باحثون ومهنيون يجتمعون في ويستلاند لمناقشة الصحة النفسية للمجتمع الإسلامي

باحثون ومهنيون يجتمعون في ويستلاند لمناقشة الصحة النفسية للمجتمع الإسلامي

استقطَب المؤتمرُ السنوي السابع عشر للصحة النفسية للمسلمين الذي عُقِدَ في مدينة "ويستلاند" بمقاطعة "ميشيغان" شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى بثِّه عبر الإنترنت - مئات المشاركين من باحثين ومِهنيين في مجال الطب والصحة النفسية من مختلف دول العالم.

ويُعقد المؤتمر تحت إشراف اتحاد الصحة النفسية للمسلمين، وجامعة ولاية ميشغيان، وحمل المؤتمر لهذا العام شعارًا بارزًا: "بناء القدرة على الصمود من خلال المقاومة والرعاية الجماعية"؛ حيث تَم التركيز على التحديات النفسية التي تواجه المسلمين، وسُبل معالجتها من خلال أُسس دينية واجتماعية وعلمية.

أكَّدت الدكتورة "عقيلة حسين" عضو مجلس إدارة مؤتمر الصحة النفسية للمسلمين ورئيسة اللجنة الفرعية للمتطوعين - أهميةَ هذا الحدث الذي يُعدُّ من أقدم المؤتمرات الأكاديمية المتخصصة في رعاية الصحة النفسية للمجتمعات المسلمة، وقالت: "يتعلق الأمر بشكل كبير بما تُظهره الأبحاث في البيئة السريرية، وما تُظهره الأبحاث وراء الكواليس، ويضيف حقًّا الكثير من المزايا الأكاديمية لدراسة هذه الفئة السكانية المتنوعة للغاية".

سعَت اللجنة المنظِّمة إلى تعزيز الحوار بين مختلف العاملين في المجال؛ حيث أشارت "عقيلة حسين" إلى أن المؤتمر يُسهم في رفع الوعي باحتياجات المسلمين النفسية، ويجمع تحت مِظلته ممارسي الصحة النفسية، والأطباء السريريين والباحثين، والمهنيين الطِّبِّيين لمناقشة قضايا حيوية، وأوضحَت أن هذا اللقاء يُعدُّ بمثابة "ملتقى للعقول"؛ إذ يجمع جميع الفاعلين لمناقشة تطوُّرات الأبحاث والخبرات العملية.

طرَحت اللجنة هذا العام موضوع "الصمود والمقاومة والرعاية الجماعية"، باعتباره محورًا مركزيًا للنقاش؛ حيث عبَّرت "عقيلة حسين" عن قناعتها بأن المجتمعات الإسلامية قادرةٌ على التماسك والمرونة في مواجهة الضغوط النفسية والاجتماعية.

استقطَب المؤتمر مشاركين من مختلف الخلفيات الثقافية والجغرافية؛ ما جعله منصة فريدة لعرض أبحاث حديثة تتعلق بالصحة النفسية للمسلمين في السياقات الغربية والشرقية على حدٍّ سواء، وقد ساعدت هذه اللقاءات على تبادُل الخبرات، واستكشاف الخصائص المشتركة بين المجتمعات المسلمة في العالم، رغم تنوُّعها الكبير.

سلَّط المؤتمرُ الضوءَ على التحديات البحثية التي تواجهها المجتمعات الإسلامية، خاصة في الولايات المتحدة؛ حيث أبدت "عقيلة حسين" أسفَها لغياب التمثيل الكافي للمسلمين في الأبحاث النفسية، رغم كثافتهم السكانية.

أتاح المؤتمرُ لمجموعات مسلمة متنوعة فرصةَ مناقشة قضايا الصحة النفسية من منظورهم الخاص؛ مما أَضفى على النقاشات طابعًا غنيًّا وشاملًا، وقالت "عقيلة حسين": "المجتمع المسلم كبير بما يكفي، إنه مجموعة متنوعة منا، ننتشر في جميع أنحاء العالم، ولدينا تجاربُ وأساليبُ عيشٍ مختلفة؛ مما يجعل من الصعب تصنيفنا في مجموعة واحدة كبيرة".

نوَّهت "عقيلة حسين" كذلك إلى الطلب الزائد على مستشاري الصحة النفسية المسلمين، مؤكدةً أنها تلاحظ وجود قوائم انتظار طويلة لديها، معظمها من مسلمين يسعون للحصول على دعم نفسي، وأردَفت: "أعتقد شخصيًّا أن الناس يتواصلون بشكل كبير، وخاصةً المراهقين، ومنتصف الثلاثينيات، فهُمْ أكثر انفتاحًا على العلاج، وأكثر اهتمامًا بفَهْم أسلوب تفكيرهم والتفكير في هذه الأمور.

سلَّطت "عقيلة حسين" الضوءَ على أهمية توفير "مساحات آمنة" تُتيح للمشاركين مناقشة قضايا العالم المعاصر من منظور إيماني وإنساني، ورأت أن هذا النوع من المؤتمرات يُسهم في نشر الوعي بالحقوق النفسية والإنسانية.

شهِد مؤتمر الصحة النفسية للمسلمين المنعقد يومي 11 و12 أبريل - تفاعلًا واسعًا، وتأكيدًا متجددًا للحاجة إلى منابر تجمع بين التخصص الأكاديمي والوعي المجتمعي، والقيم الإيمانية في آنٍ واحد، بما يَخلق مسارًا متوازنًا نحو تعزيز الصحة النفسية للمجتمعات الإسلامية في العالم المعاصر؛ المصدر: شبكة الألوكة.

يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.