صفحات منسية من تاريخ الإسلام في مدينتي تارانتو وبرنديزي

[1] قال الإدريسي في نُزْهة المُشْتاق في اختراق الآفاق (ص353،352) بعد أن تحدث عن العديد من مدن جنوب إيطاليا: كلها من بلاد قِلَّوْرِيَة، وبلاد بولية، وبولية، وقِلَّوْرِيَة أسماء الأرضين، والأقاليم، وتحتوي على بلاد كثيرة،انتهى.

[2] وصف الحميري بوليا في الروض المعطار (ص116) بأنها مدينة على البحر الشمالي، قال: وهو بحر لا يركبه أحد؛ لغلظ جوهر مائه، وظلمته، وتكاثف الهواء عليه،انتهى. وانظر: كتاب الجغرافيا لابن سعيد المغربي (ص61).

[3] وصفها الحميري في الروض المعطار (ص382) بقوله: مدينة كبيرة قديمة، على قطيعة من البحر الشامي ـ يقصد شرق البحر المتوسط والله أعلم ـ بالقرب من الوادي المعوج في بلاد الروم، وهي حسنة المباني والديار، كثيرة التجار والسفار، توسق منها السفن، وتقصدها الرفاق، وهي ذات متاجر، وأموال طائلة، وبها مرسى فيه بحر حي، ثم ذكر البحيرة التي في شرقها، وشمالها، ووصفها، ثم قال: ويحيط بهذه المدينة البحر الحي، والبحيرة من كل الجهات، خلا الوجه الواحد مما يلي الشمال. وكل تلك الأوصاف قد عَوَّل فيها ـ كما عَوَّل في غيرها أيضًا ـ الحميري على الإدريسي، ونقل من كتابه في كثير من المواضع نَقْلًا حَرْفِيًّا.

وذكر ياقوت في معجم البلدان (4/4) أنها مدينة بصقلية، وقد تقدمت نماذج لمدن إيطالية ذكر المؤرخون، والجغرافيون أنها من مدن صقلية، والظاهر أن بُعْد الديار، وقِلَّة النَّازلين بها، وقُرْبها من صقلية، وتَبَعِيَّتها لأمرائها فترة من الزمن، وانطلاق الغزوات من صقلية إليها، كل ذلك جعل المؤرخون والجغرافيون القُدامى يخلطون بين مدن صقلية، ومدن شبه الجزيرة الإيطالية، حاشا الإدريسي؛ فإنه من أهل تلك البلاد، وقد سَبَر أرضها شِبْرًا شِبْرًا، ووصفها وصف العارف الخبير.

[4] الكامل في التاريخ (6/76). ولكنه وصف مدينة طارنت بأنها من أرض أنكبردة، وقد مَرَّ الحديث عن أرض أنكبردة في آخر المقال رقم (11) من هذه السلسلة بحمد الله، وسيأتي مزيد بيان إن شاء الله تعالى.

[5] قال ابن الأثير عقب ذلك: وكان الأمير على صقلية للمسلمين محمد بن عبد الله بن الأغلب، فتوفي في رجب من سنة ست وثلاثين ومائتين، فكان مُقيمًا بمدينة بلرم، لم يخرج منها، وإنما كان يخرج الجيوش والسرايا، فتفتح، وتغنم، فكانت إمارته عليها تسع عشرة سنة.

[6] المسلمون في أوروبا وأمريكا (ص155).

[7] القوى البحرية والتجارية (ص215).

[8] القوى البحرية (ص218).

[9] المرجع السابق (ص218،219). وتعتبر هذه الغارة آخر الغارات الإسلامية في شمال البحر الأدرياتي.

[10] المرجع السابق (ص221).

[11] المسلمون في أوروبا وأمريكا (ص156).

[12] الكامل في التاريخ (7/25).

[13] انظر: الكامل في التاريخ (7/362).

[14] القوى البحرية والتجارية (ص306).

[15] دولة الإسلام في الأندلس (1/476).

[16] القوى البحرية والتجارية (ص214).

[17] جزيرة كريت ـ المسماة في المصادر العربية بجزيرة أقريطش ـ هي جزيرة في شرقي البحر المتوسط بالقرب من اليونان، غزاها عبد الله بن سعد بن أبي سرح في خلافة عثمان رضي الله عنه، وغزاها المسلمون في أيام بني أمية، وبني العباس عدة غزوات، ثم فتحها المسلمون الرَّبَضِيِّون الأندلسيون سنة 212 هـ (825 م)، وانتزعوها من أيدي البيزنطيين، وفيها أسسوا قاعدة لهم أحاطوها بخندق كبير، فعُرِفت باسم الخندق، وهي المسماة حاليا بكانديا ـ أخذا من الاسم العربي، وصارت جزيرة كريت منذ ذلك الوقت قاعدة إسلامية ضد الدولة البيزنطية، ومَصْدر رُعب لأمنها، وتجارتها. وقد حاول البيزنطيون استعادتها مرات عديدة، واستعانوا بمئات من الجنود الروس في بعض المحاولات، ولكنها فشلت بسبب المساعدات التي كانت تقدمها مصر، والشام، وأفريقية لهذه الجزيرة، إلى أن تمكن القائد البيزنطي نقفور فوكاس ـ والذي صار الإمبراطور فيما بعد ـ من استعادتها سنة 350 هـ (961م) بعد ما يزيد على القرن وربع القرن من الزمان، ثم فتحها العثمانيون في القرن السابع عشر الميلادي، وظلت في أيديهم، حتى استقلت سنة 1898م، ثم التحقت باليونان سنة 1913 م ، وينسب إليها كثير من العلماء، منهم: المُحَدِّث، محمد بن عيسى، أبو بكر، الأقريطشي رحمه الله تعالى. انظر: تاريخ الطبري (5/174)، والأنساب للسمعاني (1/200)، ومعجم البلدان (1/236)، وسير أعلام النبلاء (8/258،257)، وتاريخ الإسلام (25/235)، وتاريخ ابن خلدون (3/253)، (4/211،126،47)، والروض المعطار (ص51)، والاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (1/223)، والمغرب في حلى المغرب لابن سعيد المغربي (1/42)، ونفح الطيب (1/339)، (3/162)، (5/16،15)، وأطلس تاريخ الإسلام (ص287).

[18] المسلمون في أوروبا وأمريكا (ص155).

[19] نفس المصدر (ص156).