشر ألفًا قبل الثورة، سعيًا من الشيوعيين في القضاء على المسلمين بخطًى ممنهجة ومنظمة، وخضع أبناء المسلمين مع سياسة وأهداف الثورة لنزع عقيدة الإسلام من قلوبهم، فمضوا في أخذ أبناء المسلمين من بيوت أهاليهم، وألحقوهم بمنظمات شيوعية للنشء، عُرِفت باسم الطلائع بيونير، واتحادات الشبيبة الشيوعية الكوموزمول، التي كانت العضوية فيها إلزامية وإجبارية، ورافق ذلك حركة إعدامات وقتل للأئمة والمؤذِّنين، مع مصادرة الممتلكات، ومَن لا يُقتَل يُطبَّق عليه العزل، فيصبح منبوذًا، وعاش كثير من الذين تمسكوا بدينهم في أنفاقٍ تحت الأرض سنوات، حفاظًا على عقيدتهم الإسلامية، ومنهم جدُّ نائب مفتي روسيا اليوم، الشيخ "مراد مورتازين" مدير الجامعة الإسلامية في موسكو، وقد مات جده حيث كان يعيش تحت الأرض محافظًا على عقيدته الإسلامية، وكتَب الله له النجاة من الإبادة في العهد الستاليني.

 

العلاقات السعودية بين الماضي الشيوعي والروسي الاتحادي:

وعلى الرغمِ من أن الاتحادَ السوفيتي أولُ دولةٍ في العالَمِ اعترفت بوحدة الحجاز بنجدٍ، وقد أقيمت عَلاقات رسمية بين البلدين، فإن المملكةَ كانت متحفِّظةً في عَلاقاتها مع الاتحاد السوفيتي، بعدما بلغ إلى مسامعِ الملك عبدالعزيز ونائبِه على الحجاز الأمير فيصل التنكيلُ بالمسلمين في المرحلة الستالينية سنة (1938م)، فقد طلبت المملكةُ رسميًّا من البعثة الدبلوماسية إغلاقَ قنصليَّتَها في جدَّة، ومغادرة موظَّفيها البلاد، وذلك بتاريخ 11/9/1938م، ومن هذا التاريخ انقطعت العَلاقات الرسمية بين البلدين، ردًّا واحتجاجًا على سياسة التنكيلِ بالمسلمين في تلك البلاد، ومع انقضاء نظام الحكم الشيوعي، الذي أجهز عليه الرئيس (غورباتشوف) بنظام البيروستيكا الإصلاحي، ليترتب عليه قيام دولة روسيا الاتحادية، التي عاش فيها المسلمون على استحقاقاتهم في العبادة والمعتقد والحرية المطلقة في حياتهم كمسلمين، وقد احتضنت روسيا الاتحاديةُ أكثر من ستة أقاليم إسلامية، مع العديد من المناطق الإسلامية، ويبلغ عدد المسلمين في روسيا اليوم حدود 25 مليون مسلم.

 

ومع سياسة الانفتاح الروسية، فقد مضت المملكةُ بتبادلِ العَلاقات الرسمية والدبلوماسية مع دولة روسيا الاتحادية، ومن أجل ذلك فقد زار وزيرُ الخارجية السعودي - وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل موسكو سنة 1990م - وقد تم له زيارة مسجد موسكو، والتقى العلماء المسلمين، يتقدَّمُهم المفتي الشيخ "راوي عين الدين"، وفي المقابل افتتحت موسكو سفارة لها في الرياض في 6/12/1991م، ولم يقف الأمر عند هذا الحد من العَلاقات، فقد زار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله موسكو يوم أن كان وليًّا للعهد في شهر نوفمبر عام 2003.

 

وقد توثَّقت العَلاقات بين البلدين، وعُيِّن أول سفير سعودي في موسكو وزيرُ الإعلام الحالي الدكتور عبدالعزيز خوجة، كما افتتحت المملكةُ أكاديمية الملك فهد في موسكو، وهي تُعنَى بتدريس مَن يلتحق بها من أبناء الجاليات العربية والإسلامية، وقد التحق فيها كثير من أبناء المسلمين الروس، وكان لافتتاحها الأثرُ الطيب في نفوس مسلمي روسيا؛ وذلك لسمو مكانة المملكة عند المسلمين الروس بعد القطيعة التي طالت خمسًا وسبعين سنة أيام الحكم الشيوعي، وقد ضيَّفت حكومة المملكة العديدَ من حجاج بيت الله الحرام على نفقتها الخاصة.

 

الإسلام والمسلمون في روسيا اليوم:

هيَّأ الله لمسلمي روسيا طبقةً فاضلة من علماء روسيا، يتصدَّرُهم مفتي البلاد الشيخ راوي عين الدين، ومعاونوه في مجلس الفتوى، عندما قدَّموا لدولتهم ولاء المواطنة، لتُبادِلَهم الحكومة بالرد الجميل الذي أثلج قلوبهم، على أنهم من مكونات الشعب الروسي، وعلى هذه القاعدة من التعامل بين الطرفين، فقد تم للمسلمين الحصولُ على حريتهم الكاملة، في مجلس النواب الروسي (الدومة)، وفي المقاعد والوظائف الحكومية.

 

أما فيما يخص قضاياهم كمسلمين، فقد مضى المسلمون في بناء المساجد، وفتح المدارس الإسلامية، وكذلك الجامعات الإسلامية في كلٍّ من قازان وموسكو، كما أنشأ المسلمون جمعياتٍ اجتماعيةً خيرية إسلامية لخدمة المسلمين في قضاياهم الاجتماعية.

 

ولا يغيب عنا رئيس جمهورية تتارستان الروسية "شامييف" الذي حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، الذي تم له إعادة إعمار ألف مسجد في بلاده، وخاصة منها الجامع الكبير في قازان، الذي تمت مصادرته أيام الحكم الشيوعي.

 

وفي موسكو حيث يعيش فيها ما يقرب من مليونين ونصف مليون مسلم، عاصمة الإفتاء في مسجد موسكو الحجري، الذي سبق الحديث عنه بزيارة وزير خارجية السعودية له، فهذا المسجد كان قد تم بناء أصوله سنة (1804م)، وأعيدت توسعة بنائه سنة (1904م) على يد الثري المسلم (صادق يرذين)، وعندما علم لينين بثراءِ هذا المسلم صادر جميع ممتلكاته، ومات - رحمه الله - سنة (1963م) حارسًا لأحد المباني، واليوم يُجدد توسعته بارتفاع طابقي لستة أدوار ليتسع لعشرين ألف مصلٍّ مستقبلاً؛ حيث تبرع مسلم بـ (100) مليون دولار، وقد تم لي زيارةُ المسجد والصلاة فيه، وهو في طور التوسعة هذه، ولقائي إمام وخطيب المسجد ابن المفتي الحالي لروسيا.

 

وأهم المحطات في مستقبل المسلمين المقبل في روسيا، جاءت كالتالي:

• احتفال المسلمين بذكرى مرور 1400 سنة على دخول الإسلام روسيا، وقدَّمت أمانة العاصمة (10) ملايين روبل للاحتفال الذي أقيم سنة (2000م).

 

• زيارة الرئيس "ديميدف" المسجد؛ حيث قدَّم التهاني لهم بعيد الأضحى المبارك، فكانت سابقة من حكام روسيا في عهديها القيصري أو الشيوعي.

 

• زيارات المسلمين المتكرِّرة لروسيا، وخاصة الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي، والشيخ يوسف القرضاوي، وغيرهم كثير من العلماء.

 

• النشاط الإعلامي للمسلمين في روسيا، عن طريق التلفزة والصحافة الخاصة؛ مثل: الصحيفة الأسبوعية (الإسلام في روسيا).

 

• إقامةُ كثيرٍ من المراكز الإسلامية في المدن الروسية؛ حيث تقوم هذه المراكز على التوعية والإرشاد الإسلامي للمسلمين والدعوة إلى الله.

 

• افتتاح مدرسة دينية في موسكو، وما أن علِم المسلمون بافتتاحها حتى مضوا في إرسال أبنائهم للدراسة فيها.

 

• قَبول روسيا في منظمة المؤتمر الإسلامي بصفة عضو مراقب، وارتباط دار الإفتاء الروسية برابطة العالم الإسلامي، إضافة للندوة العالمية للشباب الإسلامي.

 

وقد لمستُ من خلال زياراتي لموسكو تمسُّكَ المسلمين بدينهم، وفرحتَهم العارمة بالتواصل مع المملكة العربية السعودية، حاضنة المدينتين المقدَّستين مهوى قلوب المسلمين، إضافة لذلك ما ذهبت إليه جامعات المملكة في تضييفِ طلبةٍ مسلمين روس للدراسة فيها، ليعودوا إلى بلدانهم حاملين أسمى الصور عن هذه البلاد الكريمة، وذلك هو واقع المسلمين في ماضيهم المؤلم وواقعهم ومستقبلهم المؤمل.

 

واللهَ نسأل أن يُنعِمَ عليهم بالمستقبل الذي ينشدونه ويأملون العيش فيه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • شرح حديث: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث عبدالله بن عمرو: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علاقة المسلمين وغير المسلمين في نسيج المجتمع المسلم(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • إسبانيا: المسلمون الإسبان يمثلون 40% من تعداد المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حديث: المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده...(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • واقع المسلمين المؤلم(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • روسيا: مسلمو روسيا يرسلون الأضاحي لمسلمي موزمبيق(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إفريقيا الوسطى: تقسيم الدولة بين المسلمين والنصارى(مقالة - المسلمون في العالم)
  • روسيا: المسلمون يناقشون التعاليم الاجتماعية بين الدولة والمجتمع(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب