• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في ...
    خاص شبكة الألوكة
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / مقالات
علامة باركود

التبشير في نيجيريا (عرض)

خضر مصطفى النيجيري

نوع الدراسة: PHD
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة الملك عبدالعزيز
الكلية: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
التخصص: فرع العقيدة
المشرف: الشيخ: محمد قطب
العام: 1398 - 1399هـ، 1978 - 1979م

تاريخ الإضافة: 17/10/2011 ميلادي - 19/11/1432 هجري

الزيارات: 8179

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

التبشير والاستعمار في نيجيريا

رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير

 

المقدمة

الحمد لله الذي أرسَلَ رسوله بالهدى ودِين الحقِّ ليُظهره على الدِّين كلِّه ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله الطيِّبين وصحابته الكِرام أجمعين.

 

وبعدُ:

فإنَّ المتتبِّع لتاريخ علاقات الدول الغربيَّة المسيحيَّة مع العالم الخارجي يُلاحظ أنَّ الحروب الاستعماريَّة الصليبيَّة التي كانت تجتاحُ البلاد الإسلاميَّة منذُ قرون طويلة كان دافعها الأوَّل أحقادًا دينيَّة متأصِّلة في أعماق قلوب الغَربيين، ومن وَراء تلك الأحقاد الشديدة يكمُنُ خوفٌ رهيب من قوَّة الإسلام الهائلة.

 

إنَّ للغرب الصليبي مواقفَ عدائيَّة عنيفة تجاه الإسلام والمسلمين لم تتغيَّر على مرِّ العصور وتعاقُب الأجيال، ولا يمكن أنْ تتغيَّر إلا إذا حقَّقوا مَطامعهم - لا قدَّر الله - في محو الإسلام من الوجود والقَضاء على الأمة الإسلاميَّة؛ ﴿ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217]، ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120].

 

ولقد حاولت دُوَلُ أوروبا تدميرَ الإسلام في الحروب الصليبيَّة الرهينة، ففشلت محاولاتها وجُهودها فشلاً ذريعًا، وردَّت جيوشُها على أعقابها، ثم أعادت الكَرَّة علينا في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريَّين، التاسع عشر والعشرين الميلادبَّين، وأعدَّت للحرب عُدَّتها من جديد وداهمت حُصوننا المنيعة بحملاتٍ عسكريَّة جرَّارة وبعثات تبشيريَّة وأفكار ومبادئ ونُظم جديدة لا يختلفُ هدفها عن هدف الحملات الصليبيَّة الأولى.

 

إنَّ هدفَها هو تحطيمُ الإسلام والقَضاء على المسلمين، ومنذُ النِّصف الأوَّل من القرن التاسع عشر الميلادي اشتدَّت رُوح التنافُس بين الدول الغربيَّة تبعًا لشدَّة أطماعها وجشَعِها في الحصول على المواد الأوَّليَّة والثَّروات الطبيعيَّة الضَّخمة التي أودَعَها الله في أرض إفريقيا الخضراء، وفتْح الأسواق واستغلال الأيدي العاملة من أبناء شُعوب المستعمرات، والاستيلاء على الطُّرق البريَّة والبحريَّة، واحتلال المراكز الإستراتيجيَّة المهمَّة، وقد امتدَّ سِباق هذه الدول وتزاحُمها الشديد في طُول البلدان الإفريقيَّة وعرضها من أجْل اقتسامها فيما بينها.

 

وشاء القدَرُ أنْ تقَع دولةُ نيجيريا في نصيب الحكومة البريطانيَّة الاستعماريَّة؛ فواصلت غَزواتها وحُروبها الضارية غربًا وشرقًا وشمالاً وجنوبًا، واستخدمت فيها الأسلحة الحديثة الفتَّاكة، وهي تُهدِّد وتتوعَّد وتضرب بقسوةٍ في سبيل تحقيق غاياتها الاستعماريَّة وأطماعها التوسُّعيَّة وأهدافها الصليبيَّة.

 

وقد ظلَّت هذه البلاد تحت نير الاستعمار البريطاني فترةً لا تقلُّ عن قرنٍ من الزمان منذُ أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي حتى سنة 1380هـ / 1960م التي نالت فيها الاستقلالَ، ولئنْ كان الاستعمار شرًّا مستطيرًا فإنَّ التبشير المسيحي أشدُّ ضررًا وأبلغ خطَرًا من الاستعمار؛ لأنَّه هو طليعة جيوش الاحتلال الاستعماري التي مكَّنت الاستعمار من النُّفوذ إلى مناطق كثيرة من هذه البلاد، وإنَّ المبشِّرين والمستعمِرين والتجَّار الأوروبيِّين جميعًا وإنِ اختلفت وظائفُهم وتبايَنتْ أهدافهم وأطْماعهم وتنوَّعت وسائلُهم وخُططهم يلتَقُون عند غايةٍ قُصوى واحدة في تحطيم الإسلام، وكسْر شوكة المسلمين واستعمار بلادهم والسَّيْطَرة على شؤونها السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة.

 

إنَّ القضيَّة خطيرةٌ للغاية؛ إذ لا تزال الحملات الصليبيَّة الحديثة تُهدِّد كيان الأمَّة الإسلاميَّة وتُحاول ابتلاعَها.

 

إنَّ ألوف الأغرار من الناس حينما يَنظُرون إلى الحروب الاستعماريَّة الغربيَّة بعُيونٍ مجرَّدة يعتقدون أنَّ الدافع إليها مجرَّد أطماع توسُّعيَّة وظُروف اقتصاديَّة قاسية أدَّت بأوروبا فترةً من الزمن إلى التطلُّع إلى خارج بلادها بحثًا عن الثروات الطبعيَّة الضَّخمة التي حَباها الله شُعوب البُلدان الإفريقيَّة؛ لتستغلَّها لمصالحها الذاتيَّة على كُرهٍ من أهلها، منها أنَّ هناك كثيرًا من أبناء المسلمين اليوم وعلى الأخص تلك النخبات المثقَّفة التي ارتضعَتْ لبان التعليم الغربي والثقافة الأوروبيَّة ينظُرون إلى الحروب الاستعماريَّة الحديثة في مختلف مَناطق هذه البلاد على أنها حُروبٌ مجرَّدة عن النَّزعات الدينيَّة والأحقاد التي تَغلِي في صُدور الأوروبيين الصليبيِّين، ولقد أسفَر الصُّبح لذي العينَيْن ووقفنا على ما يكيدُه لنا أعداؤنا، ولمسنا البراهين القاطعة التي كشَفتْ لنا نَوايا المستعمِرين والمبشِّرين وعُمَلائهم المحليِّين، وفضحت مؤامراتهم ومَكايدهم ومخطَّطاتهم، وظهرت لنا جليًّا دوافعُ الغَزْوِ الاستِعماري الغربي على أنها أحقادٌ دينيَّة مُتوغِّلة في أعماق قُلوب الغربيين، تهدف إلى تحطيم الإسلام وتدمير قوَّة المسلمين، وبجانب ذلك أطماع دنيويَّة تتمثَّل في سعي الغربيين الحثيث لتحقيق السَّيْطرة السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة.

 

وتظهَرُ أهميَّة دِراسة الغزو الاستعماري الصليبي لهذه البلاد من حيث إنها تكشفُ النِّقاب عن وُجوه المستعمِرين المتسلِّطين والمبشرين، وتكشف كل الذرائع التي يتستَّرون وراءها للنَّيْلِ من الإسلام والمسلمين في هذه البلاد، كما توقف المسلمين على معرفة ما يُحاك ضدَّهم من المكايد وما يُدبَّر لهم من المؤامرات وما يتعرَّضون له من الأخطار، ليُسارِعوا إلى مجابهته ومُقاوَمته، والدِّفاع عن أنفُسهم وعقيدتهم وقيمهم ومُثُلهم وحضارتهم.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ﴾ [النساء: 71].

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ [الأنفال: 60].

 

هذا، ولم يحاول أحدٌ قبلُ وضع كتابٍ أو إعداد رسالة أو بحث باللغة العربيَّة في هذا الموضوع الخطير يستعرضُ فيه نشاطَ المبشِّرين وجهود الإرساليَّات التبشيريَّة في نشْر المسيحيَّة في نيجيريا، ويُوضِّح فيه مساعي رجال الاستعمار ومخطَّطاتهم في سبيل السَّيْطرة على شُؤون هذه البلاد.

 

وإنَّ هناك بعض الكُتَّاب الأوروبيين وعددًا قليلاً من أبناء هذه البلاد المثقَّفين المسيحيين الذين تتلمذوا على الأوروبيين وترعرعوا في أحضان المبشِّرين، وقد تولَّوْا دراسةَ أعمال التبشير وأيام الاستعمار الغربي في هذه البلاد وقدَّموا فيها بحوثًا ومؤلَّفات في اللغة الإنكليزية، وإنْ كانت دراساتهم وبحوثهم لا تتَّسم بالدِّقَّة والعُمق، ولا تستوعب جميع جوانب الموضوع، ولا تتخلَّى عن الميول الشخصيَّة؛ سعيًا وَراء تحقيق أهدافٍ مُعيَّنة؛ ممَّا جعلنا لا نعتمدُ على كثيرٍ ممَّا ورَد في تلك البحوث والدِّراسات؛ لأنهم كانوا ينظُرون إلى الموضوع من زاويةٍ معيَّنة محدودة، وبمنظار خاصٍّ لا يتَّفق مع المنهج الذي وضَعْناه في دِراسة هذا الموضوع، والهدف الذي نسعى وَراء تحقيقه، ولقد ركَّزوا تركيزًا كبيرًا على الجانب التاريخي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وجانب نشر المدنيَّة والحضاريَّة والدِّيانة المسيحيَّة من أعمال الاستعمار وجُهود الإرساليَّات التبشيريَّة، وقد فسَّروا ذلك كلَّه على النحو الذي يُحقِّق لهم المزيدَ من الانتصار في معركتهم الضارية التي شنوها على شُعوب المستعمرات وضرَبُوا صفحًا عن الجانب الأهمِّ الذي هو أساس المشكلة؛ وهو جانب الحِقد الدِّيني الذي دفعَهُم إلى أتون المعركة، فكلَّما مرُّوا في كِتاباتهم وبُحوثهم بالصِّراع الدِّيني الذي كان يَجرِي على أشُدِّه مرُّوا به مُرور الكِرام؛ لأنهم يريدون أنْ تجرى الأمور وتسير الخطط والناس عنها غافلون؛ حتى لا ينتبهوا إلى الأخطار التي تهدِّدهم؛ فيعدُّوا العُدَّة الكفيلة بِمُجابَهتها والتغلُّب عليها.

 

ولَمَّا رأيت أنَّه لم يسبقْ إعداد رسالة أو وضع كتابٍ في هذا الموضوع باللغة العربيَّة، رأيت من الواجب عليَّ أنْ أسدَّ هذه الثَّغرة التي طالما بقيت نقصًا وتقصيرًا كبيرًا من جانبنا في سبيل خِدمة دِيننا والمحافظة على كيان الأمَّة الإسلاميَّة الذي بات مُهدَّدًا بالخطر منذ أمَدٍ طويل، ولقد حاولت تتبُّع جوانب هذا الموضوع وقصصت آثار المبشِّرين ونشاطهم، وتلمَّستُ وسائلهم في الدعاية التبشيريَّة كما تقصَّيت أعمال المستعمِرين ودرست خُطَطهم وتلمَّست غاياتهم في مختلف مَناطق هذه البلاد، ثم قدَّمت خُلاصة ذلك كلِّه في هذه الصَّفحات، وأرجو أنْ ينفع الله بهذه الرسالة المسلمين ممَّن لا يعرفون اللغات الأجنبيَّة، أو لا تسمح لهم ظروف أعمالهم الخاصَّة بتتبُّع كلِّ ما يكتبه الغربيُّون والأفارقة المسيحيون في هذا الموضوع، وأنْ ينفع الله بها أيضًا الشُّبَّان المثقَّفين؛ حتى يقفوا على رواسب الاستعمار والغزو الفكري الغربي الذي لا يزال يجتاح أنحاء العالم الإسلامي بعد رحيل الاستعمار الرسمي عنه، وكذلك الأخطار والمزالق التي تُلقَى في طريق الشبان المسلمين بقصد اجتِرافهم مع تيَّارات هذا الغزو المخطَّط المقصود.

 

وليس قصْدي في هذه الرسالة أنْ أُؤرِّخ للتبشير المسيحي كحركةٍ دينيَّةٍ في تطوُّرها وامتدادها وأخبار مُبشِّريها والنِّزاعات والمشاكل الداخليَّة القائمة بين الفِرَقِ المسيحيَّة، كما أنَّني لا أريدُ أنْ أتعرَّض للاستعمار كفكرةٍ توسُّعيَّة مجرَّدة قامت في الدولة الأوروبيَّة، وامتدَّتْ صولتها إلى مختلف بِقاع العالم، ولكنَّني سأُحاوِل إبرازَ دَوافع التَّبشِير والاستعمار وتوضيح وسائل المستعمِرين والمبشِّرين ومخطَّطاتهم وغاياتهم، وآثار أعمالهم ومَساعيهم على شؤون حياة شُعوب دولة نيجيريا من نواح مختلفة.

 

يجبُ على المسلمين في بلادنا أنْ يكونوا في غاية اليقظة والحذر، وأنْ يتنبَّهوا للوسائل التي عددناها في ثنايا هذه الرسالة؛؛ من نشاط الدعاية التبشيريَّة، وانتشار التعليم الغربي اللاديني، والثقافة والحضارة الغربيَّة الماديَّة، ومجال التطبيب ووسائل الإعلام المختلفة، والأعمال الاجتماعيَّة... وما إلى ذلك.

 

إنْ كلَّ هذه إلا سُبل متشعبة تهدف إلى غايةٍ قُصوى هي تمكين النُّفوذ الأجنبي، وانتشار مَبادئه وأفكاره وقِيَمه ونُظمه وحَضارته الماديَّة، وقد كان المستعمِرون والمبشِّرون يقومون بأعمالٍ كثيرة تبدو في ظاهِرها أنها أعمالُ خيرٍ تهدف إلى سَعادة هذه البلاد، وقد كشَفت الأيَّام عن الغايات التي يسعَوْن وراءها.. إنَّهم يريدون أنْ يَنفُذوا من خلال هذه المظاهر إلى تحطيم الأديان ومحو الحضارات وخاصَّة الإسلامَ والحضارةَ الإسلاميَّة، حتى يستطيعوا أنْ ينفُذوا من خِلال ذلك إلى النَّيْلِ من المسلمين وتقويض البناء الإسلامي من أساسه، وقد رأينا كيف استَطاعُوا أنْ يُحدِثوا في هذا البناء ثَغرات مُتعدِّدة وثُقوبًا كثيرة دخلوا علينا من خِلالها، فيجب علينا أنْ نقوم بجهدٍ مُتَواصِل وعملٍ كبير لسَدِّ هذه الثَّغرات وتلك الثقوب قبل أنْ يَنهار البناء كلُّه من أساسه.

 

وسأتناول الكلام في هذه الرسالة عن مختلف مناطق هذه البلاد، ولكنَّني سأركز تركيزًا كبيرًا على المناطق الشمالية الإسلامية، وعلى جماهير المسلمين في المناطق الغربيَّة.

 

ورغم أنَّ الموضوع واسعةٌ آفاقه، متراميةٌ أطرافه، تستَعصِي الإحاطة بجميع جوانبه، ويصعُب استقصاء جميع مجالاته، فقد بذَلتُ أقصى المجهود في معالجته لأهميَّته، ولمس حاجة المسلمين في الوقت الحاضر إلى أمثال هذه البحوث والدِّراسات التي تُسلِّط الأضواءَ الكاشفة على كيد الأعداء وما يَزرَعُونه في بلادهم من الألغام والمتفاعلات ليُسارِعوا إلى إبطال مَفعُولها قبل فَوات الأوان وتفاقُم الأخطار.

 

ولقد قسمت الرسالة إلى ثلاثة أبواب رئيسة، تتضمَّن عدَّة فصول ومباحث وقدَّمتُ لها بتمهيدين: استعرضت في أوَّلهما نبذة تاريخيَّة عن ماضي الإسلام في بلاد السودان العربي وأخبار الممالك الإسلاميَّة التي قامَتْ فيها في أحقاب التاريخ الطويلة الماضية، وما للإسلام فيها من أيَّامٍ مشرقة وأمجاد تَلِيدة على طُول تاريخ هذه البلاد، كما تتبَّعتُ في ثانيهما دَوافِع الغزْو الأوروبي للعالم الإسلامي، وقصت الأحداث التاريخية الهامة من الحروب الصليبية الرهيبة حتى الغزو الاستعماري الحديث، وقد توصَّلت إلى حقيقةٍ مهمَّة طالما حاولت الدول الغربية إخفاءها عنَّا هي: أنَّ الدَّافع الأول للغزْو الأوروبي الحديث في زَحْفِه الاستعماري وحملاته التبشيريَّة هو الحقد الصليبي الذي تتأجَّج نارُه في قُلوب الغربيين الحانقين على الإسلام والحاقِدين على المسلمين، وأنَّ الدَّوافع الأخرى من مَطامِع دنيويَّة سياسيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة وثقافيَّة وحضاريَّة لم تكنْ إلا بواعث وُجِدتْ أثناءَ الطريق إلى الهدف الأكبر.

 

ويحتَوِي الباب الأوَّل على فصلين: تحدَّثت في أوَّلهما عن دُخول الاستعمار إلى نيجيريا، والرحلات التجاريَّة والاستكشافيَّة التي قامَتْ بها الدول الاستعمارية الغربية إلى هذه البلاد تمهيدًا لغزوها واحتلالها؛ وبالتالي التمكُّن من السيطرة على شؤون البلاد واستغلال خيراتها، وأمَّا الفصل الثاني فقد تناولت فيه الحديث عن احتلال بريطانيا لهذه البلاد وقبضها على زمام الحكم، وشرحت آثار غزوها الاستعماري في إحداث تحوُّلات خطيرة في شؤون البلاد سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا، وبيَّنت وَيْلات الحكم الاستعماري البريطاني في هذه البلاد، ممَّا لا تَزال البلاد تُعاني آثاره رغم استقلالها عن السُّلطة الاستعماريَّة المباشرة وانتقال السُّلطة إلى أيدي النخبات الوطنيَّة التي ربَّاها الاستعمار والتبشير.

 

وأمَّا الباب الثاني: فيحوي ثلاثة فصول: تحدثت في الفصل الأوَّل منها عن حركة التبشير في مختلف مناطق هذه البلاد، وركَّزت كثيرًا على المناطق الشماليَّة الإسلاميَّة حيث دخَل الصليب غِمار حرب ضارية مع الهلال، ثم استعرضت في الفصل الثاني وسائل وخطط المبشرين في نشر الدعاية التبشيرية، وبسطت الكلام في ميدان التعليم؛ نظرًا لأهميَّته عند المستعمرين والمبشِّرين أنفسهم، وللدور الكبير الذي يلعَبُه في تثبيت أغلال الاستعمار في أيدي شُعوب البلدان المستعمَرة، وبذر بذور المبادئ المسيحيَّة والأفكار الغربيَّة اللادينيَّة ومَبادئ الحضارة الماديَّة في نُفوس الناس وخاصَّة الصِّغار.

 

ثم تكلَّمت عن ميدان التطبيب، وبيَّنت النشاط الكبير الذي يقومُ به الإرساليَّات التبشيريَّة في هذا الميدان، وفي مجال الإعلام ووسائله المتعدِّدة، كما عرجت على ذِكر مجالاتٍ أخرى ذات أهميَّة كبيرة في مجال التبشير والتغيير الاجتماعي.

 

وفي الفصل الثالث: تحدَّثت عن الحركة القوميَّة التي نبتت في الكنائس المسيحيَّة نتيجة بعض الأوضاع والظروف المحيطة بها، وذكرت أنَّ هذه الحركة وإنْ كانت في أساسها خطرًا على صالح الاستعمار والتبشير في هذه البلاد، فقد تعمَّدت القُوى الصليبيَّة الاستعماريَّة نفْخ رُوحها في نُفوس شُعوب المستعمَرات وتعميق جُذورها وتَضخِيمها، لمنْع قِيام انبِعاث روحي إسلامي كانت هذه القُوى تعلَمُ علمَ اليقين أنَّه هو الخطر الأكبر على كيانها ومَصالحها وغاياتها، وقد استَطاع الاستعمار أنْ يَسُوق المسلمين نحو الاتِّجاهات التي مهَّد لها كلَّ التمهيد، فقَبِلُوا السَّيْرَ على الطريق الذي أراد الاستعمار أنْ يسيروا عليه، ووضع من أجله خُطَطًا مدروسةً حتى انجرَفُوا مع تيَّارات النَّعرات القوميَّة، وتعلَّقوا بأهداب الشعوبيَّة والإقليميَّة، وقاتلوا تحت لواء الحميَّة الجاهليَّة، ولم يعودوا يُفكِّرون في رابطة العقيدة التي هي أساس التجمُّع والوحدة الحقيقيَّة، وسمو وارتقاء الجنس البشري.

 

وفي الباب الثالث استعرضت آثار النُّفوذ الغربي على مختلف شؤون الحياة في هذه البلاد، وقد قُمت بدراسة التغييرات التي حدثت في شتَّى مجالات الحياة، وأفردت كلَّ مجالٍ بحديثٍ مُفصَّل ودراسة مستوعبة، وقد تناولت الحديث عن مجال السياسة والشؤون الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة ومجال الحضارة والثقافة، وأخيرًا شرحت التغيير الذي حدَث في مفهوم الدِّين في نُفوس الناس من حيث التصوُّر والسلوك، ثم ختمتُ الرسالة بفصلٍ مستقل في الاستشراف نحو مستقبلٍ زاهر للإسلام والمسلمين في نيجيريا، وهذه هي خُلاصة الخطوات التي سلكتُها في البحث.

 

ولقد حرصت في هذه الرسالة على وضع القارئ أمامَ وجهات نَظَرٍ عديدة من مصادر أوروبيَّة ومحليَّة وعربيَّة، ولم تكن الدراسة بالسهلة المعبَّدة؛ لأنها دراسةٌ متَّسعة بسبب تشعُّب مجالاتها، وتَرامِتي أطراف البلاد، وقد واجهت صُعوبات كثيرة في العُثور على بعض المراجع والمصادر؛ لأنَّ الإرساليَّات كانت تعمل جاهدةً لمنْع طَبعها ونشرها في المجتمع، وقد حاولت الاطِّلاع على السِّجلات والتقارير الرسميَّة لبعض الإرساليَّات التبشيريَّة، ولكنَّني منعت من الاطِّلاع على بعضها لما علم القائمون بشؤون مكتبات الإرساليَّات بأنَّني مسلمٌ، رغم أنَّني لم أُعرِّفْ نفسي لهم، وأذكُر بوجه خاص مكتبة الإرسالية الكاثوليكيَّة في مدينة لاجوس العاصمة، وقد زاد في الصُّعوبات التي واجهتني أثناء العمل الميداني أنَّ معظم المراجع والمصادر التي تنصبُّ عليها المباحث والمواضيع الواردة في هذه الرسالة هي من مؤلَّفات الغربيين المشربين بالرُّوح الاستعماريَّة التي تحكَّمت في بلدان إفريقيا وسخَّرت شعوبها، واستغلت قومي سَواعدها وموارد رِزقها لصالحها الذاتيَّة ولشراء شَركاتها الاحتكاريَّة، ولقد اتَّسمت بحوث الغربيين ومؤلَّفاتهم بخلَّتين بارزتين: إحداهما الغرض الاستعماري الذي مالَ بهم كلَّ الميل وجعَل بلدان إفريقيا في أنظارهم بلادًا متخلِّفة تعيش في ظلِّ الجمود والرُّكود بحيث تمرُّ من حولها مواكبُ الحضارة والمدنيَّة وهي ذاهبةٌ عنها لا تفقَهُ شيئًا ممَّا يجري حولها.

 

والخلَّة الثانية هي تزيين العمل الاستعماري وتزويقه وإحاطة أعمال التبشير بهالةٍ من التقديس وترويج ادِّعاءات كثيرة في شأن الاستعمار والتبشير، ويُراد من وراء ذلك كلِّه تسميم أفكار الطبقَة المثقَّفة من شُعوب هذه البلاد بوجهٍ خاص، وليحملوا الناس من خِلال ذلك على الاعتقاد بأنَّ إفريقيا لم تكنْ شيئًا مذكورًا قبل دُخول الغزْو الاستعماري الذي أدخَل إليها الحياة النابضة بالحركة الموَّارة، ونشر فيها المدنيَّة والحضارة.

 

إنَّ هناك بعض أبناء هذه البلاد من المثقَّفين المسيحيين الذين درسوا على الأوروبيين المستعمرين والمبشِّرين قد بحثوا مُشكلات هذه البلاد، وكتبوا من أعمال التبشير وأيَّام حُكم الاستعمار فيها، وقارنوا بين وضع البلاد الحالي من نواحٍ مختلفة وبين ما كان عليه في الماضي، ولكنَّنا رأينا أنَّ هؤلاء الناس قد أُلقيت على أبصارهم غِشاوةٌ سميكة حتى لا يروا الحقيقة الماثلة أمامَهم، بل راحوا يَنظُرون إلى الأمور بمنظار أساتذتهم الغربيِّين، فجاءَتْ بحوثُهم ودراساتهم لتُحقِّق أهدافًا وغاياتٍ مهَّد لها الاستعمارُ كلَّ التمهيد، كما أنها في نفس الوقت تسيرُ على الخطوات التي سارت عليها مُؤلَّفات الغربيين وتُقرِّر التُّرَّهات والأضاليل التي وردت في كتابات الغربيين وبحوثهم، فلا العليلَ تشفي ولا الغليلَ تروي.

 

ولقد عانيت صُعوبات كثيرة في انتقاء الأخبار وتمحيص الروايات المتضاربة في الوقائع والأحداث التاريخيَّة ومعرفة الحقائق الكامنة وَراءها، ولم أجدْ أحدًا من بين هؤلاء الكُتَّاب الأوروبيين والأفارقة يمكن أنْ تقول: إنَّه اتَّخذ في دراسته موقفًا مُتَّزنًا غير مُتحيِّز، ولم يكن لي بُدٌّ من الاطِّلاع على كتابات هؤلاء الناس ومُؤلَّفاتهم والتزوُّد بالمعلومات الواردة فيها؛ إذ لا توجد مراجع أخرى في الموضوع غيرها، ولقد وجدت نفسي في صحراء واسعة لا صوى فيها ولا معالم، واستعنت بالله العليِّ القدير أنْ يُلهِمني الصواب ويُعينني على أمري ويُهيِّئ لي منه رشدًا.

 

وهكذا بدأت أستقرئ الخطوط العريضة وأطرق كلَّ بابٍ يمكن أنْ ينفذ إلى الغاية المنشودة، كما أخذتُ أتلمَّس قرائن الأحوال وأدرس الأوضاع المحيطة بالأحداث والنتائج المترتِّبة على الوقائع لأستخرج من ذلك كلِّه مقدمات أثير من حولها تعليقات لأبني عليها النتائج التي يمكن أنْ أتوصَّل إليها من خِلال هذه الدِّراسة.

 

وأرجو أنْ أكون قد وُفِّقتُ في هذا الجهد المتواضع.

 

وقد استطعت - بفضل الله تعالى - أنْ أُضمِّن هذا البحثَ حقائق كثيرة كانت مخفيَّة عن مُعظَم المسلمين في بلادنا، وأرجو أنْ أكون قد وفيت الموضوع حقَّه واستوعبتُ جميعَ جوانبِه لإظهار حقيقةٍ قائمة يجب أنْ يتنبَّه لها المسلمون وألا تغيب عن أذهانهم لحظةً واحدة، وهي: أنَّ الاستعمار الغربي في زحفه العسكري وغزوه الفِكري وحملاته التبشيريَّة يصدُر عن أحقادٍ دينيَّة وأطماعٍ دنيويَّة غاياتها استِعباد شُعوب البلدان المستعمَرة، واستغلال خيراتها، ومحو عقائدها وقيمها ومثُلها وحضارتها، وإفساد أخلاقها وسوقها ذليلةً وراء مَطامعها أزمانًا طويلة لا تنقطع ولا تنتهي، وأنَّ على المسلمين أنْ يكونوا في غاية اليقَظَة والحذَر من أخطار التيَّارات المتدفِّقة من الدول الغربيَّة إلى بلادهم، وأنْ يكونوا على بصيرةٍ من أمرهم، وينظُروا بعينٍ فاحصة إلى واقعهم ليعرفوا مَدى مُطابقة واقع حياتهم لمبادئ دِينهم الحنيف وتعاليمه القيِّمة، أو يعرفوا من الجانب المقابل مدى انحِرافهم عن الخطِّ المستقيم وبُعدهم عن حقيقة دِينهم، ليُسارعوا إلى العودة إلى حقيقة الدِّين، ويُطبِّقوا جميعَ تعاليمه ومَبادئه على شُؤون حَياتهم ويُقيموا أساسَ بناء مجتمعهم على دَعائم ثابتة لا تُزَعزِعها العَواصِف العاتية ولا تهدمها التَّيَّارات الجارفة، ويقوموا بتصفية جميع رَواسب الاستعمار وآثار غَزوِه الفكري التي انتشَرتْ في أنحاء البلاد وسَيْطرت على واقع حَياتهم؛ حتى يكونوا كما وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، وليتحقَّق فيهم وعدُ الله لعباده المؤمنين: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ [النور: 55].

 

الخاتمة

الاستشراف نحو مستقبل زاهر

لم أقصدْ من وَراء عرْض هذه الوقائع والحقائق بعْث روح اليأس في نُفوس المسلمين، كما أنَّني لا أرمي إلى القول بأنَّ ما وصلتْ إليه حالهم لا يمكن أنْ يتغلَّبوا عليه، ولكنِّي قصدت كشْف النِّقاب عن هذه الحقائق وتلك الوقائع لنتعرَّف من خِلال ذلك على الأمراض التي تَنْتاب المسلمين، والمشكلات التي تُواجِههم، والأزمات العديدة التي يعيشونها، وذلك في محاولة البحث عن العِلاج الناجع لهذه الأمراض، والحلول السَّليمة لتلك الأزمات والمشكلات ليُبادروا إلى محاولة إصلاح شُؤون حياتهم وتغيير واقعهم المؤسِف الذي يعيشونه إلى واقعٍ أفضل وأكثر مُرونةً وحيويَّةً.. واقع إسلامي حقيقي، وحقًّا إنَّ هذه البلاد قد وقعت من الانحِدار والانحِطاط في هوَّة سحيقة، ووقعت في الهلاك من دُون صحوةٍ وانتباه، وقد غُلِبت على أمرها فترة طويلة من الزمن، وتعاقبت فيها الأحداث والأزمات، وقامت فيها الانقلابات الاجتماعيَّة والسياسيَّة وصراع الأفكار والعقائد، ولكن رغم أنَّ ذلك كلَّه كان طامَّة كبرى ومشكلةً عويصة، فإنَّ وسائل علاجها والتغلُّب عليها ليست بالأمور الصعبة المستعصية، غير أنَّ حركات الإصلاح قد تستغرقُ فترة طويلة من الزمن، وقد لا يكتمل النجاح المرجوُّ في جيل واحد، وطريق الإصلاح محفوفٌ بالمخاطر والعقبات، وإن لم يكن الهادي والرائد فيه عناية الرب والعزم القويم والإقدام على الخطوب وركوب المخاطر، وبعد دراسة عميقة لتفهم الموقف ووضع تخطيط دقيق مدروس، وأخْذ الحذر والأُهبة اللازمة، والإلمام بكافَّة جوانب الأمور، فلن يمكن التغلُّب على تلك المشكلات والأزمات، ولكنَّنا سنهتدي إلى الوسائل والأسباب التي تكفل لنا النَّصر المبين إذا درسنا أوضاعنا بتعقُّل وعلى بصيرةٍ من أمرنا، ونظَرنا إلى حالتنا الراهنة بتفهُّم دقيق، لنقفَ على حقيقة واقعنا وخاصَّة من جانب طبقة المثقَّفين الذين قبَضُوا على زمام الأمور في هذه البلاد، وإنَّ التجارب العديدة التي تمرُّ بالمسلمين في هذه البلاد وتحدِّيات العصر التي ظلَّت تواجههم لجديرةٌ بأنْ نلتفت أنظارهم إلى حقيقةٍ ماثلة يجبُ ألا تغيب عن أذهانهم لحظةً واحدة، وهي أنَّ مخططاتهم ومشاريعهم ومساعيهم وحركات المقاومة التي ينظمونها يجب أنْ قوم على أساس تلك التجارب وتسير على ضوئها، كما يجب أن يكون ذلك عاملاً أساسًا لإنهاض همهم وإثارة مطامحهم؛ وذلك لما أدَّت إليه هذه التحدِّيات من الهزيمة والتخلُّف والضعف حين فقد المسلمون الإحساس بأخطارها، وغفلوا عنها نتيجة ما غلب عليهم من الشعور بالأمن الذاتي والغفلة عن الحذَر اللازم إزاءَ الأخطار المحدقة بهم ووضع تخطيطٍ دقيق لمواجهتها، وجماع القول أنَّ مصدر كلِّ ما واجَه المسلمين من مُباغتات وما وقَع في بلادهم من أزماتٍ ومشكلات على طُول تاريخ هذه البلاد كان راجعًا إلى الاستنامة عن الأخطار والغَفلة عن أخْذ الحذَر اللازم والأُهبة والوقاية المطلوبة، ورغم أنَّ جُيوش الاحتلال الغربيَّة قد انسَحبتْ من هذه البلاد بخروج الحكَّام المستعمرين المتسلِّطين حتى حسب الناس أنَّ الحرب قد وضَعتْ أوزارها، أو هدأ أوارها، فإنَّ المعركة ما تزال قائمة على أَشُدِّها؛ إذ لا تزال الدولة الغربيَّة الصليبيَّة في صِراعٍ مرير مع الإسلام والمسلمين.

 

وإذا كانت جبهة الحرب قد حُوِّلَتْ من الاستعمار العسكري والسياسي إلى الاستعمار العسكري والسياسي إلى الاستعمار الفكري والعقدي والاجتماعي والتربوي حيث مُخطَّطات الاستعمار ومَبادئه وأفكاره ونُظمه وحَضارته هي المتحكِّمة في مَصائر الناس والمُسَيْطرة على شُؤون حَياتهم، فإنَّ الخطر ما يزال ماثلاً مُهددًا لكيان الأمَّة الإسلاميَّة، وقد كان بعضُ الناس ينظُرون إلى الغزو الفكري الأوروبي على أنَّه سلاحٌ خفيف، وكان الآخرون من السطحيِّين والسُّذَّج لا يُدرِكون ما فيه من أخطار جِسامٍ، إنَّ الغزو الفكري قد أراح القُوى الأجنبيَّة من عبْء الصدام مع الشعوب الثائرة في وجهها دائمًا لفكِّ أغلال الاستعمار والاستغلال حين قام في المجتمع فريقٌ من الجيل الناشئ صنعته القُوى الأجنبية على عينها بدأ يعتزُّ بحمل لواء الثقافة الغربيَّة والأفكار الأوروبيَّة، وتخلَّى أبناءُ المسلمين معنهم من دون شُعور عن تراثهم الإسلامي والاستِنارة بهداه، ولم يعودوا يُفكِّرون في تكتيل الجماعات الإسلاميَّة على رابطة العقيدة الإسلاميَّة.

 

إنَّ حركات الاستعمار الحديث في حِساب الغربيين أنفُسهم مرحلةٌ تالية للحُروب الصليبيَّة الأولى التي اندَحرَتْ فيها جيوشُ الصليبين وردَّت على أعقابهما تجرُّ أذيال الهزيمة النَّكراء.

 

ولَمَّا خابَتْ دول أوروبا المسيحيَّة في تلك الحروب الضارية، ولم تُفلِح حربُ السلاح في تحطيم قوة الإسلام وكسْر شوكة المسلمين - لجأَتِ الدول الغربيَّة إلى حرب الأفكار والعقائد؛ فشنَّت على المسلمين حُروبًا جديدة عن طريق التبشير ووسائله المختلفة من مدارس وكنائس ومراكز ومستشفيات وغيرها، كما رفعت راية العلمانيَّة اللادينيَّة في هذه البلاد لحبس الدِّين بين جُدران المعابد، حتى لا يمتد سُلطانه إلى حُدود تلك المعابد الضيِّقة، ولم تترُك مجالاً من مجالات الحياة لشعوب هذه البلاد إلا شملَتْه موجةُ العلمانيَّة وتيَّاراتها اللادينيَّة، لقد وضعت مَبادئ الرأسماليَّة في مجال الاقتصاد، وقررت مبادئ الديمقراطيَّة في مجال الحكم والسياسة، ونشرت مبادئ الحريَّة والتحرُّر التي تُفضِي إلى الإلحاد في مجال الاجتماع حتى محت القيم والمثل والأخلاق.

 

إنَّ انسحاب القُوى الأجنبيَّة التي سَيْطرت على زِمام الأمور في هذه البلاد ردحًا من الزمن، وانتقال السُّلطة إلى أيدي النخبات الوطنيَّة التي صنعَتْها القوى الأجنبيَّة بعنايةٍ خاصَّة طبق مخطَّط مدروس، لم يكن ذلك كلُّه ليُغيِّر شيئًا من حالة هذه البلاد...

 

إذا عَلِمنا أنَّ تلك الطبقة المحليَّة مُسخَّرة خاضعة من حيث تدري ومن حيث لا تدري للقُوَى الاستعماريَّة لتتحكَّم في اتجاهاتها ومصيرها بحيث تسيرُ شُؤون هذه البلاد بطريقةٍ تُحقِّق المصالح الأجنبيَّة من غير أنْ تدرك ذلك جماهير الكادحين.

 

إنَّ جذور مشكلاتنا في الانحِرافات التي وقَع فيها المسلمون في تصوُّرهم وسُلوكهم، وكانت أسباب ذلك تَرجِع إلى الغَزو الأجنبي المقصود المخطَّط، والتقبُّل الذاتي من جانب المسلمين أنفسهم؛ نتيجة انحِطاطهم وتخلُّفهم عن مَواكب الحضارة والمدنيَّة؛ ممَّا أدَّى إلى تسميم أفكارهم وانحِصار مفهوم الدِّين في نُفوسهم في دائرةٍ ضيِّقة من شُؤون الحياة الإنسانيَّة.

 

إنَّ الأوروبيين المحتلِّين كانوا يُحاوِلون دائمًا أنْ يُحوِّلوا حياة المسلمين إلى واقعٍ غير إسلامي في مَظاهِره وحقيقته ليُحقِّقوا لهم الضَّعف والتخلُّف.

 

إنَّ الفتنة الكُبرى التي وقَع فيها المسلمون هي أنهم لما نظَرُوا إلى دول أوروبا رأوها مُتقدِّمة في عالم المادَّة فانبهرت عُقولهم وأوعَزَتْ أوروبا إليهم أنها كانت مُتخلِّفة قُرونًا طويلة وأنها لم تبدأ في التقدُّم والرُّقي إلا بعد أنْ شرعت في التخلِّي والابتعاد عن ربقة الدِّين، ثم إنهم لَمَّا نظَرُوا إلى حالتهم من الجانب المقابل رأوا أنفسهم في تخلُّف وتأخُّر وأيقَنُوا أنَّ سبب ذلك راجعٌ إلى تمسُّكهم بأهداب الدِّين كما كان حال أوروبا في عُصورها المظلمة، وماذا نقول عن أوروبا التي أصبحت مُتقدِّمةً راقيةً وهي بلا دِين، وماذا نقولُ عن المجتمعات الإسلاميَّة التي انحدَرَتْ إلى الحضيض في تخلُّفٍ وتأخُّر وهي مُتعلِّقة بالدِّين؟

 

إنَّ هناك زيفًا ومبالغةً مُتعدِّية في هذا الكلام وتلك المقارنة، إنَّ المسلمين ليسوا ذوي دِين ولا مُتمسِّكين به بالمعنى الشامل، وليست أوروبا أيضًا مُتقدِّمة في حقيقة الأمر وواقعة، ولكن من تلك اللقطة حصَل تشويه كبير لصورة الإسلام في نُفوس المسلمين، ومن هنا أيضًا حدَث الانبهارُ بكلِّ ما عندَ الغرب، ولَمَّا حصَل ذلك الانبِهار لم يستطعْ المسلمون أنْ يُميِّزوا بين الغثِّ والسَّمين فيما ينقلون من الغرْب، وقد نقلوا كلَّ ما يتعرَّض مع مَبادئ دِينهم ومُعتَقداتهم ونُظُمهم الاجتماعيَّة، ونقَلُوا كلَّ ما تقولُه الدول الغربيَّة عن الدِّين من أنَّه خُرافة ومُعوِّق ومخلِّف، وأنَّه محصورٌ في زاوية المعابد لا هيمنة له على شُؤون الحياة العلميَّة، نقل ذلك كله ببَّغاواتنا الوطنيُّون وأضافُوه إلى الإسلام.

 

إنَّ هناك مجموعةَ عوامل ساعَدتْ على تمكين الغزو الفِكري الغربي وانتشار تيَّاراته في رُبوع هذه البلاد، منها ما هو من أنفسنا ومنها ما هو خارجٌ عن إرادتنا.

 

أمَّا ما هو خارجٌ عن إرادتنا فهو الغَزْوُ الأجنبي المقصود في برامجه التعليميَّة ووسائل الإعلام المختلفة وسياسته العلمانيَّة اللادينيَّة وحملاته التبشيريَّة والحضارة الغربيَّة الماديَّة والأفكار والمبادئ والنُّظُم الأوروبيَّة التي حاوَل الغُزاة الأوروبيُّون نَشْرَها في هذه البلاد.

 

وأمَّا العَوامل التي كانت من أنفُسنا فإنها تتمثَّل في بُعْدِ المسلمين عن حقيقة الإسلام وانحِرافهم عنه في سُلوكهم وتصوُّراتهم التي نشَأ عنها انبِهارهم بكلِّ ما عندَ الغرب عندما عايَنُوا تفوُّقَه الحضاري القائم على أساس المادَّة، فقد نشَأ عن هذا البُعد والانحِراف انهِزامٌ داخلي في مَشاعر المسلمين أدَّى إلى هذا الانبِهار والاستعداد لتقبُّل النُّفوذ الغَربي؛ ممَّا قاد إلى التقليد والمحاكاة، ونشَأ عن ذلك في آخِر الأمر تحوُّل كبير في شتَّى مجالات الحياة السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة، ولم يكن هذا التحوُّل تَقدُّمًا حقيقيًّا فإنَّه كان ما يَزال يتَّسم بالتخلُّف الحضاري، والفكري، ثم إنَّ الحركات الإسلاميَّة التي قامَتْ في هذه الفترة لم تكن قادرةً على مُواجِهة أخطار الاستِعمار ولتبشير ومُواصَلة الجهاد وحمْل الراية في المعركة التي أعدَّت القُوى الأوروبيَّة لها كلَّ العُدَّة، وظلَّت تعمل وفق مُخطَّط دقيق دروس قائم على أساس تفهُّم عميق لطَبِيعة البلاد وعَقائد شَعبِها ونفسيَّاته وشُؤون حَياته، بالإضافة إلى أنَّ تلك الحركات لم تتبنَّ فكرة إسلاميَّة سليمة، ولم تَضَعْ لنفسها مِنهاج عمل واضِح، ولم تعمَل وفق تخطيطٍ دقيق ممَّا مكَّن الاستعمار من النِّيل من قوَّة الإسلام وإضعاف المسلمين، وقد رأينا ما كان من نشاط الهيئات التبشيريَّة.

 

ورأينا ما كان من مَساعِي الاستعمار وجُهوده ومخطَّطاته، وإذا نظَرْنا إلى الجانب القابل لنفحَصَ نشاط الحركات الإسلاميَّة وجهود الدُّعاة المسلمين، فإنَّنا لا نجدُ شيئًا كثيرًا يستحقُّ الذِّكر والتنويه عنه، وكلُّ ما كان هنالك لا يمكن أنْ تعتبره شيئًا بالقياس إلى نشاط التبشير المسيحي من حيث الإمكانات الماليَّة الضَّخمة والطاقات البشريَّة الهائلة والوسائل الماديَّة الأخرى المتعدِّدة، وإنَّ الطاقة المحدودة التي تمتَلِكُها الجمعيَّات الإسلاميَّة والجهود القاصرة التي تقومُ بها لا يمكن أنْ تقف في وجْه تلك القوَّة الهائلة والطاقات الضَّخمة التي تملكها الهيئات التبشيريَّة، وإذا نظَرْنا إلى الدُّعاة المسلمين الذين يعمَلُون في حقل الدعوة الإسلاميَّة في هذه البلاد فإنَّنا لا نجدُ منهم إلا عددًا يسيرًا جدًّا، ممَّن يمكن أنْ نُسمِّيهم دعاةً إسلاميِّين حقيقيِّين، وإنَّ لعُلَماء المسلمين دورًا كبيرًا في حَصْرِ مفهوم الدِّين والعبادة في نِطاقٍ ضيِّق على طُول العصور الحديثة وبين الأجيال الناشئة؛ وذلك بسبب التعصُّبات والانحِرافات، وطريقة العُزلة التي انتحَلُوها فيما يتعلَّق بِمَواكِب الثقافة والحضارة، وقد فات هؤلاء الناس أنَّ الإسلام لا يُفرِّق بين الدِّين والدنيا، ولا يذمُّ الدنيا إلا حين تكون هي غاية الإنسان الوحيدة وحين تصيرُ أكبر همِّهِّ ومبلغ عِلمِه، وقد غابَ عن أذْهانهم أنَّ الشعائر التعبُّديَّة التي ركَّزوا عليها لم يَفرِضْها الله - سبحانه وتعالى - من أجل الحُصول على الثواب الجزيل في الآخِرة فحسب، وإنما وضعت كذلك لتكون لها آثارٌ عميقةٌ من واقع الحياة البشريَّة، وإذا كان العُلَماء على مثل هذه الحالة من الانحِراف عن جادَّة الطريق، وفي حالة التخلُّف الثقافي والعُزلة عن مَواكب الحضارة والرُّقي، فمن أين تجدُ جماهير المسلمين مَن يُقدِّم الحلول السَّليمة للمشكلات المستجدَّة؟ وقد كان ذلك سببًا مهمًّا من جملة الأسباب التي أدَّت إلى ابتِعاد الناس عن الدِّين، وأضِفْ إلى ذلك اهتِمام هؤلاء العُلَماء بالقُشور دُون اللُّباب، وتركيزهم على الأمور الجانبية وترك مهامِّ الأمور التي لا يقومُ بناء المجتمع إلا على أساسها، ولا تصلح حالة هذه الأمَّة الإسلاميَّة إلا بها؛ إذ بها صلحت حالة الأوَّلين.

 

إنَّ هناك مجموعةً كبيرةً ممَّن تصدَّرُوا للدعوة ونشْر العلم في هذه البلاد لم يكن لهم باعٌ طويل في العلم والمعرفة، ولم يَبلُغوا مرحلة العالم والداعية، وإنْ أدرَجْناهم في عداد طلاب العلم فعلى سبيل تكثير سواد تلك الفئة فحسب، ولا يمكن بأيِّ حالٍ من الأحوال أنْ نسحب تلك المجموعة في مَصافِّ العلماء المتبحِّرين الألمعيِّين، ومن الجانب الآخَر على ما سنُفصِّله قريبًا - إن شاء الله تعالى - فإنَّ الجمعيَّات الإسلاميَّة التي كان يمكن أنْ نُعلِّق عليها آمالاً كبيرة في حقْل الدعوة كانت هي نفسها تُركِّز على أعمالٍ جانبيَّة وتُهمِل النواحي المهمَّة، ولا تصدر في أعمالها عن تخطيطٍ ودراسةٍ عميقة ممَّا يكفل لها النجاح ويُحقِّق لها أهدافها.

 

وإذا استمرَّت الحالة على هذا الوضع المُؤسِف، واستمرَّ هذا النقص المؤلم في مَصافِّ الدعاة المسلمين، وظلَّت الحركات الإسلاميَّة تتبنَّى اتِّجاهات قاصِرة، فإنَّ مستقبل الإسلام في هذه البلاد يُنبِّه إلى خَطَرٍ كبيرٍ قد لا يسهل تَدارُكه إذا لم نُبادِر من الآن إلى اتِّخاذ موقفٍ حاسم تجاه هذه القضيَّة، ووضع كلِّ ما يلزم لها من المخطَّطات الدقيقة والجهود الكبيرة.

 

إنَّ هناك حركاتٍ إسلاميَّة قامَتْ في هذه البلاد يتبنَّى أصحابها مناهج إصلاح غير متكاملة، واتِّجاهات دينيَّة قاصرة، من بينها جماعةٌ اقتصرت على إصلاح الانحِرافات التي حدثت في عقيدة المسلمين ثم غالت في هذا الجانب، ومنها جماعةٌ أخرى اقتصَرتْ على نشر بعض التعاليم الإسلامية المعيَّنة وقالت في ذلك أيضًا مثل جماعة المتعمِّمين التي ركَّزت على تحريم حلْق اللِّحى، ووُجوب التعمُّم على كلِّ مسلم، ومنح النساء من حُضور المساجد وما إلى ذلك، وقد جعلت القواعد التي تبنَّتْها محورًا أساسيًّا يدورُ عليه إيمان المسلم، وكأنَّها هي القواعد الخمس التي بُنِي عليها الإسلام، في حين أنَّه كانت تُهمِل الأمور الأخرى المهمَّة في الدِّين، ثم إنَّ من بين هذه الجماعات أيضًا جماعة اقتصرت على النسك وغالت فيه، وهي الفرق الصوفية على اختلاف مَذاهبها، ومنها أيضًا جماعاتٌ اقتصرت على محاولة إصلاح طريقة التعليم الغربي والثقافة الأوروبيَّة وإصلاح الأوضاع المحيطة بهذا النَّوْع من التعليم والعمل على إبعاد أبناء المسلمين من دُخول المدارس التبشيريَّة.

 

وإنَّ هذه الاتِّجاهات لم تنتهجْ طريقةً سليمةً في برامجها الإصلاحية وهي بجانب ذلك قاصرة غير متكاملة.

 

إنَّ البدء بإصلاح انحِراف الناس في العقيدة نقطةُ انطلاق صحيحة؛ لأنَّ الإسلام يقيمُ بناء على أساس العقيدة، ولكنَّ الخطر كلَّه يكمُن في اقتصارنا على ذلك ومُغالاتنا فيه، وكذلك الكلام في النسك، فكلُّنا يعلم فضل شعائر الله وعبادته، وأنها هي عمد الدِّين التي لا يقومُ بناؤه إلا بهما ولكن مع ذلك لا ينبغي أنْ نقتصرَ على النُّسك فقط على أنَّه هو الدِّين كله.

 

وأمَّا الحركة الإسلاميَّة التي اقتصَرتْ على إصلاح الأوضاع المحيطة بالتعليم الغربي والثقافة الغربيَّة فإنها تسيرُ في اتجاهٍ قاصر وخطير؛ وذلك أنها لم تُغيِّر في مَناهج التعليم إلا تغييرًا جزئيًّا طفيفًا، يتعلَّق بعدم تدريس الدِّين المسيحي لأبناء المسلمين، بينما تركت بقية المناهج على ما هي عليه، ولم تفطنْ لما يحمله التعليم الغربي والثقافة الأوروبيَّة في طيَّاتهما من مبادئ وأفكار تتعارَض مع الإسلام وقِيَمِه ومُثُلِه، وهي في الحقيقة مَعاوِل هدْم لتقويض بُنيان الإسلام، فضلاً عن أنَّ الإسلام ليس مجرَّد ثقافة - حتى إنْ قدمنا الثقافة السليمة - إنما هو منهج حياة علميَّة كاملة.

 

وقد رأينا أنَّ الخطر الذي حاولت الجمعيَّات الإسلاميَّة تَفادِيه لا يَزال ماثلاً رغم أنَّ المدارس التبشيريَّة قد توقَّفت عن النموِّ والتكاثُر؛ لأنَّ المدارس الحكوميَّة والأهليَّة ومدارس الجمعيات الإسلاميَّة التي أُسِّستْ خصيصًا لإبعاد أنباء المسلمين عن ورود مدارس الإرساليَّات، إنَّ هذه المدارس جميعًا لا تختلفُ في جوهرها وأهدافها ونتائجها عن المدارس التبشيريَّة؛ لأنها وإنْ لم تُبشِّر بالمسيحيَّة ظاهرًا كما كانت تعمل مدارس الإرساليَّات، فإنها ظلَّت تُسهِم إسهامًا فعَّالاً في دفْع عجلة التعليم الغربي اللاديني إلى الأمام؛ ممَّا يُبعِد الأمَّة الإسلاميَّة عن حقيقة دِينها، ويُغيِّر قِيَمَها ومُثُلَها وأخلاقها، ويربطها بعجلة الاستعمار الغربي إلى الأبد، وهذا ما تهدف إليه القُوَى الغريبَّة الصليبيَّة.

 

وحبَّذا أنْ تنتج هذه الجمعيَّات الإسلاميَّة طريقةَ إصلاحٍ شامل وبنَّاء، ولا تقتصرُ على جانبٍ مُعيَّن ضيِّق حتى يكون لجهودها النجاح المرجو.

 

وقد آنَ لها أنْ تعلم أنَّ الإسلام منهجٌ متكامل للحياة الإنسانيَّة، وأنَّه بناءٌ مرصوص تماسَكت أركانُه يشدُّ بعضها بعضًا، وأنَّ عليها أنْ تعمَل على ضوء هذا المعنىي الواسع وتحتَ هذه الآفاق المترامية الأطراف، ولا تقتصرُ على جانبٍ ضيِّق من هذا البناء وتهمل بقيَّة الجوانب المهمَّة، وإنَّ المسلمين اليوم في حاجةٍ إلى إعداد كلِّ العدَّة والاستعداد الكبير لحمْل الأمانة الملقاة على عَواتِقهم، كما أنَّ حاجتهم ماسَّة جدًّا إلى تنظيم حركةٍ إسلاميَّة شاملة تعيدُهم إلى حقيقة الإسلام حتى يفهَمُوه فهمًا صحيحًا عميقًا على أنَّه عقيدة وعبادة، وشريعة وسياسة، وأخلاق ومعاملات، وأنَّه كلٌّ لا يتجزَّأ، وأنَّ تجزئته فتنةٌ كبيرة مثل مَنعِه جملةً واحدة.

 

وإنَّ من أوجبِ الواجبات علينا هدم العُبوديَّات السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة بتصفية رواسب الاستعمار كلِّها، وإزالة جميع الطواغيت التي أقامَتْها القُوَى الغربيَّة الصليبيَّة من قِيَمٍ ومبادئ ونُظُمٍ، وسائر طَرائق وأساليب الغَرْبِ في شُؤون الحياة.

 

ولقد ظلَّ المسلمون منذُ أَمَدٍ بعيدٍ يلتَمِسون النور وسط الظلام الحالك، ويَنشُدون الطَّريق وسط الغُلاة الذين تاهُوا فيها، ولكنَّهم ليسو ببالغي غايتهم حتى يفهموا أولاً ما هو النور الذي تطالعون إليه، وما هو الطريق الذي إذا اهتدوا إليه وسلَكُوه يقودُهم إلى النَّجاة والأمان والسعادة.

 

وإنَّني لأختمُ هذا البحث بأنْ أُقدِّم هذه الاقتراحات كوسيلةٍ لحلِّ المشكلات التي تُواجِه المسلمين في هذه البلاد؛ علَّهم ينتفعون بها في تخطيط برامج أعمالهم من أجْل تحقيق مستقبلٍ زاهر للإسلام في هذه البلاد، ويجدر بنا أنْ نشيرَ إلى أنَّه ليس بإمكاننا أنْ نُقدِّم منهجًا مفصلاً لنظامٍ سياسي إسلامي قبل أنْ نقيم للإسلام دولةً في هذه البلاد، ولكنَّ الذي نملكه هو أنْ نُقدِّم خطوطًا عريضة يسيرُ عليها هذا النظام، ويلتزم حُدودها بحيث لا يحيدُ عنها قيد شبر.

 

أولاً: يجب أنْ تقوم في هذه البلاد حركةٌ إسلاميَّة ناهضة من جانِب النُّخبات الإسلاميَّة الناشئة، لا على أساس جمعيَّة خيريَّة، ولا حزب سياسي محض، ولا مُؤسِّسة اجتماعيَّة ولكن كقوَّةٍ جديدة وروح جديد يعيدُ الحياة الحقيقيَّة إلى المجتمع، ومن وراء هذه الحركة علماء المسلمين الواعون الذين يجبُ أن يتولَّوْا مهمَّة توجيه أعمالها الإصلاحيَّة.

 

ثانيًا: يجب أنْ تبدأ هذه الحركات مهمَّتهما بالقيام بالعمل الجادِّ المتواصل في سبيل نشْر التوعية الإسلاميَّة بين جماهير المسلمين لتوضيح حَقائق الإسلام؛ فتبدأ أولاً بتصحيح التصوُّرات والمفاهيم التي انحرَف فيها المسلمون، ثم نمضي بعد ذلك إلى تصحيح السلوك وتقويته.

 

ثالثًا: يجب العملُ على تربية جيلٍ جديد على حَقائق الإسلام وتعاليمه الرشيدة وثقافته القيِّمة.

 

رابعًا: يجبُ توجيه عناية خاصَّة إلى طبقة المثقَّفين الإسلاميين لتعريفها بحقيقة الإسلام من جديدٍ، ومحاولة إعادتها إلى حظيرة الإسلام قلبًا وقالبًا.

 

خامسًا: دعوة عُلَماء المسلمين إلى محاولة تحسين حالة التخلُّف الحضاري والتأخُّر الثقافي التي كانوا يعيشون فيها منذ أمَدٍ بعيد وإلى تصفية كلِّ ما يتعلَّقون به من رَواسب البدع المنكرة والخُرافات والعادات والتقاليد الجاهليَّة ممَّا شوَّه صورة الإسلام في نُفوس الناس وأدَّى إلى ابتعادهم عنه.

 

وإنَّ أكثر التشويهات التي حدثت في صُورة الإسلام الناصعة في أنظار المسلمين وخاصَّة طبقة المثقَّفين منهم، كان هؤلاء العلماء هم المسؤولين عنها في الدرجة الأولى.

 

سادسا: تصحيح المفاهيم والتصوُّرات التي انحرَف فيها المسلمين، وأهمها توضيح حقيقة التوحيد ذاتها، وتصحيح مفهوم العبادة، ومفهوم السياسة والحُكم في الإسلام، ومفهوم القضاء والقدر وغير ذلك.

 

سابعًا: وضْع تخطيط دقيق لإنجاح جهود الحركات الإسلاميَّة يقومُ على أساسٍ من التفهُّم وتوحيد الجبهات وحشْد الطاقات؛ لتكون الأمَّة الإسلاميَّة في هذه البلاد يدًا واحدة على كلِّ مَن سِواهم وقوَّة مرهوبة الجانب يُحسَب حسابها في حلبة الصراع العقدي الذي لا يَزال قائمًا على أشُدِّه في هذه البلاد.

 

ثامنًا: وضْع مِنهاجٍ قويم للنِّظام الإسلامي السياسي يقومُ على أساس تقرير الشريعة الإسلاميَّة وإيجاد الأمَّة الإسلاميَّة التي تُطبِّقها وتُحوِّلها إلى واقعٍ عملي في شُؤون حياتهم، ومحاولة إيجاد الدولة القويَّة التي تُهَيمِنُ على شُؤون الأمَّة وتحميها.

 

تاسعًا: ومن الممكن أنْ يحمل المسلمون في هذه البلاد عِبْءَ الدعوة الإسلاميَّة في المستقبل القريب، ولكن حبَّذا لو بذلت الدول الإسلاميَّة مجهودات كبيرة في سبيل نشْر التوعية الإسلاميَّة في هذه البلاد، وقدَّمت العون اللازم في هذا الصَّدد بإرسال الدُّعاة المخلصين للعمَل لهم؛ ليُعرِّفوا الناس بحقيقة الإسلام ويُصحِّحوا المفاهيم التي انحرَف فيها الناس، وينشُروا فيها الثقافة الإسلاميَّة والتعليم الإسلامي، وقدمت كذلك المساعدة الفعالة في سبيل ردِّ اعتبار المسلمين السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

 

ولعلَّ هذه الرسالة تصلح أنْ تُؤدِّي خدمةً للأجيال الإسلاميَّة الناشئة يتعرَّفون فيها إلى جُهود المبشرين ونشاط الإرساليَّات الكبير في حقل التبشير، ومَساعي رجال الاستعمار ومخططاتهم المدروسة في سبيل تحقيق السَّيْطَرة السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وكذلك جُهودهم الرامية إلى محو العقائد والحضارة والقيم والمثُل أو زعزعة عقيدة الأجيال الإسلاميَّة الناشئة بوجهٍ خاصٍّ، وتهيئتها بشتَّى الوسائل والأساليب لقبول النُّفوذ الغربي والخضوع والاستكانة لأطْماع الاستعمار وأهداف التبشير، والأمل معقودٌ بتلك النُّخبات الإسلاميَّة الطيِّبة التي تتأهَّب لتنسيق حركةٍ إصلاحيَّة عمَّا قريبٍ لإنهاض الأمَّة الإسلاميَّة من كَبوتهما وإيقاظها من سباتها العميق، فلعلَّها تجدُ في هذه الدِّراسة وأمثالها ما تستنيرُ به للوقوف على أخطار حَركات التبشير ومَطامع القُوَى الاستعمارية، وآثار أعمال التبشير والاستعمار والحضارة الغربيَّة الماديَّة على شُؤون حياة المسلمين، ثم تضعُ مناهجها الخاصَّة وبرامج عملها الإصلاحي الدقيقة لإزالة رَواسِب الاستعمال، ومجابهة أخطار التبشير حتى يُحقِّق الله على يدَيْها النصر المبين.

 

ربَّنا عليك توكَّلنا وإليك أنَبْنا وإليك المصير، وإنْ أريد إلا الإصلاح ما استطعتُ، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكَّلتُ وإليه أنيبُ، وآخِر دَعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.

 

 

الموضوع

الصفحة

المقدمة: لمحة تاريخية عن ماضي الإسلام في بلاد السودان الغربي ودوافع الغزو الغزو الأوروبي للعالم الإسلامي

1

التمهيد الأول: عرض وجيز لتاريخ الإسلام في غرب إفريقيا

2

التمهيد الثاني: دوافع الغزو الأوروبي للعالم الإسلامي

17

الباب الأول: الاستعمار في نيجيريا والرحلات التجارية والاستكشافية والاحتلال البريطاني وآثاره...

28

الفصل الأول: دخول الاستعمار والرحلات التجارية والاستكشافية

29

المبحث الأول: الرحلات التجارية

31

المبحث الثاني: الرحلات الاستكشافية

39

الفصل الثاني: احتلال بريطانيا لنيجيريا وآثار غزوها الاستعماري وويلات نظام حكمها

44

المبحث الأول: احتلال بريطانيا لنيجيريا

45

المبحث الثاني: آثار الغزو الأوروبي

66

المبحث الثالث: ويلات نظام الحكم الاستعماري في هذه البلاد

76

الباب الثاني: التبشير المسيحي في مختلف مناطق نيجيريا ووسائل دعايته المختلفة وظهور الحركة القومية في الكنيسة المسيحية

83

الفصل الأول: حركة الغزو الصليبي في مختلف مناطق نيجيريا

 

المبحث الأول: التبشير في جنوب نيجيريا

84

المبحث الثاني: معركة الصليب مع الهلال في المناطق الشمالية

106

الفصل الثاني: وسائل المبشرين في نشر الدعاية التبشيرية

125

المبحث الأول: التعليم الغربي ميدان فسيح للتبشير ونشر العلمانية اللادينية

130

المبحث الثاني: ميدان التطبيب

205

المبحث الثالث: دور وسائل الإعلام في نشر الدعاية التبشيرية

218

المبحث الرابع: وسائل أخرى ذات أهمية في الدعاية التبشيرية

234

الفصل الثالث: ظهور الحركة القومية في الكنيسة وامتدادها إلى شؤون الحكم والسياسة

260

الباب الثالث: آثار النفوذ الغربي على مختلف شؤون الحياة في هذه البلاد

287

المبحث الأول: التغيير السياسي

292

المبحث الثاني: التغيير الاجتماعي والحضاري

308

المبحث الثالث: التغيير الديني

315

الخاتمة: الاستشراق نحو مستقبل زاهر

329

قائمة المراجع

341

 





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • التبشير والاستعمار في نيجيريا (عرض)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • التبشير بقدوم شهر رمضان المبارك(مقالة - ملفات خاصة)
  • التبشير في سوريا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إرساليات التبشير في العالم الإسلامي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التبشير وتعليم الفتاة المسلمة في السودان(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التبشير بقدوم رمضان وخطة العمل فيه(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • في التبشير وأعمال المبشرين ( خطبة )(مقالة - ملفات خاصة)
  • وسائل التنصير والتبشير(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الزلازل والأعاصير بين الإنذار والتبشير (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
2- إعادة النظر ف في علاقة الغرب بالصهيونيه
atoumsaeed - jordn 14-07-2013 11:43 AM

هناك ملاحظه بحاجة إلى مراجعة للتصحيح وهذه الملاحظة الخطأ الفادح في التعاون والتقارب الأمريكي ودول الاتحاد الأوروبي مع الصهيونية العالمية بغير وجه حق واعتبره جهل من الجهالات في عصر العلم وها أنا أوضح سبب هذا الانتقاد ومن يجد أنني على غير حق عليه فله الحق بالرد علي فإذا ما نظرنا إلى ديانة مسيحيي العالم والذي يؤمنون بعيسى عليه السلام بأنه إله أو ابن الله كما نؤمن نحن المسلمون بأنه نفخة من روح الله وأنه نبي أسوة بالأنبياء والرسل الآخرين فهنا يأتي السؤال إلى جميع مسيحيي العالم أجمع ألم يكن اعتقادكم أنه صلب كما نعتقد نحن المسلمون بأن الذي صلب هو الشبيه بعيسى وليس هو ورفعه الله إليه بعد أن توفاه الله وسيعيده إلينا كهلا ويكسر الصليب ويعيد بث ونشر رسالة محمد عليه السلام الإيمان بالله الواحد القهار وينشر الأمن والسلام بجميع أنحاء العالم لا يوجد خوف إلا من الذئب على الغنم وهنا الأمر الذي يحتاج الى توضيح ما سبب شدة الصلة والعلاقه الحميمة بين مسيحيي العالم واليهود مع العلم أن اليهود الذي صلبوا عيسى كما تدعون مع العلم أن الله أرسل لليهود الشبيه بعيسى من أجل نجاته ومعروف عنهم أنهم قتلة الأنبياء ونقضة العهود فكيف تساندون من صلبوا عيسى عليه السلام حسب ادعائكم ولم يكن هذه الصلة القوية بينكم وبين العرب المسلمين والذي إذا قرأتم القرآن لوجدتم شدة التقارب بيننا وبينكم في أمور كثيرة أما ما يقوموا به من لا يمثلون الأسلام بشيء إلا بأنفسهم فقط من قاموا بتدمير المجمع التجاري فهو بتدبير من اليهود من أجل أن يغلوا قلوبكم على الإسلام والمسلمين وأكبر دليل وأقرب دليل عندما استلم الخليفة عمر الخطاب مفتاح القدس ارجعوا إلى التاريخ في كيفية حسن التعامل معكم وهناك أمور كثيرة لا يتسع المكان لذكرها وإن لم نذكرها نعلم أنه يوجد في بلادكم مؤسسات ذات تخصص في مثل هذا لأمر يبين حقيقة حسن تعامل المسلمين مع ألأديان ألأخرى نرجوا منكم اعادة النظر في هذه العلاقه بغير اصولها ولو كان هناك عالم حر يسوده العدل لوقف جميع العالم ضد هؤلاء اليهود الذين هم سبب الفتنه والفساد بالعالم لتخليص العالم منهم ومن وجد أنني على غير حق فليثبت عكس ذاك وأكون شاكرا للجميع

1- جهد مبارك
مريم مصطفى علي - مكة المكرمة 23-10-2011 01:03 AM

وفقك الله وبارك في جهودك ونفع بك الإسلام والمسلمين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب